رواية حياة مطلقة
الحلقه الثالث والرابع
بقلم ساره رجب حلمي
وجريت عالبيت بسرعة ، دخلت أوضة ولادها وقفلت الباب عليها كويس، وكانت خايفة لما يجى يعمل دوشة ويحاول يدخلها وعيالها يصحوا مخضوضين ، ومايقدروش يناموا تانى ، وطبعآ مش هيروحوا المدرسة والحضانة ، اصلها حافظة السيناريو لإنه حصل كتير قبل كده، وهى فى وسط أفكارها سمعت الباب بيتفتح ، وضربات قلبها زادت أووووى ، بس حمدت ربها لما محاولش يتعرضلها ولا يفتح الباب عليها ، وشكله كده دخل نام ، لإنه من كتر الضرب اللى خدوا مابقاش قادر يوقف ويتكلم ويعمل مشكلة معاها، فرحت أوى لإنها حست ان ربنا بيقولها ماتقلقيش انا معاكى ، وجه وقت إنك تاخدى حقك منه.
صحى شريف من النوم ، شاف نادين قاعدة قدام المراية وبتظبط الميك اب بتاعها.
شريف: صباح الخير.
نادين: صباح النور.
شريف: فطرتى ولا هتفطرى معايا؟
نادين: لا فطرت ، انزل فطارك تحت على ترابيزة المطبخ.
شريف: طب هاتيه وتعالى كلى معايا اللى تقدرى عليه عشان تشجعينى.
نادين: أشجعك !!، هى بطولة!! ماتنزل تفطر عادى زى مانا فطرت.
شريف بنرفزة: انا مش هاكل فى مطابخ.
نادين: مفيش شغالين لسه يطلعوا الفطار، مانت عارف.
شريف: شغالين إيه ؟ ، انتى مستكبرة تنزلى تجيبى لجوزك الفطار!!
نادين: هيلب يور سيلف، مابعرفش أشيل صينية واتحرك بيها كده، واطلع سلم الفيلا ، صعب.
شريف بتعجب: هو إيييييه ده اللى صعب!!، طب إيه رأيك مفيش شغالين هيدخلوا البيت ده لحد مابقى راضى عن خدمتك ليا ولشغل البيت، وساعتها يبقوا يجوا.
نادين:انا اغسل اطباق واحضر أكل وارتب أوض واغسل هدوم!!!
شريف: ايه المشكلة يعنى ؟؟
نادين: ده شغل الخدامين.
شريف: وإيه المشكلة لما تبقى خدامة لبيتك وجوزك زى اى ست.
نادين: بس انا مش اى ست ، انا ست الستات ، والحاجات دى ماتليقش بيا.
شريف: على فكرة ست الستات دى مش من دماغك كده، تبقى ست الستات لما أبقى راضى عنك وعن تصرفاتك وانا اللى أقولهالك مش إنتى اللى تقوليها على نفسك.
نادين: شريف، انا مش هعمل الحاجات دى، لما تيجى الشغالة تبقى تعمل.
شريف: وده مش بيت الشغالة ولا انا جوزها، ده بيتك وانا جوزك انتى،، وعمومآ انا مش عايز منك حاجة أصلا انا كنت بشوف تفكيرك بس ، وتقدرى تجيبى الشغاليين بتوعك وقت ماتحبى.
سابها شريف وخرج من الاوضة وهو فى قمة غضبه ، ومش مصدق انها للدرجة دى متعالية ومستكبرة تجيبله الفطار بتاعه حتى.
نزل قعد فى الجنينة وهو بيفكر ازاى هيكمل مع المتكبرة دى.
جت نادين ووقفت قدامه.
نادين: انا عايزة اروح أقضى شهر العسل ولازم يكون برا مصر.
شريف: ههههههه هو فين شهر العسل ده !!
نادين: انت مش عامل حسابك ولا إيه !!، إنت عايز منظرى يبقى فى الارض قدام اصحابى وكل الناس وابقى اقل منهم.
شريف: هو ده كل اللى يهمك !! اصحابك والناس!!
نادين: اظن انا ماضحكتش عليك ، وقولتلك امبارح ان مظهرى وبرستيجى اهم عندى من اى حاجة.
شريف: وانتى فاكرانى هفرح بيكى لما تقولى كده؟؟
نادين: طب أولى بيك تزعل من نفسك.
شريف: تقصدى إيه ؟
نادين: أقصد انك انت كمان يهمك مظهرك وبرستيجك ، واتجوزتنى واختارتنى انا بالذات عشان كده وبس.
