بعد جا العشا زينة بدت تاكل بي نهم وواضح عليها الجوع، خولة قالت ليها مستغربة : إنتي ما ماكلة شي من الصباح ولا شنو ما عوايدك تاكلي و مفجوعة كده
زينة : إنشغلت شديد ومااكلت شي يزكر بس بتزكر قطعة كيك مع كباية الشاي الصباح، أسمعيني في زول بعاين ليك من قبيل شكلو معجب
خولة : زول؟ومايمكن بعاين ليك إنتي
زينة مبتسمة : إحتمال برضو
خولة : عاجبك الحال إنتي طبعاً
زينة : يعني إحتمال ،مافي واحدة بترفض المعاكسة البتحسسها إنها حلوة وملفتة للنظر
خولة : معاكسة شنو الله يهديك قلتي الزول بعاين ماقلتي بعاكس ههههه، أكلي أكلي إحتمال بعد تشبعي تصحصحي
زينة غيرت الكلام وقالت : ماعايزة أتأخر على مزوني يلا خلصينا أكلي بسرعة
خولة : أكلي إنتي أنا باكل هديني، وبعدين نفسي ماراغبة الاكل شديد، موجوعة شديد حاسة إني كنت غبية وزليت نفسي ليهو وحسستو تاني إنو مهم
كانت بتتكلم وتعابير وشها واضح فيها الضيق، محمد بقى مركز معاها هي والمعاها شديد، تفكيرو جنح بيهو لبعيد وبدا يفكر ياترى هي منو وحياتا فيها شنو وعايشة بياتو إستايل، مجرد تساؤلات يعني لكن ملحة و إتمنى يعرفها.. للأسف مالقى فرصة لأنها مابراها وما بعدت من المعاها ولو شوية وللأسف قامو بعد دفعو الحساب وضاعت الفرصة منو وماقدر يتشجع ويمشي يسلم عليها..
صاحبو المعاهو سألو تاني منها وسر إهتمامو بيها حتى بعد عرف إنها ما أخت صاحبو
محمد: والله ما عارف بس عندي فضول عنها، يمكن عشان شفتها مرتين في وقت قريب وصدفة..
مشو البنات للبيت أخيراً وانفصلو كل واحدة على إتجاه، خولة في طريقا لي غرفتا مرت بي غرفة أمينة، وقفت في الباب ووشها مرسوم بي الحزن، دقت على الباب دقات خفيفة وقالت بصوت واطي، افتحي يا أمينة عايزة أشاغلك شوية زي زمان ، افتحي لي مشتاقة ليك، ماقادرة أصدق إنك مامعنا في الدنيا دي وعبرتي للدار الآخرة ومنتظرانا بي هناك،أفتحي لي لآخر مرة محتاجة أحضنك شديد، أنا رحلت من المحل الكنا فيهو سوا عشان إنتي مافيهو معاي وما اتعودت أكون من دونك فيهو، أفتحي يا أمينة وحقك علي لأني ماساعدتك في محنتك
بركت في الأرض جمب الباب وبقت تبكي ، أصلاً كانت مشحونة على آخرها ودموعا قراب.. في قعدتا دي شالت تلفونا وإتصلت على سامي، مافكرت في شي غير إنو محتاجة ليهو شديد ، هو إستغرب لمن شاف إسمها في خانة المتصل ورد عليها طوالي وقال : الو خولة؟
كانت بتبكي بي حرقة وبتقول: معليش لو ازعجتك ياسامي بس أنا مضايقة وعايزة أتكلم مع زول ومابعرف غيرك زول بفهمني وبريح بالي
سامي قلق عليها خصوصاً صوتا مابطمن فقال ليها مرتبك: ليه بتبكي كده حسي أرجوكي ممكن تهدي شوية؟ وريني مالك
