رواية لعبة الكنز الفصل الثامن8بقلم ياسمين شاكر



 رواية لعبة الكنز
 الفصل الثامن8
بقلم ياسمين شاكر




رجع أحمد البيت ودخل في هدوء وسلم على أمو وقعد يتونس معاها شوية بي نص بال ... جاتو رسالة من منار واستغربا لانها ما كانت عايزه تتناقش نهائيا في الموضوع ده وحسي بقت مندفعه بطريقه غريبه.. فتح الرساله وكان مضمونها: (أحمد ممكن توريني عملت شنو ووصلت لي شنو إنت وماجد؟ لقيتو رساله تانيه؟ ما حاقدر الاقيك فوريني هنا لحد ما ندبر شوفه تانيه)
قفل التلفون واستأذن من أمو عشان يدخل جوا ويتكلم معاها براحتو....  لكن ما رد عليها وانما قعد وعمل القروب بتاع الماسنجر وضافهم كلهم وكتب أول رساله وقال: ( شباب عملت القروب ده علشان نكون كلنا في الصوره مع بعض وما نتكلم كل واحد على حدا ونضطر نكرر الكلام كل شوية مرحب بيكم كلكم.. حبيت بس أقول إنو لقينا الرساله بتاعت ماجد ف حيجي هو ويشرح لقينا فيها شنو تمام؟)
بعد لحظات ردت منار بكلمة واحدة : ( منتظرة )
بانة كمان دخلت وكتبت ليهو :(شنو حرق الأعصاب ده يا أحمد)
رد : الرسالة رسالة ماجد لازم هو يقول فيها شنو .. كل البقدر اقولو هو إنو شخص العبان ومريض وحقير عايز يبرمج بينا لكن ابشركم إنو نحن الحنبرمج بيهو وندفعو تمن عمايلو القديمة والجديدة )
منار كتبت:( كان ممكن نتجاهل كل شي من البداية بس بي العملناهو تأكد إنو هو المنتصر من جديد وإنو لسة مسيطر علينا رغم أننا أربعة شباب بالغين ولكن اثبتنا إنو لسة بتحركنا روح الطفل الجوانا كلنا)
ماكتب حاجة تاني وكمان بانة ما ردت .. كلاما صاح بس فرقت شنو ما خلاص البقى بقى ليه مصرة تأنبهم بي الكلام الحار كل شوية ...
مر الزمن بطيء لحد ما وصل أبو أحمد ورجع البيت فقام هو ومرق قعد معاهم برا .بقى ساكت ماعارف يفاتحهم كيف ... تاني استجمع شجاعتو وقال ماحتفرق وجهة نظرهم ولا تصرفاتهم معاهو في شي حاصل ومنتهي
أحمد بصوت واطي شوية : يا ابوي ! كنت عايزك في موضوع ضروري 
علي: خيييير ! اتفضل قول 
أحمد كلمو بي جية عروة المحامي وكلامو القالو ليهو و المستندات حقت نقل الملكية فقط ... وانتظر ردة فعلو في هدوء،
علي اتغير وشو وهو بسمع منو وبقى مكفهر على الآخر... قال ليهو بي أسلوب جاف شديد : طول السنين الفاتت كانو الناس بتسائلو في الخفا ومافي زول فتح خشمو قدر يحرجنا بي كلمة  ... كنا مستورين إلا حسي بي عملتك دي يا ولد حتجيب لي روحك وتجيب لينا الفضيحة كل الناس حتشاور عليك يتغامزو ويتلامزو  من ورا ضهرك بعد تأكد ليهم ظنونهم
أحمد قال بلا مبالاة مصطنعة في حين إنو قلبو مامستقر في محلو : يشاورو علي ياابوي مابهمني .... كلام الناس لا بودي لا بجيب لابزيد مني لا بنقصني كل المحتاج ليهو بس دعمك إنت ياابوي أحس بس إنك واقف في ضهري وحاميني 
علي بسخرية: دعمي في شنو ؟ اقول لي الناس شنو يعني ولدي فل الفل بي الكضب ؟ ما أكيد حيسألو مادام عوضك إبراهيم بي البيت معناها  وقع عليك الفعل من الراجل ده ساعتا سمعتك حتتهز وسمعتي أنا حتتهز ويلوكو في سيرتنا بي العاطل... غبي!
كانت بتك على كلمة غبي شديد
أحمد قال بعد ما حس بي الخزلان لي المرة الألف: أنا فل الفل يا ابوي فعلاً .. إنتو عمركم ماسألتوني من شي سكتو ساي وافترضتو بس من عندكم افتراضات ، إنت بعدت نفسك مني وفرزتني من أخواني وأمي ركزت علي بزيادة دوناً عن أخواني لأنها افترضت برضو بدون تسألني حتى الحصل لي شنو .. إنتو سكتو وأنا بالتالي سكتا بس خلاص تاني مابسكت نهائي والباقي باقي 
علي هاج فيهو: ياولد فسلسفة فارغة معاك ماداير ... احسن ليك البيت ده تتخلص منو ترجعو لي سيدو تنكرو حطب فاهم ولا مافاهم 
أحمد بلهجة مهذبة لكنها حازمة : معليش لكن مافاهم ياابوي أنا كبير كفاية إني أدير شؤوني بنفسي خلاص ماداير منكم الدعم والسند خلوني بواجه الماضي براي 
علي وقف على حيلو وبدا يهرج ويهتف بي أعلى صوت ويقول ليهو : أطلع برا من البيت ده يا حيوان ياقليل الحيااااا ..أنا ماعندي ولد بقيف في وشي يكسر كلمتي براااا وقت تتربى وتسمع القلتو ليك ده تعال راجع تاني سامع؟
قام على حيلو هو برضو وعاين لي أمو  القاعدة ممحنة ماعارفة تقول ليهم شنو بس دموعا ماليات عيونا وطلع خلا ابو لسة بصرخ وبطرد فيهو .....
طلع مكسور ماعارف يقبل وين كل العملو إنو مشى بي رجلينو طلع من الفريق ومشى بدون هدى لمسافات طويلة.....
             
