رواية حياة مطلقة الجزء الثاني2 الحادى عشر11 والثاني عشر12 بقلم سارة رجب حلمي
وميلت مادلين بجسمها عليه وهو قاعد مكانه على الكرسي مصدوم ومش عارف ياخد موقف معاها، وفكتله الزراير اللى مقفولة غلط وهى مقربه منه على الأخر، ولما رفعت راسها وبصتله كانوا وشهم قريب من بعض أوى، حست بأنفاسه السخنة وهى بتعدى على
خدودها ووشها، فقربت من أنفاسه حد الإحتراق، وغاصوا فى قبلة ميعرفوش مدتها كانت قد إيه،بس اللى عارفينه كويس وعمرهم ماهينسوه إنهم خرجوا منها على عيون متألمة متعذبة بتتابعهم فى صمت قاتل ومميت..،
عيون متكتبلهاش تبطل دموع، متكتبلهاش تلاقى اللى يرحمها من العذاب، عيون كانت بتتمنى نورها ينطفى قبل ماتشوف مشهد زى ده، عيون كانت مليانة حنية وحب الدنيا كله للشخص اللى صدمها بخيانته دلوقتى، عيون بقت تتمنى تتقفل ومتتفتحش تانى للأبد، وفى وقت ماعيونها حست بكل ده، قلبها كان بيتوجع فى كل ثانية بتمر وجع يكفى ألف سنة، بقت عارفة انها من اللحظة دى هتكمل الجاى من عمرها فى تعاسة زيه زى اللى راح.
صمت قاتل، الكلمات ضعيفة أوى قدام موقف زى ده، عدلت مادلين من هيأتها، وبصت لشريف، شافت دموعه بتنزل على خدوده فى صمت وهو بيبص للست اللى دخلت عليهم فجأة دى، ففهمت انها مراته، فانسحبت من المكتب من غير كلام، وحياة كانت بتبصلها بطرف عينيها، وبعدها خرجت وراها وشريف ماحاولش انه يوقفها او يبررلها اى حاجة.
بمجرد خروجها بدأ نحيبه يعلى ويزيد، وبدأ يرمى كل اللى قدامه على الأرض ويكسر فى كل حاجة تطولها ايديه، شعوره بالندم والصدمة فاللى حصل وان حياة شافته كده، شعور قاتل وحاسس انه هيتجنن ان ده حصل ومش مجرد خيال فى عقله.
حياة خرجت من مكتبه موجوع قلبها مش عارفة تمشي ومش لاقية طريقها حتى عشان تمشيه من كتر الدموع اللى مالية عينيها، وبقت كإنها شايلة حاجة تقيلة عليها وخايفة انها تقع منها وده طبعآ حفاظآ على منظرها قدام كل الناس فى الشركة اللى عارفينها كويس، ماكانتش عايزة حد يشوف دموعها وهى نازلة وكانت بتجاهد ان الدموع متنزلش، بس اللى قدرت تحجر الدموع فى عينيها فعلآ هى مادلين، لما قابلتها على باب الشركة، ووقفت قدامها.
مادلين: بعتذر منك مدام، بس كان بدك تكشفينا بيوم من الأيام، ما راح نضل على علائة بالسر دايمآ.
إتصدمت حياة من كلامها، اللى بيأكدلها إن شريف بيخونها معاها ومن زمان، ماقدرتش تتحمل اكتر من كده، وسرعت خطواتها زيادة ووقفت تاكسي وركبته وراحت الفيلا.
دخلت أوض ولادها وبدأت تلم هدومهم وقلبها كان هيوقف من سرعته، بس من كتر الأسى عينيها ماكانتش بتدمع، اكتفت من البكا، بتلم هدومهم وهتروح تلم هدومها، وهى اصلا مش عارفة هتاخدهم وتروح بيهم فين، مفيش قدامها غير نهلة وبيت نهلة من جديد ولتانى مرة !
شريف وصل الفيلا وطلع جرى على أوضة حياة، وفتح الباب، مالقهاش، جرى دخل أوضة ولادها، لقاها بتقفل فى شنطة هدوم.
دخل وهو حاسس إنه بيجر رجله بالعافية، بدأ يتكلم وهو مش قادر ينطق الحروف وبتخرج منه بصعوبة.
شريف: بتعملى ايه يا حياة ؟
مارضيتش ترد عليه لإنها لو ردت دموعها هتنزل، وهى رافضة انها تنهار قدامه.
شريف: ردى عليا، بتعملى ايه ؟
حياة: انت شايفنى بعمل إيه !
شريف: أرجوكى متسيبنيش.
ماردتش عليه وخرجت من الاوضة، ونادت للحارس ينزل الشنطة من اوضة حمزة، على ماتجهز شنطتها، وبعدها دخلت أوضتها، دخل شريف وراها وهو حاسس إنه هينهار فى أى لحظة.
شريف: حياة، بترجاكى تسمعينى، أنا مخونتكيش، والله ماعارف ده حصل ازاى، ماكنتش متعمد خيانتك ولا كنت مديها فرصة تتجاوز حدودها معايا قبل كده.
