خولة قبل نهاية الفاصل والناس مشغوليين بي الهجيج فكرت في فكرة غريبة وانسحب براحة طلعت برا الصالة لي دقايق وجات راجعة.. جازفت ورمت تلفونا في النجيلة في حتة مطرفة كده لكن نجيلتا طوال..
لما انتهى الفاصل والحفلة خلصت وعايزين يستعدو للجرتق.. خولة قالت لي صحبتا اسمها ميار : تلفوني مالقيتو مامسكتك ليهو؟
ميار : لا لا ماضربتي فيهو؟
خولة : اضربي فيهو اشوف، الله يستر مااكون رميتو ولا اتسرق مني
ميار: ماعندي رصيد والله
خولة راسمة نظرة ضيق وقالت ليها انا قبيل طلعت برا خايفة اكون رميتو من غير احس
ميار: غايتو سجمك لو وقع منك بلطشو بلطشو
خولة قالت ليها أنا طالعة اشوفو بسرعة وأرجع
ميار: أمشي معاكي؟
خولة : صاحبة السجم انتي ده سؤال تسأليهو لي؟
ميار: تعبانة ياخ رقصتا كتير
خولة : بمشي براي وبرجع سرعة لو زول سألك مني قولي في الحمام
اصلاً خولة عندها خطة في راسها وماعايزة ميار تنحشر في النص وحمدت الله انو جات منها وابت تمشي معاها.. مشت من جمب المكان القاعد فيهو سامي وكانت متأكده إنو حايشوفا طالعة برا، كرفست وشها وعملت متضااايقة ،فعلاً سامي لمحها مارقة برا الصالة فلحقا طوالي..
ناداها بصوت عالي : خولة! خولة ،إنتظري خولة..
إتلفتت بهدوء وماعاينت ليهو مباشرة بقت تتلفت نظام بتفتش منو بنادي عليها
أشر ليها عشان تشوفو ووقفت لما شافتو
وصل عندها وسألها : مالك مستعجلة كده بنادي فيك ماسامعاني ماشة وين
عاينت ليهو بنظرة كده حقت وانت مالك
تاني عاد السؤال بطريقة جافة وعيونو بتلمع من الغضب افتكرها طالعة تلاقي زول: سألتك ماشة وين؟
قالت ليهو : عايز شنو انت حسي مني وحااحمشي وين يعني في رايك؟ تلفوني فقدتو وبفتش فيهو تمام؟
سامي: ضربتي فيهو؟
خولة مستائة : ماضربت مالقيت زول تلفونو فيهو رصيد
سامي: مليني رقمك انا بتصل ليك فيهو
تنحت كده مسافة فقال ليها : يلا سرعة منتظرة شنو؟
ملتو الرقم وسألا : وقفتي في حتة محددة؟ عشان مانتصل وننبه الناس عشان ممكن يتسرق
اشرت على الإتجاه الرمت فيهو التلفون فمشو عليهو الاتنين وسامي اتصل ولقى في جرس فقال ليها :الحمدلله في جرس يعني ممكن نلقاهو واحتمال لقاهو زول ومسكو عندو منتظر سيدو يتصل
بقو ماشين وبحاولو يسمعو صوت التلفون لحد ماصوتو ظهر ليهم وخولة قالت : بس انا كنت واقفة هنا قبيل اتزكرت ولما جو العرسان جريت
تابع سامي الصوت لحد مالقاهو ليها ورفعو من الأرض ومداهو ليها شالتو بسرعة وقالت ليهو بي ابتسامة صفرا كده : ميرسي
وبقت ماشة خلتو واقف مندهش فيها وفي رد فعلها البارد
سامي : خولة!
وقفت وقالت ليهو : يانعم
سامي عقد حواجبو وبنبرة حادة: ماشايفة إنك حقارة وبتعامليني بعدم زوق؟ مع إني دايما في كل موقف بتعامل معاك بأسلوب راقي ومعتبرك زول
خولة : لو ميرسي ضايقتك سحبناها، بالبلدي كده شكراً ليك وماقصرت معاي بالجد وبدونك ماكنت حاالقى التلفون
وابتسمت بعد كلامها ده وفاتت خلتو مافاهم شي..