خولة بتبكي لسة : تخيل؟ أمينة ماعايزة تفتح لي بابها لسه زعلانة مني
سامي : خولة إستهدي بالله مالك قمتي تعملي كده في نفسك ، ماعهدتك ضعيفة وهشة كده،إستغفري ربك ماتعملي كده عيب عليك
خولة : أنا ضعييييفة وماقادرة أرجع لنفسي تاني ، شكلو الحزن بقى لي زميل
سامي : ماكل الحياة حزن ولا كلها فرح، مصير حزنك يقل مع الأيام وترجعي زي أول وأحسن
فجأة إتغيرت لهجتا وقالت : ما الأول ده ماكان عاجبك وشايفني دون مستوى تطلعاتك وقلت لي خلاص مابتنفعي معاي
سامي هز راسو بي أسف وقال : خلينا فيكي إنتي حسي ممكن؟ أنا عايز أطمن عليك إنك بخير
خولة قشت دموعا وهدت وقالت : عموماً شكراً إنك رديت علي وإتكلمت معاي نردهالك في الأفراح، تصبح على خير
سامي بلهجة فيها أمر : خولة ماتقفلي الخط ده سامعة؟ مالك إتشقلبتي فجأة مش قلتي محتاجة لي
خولة : قلت محتاجة زول يسمعني ما قلت محتاجاك انت بالخصوص، وبعدين انت مالك ومالي يهمك في شنو لو كنت بخير ولا لأ مش لغيتني من حياتك؟
سامي بنبرة كلها تعجب: أنا في حياتي كلها ما لاقيت زول معقد ومامفهوم قدرك إنتي، يابت إنتي شنو؟ مالك عايزة تجلطيني مش إنتي المتصلة علي من الأول؟ خلاص اقفلي وتصبحي على خير
خولة باكية: لا لا ماتمشي تخليني كده وحيدة ومتألمة ماعندك قلب انت؟ حاتقفل مني وإنت شايف حالتي سيئة كده؟
سامي : خلاص اهدي اهدي ماحااقفل حاافضل أسمعك للصباح إتكلمي زي ماعايزة تمام كده؟
خولة : اهدى لي شنو شايفني بشد في شعري مثلاً ، انت طبعاً مبسوط وشمتان فيني عشان شايفني بقيت مكسورة وحزينة وفاكرني لسة بحبك وبتوسل ليك ترجع لي، لا اطمن أنا اتخطيتك خلاص انت بقيت مجرد أخ وصديق وحتى الصديق كتيرة عليك
سامي ماعارف يقول ليها شنو وبقى يتنهد بصوت مسموع، فقالت ليهو بنبرة حزينة ورققت صوتا: بقيت تقيلة على قلبك للدرجة دي؟
سامي: خولااااا عارفة إنك ماممكن تبقي تقيلة علي وانا موجود عشانك في اي وقت تحبي بس ارجوك اهدي
بس وإنفتحت في البكا تاني وقالت : إنت أصلاً بتكذب علي أنا فاهماك كويس، ياريتني مااتصلت عليك، أنا حاامسح رقمك من عندي وانساك للأبد
قفلت الخط وهو ماسك التلفون لسة ومندهش لمن عيونو مبرقة، محتار شديد بقى فيها البت دي حاتجننو قريب وحايلقوه داير في الشوارع بدون هدف...
قامت على حيلا واتنفضت وقشت دموعها ووقفت قدام الباب تاني وفتحتو المرة دي وخشت وولعت النور، إتأملت الغرفة مسافة وبكت زيييين، مشت رقدت في السرير وحضنت مخدة أختها قوي وبكت لمن نامت للصباح في سريرا.....
سامي قضى الليل في تفكير عميق، بكرة آخر يوم ليهو هنا ومسافر بعدها في رحلة مدتها يومين، لازم بكرة يلاقيها ويطمن عليها ضروري قبل يمشي..