حياة: تعرف أنا إستحملت حاجات قد ايه مع طارق ؟، وتعرف سيبته امتى ؟
أنا استحملت منه ضرب بالايد وبالرجل وبالحزام وفى الشارع قدام الناس، إستحملت منه شتايم بأقذر الألفاظ على مسمع من عيالى ومن جيرانى كمان، استحملت منه بخل واستخسار اللقمة والهدمة، كنت بلف الدنيا طول السنة بنفس الطقم، وممكن اليوم يعدى على لقمة عيش، واستحملت، كان همجى وسليط اللسان وحشرى، وبيحب نفسه اكتر منى ومن عياله وبرضو استحملت، عارف مشيت وسيبتله الدنيا امتى ومستحملتش على الرغم من انى مش بحبه، سيبته ومشيت ومارجعتش تانى وكان فيها طلاقى لما شوفته بيخونى، زى ماشوفتك بتخونى النهاردة، وانت المفروض حبيب مش مجرد زوج.
ماقبلتش الخيانة من طارق البشع فى كل تفاصيله، هقبلها منك انت !
شريف: بس انا مخنتكيش ولا عمرى أعمل كده، اللى حصل ده والله مانا عارف حصل ازاى.
حياة: وقت الكلام انتهى، حياة الساذجة، مش بتعيش عمرها كله فى سذاجة، بيجيلها يوم وبتعرف وتفهم وتشوف كل حاجة على حقيقتها، الهانم اللى شوفتك بتخوننى معاها، قالتلى ان علاقتكم من زمان وعشان كده كانت متوقعة انى هيجيلى يوم واكتشفها لان مفيش حاجة بتفضل فى السر دايمآ.
شريف بصدمة: لأ، كدب، والله كدب، اوعى تصدقى أبدآ، انتى عارفة كويس انى اول مرة اعرفها لما شوفتها فى الاجتماع وجيت متردد وعايز ارفض، وخدت رأيك، ووقفت الشغل معاها كله على موافقتك انتى.
حياة: خاين زيك اتوقع منه الكدب عادى.
عدت حياة من جنبه عشان تخرج رعد ماقفلت شنطة هدومها، بس شريف منعها من الخروج.
شريف: حياة، هتروحى فين، ارجوكى استنى، ده بيتك انتى والولاد، ماتمشيش، انا اللى همشي ياحياة، خليكى هنا.
حياة بصتله بحزن: للأسف ياريت ينفع، بس كل حاجة هنا هتفكرنى بيك، وانا من النهاردة مش عايزة افتكرك تانى.
شدت إيديها من إيده وخرجت بخطوات سريعة، عشان تحافظ على تماسكها قدامه، لإنها كانت عارفة إن لو قال كلمة كمان هتنهار.
نزل شريف وراها، ونادى على السواق عشان يوصلها مكان ماهى عايزة.
حياة: ماتناديش لحد، انا هركب تاكسي.
شريف كان معندوش أى أمل انها تسمع كلامه فى اى حاجة، بل على العكس، لو عرفت ان دى رغبته مش هتعملها مخصوص.
شريف: اللى تشوفيه يا... يا حياتى.
حياة حست ان الكلمة قشعرت كل حتة فيها، وافتكرت قد ايه كانت فى الايام اللى فاتت بتتمنى تسمعها منه، او تسمع اى حاجة تدل على ان قلبه لسه بيحبها وبيخاف عليها، بس للاسف كانت مابتلاقيش منه غير القسوة والجفاء، بصتله قبل ماتخرج بألم، وسابته ومشيت.
سيباه ورا ضهرها وهو بيتعصر من الندم، ومش مصدق ان كل ده حصل بجد، لما فقد جنين كان فى بطن حياة، افتكر ان ده أسوأ حاجة ممكن تحصله، وبالغ فى الحزن والغضب، ماكانش يعرف إن فى أسوأ من كده ممكن يحصل، لو نسي نفسه فى تصرفاته الغلط.
حياة وصلت بيت نهلة ومش عارفة هتعمل ايه، تكلمها تقولها تيجى عشان تفتحلها ولا تستناها على السلم لحد لما تجيب ولادها من المدرسة، وماكانتش عارفة بأى وش هتقعد عندها من جديد، وافتكرت أيام طارق لما جت قعدت عندها وكانت عايزة تمشي باى شكل عشان ماتخنقش على نهلة فى بيتها، وصممت تشتغل وتجيب شقة ايجار، وحست بألم، معقووول هترجع تعمل كل ده تانى !، وتسابق الزمن عشان تكون مبلغ تأجر بيه شقة !، بس رجعت وقالت لنفسها ان دى غلطتها هى، كل مرة تعتمد على الراجل اللى متجوزاه ومبتعملش لنفسها مستقبل يحميها من بهدلة يوم زى ده، وفالاخر قررت انها تستنى على السلم لحد ميعاد طلوع الولاد وتجيبهم وتكلمها.
فى شركة شريف، ايهاب قاعد عمال يفكر فى نهلة، ومش عارف ليه حاسس انه عايز يفرحها انه لقى دكتور كويس، وفى أمل كبير انه يرجع طبيعى تانى.
إيهاب بيقول لنفسه: انت عايز تقولها عشان عايز تفرحها معاك ؟، ولا عشان عايز تعرفها انك قريب هتبقى جدير بيها، وعايز تعرف رد فعلها ؟، أاااااه تعبت من كتر تفكيرى فى الموضوع ده، الافضل انى اتصرف على طول من غير تفكير، طالما حسيت انى عايز اتكلم معاها، يبقى لازم اعمل كده.
