رواية جفت دموعى

الفصل الاول والثاني
بقلم ايمى الرفاعى
تمر بنا الحياه بحلوها ومرها ليس بيدنا شئ غير تقبل أمزجتها المتغيره فنحن مجبورين
على المضى فى أشواكها...نغفو ونستيقظ على أخبار تغير مصائرنا فى لحظه هل
سنستقبل هذه الاخبار برحه صدر أم سنشعر بغصه فى قلوبنا
تجعلنا نعيد حساباتنا لتضحيتنا وخنوعنا لقلبنا الخادع
سعديه مثل كل السيدات رضت بحياه ناقصه من أجل لقمه العيش أصبحت الأم والأب
فى آن واحد .لم تجزع وتعترض على العكس تقبلت كل هذا بحب ظنا منها بأن الطرف الآخر يستحق هذه التضحيه..تألمت فى وحدتها أيام وشهور فى
انتظار الغائب يحن عليها ببعض اللحظات تعويضا عن ابتعاده فى غربته ولكن هيهات لقد خدعت..فالبعيد عن العين ..بعيد عن القلب..وذاد الطين بلة
جفاء من تحيا معها وكأنه حق مكتسب بأن تهينها وتتبجح في معاملتها ولكن من أجل بناتها ارتضت بهذه الحياه الناقصه
داخل منزل بسيط..تجلس سعديه على أريكه صغيره وأمامها طفلتها الصغيره ذى عشر سنوات تعدها للذهاب لمدرستها عقصت شعرها فى ضفيره
طويله ابتسمت بحب عند رؤيتها لتلتفت لها برأسها قائله بثغرها الصغير بحب....جميله قوى يا ماما الضفيره الى بتعمليها كل أصحابى بيحسدونى عليك
بادلتها ابتسامتها الهادئه لتربت على وجنتها بحب....أنا الى بيحسدونى على جمال
بنوتى..عايزه السنه ده درجاتك تبقى أحلى من السنه الى فاتت
ضمت نفسها لحضنها لتضمها الأخرى إليها ليشذوا أذر بعضهم قائله بتأكيد....أوعدك هجيب درجات عاليه تفتخرى بيها وسط كل جيرانا وكمان علشان نغيظ تيته
كتمت ضحكتها لتذم شفتيها بضيق مصطنع....عيب كده يانور تيته بتحبك بس هى الى أسلوبها ناشف شويه
ابتعدت لتذم شفتيها بضيق قائله بتهكم....بتحبنى اه ماهو واضح .أنا مابقتش صغيره ياماما وفاهمه كل حاجه وعارفه إنها مابتحبناش
صدح من الداخل صوت عال جعلت من تجلس بجانبها ترفع حاجبها تهكم قائله بعينيها....أترين كم تحبنا
ولجت من غرفتها على عكازها بملامح مقتضبه قائله....أنتم لسه صاحين نموسيتكم كحلى..فين الفطار .ولا مستنين الخدامه تجهزهولكم...ماتفزى ياختى إنت وهى
تنهدت بضيق لتربت على رأس طفلتها قائله بهمس...يالا إنت يا حبيبتى على مدرستك علشان ماتتأخريش
ألتقطت حقيبتها بعد أن طبعت قبله على يدها مسرعه بخطاها متجنبه من تلقيها بنظرات شذرا
جذبت يدها ك تساعدها على الجلوس وسط تأفأفها قائله....الفطار جاهز من بدرى ياحماتى ماتقلقيش
لوت شفتيها تهكما....وهقلق من إيه ياختى إنت بتدفعى حاجه من جيبك .كله من خير ابنى.حبيبى ربنا يرجعهولى بالسلامه وينور بيته من تانى
جلست أمامها تشاركها الطعام لتلقيها بنظرات حانقه متسائله....أمال الغندوره بنتك فين...لسه نايمه
أخذت نفسا عميقا لتذفره بهدوء متجنبه شجارهم يوميا قائله....اه نايمه .طول الليل بتذاكر..ثانويه عامه ادعيلها تجيب مجموع حلو
تهكمت بضيق قائله بكلمات مثل الرصاص يخترق قلب هذه المسكينه.....أنا مش عارفه كان إيه لازمته وجع القلب ده ماكانت دخلت دبلوم وخلصنا مصاريف على الفاضى والغلبان الى هناك طالع روحه.جوازه هم مافيش وراها غير الخساره ولا عرفتى تجيبى ليه الواد الى يشيل اسمه ولا ليكم لازمه..قومى يا ختى شوفى الى وراك على بال لما نشوف أخرتها ايه معاكم
نفضت يدها بضيق من حديثها المتذمر متجه إلى غرفتها ابنتها ك توقظها لتتناول طعامها ..تململت فى نومها مبتسمه عند رؤيه وجه والدتها يطالعها بحنان اعتدلت وهى تتمطع قائله بحب....صباح الورد ياسوسو
ألقتها بنصف عين قائله بضيق مصطنع على هيئه غرفتها ....صباح الخير يا ختى قومى يالا علشان تفطرى...ده منظر أوضه يامفتريه
اعتدلت سريعا متقدمه إليها لتلف يدها حول خصرها من ظهرها قائله بحب....معلش يا سوسو ماتزعليش ثوانى وهتلاقى الاوضه ذى الفل غصب عني إنت عارفه العباقره الى زينا ماعندهومش وقت
زغرتها بتهكم جعلت الأخرى تضحك وهى تغدغدها لتدفعها بلطف ببسمتها الهادئه....ماشى يا ختى آمال نشوف آخره العبقريه الى إنت فيها .يالا علشان تفطرى وتكملى مذاكرتك مش عايزين نسمع كلمه من ستك
لوت شفتيها ضيقا ملتقطه منشفتها قائله بتنهيده حزن....حاضر يا ماما
التفتت إليها بنظره صادقه....أوعدك يا ماما إن هشد حيلى وهرفع راسك ومش هخلى حد يشمت فيك أبدا
جذبتها لاحضانها لتمنع غصه حزن تلألأت فى عينيها قائله...ربنا مايحرمنى منكم ويفرحنى بيكم
ورد.....ويخليك لينا يا ست الكل
..........................
