الشخصيات
********والاول
شاهين الألفي 34 سنة مطلق و عنده ولد، مريض سادي لا يعرف الرحمة يتلذذ بتعذيب الآخرين. شيطان على هيأة انسان لا يخشى العرف و لا القانون.
عصبي، صعب الطباع مهوس بالسيطرة... له هالة مخيفة ترعب كل من يراه.
*"****"""""*****
كاميليا محمود:"22 سنة ،جميلة جدا لكنها فقيرة تدرس الهندسة تنقلب حياتها رأسا على عقب بعد التقائها بشاهين الألفي
************
أيهم البحيري : 34 سنة صديق شاهين منذ الطفولة شيطان و قاسي مثله طبيب جراح و له مستشفى خاص.
***************
ليليان البحيري : 27 سنة جميلة جدا رقيقة، طيبة متواضعة رغم أنها من عائلة غنية ابنة عم ايهم تكرهه بشدة بسبب شخصيته المتعجرفة بالرغم من حبه الشديد لها و يتمنى الزواج بها، و هي طبيبة و تعمل في مشفى ايهم.
***************
عمر الشناوى : 30 سنة ابن خالة شاهين و مدير مكتبه. من عائلة غنية مغرور و صارم لكنه طيب القلب في بعض الأحيان.
**********
هبة منصور: 23 سنة فتاة جميلة و طيبة، صديقة كاميليا تدرس معها في نفس السنه
************
صوفيا : عشيقة شاهين المفضلة
***************
فادي :ابن شاهين يبلغ من العمر أربعة سنوات
*****************
محمد البحيري :شقيق أيهم يبلغ من العمر 29 سنة
لديه مركز رياضي متكامل يعلم فيه جميع انواع الرياضة كالملاكمة و الجودو و السباحة....
*****************
نور محمود:"18 سنة شقيقة كاميليا جميلة كأختها
ببشرة بيضاء و عينين عسليتين و شعر قصير طيبة و لكنها سليطة اللسان و صاخبة تحب المرح و الحياة عكس كاميليا الهادئة
› الشيطان شاهين › الفصل الاول
الفصل الاول
في احد شوارع القاهرة المزدحمة اتكأت كاميليا على جدار احد المحلات، انحنت لتضع يديها على ركبتيها و هي تقول بصوت لاهث:
"خلاص يا هبة معدتش قادرة اتحرك خطوة زيادة.. تعبت و رجليا تخدرت من الجري "
قدمت لها هبة قارورة صغيرة من المياه لتشرب منها ثم هتفت ضاحكة:
"انت عملتي ايه يا مجنونة عاوزة تبيتينا في القسم النهارده".
كاميليا و هي تلتقط أنفاسها :"يستاهل انا لو كنت اقدر كنت اديته قلم ثاني، راجل عجوز مبيختشيش بيتحرش بواحدة اد بناته ".
هبة و هي تضحك بقوه حتى ادمعت عيناها:
"المسكين عجبتيه و مقدرش يمسك نفسه...داه..عرض... عليكي تشتغلي حتى ساعتين في اليوم و بضعف المرتب المهم.... ". اكملت و هي تقلده:
"
اطلبي اللي انت عاوزاه المهم أتصبح كل يوم على وشك الحلو دا يا جميل".
كاميليا و هي تشاركها الضحك :
" يخرب بيته دا اللي ناقصني واحد اد جدي يعجب بيا الحمد لله ان احنا قدرنا نهرب قبل ما يمسكنا".
هبة بمزاح:" حرام عليكي يا كاميليا قد جدك إزاي... متظلميش الراجل داه حتى شعره كان لونه اسود...".
نظرت لها قليلا قبل أن تكمل :
" هو كان شعره و الا باروكة؟ ".
ضربتها الأخرى بخفة على كتفها قبل ان تنفجرا في الضحك من جديد..
هدأتا بعد دقائق لتتنهد كاميليا قائلة بحزن:
" انا تعبت يا هبة و احنا من الصبح بندور عالفاضي، صنف عاوزين حد يشتغل وقت كامل و كمان بمرتب يدوب يكفي مواصلات و الصنف التاني زي الراجل العجوز داه".
