رواية عدنان الفصل الثالث والعشرون23 والرابع والعشرون24 الخامس والعشرون25 بقلم فريده الحلواني

رواية عدنان الفصل الثالث والعشرون23 والرابع والعشرون24 الخامس والعشرون25 بقلم فريده الحلواني

 حينما وصل عدنان و هارون امام الكوخ المقيم به بلال 
وجد رجب يقف علي بابه فالقي عليه السلام و كاد ان يدخل الا ان الحارس اوقفه قائلا : استني يا بيه سي بلال مش جوه

ظهر القلق علي وجهه وقال : رااااح وين و كيف اتسيبه يطلع من غيرك ووينه فتحي

رجب : يا بيه فتحي معاه عند الصخره الغربيه بجالو كام يوم بيروح أهناك و يضل يكسر فالأحجاره لحد الشمس ما تغيب

فرح عدنان كثيرا بما سمع و التف قائلا لهارون : خليك أهمنيه أني هاروح اشوفه و أرجعلك

اعقب قوله بالسير في اتجاه المتواجد به ابن عمه الذي يحمد الله كثيرا انه استطاع ان يتخطي تلك المحنه العصيبه التي مر بها و من الواضح انه خرج منها قويا بفضل الله

حينما وصل اليه وجده يمسك فأسا في يده و يقوم بتكسير صخره كبيره و العرق يتصبب منه أثر المجهود الشاق الذي يبذله

القي عليه السلام فاعتدل الاخر راميا ما بيده و رد عليه بانفاس لاهثه

التقط عدنان زجاجه مياه ملقاه جانبا و اعطاه اياه ثم امر فتحي ان يذهب و يتركهم سويا 

بعد ان ذهب الحارس نظر عدنان لابن عمه و قال مازحا و لكن نظراته مليئه بالفخر : والله و طلعلك عضلات يا واد عمي كأني كت حاكم عليك بالاشغال الشاجه بس مش مؤبده ههههههههه

ضحك بلال و قال : أني الي حكمت علي حالي ياخوي جولت اشغل حالي عشان مفكرش في اي حاجه مالي عيملتها كل اما افتكر عمايلي الشينه بجرف من حالي

عدنان : الندم مطلوب بس عشان منكررش الغلط انما لو هملنا روحنا ليه ممكن يخلينا نياس من صلاح حالنا فنعاود أوسخ من جبل سابج 

بلال بحزن : خابر ياخوي بس كل حاجه و ليها حل الا حاجه واحده

نظر له باستفهام فاكمل : انك تسأل حالك ياتري بعد كل الي عيملته هتجدر توجف تصلي بين ايدين ربنا

الممرض الي جاعد وياي مهيفوتش فرض لجيته من يومين بيجولي اصلي وياه اتكسفت من حالي كيف اجوله ان عمري ما ركعتها و لا اعرف حتي اتوضي كيف

جولتله بعدين و مرداش يضغط علي بس كان نفسي اجوله يعلمني بس وجتها جولت لحالي هتوجف جدام ربك كيف بعد ديه كله

سحبه عدنان من يده و جلسا سويا فوق صخره و بدأ حديثه بهدوء قائلا : ربنا سبحانه و تعالي جال ( قل يا عبادي الذين اسرفو علي انفسهم لا تقنطو من رحمه الله ان الله يغفر الذنوب جميعا ) 

يعني ربك هو الي بيشجعنا جال يا عبادي متيأسوش من رحمتي و جال بيغفر كل الذنوب يعني مهما كنت عيميلت في حياتك تجدر تتوب و ترجع و تستغفر

ربنا بيغفر اي حاجه الا انك تموت علي كفر وانت عصيته بس مكفرتش بيه ياخوي

الرسول عليه الصلاه و السلام كان بيحكي للصحابه علي واحد جتل ٩٩ نفس و حب يتوب ناس دلوه علي عالم و ناس دلوه علي عابد فراح للعابد جالوه هل لي من توبه جالوه لااه جتله و جفل بيه الميه بس لساته رايد التوبه فراح للعالم و جالو هل لي من توبه جاله ليك توبه بس اخرج من قريتك لانها ارض سوء

ساب كل حاجه في بلده و طلع منيها زي ما العالم نصحه لانه من جواته رايد يتوب صوح 

وهو مسافر في نص الطريج مات نزلت ملائكه العذاب و ملائكه الرحمه و اختلفو دول جالو لم يعمل خيرا قط و دول جالو انه نوي التوبه و خرج من قريته ساعيا اليها

وجتها ربك الرحيم نزلهم ملك يفصل بيناتهم فحكم انهم يجيسو مسافه الارض من مكان موته لحد قريته و من مكان موته لحد القريه الصالحه الي كان رايحلها لو كان اقرب ليها يدخل الجنه لو كان اقرب لقريته يدخل النار

من رحمته و كرمه لانه عالم انه توبته نصوحه و صادج فيها امر الارض انها تبعد عن قريته و تقرب من القريه الصالحه و اكده أخدوه ملايكه الرحمه

يعني مركعهاش في حياته و جتل ناس كتير بس عشان كان صادج في توبته ربنا رحمه

و بعدين يا واد عمي لو ما أخطاناش و توبنه اكده بنمحي صفه الغفار من ربنا حاشه لله 

في حديث بيجول لولا انكم لا تذنبون لذهب الله بكم و أتي بقوم يذنبون ثم يستغفرون فيغفر الله لهم

باب التوبه الباب الوحيد الي مهيتجفلش في اي وجت افرش سجادتك و اسجدله و ابكي كيف العيل الصغير و طلع كل الي فجلبك ليه 

هيجبلك و هيرحمك و هيغفرلك بس انت جرب ليه 

ديه جال سبحانه و تعالي في الحديث الجدسي من اتاني يمشي اتيته هروله

يعني بيجولك جرب خطوه هجربلك جري 

و جال انا عند ظن عبدي بي 

اوعاك تياس ابدا اني جدامك اهه كلي ذنوب بس بصلي و حافظ كتاب الله و بستغفر علي كد ماجدر 

مبهملش الشيطان ياخودني في سكته و يجولي بعد ديه كله فاكر انه هيجبلك يا اخي بلاها الصلاه انت كت خاربها هتوجف جدامه كيف

اني بجي بجوم غايظه و اتوضي و اصلي عارف ليه

نظر له بتساؤل من بين دموعه فاكمل : لانه زي ما ياس رايدنا نبجي وياه عارف لما بيشوف حدي منينا بيسجد في الصلاه بيجعد يبكي و يجول ياويلي امرت ان اسجد لله سجده و رفضت و ابن ادم يسجد له ٣٧ سجده كل يوم

اخر الجول اوعاك تفكر انك هتبجي قديس و لا شيخ جامع بعد ما ترجع بيتك وسط اهلك و ناسك لاااه هتغلط لانك بشر بس الغلط العادي مش الي كنت بتعمله انا واثج انك هتبجي راجل و جدع و عمرك ما هتعاود للطريج الشين ديه تاني و نصيحه مني كتر من الاستغفار علي كد ما تجدر الرسول عليه الصلاه و السلام جال من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هما فرجا و من كل ضيق مخرجا و رزقه من حيث لا يحتسب

اني اكده خلصت كل الي حداي و احنا دلوك هندلو مالجبل و هترجع دارك وسط اهلك و هيبجي ليك الاختيار واني مهجدرش اجبرك علي شى واصل يا اما هتنزل تشتغيل ويا بوك و جدك و ديه مش طريجي يا اما هتشتغيل وياي و وجتها هحط كل ما املك تحت رجليك و هتبجي عندي كيف حسن و عبدالله بيشتغلو و يشجو لجل ما ياكلوها بالحلال

نظر له باستغراب كيف يتحدث عن الحلال وهو يشارك والده و جده في عملهم المشين

فهم عليه و اكمل : فاهم الي داير جوات عجلك واكيد هتعيرف في يوم ايه الي جبرني ابجي وياهم بس احب اطمنك اني مهدخلش جرش مالي هكسبه وياهم في اكل او شرب او اي حاجه تتخيلها

كل حياتي اني و خواتي و كل الي فالسرايا من مال حلال عشان مخلطتش بين الي هكسبه من الارض او المصنع بالي هكسبوه مالمدعوج ديه

حتي امي من زمان جوي شارطه علي بوك و جدك ميصرفوش جرش علي وكل البيت ولا يفكر واحد فيهم يشتري حتي كيس ميلح

فهمت

اح ت ض نه بلال بقوه و قال : انت الي حطيتني علي الطريج الصوح ياخوي و انا هضل في طريجك حتي لو كان كلاتوه شوك ارحم من اي طريج تاني