فى مساء يوم ما
تجلس وسط فتياتها تضب ملابسهم النظيفه داخل خزانتهم ليرتفع رنين هاتف المنزل ألتقطته الصغيره مسرعه حتى أتاها صوت والدها صاحت بفرحه....بابا وحشتنى.
الأب.....وانت كمان ازى اختك وأمك.عاملين ايه
نور....إحنا كويسين هتيجى امتى
الأب....قريب ياحبيبتى.ادينى أمك ولا ستك
جذبت الهاتف من يدها بضيق قائله....وسعى يا ختى هات أكلم ابنى قبل ما المكالمه تخلص
ذمت شفتيها حزنا مبتعده عن من جلست بتأوه قائله بنبره ضعف مصطنع....محمود حبيبى .وحشتنى
محمود....عامله ايه يا أمى طمنينى عليك
بنبره حزينه.....الحمد لله يابنى وحشتنا يا محمود هتيجى إمتى كفايه غربه مافيش حاجه تستاهل تضيع عمرك علشانه أنزل بقى
محمود....قريب يا أمى المهم سعديه والبنات عاملين ايه
لوت شفتيها تذمرا....كويسين يا حبيبى هيكون مالهم ماهم قاعدين بياكلوا فى قته محلوله إنت الى متبهدل فى الغربه علشان خاطر السنيوره ياريت يطمر وتقدر
محمود....معلش يا أمى مضطر اقفل أبقى سلميلى على سعديه وورد
الام...ماشى يا حبيبى ماتنساش التلفزيون والتلاجه الى قلتلك عليهم
محمود....حاضر يا امى مع السلامه
انهت معه الاتصال لتجز على أسنانها ضيقا....ياحبيبى يا بنى صغير على الهم والغربه..أنا عارفه كان إيه لازمته بس هنقول ايه مضطر ياحبيبى علشان يسد بق كوم اللحم الى وراه
ضغطت كل من الجالسين على أسنانهم
غيظا لتمتم الكبيره بغضب فى إذن الصغيره....شايفه بتقول ايه .قال احنا الى بنخلص فلوسه .امال مين الى لسه طالبه تلفزيون وتلاجه..ده مافيش مكالمه إلا لما تطلب منه .ربنا يسامحها
نكزتها فى يدها عند اقترابها هامسه....اسكتى علشان جايه علينا لتسمعك ومش هنخلص منها
اقتربت منهم بعكازها لتزجرهم بضيق قائله....ماكفايه أكل ياختى إنت وهى ايه مابتشبعوش
نظرت كل منهما للاخرى بحزن لتربت والدتهم على يدهم بضيق قائله....يالا يابنات على أوضتكم تكملوا مذاكره
صاحت بغضب جعلت الصغيره تنتفض قائله....ايه هما لسه هيقعدوا ويشغلوا كهربه .لا يدخلوا يناموا كفايه مصاريف
اذردت غصه حزن فى قلبها لتشير إليهم بعينيها إلا يحزنوا لتتجه كل منهما الي غرفتها تحت نظرات الجده وهى تتمدد على الاريكه بأريحيه وبيدها جهاز التلفاز لتتابع مشاهده مسلسلها المفضل واليد الاخرى تقضم قطعه الدجاج الموضوعه أمامها غير مباليه بمن حولها
......وتمر الأيام وماتزال على وتيرتها من ابتعاد الأب وجفاءه فى الاتصال وقهر الجده لابناء ولدها غير مراعيه صله الرحم ولا الدم....لتنكسر القشه التى قصمت ظهر البعير
......أطلقت الجده زغروطه عاليه أثناء محادثتها لولدها خرجت على أثرها سعديه متسائله....فى ايه ياحماتى
ألتفتت إليها بشماته.....مراه محمود هتجيب ولد
شحب وجهها ليسقط مابيدها أرضا مطلقه صيحه اندهاش متمتمه بغضب....مراته هو محمود أتجوز
كتمت ابتسامه شماته كادت أن تنبت على ثغرها لتتصنع النسيان قائله.....ايه ده هو أنا ماقولتلكيش يخيبك يادماغى معلش نسيت أقولك
لوحت بيدها غضبا وهى تصرخ....نسيتى تقولى إن جوزى أتجوز عليه طيب وأنا والبنات
أشاحت بوجهها لتهز كتفيها بلا مبالاه قائله....اه نسيت وفيها إيه يعنى .وبعدين مالك يا ختى ماانت كويسه أهو شاربه واكله نايمه وهو راجل ومن حقه يعمل الى هو عايزه على الأقل يلاقى واحده تونسه فى غربته وتجيبله حته الواد اللي ماعرفتيش تجيبيه
تهدل كتفاها وعبراتها تتساقط أنهارا لتصرخ بحرقه قلب.....حرام عليك يا شيخه منك لله بعد خدمتى ليك إنت وابنك يبقى ده جزاتى ..حرام عليكم هتروحوا من ربنا فين
صرخت في وجهها غضبا....حرمه عليك عيشتك مالك يا ختى إحنا عملنا إيه أوعى تكونى فاكره نفسك ست بحق وحقيق لا فوقى إنت مش اكتر من خدامه هنا فى البيت..واعملى حسابك ابن حبيبى جاى اخر الشهر هو ومراته أم الواد .عايزه تقعدى بأدبك أهلا وسهلا..غير كده الباب يفوت جمل
لتقلب عينيها ضيقا متجه إلى غرفتها غير عابئه بمن تلطم خديها وهى تولول حسره على حالها
خرجت الفتيات على صوت شجارهم ليقطعوا المسافه الفاصله بينهم ضامين والدتهم بيدهم الصغيره مشاركينها البكاء وهى تتمتم بحسره وحزن.....ليه يا محمود...ليه تكسرنى ده جزاه عشرتى وخدمتى..يارب
ربتت الصغيره على يدها بحزن.....ماتزعليش يا ماما .أنا هخاصم بابا ومش هكلمه تانى .المهم ماتزعليش
ضغطت على شفتيها تمنع استرسال عبراتها منبته ابتسامه مهزوزه قبل أن تذهب إلى غرفتها تلملم جراحها بعيدا عن عيون صغارها
.....................