هبة بتشجيع :
"خليكي متفائلة و متيأسيش احنا عملنا اللي علينا و الباقي على ربنا "
كاميليا برجاء:
" يا ريت يا هبة انت عارفة انا محتاجة الشغل دا اد إيه...الجامعة كل يوم مصاريفها بتزيد و بابا مرتبه يدوب يكفي طلبات البيت، حتى أخواتي هديل و أسامة محتاجين يدفعوا أقساط المدرسة دا غير الكتب و الهدوم... انا مش عارفة اعمل إيه ياريتني كنت سمعت كلام ماما و مدخلتش هندسة... لو كنت دخلت إدارة أعمال كنت خلصت السنة اللي فاتت و كنت قدرت اشتغل و أساعد اهلي و مكانش حالي كده؟ ".
هبة :" متقوليش كده انت بالعكس انت متفوقة جدا في مجال الهندسة و بكرة انشاء الله حتتخرجي و حتشتغلي و حتبقي اشطر مهندسه في مصر كلها...دا انت الأولى على دفعتنا من أربع سنين و ندمانة امال اقول ايه انا اللي كل سنة بنجح بالعافية ".
ضحكت كاميليا بخفة قبل أن تقول بسخرية:" دا انا بقالي شهور بدور على شغل، بياعة في محل هدوم او في مكتبة، انشاء الله حتى امسح سلالم العمارات و بردو مش لاقية تقوليلي مهندسة اذا كان انا مش عارفة حكمل دراسة السنة دي و الا أأجلها".
هبة و هي تلطم صدرها :" يا لهوي..تأجلي ايه يا كاميليا دي آخر سنه لينا في الكلية ".
كاميليا بحزن:" السنة لسه في اولها يا هبة و انت عارفة المصاريف بقت الضعف عن السنة اللي فاتت فأنا قلت اني ممكن اشتغل اي شغلانه بوقت كامل و احوش عشان ادرس السنة اللي جاية".
هبة بصدمة:
"انت غبية يا بنتي و تخسري سنة من عمرك لالا حنتصرف، اكيد في حل غير داه..".
كاميليا :
" يا رب يا هبة ".
اكملت الفتاتان طريقها لنذهب كل واحدة منهما الي منزلها.
وصلت كاميليا الى مدخل حارتها لتتنهد بضيق و هي تلمح ذلك المدعو المعلم زكريا صاحب القهوة، رجل في بداية الأربعين من عمره متزوج مرتين و له أربعة بنات، ميسور الحال، معجب بكاميليا و يريد أن يتزوجها و لايدع اي شاب يقترب منها..
تأففت بصوت مسموع قبل أن تواصل سيرها بخطوات مسرعه متجهة الى منزلها و الذي من سوء حظها يقع في العمارة المقابلة للمقهى..
زكريا و هو يعترض طريقها :
"اهلا بست البنات، نورتي الحارة".
كاميليا بتعمد :
"اهلا يا عم زكريا..".
زكريا بضيق :
"الله الله ماقلنا بلاش عمي دي...ليه مصرة على الجفاء يا بنت الناس و انا شاريكي بالغالي و كل الحتة عارفة".
كاميليا بنفاذ صبر :
"بقلك ايه يا عم زكريا ابعد عن طريقي احسنلك.. انا اللي فيا مكفيني بلاش كلامك اللي يفور الدم داه و روح شوف اكل عيشك و ابعد عن سكتي.. كل الحتة عارفة ان انت راجل قد ابويا و متجوز أثنين و عندك عيال...حل عني انا مش ناقصاك".
زكريا و هو يمسح شاربيه الكثيفين:
"طب ما توافقي تتجوزيني و انت حتبقي ملكة زمانك و كل اللي تطلبيه حيكون تحت امرك..حنغنغك و حعيشك في العز انت و عيلتك كلها...".
كاميليا:
تشكر يا خويا عرضك مرفوض انا لا عاوزة اتجوزك و الا اتجوز غيرك ابعد من قدامي بدل اقسم بالله اصوت بعلو صوتي و ألم عليك امه لا اله إلاالله و اعملك فضيحة".
تجاوزته و هي تشتمه :
"اهو دا اللي كان ناقصني...يا ميلة بختك يا كاميليا مبقاش غير الراجل العجوز داه يطمع فيكي
حلاقيها منين و الا منين يا رب حلها من عندك انا تعبت ".
ظل زكريا ينظر في اثرها و هو يتخيل ذالك اليوم الذي يتزوج فيها منها و تصبح كتلة الجمال تلك ملكه و في بيته الى ان أفاق على صوت احد صبيانه يناديه
زكريا بغضب:
" ماهو لو مش حتقبل بمزاجها يبقى غصب عنها انا مستحيل اسيب غيري يتمتع بجمالها... البنت عاملة زي الممثلات التركي عينين زرقاء و شعر حرير و شفايف إنما ايه بسبوسة بالقشطة.. و الا جسمها يا لهوي كرباج...