ملحوظه 

( ده كلامي انا فريده حابه اقولكم حاجه

في واحده انا اعرفها معرفه شخصيه الست دي بدات حياتها و شغلها وهي شابه صغيره مكنش معاها غير خمسين جنيه و مكنتش بتحب تشتغل عند حد قكرت تبدا بايه عايزه اقولكم ان هيا اول واحده تعمل شغل تطريز علي ملابس الخروج وقتها كان معروف ان التطريز للسهرات بس لفت علي مصانع كتير عشان تعرض فكرتها عليهم مصنع واحد بس هو الي اقتنع بفكرتها و خلاها تصممله معظم موديلاته ولما بدات تنفذ الافكار علي كميات كبيره سألها انتي معاكي راس مال يكفي الشغل الي هطلبه منك قالته معايا خمسين جنيه ضحك و بداو يتناقشو و في الاخر قالها هنصحك نصيحه لوجه الله وافتكريها لما تكبري و تبقي مشهوره عليكي بالاستغفار

و كلمها كتير عنه 

و فعلا حتي لو كانت بتقطع في الصلاه كانت بتستغفر دايما لحد ما كبرت و اسمها اتعرف في السوق و المصنع بقي مصانع بتتعامل معاها و بتطلب شغلها بالاسم

لحد ما بنت مصنع كبير ليها هيا و اكتر من ١٥ سنه بتكبر فيه و فجأه حصلها ظروف اجبرتها انها تبطل شغل و تبيع مصنعها انهارت بس مكنش باديها حاجه لكن كرم ربنا كبير بدل ما تبيعو باتنين مليون باعته باتنين مليون و نص

و سبحان الله بعد شهرين من بيعه و قهرتها عليه جات جائحه كورونا خلت الكل يقفل و ناس كتير خسرت

كل الي حواليها بعدو عنها غصب عنها بردو و كانت وحيده في مره قاعده بتعيط جامد جالها ابنها يسالها مالك قالتلو عشان لوحدي مليش حد طبطب عليها و قالها بس انا معاكي يا ماما و مش هسيبك

وقتها حست اكن حد ضربها بالقلم جامد عشان تفوق

بدات تبص للي في ايديها و نعم ربنا عليها مش الي ضاع منها يعني باعت مصنعها الي بتحبه ربنا عوضها باكتر من تمنه و رحمها من الخساره لو فضل معاها وقت كورونا

اهلها و اصحابها بعدو عنها بس خلي معاها ولادها الي بيحبوها و بيحاولو يفرحوها

و في الاخر بعتلها اتنين مكنتش تعرفهم عوضوها عن كل حاجه واحده بتعتبرها بنتها و بتقولها انا بحس اني يتيمه من غيرك كلمه كبيره اوي حسستها انها ام كويسه

و واحده بقت اختها و صحبتها و قلبها بيطير لما بتقولها يا قلب اختك و دعواتهم ليها احسن من الدنيا و ما فيها

فاتعلمت انها تبص لنص الكوبايه المليان و ترضي بقضاء ربنا لانه كله خير

و برغم انها بتعيش كرب كبير الايام دي بس مقبلاه بابتسامه و نفس راضيه لانها واثقه اني في رب كريم و رحيم اكيد له حكمه في كده 

و اكيد بعد الصبر جبر

اسفه طولت عليكم بس حبيت اوصل الفكره ) 

انتفض الجميع حينما دخل عليهم عدنان و بجانبه بلال الذي كانت هيئته مختلفه كليا عما سبق فقد ذاد وزنه قليلا و اختفت الهالات السوداء التي كانت تحاوط عينه جراء شرب الخمر و المخدرات 

اول من تحركت كانت امه التي هرولت نحوه و هي تبكي التقفها بين زراعاه و كاد يبكي من تلهفها عليه و حينما وجدها تتحسس علي جسده ووجهه لتطمأن انه لم يصيبه سوء و تقول : ولدي ولدي انت زين جرالك حاجه جولي يا ضناي كت فين كلت ديه هانت عليك امك داني مليش غيرك يا ولدي تهملني أكده لحالي

امسك كفها يقبله بحنان وسقطت دموعه تأثرا بما تفعله امه التي لاول مره تظهر محبتها له و يتزوق طعم حضنها قال من بين بكاءه : اني زين اهه جدامك يام بلال اني غيبت عنيكي غصب عني كان لازمن الاجي حالي و ارجع عن الطريج الي كت فيه عشان لما حدي يجولك يام بلال تبجي راسك مرفوعه اني ولدك راجل زين و محدش يعايرك بخلفتك الشين تاني

ضحكت من بين بكاءها و اخذت تتفحصه و تقول : انت ولدي و حته من جلبي مهما عيملت وأهو ربنا ردك ليا معافاي كيف ما كت بدعيلو شكلك بجي زين يا ولدي الله اكبر كنك اتبدلت

ثم صرخت علي مريم بفرح : طلع كلامك صوح يا مريم طلعتي بتعرفي ربنا اكتر منينا كلياتنا ربنا جيبل دعاي و ردلي ولدي احسن ما كان 

نظر لها عدنان بتساؤل فردت عليه بنظره اخري مفادها سأخبرك لاحقا ثم وجهت حديثها لمفيده قائله : اني ماجولتش حاجه من عيندي يا خاله حمدالله بسلامته ربنا ما يغيبه عن عينك واصل 

امن الجميع علي دعائها و انهالت الترحيبات عليه من الجميع حتي قطعها فهمي الذي كان ينظر بتعجب لحال ولده الذي تبدل وقال : طب مش جبل ما نفرح برجوعك كنك جاي مالحج تعريفنا كت متخبي فاي خرابه و لا كت لايفلك علي وحده من الشر##### الي تعريفهم و لما زهجت منيها افتكرت ان ليك اهل

بلال بحزن و غيظ : طب هما اهلي سألو علي و لا حتي كلفو حالهم يدورو و يسألو الشر##### الي كت بعرفهم

ولا انت خمنت من حالك أكده لجل ما ترتاح من زن امي عليك و تفضي لشوغلك و فلوسك الي عم تخسر فيها كل يومين مفكرتش يكون جرالي حاجه ولا يمكن اخدت جرعه ذايده مالهباب الي باخدوه و موت فيها

ولا اجولك اني مهرودش عليك احسن اذا كان عمرك ما سألتني عن حالي ولا حاولت ترجعني مالي كت فيه جاي دلوك تعمل روحك أب جدامهم و عايزني أحكيلك لااااه مهيحصولش

فهمي بغضب : هترد علي يا وااااكل ناسك ....ثم صفعه قويه هبطت علي وجه بلال ثم.......صمت حل بالمكان

قطعه عبدالله حينما قال بحزن : ليه أكده يا خال مبجاش أصغير علشان تضربه و كماني مجالش حاجه غلط

الجد : معلهش يا ولدي ربنا أبتلاك باب زي الطور هينطح نطح 

بلال : عادي يا جدي مزعلانش ياريتو اداني بالجلم لجل ما يفوجني مالي كت فيه بس الحمد لله أحمد ربنا أنه ملوش فضل عليا في اي حاجه والا كان زمانتو عايز مجابل ليه

بس بردك ربنا كان رحيم بيه و بعتلي الي يمدلي يده و يلحجني جبل ماغرج في الوحل الي كت فيه اكتر من أكده و مرايدش مني شى واصل غير انه يشوفني زين

فهمي باستهزاء : هه و مين ملاك الرحمه ديه يا شيخ بلال

بلال : أخوي عدنان

انطلقت شهقات الجميع من المفاجأه أكان هذا الذئب كل هذا الوقت يعرف طريقه و لم يتفوه 

مفيده بزعل : أكده يا ولدي كت تعرف مكانه و مخبي علينا و أنت واعيلي كيف كان جلبي مجهور عليه

عدنان : كان لمصلحته يا خاله و اني جولتلك هرجعهولك راجل زين تتباهي بيه جدام الخلج و محدش يعايرك بيه تاني

فوزيه : ماحد يفهمنا ياولاد أبدال الحديت المخربط ديه مفاهمينش حاجه احنا تعالو اجعدو و استهدو بالله و فهمونا

جلس الجميع بينما بدأ بلال الحديث قائلا بحزن يقطر من بين حروفه : كلياتكم خابرين زين اني كت ضايع مفيش حاجه معميلتهاش انام طول النهار و طول الليل سهر و شرب و نسوان و جرف وكلت ديه مريحنيش بجيت أشم بودره

شهقت النساء من هول ما سمعو و لكنه أكمل : أيوه بجيت شمام و خمورجي و حشاش و نسونجي و أي حاجه شينه عيملتها 

و محدش فكر يجولي ديه غلط او يحاول يرجعني عن طريجي العوج

امي كانت مجلعاني ماني ولدها الوحيد الي هتغيظ بيه ضورتها ام البنات هههه وام البنات مهتكرهش في الدنيا كدي و نفسها اضرب خط زياده و اروح فيها اما أبوي ديه بجي كووووم تاني وحده لما حس اني حابب ولاد عمي و كت اوجات بجلد عدنان خاف لانضم ليهم و أبجي شبهم ههههه ضحك بغلب و أكمل كأنهم فيهم عيبه لا سمح الله و كان بردك خابر اني مليش في الطريج الي ماشي فيه فحب يبعدني جام مغرجني بالفلوس مش موهم اصرفهم فين المهم ابجي بعيد عنيهم