                   --------------------------

عروة الصباح وصل خالو إبراهيم زي ما كلمو لي دار الرعاية وخلص كل الإجراءات اللازمة والراجل استقر في الغرفة الخصصوها ليهو ... جاهو راجع لقاهو راقد في السرير مبتسم ومغمض عيونو ..ناداهو : يا خال أنا خلصت كل اللازم وماشي بعد كده الناس هنا حيهتمو بيك وماحينقصو منك شي أنا وصيتهم عليك 
رد إبراهيم بكلام خلاهو متعجب : الأولاد ما اتصلو عليك لسة؟
هز راسو مستغرب كيف بقدر يغير دفة الحديث بسهولة وقال : لييه ؟ المفروض انهم يتصلو يعني؟ إنت مخطط لي كده؟
إبراهيم مبتسم : اكييييد ...حيتصلو بيك لما يبدو رحلة البحث ويبتدو يتعثرو ويرتبكو 
عروة بي إصرار : ماقادر أفهم منك حاجة يا خال ممكن بس تختني في الصورة ولو تذكر لي بس راس الموضوع ؟ فهمك شنو من العملتو ده هااا؟  مثلاً لييه ختيت  بس تلا.....
قاطعو وقال : ماتدخل يا عروة كل شي في وقتو حلو كل العايزو منك لو ظهرو واتصلو عليك توريني وأنا بوريك تتصرف معاهم كييف
اتنهد وقال : مودينا على وييين يا خال ماعارف والله أمرك عجيب خايفك تلبسني في حيطة وأنا ماشي وراك أعمى كده..... على العموم  يلا أنا ماشي سلااام 
مرق منو وهو في غاية الضيق .. راجل غريب وغامض .. لو صحي القصة هي هي الكان بعملا في شبابو عملا مع الناس ديل عايز منهم شنو بعد كبرو ... وشنو اللعبة المخترعا دي وقصدو بيها شنو ... في الأول مشاهو ونفذ ليهو تعليماتو بدون يسأل بس حسي جاتو صحوة فجائية وحابي يفهم في شنو بس خالو ماحينولو الفي بالو ويفهمو ... الخال واثق إنهم حايرجعو يتصلو فهل ينتظرهم ولا يتصل أول ويسألهم؟ لكن حيسألوه دخلك شنو وماحيتكلمو ولو عرفهم إنو قريب إبراهيم برضو حيرفضو يفهموهو شي .. إستاء أكتر وقال : وراك يا خال لحد مااعرف الحقيقة شنو ...
الحقيقة نفسها الخلت منار قاعدة تضرب أخماس في أسداس ماعارفة خطواتا الجاية مودياها على وين ... ياترى خالتا حتحميها من بطش أبوها وأخوها زي ماقالت؟  مودة رجعت البيت بسرعة تفادياً لغضبهم وسابتا وحيدة منتظرة مصيرها .. فضلت كل شوية تفتح الماسنجر تشوف ماجد كتب شي وما بتلقاهو داخل لحد يمكن بعد ساعة كاملة حتى دخل ماجد وكتب ليهم : إزيكم ،معليش كنت مشغول من قبيل ... الرساله ياجماعة فيها لغز زي الرسالة الأولى بتاعت أحمد .. كان عندو مكتوب
                    أنا رفات في حالة سبات
                       حولي الظلام دامس 
                         والشمس لاتزور
وعندي مكتوب
           أنا موجود لكنك لاتراني لا اتحرك لكنك لن تدركني
           أُركض أو إمشي أُصمت أو غني وحدك لن تجدني
ما عارف لكن يبدو عايزنا نفتش على شي مدفون جايز لو كملنا بقية الرسايل نعرف شنو المدفون أو مدفون وين )
منار كتبت ليهو :فكرك شنو المدفون؟ يمكن قروش؟)
رد( ماعارف افكاري مشوشة يامنار خايف يكون بتسلى بينا ويكون مافي كنز ولا غيرو ضياع زمن وبس ) 
ما ردت عليهو لأنها سمعت أصوات جاية من برا فرزت فيهم صوت أبوها فقامت مخلوعة ولمت تلفونا تحت المخدة .. أصوات حادة واضح منها إنو في حجة رابطة 
برا وقفت ساجدة في وش أبو منار الحاج الكان جاي طاقي نار وشرار وهو بقول بي صوت جهور مفزع : وينا ؟ وين البت ياساجدة ناديها سريييع 
جات خالدة داخلة براهو وهي بتقول بي توتر واضح: بالهداوة ياحاج عليك الله