عاد الغائب بطلته القاتمه التى جددت الجراح بعد رؤيه من تجاوره ببطنها العاليه تتمختر بعنجهيه جعلت من تنزوى بجانب الحائط وسط صغارها تتلألأ العبرات في مقلتيها.ألتقفته والدته بالزغاريط والاحضان قائله....حبيبى يا بنى اخيرا شوفتك قبل ما أموت
طبع قبله على ظهر يدها قائلا بحب....بعد الشر عليك يا ست الكل وحشتينى
الأم....وانت أكتر..لتلقى نظره لمن تجاوره قائله بحب مصطنع....ازيك يا مرات ابنى
اقتربت منها الأخرى مقبله وجنتيها قائله ....ازيك إنت يا ماما .ماتعرفيش كان نفسى أقابلك ازاى واتعرف عليك من كلام محمود عنك .أصله بيحبك قوى
ابتسمت بكبر مربته على كتفه....طبعا أنا أمه حبيبته الى ربيته وسهرت عليه ليالى...المهم طمنينى عليك حفيدى عامل إيه
مسدت يدها على بطنها بدلال قائله....زى الفل ياماما بس شكله هيطلع شقى علطول مغلبنى مابعرفش انام منه
ربتت على يدها....معلش يا حبيبتى بكره يجى وينور الدنيا وتستريحى قومى استريحى فى أوضتك على بال لما نجهز الغدا
نظرت بطرف عينيها لمن تنزوى بعيدا قائلا بدلال بعد أن أشارت لها والده زوجها لغرفتها...محمود..أنا داخله اريح ضهرى لما تخلص تعالى عايزاك
اومأ برأسه ناظرا لفتياته بعد أن دلفت زوجته قائلا ببرود....ازيك يا سعديه..ازيكم يا بنات
نظرت كل منهما للاخرى بحسره ليلقوه بنظره حزن قائلين بأدب...ازى حضرتك يا بابا
ربتت الام على رأسهم بعد أن أشارت إليهم بعينيها ليتجهوا اليه مقبلين يده قبل أن يسرعوا الى غرفتهم مانعين عبراتهم في السقوط.....أخذ نفسا عميقا متجها إلى غرفته ووراءه زوجته التى أغلقت الباب بهدوء منتظره أن يلتف إليها متمعنه النظر إليه قائلة بغصه فى قلبها....ليه يا محمود
رفع حاجبه تهكما ليتسائل....ليه إيه
بهدوء جزت على أسنانها....ليه اتجوزت عليه قصرت معاك فى إيه علشان تكسرنى بالشكل ده
ضيق عينيه ببرود قائلا....كسرتك فى إيه..ايه الى أنا عملته غلط ..راجل الى هو أنا فى الغربه لوحده محتاج واحده تونسه وتقضى احتياجاته فين المشكله قصرت معاك فى ايه
ضحكت تهكما....ماهى المشكله إنك مش شايف إنك قصرت في حاجه....المشكله إنك مابتشوفش إلا نفسك.عمرك سألت أنا محتاجه ايه .نقصنى ايه
اتكأ على فراشه قائلا بكل غطرسه وبرود....ناقصك ايه ان شاء الله..قاعده شاربه واكله فى بيت ماكنتيش تحلمى بيه عايزه ايه أكتر من كده
صرخت بقهر وقلب يدمى حزنا....ناقصنى حضن...ناقصنى سند وونس فى حياتى..ناقصنى إيد تطبطب عليه وتاخدنى فى حضنها وتقولى ماتخافيش من حاجه وانا موجود..نقصنى راجل بجد
انتفض بغضب متقدما إليها ليضغط على ذراعها وهو ينهرها...أنا مش راجل .يابنت....إنت شكلك اتهبلتى ومش عارفه بتقولى إيه
دفعته بغضب ودموعها أنهارا تغرق وجنتيها صارخه في وجه....ايوه مش راجل .هات ليه موقف واحد يقول إنك راجل .من يوم مااتجوزتك وأنا عايشه فى ذل ومهانه على إيدك وإيد أمك وأنا راضيه وساكته كانت بتزلنى أنا وبناتى وأقول مش مشكله ست كبيره.بتسمم بدنى بكلام يوجع وانا اعدى أستحمل بعدك وجفائك لينا وأقول فى غربه لازم تستحملى ده يابت مسافر علشانا.وفى الاخر تتجوز عليه .ليه ايه الى قصرت معاك فيه علشان تزلنى بالشكل ده
دفعها بغضب وهو يصيح بكلمات سامه قائلا....مش ماليه عينى .انا عايز ست بحق وحقيق..عايز الى تجيب ليه الولد الى يقف فى ضهرى ويسندنى
أطلقت ضحكه ساخره قائله بغضب....عايز ست بحق وحقيق مش لما تكون إنت راجل بحق وحقيق
استسعر الغضب في عينيه صافعا اياه صفعه أردتها الى الوراء قائلا....أنا مش راجل يابنت.....طيب أنا هوريك الراجل بجد
صرخت بخوف من تهديده لينقض عليها بالصفعات جعلت من بالخارج يدلفوا سريعا..تكومت على الأرض مرتجفه بين أحضان أطفالها تبكى قهرا وظلما لمن اعتدى على حرمه كرامتها دون أسفا و لا نظره عتاب....جذبته والدته من يده ضيقا لتتجه به الى غرفتها وهو مازال يبرطم بكلمات سباب لهذه المهضوم حقها.ربتت على كتفه لتهدئته مجلسه اياه أمامها بمكر قائله......اهدى يا حبيبى صحتك عندنا بالدنيا
لوح يديه عاليا وجسده ينتفض غضبا.....شايفه بنت....بتقول عليه مش راجل وحياه امها لهطردها بره البيت