وجت ما عدنان اتصاب جيتلوه و أني جرفان من حاالي كانت ريحتي كلتها خمره و زفت علي دماغ الي جابوني

ثم بدأ يقص لهم كل ما فعله عدنان معه من اول ما وعده بالمساعده حتي دلف به منذ قليل

و في ذلك الوقت كانت العاملات يقفن ناحيه المطبخ يستمعون لما يحدث بعين باكيه حزنا علي هذا الشاب 

بينما كانت اكثرهم بكاءا هي مروه ابنه الخاله سعيده فهي تكن له مشاعر و لكن تحاول دفنها لاستحاله ارتباطهم فهي مجرد عامله لديهم كيف سينظر لها و ايضا بسبب سوء أخلاقه كانت تتجنب الاحتكاك به برغم انها كانت تلاحظ نظراته التي كانت يختلسها من وقت لاخر و لكن كذبت حالها و قالت ربما قصده التسليه لا أكثر 

نهرتها ايه قائله بهمس : بطلي عويل يا حزينه اكده امك هتاخد بالها اهو رجع زين الحمد لله و اطمنتي عليه

مروه : مجدراش والله غصب عني اني كت هتجن عليه و هو غايب و بردك ظلمته زييهم و فكرتو لايفلو علي وحده مالي بيعرفهم بس لما سيمعت منه كلت ديه جلبي اتجطع عليه اتاريه يا نضري كان زين مالاول و ابوه الي منيه لله هو السبب حسبي الله و نعم الوكيل فيك يا فهمي من .....

وضعت ايه يدها سريعا علي فم اختها حتي لا تكمل ما تقول و قالت : يااااامري هتودينا في داهيه يا واكله ناسك اكتمي لحدت ما نرجع دارنا ابجي اندبي و ادعي عليه براحتك ياختي لجل خاطر حبيب الجلب

بعد ان انهي بلال سرده لكل ما مر به نظر الجميع الي عدنان و ايضا حسن و عبدالله لما فعلوه مع بلال و كانت البتول اكثرهم  فخرا بحبيبها الذي يثبت لها كل يوم انه حقا سيد الرجال فانطلقت الكلمات منها دون حساب من فرحتها به فقالت : جولتلك انك سيد الرجال كلياتها و زينتهم فكرتني بجاملك

ضحك الجميع علي تلك الصغيره التي لاول مره تبوح بمشاعرها امامهم متخليه عن خجلها و لا ننسي بالطبع سهام الحقد التي انطلقت من اعين غريمتها متوجهه اليها

فهمي بغل : طب والله زين كتر خيرك يا واد اخوي ثم وجه حديثه لولده قائلا : يبجي اكده هتنزل معاي الشغل

وقف بلال من مجلسه بغضب و قال : لااااه لو هموت مالجوع مهمدش يدي فحاجه تخصك

وقف فهمي بغضب و صرخ به قائلا : واااااه هاتجول ايه يا ولد المحروج انت هو ليحج يضحك عليك بكلمتين و يجويك علي بوك

تدخل عدنان وقال : عمممممي بلاش رد النسوان ديه اني ولا جويته و لا حدته و لو عيملتها مهخافش منيك و انت خابر زين بلاش تحطني وسطيكم

حسن : والله امرك عجيب يا عمي بدال ما تفرح برجوع ولدك امعافاي و زين طايح فيه شتيمه و ضرب و بدال ما تجول لخوي شكرا برغم انه مش مستنيها منيك و لا من غيرك هتتهمه بالباطل

شوفت الفرج بينا و بينك احناااا هااااا احنا تربايت الحريم عيملنا أكده مع ولدك لجل خاطره هو مش عشان ولدك و محدش فينا نطج بحرف واحد ولا عايرك بيه 

و كماني اني بجولهالك بعد أذن اخوي الكبير طبعا بلال هيشتغل ويانا لانه ربنا تاب عليه و مهيجبلش يعيش مالحرام و لا هيفكر يرجع للي كان فيه 

ثم نظر داخل عينه بقوه و اكمل : و فكر يا عمي هااااا فكر بس تجرب منيه ولا تجوله كلمه مش علي هواه اااااني الي هجفلك و لو تجدر أبجي صد جصادي

كاد ان يرد عليه ولكن قاطعه دخول احد الحرس وهو يصرخ قائلا : اااااالحج يااااااا فهمي بيه ااااالحجو ياااااا خلج

نظر الجميع اليه برعب و.........


الفصل الرابع والعشرون 
التهمت النيران الارض الزراعيه المملوكه لسلطان الجبالي وولده فهمي و ايضا جزء من الارض المملوكه لعدنان كانت المساحه شاسعه 

حينما تنظر الي النيران الملتهبه التي تاكل الزروع تشعر و كأن الجحيم امامك

وقف الجميع يشاهدون التهام النار للاخضر و اليابس و هم عاجزين عن فعل اي شىء لها

فحينما أتي الحارس مهرولا ليخبرهم ان رجال ملثمون قامو بقتل الحراسه المتواجده في الاراضي الزراعيه و بعدها قامو باغراقها بماده سريعه الاشتعال بمجرد ما مسها عودا من الثقاب نشبت فيها النار علي الفور و انتشرت بين المحاصيل بشكل سريع

وقتها خرج جميع رجال الجبالي مهرولين الي المكان ليحاولو انقاذ ما يمكن انقاذه

حتي الجد حينما علم ان ارضه ايضا التهمها الحريق صمم ان يذهب معهم

و لكن حينما وصلو لم يجدو شبرا واحدا يمكنهم انقاذه من تلك النيران التي غطت سحابه دخانها نجع الجبالي باكمله

وقف الجد ينظر بحسره علي ارضه الغاليه و هي تصير رمادا امام عينه و لكنه لم يحتمل اكثر فوق بينهم مغشيا عليه

حسن : وااااه جدي جدددددي

رد علي

اتي عدنان سريعا و قال : شيلو معاي بسرعه مش وجت ندب دلوك

حمله الاثنان ووضعوه داخل احدي السيارات 

وجه عدنان حديثه لاخيه قائلا : خود الحرس معاك و اطلع بيه عالمستشفي و اني هشوف الخراب ديه و احصلك طوالي

اذعن لطلبه و انطلق سريعا الي احدي المشافي الخاصه لمحاوله انقاذ جده و قد اصطحب معه وهدان و بعض الحرس

اما فهمي فلم يلقي بالا لما حدث لابيه  كان يقف ناظرا لالسنه اللهب المتصاعده و لا يشعر بمن حوله من هول الصدمه كاد ان يجن وهو متسمرا امامها دون حراك

تقدم منه بلال محاولا اخراجه من تلك الحاله فقال : أبوي ابوي بعد أشوي الدخان كلاته دخل صدرك وجفتك جنب النار مهطفيهاش 

فهمي بقهر : انهي نار الي مهتنطفيش يا ولدي نار جللبي ولا نار ارضي الي مشعلله جداااامي بيتي اتخرب شجي عمررررري رااااح يا ولااااااد

اقترب منهم عبدالله و عدنان سريعا فقال الاخير بهدوء غاضب : عممممممي متفرجش الخلج علينا اكتر ما هما كفايانا فضايح عايزهم يجولو سلطان الجبالي وجع من طولوه و ولده أتجن أياك

امسك حالك دلوك و لما نعرفو الي عيملها أبجي اندب براحتك

ثم صرخ علي هارون قائلا : هااااااارون 

كان في لحظه امامه و قال : ايوه ياخوي

عدنان بقهر : ماشي الخلج الي واجفه دي ماعايزش حدي واصل ثم اكمل بصوت جهوري : خلاااااااص جولهم السيما شطبت علي اكده

و ما هي الا بضع دقائق و قام الحرس الخاص به بتفريق التجمهر الذي احدثه اهل القريه اخذين مقاعد المتفرجين دون التدخل للمساعده ناهيك عن تعليقاتهم السخيفه التي لا تناسب بشاعه الوضع ابدا

بعد ان التهمت النيران معظم المحاصيل المزروعه اخيرا اتي رجال الاطفاء و قامو باطفاءها بعد عناء بسبب مساحه الارض الشاسعه 

صاحبها ايضا كالعاده قوه من الشرطه و النيابه العامه للتحقيق فيما حدث و نقل الجثث و المصابين الي احدي المشافي لحين عرضهم علي الطبيب الشرعي 

اقترب احد الظباط و يدعي نور الدين و قال : يا عدنان بيه كده الوضع بقي صعب في اقل من شهرين تلت مخازن يتحرقو و الارض كمان حاجه مش طبيعيه من فضلك ساعدنا و قولنا لو ليكم اعداء او تار مع حد ياريت نعرف علشان نقدر نوصل للجاني