اتصل بيها فى مكتبها وطلب منها تروحله.
إيهاب: أنا آسف إنى كل شوية بخليكى انتى اللى تيجى برغم ان انا اللى ببقى عايزك، بس قريب ان شاء الله هجيلك انا، وهرجع ايهاب اللى مابيقعدش فى مكانه تانى، وشريف هيزعل انى خفيت لان انا دلوقتى شايف شغلى احسن، ومش بعيد يدعى عليا أتعب تانى هههههه.
نهلة: هتعمل العملية ولا ايه ؟، كنت سامعة من حياة انك المفروض تسافر برا وتعمل عملية نسبة نجاحها كبيرة.
ايهاب: لا مش هسافر ولا هعمل عمليات، انا مقدرش ابعد عن مصر ابدآ، وكمان انا رأيي مختلف عنكم، انا شايف انها مش هتنجح ونسبة فشلها اكبر، وده لإن النفسية عليها عامل كبير، وانا نفسيآ معنديش اى استعداد للسفر، على الاقل دلوقتى بعد العلاج الطبيعى والأدوية لو مخفتش هكون برضو ما لعبتش فى رجلى بأى عمليات.
نهلة: طب ماتزعلش منى، بس انت من يوم الحادثة وبتعمل جلسات علاج طبيعى، والتطور كويس بس مش كبير، فكده ايه الجديد ؟
ايهاب: كنت بطلت اروح الجلسات من فترة كبيرة، بسبب اليأس، جالى حالة من اليأس وفقدان الأمل، والاستسلام وانى مش هحاول تانى.
نهلة: طب كويس انك رجعت مقبل على الشفا كده، بس هو ايه اللى حصل خلاك ترجع تفكر فى كده تانى ؟
ايهاب: اللى حصللل، هو اللى حصل من حقك تعرفيه، بس مش هقول دلوقتى.
نهلة فهمت تلميحه وحست بالخجل، بس عملت نفسها مافهمتش حاجة، وفرحت انه مخبى مشاعره عشان عايز لما يبينها يكون جدير بيها، مع انه مايعرفش انها هتقف جنبه وهتفرح انها معاه دلوقتى اكتر بكتير من لما يخف، استغربت من أفكارها اللى بتاخدها فى سكة ماواجهتش نفسها بيها قبل كده، ايوا اول مرة تواجه نفسها انها ممكن تكون ميالة لإيهاب، فاقت فجأة لاقت نفسها بصاله ومبتسمة وهو بيتأمل ملامحها الهادية والرقيقة وهو مبتسم برضو..،
إتنحنحت وهى باصة بصدمة انها كانت سرحانة كده وبتضحك وماكانتش واخدة بالها، بس ايهاب كان شعوره مختبف تمامآ، كان مبسوط وفرحان فى كل لحظة عدت وهما بيبصوا لبعض بنظرات الحب دى.
وفجأة نهلة قامت وقفت واستأذنت تروح شغلها.
اول مارجعت مكتبها موبايلها رن.
نهلة بسعادة: إيه يا يويو، فرحينى عملتى إيه ؟
حياة: انا واقفة قدام شقتك من بدرى، بس الناس طالعة ونازلة عليا ومنهم ال بيعرض عليا ادخل استنى عنده، وانا حسيت باحراج عشان كده كلمتك، استأذنى من الشغل وتعالى يانهلة.
نهلة: انا مش فاهمة حاجة، شقتى ايه اللى انتى قدامها، وليه ؟، ومال صوتك ؟
حياة: لما تيجى هتفهمى كل حاجة يا نهلة، متسبينيش اكتر من كده، عايزة ادخل الشنط قبل مانزل اجيب الولاد من المدرسة.
نهلة بصدمة: شنط !، حصل ايه وقعتى قلبى.
حياة: هتفضلى تسألى كتير ؟، خلصى ولما تيجى هتفهمى كل حاجة.
نهلة قامت تلم شنطتها والموبايل على ودنها: طب خلاص ماتنزليش فى حتة، انا هجيب الولاد وانا جاية.
حياة: طب ياريت عشان كنت هسيب الشنط على السلم وانزل يا اما كنت هتأخر عليهم، بس عموما انا كلمت الندرسة وقولتلهم انهم مايخلوش الباص ياخدهم وانى هتأخر شوية.
نهلة: طب كويس، واتصلى عرفيهم انك هتبعتى حد تانى ياخدهم.
حياة: حاضر، يلا مستنياكم.
اتصلت حياة بالمدرسة وعرفتهم ان نهلة هتروح تجيبهم، وفضلت قاعدة مستنية لحد ماوصلوا فعلآ.
نهلة: فى إيه يا حياة، انا هموت مالقلق، طمنينى حصل ايه ؟
حياة بصت لولادها كتلميح لنهلة انها مش هتعرف تتكلم قدامهم.
نهلة: طب يلا ادخلوا الاوض ياولاد، غيروا هدومكم، عشان نتغدا، انا جبت أكل معايا.
فؤاد كان نايم بعد سهرة طويلة فى الشغل، وفجأة صحى على صوت الموبايل.
