رواية ميراث ابي
الفصل الثاني والخمسون52
بقلم زهرة عمر
دون أن ألاحظ سعيد ينظر إليه ببرود ويقول الاتهامات كانت سريعة سيف ينظر إلى سعيد ويقول أعتذر سعيد لم يكن عليّ أن أتهمك سعيد يقول لابأس و يأخذ أدواته ويغادر الغرفة تتبعه بنين بينما خديجة وسيف يقفان في صمت وفي المساء يعود سعيد إلى المنزل منهكًا بعد يوم طويل من العمل في المزرعة يفتح الباب ويجد بنين قد أعدت طاولة الطعام بشكل مرتب ومبهج مع أطباق بسيطة ولكنها شهية شموع صغيرة تضيء المكان وتضيف أجواء دافئة سعيد يقول بدهشة وسعادة ما هذا؟ هل نحن في مطعم فاخر ولم يخبرني أحد؟ بنين تضحك وترد أردت فقط أن أجعلك تنسى ما حدث اليوم سعيد يقترب منها ويضع يده على كتفها ويقول أنتِ لا تحتاجين لفعل أي شيء مجرد وجودك هنا يكفي تقول بنين بابتسامة أعرفك جيدًا عندما تتعرض لموقف كهذا تبقى تفكر فيه طوال اليوم لذا فكرت أن أُلهيك قليلاً يجلسان معًا على الطاولة لتناول الطعام سعيد يأكل بشهية ثم يتوقف للحظة وينظر إلى بنين بابتسامة ويقول الطعام لذيذ جدًا هل تعلمتِ الطبخ في دورة فاخرة ولم تخبريني بنين تضحك وهي تضع قطعة خبز في فمه وتقول توقف عن المزاح واكمل طعامك ثم يغمز سعيد لها ويقول شكرًا سيدتي الشيف بعد انتهاء العشاء يبدأ سعيد بجمع الأطباق بنين تقول بسرعة توقف اتركها لي يقول سعيد بإصرار لا سأساعدك بنين تضع يدها على جنبها وتميل برأسها وتقول قلت سأغسلها بنفسي يرد سعيد بمزاح وأنا قلت سأغسلها بنفسي ما رأيك أن نحسم الأمر بمباراة مصارعة؟ بنين تضحك بصوت عالٍ وتقول لا تحلم أنت تعلم أنني سأربح يحمل سعيد بعض الأطباق ويمشي باتجاه المطبخ لكن بنين تسحب منشفة على كثفها وتحاول إيقافه وتقول بنين سعيد إن لم تترك الصحون سأغضب لكن سعيد يمثل الخوف ويقول يا إلهي أنا مرعوب تأخذ بنين الصحون منه لكنه يأخذها مرة أخرى ويبدأ بغسلها بنين تقف بجانبه وتبدأ برش الماء عليه من الحنفية سعيد يضحك ويحاول حماية نفسه ويقول بنين توقفي ستجعلينني ابتل بنين تضحك تقول هذا عقابك لأنك لم تسمع كلامي ثم يأخذ سعيد بعض الرغوة ويرميها على بنين تتحول المشاجرة إلى لحظة مليئة بالضحك والسعادة و بعد أن ينهيا غسل الصحون معًا يجلسان على الأريكة سعيد ينظر إلى بنين بابتسامة ويقول شكرًا لكِ على كل شيء أنتِ أفضل ما حدث لي في حياتي بنين تضع رأسها على كتفه وتقول وأنا سأكون هنا دائمًا لأجعلك سعيدًا مهما حدث ثم تنظر إلى الأرض وتلعب بخصلات شعرها سعيد ينظر إليها ويقول ماذا هناك؟ تبدين وكأنك تخبئين شيئًا بنين تتردد قليلاً ثم تقول سعيد أريد أن أخبرك بشيء حدث اليوم سعيد يقول أخبريني بنين تبتلع ريقها وتنظر إليه وتقول تلك النقود في غرفة سيف لم تكن نقوده سعيد يجلس مستقيمًا بصدمة ويقول ماذا تقصدين؟ بنين تكمل بصوت منخفض وخجل لقد وضعتها أنا هناك كانت نقودي التي وجدتها اليوم كنت قد خبأتها منذ زمن ونسيتها سعيد يحاول استيعاب ما قالته ويقول إذن كنتي ِ تحاولين حماية من سرق المال واتضح أنكِ أنتِ البطلة الحقيقية بنين تقول بسرعة لم أقصد أن أكذب