رواية بين الحرب والحب الفصل الرابع4بقلم شيماء طارق


رواية بين الحرب والحب
 الفصل الرابع4
بقلم شيماء طارق



عودة الماضي، ومفاجآت الحب!

---

داخل منزل جميلة – الصراع لم ينتهِ بعد

عادت جميلة إلى المنزل بعد الليلة العجيبة، كانت الأحداث تدور في رأسها كالإعصار. لكن لم يكن هناك وقت للتفكير، فقد استقبلتها سمية، زوجة أبيها، بوجه متجهم وعينين تشتعلان غضبًا.

سمية بحدة: "إنتي كنتي فين للساعة دي؟"

جميلة وهي تخلع حذاءها بتعب: "كنت في حفلة تخص شغلي."

سمية بسخرية: "حفلة إيه؟ انتي فاكرة نفسك هانم؟ ده أنا عارفة ناس بيتعبوا من الفجر لليل ومبيحلموش بحاجة زي كده!"

جميلة ببرود: "وأنا مالي؟ دي مش مشكلتي."

سمية بصوت مرتفع: "مش مشكلتك؟ ده البيت اللي بتاكلي وتشربي فيه، يعني أنا اللي أقرر إنتِ تعملي إيه وما تعمليش إيه!"

سارة، ابنة سمية، وهي تجلس على الأريكة: "بصراحة يا ماما، شكلها مش هترجع البيت قريب، الواضح إنها لقت حد يصرف عليها!"

جميلة بحدة: "احترمي نفسك يا سارة، متكلمنيش بالطريقة دي تاني!"

سلمى، الأخت الصغرى بسخرية: "الله! بقت تتكلم زي الهوانم، بجد مبروك علينا جميلة النسخة الجديدة!"

جميلة وهي تمسك رأسها بتعب: "أنا مش ناقصة وجع دماغ النهاردة… لو سمحتوا كفاية!"

لكنها كانت تعلم أن الأمور لن تهدأ بسهولة…

---
آسر وجميلة – اشتعال الحرب من جديد

دخلت جميلة إلى مكتب آسر بعد أن تلقت استدعاءً منه، لم تكن متحمسة، لكنها كانت مضطرة.

جميلة وهي تقف أمام مكتبه: "طلبتني ليه؟"

آسر وهو ينظر إليها بثبات: "عايز أفهم… الراجل اللي اتكلم معاكِ امبارح في الحفلة، مين هو؟"

جميلة وهي تعقد ذراعيها: "ده مش شغلك، آسر بيه!"

آسر وهو ينهض من كرسيه مقتربًا منها: "أنا مش بحب أكرر كلامي، جاوبي!"

ترددت جميلة قليلًا، ثم قالت بصوت منخفض: "حد من الماضي… وهو مش مهم."

آسر وهو ينظر إليها بشك: "لو مش مهم، ليه كنتي مرعوبة؟"

جميلة وهي تحاول تمالك نفسها: "دي مش مشكلتك!"

آسر بنبرة حادة: "طالما إنتِ تشتغلي عندي، فكل حاجة تخصك… تخصني!"

شعرت جميلة بالغضب من طريقته في فرض سيطرته عليها، لكنها لم تكن تملك القدرة على المواجهة الآن.

جميلة وهي تحاول التظاهر بالبرود: "أنا خلصت اللي عندي، ممكن أرجع شغلي؟"

أشار آسر لها بالخروج دون أن يتكلم، لكنه كان مصممًا على معرفة الحقيقة.

---
دخلت أسيل إلى الشركة، بعد أن قررت رسميًا ترك عملها في الصيدلية. كانت جميلة قد أخبرتها عن وجود وظيفة شاغرة، ووافقت على الفور، خاصةً أنها كانت تريد تغيير حياتها للأفضل.

مالك، الذي كان يسير في الممر، لمح الفتاة الجديدة، فاقترب منها بابتسامة: "واضح إنك الموظفة الجديدة، صح؟"
أسيل ابتسمت بحرج: "أيوه، أنا أسيل، صديقة جميلة."
مالك بمرح: "تشرفت بمعرفتكِ، وأنا مالك… لو احتجتِ أي حاجة، قوليلي."

شعرت أسيل بشيء غريب وهي تنظر إليه، كان مختلفًا عن أي شخص قابلته من قبل. أما مالك، فقد شعر بانجذاب فوري نحوها، لكنه حاول إخفاء ذلك بابتسامته المعتادة.
----
في منزل جميلة

عادت جميلة إلى المنزل في المساء، ولم تكن تعلم أن الكارثة الحقيقية بانتظارها. بمجرد أن فتحت الباب، فوجئت بسمية، زوجة أبيها، تقف بانتظارها ووجهها مليء بالغضب.

سمية: "كنتِ فين لحد دلوقتي؟"
جميلة بتعب: "كنت في شغلي الجديد."
سمية بسخرية: "شغل؟ بتضحكي عليا؟ أكيد رايحة تقابلي واحد زي أمك!"

تجمدت جميلة في مكانها، وشعرت بالنيران تشتعل داخلها. نظرت إلى سمية بعيون ممتلئة بالغضب، وقالت بصوت منخفض لكنه يحمل تهديدًا: "إياكِ تجيبي سيرة أمي على لسانك تاني!"

سمية بضحكة مستفزة: "ولو؟ هتعملي إيه؟"

لم تستطع جميلة تمالك نفسها أكثر، فألقت حقيبتها على الطاولة بغضب، ثم صعدت إلى غرفتها لكنها تفاجأت عند دخولها بأن باب غرفتها كان مفتوحًا… وعندما دخلت، وجدت شيئًا على سريرها.

صندوق صغير… وداخله رسالة مكتوبة بخط يد مألوف!

"افتكري يا جميلة… الماضي مش بينتهي، وأنا راجع قريب جدًا!"

تسارعت أنفاسها وهي تمسك الورقة… من يكون هذا الشخص؟ وما الذي يريده منها؟


                   الفصل الخامس من هنا

تعليقات