بص علي الشاشة بنص عين وهو مش مركز ولا قادر يستوعب مين المتصل، وكان المتصل رقم غريب، فؤاد فى العادى مابيردش على ارقام غريبة، بس لانه ماخدش باله رد.
فؤاد بملل: مين ؟
المتصل: أنا واحد من سكان عمارة المغنية اللى انت خطيبها، أنا طلع عينى عشان اجيب رقمك، بس الحمدلله انى قدرت اوصله وانك رديت عليا من اول مرة.
فؤاد بعدم فهم: ايوا حضرتك عايز ايه دلوقتى ؟
المتصل: انا سمعت من الاخبار انك انت اللى بليتنا بيها.
فؤاد: نعم !
المتصل: قصدى يعنى انك انت اللى جبتلها الشقة دى فى عمارتنا، وبليتنا بجيرتها الزفت.
فؤاد: انا مش فاهم منك حاجة، خلص !
المتصل: المغنية الواطية دى كل كام يوم داخل عندها راجل وبيمشي تانى يوم، وهى فاكؤة انها بتستغفل الناس، عشان بيطلعلها وكله نايم، بس العمارة ليها اتحاد ملاك بيعرفوا دبة النملة من الأمن اللى ماسك العمارة.
فؤاد حس ان النوم راح فجأة وفاق واتصدم من اللى سمعه: انت بتقول ايه ؟، وايه دليلك على كلامك ؟
المتصل: دليلى انك تيجى تشوف بنفسك، وترحمنا من الاشكال دى، وياريت لو تخليها تسيب الشقة، احنا عمارة محترمة وعندنا ولاد مايصحش يسمعوا عن حاجات زى دى بتحصل فى مكان سكنهم.
فؤاد قفل السكة فى وش جار مايا اللى بيتكلم وكإن فؤاد عارف اللى بيحصل وموافق عادى، وقام لبس بسرعة ونزل راح بيت مايا، وحمد ربنا انه معاه مفتاح للشقة، وفتح بالراحة ودخل، وصل لأوضة النوم وفتحها لقاها نايمة على سريرها وفى واحد جاى من الحمام اللى برا الاوضة بلبس خفيف، واول ماشاف فؤاد اتخض وجرة فتح باب الشقة وهرب.
فؤاد راحلها وشدها من شعرها وهى نايمة، فصحيت مخضوضة.
مايا: فؤاد !، انت بتعمل ايه هنا ؟
فؤاد: انا غلطان انى وطيت من نفسي بارتباطى بواحدة واطية زيك.
فضل يضرب فيها على وشها ورماها بقوة على السرير وهى عمالة بتصرخ.
مشي فؤاد وراح ناحية باب الاوضة ووقف بصلها: ماشوفش وشك فى شركتى ابدآ، وماتحاوليش تكسريلى كلمة، ماتنسيش ان العقد اللى بيننا مايدكيش الحق فى اى حاجة تعمليها لو قولتلك انى مش هنتجلك، كان هيمشي بس رجع وقف وبصلها تانى: اه على فكرة والعقد بيقول برضو انك ماتقدريش تمضى مع شركة تانية غير بموافقتى.
سابها وخرج وهى مصدومة ان حياتها اتخربت تماما فى ثانية.
نهلة: معقول !، أستاذ شريف ! لا مش مصدقة.
حياة: بقولك شوفته بعينى، محدش قالى، وهى وقفتنى وقالتلى الكلام اللى قولتهولك ده.
نهلة: ياعينى على حظك يا حياة، هاتفضلى لإمتى بيحصلك كده ؟، انا مش مصدقة ولا مستوعبة، ان حتى استاذ شريف اللى بينك وبينه حب الناس كلها تحلف بيه يعمل فيكى كده، والله مامصدقة، حظك من الحياة ظلم ليه وقسوة بالشكل ده.
قطع كلامها خبط الباب.
_______________________________
رواية حياة مطلقة الجزء الثاني بقلم سارة رجب حلمي الفصل الثاني عشر
نهلة: ياعينى على حظك يا حياة، هاتفضلى لإمتى بيحصلك كده ؟، انا مش مصدقة ولا مستوعبة، ان حتى استاذ شريف اللى بينك وبينه حب الناس كلها تحلف بيه يعمل فيكى كده، والله مامصدقة، حظك من الحياة ظلم ليه وقسوة بالشكل ده.
قطع كلامها خبط الباب.
نهلة: ثوانى هروح أشوف مين.
حياة: اتفضلى.
نهلة قامت تشوف مين وفتحت الباب.
نهلة: أستاذ شريف.
شريف: هى عندك يا نهلة صح ؟
نهلة: أيوا، بس بلاش مواجهة دلوقتى، ياريت يعنى.
شريف: عايز أتكلم معاها.
نهلة: لو كانت ناوية تسمع لحضرتك كانت سمعتلك فى الشركة او فى البيت، ياريت تسيبها لحد ما اعصابها تهدا خالص، عشان كمان الولاد مايسمعوش حاجة وياخدوا بالهم.
شريف: ولاد حياة أذكيا وأكيد فهموا ان فى حاجة خلتهم يسيبوا بيتى.
نهلة وطت راسها فى الارض: بلاش نخليهم يعرفوا كمان ايه هى الحاجة دى.
اتحرج شريف من كلامها.
شريف: هى عاملة ايه دلوقتى ؟
نهلة: أكيد مش كويسة.