" يا معلم زكريا".
قاطعه صوت الصبي ثانية ليندفع الى المقهى هادرا بعنف:
" كرباج لما ينزل على لحمك يفتته.. ايه يالا مالك فيه ايه"
الصبي بخوف:
"اصل تليفونك مبطلش رن بقاله ساعة يا معلم".
زكريا و هو يتجه الى مكتبه و هو عبارة عن طاولة خشبية كبيرة تحتوي على عدة ادراج و خزنة يضع بها النقود و الأوراق المهمة قائلا بصوت اجش:
"هاتلي قهوة و تعالى غير حجر الشيشة خليني أعدل المزاج اللي طيرته بنت ال... و الا بلاش دا بردو حيبقى ابو نسب.. ".
جلس على كرسي الخشبي ثم جذب عدة أوراق من الدرج ليبدأ في مراجعة حسابات المقهى...
وصلت كاميليا الى منزلها، طرقت الباب لتفتح لها اختها الصغرى نور.
نور متذمرة:
" يووه يا كامي انت مبتفتحيش الباب بمفتاحك ليه ضروري تجيبيني من آخر الشقة يعني".
كاميليا و هي ترتمي على الاريكة القديمة :
بطلي زن يا نور انا تعبانة و مفياش حيل اناقشك.. اللي يسمعك يفتكر انك جيتي من آخر الشارع عشان تفتحيلي ... دي حتى شقتنا اوضتين و صالة.. روحي هاتيلي كباية ميه ريقي نشف من زنك يا شيخة..".
رمقتها شقيقتها بغيظ قبل أن تتجه الي غرفتها متجاهلة لطلبها...
بعد دقيقة خرجت والدتها من المطبخ و في يدها كوب الماء.
كاميليا بابتسامة :
" تسلم إيدك يا ست الكل تعبتي نفسك ليه؟ ".
الام :" تعب ايه يا حبيبتي دا انت اللي باين عليكي مهدودة خالص ربنا يعينك يا حيبيتي يلا قومي غيري هدومك و انا حجهزلك الاكل".
كاميليا:
"هو بابا فين لسة مجاش من الشغل؟".
الام :
"لا يا حبيبتي قال انه عنده ساعتين شغل إضافي اهو يطلع بقرشين زياده ينفعونا".
كاميليا بحزن:
" بس هو كده حيتعب زيادة ".
الام و هي تتجه الى المطبخ :
" انت عارفة ان مرتبه معادش مكفي مصاريف اخواتك و البيت و الكام ملطوش اللي باخذهم من شغل المكنه بدفعهم في إيجار الشقة...حنعنل ايه مفيش حل غير داه".
اتجهت كاميليا الى غرفتها التي تشاركها مع أختها نور لتجدها منكبة تذاكر دروسها بتركيز، فشقيقتها لا تقل عنها ذكاءا و تفوقا في دراستها..
كاميليا :
"هو كريم فين انا مشفتوش من ساعة مجيت؟ ".
نور دون أن ترفع رأسها :
" راح يلعب مع سامي ابن طنط نجوى ".
كاميليا بضيق:
"و هو معندوش مذاكرة طول النهار بيلعب و ازاي ماما تسمحله يروح".؟
نور بلامبالاة :"عندك امك اسأليها... انا مالي".
كاميليا :
"ليه هو مش اخوكي و مسؤول منك؟ المفروض تقعديه جنبك و تزاكريله".
نور بملل:
"وهو من امتى بيسمع كلامي مدلل ماما داه.. بقلك ايه سيبيني اذاكر و بلاش ازعاج".
هزت كاميليا رأسها بيأس من تصرفات والدتها فهي كما قالت نور تفرط في تدليل ابنها الأصغر كريم و لا ترفض له طلبا.. تتركه يلعب بالساعات على حساب مذاكرته،و قد حاولت معها كاميليا عده مرات و لكنها لم تستمع لها،بحجة انه طفل و من حقه اللعب
.............
في إحدى النوادي المشهورة المخصصة للطبقة المخملية تجلس فتاتان في أواخر العشرينات كم عمرهما و هما
سيدرا رأفت تبلغ من العمر 28 سنة متزوجة من رجل أعمال ثري و الأخرى ميرهان اسماعيل 27 سنة ابنة احد الوزراء السابقين مخطوبة لابن أحد الأثرياء...
