رواية ميراث ابي الفصل السابع والخمسون57 بقلم زهرة عمر






رواية ميراث ابي
 الفصل السابع والخمسون57
بقلم زهرة عمر




وبعد خمسة أشهر وفي المساء كانا سعيد يجلس على الأريكة بينما بنين تقف في المطبخ تعد الشاي يسمع صوت طرق الباب سعيد ينهض ويتجه نحو الباب يفتح سعيد ويستلم رسالة من الساعي البريد ينظر سعيد إلى الظرف وعليه ختم عائلته يشعر سعيد بشيء غريب يراوده لم يكن يعلم أن ما كتب داخل هذا الظرف سيغيّر مجرى حياته ويقلب كل شيء رأساً على عقب يغلق سعيد الباب ويعود إلى الأريكة يفتح الرسالة يبدأ في القراءة بصوت منخفض لنفسه عينا سعيد تتحركان بسرعة عبر الكلمات وتعابيره تتغير مع كل جملة سعيد يقرأ بصوت مرتجف ابني سعيد أكتب لك هذه الكلمات بيدين مرتعشتين وقلب مثقل بالحزن والدك خاض معركة طويلة من أجل البقاء و لقد حاولنا بكل الطرق أن نجعل والدك يتعافى لكنه اضطر لإجراء عملية خطيرة للأسف توفاه الله أثناء العملية كنت تفعل المستحيل لتوفير تكاليف العلاج ولكن والذك اضطر إلى اقتراض مبلغ كبير من اجل العملية نحن بحاجة إليك يا أبني الرجل الذي أقرضنا المال يطالب به الآن وهو رجل محترم لكنه يريد حقه لقد اتفقنا مع زوجته على حلّ يحفظ كرامتنا وهو أن تتزوج انت بابنته مقابل التنازل عن المبلغ هذه فرصتنا الوحيدة يا سعيد خاصة أنهم عائلة محترمة ابني أنت تعرف أن زوجتك صغيرة جدًا ولن تكون حاملاً بعد  لذا لا يوجد شيء يمنعك من اتخاذ هذا القرار لإنقاذنا أرجوك عد إلينا في أقرب وقت فأنت أملنا الوحيد أمك المحبة سعيد ينزل الرسالة ببطء من أمام وجهه ويداه ترتعشان عينيه تمتلئان بالدموع و نظراته تائهة تتسارع أنفاسه و يهمس لنفسه لا هذا ليس حقيقياً كيف يمكن أن يحدث هذا؟ و ينهار على الأرض ويضع يده على وجهه وكأن الحزن يسحب روحه تنهار دموعه من عينيه وينفجر بكاءه بصوت عالٍ و يردد أبي لماذا ذهبت تركتني وحدي؟ كنت احلم أن أعود وارك من جديد بخير من المطبخ تسمع بنين صوت البكاء تضع الصينية على الطاولة وتركض بسرعة إلى الغرفة تدخل بنين الغرفة و سرع نحو سعيد بقلق وهيا  تقول سعيد سعيد ماذا حدث تقترب منه وتجلس بجانبه على الأرض تمسك بكتفيه محاولة رفع وجهه عيناها مليئتان بالدموع من رؤيته هكذا يقول سعيد بين شهقات البكاء أبي أبي مات يا بنين تتجمد بنين للحظة وكأن الكلمات تضربها كالصاعقة ثم تغطي فمها بيدها بصدمة ودموع تملأ عينيها وتقول بصوت مرتعش يا إلهي أنا آسفة جدًا يا سعيد يضع سعيد الرسالة في جيبه دون أن تنتبه بنين ينظر إليها بعينين غارقتين بالدموع و صوت مختنق ويقول لقد حاولت تحملت كل شيء من أجله لكنه ذهب ذهب والذي كنت أريد أن أراه كنت أريد أن أكون بجانبه يا بنين تبدأ بنين البكاء تعانق سعيد محاولة مواساته يجلس كلاهما على الأرض متشابكي الأيدي يبكيان معًا تقول بنين بصوت متقطع بالبكاء أنا هنا معك و لن أتركك أبدًا وسأكون دائمًا بجانبك سنواجه هذا معًا و نتجاوز كل شيء يضع سعيد رأسه على كتفها وتمسح بنين على شعره بلطف و تهمس له بكلمات تملؤها الطمأنينة أبيك كان فخورًا بك أنا متأكدة من ذلك وأنا أيضًا فخورة بك لقد فعلت كل ما استطعت

تعليقات