عدنان بقوه : احنا ملناش اعداء. يا بيه و لو لينا او علينا تار مفكر اني هجولك ههههه انت لساتك جديد في الصعيد اسال علينا زين يا نور باشا سكت قليلا و اكمل : مش نور الدين احمد منصور بردك ولا اني غلطان و بجالك سبوع ماسك المركز حدانا صوح جول بجي للي خبرك بالحرايج الي حوصلت جبل ما توصل أهنيه يخبرك مين هما عيله الجبالي

نور بغيظ : دانت سائل و عارف بقي طب كويس يبقي اكيد عرفت برده اني لما بمسك قضيه مش بسبها الا لما اجيب قرارها هااا خاف مني كاد ان يمد يده نحو كتف عدنان في نهايه حديثه كنوع من التاكيد علي ما قال 

و لكن الاخير امسكها بقوه قبل ان تمس كتفه ثم ضغط عليها و قال بتحزير : أياااااك تفكر تتعدي حدودك وياي أسأل عني زين يا نور الدين عدنان الجبالي مهيخافش من حدي واصل ولا هيهمو حدي

فكر بس تجرب مني مش هتلحج تخمن رد فعلي لانك هتلاجيه جبالك طوالي

نطر يده بعنف مع صياح الاخر : انت بتهددني انا ظابط في الشرطه

عدنان : علي نفسك مش علينا و الدبورتين الي فرحان بيهم فوج كتفك دول فلحظه ممكن اطيرهملك ثم اكمل بقوه : روووح عاين الحريج و شوف شوغلك يا حضره الظابط حديتك وياي مهيوصلكش لشى واصل

و.......فقط تركه و ذهب كانه لم يراه من الاساس ووقف الاخر يتاكله الغيظ من داخله فهو من قبل ان ياتي الي عمله كان يسمع عن قوه تلك العائله خاصا هذا المتكبر الذي وصل به جبروته ان يمنع رجال الشرطه من دخول نجع الجبالي دون أذن منه

و حينما قام بعمل تحريات عنه خصيصا وجد انه يتمتع بسمعه جيده و محبه كبيره بين الناس و لكن ايضا استمع الي بعض الاقاويل التي قيلت علي استحياء عن احتمال  تورطه في تجاره السلاح 

و حينما اراد ان يتاكد من تلك المعلومه وجد الغموض يلتف حوله و كثيرا من علامات الاستفهام

صبرا ايها المغرور المتعالي الايام بيننا و ساعمل جاهدا علي فك شفرتك

اقترب منه احد زملائه و يدعي اسلام و حينما اصبح قبالته قال : ابعد عن عدنان الجبالي انت مش قده 

نور بتكبر  : ليه يعني ده مجرد صعيدي جاهل متحامي في عيلته و اهل بلده

اسلام : الصعيدي الجاهل ده معاه بكالريوس هندسه و عنده شركات في القاهره غير مصنع تصدير لحوم و مصنع تصدير فاكهه و مزارع مواشي و اراضي زراعيه عينك متجبش اخرها و كل ده بيدوره بدماغه و برغم وجود جده و عمه الا انه هو الكبير الفعلي لعيلته و البلد كلها و محدش يجرؤ يكسرلو كلمه و بيتهيألي انك عملت عليه التحريات الكافيه الي تخليك تعرفه كويس ولا ايه

نور باستغراب : وانت عرفت منين اني عملت كده

ضحك اسلام و قال وهو يربت علي كتفه : انت هنا فالصعيد مش في اي محافظه تانيه يا حضره الظابط 

نور : يعني ايه مش فاهم

اسلام  : يعني الصعايده ولاءهم الاول و الاخير لبعض مش للغريب مهما كان رتبته ايه ولا حتي نفوذه واصل لفين فطبيعي لما تعمل تحريات عن حد منهم خصوصا واحد بشخصيه عدنان المحبوبه بينهم مش هيقولولك غير الي هو عايزك تعرفه و بس و عمرهم ما هيفضلوك عليه

نور : ليه يعني بياكلهم ولا روحهم في ايدو

اسلام : الاتنين ...الاتنين يا حضره الظابط و ضيف عليهم حبهم ليه و روح القبليه الي بينهم بمعني مهما كان الي بينهم عمرهم ما يدخلو غريب وسطهم ياريت تفهم و تشيلو من دماغك عشان متتعبش

اعقب قوله بتركه و التوجه لاكمال باقي الاجراءات المتبعه في مثل هذه الحوادث

بعد ان انتهت الشرطه من حمل الجثث و ارسالها الي الطبيب الشرعي ليقوم بتشريحها لمعرفه سبب الوفاه و نقل المصابين ليتم اسعافهم و التحقيق معهم

وايضا استطاع رجال الاطفاء اخيرا اخماد النيران بعد ان التهمت كل ما تحتويه الارض من مزروعات

ذهب الجميع كلا الي طريقه ولم يتبقي سوي رجال الجبالي و حرسهم المنتشرين حولهم

عبدالله بحزن : و بعدين أكده كتير مش عارفين نجيمو راسنا مالي بيحصول

فهمي بقهر : حدش خسراااان غيري و اني بس المجصود الله فسماااااااااه لهعرف مين ولد الكلب الي عيملها و هخرج جلبه من جواته بيدي و ااااااكله بسناني

عدنان بغضب : انت الوحيد الي تعريف مين الي ممكن يتجرأ علينا يا عمي أكيد حدي انت وجعته في حاجه كبيره جووووي و بينتجم منيك بس هو الاول بدأ بمخازنك أنما دلوك دخل علي ارضي و ارض جدي يعني من حجنا نيعرف منيك ايه الي هببته لجل ما توصيلنا للي احنا فيه ديه

فهمي بجنون : انت زعلان علي خمس فدادين طب ااااااني اعمل ايه في كلت الي خسرته و الله مأعريف مين محدش يجدر يجرب نواحينا واصل مهما عيملنا 

عدنان : أيواااااا هو ديه بيت الجصيد في حدي انت اتجبرت عليه لانك متوكد ان محدش هيجدر يهوب نواحينا بس هو كان محروج منيك لدرجه انه مخطط زين جووووي لكل ضربه بيضروبها ليك بس المرادي غير أكده بيبعتلنا رساله عالمداري اني كل الجباليه هيطولهم انتجامو منيك هو بدأ بالمخازن الي تبعك لجل ما يعرفنا أنك السبب في كل الي هيعمله و أهه ادور علي باجي العيله بس أني غيرك يا عمي مهستناش لما يحرجلي حاجه تاني و هيبتي تروح بسببك لازمن تجولي مين ليه طار عنديك عشان الحج الاجيه جبل ما يعملنا مصيبه تانيه

عبدالله : عين العجل يا واد خالي كلام موزون صوح

شرد فهمي ليفكر فيما قاله ذلك الذئب ولكن جزءا كبير بداخله مقتنع بحديثه و بالفعل سيبدأ باحصاء عددا من الافراد الذين تجبر عليهم او ظلمهم ظلما بين ليخبره بهم حتي يستطيع بذكاءه أيجاد الفاعل و الحد من الخسائر التي يتلقاها

قطع تفكيره صوت بلال وهو يقول : بتصل بحسن مردش علي هنعملو ايه دلوك

عدنان هنطلع عالمستشفي طبعا احنا خلاص ملناش لازمه أهنينه

و بالفعل تحرك الجميع بسيارتهم متجهين الي الجد للاطمانان عليه

بدا هارون بالقياده و بجانبه عدنان اما بالخلف جلس عبدالله

ساد الصمت بينهم حينما وجدو عدنان يخرج هاتفه و حينما فتحه انهالت عليه الرسائل عبر تطبيق الواتساب 

و حينما فتحها لمعت عيناه بفرحه لم يعد قلبه العاشق يتحملها

فقد ارسلت له بتوله الكثير من الرسائل لتطمان عليه تاره و تأزره تاره و تخبره انها بجانبه تاره أخري

مريم : حبيبي عامل ايه

.....انت فين دلوك طمني عليك

....عدنان اوعاك تتهور ولا تعمل حاجه تضرك يا جلبي اني مليش غيرك

.....اني مرضياش ارن عليك احسن تكون مع حدي بتتحدت وياه لما تشوف رسايلي لو جدرت رن عليا

.....اني بدات اجلج اتاخرت ليه اكده و كلت ديه مفتحتش تليفونك طمني عليك يا جلبي

و هكذا رسائل كثيره من تلك النوعيه التي اشعرته لاول مره في حياته انه يوجد من يهتم به و ينتظره

نظر في ساعته وجدها تعدت الثالثه صباحا فتردد في مهاتفتها تحسبا لان تكون قد غفت فارسل لها رساله كتب فيها : حجك  علي جلبي والله لسه فاتح التليفون دلوك كان صامت فجيبي انا مرديتش اتصل بيكي لتكوني نعيستي 

