رواية جراح الحب الفصل العشرون20بقلم جني
في هدوء الليل، كان مروان واقف في مكان غريب، كل شيء حواليه ساكن، والهوى بيمرّ خفيف كأنه بيحمل معاه صوت من الماضي...
شافها، واقفة بعيد، لابسة فستان أبيض، شكلها زي ما هو... بس في حاجة كانت غريبة.
صدى صوتها بدأ يتكرر في الهوى:
"مروان!... وحشتني!"
الصوت كان بيجي من كل اتجاه، وكل مرة يقرب منها، المسافة اللي بينه وبينها كانت بتطول.
رجليه بتتحرك، بس الأرض كأنها بتسحبه لورا، وهي... كانت بتختفي، واحدة واحدة.
وشها، إيديها، فستانها الأبيض… بيذوبوا في الهوا قدامه كأنها دخان بيتبخر.
فجأة...
صحى مروان بخضة، صدره بيعلو وينزل، نفسه مقطوع، ووشه غرقان عرق، رغم البرد.
ليلى، اللي كانت نايمة جنبه، اتخضّت وصحت:
ـ "انت كويس يا حبيبي؟"
حرك راسه بمعنى "آه"، وهو بيحاول يستجمع نفسه.
ـ "تشرب ماية؟"
ـ "لأ لأ... أنا بقيت كويس."
ـ "كابوس؟"
ـ "آه."
ـ "طيب كمل نومك."
ـ "لأ، لأ… أنا هقوم أتمشى شوية في الجنينة، آخد نفسي يا ليلى."
ـ "اللي يريحك."
خرج من الأوضة بخطوات هادية، لكن جواه كان فيه عاصفة…
صوتها لسه بيرن في ودنه: "مروان!... وحشتني!"
وهو عارف إنه حتى وهو بعيد… قلبه معاها
بتبعد عنه ..وبتقوله بـ حُب
.._اية رأيك نتعشى سوا..؟
رد (بتعب) :لأ مش قادر
_مروان هوا انت زعلانّ مني ولا حاجة ..؟
_لأ خالص..انا بس زي ما قولتلك تعبان شوية مش اكتر ..
-طيب تعالى نطلع ننام ..
-اطلعي انتِ وانا هاجي وراكي
-طيب
__________________________
"سارة كانت قاعدة في البلاكونة …سرحانة وبتفكر ..
بيدخل حازم وبيمدلها ايدو بالقهوة اللي بتحبها
ابتسمت وقالتله(بحب) :شكرًا..كنت لسا هروح اعمل واحدة دلوقتِ
_انتي لسا مدايقة ؟
(تنهدت):شوية …مروان بقاله كتير مكلمنيش ولما كلمته اتعصب عليا !
-اكيد مضغوط
-يمكن ..هبقا اكلمه تاني
"كانت ابتدت تشرب القهوة ..وهو مركز معاها وباصللها ..مكانتش واخدة بالها بعدين بصتله..
-في اية .. بتبصلي كدة لية ؟
"لسا باصصلها …بعدها اتنهد ..ورد عليها :
تعبت يا سارة
-من اية ؟
-من المدارية ..من اني اخبي كل حاجة ف قلبي
-حاجة اي ..
-هي الحاجة اللي انتي متجاهلاها طول السنين دي
-مش فاهم قصدك
"سكت لدقايق..بعدها اتنهد ..رد وعيونه مليانة حب :
إني بحبك ..
"بخت القهوة ف وشه وهي بتشربها ..
وهو رجع لورا بسرعة ..
-انتي عبيطة يا سارة ؟
-م..م.معلش الصدمة بس ..ا.اثرها
"قرب تاني …: تخيلي …متجوزين بقالنا قد اية !
عمر ما حد فينا اعترف بالحقيقة !