سيدرا و هي تضع احد ساقيها فوق الاخرى:
"شفتي آخر الأخبار يا ميرو بيقولوا صوفيا حتتفتح عيادة التجميل بتاعتها انا شفت صورها في الانستقرام بتاعها واو... فوق الخيال بيقولوا جايبين أربعة مهندسين من اليابان مخصوص عشان تكون بالدقة و الفخامة دي".
ميرهان و هي تترشف كوب الكوكتيل :
"ايوا انا كمان شفتها بس انت عارفة انها نايمة على بنك شاهين الالفي انا لو مكنتش مخطوبة مكنتش حخليه يفلت من إيدي ".
سيدرا :
" و ايه يعني مخطوبة و هو فين اصلا خطيبك داه متزعليش مني يا ميرو بس انا بقول الواقع... فريد مش معبرك و لا سائل عنك و كل يوم مع واحدة شكل قال إيه بعد الجواز حيبطل صياعة و حيبقى ملتزم و بعدين حتى لو عمل كده فلوسه و فلوس عيلته كلها متجيش نقطة في بحر ثروة شاهين الالفي... انا لو منك احاول اوقعه باي طريقة و اديكي شفتي صوفيا دي مجرد عشيقة من عشيقاته و شوفي عمللها ايه فمابالك لو انت بقيتي خطيبته او مراته... "
ميرهان بلهفة :
تفتكري يا سيدرا حقدر اوقعه؟".
سيدرا مشجعه:
"طبعا يا ميرو و هي صوفيا أجمل منك يعني...انا مش عارفة عجبه فيها ايه دي معاه من حوالي سنتين... بصي انت حاولي معاه توقعيه و لو نجحتي يبقى برافو عليكي و لو خسرتي مفيش مشكلة محدش حيعرف حاجة".
ميرهان بثقة:" و الله عندك حق... انا لازم اجرب و بعدين هو حيلاقي احسن مني فين...حلوة و من عيلة معروفة دا اسم بابي لوحده كفاية... و اهو اكون ارتحت من فريد و انتقمت منه على اهماله ليا و خيانته... انا لو لا ثروة عيلته و مركزهم مكنتش وافقت عليه ابدا.. "
سيدرا :
"ما أنا قلتلك اسمعي كلامي تكسبي صدقيني انا لو مكنتش متزوجة كنت وقعته... يا بنتي داه فارس احلام كل البنات، ثروة و نفوذ داه كل رجال الأعمال بتترعب منه و مفيش حد يقدر يقف قصاده يعني انت اللي حتكوني الليدي نامبر وان غير بقى وسامته و شياكته انت عارفاه طبعا... ".
تحولت ملامح ميرهان الى القلق بعد أن تذكرت حقيقة شاهين الألفي الملقب بالشيطان.. ابتلعت ريقها بصعوبه و هي تدرك صعوبة تحقيق غايتها لكنها لم تستطع قول ذلك أمام صديقتها.
لتقول بصوت مهزوز:
" طبعا يا سيدرا عارفاه... عارفاه كويس ".
'' '' '' '' '' '' '' '' '' '' '' '' '' '' '' '' '' '
الشيطان شاهين › الفصل الثاني
الفصل الثاني
دلف شاهين الالفي غرفة الاجتماعات بهيبته
المعتادة، هالة من البرود و الثقة تحيطان به ليدب الرعب في نفوس الآخرين،
الجميع يرتجف خوفا بمجرد سماع
إسمه"الشيطان"، فهو لم يطلق عليه هذا اللقب المخيف من فراغ.
جلس مترئسََا طاولة الاجتماعات الضخمة كعادته،بينما جلس عمر مدير مكتبه على يمينه و
بقية رؤساء الأقسام الذين اتخذوا اماكنهم على الطاولة ليسود الهدوء و الظلام كافة القاعة و تضيئ شاشة العرض الجدارية ليبدأ أربعة مهندسين شباب في تقديم تصميماتهم الهندسية الخاصة لإحدى المنتجعات الترفيهية الذي سيتم إنشائها في مدينة شرم الشيخ.
تراجع شاهين بجسده على الكرسي الجلدي ليجلس بأريحيةو يراقب الجميع بنظراته الحادة بعيونه
الحادة كالصقر...
أمسك بقلمه الذهبي الخاص به و المنقوش باسمه الثلاثي ليبدأ بطرق الطاولة بحركات متتالية رتيبة ليزيد من توتر الحاضرين....