سهام كانت بايتة في بيتهم بعد الحفلة، قامت بالليل تسوي لي ولدا بزازة حليب ف لاحظت إنو سامي راقد في الحوش والنور والع وهو صاحي، مشت عليهو وبصوت واطي قالت: سامي! مالك صاحي لي حسي
سامي عاين ليها ومط شفايفو وقال ليها : ماجايني نوم خير عايزة شي؟
سهام: حاتفضل تعاملني كده لمتين
سامي : أمشي على أولادك يا سهام وابعدي عني
سهام: طيب إنت زعلان مني عشانا؟ المفروض تزعل علي أنا بعد الحصل فيني منها ومن أهلها مش تزعل مني وتخاصمني
سامي : الحصل فيك ده نتيجة أفعالك إنتي وعموماً حياتك ماخربت ورجعتي لي راجلك وكمان لقيتي الدايراهو وطلعتي في شقة براك دايرة شنو تاني
سهام: دايرة أخوي، عارف لييه أنا مادايراها ليك كنت ومازلت؟ عشان الحال البقت بينا دي، عارفاها حتسيطر عليك وتنسيك اي شي حتى أمي ماحتجيب ليها خبر تاني
سامي : وأنا شافع في نظرك ودلاهة صاح؟ وانتي داخلة وسط اسرة بالبشاعة دي ليييه ،عيالك ديل شايلين دمهم بقو حقو تحترميهم وتلزمي حد بيتك وبس، امشي يا سهام ماتكفريني باقي الليل ده فوتي فوتي..
فاتت وهي زعلانه إنها فشلت تصالحو وماعارفة تسوي معاهو شنو...
زينة دخلت بيتا وجري على غرفة الولد تشوفو لقتو نام هو الشغالة من بدري، مشت على غرفتا فحست إنو فيها زول ولقتو أمين واقف بشيل في هدوم من الدولاب وشايل ليهو بشكير شكلو ماشي يستحما، هو بقى ينوم في الصالة لكن حاجاتو لسه في الغرفة، كان ماسك التلفون برضو وبتكلم شكلو بتونس مع واحدة وآخر ضحك وإنبساط، أول ماحس بيها قفل الخط مزرور وسلم عليها بي إرتباك: ز زينة! م مساء الخير
زينة بي نظرة فيها إزدراء: مافي داعي للحركات دي يا ودعمتي، أنا ما بهمني من هنا ورايح علاقاتك المريبة مع البنات بس ياريت تحترم البيت الانت قاعد فيهو ده وتتزكر إنو عندك ولد معتبرك قدوتو، سوي أمورك دي برا بيتي
أمين كشر في وشها وقال : بيتك بيتك بيتك، ياخ عارف انو ده بيتك وحق أبوك ماتقعدي تزليني بي كده طول العمر، ثم إني حر اعمل العايزو براي ولا قدام ولدي ولا ده كمان حقك براك وجبتي براكي؟ ولدي واربيهو زي ماشايف انو صاح
زينة : لاااااا والله ما حذرت، ولدي مابربي واحد تافه ورمرام زيك، حربيهو يبقى زول مسؤول وزول يعتمد على نفسو مش زول يتلصق في حاجات غيرو ويطلع على كتوفهم ومايصون النعمة في الأخير
أمين: ولدي ما حا تحرميني منو يازينة ولا تفكري مجرد تفكير
زينة : مابحرمك منو حاشا وكلا لكن حتكون ليهو مجرد صورة لأب عشان مايكبر ناقصو إحساس الأب ودعمو وحبو ليهو ،لكن تربي وتبث فيهو سمومك دي لا يمكن اسمح بكده مالم تلم نفسك وتتقي الله وتتحمل مسؤوليتو
أمين : اسمعي هنا من بكرة أنا سايب ليك الجمل بما حمل وورقة طلاقك بتوصلك مليت منك ومن أبوك ومن عنطزتكم ونفختكم الكضابة وولدي بشوفو غصباً عن نني عيونك ولو كترتي بشيلو وتاني تشمي قدحة
زينة: ياااااه أخيراً بقيت راجل وحتطلقني ،لو مامزون نايم كان زغردتا ليك
طلع من الغرفة ورزع الباب بي الغيظ.. بقت هي تبكي وحست هم ونزل منها وقررت تتوضى وتصلي ركعتين شكر لله، بعد صلتهم قعدت تدعي مسااافة وبكت وطلبت من الله يسامحا ويهديها، قررت تبدا صفحة جديدة في حياتا وحتعيش لي نفسها وولدا وبس لادايرة راجل في حياتا ولا دايرة تعرس تاني.....
