رواية بين الحرب والحب الفصل الثالث3بقلم شيماء طارق


رواية بين الحرب والحب
 الفصل الثالث3
بقلم شيماء طارق




بعد يومين من العمل في شركة نصار جروب، بدأت جميلة تشعر بالتوتر الحقيقي. العمل تحت إشراف آسر نصار لم يكن سهلًا أبدًا. كان صارمًا، دقيقًا، وأي خطأ ولو بسيط كان كفيلًا بإشعال غضبه. ومع ذلك، لم تكن جميلة من النوع الذي يستسلم بسهولة.

---

في مكتب جميلة – التحدي الجديد

كانت تجلس على مكتبها تراجع بعض الأوراق، عندما دخلت مها، إحدى السكرتيرات، وهي تحمل كومة من الملفات الثقيلة.

مها بتنهيدة: "جميلة، آسفة بس آسر بيه طلب تقرير تفصيلي عن كل الصفقات خلال آخر ثلاث سنوات، وعايزه النهاردة!"

جميلة بدهشة: "إيه؟ النهاردة؟! هو فاكرني سوبرمان؟!"

مها بأسف: "عارفة إنه صعب، بس كلنا عارفين إنه ميتقبلش الأعذار!"

أخذت جميلة الملفات بعزيمة، وهي تهمس لنفسها: "تمام يا آسر نصار، هتشوف مين جميلة!"

---

في مكتب آسر – المواجهة الأولى

مرّ اليوم بسرعة، وبحلول المساء، توجهت جميلة إلى مكتب آسر ومعها التقرير المطلوب.

جميلة بثقة: "اتفضل التقرير، جاهز بالكامل."

رفع آسر حاجبًا وهو يأخذ الأوراق، ثم بدأ في تصفحها بصمت. بعد دقائق، رفع عينيه نحوها وقال ببرود: "مش بطال."

جميلة بابتسامة ساخرة: "مش بطال؟! ده تقرير كامل ومفصل في يوم واحد!"

آسر وهو يسند ظهره للكرسي: "الشغل الممتاز لا يحتاج للمديح، هو يتحدث عن نفسه."

جميلة بعناد: "وأنا شايفة إن كلمة شكر مش هتقلل منك، يا آسر بيه!"

نظر إليها آسر نظرة طويلة قبل أن يقول بابتسامة جانبية: "ممكن تروحي."

خرجت جميلة من المكتب وهي تهمس: "عنيد وغريب الأطوار!"

---

في منزل جميلة – التحضيرات للحفلة

في اليوم التالي، كانت جميلة تجلس مع أسيل في منزلها، تستعدان للحفلة.

أسيل بحماس: "انتي متأكدة إنك جاهزة؟ الحفلة دي مش أي حفلة، دي أكبر تجمع لرجال الأعمال!"

جميلة بتنهيدة: "مش متحمسة أوي، بس لازم أروح. يمكن أتعرف على ناس يساعدوني في مستقبلي."

أسيل بابتسامة ماكرة: "أو يمكن عشان تشوفي آسر في وضع مختلف؟"

جميلة مستنكرة: "أعوذ بالله! ده آخر شخص في العالم ممكن أهتم بيه!"

أسيل وهي تضحك: "هنشوف، يا جميلة!"

---

في قاعة الحفلة – لقاء غير متوقع

دخلت جميلة القاعة الضخمة بفستان أنيق من اللون الأزرق الداكن، زاد من جمال بشرتها البيضاء وعينيها البنيتين. شعرها الكستنائي كان مسدلًا بنعومة، ووضعت مكياجًا خفيفًا زاد من إشراقتها.

مالك نصار كان يقف بجوار آسر، وعندما لمح جميلة، أطلق صفيرًا خافتًا: "واو! مين الجميلة دي؟"

آسر وهو ينظر إليها للحظة، ثم يشيح بوجهه ببرود: "مجرد موظفة."

لكن الحقيقة أن آسر لم يستطع تجاهل كيف بدت جميلة مختلفة تمامًا خارج بيئة العمل.