يعلمون انه بهذه الحركة لن ينتهي الاجتماع على خير و انه سيقوم بطرد أحدهم دون رحمة فقانونه معروف لدى الجميع ، من يخطئ يعاقب... لا مكان التسامح و لا وجود لفرصة ثانية في قاموسه...
انتهى المهندسين من عرض أفكارهم و تصاميمهم المختلفة ثم وقفوا أماكنهم منتظرين رأيه الأخير لاختيار الأفضل بينهم..
طال سكوته و هو يرمقهم بنظرات فاحصة أثارت رعبهم...
توجس الجميع من صمته الغريب و هو يلتفتون لبعضهم البعض متسائلين بأعينهم عما سيفعله بهؤلاء المهندسين المساكين ...
نهض من مكانه فجأة ثم اتجه الى شاشة العرض بخطواته الواثقة استدار بهدوء مريب ليواجه بقية الموظفين ليقول بصوت حاد و هو يرمق المهندسين بنظرات محتقرة :"إيه رأيكم في التصاميم اللي قدموها البشمهندسين دول من شوية... تنفع لحديقة حيوانات او مدينة العاب صح....".
استدار الى الشاشة ليجذب التصاميم المعلقة و يرميها على الأرض بعنف صارخا بحدة:"دا اسمه تهريج و لعب عيال مش شغل... اكبر منتجع سياحي في المدينة بملايين الدولارات عاوزين تعملوه بالتصاميم الزبالة دي..."
توجه ببصره لرئيس قسم الهندسة ليتابع باستهزاء :" ايه يا أستاذ حسن كبرت و خرفت و مبقتش عارف تركز في شغلك كويس عشان تدي مشروع زي دا لشوية عيال يجربوا فيه مواهبهم... لو مش قادر قلنا و احنا نجيب غيرك....يومين بالكثير و التصاميم الجديدة تكون عندي أو انت عارف مصيرك حيكون إيه،
و انت يا عمر اطرد العيال دي بره الشركة مكانهم مش عندي... "
انهى كلماته ثم خرج متجها الى مكتبه غير مبال بهمهمات الموظفين الذين اكتفوا بسبه و لعنه خفية بسبب غطرسته و تكبره و معاملته الحقيرة لهم و كأنهم عبيد لديه....
بعد نصف ساعة دخل عمر مكتب شاهين و هو يرمق الاخر بنظرات ساخطة....
شاهين ببرود :" مالك.... ".
عمر و هو يجلس على الكرسي المقابل له :"انت كل مرة تعمل كده و لا همك حد، كان ممكن تديهم فرصة ثانية المهندسين دول.. هو صحيح تصاميمهم فيها شوية أخطاء بس ممكن تتصلح..."
شاهين باستهزاء :"أخطاء و تتصلح.. من امتى و انا بستعمل الكلمتين دول في قاموسي؟؟؟ ".
عمر :"للأسف عارفك كويس، بس....
شاهين :"يعني من الاخر سيادتك عاوزني اسلم مشروع بالضخامة و الأهمية دي لشوية مهندسين مبتدئين ".
عمر :"انا مقولتش كده بس الأستاذ حسن يعتبر من أفضل المهندسين في مصر و كمان هو بقاله شغال سنين طويلة في الشركة يعني... "
شاهين مقاطعا بصرامة:"و بالرغم من كل داه هو غلط غلطة كبيرة و انا نبهت عليه قبل كده أكثر من مرة و قلتله انه لو لقى اي صعوبة فهو ممكن يستعين بمهندسين من برا الشركة يكون عندهم خبرة اكثر ... و انت عارف كويس ان الكل بيتمنى انه يشتغل معانا...هوالموظف الوحيد عندي اللي بيغلط و بديله فرص ثانية و كل داه علشان خاطرك انت...متنساش داه
المهم سيبك من الموضوع داه، كلها يومين و هو حيتصرف انا عارفه كويس.... قلي ظبطت سهرة الليلة ".
عمر بضيق :" أيوا كل حاجة جاهزة، ادوارد بتاع الملهى كلمني بنفسه و قال انه عنده بنات جداد حيعجبوك اكيد ".
شاهين باستهزاء:" انت رجعت لادوارد داه ثاني ...البنات اللي عنده كلهم زبالة مفيش واحدة فيهم دخلت مزاجي... ".
عمر :" ما انت اللي شروطك صعبة الصراحة
و بعدين فين صافي بتاعتك ".