فرحت شديد انو خطتا نجحت وقدرت تشيل رقم سامي بدون ماتزل نفسها ليهو وبكده إنتصرت في أول خطوة في إتجاه الهدف..
بدت مراسم الجرتق وكان شي شي كده خرااافي وصحبات سهام الغيرة مالياهم من صحبتهم الوقعت في كنز زي أحمد.. بعد الحفلة غيرو في الصالة وعلى المطار طوالي لأنو احمد جهز كل شي والشنط من بدري بي مساعدة سهام..
في الطريق للبيت كانو أمينة وخولة بضحكو على زينة وبكاوو فيها
خولة : سهام تسافر ماليزيا وزينة تعسل في بورتسودان هههههههه والله نكتة دي
أمينة : الدنيا حظوظ يابت امي هههههه
زينة : هاهاها ظريفات، انا ماكان غالبني اسافر بس مستحيل اخلي أمين يتمتع برا السودان بقروش أبوي، بكرا تحصلوني ونقعد جمب الحيطة ونسمع الظيطة
أمينة : إنتي اصلك فقر وكج اقعدي انحسينا كل مرة بكلامك ده، وبعدين ارتاحي انا ماعايزة أتزوج انا حااقعد كده بايرة
خولة : وأنا بعرس بمزاجي وحاتشوفي
زينة : نشووووف
___________________________
من السعادة ماغفلت لحظة رغم الترانزيت وتغيير الطيارة وطول الرحلة لكن كانت قمة في النشاط وأحمد ضاارب النومة ولا اشتغل بيها.. شغالة تتلفت ومامصدقة انها راكبة في الطيارة واتصورت سيلفي لمن التلفون فتر منها، بعد وصلو بالسلامة ومشو الفندق حتى حست بي النعاس والتعب
أحمد قال ليها: امشي اتحممي وغيري وتعالي نومي
زعلت شديد ووجعتا الكلمة وقالت في نفسها: يعني انا وسخانة ولافاكرني هاارقد بهدومي كده ماطبعاً حااتحمم..
خلصو حمام وغيار الاتنين وأحمد سبقا ورقد وقبل كده ونااام ولا استناها، اتفاجأت تاني من برودة دمو وزعلت انو حتى ماحسسا انو عريس وفرحان بعروسو واتكبكب فيها ولو هظار ،رقدت نامت وهي زعلانة من تصرفاتو..
كانت الفسح بتعوضا وبتبسطا بس أحمد كل شوية يفاجأها بي تصرف او كلام ماياهو مثلاً لما ساقا المطعم اول مرة بقى يقول ليها لازم تتعلمي تاكلي كيف وتاكلي شنو عشان لما نرجع هانتعزم في حتات هاي كلاس ماعايزك تضهبي لي قدام الناس
سهام: أحمد اي نعم انا فقيرة لكن مامتخلفة يعني، وكان مامتنا شقينا المقابر
أحمد : يلا الكلام البيئة ده تنسيهو لي تماماً وتمسحيهو من قاموسك، انتي بقيتي حرم أحمد نصرالدين رجل الأعمال المعروف
غايتو صدما صدمة عمرها لكن مشت ليهو الكلام وسكتت على كده وقالت في نفسها : يصير خير ياأحمد هاابقى سيدة مجتمع واعيش زي الاميرات ولا يكون عندك فكرة..
كملو شهرالعسل فسح وصور وسهام بتتعلم من أحمد كل شي يأهلها لي حياتا الجديدة المرتقبة...
في يوم ضربت لي أمها اطمنت عليها وطمنتا وسألتها من سامي وعرفت انو رجع بورتسودان تاني يوم العرس طوالي..
سهام: والله ياامي البلد رهيييبة تجنن تخليك تحردي السودان واليوم الجينا فيهو سودانيين
رضية : بركة يايمة الاتفسحتي وفرجتي عيونك ديل، يسعدك ربي ويهنيك مع راجلك ويستركم من عيون الناس
سهام: الله آميين ياامي الله يخليك لي..
وبقت تحكي ليها عن الفسح والهدايا الجابتهم ليهم..