انا اللي فضلت سنين حابس مشاعري ومش بحكي
من قبل ما اتجوزك …
من وانتي طفلة وانا اول مرة اشيلك ب ايديا كنت بحس ان فيكي حاجة غريبة
وانا صغير كنت بحب العب معاكي والاعبك
ساعت ما كنتي بيبي كنت اكبر منك …
كنت بشيلك لما تعيطي ..واطبطب عليكِ
لحد ما كبرنا واتفرقنا وانا سافرت وانتي انشغلتي
نسينا حتى ان كنا صحاب واحنا صغيرين
…بس انا كنت فاكر كل حاجة
كنت بحبك من ساعتها ..
كنت مستغرب ازاي وافقتي على خالد كنت هموت .
بعدها لجأتيلي..
معرفش ازاي قدرت اخبي كل دة..
يمكن مكنتش بشوف ف عيونك حاجة تقول انك بتحبيني
بس انا مش قادر اخبي اكتر من كدة
ومش عارف ازاي سكت كل دة ..
يمكن عشان مكنتش بشوف ف عينيكي حاجة تدل على اعجابك بيا او حتى حب
بس مؤخراً .. بدأت احس بحُبك ..
اتمنى مكونش فهمت غلط
بس كنت مستغرب وجودك جنبي برغم ان مخاوفك راحت وسبب جوازنا مبقاش موجود ..
انا بحِبك من كل قلبي ..من زمان ومعرفتش اقول !
بس انا دلوقتِ حاسس ان في بينا ذكريات ومشاعر وفترة. على الاقل نقدر نقول ان حبينا بعض فيها ودة مبرر كويس لحُبي ليكي رغم اني بحبك من زمان !
سارة عينيها اتسعت ..لمعت وحست بنبضات قلبها بتزيد ..
حازم قربّ منها اكتر ..
بصلها بعيونه كلها حب .. : انا لو فِهمتك غلط ..ولو محبيتينيش زي ما حبيتك !ولو مش عايزاني
بإشارة منك هتبصي مش هتلاقيني ! عشان اهم حاجة عندي راحتك
انا استنيت انك تخرجي من صدمتك ..وانك تبقي احسن رغم انها خدت فترة كبيرة
استنيت احس انك مايلالي…بس مش مهم
مستني اسمع ردك مع اني خايف
بس زي ما قولتلك مش هتشوفيني !
"فضلت ساكتة دقايق ..وهو لسا زي ما هو بنفس النظرة والتعلق والقُرب
خايف من ردها ..
وهي ساكتة ومترددة وخايفة
بعدها استجمعت نفسها وقالت :بس انت مفهمتنيش غلط ..
و..انت اصلا اخر واحد كنت اتخيل اني احبه او اتعلق بيه او حتى استنى شوفه واستنى رجوعه كُل يوم من برة وابقا متحمسة لشوفته ..وبخاف طول ما هو مش موجود !!
انا ..مش عارفة ازاي !
مش عارفة ازاي قولت كدة وقدرت بس …
بقالي كتير مخبية
والكلام اللي قولته دة ..شرحلي كلام كتير واسئلة كتير كانت ف دماغي
مكنتش اعرف كل دة!!
_افهم من كل دة انك بتحبيني زي ما بحبك ..!؟
-هه لا زي ما بتحبني اي بقا ما انت خدت اللقطة
ابتسم : لا مخدتهاش انا بس كنت بحاول اقول الحقيقة
_انت ازاي خبيت كل دة !؟
-تقريبا كل واحد فينا كان مستني التاني يجي يصارح التاني !
-يمكن !!
انا حاسة اني متوترة شوية …
-متخافيش !!من قبل ما نتجوز كنت واعدك .. وانا انهاردة بوعدك تاني وعد .. اني هفضل جمبك ومش هسيبك
ابتسمتله بحب ..
________________
ليلى كانت قاعدة ف البيت .. بتتكلم ف الموبايل مع مامتها ..
-بقا غريب ..مش مفهوم اكتر من الاول
طول الوقت سرحان ومتوتر !