ربتت على فخذه بنبره خبيثه قائله....اهدى خلاص إنت إديتها العلقه التمام علشان تحرم ترفع عنيها فيك تانى....بس خلينا نتكلم بالعقل لما تطردها هتروح فين
انطلقت الكلمات من ثغره بغضب وقلب يملأه الظلم....تروح فى داهيه أنا خلاص مابقتش عايزها
لوت شفتيها ضجرا لتمتم بكلمات خبيثه قائله....وعايز الناس تاكل وشنا .لا طبعا انت هتخليها علشان بناتك وبعدين ماتنساش إن مراتك حامل وأنا ست كبيره يبقى محتاجين واحده تخدمنا وتشوف طلباتنا من غير مانسمع لها صوت...انا هدخل ليها دلوقت وهعملها جميله إنك هتسامحها مقابل إنها تقعد والجزمه فى بقها إلا وهتلاقى نفسها مرميه فى الشارع
ألتقط أنفاسه الغاضبه لتغمز له بخبث جعلت نيرانه تخبو قائلا بضيق....ماشى يا أما بس نبهيها مالهاش طلبات عندى وياريت ماشوفهاش خالص أحسن أنا خلاص قرفت منها
استقامت فى وقفتها مربته على كتفه قائله بلين....من عنيه ياحبيبى ريح إنت شويه إنت لسه راجع من السفر وأنا هتصرف
أنتظر ابتعادها ليريح ظهره مغمض العينين غير عابئ بمن أنهك حقها في الحياه وقتل الحب والأمان في قلوب صغاره....تمخترت بخطاها السامه داخل غرفه من تتكور على فراشها وسط فتياتها تأن من أوجاع قلبها
لتجلس مقابلها بملامح حزن مصطنع قائله....ينفع كده يا سعديه الى عملتيه يبقى جوزك لسه راجع من السفر بدل ما تاخديه بالحضن وتطبطبى عليه تقومى تتخانقى معاه
هبت في وجهها غضبا متشنجه بحزن.....آمال عايزانى أعمل إيه وهو داخل عليه بمراته .وأنا هنا قاعده مستنياه وشايفه المر هو ده جزاتى حرام عليكم
لوت شفتيها ضيقا مقلبه عينها قائله بنبره لا تحمل الحب...وايه يا عنى ولا أول ولا اخر واحد يعملها الست الشاطره الى بتخاف على بيتها تتقبل الى
حصل وتتعامل عادى وواحده واحده ترجعه ليها تانى..انا اتكلمت معاه وبصراحه هو زعلان منك جامد وعنده حق .وكان ناوى يطلقك بس علشان العشره والعيال صرف نظر .فبهدوء تجنبيه الفتره ده على بال لما ينسى الى عملتيه ويسامحك
جزت على أسنانها غضبا وعبراتها تتساقط قائله بتهكم....كمان هو الى هيسامحنى ياحلاوه ياولا هى ده اخرتها.حسبى الله ونعم الوكيل
تأفأفت بضيق معتدله في جلستها قائله....اعقليها يا سعديه وهدى اللعب وفكرى كويس أنت مالكيش حد وبناتك هما الى هيتبهدلوا
لتتركها موليه ظهرها الى الخارج تحت نظرات الاذدراء ممن تولول لبناتها بحزن....شايفين يا بنات أبوكم وعمايله هى ده أخرتها..أعمل إيه واروح فين
بكت الصغيره بحزن لتنتفض الكبيره غاضبه ملوحه بيدها....إحنا لازم نسيب العذاب ده ونمشى أنا مش هقدر أستحمل أشوف دموعك ولا حد يبهدلك بعد كده...ده أب ظالم معيشنا في عذاب وآخرها ختمها بجوازته.لازم نسيب البيت
جذبتها من ذراعها خوفا مكممه فمها لتذجرها برعب.....اسكتى الله يخليك .هتودينا في داهيه لو حد سمع الى بتقولى عليه..هنروح فين يابنتى إحنا مالناش حد .الناس مابترحمش والشارع هينهشنا
هزت رأسها رفضا لخنوعها قائله بغضب....الشارع أرحم من الأهل الى بيذلونا ويدوسوا على كرامتنا..خنوعك واستسلامك هو الى وصلنا لغايه هنا.عاجبك بهدلتك وعذابك من جدتى عاجبك الذل والمرار الى أحنا عايشينه حرام عليك..خدى موقف فى حقك مره واحده فى حياتك
دنت برأسها خنوعا وحزنا لتردف بحزن جلى....غصب عني يا بنتى علشان خاطركم أرمى نفسى فى النار إنت لسه صغيره ومش عارفه الدنيا بره ازاى...مضطره أستحمل لغايه لما توصلوا لبر الأمان سامحينى
نفضت يدها غضبا لتلقيها بنظرات حانقه مسرعه الى غرفتها مانعه شهقاتها في الارتفاع خوفا من غضب والدها....ألتقطت أنفاسها المتشنجه وعبراتها
تنهدل انهارا والصغيره تربت على يدها حزنا على والدتها وحياتهم البائسه
الفصل الثاني
ما سلب منا بالقوه سنقتنصه بالقوه حتى وإن تركنا برائتنا وراء أكتافنا😌😌
مرت الأيام ورضخت سعديه للأمر الواقع من أجل صغارها ستلقى كرامتها أرضا ليطئوا
عليها بأقدامهم ستتجرع الهوان من أجل أن تصل لفتياتها لبر الأمان
تبدلت الكبيره من فتاه هادئه مسالمه الى فتاه صاخبه على كل شئ تعويضا عن غضبها من
سلبيه والدتها....أنجبت الزوجه الأخرى الصبى المنتظر لترتفع الزغاريد فرحه بقدومه تحت
أنظار من تتقلب على نيران قلبها لتذداد التفرقه عن ذى قبل ويتحول المنزل من جدران