---

لحظة التوتر

بينما كانت جميلة تتجول في القاعة، سمعت صوتًا مألوفًا خلفها.

آسر ببرود: "مش غريب إنك هنا."

استدارت جميلة لتجده يقف أمامها، بكامل أناقته في بذلته السوداء، بنظرة هادئة لكنها تحمل تحديًا خفيًا.

جميلة بثقة: "ليه؟ مش من حقي أحضر؟"

آسر بابتسامة ساخرة: "حقي أنا أسأل، لأن الدعوة كانت من مالك، مش مني."

جميلة بابتسامة مستفزة: "آه، بس طالما دخلت، يبقى وجودي رسمي، صح؟"

آسر وهو يقترب قليلًا: "ده شيء هنشوفه خلال الليلة!"

---

مفاجأة غير متوقعة

أثناء الحفلة، أعلن المضيف عن مزاد خيري ضخم لدعم الأطفال المرضى، وكانت إحدى المفاجآت أن من سيفوز في المزاد… سيحظى بفرصة للرقص مع أحد رجال الأعمال!

بدأت المزايدات، وفجأة سمعت جميلة صوتًا خلفها يزايد بسعر عالٍ. التفتت لترى مالك نصار يبتسم لها.

جميلة بدهشة: "مالك؟!"

مالك بمكر: "لازم أكسب، عشان أشوف رد فعل آسر!"

لكن ما لم يكن في الحسبان، هو أن آسر نفسه رفع السعر فجأة!

سادت همهمات بين الحضور، بينما نظرت جميلة إلى آسر بصدمة، وهو ينظر إليها بابتسامة صغيرة وكأنه يقول: "اللعبة بدأت!"
كانت الليلة مليئة بالمفاجآت، لكن أكثرها غرابة بالنسبة إلى جميلة كان تصرف آسر المفاجئ. كيف يزايد في المزاد وكأنه مهتم بها؟ هذا غير منطقي!

---

صدمة المزاد – المواجهة الجديدة

وقفت جميلة تحدق في آسر بدهشة، بينما صوت المقدم يعلن:

المقدم: "تم بيع المزاد للسيد آسر نصار!"

همسات وضحكات انتشرت في القاعة، بينما اقترب مالك نصار من جميلة وهمس لها بمكر: "واضح إن آسر قرر يلعب بطريقته الخاصة!"

جميلة وهي تعقد ذراعيها: "وهو فاكر إني لعبة في إيده؟"

تحركت نحو آسر وهي تحاول التحكم في غضبها، ثم وقفت أمامه وقالت بصوت منخفض لكنه حاد:

جميلة: "إيه هدفك؟ بتزايد عليا كأني سلعة؟"

آسر ببرود: "كنتِ تفضلي مالك؟"

جميلة بإصرار: "كنت أفضل إني أختار بنفسي!"

آسر وهو يقترب قليلًا: "أحيانًا… الخيارات مش بتكون في إيدينا!"

---

الرقصة المتوترة

لم يكن لديها خيار آخر، فاضطرت إلى التوجه معه إلى منتصف القاعة حيث بدأ الجميع في الرقص. وضع آسر يده على خصرها، بينما وضعت يدها على كتفه، لكن المسافة بينهما كانت واضحة جدًا، وكأنها تحاول أن تضع حاجزًا غير مرئي بينهما.

جميلة بسخرية: "مش عادتك تهتم بالسكرتيرات، صح؟"

آسر بهدوء: "وانتِ مش سكرتيرة عادية!"

جميلة مستنكرة: "يعني إيه؟"

آسر بابتسامة جانبية: "لسه بتحاولي تفهمي؟"

كانت جميلة على وشك الرد عندما لاحظت أعين الجميع تراقبهم. فجأة، وجدت نفسها تشعر بارتباك خفيف، فحاولت أن تركز في الخطوات بدلًا من الحوار الذي بدا وكأنه يحمل معانٍ مخفية.

---

خطر من الماضي

بينما كانت الحفلة مستمرة، كان هناك رجل يقف بعيدًا يراقب جميلة بتركيز. كانت عيناه تضيقان كلما تحركت، وكأنه يخطط لشيء.