كل ما بسأله مالك يقولي انا كويس مفيش حاجة ..ومرة تعبان شوية .. وشوية مشاكل ف الشغل ..تفتكري دة طبيعي يا ماما
نِڤين .: جايز ..وكمان انتي ادرى بيه لإنك معاه
بس انتي لازم تفضلي جمبه ..
ولو هو متدايق او في حاجة لازم تقفي جمبه
-انا عارفة يا ماما مش محتاجك اعرف .. بس هو اصلا غريب من زمان ودلوقتي بقا اغرب
حاسة انو في حاجة مش مفهومة
و….
طب اقفلي لإنه جيه .. هكلمك بعدين !
اهلا يا حبيبي .. انت اتأخرت كدة لية ؟؟
-معلش انا بس كان عندي شغل كتير النهاردة كان لازم اخلصه
-تحب ناكل سوا ؟ انا مستنياك
-لأ كلي انتي ..انا اتغديت برة
-بجد !؟ طب لي مقولتليش
-لازم اقولك يعني !؟
-طيب .. مروان ! مش عايز تقولي مالك
-انا كويس اهو مالي بس يا ليلي انتي لية مصممة ان فيا حاجة
-عشان انت باين عليك متوتر ..قولي
-انا كويس يا حبيبتي ! مفيش اي حاجة
انتِ بس مخدوعة فيا ..
-اتمنى .. احسن ما تكون كدة
خلاص مش هتكلم معاك في الموضوع دة تاني ..
انا دلوقتي عايزة اتكلم معاك بس !
مش هتسافر ؟ يعني اهلك !مش عايز تشوفهم ولا اي
وانا كمان صراحة عايزة اشوف اهلي
-فين اهلي دول ! عمومًا نشوف بعدين
-مروان .. من ساعة ما اتجوزنا مروحناش مصر ..
انت لية مش عايز تروح ؟
تنهد : حاضر .. حاضر يا ليلى هعملك اللي انتي عايزاه
خلاص
-والله كله عشان برضو !! مش بفكر ف نفسي وبس
-خلاص ياليلى عارف انك عايزاني مبسوط !!
بالليل، ليلى كانت حاسة إنها محتاجة تقرأ حاجة، خصوصًا إن مزاجها مش تمام. ففكرت على طول في المكتبة بتاعة مروان. كان فيه كتب كثيرة في المكتب بتاعه، يمكن تلاقي كتاب يساعدها.
دخلت المكتبة، واتجهت ناحية الرفوف، بدأت تدور على الكتاب اللي محتاجاه. بعد شوية، قالت لنفسها: "أخيرا لقيتك." ولكن وهي بتجيب الكتاب، وقع منها كذا كتاب بالغلط. حنت عشان تجمعهم وترجعهم مكانهم، لكن فيه حاجة لفتت نظرها. كان فيه كتاب مختلف شوية، جواهر ظرف قديم ومجموعة ورق حوالين الكتاب.
فضولها خلاها تفتح الظرف عشان تشوف إيه اللي جواه. أول ما فتحته، لقيت كام صورة قديمة لجميلة، وكل صورة كانت بتجمع بينها وبين مروان في لحظات مختلفة. الصور كانت فيها ملامح من الماضي، من أيام جميلة ومروان مع بعض. ولما قلبت في الأوراق، لقت رسالة مكتوبة بخط يد جميلة قبل ما تموت، كانت الرسالة مليانة كلمات مؤثرة وعميقة، زي وداع أخير لمروان.
ليلى كانت مصدومة جدا. حسيت إن قلبها بيتقطع. كانت مش قادرة تتخيل إن مروان كان محتفظ بالذكريات دي كلها. عيونها امتلأت بالدموع، وكل حاجة حواليها بدأت تبقى ضبابية.
وفجأة، الباب اتفتح ودخل مروان للمكتب. لما شاف ليلى ماسكة الصور في إيديها، عيناه اتسعت وملأه الصدمة. نظر ليلى بعينيه وكأنه مش مصدق اللي بيشوفه.