الحاج: بتك خلت فيها هداوة؟ كيف يعني إبراهيم ولا زفت ده سجل ليها بيتو كيييف ولاقتو وين لازم افهم منها 
ساجدة : أول شي إياك تعلي حسك في بيتي يا الحاج ،تاني شي منار ما لاقت إبراهيم ده ولا يحزنون جاها واحد محامي وبلغا بي الشي ده وماهي براها معاها تلاتة من أولاد الفريق 
الحاج: لييييييه تقدري توريني لييه؟ يابت يامنااار تعالي مارقة وريني وشك ده سريع 
جاتهم مارقة وهي بتتراجف كلها وبقت تقول بصوت ملان عبرات : في شنو ياابوي أنا عملت شنو يعني ماكفاية السواهو فيني محمد ؟ 
الحاج بي إصرار : جاي الراجل الزفت ده تاني عشان شنو عشان يأكد إنو عمل فيك العملو؟ مديكي بيتو لي شنو يعني هاااا؟ دافع ليكي تمن الاخدو منك يعني؟
ساجدة : ياراجل اتقي الله ! ده كلام شنو البتقول فوقو ده إنت مانصيح؟ في زول واعي بقول لي بتو كلامك ده؟
الحاج تجاهلا وقال لي منار بي وعيد : من الليلة ماعندك قعاد تاني في الفريق ده .... رفعت ود عمتك قال مطوع يعقد عليك ويسوقك معاهو السعودية ويريحنا من خلقتك .. ويستر فضيحتك 
بكت وهي بتهز بي راسا رافضة كلامو وقالت : لييييه ياابوي عايزين تموتوني بي الحياة سويت ليكم شنو أنا سويت شنوووو تعرسو لي رفعت كيف وإنت عارفو زول ضلالي ومابخاف الله حرام عليكم حرام ..
ساجدة هددتو وقالت : ماحيحصل الكلام ده ياالحاج منار مابتعرس عرس كلفتة وعولاق وإلا والله والله افضحكم في الفريق ده فضيحة تحميكم القعاد هنا تاني ولا لحظة زيادة ... منار بتي وبت أختي وأنا المسؤولة منها مابخليكم تدمروها أكتر من كده كفاية الشي الوقع ليها مستحيييل اخليكم سامعني؟
النقاش احتد شديد  ومنار ماخلت دمعة مانزلتا ... الحاج مرق في النهاية  متوعد ليهم ولحقتو خالدة القالت لي اختها قبال تطلع : ماتدخلي في اولادي يا ساجدة  وما تحمشي النيران أكتر من كده وإنتي يا بت منار   تعالي لاحقانا و استسمحي أبوك وارضي بي ود عمتك أفضل ليك ولينا كان نرتاح من الحجج والهم الما بتلم ده..
فاتت هي من هنا  ومنار من هنا قعدت في الأرض تبكي بحرقة وتترجى ساجدة : عليييك الله يا خالتي ماتخليهم يعرسو لي رفعت مابعرسو لو اموت نفسي  والله ما بعرسو ... أنا ماعايزة اعرس أساساً  خلوني كده خلوني في حالي أنا ماطالبت يوم بي حاجة ولا عايزة حاجة لنفسي إلا إني أعيش مع نفسي خليهم يخلوني في حالي ومستعدة اخلي ليهم البيت لو ده برضيهم  
ساجدة قومتا من الأرض وهي دموعا جارية على منظرها الكان بقطع القلب ..
الحاج وخالدة رجعو البيت وفي الطريق قال ليها : لازم نلحق نتصرف يا خالدة وإلا الرماد كال حماد ... اقنعي بتك بي كلام العقد ده احسن ليها بي الزوق  وابعدي لي ساجدة دي من الطريق أختك مجنونة ممكن تفضحنا صحي صحي فأنا ماعايز احتك بيها اتصرفي إنتي معاها بنفسك 
خالدة : إنت يا الحاج لو  تبطل الهيجة الإنت فيها إنت وولدك وتتعامل مع الموقف بي حكمة عشان نمنع الفضايح الراجيانا أفضل ليك ولينا ياراجل.. منار حتعرس زي ماانت عايز لو كنت كلمتها بي الهداوة 
الحاج: ياسلاااام! عايزاني استسمحا واطلب الرضى منها كمان؟ منو أصلا الراجي منها شورة حتعرسو غصباً عنها 
خالدة : و ليه غصب مادام أنا بقدر اقنعا براحة بدون أي نضمي كتير وهيجة
الحاج: سمح اقنعيها ولو فشلتي بتصرف براي وانتي تعايني بي عينك فاهمة؟