___________________
سامي تاني يوم من الصباح طلع قضى كم مشوار وآخر شي مشى عشان يزورا في مكتبا ولكن صابتو خيبة أمل لم لقى المكان إتقفل والبواب قال ليهو لغو الإيجار ورحلو من هنا.. كان عايز يفاجأها لكنو بقى مضطر يتصل عشان يعرف مكانا الجديد، شال التلفون ووقف عند الرقم كتير يتصل ولا يسيبا في حالا ويسافر سفرتو؟ لقى نفسو بدوس إتصال طوالي، رن مسافة وما ردت لحد ماقطع، فكر ما يرجع يتصل تاني أكيد ما حترد لكن ماطاوع نفسو وإتصل تاني ،المرة دي ردت وكان صوتا هادي جداً وهي بتقول : اهلييين
سامي حاول يكون عادي كأنو ماحصل شي أمبارح : إزيك، أصبحتي كيف
خولة : خيير! شايفني في الحلم ولا شنو
سامي : لا والله حبيت أعرف كيف اصبحتي من حالة الجنون الكنتي فيها أمبارح
خولة : واااو بقيتني مجنونة خلاص ؟ الحق ما عليك أنا البدخل نفسي في حتت ضيقة كل مرة
سامي : وماناوية تبطلي العادة دي وتريحيني؟
خولة : ياسيدي إطمن أنا في غاية الروعة وخفيت تقدر بعد كده تعيش حياتك عادي اللي هي أصلاً ماواقفة علي
سامي : ممكن أشوفك ضروري طيب؟
خولة : عايز تتأكد إني سليمة وماقطعت شرايني بسببك؟
سامي : خولاااااا ياخ ماتخليني أسب ليك، بسببي لي شنو كمان أنا مالي بييكي، تعالي نتلاقى قلت ليك وماتكتري كلام وتوجعي راسي
خولة : أوكي أوكي أعصااابك لا يطق لك عرق ولا حاجة
سامي : طيب تعالي نتلاقى في الكفتيريا الفي نفس الشارع بتاع مكتبك القديم
خولة : القديم؟
سامي : عرفتك رحلتي منو وأنا حالياً هناك ماتتأخري فاهمة وإلا والله بتصرف تصرف بزعلك بعدين
قفلت منو وهي محتارة مالو الليلة طالع من علبو وبنهر فيها كده ، آخ يا سامي كل شي منك مقبول القلب ومايريد....
في الموعد جات داخلة الكفتيريا وبتتلفت عشان تشوفو وين لقتو بأشر ليها.. وصلت وحيتو وقعدت وبقت تتهبب بي المنيو وهي بتقول : واااو ماحصل خشيت هنا بالرغم إني كنت بمر بيها دايماً
قاعدة وبتتلفت في المكان وتهز في راسا وتقول تاني: كنت فاكراها تافهة شكلها من برا ماااا مشجع شديد
هو قاعد بعاين ليها ومزعوج منها،بعد مسافة قال : ممكن تنتبهي معاي شوية لو سمحتي، ماعندي اليوم بي طولو ولازم أمشي
أخيراً راقت وعاينت ليهو بي إنتباه ،قال ليها : خولة بطلي تضايقيني كل شوية ممكن؟ إنتي عايزة شنو مني ياخي
خولة : شايفاك إتعلمت لهجة جديدة وبقيت عصبي وعنيف، دي سمة الطيارين الشباب ولا شنو؟ أنا ما عايزة حاجة إنت طلبت تشوفني وأنا جيت أنجز عشان تمشي ما ماسكة فيك أفتكر
سامي : بتضربي لي نص الليل بتبكي لي وتخوفيني عليك والصباح بتتغيري علي أفهم شنو أنا في الحالة دي
خولة : معليش حالة مسكتني وراحت لي سبيلا، أبقى أحظرني عشان مابقدر أوعدك ماتصيبني تاني الحالة دي فلما أضرب ماأقدر أتوصل ليك أوكي؟ كده يريحك؟
صر وشو وكتف ليها يدينو بقلة صبر
خولة : أهاا حاتسب لي ولا كيف؟