شريف: ولما انتى عارفة كده اتجوزتينى ليه ؟
نادين: مانا كده كده هتجوز،ولما إتقدمتلى لاقيتك من نفس مستوايا الإجتماعى وسنك كويس واكيد هنسافر ونلف الدنيا مع بعض ونعيش حياة لذيذة ، ماكنتش اعرف انك هتقفلنى كده من اول لحظة.
شريف: اااااااااااه ، انتى متجوزانى عشان تحققى احلامك بقى ، معتبرانى صفقة ولازم تكسبيها ، تصدقى مهما كنت فكرت فى سبب جوازك منى، ماكنتش هوصل لإنك اتجوزتينى عشان كده !!
إدالها شريف ضهره وكان هيمشي بس وقف وباصلها تانى.
شريف: اه نسيت اقولك ، انا محدش بياخد منى غير اللى انا عايز اديهوله ، صفقتك خسرانة.
وخرج بعصبية واتصل بإيهاب.
إيهاب: تانى يابنى !!، وانا اللى فاكرك بتقضى وقت لطيف وعمال احسد فيك.
شريف: بلا وقت لطيف بلا زفت ، انا شكلى فعلآ ورطت نفسي بجوازة زى دى.
ايهاب: ليه بس حصل ايه ؟
شريف: حصل انها طلعت فعلا مش مناسبة ليا بالمرة ، بدل ماتنسينى حبى لحياة ، بغبائها بتفكرنى بيها اكتر ، وبتفكرنى قد ايه ماكانتش عايزة حاجة من الدنيا غير حبى وبس.
ايهاب: اهدى بس ياشريف، واضح ان لسه مفيش بينكم تفاهم.
شريف: هو ازاى واحدة تكون فقيرة ، وعاشت حياتها كلها فالفقر والذل على اللقمة اللى تاكلها واللبس اللى تلبسه، ولما تحب تبقى مش عايزة من حبيبها حاجة غير وجوده جنبها، وانه يفضل يحبها وبس، وواحدة تانية تكون عاشت حياتها كلها مابتحلمش بحاجة لإن اصلا كل حاجة موجودة وتحت أمرها ، بتلبس عالموضة وبتاكل احسن أكل وفى انضف المطاعم فالبلد وسافرت اجمل الاماكن وتطلع فالاخر مادية بالشكل ده ومش عايزة من جوزها غير يصرف عليها ويسفرها ويمتعها باللف والخروجات !!! غريبة اوى الدنيا دى.
إيهاب: وليه ماتقولش إن حياة كانت بتمثل عليك عشان تحبها اكتر ، ومستنية تتجوزك وبعدين تعمل كل اللى اتحرمت منه ، بس نادين صريحة عشان كده اتفاجئت من كلامك معاها النهاردة.
شريف: دى مش صراحة دى وقاحة، وبعدين ماتنساش انى كنت خاطبها حوالى 6 شهور ماجابتش فيهم سيرة الكلام ده ، وبالنسبة لحياة فانا عاشرتها 5 سنين وحصل مواقف كتير احتاجت مساعدة فيها وكانت دايمآ ترفض مساعدتى وتقولى لما ابقى مراتك وملزومة منك ماشي لكن دلوقتى لأ، ماظنش هتمثل كمان فى وقت زى ده.
إيهاب: على فكرة حتى لو نادين ملاك بجناحات برضو مش هتحبها ، لإن حياة قدام عينيك طول الوقت.
شريف: كلامك صح ، بس برضو فى حاجات متعارف عليها فالحياة بتتعمل ، ونادين دى معملتش اى حاجة متعارف عليها بالنسبة لعروسة فى اول يوم جوازها والمفروض تشد جوزها ليها مش تخليه نافر منها.
إيهاب: وإيه الحل ؟!
شريف: مش هوجع دماغى بواحدة مفكرة الجواز صفقة ولازم تكسب فيها ، وتطلع منى باللى تقدر عليه ، كل اللى هعمله انى من بكرة هنزل الشغل.
إيهاب: حرام عليك والله ياشريف ليه كده بتظلمها.
شريف: بظلمها !!!! هههههههه ، ده لو عرفت كل اللى هيفرق معاها منظرها قدام الناس بس ، يلا هطلع اخد شاور وكفاية كده برهق فى نفسي عالفاضى.