بعد قفلت منها لقت أحمد راقد داير ينوم خلاص قالت في نفسها:والله الليلة ماتنوم تخليني الا ما اشغلك للصباح
نادتو بصوت كده مصطنع وقالت : أحمد! رايك شنو تتفرج على رقص شرقي من مرتك حبيبتك
أحمد: رقيص قلتي لي؟
قام اتعدل كده وقعد ممحن في قلب السرير وقال ليها : كدي فرجينا يلا
ورقصت سهام رقيص رهييب طلعت ماهينة بت الناس....
أحمد انبسط جداً وقام شتت ليها القروش وهي تضحك وآخر حلاوة وبكده انتصر دهاء المرأة على تناحة الرجل..
للأسف أحمد ماعيشا اجواء الرومانسية الكانت بتحلم بيها وتقراها في الروايات ،حسسا انو عرس اداء واجب بس مااكتر، فسحة في بداية اليوم واكل وشراب واخر اليوم لحظات حميمة خالية من اي من مظاهر الحب والشغف والكلام المعسول والغزل في الحبيب.. أحمد ظهرت حقيقتو ليها زول خالي مشاعر وكل الكان بسويهو في الخطوبة ده تخدير ساي عشان يعرسا وماترفضو.. تحطمت كل الاحلام الوردية على صخرة الواقع ومالقت ربع الاتمنتو في أحمد، ماهو الانسان مابلقى كل شي في نفس ذات الوقت يعني، الثروة والحب والغرام؟ اكيد لأ وهدا بالدليل ياسهام...
___________________________
خولة فكرت كتير تعمل شنو بالرقم هل تتصل ولا ترسل ليهو واتس اب ولا تضيفو في الفيس؟ بس ماعايزة تبين خفيفة وهو ما شاء الله كجلمود صخر حطه السيل من علٍ، افتكرتو بعد سجل رقمها يواصلها ان شاء الله بسلام لكن ولااا هبب ليها ولا عبرها، طييييب يااخو سهام مافي ليك مفر من خولة، إنت ماعارف منو خولة وقدراتا شنووو..
خلاص بقى ليها هاجس كل يوم تصحى وتنوم بتفكر هاتعمل شنو تاني قررت تنساهو وترمي الموضوع ورا ضهرها، يعني يساوي شنو سامي في نظرا ولا شي طبعاً ودي فورة واعجاب مراهقة ساي وبروح وبكده اقنعت نفسها تنساهو...
رجعو العرسان من شهر العسل وسوو الضبايح واهل سهام جوو وخولة اتخيلت تلاقي سامي في اليوم ده لكنها عرفت انو في بورتسودان وماجاي قريب.. شافت ريم جات هي وامها مع ام سهام وقالت : هي البت دي صحبتهم؟ جارتهم ولاصفتها شنو كل مرة جاية معاهم؟ حسي لو سامي في كان قعدت ليهو في حلقو..
بكده خلاص شبه نستو والأيام مشت وطولت منو شديد وابتدت تنساهو تماماً...
في يوم طلعت مع صحباتا وميار جابت معاها ود خالتا كبير ومغترب في الإمارات ومقيم هو واهلو هناك، الود عجبتو خولة وكلم ميار تجس ليهو نبضها.. ميار جايبة الشمار وفرحانة : عمرو ود خالتي طبعاً اتهبل فيك ودايرك رايك شنووو؟
خولة : ميار انتي عويرة؟ عندك ودخالة لقطة زي ده ومافكرتي فيهو لنفسك؟ كمان جاية فرحانة تكلميني؟ مفروض تغيري وتنتفضي وتستردي ماهو ملك ليك إنتي احق من اي بت..
ميار : هو زي اخوي لكن
خولة : يابت خوخة بتعرفيها؟ خوخة تقلع ضروسك على قول حبوبتي زمان، ده مازمن خوة ده زمن المصلحة وين وامشي وراها، شوفي شغلك واشلبي الود من نفسو قبال سنارتو تشبك في حتة تاني
ميار : قولتك كده؟
خولة : لو انتي ماشايفة الأنا شايفاهو تبقى مصيبة وتبقي عرة مابتعرفي تختاري لنفسك
خولة خلصت نفسها بشياكة ودرعت الولد لي ميار براحة ودي عجبا الوضع وقررت تاخدو لي نفسها وتقرب منو أكتر...