سامي إبتسم طوالي وإتنهد شوية وقال : خولة تتزوجيني؟ رايك شنو
إتصدمت طبعاً من الطلب ده وقالت : لأ طبعاً كيف عايزني أتزوجك ببساطة كده وإنت كل شوية مفارقني وراجع لي مفارقني وراجع لي ،قررت تصعد الموضوع فتعرسني وتطلقني كل شوية؟
بقى يضحك رغم إنو مغيوظ منها، هي إبتسمت بس ماشاركتو في الضحك وقالت : بركة العرفنا نضحكك سيادة جناب معاليك
سامي : خولة أنا جادي والله في طلبي
خولة : وأنا جادة في رفضي
قام على حيلو وهو زعلان وقال : أوكي خليكي فاكرة إني مديت يدي ليكي وإنتي رفضتيها
خولة : ممكن تقعد طيب شوية؟ معقول مستسهل الموضوع كده بس أمسك لي واقطع ليك؟ ده زواج ماإتفاق على فسحة
سامي : قبل اي شي موافقتك هي المفتاح والباقي هين
خولة : أقعد ياخ قلت ليك
قعد وبقى يهز رجلو بعصبية وهي بقت ماعارفة تسيطر على الأوضاع : سامي خليني أكون صريحة معاك أنا ماواثقة فيك عشان أتزوجك، وبعدين إنت طالبني على أي أساس وإنت أصلاً ماشايفني إنسانة بتصلح تكون شريكة حياتك وبتنتقدني في الطالعة والنازلة ؟ نحن للأسف ماتمينا الفترة الكافية البتخلينا نتمسك ببعض إنت دايماً بتجي تفشل كل شي وبتخلينا نبدا من الأول تاني
سامي : إنتي قولي الحق، قولي إنك ماحتقدري تعيشي معاي حسب وضعي بتحبيني لكن بتحبي عيشة القروش والعز أكتر، ماتدسي ورا حتت الثقة دي
خولة : سامي إنت الخاتي الهاجس ده في راسك وعاصر عليهو، شوف نحن الاتنين عندنا وظيفة ودخل وبنقدر الاتنين نبني حياتنا مع بعض بالتساوي ونوفر عليك الوقت والجهد
سامي : لا يا خولة أنا ماداير قروشك قلت ليك مية مرة
خولة : يعني حوديها وين وفايدتا شنو لو مااستفدنا منها، شوف أنا عندي حل مناسب ممكن تاخدهم مني كقرض وبي أوراق موقعة وأبقى رجعهم مع الأيام
سامي رفض طبعاً وأصر على موقفو
خولة : إنت معقدا عشان ترمي اللوم علي لما يفشل مسعاك صاح؟ سامي لييه عايز تفسد الود بيناتنا وتخت عراقيل ، مادام إنت بتحبني قلت وأنا كمان بحبك أعتقد لازم نعمل كل البنقدر عليهو عشان نكون سوا
سامي : اعقليها إنتي طيب، معقول أمشي أتقدم لي أبوك بي قروشك؟
خولة : قروشي على قروشك قلت ليك ركز ممكن؟
سامي : أنا مسافر بكرة ومابقدر أفكر في حاجة زي دي بسرعة كده
خولة : يا سلام إشمعنى، ما إنت جيت خطبتني في ثانيتين وعايز تسمع ردي وفي تلاتة ثواني
سامي : لو عايزة ردي حسي فهو لأ لأ لأ ما حااقبل منك قرش
خولة : تمام وصلت الرسالة
طوالي قامت وشالت شنطتا وقالت ليهو : بالجد ياريت تحظرني عشان أنا ماعايزة أضرب ليك في لحظة ضعف، أنساني يا سامي وعيش حياتك وشوف ليك واحدة مستواها أقل منك عشان تكون مرتاح وراضي إنك الصارف الكالف عليها وهي تبقى شاكرة ربها على زوج في صفاتك وشهامتك
تاني ما إنتظرت لحظة وفاتت طوالي
خولة قررت إنها ماعايزة العلاقة المؤذية دي تاني وحتصارع قلبها وحاتنتصر عليهو في الأخير..