شريف: ارجوكى يانهلة، فهميها انى مخونتهاش، ولا كنت اقصد اللى حصل ده خالص، والله ماكنت اقصده، ولا ليا علاقة بمادلين دى قبل كده، واللى حصل ده أول مرة يحصل وغصب عنى، والله مانا مصدق ولا عارف حتى حصل ازاى.
انتى مش شغالة معانا فى الشركة، اكيد سمعتى الموظفين كلهم وهما بيتكلموا على معاملتى لمادلين ازاى، بمجرد ماحسيت ان اسلوبها معايا غير مع الناس.
نهلة: أااه سمعت وكله بيتكلم، بس اللى اتقال وحضرتك متعرفوش ان حضرتك احتمال كبير تكون بتعمل كده قدامهم بس عشان تغطى على علاقتك بيها.
بصلها شريف بدهشة وفتح عينه لأخرها.
نهلة: انا بقول لحضرتك الحقيقة وكل اللى بيتقال.
شريف: ازاى يقولوا عنى انا كده !، هما مش عارفين اخلاقى من يوم مامسكت الشركة !
نهلة: انا برضو استغربت، بس زى مايكون حد متعمد، انه ينشر الكلام ده عن حضرتك، تقريبآ الغرض من كده ان ان الكلام ده يوصل لحياة، بس حضرتك أكدت كل الإشاعات باللى حصل النهاردة.
وطى شريف راسه ومابقاش عارف يتكلم، لانها عندها حق فى كلامها، هو أكد الاشاعات على نفسه، وماخلاش اى فرصة انه يثبت انه ماكانش ليه علاقة بمادلين قبل النهاردة، ولا هيكونله حتى بعد النهاردة وده لإنه بيحب حياة، بس خلاص دليل العين اقوى من اى كلام.
رجع فاق من أفكاره وبص لنهلة.
شريف: أنا آسف سرحت شوية، خلاص يا نهلة ادخلى، وهبقى اجى وقت ماتقوليلى تعالى وتطمنينى انها هديت وهتتقبل منى الكلام، بس متخلنيش منتظر كتير.
نهلة: حاضر يا استاذ شريف، ان شاء الله.
شريف كان خلاص هيمشي بس سما طلعت وشافته.
سما: بابا شريف.
شريف: سما حبيبتى، تعالى.
راحتله سما وشالها بين ايديه وباسها من خدها.
سما: وحشتنى.
شريف: انتى اكتر يا حبيبتى.
سما: ماكنتش بشوفك من زمان.
شريف: أنا آسف يا سما، كنت مشغول بالشغل شوية.
سما: هو احنا مش هنروح معاك ؟
نهلة بصتلهم بحزن وسكتت.
شريف: انا نفسي تروحوا معايا، بس ماما مش هترضى.
سما: ليه ؟
شريف: مش عارف يا سما، مش عارف، بس اوعدك انى هاجى تانى وهتروحوا معايا، مش هسيبكم ابدآ.
نزلها على الارض وباسها من راسها.
شريف: انا همشي دلوقتى، بس هاجى تانى واخدكم معايا.
سما: ماشي يا بابا، باى باى.
قفلت نهلة الباب، ومسكت ايد سما عشان يدخلوا وهى مستغربة ازاى حياة مطلعتش تشوف مين اللى جه او حتى تنادى عليها.
ولما دخلت الاوضة لاقتها نامت على الكرسي اللى قاعدة عليه، وافتكرت لما اتقابلوا الصبح قالتلها انها مانامتش من امبارح، صعبت عليها اوى، واتمنت لو ماكانتش راحت الشركة فى التوقيت ده ولا شافت حاجة، نهلة متأكدة ان دى مجرد غلطة غصب عن شريف وكان لما هيفوق منها هيندم وعمره ماهيقررها تانى أبدآ، بس حظهم هما الاتنين سيئ، لإن حياة جت فى الوقت ده وشافت كل حاجة بعينها.
باب ايهاب خبط وقام يفتح، ولما فتح لقى شريف واقف قدامه وعلى وشه حزن كبير، طافى ملامحه.
إيهاب: إوعى تقول متخانق مع حياة ؟
شريف: اللى حصل أكبر من كده بكتير، حياة خالص راحت منى، انا متأكد انها راحت منى.
وبدأت دموعه تنزل.
ايهاب: يا ساتر يارب، تعالى ادخل واحكيلى حصل ايه.
دخلوا وقعدوا وبدأ شريف يحكي لإيهاب، اللى كان فى قمة صدمته من الكلام اللى بيسمعه، مش قادر يستوعب ان ده حصل من شريف، وان يوم مايحصل منه كده، مراته تشوفه !
ايهاب: هو معقول بجد فى صدفة تدمر كده ؟
شريف: أنا مش هسيب غلطتى واقعد الوم على الصدفة، كان المفروض مراتى تيجى تلاقينى بهزق الكلبة مادلين وبطردها، مش بجاريها فاللى بتعمله.
ايهاب: انا اصلا مش مستوعب انك تتصرف كده ياشريف.
شريف: والله ولا انا، كإنى كنت مغيب، لقتها بتعمل كده فسيبتها تعمل، بس والله ماكنت بشاركها حاجة، انا متأكد ان من غير ماحياة تيجى وتشوف اكيد كنت هاخد معاها موقف شديد على تصرفها ده.