فور وصول الرساله لها و قرائتها قامت بالاتصال به علي الفور و حينما فتح الخط قالت : هو اني ينفع انعس بردك من غير ما أطمن علي جلبي

اطلق ضحكه رجوليه حلوه و قال : يا سعدك يا هناك يا ولد الجبالي لو مكانش فيه جحشين راميين ودانهم معاي كت عيرفت ارد عليكي

ضحكت و قالت : ميهمكش يا حبيبي كل الي رايد تجولوه اني حاسه بيه المهم طمني انت بخير و فينك دلوك

عدنان : بخير يا حبيبي اطمني وانا رايح المستشفي جدي شاف الحريجه وجع من طوله خليت حسن ياخدو لدكتور و اني فضلت لحدت ما طفو النار والحكومه خلصت معاينه و اهه رايحلهم

مريم : يا مري الا يكون جرالو حاجه مهمن كان ديه عضمه كبيره مهيتحملش كلت الي بيحصول ديه

عدنان : هو و نصيبه بجي المهم انعسي انتي شوي النهار جرب يطلع وانتي فايجه من بدري 

مريم : لااه مهعريفش انعس طول مانت بره لما تعاود ابجي اريح اشوي

عدنان بحنان : لجل خاطر حبيبك ريحي شوي و اول مارجع بامر الله هجيلك طوالي 

مريم بغيره : يا سلااااام تجيلي طوالي و انت المفروض تكون حدي ضرتي مش يومها و اهه الحمد لله ربنا عالم بحالي و ضيعو عليها لجل ما كان هيتحرج جلبي و انت وياها

عدنان بتفهم : بعيد الشر عليكي يا جلبي احنا اتحدتنا في الموضوع ديه جبل سابج و فهمتك عالي فيها يبجي ملوش عازه نعيدوه تاني داني بجول عليكي عاجله ولايه

مريم : ايوه عاجله بس عشجي ليك مجنون مهجدرش اتحكم فيه و يعلم ربي كان حالي ايه و اني جاعده اعد الدجايج الي كانت باجيه عشان تطلع تبيت عنديها وجتها مكتش عارفه هعمل ايه بس اهه جات من عند ربنا

عدنان : معلهش يا حبه الجلب لما اجيلك هعريف اتصرف ويا جلبك يلا بجي هجفل و انتي انعسي زي ما جولتلك رايده حاجه يا حبيبي

مريم : عايزاك سالم يا جلبي في امان الله

حينما اغلق الهاتف التفت وجد هارون يسند راسه فوق كف يده و يتطلع اليه بهيام مسطنع اما عبدالله فقد مال بجسده الي الامام فاصبح بين المقعدين الاماميين و ينظر له بذهول

اطلق ضحكه صاخبه علي مظهرهم ثم قال من بين ضحكاته : مالك يا ولد المحروج منك ليه هتاكلوني بعنيكم ليه اكده

هارون بغيظ : شوف ياخي تجتل الجتيل و تمشي فجنازته يعني حارج الارض و حرجت وياها جلب عمك و جدك طب ساكت و يا عالم هيجوم منيها ولا لاااه و كت من أشوي عامل روحك هتصور جتيل و دلوك ااااااخ يا جهرتي منيك جاعد تعشج و تتمعشج كن مافيش حاجه حوصلت يااااااااابوي اموت و اعرف بتتحول كيف أكده

قبل ان يرد عليه كان الاسرع منه عبدالله حينما قال : لااااه و كلت ديه و جال مش واخد راحته في الحديت بسببنا امال لو كت واخد راحتك كت هتعيمل ايه و اااااني ااااني مبعريفش اجول كلمتين لمرتي الغلبانه الا لما الاجيه واجفلي زي اللوجمه في الزور 

عدنان ببرود : لو خلصتو ندب علي حالكم يا حزين منك ليه يلا دور العربيه خلينا نروح نشوف جدك

انطلقت ضحكات الاثنان معا وهو ينظر لهم بزهول 

هدا هارون قليلا و قال : سلامه عجلك ياخوي احنا واصلنا من بدري و كت مستنيك تخلص نحنحه 

التفت عدنان حوله يتطلع الي المكان و قال بذهول : جوووول و المصحف

انطلقت ضحكاتهم الرجوليه معا و بعد ان هداو قليلا ادار هارون السياره راجعا بها الي الخلف حتي يوقفها امام باب المشفي فحينما وجد عدنان يتحدث و يظهر علي وجهه السعاده تقدم للامام قليلا حتي لا يلاحظه فهمي الذي كان خلفهم بسياره اخري و بسبب شروده لم ينتبه انهم تقدمو بالسير  امامه و لم يهبطو معه

صعدو جميعا بعدما قامو بالاستعلام علي مكان الجد و حينما وصلو امام غرفه العنايه المركزه وجدو حسن و فهمي و بلال و بعض الحرس جميعهم يقفون في انتظار خروج الطبيب الذي استدعوه حينما تدهورت حالته

عدنان : ايه الاخبار يا واد ابوي جدك جراله حاجه

حسن ممثلا الحزن : جاتلو جلطه عالمخ و حالتوه صعبه حاولو يدوبوها بس لساتهم مش خابرين هتاثر علي ايه و دلوك استدعو الدكتور عشان نبض الجلب ضعيف  و اهه بجلو نص ساعه جوه

عبدالله : ربنا يسترها معانا و يجوم منيها

فهمي : عدنان 

نظر له باستفهام فاكمل  : بجولك يا واد اخوي في كام واحد أكده شاكك فيهم هجولك عليهم و شوف هتعمل ايه وياهم

قبل ان يتفوه عدنان بحرف كان بلال ينطق بغيظ و قهر من هذا الاب الجاحد : ياااااا مراري الطافح علي دماغ الي جابوني انت في ايه و لا فايه يااااابوي جدي بين الحيا و الموت و انت لساك هتفكر في الفلوس بردك

فهمي بغل : ايوه هفكر فيها مانت مداريش بحاجه يا ببببببيه غبت شهرين ابوك خسر فيهم دم جلبه و لو موصلتش لولد الفرطوس الي جاصدني هيتخرب بيتي اكتر ماهو مخروب و كل الي باجيلي هيضيع

حسن : مش وجته يا عمي اصبر نطمن علي جدي و بعديها يحلها الحلال

فهمي بحقد : ايوه يا واد اخوي ما الجول ساهل كنكم مخسرتوش حاجه زيي ايه يعني خمس فدادين ميجوش نجطه فبحر مالي حداكم غير الفلوس الي اخوك مكنزها و ملهاش اخر يبجي هتحسو بناري كيف حتي هااااارون حداه ارض كبيره وارثها عن ابوه غير ما مشارك خوك في المصتع يعني ااااااااني بس الخسران

اخذ هارون يقرأ المعوذتان و يحوقل خوفا مما قال هذا الحاقد دون ان يهتم انه يقول حديثه امام من يحسدهم

عدنان : انت اشتغلت ويا الضرايب يا عمي ولا ايه جاعد تحسب الي حدانا و حدي غيرنا هجول ايه انت الجول ضايع معاك

ثم وجه حديثه لبلال قائلا : بلال خد ابوك و وصلو للسرايا ياخوي لجل ما ينعسلو هبابه يمكن دماغه تنعدل و يبطل رط الحريم ديه و يعريف يفكر زين يلا يلا لله الامر من قبل و من بعد

ازعن لطلبه الذي لقي ترحيبا من فهمي هذا الجاحد الذي لا يلقي بالا لابيه المتواجد فوق فراش الموت كل ما يهمه حصر الخسائر التي طالته و كيف سيعوضها و بعدها فليحترق العالم .....حقا لم يهتم

خرج الطبيب بعد فتره من ذهاب فهمي و بلال فاسرعو اليه و تركو الحديث لكبيرهم ليعلم مدي سوء حاله الجد

عدنان : طمني يا دكتور ايه الاخبار

الطبيب : والله يا عدنان بيه مخبيش عليك الحج حالته صاعبه وهو اصلا قلبه تعبان مع الجلطه الي حصلت عالمخ لو قام منها اكيد هتسيب أثر 

عدنان بتوجس : يعني ايه يا دكتور جول طوالي

الطبيب : يعني بنسبه كبيره ممكن تتسببله في شلل نصفي لو قدر يعدي الازمه ديه

من شويه ضغطه نزل جدا و اصبحت ضربات القلب ضعيفه و تعبنه جدا لحد ما ظبطناله الضغط و رجعت ضربات القلب انتطمت تاني ادعولو بعد اذنكم

تركهم الطبيب و رحل بعد ما شرح لهم حالته 

نظرو لبعضهم البعض و في اعينهم فرحه يحاولون مداراتها فها هو انتقامهم بدأ يأتي بثماره بقي لهم رأس الافعي التي سيقطعوها بسيف العدل الذي لا يترك ظالما ابدا مهما طال الوقت