تحميهم الى سجن يطبق على أنفاسهم مطلقا آهات وأحزان تكوى أجسادهم ألما
اجتازت الكبيره اختباراتها بتفوق جعلت والدتها تضمها بفرحه تحت جفائها لتكوب وجهها
بين يديها فخرا.....مبروك يا روح قلبي ماتعرفيش فرحتى قد إيه انهارده عوضتى صبرى
خير..اول ما التنسيق يبان هنروح نقدم..طب إن شاء الله زى ماكان نفسك
أبعدت يدها بجفاء مبتسمه بتهكم....وأنت فاكره أبويا ولا ستى هيوافقوا.بكره يقولولك كفايه عليها كده وكفايه مصاريف
جلست بجانبها لتربت على فخذها بحب....مالكيش دعوه أنا هتصرف.المهم تحققى الى نفسك فيه
امتعضت ملامحها ضيقا لتلقى فى وجهها كلمات سامه....هتتصرفى تعملى
ايه أكتر من إنك بقيتى خدامه لمراته وابنه هتعملى فينا إيه بعد كده...حرام عليك وكفايه ذل فى نفسك خلينا نمشى وننفد بكرامتنا
اخذت نفسا عميقا لتذفره بضعف....يابنتى حرام عليك الى بتعمليه فيه ده هلاقيها منك ولا منهم قلت ليك قبل كده.الدنيا مش سهله زى ما إنت فاكره
.أهو قاعدين في حيطان لمانا من كلاب الشارع ..عذاب ونار أبوك أرحم من جنه الى إنت متخيلاها بره أهو في الاول والاخر أبوك .اسمعى الكلام
وأرضى بالأمر الواقع على بال لما أطمن عليك وبعد كده أعملى الى إنت عايزاه واذا كان
عليه أنا خلاص اتعودت وعلشان خاطر عيونكم أرمى نفسى فى النار
أشاحت بوجهها بعيدا رفضا على سلبيتها وخنوعها الذى يكوى قلبها حزنا عليها
...................بالخارج
يلتف الجميع حول منضده صغيره ممتلئه بطعام العشاء لتلج إليهم سعديه وبجانبها كبيرتها قائله بفرحه وفخر.....محمود بارك لورد جابت مجموع عال وهنقدم لها فى طب إن شاء الله
أطلقت الزوجه الثانيه ضحكه ساخره.....طب مره واحده
جزت على أسنانها غيظا لتستطرد قائله....اه طب إن شاء الله هما الى هيدخلوها أحسن منها.قلت إيه يا محمود هتيجى معانا بكره وإحنا بنقدملها
زفر بضيق موزعا نظره لمن يجاوروه قائلا بصلابه وقلب لايدرك الحنان.....أنا شايف
كفايه علام لغايه كده .لسه اخواتها وأنا مش هلاحق مصاريف لكل ده وخاصه بعد ما نزلت مصر
ضربت على صدرها غضبا لتهز رأسها رفضا لحديثه تحت أنظار من يقابلوها شماته وعبرات كبيرتها التى أخبرتها بأن هذا ما سيحدث لتصرخ بقهر..
..بتقول ايه..حرام عليك يا شيخ إنت ماعندكش دم ولا فى قلبك رحمه .ده أنا استحملت قرفك والسجن الى عيشتنى فيه علشان خاطر بناتى وفى
الاخر تقول كفايه...لا بقى كفايه انت بنتى هتكمل علامها وهتعمل الى نفسها فيه وأعلى مافى خيلك اركبه
انتفض غضبا من مجلسه ليذمجر لاويا يدها وراء ظهرها وهو يصيح ويكيل لها الصفعات
تحت صراخها وبكاء ابنته.....أنت بترفعى صوتك عليه ياوليه إنت اتجننتى ده أنا هطلع روحك على ايدى
تعلقت الكبيره بيده توسلا لتترجاه وسط عبراتها....خلاص يا بابا علشان خاطرى سيبها..خلاص مش عايزه اكمل تعليمى...مش عايزه حاجه.بس أبوس ايدك سيبها
دفعها بغضب لتترنح وتسقط على الأرض وسط تأوهها وبكائها لتساعدها الكبيره بحزن
جلى قائله...قومى معايا ياماما كفايه عذاب وقله قيمه أنا خلاص مش عايزه حاجه
دلفت معها إلى الداخل وهى تمتم بغضب....لا مش هسيبهم يضيعوا مستقبلك بعد كل الى عملته..لا
لتنخرط فى البكاء لتشاركها كبيرتها ضامه اياها الى صدرها وهى تهدهدها بحزن..
..كفايه يا ماما أنا بموت وأنا شايفاك كده
شدت من احتضانها وهى تتوسل بمسامحتها قائله بحزن....سامحينى يا ورد يارتنى سمعت كلامك ومشينا من زمان...أنا السبب فى كل الى إحنا فيه
هزت رأسها رفضا.....لا يا ماما ماتشيليش نفسك ذنب حاجه هما الى مافيش فى قلوبهم رحمه.ربنا ينتقم منهم..أنا من بكره هنزل أدور على شغل علشان
يبقى معانا فلوس ونمشى من هنا
ارتدت الى الوراء قليلا قائلا برفض....ايه إلى بتقوليه ده لا طبعا.أنت مالكيش دعوه بحاجه ركزى بس فى دراستك وأنا هتصرف .أنا مش هستحمل كل ده وفى الاخر تسيبى تعليمى
حاولت الاعتراض لترفع يدها مانعه إياه من متابعه ما تقول لتستطرد قائله.....قلت خلاص أنا هتصرف قومى اغسلى وشك ونامى وسببينى لوحدى شويه
تنهدت بحزن لتدنى برأسها طابعه قبله على كف يدها جعلت الأخرى تربت على رأسها قبل أن تستقيم متجه الي الخارج
.............