ايهاب: وحياة دلوقتى فين، وموقفها ايه ؟
شريف: حياة سابت البيت وراحت عند نهلة، بيتنا اتدمر خلاص وانا ال دمرته بغبائى.
ايهاب: ان شاء الله تسامحك وتتفهم الموقف وترجع البيت تانى.
شريف: حياة قالت جملة مش ناسيها، قالتلى على حاجات كتييير استحملتها من طارق، وبتقولى ماسيبتوش غير لما شوفته بيخونى، مع انى ماكنتش بحبه وخيانته متوجعنيش، معقول هسامحك انت بعد الحب اللى بيننا.
ايهاب: بس حتى لو مبتحبوش، خيانته كانت زى القشة اللى قسمت ظهر البعير.
شريف: واكيد خيانتى قسمت ضهرها بعد اللى حصل بينى وبينها امبارح.
ايهاب: هو انتو اصلا كان بينكم مشكلة من امبارح ؟
شريف: ايوا، وكان كلامى صعب معاها، وده اللى مخلينى مستغرب انها جاتلى الشركة ونفسي اعرف كانت جاية ليه.
ايهاب: من خلال معرفتى بحياة اربع سنين جامعة واللى شوفته منها فى تحملها لكل اللى بيحصلها، اعتقد ان قلبها كبير وكانت جيالك تصالحك.
شريف: معقول !، كانت جاية تصالحنى أقوم اجرحها كده !
ايهاب: خلاص ياشريف، اللى حصل حصل، مفيش منه فايدة خلاص، المهم تصلح اللى حصل باى شكل.
شريف: روحتلها عند نهلة وحاولت، بس نهلة قالت بلاش تكلمها دلوقتى وخليها يوم تانى تكون هديت فيه.
ايهاب: بيعجبنى عقلها اوى، حاسس انها فاهمة فى الدنيا وكلامها كله موزون.
لحد هنا وموبايل ايهاب رن، بص شاف رقم فؤاد، فاستأذن من شريف انه يرد
ايهاب: ايوا يافؤاد ازيك ؟
فؤاد: هتروح للدكتور ؟
ايهاب: مش عايزك تشغل بالك بموضوع الدكتور ده، انا مقدر جدا الشغل والضغوطات اللى عندك، وعمرى ماهزعل لو مسألتش او مجيتش معايا، وانت كتر خيرك انك عرفتنى طريق الدكتور ده، سيبنى انا بقى اتعامل ومش هزعل والله.
فؤاد: انا بسأل ومهتم مش عشان انت متزعلش، انا بعمل كده لانى فعلآ مهتم، وكمان المرة دى بالذات انا بتلكك عشان عايز اقابلك.
ايهاب: اذا كان كده ماشي.
قفل ايهاب مع فؤاد وبص لشريف اللى كان سرحان وفى دنيا تانية.
ايهاب: انا آسف ياشريف والله بس مضطر انزل اروح للدكتور، ميعاد الجلسة كمان نص ساعة، يادوب ألحق.
شريف: انزل انت، انا مش همشى وهبات عندك، مش هقدر ارجع الفيلا وهى مش فيها، هفضل افتكرها فى كل مكان وهتعب.
ايهاب: خلاص ياحبيبى خليك تنورنى، انا نازل وعندك كل حاجة فى التلاجة، قوم طلع وكل.
شريف: مش جعان، روح انت ومتشيلش همى.
ايهاب سابه ونزل راح قابل فؤاد اللى بقى متعود يحضر معاه الجلسة كل مرة.
عند الدكتور.
الدكتور: هاااايل، فى تطور كويس جدآ، ودى حاجة مبشرة اننا قربنا.
ايهاب: انا فعلآ حاسس بتحسن، بس لسه مش قادر استغنى عن العكاز، والتحسن مش بيبقى ملحوظ بسبب استمرارى فى استعماله.
الدكتور: انت مستعجل اوى، لسه انت قدامك وقت على ماتقدر تستغنى عنه فعلآ، بس دى بقت خطوة اكيد جاية ان شاء الله.
فؤاد بسعادة: ايوا كده يادكتور قوله، لإن البنى ادم اللى قدامك ده كان رافض تمامآ انه يتعالج او حتى يحس بأمل إنه هيخف وكان خانقنى.
ايهاب: انا عملت جلسات علاج طبيعى قبل كده فترة وهى اللى ساعدت فة تحسنى بس كرهتها واكتئبت وبصراحة العامل على الدكتور نفسه، انا بشكر حضرتك يادكتور لانك ادتنى امل كبير، وساعدتنى نفسيآ قبل اى حاجة تانية.
الدكتور: ده واجبى، وفرحتى يوم ماشوفك قادر تتحرك لوحدك بأريحية.
ايهاب بابتسامة: ان شاء الله.
خرج ايهاب وفؤاد من عند الدكتور.
ايهاب: هاا، كنت قايلى فى التليفون انك عايز تشوفنى مش عشان الدكتور بس، ها قولى امال عشان ايه تانى ؟
فؤاد: انا سيبت مايا، ولغيت معاها عقود الانتاج ليها.
ايهاب: ليه حصل ايه لكل ده ؟
فؤاد: خانتنى.