طارق قاعد فى السوبر ماركت بتاعه وبيكلم نفسه: دى خلاص مابقاش نافع معاها الضرب ، بقت تاخد العلقة وتكمل حياتها بعدها عادى خالص، وكمان على طول منضفة الشقة ومش سايبة حاجة احاول اخليها تتعب فى انها تعملها ، دى لازم تتمرمط وتدفع تمن اللى حصل فيا امبارح فى وسط الشارع ، والناس كلها اتفرجت عليا واتهزقت ، وحتى مافكرتش تدافع عنى وتزعق فاللى بيضربونى ،اى ست مكانها كانت هتعمل كده، انا بقى ههد حيلها واربيها من غير ماضربها. طلع طارق موبايله واتصل بوالدته.
كانت حياة واقفة بتغسل الأطباق ودخل عليها طارق.
طارق: امى عايزاكى تروحيلها.
حياة: ليه خير ؟
طارق: عشان من النهاردة فرض عليكى خدمتها.
حياة: طب ليه فجأة كده .
طارق: ده اللى كان المفروض يحصل من اول يوم جواز.
حياة: طب والبيت هنا والعيال.
طارق: ولا بيت ولا عيال انتى تصرفى نفسك ، ومن اول ماتصحى تبقى عندها.
حياة: ازاى انا بصحى فى ميعاد مدرسة حمزة بوديه وبرجع اجهز سما وأوديها وباجى اشوف اللى ورايا هنا لحد ميعاد خروجهم وبروح اجيبهم ونقعد نذاكر.
طارق: ابقى وديهم وروحى.
حياة: أوديهم وأروح وارجع أجيبهم واروح تانى! وبيتها اصلآ بعيد.
طارق: اه ده اللى عندى.
حياة عارفة ان الفلوس نقطة ضعفه فقالتله: طيب خلاص ابقى ادينى بقى مبلغ كل يوم عشان المواصلات دى كلها اللى هركبها رايحة جاية 4 مرات والعيال هتبقى معايا فى مرتين منهم.
طارق: هه ، خلاص ابقى روحى لما يرجعوا من المدرسة ، وابقى خدى فلوس مواصلاتكم من أمى ، انتى هتخدميها واجب عليها تدفع مواصلاتك.
سابها ومشي وكانت بتبصله بصة احتقار وبدأت تكلم نفسها:(يااااارب انا امتى هرتاح بس، جيت الدنيا لاقيت ابويا مات قبل ماتولد بشهر، وفضلت أمى تحارب وتعافر عشان تربينى بالحلال، ولما كان عندى10 سنين ماتت وسابتنى لخالتى وجوزها يبهدلونى ويمرمطونى ،ويشغلونى بلقمتى ،دوقت الذل والمهانة منهم عشان يوافقوا أكمل تعليمى، وبيذلونى بكل جنيه بيصرفوه عليا ،مع انهم بيصرفوا أضعافه على عيالهم من غير مايعملوا كده، اتعرفت على شريف وحبيته 5سنين بحالهم واتفائلت انى هطلع من بيت خالتى على بيت واحد حنين يحبنى ويحافظ عليا ويسعدنى ،لاقيته فجأة سابنى واختفى ، وكإن الدنيا استخسرته فيا واستكترته عليا ، وجالى الزفت ده إفتكرته أملى الأخير فالدنيا، طلع هيبقى الشخص اللى هكمل باقى عذابى واهانتى وبهدلتى على إيده وبستحمل عشان ولادى اللى ماليش غيرهم، هما الناس الوحيدة اللى بيبصولى بإحترام وحب ، ودلوقتى جاى يقولى تخدمى امى ، انا حاسة انهم متفقين عليا وفى نيتهم حاجة من ناحيتى، يااااارب استرها عليا علشان خاطر عيالى ،انا لوحدى فالدنيا ااه بس انت معايا ومش هتسيبنى ليهم يعذبوا فيا.
خرجت نادين تانى يوم جواز وراحت النادى ، وهى بتتمشى قابلت صاحبتها مي.
مي: إيه ده ، مش معقوووووول نادييين !!
نادين: مش عايزة اى كلام يضايق لو سمحتى، سيبينى باللى انا فيه.
مي: ياخبر، مالك بس ؟ ،تعالى اقعدى واحكيلى.
قعدت معاها نادين وحكتلها كل اللى حصل.