ظلت تفكر في هذه المعضله حتى اهتدت الى فكره تساعدها على تكمله تضحيتها بتعليم ابنتها دون الاحتياج لمعاونه زوجها ذو القلب الصلب استغلت جشاعه وطمع والده زوجها لتنفيذ ماارادت لتتفق معها لتقسيم جزء من أموالها التى ستحصل عليها جراء عملها بخياطه وتطريز بعض الملابس للجيران مقابل ترك ابنتها تكمل تعليمها تحت ألتماع.و تتلألأ عينيها بالمال وافقت وأقنعت الأب بالأمر لتتنفس الصعداء بتحقيق حلمها في أولادها حتى وإن أهلكت عيناها وصحتها كله فداء فلذه أكبادها
مرت الأيام ومازالت تجهد صحتها فداءا لأولادها ليمر العام الأول بهدوء الذى يسبق العاصفه.شعرت الزوجه الثانيه بالغيره من تقدم فتيات ضرتها في
دراستهم بجانب سريان المال فى أيديهم من عمل والدتهم جعلت النار تضرم فى قلبها لتحيك المؤمرات لك تتخلص منهم
.........فى مساء يوم
تجلس ورد في غرفتها تتابع دروسها بعيدا عن من فى البيت تجنبا لمضايقتهم إليها خاصه عند خروج والدتها وشقيقتها الصغرى لبيع بعض الملابس.....إسترقت السمع لهمسات بالخارج..لتطل برأسها من فتحه باب غرفتها لترى زوجه أبيها تقف مع صديق والدها تتحدث بغنج وهمس مع بعض العبارات الخارجه جعلتها تشهق بغضب .ألتفتت الأخرى عند استماعها لصوتها لتدذرد ريقها توترا لتغلق الباب مسرعا متقدمه إليها بملامح غاضبه قائله.....ايه الى موقفك كده يابت بتتجسسى عليه
لوت شفتيها سخريه....وهتجسس عليك ليه بتعملى حاجه غلط لاسمح الله...مش ده برده عم متولى صاحب بابا
جزت على أسنانها غيظا.....اه يا ختى صاحب أبوك وكان بيسألنى عليه..وبعدين ايه الى موقفك كده مش وراك مذاكره ولا فالحه كل مانطلب منك حاجه تقولى ورايا مذاكره
رفعت حاجبها سخريه....اه ورايا مذاكره ومش فاضيه .بس برده ماقلتيش كان عايز أبويا فى إيه مش المفروض معاه فى الشغل
بلعت ريقها خوفا لترفع صوتها عاليا.....وانت مالك بت لمى نفسك أنا مستحملاك بالعافيه خليك حلوه وماتدخليش فى الى مالكيش فيه إلا وهتلاقينى قلبت على الوش التانى
تخصرت بسخريه ضاحكه باستهزاء....طيب وأنت متعصبه قوى ليه كده إلا لو خايفه من حاجه.على العموم لما أبويا يجى هقوله على الى شوفته
لم تستطع تحمل تهديدها وسخريتها لتقبض على معصمها غضبا قائله بفحيح.....حسك عينك أبوك يعرف بحاجه إلا ورحمه الغالين هدفنك مكانك إنت لسه ماتعرفنيش ولمى الدور أنا مانعه أبوك عنك بالعافيه ماتخلنيش أحطك في دماغى
تألمت من قبضه يدها متسائله.....يعنى ايه مش فاهمه
دفعت يدها شماته وسخريه...يعنى أبوك مش عاجبه موضوع علامك وعايز يجوزك ويخلص من مصاريفك فخليك حلوه وابعدى عن طريقى أحسن ما أخليه يوافق
اذدردت ريقها خوفا لتمتم بهمس....يجوزنى...لا مش ممكن
نكزتها فى كتفها ضاحكه بسخريه.....لا وكمان مش أى عريس المعلم فتحى
كتمت شهقه خوف قائله بحزن....المعلم فتحى الى قد أبويا ....ليه كده حرام عليكم
دنت منها قائله بفحيح وبرود.....نسمع الكلام وتبعدى عنى لو مش عايزانى احطك فى دماغى .ماشى ياقطه ..سلام
تابعت ابتعادها وعبراتها تتلألأ فى عينيها غير مصدقه بأن والدها وصل به هذا الجحود والصلاده لرميها بطريق كله أشواك غير عابئ ببرائتها وصغر عمرها لتتأذى بجروح ستظل تنزف إلى مدى العمر
دلفت والدتها إليها رافعه حاجبها استنكارا لشحوب وجهها متسائله....مالك يا ورد شكلك تعبان
بلعت ريقها توترا معتدله في جلستها قائله....مافيش تلاقى من كتر المذاكره....ماما
جلست قبالتها باهتمام متسائله....نعم ياحبيبتى
ربعت قدميها لتدنو برأسها قائله بخفوت....أنا عايزه أمشى من هنا إنت دلوقت بتشتغلى وبتكسبى كويس ايه لازمته نقعد في السجن ده خلينا نمشى ونسيبهالهم
زفرت بضيق من حديثها المتكرر قائله....تانى ياورد مش هنخلص من الحكايه ده هنروح فين بس يا بنتى أهو قاعدين في مكان ساترنا
هزت رأسها رفضالتفرك في يدها غضبا.....ساترنا ايه حرام عليك عاجبك العذاب إلى إنت فيه وفلوسك وشقاك الى بياخدوه منك على الجاهز.ياماما خلينا نمشى وننفد بجلدنا من العذاب ده
جذبتها لاحضانها مربته على ظهرها بحنان.....اهدى يا حبيبتى ايه الى حصل بس ماانت كنت كويسه قبل ما أمشى وكنا خلصنا من الموضوع ده ..ياحبيبتى احنا ولايا لوحدنا والدنيا مش هترحمنا لو حد عرف إننا من غير راجل هنتبهدل ..ركزى إنت بس فى دراستك علشان توصلى للى مااقدرتش أعمله ووقتها نعمل الى إنت عايزاه
تنهدت بضيق مبتعده لتتكور على جسدها بحزن متمتمه بضيق....أنا عايزه أنام
دنت بعينيها حزنا لتربت على رأسها بخفوت.....نامى يا حبيبتى تصبحى على خير
.......................
حاولت ورد تجنب زوجه والدها لتنقلب الايه بدلا من أن تقلق زوجه الأب منها ..ارتعبت ورد من تنفيذ تهديدها لتتوارى عن أنظارها على قدر المستطاع...مختبئه فى غرفتها معظم وقتها بحجه دراستها..
..........................
