رواية بين الحرب والحب
الفصل الخامس5
بقلم شيماء طارق
"حين يطاردك الماضي… لن تجد مهربًا!"
---
داخل غرفة جميلة – الخوف يزداد
كانت يداها ترتجفان وهي تمسك الورقة التي وجدتْها داخل الصندوق الصغير. قلبها كان ينبض بسرعة، وعقلها يصرخ بأسئلة لا تنتهي: من يكون؟ كيف دخل إلى غرفتها؟ وماذا يريد منها الآن؟
نظرت حولها بسرعة، وكأنها تتأكد أن أحدًا لم يكن يراقبها. لكنها لم تجد أي دليل… لا نوافذ مكسورة، ولا آثار اقتحام. إذن، الشخص الذي ترك الرسالة يعرف كيف يدخل ويخرج دون أن يُكتشف!
شعرت بقشعريرة تسري في جسدها، فقررت أن لا تظل صامتة. التقطت هاتفها واتصلت بأسيل.
جميلة بصوت مرتجف: "أسيل، لازم أشوفك ضروري!"
أسيل بقلق: "إيه اللي حصل؟ صوتك مش طبيعي!"
جميلة وهي تحاول السيطرة على أنفاسها: "هحكيلك لما أشوفك… تعالي دلوقتي!"
---
في مقهى هادئ – كشف الأسرار
جلست جميلة أمام أسيل، وعيناها مليئتان بالخوف. وضعت الورقة على الطاولة، فالتقطتها أسيل وقرأت ما فيها.
أسيل بصدمة: "مين ده يا جميلة؟ حد تعرفيه؟"
جميلة وهي تحاول ترتيب أفكارها: "زمان… كان فيه شخص اسمه يزن العشماوي. كان… كان جزءًا من حياتي، بس اختفى فجأة!"
أسيل وهي تعقد حاجبيها: "يزن؟ طيب إيه حكايته؟"
جميلة وهي تبتلع ريقها بصعوبة: "كان جارنا في المنطقة القديمة اللي كنت عايشة فيها قبل ما نتنقل عند سمية. كان بيشتغل مع ناس مش كويسين، تجارة مشبوهة وكده. حاولت أبعد عنه، بس كان دايمًا بيرجع… كان بيحب السيطرة على حياتي بشكل غريب."
أسيل بقلق: "وبعدين؟ إزاي اختفى؟"
جميلة بصوت منخفض: "في يوم، حصلت مشكلة كبيرة بينه وبين واحد من رجالة الحي… واحد معروف إنه خطير. وبعدها، يزن اختفى! الناس قالوا إنه هرب برة البلد، وناس تانية قالت إنه… مات!"
أسيل وهي تشعر بالرعب: "بس واضح إنه لسه عايش! وعايزك لسبب معين!"
جميلة وهي تهز رأسها: "أيوه… والسؤال هو: ليه دلوقتي؟ بعد كل السنين دي؟"
---
في شركة نصار جروب – آسر يراقب جميلة
لم يكن آسر غبيًا… لاحظ منذ الصباح أن جميلة لم تكن على طبيعتها. كانت مشتتة، تخطئ في بعض الأوراق، وأحيانًا تتلفت حولها وكأنها تتوقع أن يهاجمها أحد.
قرر أنه لن يترك الأمر يمر بسهولة. بعد انتهاء ساعات العمل، استوقفها قبل أن تخرج.
آسر بثبات: "استني يا جميلة، أنا عايز أكلمك."
جميلة وهي تحاول التصرف بشكل طبيعي: "خير يا آسر بيه؟"
آسر وهو يعقد ذراعيه: "إنتي مش طبيعية النهاردة، في إيه؟"
جميلة بسرعة: "مفيش حاجة!"
آسر وهو يقترب منها قليلًا: "جميلة، ما تحاوليش تخدعيني. شفت الخوف في عيونك، وإنتي مش النوع اللي بيخاف بسهولة… فإيه اللي حصل؟"
جميلة وهي تتوتر أكثر: "ده مش شغلك، آسر بيه!"
آسر بنبرة منخفضة لكن قوية: "أنا اللي هحدد ده!"
نظرت إليه جميلة بحدة، لكنها لم تجد كلمات ترد بها. كيف تشرح له أن هناك شخصًا عاد من الماضي ليطاردها؟ كيف تخبره دون أن يتورط في مشكلتها؟
آسر وهو يراقب ارتباكها: "لو كنتِ فاكرة إني هسيبك تتصرفي لوحدك، فأنتِ غلطانة. الموضوع ده هعرفه، سواء بمساعدتك أو بدونك!"
جميلة وهي تشعر بالعجز: "ليه مهتم أصلاً؟"
آسر وهو يبتسم بسخرية: "يمكن عشان انتي مش مجرد موظفة عندي!"
---
في شقة مالك – مواجهة جديدة
كان مالك جالسًا في شقته، يستمتع بموسيقى هادئة، عندما تلقى اتصالًا من رقم غير معروف. رفع حاجبه بتعجب قبل أن يرد.
مالك: "ألو؟ مين؟"
جاءه صوت منخفض لكنه يحمل تهديدًا خفيًا: "مالك نصار… بطل تلعب في اللي ملكش فيه!"
مالك وهو يشعر بالدهشة: "آه؟ بتتكلم عن إيه؟"
الصوت بنفس البرود: "جميلة مش ليك، فمتدخلش في اللي مش بتاعك!"
تجمدت ملامح مالك، لكنه استعاد هدوءه بسرعة وقال بنبرة ساخرة: "إنت مين بالضبط؟ سوبرمان ولا الجوكر؟"
لكن المتصل لم يكن يمزح، فقال بجدية: "اسمع يا مالك… لو قربت منها أكتر، هتندم ندم عمرك!"
قبل أن يتمكن مالك من الرد، أغلق المتصل الخط. بقي مالك يحمل الهاتف في يده وهو يشعر أن الأمور أصبحت أكثر خطورة مما توقع.
من يكون هذا الرجل؟ ولماذا يشعر أن جميلة في خطر حقيقي؟
---
في شوارع القاهرة – لحظة الرعب
بعد أن غادرت جميلة الشركة، قررت أن تأخذ طريقًا مختصرًا عبر أحد الأزقة الجانبية، لكنها سرعان ما أدركت أنها ارتكبت خطأ كبيرًا.
كان الشارع هادئًا جدًا… أكثر مما ينبغي!
شعرت بقلبها يخفق بسرعة، لكنها حاولت تجاهل إحساسها بالخطر. لكن فجأة…
سمعت خطوات خلفها!
توقفت لوهلة، ثم التفتت بسرعة… لكن لم يكن هناك أحد.
تنفست بعمق، وحاولت المضي قدمًا، لكن…
يد قوية أمسكت بذراعها!
شهقت جميلة وحاولت المقاومة، لكنها سمعت صوتًا مألوفًا يهمس في أذنها:
"وحشتيني، جميلة… مش كنتي فاكرة إنك تخلصتي مني؟"
شهقت برعب وهي تنظر إلى وجه الرجل الذي لم تره منذ سنوات… يزن العشماوي!