مي: انتى غلطانة طبعآ ، ازاى متسمعيش كلامه ؟
نادين: عشان مش انتى اللى فالموقف بقى هتغلطينى ، يعنى لو ده جوزك وقالك تشتغلى شغل الخدامين هتوافقى ؟؟
مي: نوو وااااى طبعآ إنى أعمل الحاجات دى ، انا ماقصدش توافقى على كده ، انتى من الاول لو كنتى جبتيله الفطار ماكانش حصل كل ده ،بس انتى اللى كبرتى الموضوع وهو حب يعند فيكى.
نادين: لا يا مي ، ده فاكرنى خدامة عنده، مش عارف هو جايبنى من بيت مين ده ولا ايه !!.
مي: مانتى غبية ، حسستيه برضو انك مادية وبصاله من ناحية الفلوس بس ، هيعرف هو جايبك منين ازاى بقى بعد ماحسستيه ان هو اللى هيحقق احلامك فالسفر والخروج.
نادين: فعلآ بابى مضيقها عليا فالسفر، بس عشان بيخاف عليا مش عشان فقرا يعنى ، فانا اختارته عشان غنى ويقدر يستحمل اقعد فى دول اجنبية بالشهر والاتنين ، وعشان شاب ودماغه هتبقى مطرقعة زيي ،بس طلع غبى.
مي: برضو ماكانش ينفع تقولى اللى قولتيه ، ولا كان ينفع تيجى هنا النهاردة.
نادين: مانتى مش عارفة هو فين.
مي: فين ؟؟
نادين: فى الشركة بتاعته.
مي: ياخبر عالفضايح ، طب بصى انتى تروحى تلبسي اشيك فستان وتحجزى ترابيزة فى احسن مكان رومانسي ولما يجى خديه وروحوا اتعشوا وقوليلوا كلام حلو يمسح العك بتاعك ده ، وساعتها هيوديكى أحلى هونى مون فالدنيا ، ونزوله شغله ده الناس هتعتبر انه كان وراه حاجة مهمة وراح يخلصها بدليل انه ماراحش تانى ، بس شطارتك انك ماتخليهوش يروح تانى فعلآ.
نادين: صح ، برافو عليكى ، همشي بقى الحق اجهز نفسي.
مي: ههههه سلام ياضايعة.
بعد ماحياة جابت حمزة وسما من المدرسة ، لبستهم وراحت عند حماتها.
ام طارق: أخيرآ ياختى فكرتى تيجى ، وحتى مش جاية من نفسك ، ده انا اللى بعتالك.
حياة: معلش الدنيا مشاغل وانتى عارفة مسئولية الولاد، بس أدينى اول ماطلبتينى جيت.
ام طارق: وهو انتى تقدرى ترفضى ولا إيه ؟؟
حياة بصت لولادها اللى إتضايقوا عشانها: لا طبعآ ماقدرش ، ده انتى على عينى وراسي.
ام طارق: غصب عنك ياختى ، يلا قومى ماتقعديش ترغى، وراكى حاجات كتير ، ولا انتى فاكرة نفسك جاية تتضايفى.
حياة: لا طبعآ ياست الكل ، جاية اخدمك برموش عينيا.
ام طارق: ال 3 شقق عايزين يتكنسوا ويتمسحوا ويتروقوا والسجاد كله عايز يتغسل ، وفى هدوم كتير تتغسل وانا غسالتى عادية وبحب الذمة فى نضافة الهدوم.
حياة: انا سمعت انك جبتى اوتوماتيك.
ام طارق: اه عندى بس معنديش مسحوقها ، وهتغسلى زى ماعرفتك.
حياة: طب ليه 3 شقق.
ام طارق: احنا بنقعد هنا طول اليوم وبنطلع فوق على النوم والشقة التالتة دى بقى ، فيها الارانب والبط والوز والفراخ وخروف صغير كده، تطلعى تنضفيلهم وتحطيلهم اكل.
حياة: بس انا عمرى ماتعاملت مع الحاجات دى.
ام طارق: تتعلمى.
حياة: طيب حاضر ، بس الشغل ده كتير على النهاردة، هقسم جزء النهاردة وجزء بكرة.
ام طارق: تقسمى ده إيه، اتقسم وسطك ، انتى هتعملى كده كل يوم.
حمزةبعصبية: ماتقوليش على ماما كده ، ومش من حقك تخليها تعمل كل ده.
حياة: حمزة ، أسكت.
أم طارق: دى تربيتك ، وده اللى ربنا قدرك تقولهوله !!
حياة: معلش انا اسفة.
حمزة: ماما كفاية بقى متتأسفيش.
ام طارق: كده ياحمزة ، مش انا تيتة حبيبتك.