______________________
سامي سافر سفريتو وقرر برضو إنو يقفل باب خولة نهائي وعمل زي ماقالت ليهو وعمل ليها بلوك على رقمها بل إنو بعد صراع مع نفسو قرر يشتري رقم جديد وينسى القديم تماماً.. ريم قررت ماتسك دربو تاني وتحفظ لنفسها كرامتا وفعلاً شوية شوية إتراجعت عن الإحتكاك بيهو لحد مابقى الوضع بالنسبة ليها عادي والوجع الكانت بتحسو فتر تماماً..
الكل حافظ على القرارات الاتخذها والحياة جرفتهم بعيد عن بعض، سامي إنطلق في شغلو وبقى طيار رسمي وطاير من بلد لي بلد وحقق حلمو أخيراً وإتخلى عن حلمو ورغبتو في الارتباط بي خولة، هي كمان ركزت على شغفها في هندسة التصميم وعملت إسم في فترة وجيزة رغم صغر سنها، بصعوبة نحت تفكيرا فيهو على جمبة، زينة كمان طورت شغلها وإتوسعت وحافظت على وعدها لي نفسها إنو تكون وحيدة مع ولدا من غير راجل بعد نالت حريتا من أمين.. نصرالدين قرر يسوق إبتهاج ويمشو يعمرو عشان خاطر إبتهاج تنتعش روحياً وتتخطى جرح فقدان بتها فلذة كبدها.. مشو معاهم أولادهم التلاتة للمطار وودعوهم وطلبو منهم يكترو من الدعوات الحلوة في الحرم المكي الشريف والحرم النبوي كمان..
بعد دخلوهم كل واحد أخد سكة مختلفة، خولة إتصلت على ميار وقالت ليها : ميمي أنا قرفانة ياخ تعالي نطلع نبرمج في اي مكان
ميار : ولا يهمك أصلاً عندي صحبتي رشحت لي مكان فتحو قبل فترة قصيرة، حديقة كده صغيرة مشجرة تشجير حلو والمكان مخصوص للمشروبات في الهواء الطلق شاي قهوة نسكافي مشروبات باردة وبسسسس، زي قهوة لكن حضارية كده هههههه ومفتوحة للجنسين، رايك شنو نمشي؟ أصلاً مغربت خلاص والجو ظابط بقى
خولة : نااايس ارح طوالي طيب بغشاكي مسافة الطريق تكوني جهزتي وننطلق
ميار : أوكي يلا تعالي..
فعلاً مشو المكان وطلع تحححفة زي ما وصفتو البت صاحبة ميار ، قعدو كده وإستقرو في مكان وبقو يتنتقدو في المكان إيجابياً ومبسوطات، بعد تمو 10 دقايق ميار تلفونا ضرب إبتسمت للمتصل وقامت على حيلا وقالت لي صاحبتا : أطلبي لينا مسافة أرد على التلفون سرعة وأرجع
خولة : تلفوناتك كترت وماعايزة تفتحي حنكك ده بكلمة ياسغيلة
ميار ضاحكة : بعد أرجع بحكي ليك ماتنقي في راسي
فاتت بسرعة وخولة نادت على الجرسون وطلبت شاي بالنعناع ليها ولي صاحبتا وبعدها مسكت تلفونا وخلفت رجولا وبقت تتشاغل فيهو ،فجأة حست بي زول جر الكرسي القصادا وقعد، رفعت رأسها وقالت: مالك رجعتي؟
لقتو واحد تاني شاب قاعد قداما في الكرسي مقلوب ومبتسم أعرض إبتسامة
عاينت ليهو مستفسرة فقال ليها: إزيك!