شاهين بوقاحة :" صوفيا تعبانة و لازمها فترة علشان
ترتاح و بعدين انا زهقت منها و عاوز اجدد".
عمر بتقزز :"انت إيه يا أخي مش بتمل ابدا من القرف داه.. امتى حتفوق لنفسك و تنسى الماضي و تخرج من المستنقع اللي انت فيه ".
شاهين بصرامة :" عمر... يا ريت تقفل الموضوع داه و متتكلمش فيه ثاني، انت تعمل اللي قلتلك عليه من غير مناقشة ... البنت تكون عندي الليلة... يلا تفضل على شغلك دلوقتي ".
لوى عمر فمه بضيق قبل أن ينهض من مكانه و يغادر تاركا شاهين يتخبط وحيدا في ذكرياته...
++++++++++++++++
ليلا...
في منزل زكريا
نعمة (زوجة زكريا الأولى) :مالك ياخويا من اول ما جيت و انت مش على بعضك كده؟".
زكريا :"عاوزة ايه يا نعمة بقالك ساعة بتزني فوق نفوخي قصري و هاتي من الاخر، تعبان و عاوز ارتاح "
نعمة :" بقالي ساعة بكلمك على البنت بطة قال إيه عاوزة تسافر عند خالتها سميحة اسكندرية علشان تحضر عيد ميلاد غادة،بس انا قلتلها اخذ رأي أبوكي الأول... "
زكريا :"عيد ميلاد و كلام فارغ ايه مش فاضي و عندي شغل.... ".
نعمة باصرار:" و مالوا ياخويا احنا مش حنعطلك على شغلك انت تخلي الواد زغلول يوصلنا و يرجع على طول و انا حاخذ البنتين معايا و مش حنطول هنا بس يومين و حنرجع على طول...".
زكريا بتفكير :" ماشي على الاقل ارتاح من زنك...
نعمة بثرثرة متجاهلة كلامه الاذع الذي تعودت عليه :"ربنا يخليك لينا و لا يحرمنا منك ابدا انا بكرة الصبح حنزل علشان أجيب الهدايا و بعد بكرة انشاء الله نسافر.... يااه وحشتني سميحة اختي جدا...... زكريا.. زكريا رحت فين يا راجل بكلمك..سرحان في إيه؟؟؟؟
زكريا بملل:"و انت مالك يا ولية بتحشري مناخيرك دايما فللي ملكيش فيه فكري في عيد ميلاد بنت اختك و سيبيني في حالي ؟ ".
نعمة بردح:" نعم ياخويا.. هو ايه اللي مليش فيه مش جوزي و عاوزة اطمن عليك؟ فاكرني هبلة و مش عارفة مالك؟ دي كل المنطقة عارفة انك بتجري ورا بنت سعيد و هي مش معبراك "
زكريا بشرود و لم ينتبه لصوتها العالي او كلامها :"مسيرها تلين و توقع في إيدي... دا انا المعلم زكريا على سن و رمح حتلاقي زيي فين".
نعمة بصوت خافت لا يصل اليه:" حنشوف و بعدين انا مالي مبقتش فارقة من يوم ما تجوزت عليا العقربة اللي اسمها جميلة و انا بتوقع منك اي حاجة بس البنت كاميليا مش هاينة عليا تتجوز ثور زيك دي مهما كان صغيرة و حلوة و خسارة فيك...مش زي ضرتي الهي تتشك في نظرها قال جميلة قال و هي شبه سنبل آغا بتاع مسلسل السلطان سليمان... بس
الحمد لله ربنا اخذ بثاري منكم انتوا الاثنين و جابتلك بنيتين توأم و بقيت ابو البنات... "
أكملت بصوت عال و هي تضع آخر قطعة ملابس في الخزانة:" أحضرلك العشا يا معلم؟ ".
زكريا بصوت اجش :" لا مش عاوز اطفي النور و تعالي عاوزك....
نعمة باشمئزاز مخفي :"اسفة ياخويا مقدرش اصل عندي ظروف...
زكريا بغضب :" روحي جتك البلا سديتي نفسي
نسوان تجيب الغم...
نعمة و هي تخرج من الغرفة :" أحسن...اما اروح اشوف البت رضوى و اقلها تجهز نفسها للسفر... على الاقل ارتاح من وشه يومين،راجل ناقص مفيش في مخه غير النسوان....
.........................
في شقة فخمة في منطقة راقية...
فتح شاهين الباب ثم دخل تتبعه فتاة جميلة، طويلة القامة ببشرة بيضاء و شعر مصبوغ باللون الأشقر...