حمزة: انا معرفكيش عشان احبك ، انتى عمرك ماسألتى علينا ولا جيتى عندنا ، جاية دلوقتى تقولى بحبك عشان تخلى ماما تنضف بيتك اللى انتى وسختيه.
ام طارق: هى دى تربيتك فى عيال ابنى يا ناقصة ، ده كلام عيل عنده 6 سنين ، مطلعاه رداح وقليل الادب.
حمزة: متشتميش ماما ، مش هسمحلك.
حياة: اسكت بقى كفاية حرام عليك، امشي من هنا ماتدخلش فى كلام الكبار تانى ، عيب كده.
ام طارق: العيب على ابنى اللى اتجوز واحدة زيك تطلع عيال قليلة الادب وتربى فى قلبهم العداوة لأهل أبوهم.
حمزة كان هيرد بس لحقته حياة: إوووعى تتكلم تانى إمشي روح العب مع اختك ، اديك جبتلى الكلام زيادة.
ام طارق: يلا اتنيلى اطلعى اشتغلى وخلصي عند الطيور ، وادخلى الشقة اللى فوق وضبيها.
حياة: طب أبدأ هنا الأول.
ام طارق: لا شاطرة يابت ، عايزة تبدئى هنا الاول عشان شوية وتقولى تعبت ومتكمليش واهو تبقى عملتى وش البيت.
حياة: يمكن حضرتك اللى عايزانى ابدأ من فوق عشان اتورط واضطر اكمل لحد ماوصل لهنا ، لكن انا مافكرتش كده خالص.
ام طارق: تتورطى ده إيه !! ده انتى هتعملى ورجلك فوق رقبتك.
بصت حياة لولادها بنظرة حزن وانكسار ، وطلعت تشتغل من غير كلام تانى ، لإنها مهما حاولت تراضيها مش بتاخد منها غير رد وحش وبتتهزق قدام ولادها اكتر ، وطبيعى واحد زى طارق ، تكون دى أمه
الحلقة الرابعة
لبست نادين فستان شيك ، وفضلت مستنية ميعاد وصول شريف، واول مادخل البيت راحت وقفت قدامه وعلى وشها إبتسامة.
شريف متفاجئ: مين دى ؟
نادين: انا حبيبتك.
شريف: دى طريقة جديدة عشان أسفرك تقضى شهر العسل.
نادين: انا مايفرقش معايا هونى مون ، انا يفرق معايا حبيبى مايزعلش منى.
شريف: ليه حصلك ايه ، مش عايزانى انزل الشركة تانى ؟
نادين: مالك ياشريف!! عمال تدور على اسباب تحرق دمى بيها كده ليه ؟ انا بعمل كده عشان اصالحك وبس ومش فارق معايا اسافر هونى مون ولا فارق كلام الناس لما تنزل شغل ، كل اللى فارق انت ، مش مصدق ليه ؟؟
شريف: خلاص حبيبتى متزعليش، انا اتفاجئت بيكى بس.
نادين: طب يلا ، حجزت ترابيزة فى مكان رومانسي وهيعجبك اوى.
شريف: كمان مكان رومانسي، ايه اللى حصلك !!
نادين: مفيش ، لاقيت ان احنا بدأنا بداية غلط وكان لازم اللى حصل ده نصلحه ونفتح صفحة جديدة.
قرب منها شريف وحضنها.
شريف: طب ماتيجى نفتح صفحة جديدة هنا فالبيت، مش لازم برا يعنى.
نادين: بس انا جهزت نفسي انى أخرج.
شريف: تانى يانادين هتعارضينى!!
نادين: خلاص موافقة.
وبكده شريف ونادين بدأوا فعلآ حياتهم الزوجية.
إستغل طارق عدم وجود حياة فى البيت وجاب واحدة يقضى معاها الوقت لحد لما يقرب ميعاد رجوعها.
حياة فضلت تشتغل فى بيت حماتها لحد ماحست بالتعب والجوع ، قعدت ترتاح وهى مستغربة، ليه حماتها مانادتش عليها عشان تاكل وتقدر تكمل ؟
وفى نفس اللحظة دخلها حمزة وسما وجدتهم جاية وراهم.
ام طارق: انتو عيال قللات الادب ، رباية واطية.
حياة: فى ايه ، هما عملوا إيه ؟؟
حمزة: معملناش حاحة، احنا بس مارضيناش ناكل من غيرك، ولما غصبت علينا جينا نجرى.
