رواية ميراث ابي الفصل التاسع والخمسون59 بقلم زهرة عمر






رواية ميراث ابي
 الفصل التاسع والخمسون59
بقلم زهرة عمر



يقترب من طاولة صغيرة في غرفة المعيشة يضيء مصباحًا خافتًا ويجلس يضع ورقة أمامه يلتقط القلم لكن يده ترتجف يأخذ نفسًا عميقًا ويبدأ في الكتابة رسالة لبنين بنين زوجتي الجميلة أعلم أن ما سأكتبه الآن سيحطم قلبك لكنه أيضًا يحطم قلبي كنتِ لي السكينة وسط ضجيج العالم والعائلة التي وجدتُها بعد سنوات من الوحدة في غربتي كنتِ السبب في أن أبتسم في أصعب أوقاتي وأن أجد الأمل حتى عندما شعرت بالعجز لكن تأتي لحظات علينا أن نختار فيها بين ما نريده وبين ما يجب علينا فعله تعرفين تلقيتُ رسالة من أمي تخبرني بأن أبي قد رحل وتطلب مني العودة وأنا الآن مطالب بأداء واجبي تجاه عائلتي والدي ترك خلفه ديونًا كبيرة وأنا مجبر على سدادها وهناك أشياء لا أستطيع شرحها و لا خيار لي سوى العودة إلى بلادي أعلم أنك ستتألمين لكنني أكتب هذه الرسالة لأنني لا أملك الشجاعة لأقول لك هذا وجهًا لوجه لا أريد أن تبكين بسببي بنين لقد أحببتك بكل صدق وستبقين دائمًا حبي الأول والأخير لا أطلب منك أن تنتظريني فأنا ربما لا أعود بنين أن الآن حرة لا أريد أن أحرمك من السعادة لكني أرجوك أن تتذكري دائمًا أنني لم أتركك لأنني أردت بل لأنني كنت مجبرًا على ذلك سامحيني يا وردتي البيضاء وكوني قوية كما كنتِ دائمًا وداعًا سعيد يرفع سعيد رأسه عن الورقة ينظر إليها وعيناه مغرورقتان بالدموع ثم يطوي الرسالة ببطء ويضعها على الطاولة بالقرب من المصباح يقف وينظر حول الغرفة ثم  يتجه إلى باب الغرفة حيث تنام بنين  يقف للحظة وينظر إليها من بعيد ثم يجمع ملابسه بهدوء و يضعها في حقيبة صغيرة يفتح درجًا بجانب السرير ليأخذ بعض الأوراق لكن عيناه تقعان على صندوق صغير يحتوي على ذهب بنين الذي قدمه لها سيف يوم زفافهما يلتقط الصندوق بيده وينظر إليه بحزن عميق و يهمس بينما ينظر إلى الذهب هدية عرسنا حافظي عليها يا بنين كنتي ِ تستحقين أكثر من هذا بكثير سامحيني يعيد الصندوق إلى مكانه برفق و يغلق الدرج ببطء يتنفس بعمق و يأخذ حقيبته الصغيرة ويتجه نحو باب المنزل قبل أن يفتح الباب يتوقف و يدير رأسه لينظر إلى المنزل للمرة الأخيرة عيونه تتجول في المكان وكأنه يودع كل تفصيل فيه يمسح دمعة تنساب على خده ويقول سعيد بصوت مختنق لا يمكنني البقاء أكثر إذا بقيتظ لن أتمكن من الرحيل أبدًا سأجد مكانًا لأبيت فيه الليلة حتى أحجز موعدًا للطائرة وأتمكن من المغادرة يفتح الباب ببطء حتى 
لا يصدر صوتًا ثم يخطو خارج المنزل قبل أن يغلق الباب خلفه يلقي نظرة أخيرة وكأن قلبه يترك قطعة منه خلفه ثم يسير سعيد في الشارع المظلم يجر حقيبته ببطء بينما يلفه الصمت المكان وفي تلك الأثناء كانت بنين ترا حلم وهيا  تسير بجانب سعيد في طريق طويل محاط بأشجار عالية ترى بنين وردة بيضاء على الأرض تنحني لالتقاط الوردة ولكن حين ترفع رأسها بسرعة تتغير الأجواء فجأة ضباب كثيف يغطي المكان وسعيد يختفي تمامًا بنين بعينين مليئتين بالخوف تبحث حولها وتبدأ بالمناداة بصوت سعيد أين أنت؟ سعيد الصمت يلف

تعليقات