خالدة هزت راسا موافقة وبدت تفكر وهي ماشة حتقول شنو لي منار تخدعا بيهو عشان توافق سريع....
أما  بانة فهي برضو ما سليمة نفسياً وبقت خايفة من إحساس مجهول بطوف في عقلها من دون ماتعرف مصدرو شنو خصوصاً وهي قاعدة في غرفتا بتقرا في رسايل ماجد عن اللغز المكتوب في الرسايل ... ياترى شنو اللغز الموجود في رسالتا وكيف حتلقاها بدون ماترجع للبيت المشؤوم... رسلت لي ماجد تستفسر في الخاص بعيداً عن القروب وكتبت ( إزيك ياماجد ، عايزة أعرف رايك في كلام الرسالة بيني بينك كده خلي منار في همها وأحمد كمان ... فهمت حاجة منها؟ كتب ليك شنو وهل ذكر مهند أو مريم؟)
ماجد قرا رسالتا ورد ليها فوراً ( أهلاً يا بانة كيفك ، صدقيني قريت الرسالة كتيييير ولا قدرت أطلع منها شي مفيد... خرمجة بتاعت كلام ونهايتها لغز مكتوب... كل الاستنبطناه أنا وأحمد إنو دافن الرسايل أو مخبيها في أماكن ليها ذكريات معينه بتخص كل واحد فينا لأنو أنا وأحمد لقينا رسايلنا بالطريقه دي فإنتي ومنار يفترض تلقو رسايلكم بنفس الطريقة يعني لابد من إنو ترجعو إنتو الاتنين للبيت تاني ... خطر في بالي إقتراح إنو ترجعو إنتو الاتنين من دونا أنا وأحمد علشان ما يبقى فيها شبهه قدام ناس الفريق لو كنا معاكم رايك شنو؟)
فكرت شوية وقالت( لو كده لازم أشاور منار أول ... الموضوع ماشي يتعقد شديد ياماجد لأنو أهالينا كلنا كانو شاعرين بالعار والفضيحة واعتقد إنو كوننا نرجع نفتح الموضوع ده تاني فحيرجعو يشعرو بالعار اكتر واكتر وحتحصل مشاكل كتيره أنا حاسة... غايتو عم إبراهيم ما عمل فينا خير أبداً أبداً )
قال وهو مبتسم من تعليقا الاخير (هو من الأول ماعمل فينا خير فما حيعملو حسي) اتذكر كلام الرسالة عن بانة وإنها سبب نجاتو من هوس عم إبراهيم المقرف وإنها كمان سبب في شي غامض عارفو بس عم إبراهيم.. كتم الكلام وماقدر يقول ليها القراهو بخصوصها ده ... ماحب يشغل افكارها قبل ما تضح الرؤية أكتر و أكتر..فقال بغير الموضوع ( بانة حابي اعتذر ليك عن أخطاء الماضي وإني كنت بزعلك كتير ونحن صغار)
إبتسمت لما قرت كلامو وردت (  معقول بس؟ كنا عيال صغار  يا ماجد  فما تهتم وانسى الماضي)
قال ( حابب اعتذر حقيقي لأني كنت بتاع مشاكل وازعجتك إنتي وأحمد وكلكم  ... كنت شقي عارف نفسي و ماعارف ليه كنتي بتلعبي معاي بي إصرار)
قالت (يمكن لأني كنت بشعر في وجودك بي الأمان؟)
استغرب الكلمة وقال (الأمان من شنو؟)
قالت( ماعارفة ،مامتذكرة والله إلا إني كنت بحب أكون معاك عشان كنت شايفاك قوي وبطل هههههه)
اتردد في إنو يسألها لكن قال ليها ( بانة هل حصل عم إبراهيم حاول يتحرش بيك ؟)
ما اتفاجأت من السؤال ده فردت ببساطة ( لا ماحاول ... أو يمكن حاول وما لقى طريقة ماعارفة ماقادرة أحدد... ولو سؤالك ده فكرتو إني كنت خايفة منو وبحتمي بيك مااظن ده السبب ... بتذكر إنو البنات ماكانو بلعبو معاي لأنهم أكبر مني والحالة فرقة السن ماكبيرة فكنت وحيدة وإنت الجاملتني ولعبت معاي عشان كده بقيت متمسكة بيك وقتها) 
بقى مبسوط شديد من الحوار الرجع يتكون بيناتهم بسلاسة من تاني... حقيقي كان نفسو يرجع الكان زمان بس ما كان عارف كيف  ولقى الفرصة أخيراً ففضل يتونس معاها  في حاجات كتيير ويعيد معاها بعض الذكريات المحببة من طفولتهم زمان.....
                