حياة: عيب ياحمزة انت وسما ، لما تيته تقولكم حاجة تسمعوا كلامها.
ام طارق: لا والنبى!! عليا انا الحبتين دول !! اقطع دراعى ان ماكنتى انتى اللى موصياهم يضايقونى ويحرقوا دمى.
حمزة: يبقى إقطعيه ، عشان ماما طيبة ومش بتقول الكلام الوحش ده وبتحب كل الناس وانتى مش بتحبيها.
ام طارق: اه ياواد يابن ال..... عايزنى اقطع دراعى ياواطى.
ومسكت ام طارق حمزة وفضلت تضرب فيه ، راحت حياة وبعدت ابنها من ايدها.
حياة بتزعقلها: إلا إبنى ، انا استحمل منك انتى وابنك كل حاجة تعملوها ، بس عيالى خط أحمر ، اللى يقرب منهم هاكله بسنانى ، زعلتى اوى من كلمتين قالهم طفل صغير !!، الطفل ده بريئ وحقانى اكتر منك انتى وابنك، وانا بربيهم احسن تربية، عشان مايطلعش حد فيهم مريض وظالم زيكم.
خافت ام طارق من رد فعل حياة ، وماكانتش تتوقع انها ممكن يطلع منها كلام زى ده ،وعشان كده كانت عمالة تضغط عليها من وقت ماجتلها.
خدت حياة ولادها ومشيت ، قبل ماتخلص تنضيف البيت، وكانت عارفة انها لو دخلت البيت بدرى كده عن الميعاد اللى قالته لطارق هيعرف انها مخلصتش حاجة عند أمه وطبعآ هيضربها ويشتمها ، ده طبعآ لو أمه ماتصلتش تقوله قبل ماهى توصل، وكانت شايلة هم اللى هيحصل لإنها تعبانة من الشغل اللى اشتغلته وهدومها مبلولة وكمان جعانة جدآ ومش هيبقى فيها قدرة لأى حاجة يعملها، بس إستعانت بربها ووصلت بيتها ، فتحت الباب ودخلت ، ودخل حمزة وسما أوضتهم ، لحد ماحياة تغير هدومها ، وتدخل تحضرلهم العشا.
دخلت حياة أوضتها عشان تغير الهدوم المبلولة ، وأول مافتحت النور ، شافت طارق وهو بيخونها، فضلت مفتحة عينيها أوى ، وساكتة من كتر الصدمة مش قادرة تنطق ، قام طارق والست اللى معاه من مكانهم ، وجريت الست وهى بتلم حاجتها ، وهى طالعة من الأوضة بسرعة خبطت فى كتف حياة ، وزى ماتكون دى الهزة اللى فوقتها ورجعتها للدنيا تانى، مشيت حياة من قدامه، ودخلت عند ولادها خدتهم ، وراحت على باب الشقة.
طارق: انتى رايحة فين.
حياة: إوعى من قدامى.
طارق: ماتتكلمى رايحة فين؟
حياة: ابعد من وشي ، ماتخلنيش اتكلم قدام الولاد.
وبعد كده خدت حياة بالها انها لو خدت ولادها معاها وصممت على كده ، مش هيسمحلها أبدآ تخرج بيهم بس لو حسسته إنها مش عايزاهم معاها هتلاقيه بيضغط عليها ماتمشيش من غيرهم ، مش مهم عنده مصيرهم هيكون ايه ، المهم يضايق حياة ويمشي كلمته لأخر لحظة.
حياة: خد ولادك انا اصلا مش عايزاهم معايا، عشان ماتبهدلش بيهم ، انا همشى من هنا وهستنى ورقة طلاقى.
طارق: لا انتى ولا العيال هتخرجوا.
حياة: لأ هخرج ، ومش هعيش معاك ثانية واحدة بعد كده ، انا استحملت منك كل ألوان العذاب ، وبعتنى لأمك تكمل عليا، وبرضو كنت مستحملة قرفك ، وصابرة عليك صبر محدش فالدنيا يصدقه ، واخرتها اشوف المنظر ده !! حاجتين اللى كانوا بيخلونى استحمل واجى على نفسي ، انى كنت فاكراك مابتعملش الحرام سواء فالعلاقات ولا فى أكل العيش ، لكن بعد اللى شوفته خلاص اتوقع منك كل حاجة ، وانا مش هعيش ابدآ فى نجاسة وحرمانية.
طارق: حرمانية ايه يابنت ال.... انتى صدقتى نفسك.