بعدما وصل بلال السرايا مصاحبا لابيه الذي صعد سريعا الي جناحه حينما وجد المكان فارغ من ساكنيه فالجميع نيام 

خرج بعد صعود ابيه ليعود مره اخري الي اولاد عمه ليكون بجانبهم

و قبل ان يصل لسيارته لفت نظره شيئا ما في الظلام 

توجه ناحيه شجره كبيره يضيء تحتها ضوء ضعيف و حينما اقترب وجد محبوبته مروه التي اشتاق اليها كثيرا تجلس تحت الشجره ممسكه بهاتفها تعبث به دون هدف

اول ما اقترب واقفا امامها انتفضت من جلستها بخجل و خوف ايضا ثم قالت : ااا ..سي بلال خير في حاجه

اخذ يتطلع لها حتي يطفيء نار شوقه لها تحت تحفزها من اي شىء سبصدر منه و حينما احس بعدم اطمانانها لوجوده حزن كثيرا و لكن صبر حاله انه حقها فهي لم تتعرف عليه بعد لتشعر انه مصدر امانها الوحيد في العالم حتي انه كان يبتعد ليحميها من نفسه 

قطع تامله بها و قال : انتي ايه الي مجعدك بره الدار لحدت دلوك و في الضلمه كماني

مروه : ابدا كت زهجانه و مجايليش نوم طلعت اتمشي شوي فالجنينه بعدين جعدت ارتاح

اشتعلت نار غيرته بداخل قلبه فصرخ بها وهو يحاول خفض صوته : انتي ااااتخبلتي في نافووووخك موعياش ان في رجاله ماليه الجنينه كيف تطلعي تتمشي جدامهم

هل تسمعون قرع الطبول نعم نعم لقد رقص قلبها الصغير فرحا حينما رات غيرته عليها في عينيه و اقطر من بين حروفه

اهدته اجمل ابتسامه يمكنه رؤيتها يوما و قالت : متخافيش اني خابره حدودي زين  الحرس بيجفو عيند البوابه و اني اتمشيت من اول داري لحدت اهنيه بعدين جعدت تحت الشجره و حتي مجلله ضوء التليفون لجل ما حدي يوعالي منيهم اني مش عارفه كيف لمحتني

قال بتسرع : جلبي الي دلني 

حينما اتسعت عيناها من هول ما سمعت سألته لتتأكد : هااااا هتجول ايه يا سي بلال

تنحنح م اجلي حنجرته حتي يستطيع الهروب من ذله لسانه تلك فليس الان الوقت و لا المكان المناسب لاعترافي بعشقك حبيبتي

جمع شتاته ووقال بخشونه  حتي يلهيها عن ما تفوه به  : ولاااا حاجه فوتي جداااامي اوصلك محدناش حريم تجعد اكده للفجريه فووووووتي

اطلقت ضحكه صغيره و سريعا ما وضعت كفها فوق ثغرها لتحاول كتمها و سارت امامه منصاعه لامره دون ان تتفره بحرف

ابتسم هو علي صغيرته المطيعه و فرح اكثر حينما شعر انها لا تبغضه او تنفر منه فهذا جيد جداااا في الوقت الحالي

رن هاتف عدنان و حينما فتحه و استمع الي المتصل انتفض من مكانه و هو يصرخ قائلا : ..........


الفصل الخامس والعشرون 
انتفض عدنان من موضعه حينما استمع لحديث من يهاتفه حتي ان الجالسين معه توجسو خيفه من مظهره المرعب

عدنان : و هما وين دلوك

......................

عدنان : بعد ما تعاود عالسرايا تجطر الواد لحد ما يبعد بعدين تاخدو عالمحزن الغربي لحد ما أعاودلك 

.......................

عدنان : لاااااه متجربش منيه كتفوه بس و سيبو يعوي كيف الكلب 

و.......فقط اغلق الهاتف بغل و نظر امامه ساهما و من يتطلع اليه يري ألسنه اللهب تخرج من عينيه التي تحولت الي جمرا من نار ناهيك عن فكه المشدود و عروقه النافره فكان المشهد.........حقا مرعب

خاف احدهم ان يتفوه بحرف حتي لا يعطوه الفرصه ليصب جام غضبه عليهم فبالأكيد هناك كارثه خلف تلك المحادثه و لكن من يجرؤ علي سؤاله..........بالطبع لا يوجد

طال الصمت بين اربعتهم حتي اتي اليهم بلال بعد ان قام بايصال ابيه و رجوعه لهم مره اخري

حينما وجد الوضع مقلق بادر بالسؤال : في حاجه حوصلت و لايه مالكم واجفين أكده جدي جراله حاجه

نطق اخيرا حسن وقال : لاااه متخافيش الدكتور طمني بعد مانت مشيت 

بلال : امال مالكم واجفين أكده ليه 

أشار له حسن بعينه نحو أخيه ليفهم أن لا وقت للحديث فالتزم الصمت

فتح عدنان هاتفه و بدأ بفتح تطبيق خاص بكاميرات المراقبه التي ركبها داخل شقه بتوله و خارجها

رأي من خلالها بهيه تتسحب الي الطابق الخاص به و تدلف الي شقه ابنتها التي كانت في انتظارها

عبث في احد الأزرار حتي وضحت الصوره داخل شقه حنان التي وضع داخلها ايضا كاميرات مراقبه ليستطيع متابعتهم عن كثب و معرفه ما يخطتون له

رأهم و استمع أيضا الي خطتهم الدنيئه التي كانو يدبرونها لبتوله انقادت داخله النار و تمني لو يذهب الأن و يدق رؤوسهم التي تحيك تلك الأفكار الشيطانيه

بعد ان انتهي الأثنان من الأتفاق فيما بينهم علي دور كل واحده منهما في الخطه الموضوعه  اتجهت بهيه مره أخري الي جناحها تاركه ورائها تلك الشيطانه الصغيره و هي تحلم بنتيجه فعلتهم

صاح من بين أسنانه نظرا لوجودهم في المشفي : يااااا ولاد الكلب يا ولاااااد الكلب

أعمل أيه يااااااارب

حسن : مالك ياخوي في ايه

..........لا رد

عبدالله : ما تنطوج ياخي وجعت جلوبنا 

نظر لهم نظره شيطانيه تنم علي أن الجحيم قادم لا محاله و قال : ...............

أشرقت شمسا جديده علي سرايا الجبالي 

بعد ليله كانت هي الأصعب عليهم  بما مرو به من أحداث

و لكن كل شىء في الحياه يمر 

بعد أن أفاق الجميع سواء من غفوه قليله او من نوم عميق في الأخير أجتمعو علي مائده الأفطار بعد أن عاد عدنان و من معه منذ قليل تاركين الجد بين الحياه و الموت

كان يجلس صامتا صمت مهيب جعل كل من يجلس حوله يتحاشون سؤاله

مدت بتوله يدها من تحت الطاوله دون ان يلاحظها احد واضعه أيها علي فخذه تربت عليه ربته مفادها انه لا بأس أنا بجانبك

نظر لها نظره تقطر عشقا.......و شوقا........و.....رعبا من فقدانها

و لكنه طمانها أيضا بنظره حانيه 

تحت مراقبه حاقدتان تجلسان معهما لا يفوتهما حتي النفس الخارج منهما

قطع هذا الصمت فوزيه و هي تقول بقلق : مالك يا وليدي مهاتكولش ليه و شكلك تعبان و لا مضايج

عدنان : يسلملي سؤالك يام العدنان أطمني اني بخير الحمد لله بس تلاجي عشان مانعستش و امبارح كانت ليله طويله سبحان من عداها

حنان : معلهش يا جلبي دلوك نطلع بيتنا و تريحلك أشوي

قالتها و هي تنظر لمريم بكيد

لم تصمت الاخري حينما مالت ناحيته بدلال قائله : عندك وجت تريح و لا هتشرب الجهوه من يدي و تعاود علي شغلك

صدق من قال هم يضحك و هم يبكي بينما هو غارق في ما يحاك حوله من خطط شيطانيه تجلس بجانبه زوجاته تتبارزن فيما بينهم علي من ستحصل عليه

كتم الجميع ضحكاتهم علي ما يحدث بينما الاثنان ينتظران بتحفز لمن ستكون الغلبه 

نظر لهم عدنان و قال : اني لا فاضي أريح و لا فاضي أشرب جهوه و لا فايج لكيد النسا الي عالصبح ديه فاتلمي انتي و هي احسن ما أطلع غلبي فيكم سااااااااامعين