                     -----------------------

أحمد لقا نفسو مشا كتير شديد  لحد ما حس بي التعب ولما صادف صف أشجار كثيفة قدامو تحتهم مزيرة وقف تحتهم يتهوا شوية وشرب موية من المزيرة وغسل وشو مسافة كأنو بغسل قلبو من الأحزان.. كان لسة صوت أبوهو وهو بطردو بعنف باقي يدور في مخيلتو ويرعبو ..
إتحرك تاني وبقى  ماشي في طريقو لكن غلبتو الرؤية لما الغمام اتشكل في عيونو فوقف في نص الطريق وبدت تنساب منو نقط كبيرة من الدموع فما حاول يكبحا و أطلق ليها العنان .. حس نفسو في اللحظة دي أحمد الصغيير اللي كل ذنبو إنو خاف وقتها وماقدر يحكي لي زول واتحمل الحصل ليهو براهو .... أحمد الصغيير الكانو أولاد الفريق الكبار بتنمرو عليهو وبنعتوه بي الفاظ جارحة وصفات مافيهو بسبب ظنونهم هم كمان عن الحصل ليهو   وماقدر يشتكي لي أقرب الأقربين...كانت لحظة جارفة  خلا فيها خلاص احاسيسو المكبوتة تطلع وتتحرر فبقى يبكي بحرقة شديدة لمن وقع على ركبو في الأرض وبكا بي صوت عالي خلا الناس الفي الشارع  الشايفينو يجرو عليهو ويحاولو يرفعوه من الأرض وهم قلقانيين و بهمهمو بكلمات حاملة تعاطف ورأفة  بي حالو .. ماكان المشهد عادي أبداً لأنو الراجل لو بكا في العلن معناها إنو مقهور قهر عمييق اتغلب عليهو....

كم تمنيت لو لم أكن أنا هو أنا ..وكم تمنيت الكثير الكثير من المنى .. كم تمنيت أن أمحو تلك السنين العجاف التي أكلت من روحي حتى شبعت وخلفت خلفها اطناناً من العنا..


                      الفصل التاسع من هنا

تعليقات