أحمد وسهام رحلو خلاص في بيتهم وسهام بقت مستعدة لي مواجهة العصابة على حد تسميتا لكنها اتفاجأت بعكس الاتوقعتو، ماعبروها من الأساس ولا كانو فاضيين ليها كل زول فيهم في عالم تاني.. الأم مافاضية اليوم كلو مافي في البيت بتمشي وين مامعروف، أمينة لو طلعت مابتتأخر برا البيت بترجع تتحشر في غرفتا تاني مابتطلع ولا بتكل لا بتمل بتسوي في شنو مامعروف.. خولة بتمشي الجامعة وبعد ترجع هي الوحيدة البتقعد في الصالة برا وتفتح التلفزيون وعاملة حس لكن لا بتفطر معاهم لابتتغدى معاهم ولا بتتعشى حتى، بتاكل وين برضو مامعروف.. نصرالدين بس برجع للغدا بياكل في صمت رهيب معاها هي وأحمد وتاني مابتلمحو في البيت.. تقريباً كده هي الوحيدة القاعدة 24 ساعة في البيت ولا لاقية زول تتكلم معاهو فتقوم تضرب لي امها تتونس بالساعات، حسست بي الملل لاخدمة في البيت لامطبخ ولا ااااي شي، لقت عيشة العز دي مملة جداً، أول شهر ليها وهي عروس اتكيفت من الفسح والعزومات والقشرات والعربات الفارهة تاني خلاص زي مابقولو العين شبعت وبقت تعيسة....
في مرة فتحت مع أحمد موضوع وقالت ليهو : أحمد انا زهجت من قعدة البيت وعايزة اشتغل
أحمد: تشتغلي شنو؟
سهام: أي شغلانة املى بيها فراغي، رايك شنو تعمل لي مشروع خاص بي زي السنتر بتاع زينة كده، مثلاً مشغل بتاع تياب، محل بتاع عطور وميك اب غالي كده يعني
أحمد: سهام! اسمعيني كويس انا ماعندي مرا تشتغل مكانك بيتك هنا ده وتبقي فيهو احلى ست بيت بتنتظر راجلها بي شوق وتستقبلو في ابهى صورة وقت يرجع بيتو فهمتيني؟
سهام عبست وقالت: بس يا أحمد
أحمد : مابس ولا شي اسمعي الكلام
سهام : هديل اخواتك الشغالة والبتقرا وطاشين طول اليوم اشمعنى انا يعني، ده انا قربت اكلم الحيط من الوحدة..
أحمد: مافي شغل وكلامي واضح، انا ماشغلتي بي اخواتي شغلتي بيكي انتي مرتي وام أولادي ومادايرك تشتغلي تمام؟
ماقدرت تقنعو نهائي وحست بضيق شديد وبكت زيييين كان قلبها يبرد شوية.....
_____________________
في البيوتي سنتر زينة قاعدة في مكتبا ومتضايقة بسبب إنها تعبت قبل يومين وأمين وداها الدكتور وعملو ليها فحوصات عامة وقبل شوية اتصل عليها بعد مشى جاب النتيجة وقال ليها مبروك يامدام انتي حامل ليك شهرين..
شالت تلفونا بعصبية واتصلت على رقم ولما الخط فتح قالت بتوتر : جلال! الحق علي ياجلال مصيبة وحلت على راسي......... أنا حامل من أمين ماعارفة حااعمل شنو دبرني؟... ماعايزة يربطني بيهو طفل ياجلال، عايزة اتخلص من الراجل ده وابقى ليك انت براك،...... انت ماسامعني بقول في شنوووو ؟ يعني شنو مامهم لو ولدتا منو طفل؟ عايزني انا والبيبي؟ جلال انا عمري ماحبيت زول قدر محبتي ليك.. من يوم شفتك حسيت انو عمري اتسرق مني وانو أمين مازولي... حاضر ماحاازعل وحا اتحمل بس انت افضل معاي وماتتخلى عني حبيبي.....
قفلت زينة وعبست زيادة بالجد جلال من دخل حياتا قبل شهر حسسا انو بعرفا من سنين وحسسا بي الحب العايزاهو وبتتمناهو في راجل غير راجلا.. لازم في يوم تتطلق من أمين عشان تكون مع جلال وتتحرر....