انتفضت الأثنتان رعبا من صياحه و نظرت كل واحده داخل طبقها

و لكن للحق يقال كانت مريم أكثر راحه لعدم صعود عدنانها مع تلك الحرباء

حينما وجدت ابنتا زوجها التوأم لا ياكلون جيدا بما أنهما جالستان بجانبها بدات بصنع شطائر صغيره لهما و اطعامهم أياها مع بعض المزاح الخفيف حتي لا يغار وحشها العاشق

حنان بغل : سيبيهم لحالهم هما بيعرفو ياكلو 

مريم : بس اني لجيتهم متلحوسين و الوكل الي هايوجع منيهم أكتر من الي هياكلو 

حنان : بردك ملكيش صالح بيهم لو رايدين شى اني امهم و يطلبوه مني

تدخلت عنايات بغيظ : يعني يا بت أخوي لازما تستني بناتك لصغار يطلبو لجل ما تعملي كتر خيرها البنيه بتوكلهم مافيهاش حاجه يا بتي ماهم بنات جوزها و اخوات عيالها بأمر الله

بهيه بحقد : خبر أيه ياخت جوزي هي بتي بجيت كوخه دلوك و مافيش عالحجر غير الغندوره

فوزيه : بهيه اصطبحي و جولي يا صبح انتي مفيش دم عنديكي كل المرار الطافح الي نازل علي دماغنا و خصوصي جوزك و لساتك فايجه تبوخي سمك علينا

ضرب بكف يده فوق المنضده حتي تناثر الطعام من قوتها  أرتعب علي أثرها الاطفال و الكبار  صرخ بهم بعدما وقف قائلا : باااااااااس انتووووو أيه جايمين فايجين عالصبح عالرط يحرج ابو ألي جابكم جايبين راحه البال دي من وين لجل ما فايتين كل النصايب الي نازله علي دماغنا و جاعدين تكايدو فبعض

جاكم الطين اكتر مانتو

اعقب صراخه بالتوجه الي امه مقبلا رأسها حتي لا تظن انه يقصدها معهم بحديثه

و لكن الحق يقال هو انتهزها فرصه للتنفيث عن غضبه و لو قليلا

بعد ان خرج تاركا اياهم في ذهول مما فعله 

نطق عبدالله قائلا : متزعلوش منيه يا جماعه الضغط عليه كبير جوي ادعوله ربنا يجويه و يجوينا عالي احنا فيه

فهمي بغل : بردك هيجول الي انتو فيه اني مش جولتلك حدش خسرااااان غيري

حسن بغيظ : عمممممي مش وجت حديتك ديه و جوم بينا نروح لابووووك الي هملته بين الحيا و الموت و جيت نمت في فرشتك و هملتنا كلياتنا محدش فينا داج النوم و لا هيدوجه في الأيام الغبره دي

فهمي : روحو انتو و اني ورايا مشوار امهم هخلصو و أحصلكم

نظر له الجميع بذهول و لكن ما الجديد عليه فهو معروف بجحوده 

بلال بحزن : هملوه يا واد عمي الله يعينوه عالي هو فيه 

لما يشوف هيعوض خسارتوه كيف يبجي يدور علي ابوه 

قام من مقعده و اكمل : أني رايح وياك يلا بينا

تحرك  من موضعه و اعقبه حسن و عبدالله بعد ان رمقا فهمي بنظرات مغتاظه حينما وجدوه يكمل طعامه كان شيئا لم يكن

صدح صوت وصول رساله علي هاتف مريم الموضوع عالطاوله و حينما قراتها لمعت عيناها و لكنها سريعا ما اخفت فرحتها حتي لا يلاحظها احدا من المتربصين لها

حنان : خير يا ضرتي مين باعتلك رسايل عالصبح اكده

مريم بثقه : مع انك مالكيش فيه بس هجولك 

ثم وجهت حديثها لمني قائله : عندينا درس عالنت الساعه خمسه جهزي حالك بجي الا احنا اتاخرنا جوي و فاتنا كتير

مني باستغراب و لكنها جارتها قائله : ايوه ماني خابره بعتولي رساله من اشوي بردك و نسيت اجولك

حنان بغيظ : و عدنان مهملك عادي اكده تتحدتي مع رجاله اغراب لاااه و يبعتولك رسايل كماني

نظرت لها مريم بكيد و قالت : لااااه يا ضرتي انتي مش واعيه لغيرته علي حتي من امي دي مدرسه مش مدرس و هو الي اتفجلي وياها عشان تديني دروس عالنت بدال ماطلع مالدار و اروح اخود حداها معلهش أبجي أشرحلك بعدين بجي عشان مش فاضيه دلوك اني خابره اني علي ايامك مكانش فيه نت و غيروه 

حنان بعصبيه : ليه مفكراني كبيره و لايه لجل ما تجولي علي ايامك

مريم ببرود : مجصديش الي فهمتيه بس انتي دبلوم تجاره من ياجي عشر اسنين اكيد في فرج كبير من زمان و دلوك و التعليم اتغير أني يمكن وجتها مكونتش دخلت تالته ابتدائي

انطلقت ضحكات النساء علي تلك الماكره الصغيره التي بأستطاعتها ان تحرق من امامها بكل ادب دون أن يحسب عليها خطأ

بعد مرور وقت قليل وجهت مريم حديثها لفوزيه قائله : بعد اذنك ياما هروح اطل علي امي جبل ما نبدأ في عمايل الوكل و مش هعوج 

فوزيه : جولتي لجوزك يا بتي

مريم : لااااه اني جولت اخد اذنك لاول و بعدين هتصل بيه اكيد

بهيه : شوفو كهن البت هتاكل بعجلها حلاوه

لم يهتم احد بالرد عليها بينما وجهت فوزيه حديثها لمريم قائله : تسلم الايد الي ربتك يا بت الاصول روحي يابتي اجعدي وياها براحتك و احنا هنعمل الوكل متشيليش هم

مريم بابتسامه : تعيشي ياما والله ما هعوج لازما اعمل الوكل بيدي عشان العدنان جالي مبجاش يعرف ياكول زين غير من يدي

انطلقت ضحكات الجميع بينما هي رمقت بهيه و حنان بغرور و ذهبت سريعا الي وجهتها

دلفت الي امها مصافحه اياها و بعد ان جلسو سويا يتسامرون رن هاتف مريم و حينما فتحته سمعت كلمه واحده : تعالي .......و فقط

فتحت الباب سريعا وجدت من يتلقفها معتصرا أياها بين زراعاه و قام باغلاق الباب بقدمه

ظل علي هذا الوضع فتره يحاول ان يلتمس الهدوء و الاطمانان داخل احضانها

اخذت تربت علي ظهره تاره و تملس فوق شعره الناعم تاره حتي تبعث. في نفسه السكينه 

فصل عناقها و قام باحاطت وجهها بيديه ثم نظر داخل عينيها و قال : حجك علي مجصدتش اصرخ عليكي بس أني مضغوط و مرعوب و مواخدش علي اني حدي يغلط في حجي و أسكتله 

بس مضطر اسكت و اتحمل لجل ماجدر ابعدهم عنيكي 

اخرج زفره حاره من فمه محمله بما يؤلم قلبه و اكمل :

هو ديه الي كت خايف منيه يا بتول كت ببعد عنيكي و اتحمل نار بعدك لجل ما أبعدك عن اذاهم بس مجدرتش جلبي و عشجي ليكي غلبوني لاول مره احس اني عاجز يا جلب العدنان خوفي عليكي معجزني 

خايف جلجي عليكي يشتتني و يعملو حاجه مكونش عامل حسابها

اني جاعد عينيا في وسط راسي مرايدش اغفل عنيهم لحظه لو غفلت هيغدرو بيا فيكي ووجتها امووووت لو جدرو يضروكي

اني مجدرش اعيش من غيرك

اني بتنفسك يا بتول العدنان جلبي مهيدجش غير و انتي فحضني عيني مهاتشوفش النور غير لما تلاجيكي جبالها

روحي بتطير في السما لما بطلع عليكي و أشوف نظره عشج جوات اعيونك ليا

هربت منه دمعه دون ان يشعر بها و هو يقول بالم يقطر من بين حروفه : اني خاااايف

تركته يخرج كل ما بداخله و ينهار كما يشاء طالما هي معه ستحتويه و تشد من اذره و تقويه بعشقها و تفهمها له

و يعلم الله كم عانت لتتحكم في دموعها التي كانت تحاول الانهمار حزنا عليه و لكنها تماسكت حتي تتيح له المجال لأخراج كل ما بداخله و لا ينشغل بدموعها فيقطع حديثه معها

مدت يدها الي وجهه مزيله تلك الدمعه الخائنه فهي لا تليق ابدا به ما كان يجب عليها ان تهرب من بين جفونه و لكم لا بأس حبيبي طالما انا من مسحها 

سحبته من يده كطفل صغير مازال يتعلم اولي خطواته ثم وقفت به امام الفراش الموضوع جانبا في غرفه المخزن و ازاحت عنه عبائته واضعه اياها فوق المقعد ثم انحنت لتخلع عنه جلبابه ووضعته بجانب العبائه