داخل غرفته يذرع الأرض ذهابا وايابا والقلق والتوتر يعصف به جعلت من تدلف اليه ترفع حاجبها تعجبا متسائله......مالك ياأبو أحمد مش على بعضك ليه
ألتفت إليها بضيق مذمجرا......المعلم فتحى مصمم أرجعله فلوسه مدينى مهله لاخر الاسبوع الا هينفذ تهديده
شهقت بخوف جالسه على طرف فراشها قائله.....طيب وبعدين هنعمل إيه.الفلوس كلها حطناها فى المشروع وياريته نفع ده كمان قاعد يخسر
كوب رأسه بين يديه ضيقا ليولول بغضب....أنا كان مالى ومال المشاريع ايه الى خلانى اسمع كلامك وكلام متولى أنا الى هروح فى داهيه دلوقت
تمتمت بضيق ...هو ده جزاتى إن عايزاك تبقى معلم ومعاك فلوس علشان خاطر ابننا .عاجبك سعديه بقت الفلوس بتجرى فى أيدها وبكره تكسر عينك وماتعرفش تكلم معاها
ذمجر بغضب منقض على معصمها....تكسر عين مين ياوليه ماتظبطى كلامك
تأوهت بألم مربته على كتفه بعد أن حررت يدها قائله بخبث.....مش قصدى ياحبيبى بس أنا خايفه الفلوس تكتر معاها وتستغنى عنك هى والبنات أنا بقول لك كده علشان خايفه على البنات لتاخدهم
وتمشى ..ماهى خلاص هتبقى أم الدكتوره ومش هنبقى قد المقام.بس أنا عندى الحل لكل الى إحنا فيه وهتفضل إنت الى مسيطر وماحدش يقدر يرد ليك كلمه
جلس بجانبها بعد أن جذبته مسترق السمع لفحيحها متسائلا.....حل إيه
دنت برأسها قائله بمكر......مافيش حل غير إنك توافق على طلبه بجوازه من ورد .وقتها هيبقى جوز بنتك وطبعا مش هيرضى يدخلك السجن .وهتقدر تشاركه ونطلع من الفقر الى إحنا فيه
حاول الاعتراض خوفا من رد فعلهم لتمرر يدها على كتفه بدلال.....مافيش حل غير كده علشان ترحم نفسك من السجن .كلم أمك تبلغهم وهى تتصرف وتقنعهم ...فكر ياحبيبى فى المكاسب الى هتيجى من ورا الجوازه ده ..هتبقى معلم وليك اسمك في السوق...فكر
أطلق عينيه إلى الأعلى بطمع يتخيل حياته القادمه من بذخ وأموال تجرى بين يديه على أشلاء ابنته التى سيلقى بها فى بئر سحيق غير عابئ ببرائتها وحياتها التى ستسحق على يد هذا الزواج
مرت عده أيام يقلب الموضوع فى رأسه لتنتبه إليه والدته بعد دلف إليها في غرفتها بعد تناولهم العشاء لتفسح له جالسا بجانبها متسائله.....مالك يا حبيبى فى حاجه عايز تقولها
حك عنقه ليلوى شفتيه توترا قائلا.....كنت عايز أخد رأيك في موضوع...فى عريس متقدم لورد بس أنا متردد
قطبت جبينها استغرابا....متردد ليه ياحبيبى ظروفه مش كويسه
أسرع فى الحديث قائلا بلهفه....بالعكس ده معاه فلوس كتير وله اسمه ومركزه
لوحت بيدها فرحه..... ماهو كويس أهو.والله وبيضالك فى القفص يابنت سعديه....امال ايه اعتراضك
زفر بحيره وتردد قائلا.......أصله كبير في السن وخايف لما تشوفه ترفض
رفعت حاجبها استنكارا....يعنى ايه كبير وهو من امتى بنحكم على الراجل بسنه المهم جيبه عمران ولا لا..سيب ليه الموضوع وانا هتصرف مالكش دعوه.بس ماقلتش مين هو
بلع ريقه توترا......المعلم فتحى
فغرت فاهها طمعا وفرحا لتصقف بيدها....ياحلاوه ياولا المعلم فتحى صاحب محلات الأجهزه الكهربائية...وهو ده عريس يترفض برده..ده.عنده.فلوس لو قعدنا نصرف فيها مش هتخلص .
فرك يديه قلقا قائلا....بس أنا خايف البت وأمها يرفضوا
شهقت بطريقه سوقيه رافعه حاجبها استنكارا......يرفضوا ليه إن شاء الله هما هيلاقوا عريس زى ده يخبط على بابهم كل يوم .وبعدين إحنا ماعندناش حريم ليهم رأى .الى هتقول عليه هيتنفذ
لتربت على فخذه بتأكيد....ماتقلقش ده ماهيصدقوا .لما يدخل عليهم بفلوسه عنيهم هتزغلل وهيوافقوا .إتكل إنت على ربنا وبلغه إننا موافقين وأنا هقول لهم خلينا نفرح ونطلع من الفقر الى احنا فيه
ابتسم فرحه ليطبع قبله على كفها قائلا بحب...ربنا مايحرمنى منك يا ست الكل أسيبك أنا تريحى شويه وأقوم اشوف الواد أحمد وحشنى ابن الايه
اعتدلت فى جلستها قائله ببرود.....ماشى يا حبيبى وأنت خارج نادي ليه البت ورد اتكلم معاها
حك شعره قلقا لتغمز له بتأكيد....روح ماتقلقش .أنا هتصرف
ابتسم ابتسامه قلقه معطيا ظهره لها ليتجه إلى الخارج قلقا من رد فعل كبيرته على هذا الزواج المرتقب
......