في زاوية أخرى، كان مالك نصار يتحدث مع صديقه سيف الشرقاوي، وهو رجل أعمال معروف، لكنه لاحظ نظرات الرجل الغريبة.

مالك وهو يهمس لسيف: "الرجل اللي هناك، حاسس إنه مش طبيعي."

سيف وهو ينظر إلى الاتجاه نفسه: "أنا شايفه مركز على جميلة… تعرفه؟"

مالك وهو يهز رأسه: "لا، بس واضح إن عنده نية مش كويسة."

قرر مالك أن يراقبه جيدًا، خاصة بعد أن لاحظ أنه بدأ يتحرك باتجاه جميلة وآسر.

---

تهديد غير متوقع

بعد انتهاء الرقصة، كانت جميلة تحاول الخروج قليلًا لاستنشاق بعض الهواء. لكنها فجأة وجدت نفسها وجهاً لوجه مع ذلك الرجل الغريب.

الرجل بابتسامة زائفة: "جميلة… أخيرًا لقيتك."

جميلة بتوتر: "مين حضرتك؟"

الرجل وهو يقترب: "نسيتي الماضي؟ مش معقول! بس متقلقيش، أنا راجع… وراجع عشان آخد اللي ليا!"

تراجعت جميلة خطوة للخلف، لكن قبل أن تتمكن من الرد، سمعت صوتًا قويًا خلفها.

آسر بصوت حاد: "ابعد عنها فورًا!"

استدار الرجل ببطء، ونظر إلى آسر ببرود، ثم قال: "ومين حضرتك عشان تؤمرني؟"

تقدم آسر خطوة إلى الأمام، عيناه تشتعلان بالغضب، وقال بوضوح: "أنا الشخص اللي هيخليك تندم لو فكرت تقرب منها تاني!"

---

تصعيد الأمور

مرّت لحظات من التوتر قبل أن يبتسم الرجل ابتسامة باردة ويقول: "ماشي يا نصار… بس افتكر، مش كل حاجة بتفضل تحت سيطرتك!"

ثم استدار وغادر، بينما وقفت جميلة تحاول استيعاب ما حدث.

جميلة وهي تنظر إلى آسر: "إنت… تعرفه؟"

آسر وهو يعقد ذراعيه: "لا، لكن واضح إنه شخص من ماضيكي، وده معناه إني لازم أعرف عنه كل حاجة!"

جميلة بإصرار: "ماضيي يخصني أنا، مش شغلك!"

آسر وهو يقترب قليلاً: "طالما إنتِ تشتغلي عندي، فكل حاجة تخصك… تخصني!"

---

مالك وتدخلاته الساخرة

في هذه اللحظة، ظهر مالك وهو يصفّر بسخرية: "يا جماعة، الجو هنا مليان توتر! آسر، انت لأول مرة تبقى حامي كده على حد!"

آسر وهو يرمقه بحدة: "مالك، متتدخلش."

مالك ضاحكًا: "طب ما تقول إنك مهتم وخلاص؟"

جميلة بارتباك: "محدش مهتم بحد! كان مجرد موقف وخلاص."

لكن الحقيقة أن جميلة لم تستطع إنكار أن آسر دافع عنها بطريقة لم يفعلها أحد من قبل… وكان ذلك يثير في داخلها مشاعر متضاربة.

---

مفاجأة جديدة – اتصال غامض

بعد انتهاء الحفلة وعودتها إلى المنزل، تلقت جميلة اتصالًا من رقم غير معروف. ترددت قليلًا قبل أن تجيب، لكن فور أن سمعت الصوت، تجمدت في مكانها.

الصوت الغامض: "افتكري يا جميلة… الماضي عمره ما بيختفي، وأنا راجع!"

أغلقت جميلة الهاتف بسرعة، قلبها ينبض بقوة، لكنها أدركت شيئًا واحدًا… هذا الرجل لن يختفي بسهولة!

فهل سيكون آسر هو حاميها من هذا الخطر؟ أم أنه سيكون خطرًا آخر عليها؟


                   الفصل الرابع من هنا

تعليقات