وبدأ يضربها، ولأول مرة حياة ترفع ايديها عليه وكإنها بتنتقم منه وبتاخد حق سنين ضاعت فى ظلمه وعذابه.
بصلها طارق بصدمة.
حياة: ماكانش نفسي ولادى يشوفوا كده أبدآ ، بس انت انسان واطى معندكش قلب ولا ضمير.
طارق: انا كده يا رمامة الشوارع ! ، انا غلطان انى ماطردتكيش طردة الكلاب من زمان ، وخليتك توقفى تشحتى فالإشارات، يلا غورى فى داهية من هنا.
وزقها برا الشقة ،خرجت وهى بتبص لولادها ، وقفل الباب عليهم وبعد شوية فتح وخرجهم لإنهم صرخوا وعيطوا وقالوله احنا عايزين ماما ومش عايزينك.
طارق: إمشوا معاها ،عشان تتمرمطوا زيها ، وتعرفوا قيمة البيت اللى كان حاميكم ، وتعرفوا قيمة ابوكم اللى بتقولوله مش عايزينك.
ورزع الباب فى وشهم ، حضنتهم حياة وطبطبت عليهم كتير ، خدتهم وطلعت بيهم سطح البيت ،عشان تستنى فيه لحد مايطلع الصبح.
حمزة: مكنتيش عايزانا تانى يا ماما ؟
حياة: اوعى تقول كده ياحبيبى، انا مقدرش أعيش من غيركم أبدآ، انا قولتله كده عشان عارفة لو صممت اخدكم مش هيوافق ويحرمنى منكم، انا عارفة اننا هنتبهدل أوى الأيام الجاية بس المهم اننا مع بعض، وطول مانتو بعيد عنه يبقى انتو فى امان.
سما: انا جعانة يا ماما.
حياة: ياخبر ، اللى حصل خلانى انسى ان انا كمان جعانة حتى، ممكن نبقى أقوياء ونستحمل مع ماما شوية ؟ لإننا لسه بادئين طريق مش عارفين هيحصلنا فى إيه.
حمزة: ممكن طبعآ ، انا جعان بس هفضل قوى عشانك يا ماما.
حياة: انا اللى قوية عشانكم ياحبايبى وعشان حبكم ليا بيقوينى.
حمزة: احنا هنروح فين بعد كده؟
حياة: والله ماعارفة ياحمزة ، بس اكيد ربنا مش هيسيبنا نتبهدل وهيوقف جنبنا، احنا مالناش غيره.
سما: بابا لو عرف ان احنا هنا هيضربنا.
حياة: متخافيش يا سما مش هيعرف ياحبيبتى.
طلع الصبح على حياة وولادها وكانوا هيموتوا مالبرد بالذات حياة اللى كانت هدومها مبلولة، والجوع خلاهم ميقدروش يغمضوا عينيهم حتى ، وسما كانت بتبكى من شدة الجوع، خدت حياة ولادها وراحت بيهم قدام مدرسة حمزة ، تستنى ظهور ام ادم ، ماكانش عندها اى حد يساعدها فاتعشمت من ام صاحب حمزة اللى كلمتها قبل كده ممكن تساعدها.
وفعلآ شافتها جاية عليها، وحياة كانت خايفة أوى انها ترفض تساعدها، ساعتها هتتقفل فى وشها كل الأبواب.
ام ادم: ايه ده ام حمزة ، مالكم شكلكم مش طبيعى كده ليه ومرهقين ، وحمزة مش لابس لبس المدرسة ليه؟؟
حياة: جوزى طردنا من البيت امبارح بالليل.
ام ادم: ياخبررر، انتو بايتين فالشارع طول الليل فى الجو ده !
حياة: طلعنا قعدنا على سطح البيت لحد مالصبح يطلع.
ام ادم: منه لله ، ربنا ينتقم منه هو قلبه حجر عشان يسيبكم تخرجوا مالبيت وانتو مالكمش حد.
برغم ان كل كلام ام ادم صح بس حياة زعلت انه قدام ولادها، مهما حصل مبتحبش يسمعوا على ابوهم كلمة وحشة.
حياة: انا جيت هنا ومتعشمة فيكى بعد ربنا انك تساعدينا.
ام ادم: من غير ماتقولى ياحبيبتى ، هو انا معقول اسيبكم فى موقف زى ده.
حياة: ربنا يخليكى، مش عارفة اشكرك ازاى.
ام ادم: استنوا ثوانى بس ، هدخل ادم المدرسة وهاجى.
