رواية ميراث ابي الفصل الستون60 بقلم زهرة عمر






رواية ميراث ابي
 الفصل الستون60
بقلم زهرة عمر




الصمت يلف المكان صوتها يتردد في الفراغ بينما تحاول المشي وسط الضباب تتلفت يمنة ويسرة فجأة يظهر ظل بعيد في الضباب يشبه سعيد لكنها لا تستطيع الوصول إليه مهما ركضت تتحول كلماتها إلى بكاء الظل يختفي وتجد نفسها وحيدة تمامًا تبكي بصوت عالٍ وهي تمسك الوردة البيضاء بشدة الأوراق تسقط منها تدريجيًا حتى تصحو بنين فجأة من الحلم قلبها يخفق بشدة وتتنفس بصعوبة عيناها مفتوحتان على اتساعهما نظرة الرعب لا تزال واضحة تجلس بنين في السرير صوت أنفاسها يملأ الغرفة تمسح العرق عن جبينها وهي تهمس لنفسها كان مجرد كابوس لكن القلق يتسلل إلى قلبها تنظر إلى الجانب فتجده أن سعيد ليس بجانبها  تبدأ تنادي بهلع وهي تنهض بسرعة سعيد؟ سعيد أين أنت؟ تخرج من الغرفة بسرعة تبحث في المنزل غرفة تلو الأخرى لكن لا أثر له تمر عينها على الطاولة في غرفة المعيشة حيث ترى رسالة موضوعة تقترب منها ببطء تلتقط الورقة تقرأ الرسالة وعندما تنهي قراءة الرسالة يدها ترتجف والدموع تنهمر على خديها تسقط الرسالة من يدها وتنهار على الأرض تمسك رأسها بين يديها وهي تبكي بحرقة و يتردد صوتها في الغرفة وكأن المنزل كله يتألم معها ثم بصوت مختنق بالبكاء لا لا يمكن أن يكون هذا حقيقيًا سعيد كيف تركتني؟ كيف استطعت أن ترحل هكذا تحاول الوقوف تنظر حولها وكأنها تأمل أن يكون كل هذا مجرد كابوس آخر أو أن سعيد سيظهر فجأة ويخبرها أن كل هذا مجرد خدعة منه تنادي بصوت متقطع وهي تتلفت في الغرفة سعيد؟ أعرف أنك تمزح هيا أخرج أعدك لن أغضب منك فقط فقط قل إن هذا ليس حقيقيًا تصمت للحظة و تتسارع أنفاسها وتزداد دموعها تتوجه إلى الغرفة الأخرى تبحث في كل زاوية ثم تعود إلى غرفة المعيشة تقف في منتصف الغرفة تنظر إلى الباب الخارجي بعيون مليئة بالرجاء وتقول سعيد أرجوك أخرج قل إنه مجرد مزاح أرجوك قل إنك لا تتركني قل لي يا وردتي البيضاء 
تنهار على ركبتيها وتقول بصوت مكسور وهي تبكي بحرقة سعيد لماذا كنت كل شيء لي لماذا تركتني وحدي؟ تفقد قوتها وتستلقي على الأرض دموعها لا تتوقف تحتضن الرسالة و تغمض عينيها من شدة التعب والبكاء ويغلبها النوم 
في صباح اليوم التالي أشعة الشمس تخترق نافذة الغرفة و تلقي بضوئها على وجه بنين لا تزال على الأرض الرسالة بين يديها وعيناها منتفختان من البكاء صوت طرق خفيف على الباب الخارجي بنين تفتح عينيها ببطء تبدو وكأنها تحاول تمييز الواقع من الكابوس تنهض بتثاقل الرسالة تسقط من يدها لكنها لا تعيرها انتباهًا و  تتجه نحو الباب عندما تفتح الباب تجد سيف واقفًا هناك  يقول سيف بغضب أين زوجك يا بنين؟ هل يجب أن أتحدث معه كل يوم كي يقوم بعمله؟ هذا الرجل لا يعرف الالتزام بنين تنظر إليه عيناها مليئتان بالحزن وجهها شاحب لكنها لا تتكلم سيف ينظر إليها باستغراب ويقول بنين ما بكِ؟ هل حدث شيء لماذا تبدين هكذا؟ وأين سعيد؟ فجأة تتساقط دموعها مجددًا وتغطي وجهها بيديها يقول سيف بتوتر وصوت عالي بنين ما الذي حدث؟ أين سعيد؟ تكلمي بنين تنهار أمامه

تعليقات