أغلق الباب بقدمة ثم اتجه نحو الاريكة ليجلس باسترخاء و قد تبدلت ملامحه الجامدة الى أخرى
مستمتعة.
مرر نظره على جسدها بوقاحة، قبل أن يتحدث بلهجة آمرة :"انت عارفة حتعملي إيه، يلا خلصي".
الفتاة بطاعة :"حاضر يا باشا".
أشعل سيجاره لينفث دخانه و هو يطالعها بنظرات فاحصة و هي تخلع ثيابها ببطئ متعمدة إشعال رغبته، تحركت بإغراء لتجلس على الأرض أسفل قدماه و قد تحررت من جميع ثيابها ما عدا ملابسها الداخلية الشفافة التي لم تكن تخفي شيئا..
مدت يديها لتنزع حذائه و جواربه برفق
ثم تبدأ في تقبيل قدميه بطريقة مهينة ...
ابتسم شاهين برضى و هو هو يشعر بمتعة عارمة تحتاح كيانه، رفع قدمه الأخرى ليصغها فوق رأسها و يضغط عليه ثم دفعها فجأة لتسقط على الأرض، نظرت إليه
مستفسرة و هي تحاول النهوض من جديد و ما أن استقرت جالسة على ركبتيها من جديد أمامه حتى فاجئها بصفعة قوية من ظهر يده حتى شعرت انها فقدت سمعها،صاحت بألم و هي تردد بأسف :"آسفة يا باشا ارجوك سامحني..".
صمتت عندما امسك شعرها بقوة حتى كاد يقتلع من جذوره قائلا بغضب عارم :"اخرسي ياكلبة... متتكلميش غير لما أديكي الإذن...و ثاني مرة تناديني سيدي... انا هنا سيدك و انت عبدة عندي، يعني ممنوع تتكلمي او تتحركي او حتى تبصي في وشي من غير إذني...انت هنا لمزاجي و بس..
قبض على شعرها بعنف اكثر و هو يديرها الى الجهة الأخرى...ثبت قبضته اكثر حتى يمنعها من التحرك
ليطفئ سيجارته أسفل ظهرها غير مبال بصراخها الذي تعالى و هي ترجوه ان يصفح عنها و يتركها..
ابتسم بشر قبل أن يرميها باشمئزاز ثم يتحرك ناحية إحدى الغرف ليغبب داخلها عدة دقائق ثم يعود ليجد الفتاة جالسة مكانها تنظر إلى الأرض...
رمقها بغموض ثم قال بصوت جامد :" كلما حتبسطيني اكثر حديكي أكثر و دلوقتي يلا ورايا...
استدار ليتجه الغرفة التي في آخر الرواق،و الفتاة تتبعه بصمت و هي تمشي على يديها و ركبتيها كحيوان آليف ،أغلق الباب ورائها لتنتفض برعب و هي تنظر إلى السوط الموضوع على طرف السرير... هي عاهرة و هذا عملها، تعلم جيدا لماذا أتت الى هنا، هي فقط ستقوم بعملها كأي يوم و ستأخذ مقابلا، كلما صرخت و تألمت اكثر كلما زادت أجرتها، لطالما سمعت عن شاهين الألفي من زميلاتها.... رجل سادي عنيف جدا صعب الارضاء و لكنه كريم جدا لذلك قبلت المجيئ الى هنا فالمحظوظة فقط من تحصل على فرصة لقضاء ليلة معه ،...
ابتلعت ريقها بصعوبة قبل أن تخفض بصرها أرضا منتظرة اوامره...راقبت خطواته و هو ينتقل من مكان إلى آخر داخل الغرفة لترتجف بخوف و هي تسمع أصوات أدوات حديدية لم تعرف ماهيتها... ثوان أخرى و سمعت صوته المخيف يأمرها :"قومي اقفى هناك ووشك للحيط...
وقفت بهدوء عكس الآلام المبرحة التي تشعر بها على خدها ومكان السيجارة الذي كان يحرقها بشدة...
تأمل شاهين جسدها الشبه عار برضى بالغ....تشبه قليلا مها.. زوجته الخائنة... تلك الحقيرة التي حولته الى مسخ، شيطان يكره جنس حواء بأكمله ماعدا والدته الوحيدة التي مازال يحبها و يثق بها...