ايهاب: نعم !، هو ايه حكاية الخيانة النهاردة !
فؤاد: ايه ردك الغريب ده ؟، مش فاهمك.
ايهاب: واحد صاحبى برضو واقع فى مشكلة بسبب الخيانة.
فؤاد: يعنى مش مايا لوحدها.
ايهاب: لا ده هو اللى خانها، وشافته بعينيها.
فؤاد: طب وخانها ليه ؟، انت بتقول واقع فى مشكلة وده معناه انه بيحبها، لومبيحبهاش ماكانتش هتبقى مشكلة بالنسباله، صح ولا ايه ؟
ايهاب: صح جدآ، بيموت فيها ومن ايام الجامعة، يعنى سنين السنين.
فؤاد: يبقى ايه سبل الخيانة ؟
ايهاب: واحدة شيطانة من يوم مادخلت شركته والكل واخد باله انها بتحاول توقعه، وكان متماسك جدا قدامها، ده كمان كان بيهزقها ومبيهموش انه يخسر شغله معاها، معرفش ليه المرة ال مراته رايحاله فيها ضعف بالشكل ده.
فؤاد: مايمكن ضعيف من زمان وبيضحك عليكم.
ايهاب: انا شغال معاه فى شركته، وكل اللى حصل من يوم مالست دى جت الشركة كان قدام عينى انا، وانا اكتر واحد عارف هى حاولت معاه ازاى وهو كان عنيف معاها، ولو حصل حاجة وانا مش موجود كان بيجى يحكيلى وهو متضايق.
فؤاد: هى الست دى بقى لاقيته بيرفضها كده، مسكت فيه اكتر.
ايهاب: خرابة بيوت، عارفة انه متجوز ووقعته فى الغلط برضو.
قؤاد: لولا ان مراتى الله يرحمها كانت ست كويسة، وامى كمان ست كويسة، كنت هفتكر ان الستات كلهم وحشيين.
ايهاب: مش كلهم زى بعض، زى مافى ستات تخلى قلبك يقفل ويكره العيشة، زى مافى اللى تغير تفكيرك وتخليك ترجع تشوف الحياة حلوة وملونة وتستاهل منك انك تحاول تعيشها سعيد.
فؤاد: حاسس انك بتتكلم على نفسك !
ايهاب بيدارى على الكلام: وانا حاسس ان ولا فارق معاك خيانة مايا !
فؤاد: ماقدرش اقول انى اتجرحت لما اكتشفت خيانتها، وماقدرش اقول إن ده كان عادى بالنسبالى، أنا زى ما والدتى قالت كتير قبل كده، أنا مبحبهاش، ولا عمرى كنت هحبها، وهى فعلآ ماتليقش بيا، مش عشان مصدوم من اللى حصل بقول كده، هى فعلآ ماتليقش بيا وكنت عارف كده من الأول، ودلوقتى وبعد اللى حصل اكتشفت انى مش عارف كنت رابط نفسي بعلاقة بيها ليه !، بس برضو الخيانة صعبة وبتوجع..
الخيانة شئ لا يحتمل، وغير مقبول حتى لو من شخص ماتربطكش بيه أى مشاعر، الخاينين لو يموتوا، حياتنا هتبقى احسن بكتير، بس الخاينين موجودين، عشان يعرفونا حلاوة الإخلاص، وإننا أشخاص نادرين فى الدنيا، ولازم نعتز بنفسنا أوى.
ايهاب: معاك حق، بس شريف دلوقتى واخد لقب خاين وهو بجد مظلوم، شريف مش خاين ولا عمره كان كده، حرام لما مراته تشوفه فالصورة دى.
فؤاد: ربنا ليه حكمة من كل حاجة بيعملهلنا، ماتشيلش همه، اكيد الحقيقة هتبان.
ايهاب: يارب ان شاء الله.
فى بيت هانى وسهر.
سهر: مبسوط !، اهو بيته اتخرب ياهانى، حرام عليكم بجد، ليه عملتوا كده ؟
هانى: والنبى اطلعى انتى منها.
سهر: انت مابقيتش طبيعى، الغل والحقد مالى قلبك من ناحيته، كل ده عشان هو غنى !، بتحاسبه على نعمة ربنا اللى مديهاله !
هانى: لأ مش بحاسبه على نعمة ربنا مديهاله، انا بحاسبه على تعالى وغرور وفشخرة كدابة، بحاسبه على انى طول عمرى كنت بحاول اصاحبه وابقى افضل صاحب عنده، وهو طول عمره مفضل ايهاب، انا بحاول ظايما اخليه يحبنى بكل الطرق، وهو بيحب ايهاب ومقرب منه من غير ما ايهاب يعمل اى حاجة.
سهر: وانت بتحاسبه ليه اصلا !، وبعدين الحب ده حاجة محدش ليه يد فيها، سيبه فى حاله ياهانى، سيبه فى حاله عشان ربنا يكرمنا حتى.
هانى: هيكرمنا ازاى ؟، انتى ناسية انى اترفدت من الداخلية !، قوليلى انتى ظابط مرفود ممكن يشتغل ايه ؟، الفلوس اللى هنقبضها مقابل ال بنعمله هتخليكى تعملى العملية وتخلينى افتح مشروع.
سهر: بالحلال، عايز تجيب طفل وتفتح مشروع بالحرام إزاى يعنى !