بعد قليل من الوقت دلفت ورد الى جدتها بملامح قلقه تتهادى بخطواتها المرتقبه قائله....نعم ياجدتى بابا بيقول إن حضرتك عايزانى
ربتت على فراشها لتحثها على الجلوس بجانبها قائله بنبره حب مصطنع ....تعالى ياحبيبتى والله وكبرتى بقيتى عروسه .عامله ايه فى مذاكرتك
جلست قبالتها متعجبه من نبرتها الودوده قائله.....الحمد لله كويسه
مسدت على خصلات شعرها بخبث.....تستاهلى الحمد ياحبيبتى طول عمرك شاطره ومؤدبه وبنت حلال علشان كده ربنا هيرزقك بواحد ابن حلال زيك كده ويقدر جمالك وشطارتك
ابتسمت بخجل قائله....لسه بدرى ياستى على الكلام ده أنا لسه صغيره
ظلت تتأمل جمالها بمكر مخلله يدها بين أصابعها قائله ببسمه متكلفه
.....و لا صغيره ولا حاجه الى قدك
دلوقت عنده عيل وهيجيب التانى.أنت بس الى غاويه علام علشان كده أجلتى الموضوع بس أنا بقول كفايه كده وتفكرى فى الموضوع وكليتك هتفضلى فيها زى ما إنت
أبعدت يدها بجفاء لتبلع ريقها توجسا....قصدك ايه مش فاهمه
أهدتها بسمه ماكره مربته على فخذها.....قصدى إنك بقيتى عروسه والخطاب بيخبطوا على بابك وإحنا وافقنا على واحد منهم وجاى على آخر الاسبوع تشوفيه
قطبت جبينها استنكارا وضربات قلبها تقرع بخوف.....مين ده الى جاى اخر الأسبوع
هزت رأسها فرحه.....المعلم فتحى على سن ورمح لمحك وأنت راجعه من الكليه عجبتيه وكلم أبوك و هيجى اخر الاسبوع نقرا الفاتحه
انتفضت بغضب ليهدر صوتها عاليا....من غير ماتاخدوا رأى .انتم اتجننتوا عايزين تجوزونى لراجل قد أبويا
توحشت ملامحها غضبا .....جن مايلخبطك يابت ماتتعدلى وأنت بتكلمى معايا
لتأخذ نفسا عميقا مهدأه حالها قائله بنبره ماكره....يابت يا هبله ده هيعيشك فى نعيم وهيعملك كل الى نفسك فيه
أشاحت بيدها عاليا....الله الغنى..حرام عليك إنتم عايزين تدفنونى بالحيا ليه كده هو مش أنا بنتكم ليه بتعملوا فيه كده
دنت برأسها قائله بخبث....ماهو علشان إنت بنتنا عايزين مصلحتك حد يلاقى الفلوس ويقول لا .صحيح فقريه زى أمك
تراجعت الى الخلف قائله بصوت عال غاضب.....مش عايزه حاجه .حرام عليكم
لتسرع بخطاها الى الخارج بصوت عال جعلت من بداخل غرفهم يلجوا متسائلين بأعين متعجبه عن ماذا يحدث لتنقض بالحديث لمن تجاور والدها
قائله بكره....انت السبب .من يوم مادخلتى بيتنا وحولتيه لسجن وعذاب منك لله يا شيخه عملتلك ايه علشان تعملى فينا كده كرهتى أبونا فينا من غير سبب وفى الاخر عايزاه يرمينا ويدوس علينا أكتر من كده
اقتربت منها والدتها بتعجب متسائله....فى ايه ياورد مالك يا حبيبتى
التفتت إليها برأسها وعبراتها تتساقط بحزن....شوفتى أخره سكوتك عمل فينا ايه عايزين يجوزونى لراجل قد أبويا قلت ليك تعالى نمشى وننفد بجلدنا قعدتى تقولى هنروح فين الناس هتاكلنا وتبهدلنا ..طلع أهلى هما الى هياكلونى وينهشوا فيه أكتر من الغريب...حرام عليك أموت لكم نفسى علشان تخلصوا منى
توحشت ملامحها مضيقه عينيها بغضب متسائله.....الكلام الى بتقوله ورد ده حقيقه
أشاح بعينيه بعيدا غير مبال بذمجرتها قائلا...اه إيه المشكله عريس واتقدم لبنتى وشوفته مناسب ووافقت عاملين هيصه ومشكله ليه
قبضت على تلابيبه غضبا وهى تحركه.....أنت ايه مش ممكن تكون أب وبنى ادم بتحس بولادك .بتعمل فينا كده ليه حرام عليك مش كفايه مستحمله قرفك إنت وأمك علشان خاطر عيالى وفى الاخر عايز تضيع مستقبلهم.مش كفايه إنك ماشى دلدول ورا الست وراضين وساكتين حرام عليك
دفعها غضبا ليضيق عينيه التى استسعرت نيرانها قابضا على خصلات شعرها بذمجره....أنا دلدول يابنت...... أنا هوريك هعمل فيك إيه
ليكيل لها الصفعات تحت صراخ وبكاء الفتيات وشماته أعين من تستند كل منهما على باب غرفتها..ليلقيها بعيدا متوعدا.....اعملوا حسابكم كتب كتابك هيبقى اخر الاسبوع لما نشوف كلام مين الى هيمشى....ليلقيها ببصقه اذدراء موليا ظهره وجسده ينتفض غضبا لتربت على كتفه بدلال متجها إلى غرفته تحت نظراتها الحاقده جعلت من تستكين في أحضان والدتها وعبراتهم تغرق وجنتيهم تلقيها بنظرات كره وغضب...ساعدت والدتها على القيام لتتأوى ألما وهى تمتم رفضا....لا مش هسمحلوا يضيعكم منى كفايه أنا..لا
ربتت علي ظهرها بحنان لتساعدها على التسطح بفراشها لتذم شفتيها حزنا...اهدى يا ماما علشان صحتك انا ماليش غيرك
جذبت فتياتها لاحضانها ليشاركوها البكاء قائله بترجى...سامحونى أنا السبب فى كل ده سلبيتى وخضوعى ليهم هما الى وصلونا لكده .كنت فاكره أن بحافظ عليكم من الناس وسط أهلكم..طلع اهلكم أسوأ من الناس ...وغلاوتكم عندى مش هسمح لحد يأذيكم تانى
لتشد من احتضانهم وعقلها يتحرك في جميع الاتجاهات تفكر كيف تتخلص من هذه المعضله
.....مرت عده أيام ليتفق محمود مع المعلم فتحى على عقد
قران ابنته في نهايه الأسبوع ليذداد تصميم سعديه على إيجاد
حل للخروج من هذا المأزق قبل أن ترى بأعينها نهايه كبيرتها على هذا الزواج.........
انتظرت غفو جميع من فى البيت لتضب
حقيبه متوسطه لها ولفتياتها لتتسحب بخفوت متجه إليهم
مناديه إياهم بصوت هادئ....ورد..نور..اصحوا
فركت كل منهما عينيها تعجبا لتتسائل الكبيره....فى ايه ياماما .وايه الشنطه الى معاك ده
جذبت الغطاء من فوقهم لتحثهم على القيام قائله بصوت
قلق....قوموا بسرعه خلينا نمشى قبل ما حد يحس بينا
انتصبت كل منهما توترا لتتسائل الصغيره بخوف.....هنروح فين
اعتدلت فى وقفتها لتساعدهم على ارتداء ملابسهم
بسرعه.....أى مكان المهم نهرب من السجن ده..يالا بسرعه قبل ماحد يصحى
ارتدت كل منهما ملابسها على عجل لتمد سعديه رأسها بهدوء
لتتأكد من خلو المكان ونوم الجميع مطلقه لساقيها الريح هى
وبناتها بخطوات مرتبكه حتى تنفست الصعداء عند مرورهم من باب المنزل بدون أن يلاحظها أحد