وهو مستسلم تماما لما تفعله

بعد ان انتهت  ازاحت عنها هي ايضا ملسها فاصبحت امامه ببيجامه زهريه اللون عباره عن قطعتان بدي ذو حمالات رفيعه و بنطال قصير يصل الي منتصف الركبه 

بعد ان انتهت سحبته معها حتي تمددا فوق الفراش ثم سحبت راسه ووضعتها فوق صدرها بحنان و ما كان منه الا ان يلف زراعاه حول خصرها بقوه و هو يدفن راسه في نهديها لينعم بدفأها

أخذت تملس علي شعره برفق حتي يهدأ و وقتها تستطيع سؤاله عما اوصله لتلك الحاله

بعد فتره لا بأس بها بعدما شعرت بهدوءه بدات حديثها قائلا : احسن دلوك يا جلبي

رد عليها دون ان يتحرك : كتييييير ربنا يخليكي ليا كت متاكد اني مهرتاحش و لا نفوخي هيصفي غير فحضنك

قبلته اعلي رأسه و قالت : طب ينفع تريح جلبي و تحكيلي أيه الي وصلك للحاله دي و اطمن يا خبيبي و غلاوتك عندي مهما تجول اني هسمعك و لا عمري هطلع سرك لحدي واصل لو علي موتي

اعتدل سريعا ناهرا اياها : اوعاااااكي تجيبي سيرت المووووت علي لسانك مره تانيه سااااامعه

وقفت علي ركبتها امامه و سحبت راسه ضامه اياها بحنان وهي تربت عليه و تقول : حجك علي مجصديش و الله بس احكيلي و لا انت مش واثج فيه

ابتعد عنها و اجلسها امامه ممسكا بكفيها الصغيره بين يديه ثم نظر لعينيها و قال بحزن يقطر من بين حروفه : اني مبثجش غير فيكي يا حبيبي انتي الوحيده الي ادتلها ثجتي كامله  بس الهم تجيل و انتي لساتك اصغيره علي شيله و كماني مارايدش تخافي او تعيشي في جلج في الوجت الي المفروض تحسي بالامان و انتي معاي

مريم : اولا انا مش صغيره عمر العجل ما كان بالسن و ادام بجيت مرت عدنان الجبالي يبجي لازما اكون كبيره في عجلي و حكمتي و تجديري للامور و مهمن حصول عمري ما حاجه تجدر تخوفني و انت معاي و هتضل انت اماني الوحيد في الدنيا و كماني واجبي ان اشيل الهم وياك لجل ما الحمل يخف من علي كتافك و تجدر تفكر و تواجه بعجل صافي و أعاهدك جدام ربي انك مش هتلاجي مني غير الجوه و هكون لك الضهر و السند الي تيتكي عليه و انت مطمن

اخذها بين يداها في ضمه قويه مفادها الحنان و قام بتقبيلها اعلي راسها ثم ابعدها و جلس ممسكا كفيها مره اخري و قال : ربنا يباركلي فيكي يا حبيبي انا واثج و متوكد من كل الي جولتيه عشان اكده هحكيلك مش عشان اخف الحمل من علي بس لاااه عشان كماني تاخدي بالك الأيام الجايه و تبجي واعيه لكل الي هيدور حواليكي و اني مش جاعد وياكي

جلست بتحفز و انتباه و هي تشعر ان ما سيقصه عليها ليس بالهين ابدا

عدنان : و اني في المستشفي اتصل بيه وهدان جالي ان بهيه طلعت مالسرايا تجابل واحد جدام الباب و لما سألها رايحه وين او محتاجه حاجه جالتله أنها طالبه دوا مالصيدليه و طالعه تاخده و لما جالها خاليكي و اني اجيبهولك صرخت فيه و جالتله : انت مالك يا واكل ناسك هتتحكم فيه اياك اطلع ولا ادخل ماليكش صالح

أضطر يفتحلها البوابه و لما لجاها واجفه تتهمس مع واد شكله مش مظبوط راجبها من غير ما تاخد بالها لجاها طلعت كيس اسود من صدرها اديتوه للواد و اخدت منيه كيس بتاع دوا و عاودت طوالي 

هو وجتها اتصل بيه يحكيلي الي شايفه جدامه جولتله يمشي ورا الواد ولما يبعد يعفجو و يحطو في المخزن لحدت ما اروحلو 

وجتها بصيت غي التلافون علي كاميرات المراجبه لجيتها طالعه تتسحب و حنان واجفالها عالباب كأنها عارفه انها طالعالها

المهم دخلو جوه و اتصدمت لما سميعت حديتهم

نظرت له بوجل فاكمل : كانو متفجين مع الواد ديه يركبلك صور شينه مع راجل غيري و ينشروها علي تلافونات البلد كلياتها

شهقت بقوه من هول الصدمه و قاالت : يااااامري للدرجه دي كارهيني طب جابو صوري منين و لو كان وهدان ماجلكش كان هيبجي ايه الوضع كت هتصدج الي هتشوفوه بكت بعدها بقوه فاحتضنها و قال : اكده بردك بتبكي و لساتك هتجولي انك جويه 

قالت كن بين بكاءها : والله ما ببكي عشان الي عيملوه اني لما تخيلت الي هيعملوه و انك ممكن تصدج.....

نهرها وهو يضغط عليها بقوه و قال : اسكتي اياااااكي تكملي حديتك الماسخ ديه اني لو الدنيا كلها جالت عليكي اكده هكدبهم كلهم هجولهم انك اطهر و اشرف وحده علي وجه الأرض اني الي كت شايل همه حديت الناس الي واحد هيكدب و عشره هيصدجو و العيار الي مهايصيبش هيدوش يا جلبي فهمتي

قبلته اعلي صدره ثم ابتعدت و هي تمسح وجهها بيدها و تقول : كمل يا جلبي اني زينه والله بس المفاجأه كانت صعبه علي مش جادره اتخيل ان كرههم و حجدهم يوصلهم لاكده

عدنان : عشان انتي بريئه يا حبيبي متعرفيش كيف ممكن الحجد و الكره ممكن يخلي الناس تعمل كل حاجه 

المهم روحت المخزن و جعدت اضرب فيه لحد ما نطج و جالي انه عينده دكان محمول في المركز  وواحد من رجاله فهمي يبجي جريبه وهو الي وصلهم ليه اتفجو وياه يبعتولو صوره ليكي و هو هيركبها علي صوره بت عريانه مع واحد و هيدولو خمسين ألف جنيه بس الواد طماع و كمان خاف ليعملهم الي رايدينو و مايخودش جرشناتوه ووجتها ما هيجدر يعملهم شي 

صمم ياجي ياخد الفلوس بنفسه و بعديها ينفز و ديه من ستر ربنا علينا لجل ما نواعالهم 

اخدت تلافونه و كان كل الي شاغلني كيف جابو صوره ليكي و لما اطلعت علي اصل الصور لاجيتهم مصورينك و انتي جاعده مع خواتي من غير ما حدي ياخود باله

مريم بغيظ : يامري دول شياطين مش بشر ابدا

طب ما هما اكده لو الواد اختفي هيشكو او هيدورو علي غيروه

عدنان : اني خليت الواد يتصل بيها و يجولها : اني ضحكت عليكي لجل ماخود الجرشينات اني مش كد عدنان الجبالي لجل ماعمل اكده فمرته و كماني اني سجلتلك كل اتفاجك معاي لو فكرتي تغدري بيه هبلغ عدنان بيه بكل حاجه و كماني اي وجت هطلب منيكي فلوس تجبهالي طوالي

بس و جفلت التلافون و هي عم تصرخ فيه من خوفها و جهرتها علي فشل الي خطتتله هي و بتها الي المفروض تبجي مرتي و تخاف علي شرفي و سمعتي

هملته مع الرجاله لجل ما يضل تحت يدي و اخليه كل مده يهددها 

والي ذاد و غطي انها خلاتوه يجيبلها دوا مستورد يحطولك منيه في اي حاجه مش عشان يمنعو حبلك بس لااااه ديه بيسبب نزيف حاد ممكن بسببه يشيلو الرحم خالص

شهقت من رعبها و هي تتخيل الموقف

مريم : طب و بعدين هاعميل ايه دلوك

عدنان : متخافيش يا حبيبي اني خابر انها مهتدخولش المطبخ واصل بس امها اتفجت وياها انها تجرب منيكي كانكم صحاب و بعديها تعملك عصير او اي حاجه ووجتها تحطلك اياه فيه فهمتي عشان اكده اني خبرتك لجل ما تاخدي بالك منيهم 

مريم : متخافيش يا جلبي اني وعيالهم زين و بامر الله مهيجدروش يضرونا واصل طول ماحنا بنجول يا رب

اقترب منها وهو ينظر لها باشتياق و رغبه جامحه ثم 


تعليقات