هانى: يعنى عايزانى اخسر كل حاجة ؟
سهر: تعالى قول لشريف الحقيقة وانك مرفود من الداخلية من سنة، وهو اكيد مش هيسيبك ويشغلك معاه.
هانى: انتى اتجننتى !، عايزة تخليه فالاخر ولى نعمتى !، وحتى لو وافقتك، انتى فاكراهم هيسكتوا، هما كده كده ناويين يكشفوا ورقهم، وشريف عاجلآ او آجلآ هيعرف انى كنت ناويله على الشر.
سهر: اكيد هيسامحك لما يعرف انك رجعت فى كلامك ومارضيتش تإذيه وهيقدر انك محتاج لفلوس وعشان كده وافقت فالأول.
هانى: انتى بتقولى كلام ناس مبتفهمش، وانا زهقت منك ومن تفكيرك اللى هيضيع كل حاجة.
سهر: انت حر يا هانى، بس انا مش هساعدك فى انى اعيش بالحرام فى كل حاجة فى حياتى.
هانى نزل من البيت وهو مخنوق من تفكير سهر، ومش عارف ياخد قرار، وقرر يروحله يشوف رأيه إيه.
ركب تاكسى، ووصل المكان اللى قاله انه موجود فيه دلوقتى، طلع فى الاسانسير، وقف قدام الشقة، ورن الجرس، وبعد شوية فتحله الباب وسمحله بالدخول.
دخل هانى وقعد وهو مخنوق ومتضايق، مش عارف رد فعله هيكون ايه لما يقول اللى حصل بينه وبين مراته.
هانى: حمدالله على سلامتك، جيت مصر ليه ؟
هيثم: وافضل مستخبى اكتر من كده إيه ؟، هو استاذ شريف هيمنعنى انى اعيش هنا تانى ولا ايه ؟
هانى: انت ناسي اهل نادين اللى قتلتها ؟، اكيد متضايقين جدآ إن القضية إتطبخت، واتلمت لصالحك، ومستنيين يعرفوا انك هنا عشان ياخدوا حق بنتهم.
هيثم: سيبك، محدش يعرف انى جيت الا قليل أوى.
هانى: اللى ليه تار بيبقى مترصد ومستنى يعرف اى خبر.
هيثم: تار ايه بس، اهلها اصلا كانوا اتبروا منها فى الاواخر، اكيد عارفين انها اتقتلت نتيجة لتصرفاتها.
هانى: بس ماتبقاش واثق اوى، هما اكيد كانوا بيقسوا عليها لمصلحتها وعمرهم مايجى فى دماغهم انها هتتقتل.
هيثم: ماتسيبك من السيرة الهباب دى، عملت ايه ؟ فين الورق ؟
هانى: لسه مش عارفين نوصله.
هيثم: يعنى فى وقت ما أمور شريف منيلة بستين نيلة كده ومابيروحش الشركة كتير ومش عارفين تجيبوه، امال هتجيبوه امتى ؟، لما يرجع ينتظم فى نزول الشركة تانى !
هانى: معلش ياهيثم...
قاطعه هيثم بعصبية: انا كلمتك من الاول واختارتك للمهمة دى، لانى عارف انت كنت بتحقد على شريف قد ايه، وعرفت ان اختيارى فى محله لما لاقيت ظروفك المادية وحشة واترفدت من شغلك، ماتخذلنيش فيك بقى.
هانى: بصراحة سهر مش عايزة تكمل فى الموضوع ده.
هيثم: نعم !، مش عايزة تكمل فى ايه ؟، انت ناسي انتوا لهفتوا منى قد ايه ؟، طب لما هى عندها ضمير كده كان فين لما اتفقتوا معايا وقبضتوا ؟
هانى: سهر نفسها تخلف، وعارفة ان الحلم تحقيقه برا مصر، وده محتاج فلوس، طمعت فى انها هتاخدهم منك وتسافر تتعالج، بس مش قادرة تسحت ضميرها.
هيثم: سكتهولها، وهاتلى الورق، اخر فرصة ليكم يومين من دلوقتى مفيش غيرهم، والورق يكون عندى، انا مش هستنا اكتر من كده.
سكت هانى وهو مش عارف يتصرف ازاى، لانه خلاص اتورط معاه ومابقاش يقدر يقول لشريف ويكسبه فى صفه، كان المفروض من الاول يعمل كده، دلوقتى مش قدامه غير ان سهر تجيب الورق.
ايهاب اتصل بنهلة.
ايهاب: تسمحيلى آجى اتكلم مع حياة شوية ؟
نهلة: للأسف هى مش هتسمع لأى حد.
ايهاب: انا اقرب واحد لشريف ومعايا كل أسراره وهى اكيد هتصدقنى.
نهلة: خلاص تعالى، وربنا يقدرك وتصلح مابينهم، عشان زهقت من الكلام معاها، اللى مابتهتمش بيه خالص.
حياة دخلت وسمعتها: بتكلمى مين يا نهلة ؟
نهلة بإرتباك:داا ده ايهاب.
حياة: سلميلى عليه.
نهلة: انتى لابسة ليه، انتى رايحة فى حتة ؟
حياة: ايوا هنزل، لما آجى هقولك.
نهلة: ماشي حبييتى، ترجعى بالسلامة.