كتفت يديها وقالت ليهو : على فكرة يا اللخو أنا آخر واحدة على ظهر هذه البسيطة ممكن تعاكسا فيا ريت تكبرا وتتخارج الله لا يسيئك
قال ليها: معقول نسيتيني؟
خولة بنفس الوضعية : على أساس إني كنت بعرفك وكده؟
قال وهو ضاحك : أوكي لو نسيتي فأنا فاكرك ياااااا نقاء
خولة برضو ماجمعت وما إتزكرتو.. الشاب طلع محمد إياه بتاع الكفتيريا، إبتسم وقال ليها : مامعقول أشوفك صدفة 3 مرات أنا إبتديت أصدق إنو ده قدر
خولة زهجت وقالت ليهو : شوف أنا لا متزكراك ولا ناوية فممكن تتفضل من هنا؟ حركات الشفع دي أنا مابحبها
محمد: على فكرة لازم أعرف إسمك الحقيقي يانقاء إبتديت أتشوق بالجد أتعرف عليك
في اللحظة دي الجرسون جا وجاب الطلبات فخولة قالت ليهو : لو سمحت المكان ده فيهو سيكيوريتي؟ البشر ده بزعج فيني وعايزة اشتكي لصاحب المكان
الشاب عاين لي محمد وليها وقال بي تردد : والله يعنييي
محمد قاطعو وقال : المشاريب دي يا رامي على حساب المحل تمام؟
رامي : طيب يا بوس
وإتلفت لي خولة وقال بصوت واطي: على فكرة هو ده نفسو صاحب المكان تقدري تشتكيهو لي نفسو
خولة إتفاجأت طبعاً بس حافظت على وشها الغضبان وقالت ليهو : اوكييي فهمت لكن برضو ده مابيديك الحق تضايق زباين المحل وتقتحم خلوتهم
قال ليها متجاهل كل القالتو: أنا محمد على فكرة وإنتي؟
كانت حتتشل من عباطتو وفي اللحظة دي جات ميار ولاحظت في لبش في المكان فقالت لي صاحبتا بي عفوية : في حاجة ياخولة ؟مالك
قام محمد على حيلو وشكر ميار بحرارة وقال : يااااخي أختك وييين بس جيتي في أنسب وقت
وقبل على خولة وقال : تشرفنا والله ياااا خولة
وبعدها فات خلاهم وهو سعييد جداً
ميار قعدت مستغربة وقالت : ده منو كمان؟
خولة: مابعرفو قعد يتظارف معاي وطلع صاحب المكان تخيلي
ميار ضاحكة : لا يااااااخ، إبداع لكن، خولة مابتقعي الا واقفة ياعفريتة، صاحب المكان دفعة واحدة؟
خولة غشتا وقالت : هو أصلا جا يسأل منك إنتي الظاهر عجبتيهو
ميار ضحكت تاني: عشان كده غرتي مني وحاولتي تطفشيهو؟
خولة ضحكت أخيراً وقالت ليها: آي ههههه
ميار: يابت دي فرصة رهيبة جاتك، لازم تقفلي الصفحة القديمة وتشوفي حياتك
خولة إتغيرت ملامحا وقالت : قفلتها وإنتهيت
ميار: كذابة والله، عارفاكي عايشة على الأطلال
خولة: أطلال شنو بس هو ماكان في بيناتنا غير القطايع وكم كلمة حلوين لاغير
ميار: هو نساك جا دورك إنتي
خولة إنزعجت وقالت ليها : فاكراني ماعارفة الحتة دي؟ نساني وغير رقمو وحياتو كلها عشان يقطع الطريق للرجوع
ميار: عشان كده إنتي لازم تنسيهو وتشوفي البعدو
خولة: ميااار ماتنقي فيني وخليك مني واقعدي أحكي لي التلفونات دي وراها شنووو...
..
...
.. لماذا يصبح الألم أحيناً متعة نتمسك بها ونعض عليها بالنواجز؟ ، لماذا نكتوي بحب فقدناه برغبتنا؟ ، لماذا نعجز عن المضي قدماً في حين أننا أصحاب القرار؟ ببساطة لأن ما عشناه لايمكن أن يمحى بجرة ممحاة على ورق، لأن مارغبنا به لم يكن أضغاث أحلام بل رؤية واضحة في كل تفصيلاتها، ولكن حتى لو رغبنا يجيب أن يقول القدر كلمته.. &