زوجته التي تزوجها بعد قصة حب جميلة هادئة و رزق منها بولد جميل...لم يتوقع في يوم من الايام انها ستخونه بتلك الطريقة، لم يصدق عينيه ذلك اليوم عندما وصلت له صورها و هي في أحضان رجل غريب يبدو كم هيئته انه أجنبى الجنسية...
لوهلة ظن ان الصور مفبركة و غير حقيقة حتى بعد أستعانته بخبير...
ليال طويلة مرت عليه و هو يفكر... كيف فعلت ذلك و لماذا؟ زوجته، حبيبته التي اختارها من بين كل نساء الدنيا،
طوال فترة زواجهما و هو يغدقها بجميع انواع الهدايا القيمة، سيارات، الماس و عطور فاخرة.. فقط تأمر و هو ينفذ...
آلاف النساء اللواتي يتمنين لو كن َ مكانها ...
وجد نفسه تلقائيا يتتبع سيارتها ليجدها تدخل احد الشقق و تغيب عدة ساعات داخلها...
لازالت صورتها محفورة في مخيلته عندما دخل عليهما تلك الشقة، بعد أن سلمه صاحب الشقة نسخة من المفتاح.. منظرها و هي ترقص عارية أمام ذلك الرجل الغريب لا يستر جسدها سوى ملابسها الداخلية...
حرك رأسه طاردا تلك الذكريات اللعينة التي لازالت تطارده منذ اكثر من ثلاثة سنوات..
قلب السوط عدة مرات بين يديه قبل أن يضرب به الأرضية ليصدر صوتا مخيفا جعل تلك الوقفة أمامه ترتعش برعب لك يخفى عليه..
امسك بيديها الاثنتين ليرفعهما فوقها و يكبلهما بإحدى السلاسل الغليظة التي أحضرها معه من الغرفة الأخرى..
ثم أخذ بتمرير طرف السوط على كامل جسدها حتى وصل لمكان الحرق... ضغط عليه بقوة لتصدر الفتاة انينا مكتومامن شدة تألمها ليهمس هو في اذنها بتهديد :"إياكي أسمع صوتك...لو عاوزة تخرجي من هنا حية... فاهمة يا وسخة؟".
حركت الفتاة رأسها بطاعة...ليهوي بسوطه على ظهرها بقوة صارخا بغضب :"لما أسألك تجاوبي يا زبالة".
لتسرع الفتاة هامسة بصوت مهزوز و هي تكتم آلامها :"حاضر يا سيدي حعمل كل اللي انت عاوزه عشان ترضى عني ".
شاهين وهو يضربها مرة أخرى :" انت هنا إيه.. ؟".
الفتاة بخضوع:"خدامتك يا سيدي... اعمل فيا كل اللي انت عاوزة".
شاهين و هو يبتسم بنشوة :" شاطرة يا وسخة،... كلكم زبالة زي بعض تبيعوا نفسكم علشان الفلوس،..
اكمل كلماته و هو يجلدها باستمتاع غير مبال بصرخاتها التي تعالت...
شاهين بقسوة :"صرخي اكثر عشان كل ما صوتك ألمك بيعلا انا بستمتع أكثر...".
دقائق قليلة حتى رأى جسدها يسترخي و يتهاوى ليعلم انها قد فقدت وعيها، فك السلاسل لتسقط أرضا...
رمق جسدها الأبيض الذي تزين بعلامات سوطه ليزفر بملل و ضيق قبل ان يتجه الى المطبخ و يحضر زجاجة مياه و يسكبها على وجهها لتستيقظ مذعورة و تنكمش على نفسها و هي ترى نظراته النارية المسلطة عليها ليقول باشمئزاز :"قومي البسي هدومك و اطلعي من هنا مش عاوز اشوف خلقتك ثاني...حتلاقي ثمن خدماتك فوق الطربيزة برة... و لو انك متستاهليش".
تركها ثم تحرك متجها الي الحمام ليقف تحت المياه الباردة بملابسه عدة دقائق قبل أن يخلعها و يكمل استحمامه بهدوء و يخرج ليجد الشقة خالية...ارتدى ملابسه ثم خرج الى الصالون متجها الى بالبار الصغير الموجود في أحد الأركان...
أختار زجاجة ثم عاد الى الاريكة ليملأ كأسه و يترشفه بهدوء...
لفت انتباهه ربطة شعر باللون الأخضر مرمية على السجادة ليتذكر انها لتلك الفتاة.. ابتسم باستهزاء قبل أن يهمس :"زبالة... زي اللي قبلها مستحملتش خمس دقائق.