وخدتهم ام ادم لبيتها ، وجابت لحمزة وسما هدوم من بتاعة ابنها ادم ، ولحياة طقم من هدومها ، وحطتلهم أكل كتير وسابتهم عشان ياكلوا براحتهم، فضلوا ياكلوا بشهية لحد ماخلصوا الأكل كله ، ومن كتر تعبهم كانوا بيناموا وهما بياكلوا.
ام ادم: صحيتى ليه بسرعة كده؟
حياة: مش متعودة انام دلوقتى.
ام ادم: بس انتى صاحية من امبارح.
حياة: دماغى شغالة ومش عارفة انام من كتر التفكير.
ام ادم: طب احكيلى وفضفضى حصل ايه خلاه يطردكم.
حياة: شوفته بيخونى ، كان جايب واحدة فى شقتى وانا عند امه بتمرمط وبخدمها وبنضفلها شقتين بسجاجيدهم وستايرهم ده غير الطيور.
ام ادم: اييييييه ده !! هو فى ظلم وفجر كده فى الدنيا كلها.
حياة: فيه، الراجل اللى اتجوزته ، واخد الظلم والفجر احتكار ليه لوحده.
ام ادم: وليه عين يطردك وانتى قفشاه فى وضع مش كويس.
حياة: يطردنى بس !! ده ضربنى كمان ، بس مسكتلوش ولأول مرة بمد إيدى عليه زى مابيضرب بضرب ،عشان كده طردنى، وماصدق العيال قالوا عايزين ماما ، فتح الباب ورماهم على طول.
ام ادم: وانتى ناوية على ايه ؟ اول ماهيقولك معلش هترجعى طبعآ!!
حياة: لأ مستحيل طبعآ، انا خلاص خرجت من السجن ومش هرجعله تانى ، بس مش عارفة ارتب امورى ولا عارفة هروح فين انا وولادى بعد كده.
ام ادم: وده كلام !، مانتى فى بيتك اهو.
حياة: مش هينفع خالص، انتى كتر خيرك انك استقبلتينا النهاردة وفتحتلنا بيتك، مش هتقل اكتر من كده ، مشكلتى الفلوس بس.
ام ادم: بقولك ايه ؟ متشغليش بالك بالكلام ده خالص، انتى هنا فى بيتك قولتلك ، واعتبرى مشكلة المكان خلاص اتحلت اهيه ، ناقص بس تعرفى تجيبى حاجتكم وخصوصآ الشنطة ولبس المدرسة بتوع حمزة.
حياة: معايا مفتاح الشقة ، وعايزة اروح اخد كل اللى هحتاجه قبل مايغير الكالون ، لإنه اكيد هيعمل كده.
ام ادم: انتى عارفة مواعيده ؟
حياة: اه طبعآ فالميعاد ده بيبقى فى المحل بتاعه.
ام ادم: هو مطلقكيش ؟
حياة: لأ ، واللى زى ده مش هيطلق بالسهولة دى.
ام ادم: انا اعرف محامى شاطر هينفعك فى مشكلتك دى.
حياة: محامى ؟ يعنى فلوس؟ طب وانا هجيبها منين دى ؟
ام ادم: انا هدفع اللى يطلبه واعتبريهم سلف ياستى.
حياة: طب وانا هسددهم منين اصلا؟ انا معنديش اى دخل.
ام ادم: بصي ياستى ، انا بشتغل فى شركة مقاولات ، وليا اصحاب هناك وممكن يساعدونى فى انك تشتغلى معايا.
حياة: بتشتغلى !! إزاى ؟ ومروحتيش النهاردة.
ام ادم: لا طبعآ هروح ازاى واسيبكم ، لازم كنت ابقى معاكم لو احتاجتوا حاجة.
حياة: انا اسفة والله لغبطلك يومك وضيعت عليكى يوم شغل.
ام ادم: احنا من النهاردة اخواتك لو احتاجتك ووقفتى جنبى مالكيش عليا شكر، والعكس برضو لو وقفت جنبك فى حاجة ماليش عليكى شكر.
حياة: النهاردة بس عرفت ربنا بيحبنى قد ايه ، عشان وقفلى واحدة زيك بنت حلال.
ام ادم: طيب متضيعيش وقت، يلا البسي عشان تروحى تجيبى الحاجة قبل مايطلع الشقة تانى.
نزلت حياة وراحت شقة طارق عشان تجيب حاجتها هى وعيالها وفتحت باب الشقة و.....
