رواية قلوب ابت النسيان الفصل السابع7 والثامن8 بقلم ايه الفرجاني


رواية قلوب ابت النسيان الفصل السابع7 والثامن8 بقلم ايه الفرجاني 
ياسين كان بيضغط على دواسة بنزين عربيته بأقصى سرعةمش عشان يلحقها بس... لكن عشان يفهم

وكل ما يفكر أكتر، كل ما عقله يغرق في أسئلة مرعبة...

ليه الراجل ده شكله مألوف؟

ليه لما شاف آية أول مرة حس إنه يعرفها من سنين؟

ليه أحلامه كلها بتدور حوالين شخص بيحاول ينقذ بنت شبهها... لكن بيفشل كل مرة؟

هل ده مجرد تشابه...؟ ولا في رابط بينهم أقوى بكتير من اللي فاكرينه؟

العربية السودا كانت بتجري بسرعة جنونية في الشوارع الجانبية، والسواق بيحاول يبعد عن أي طريق زحمة عشان يوصّل بآية للمخزن المهجور من غير مشاكل 

آية كانت بتقاوم، بتحاول تفك الحبل اللي رابط إيديها، بس كل مرة كانت بتتشد أكتر، الألم بقى شديد، والدم بدأ ينزل من معصمها

لكنها مش فارق معاها ... لازم تهرب بأي طريقة

"إنتو مين؟ عاوزين مني إيه؟"

الراجل اللي خطفها لف ناحيتها، ضحك بسخرية وقال:
"ما تقلقيش... كلها كام ساعة وكل حاجة هتبقى واضحة ليكي... قبل ما تموتي"

آية اتجمدت جواها صوت بيسألها:

ليه؟ ليه أنا؟
عربيته كانت بتلف بسرعة عينه بتدور في كل الاتجاهات عقله مشغول بالتفكير

الطريق ده... هو نفسه الطريق اللي شافه في الحلم

=مستحيل يكون مجرد حلم... مستحيل!!
همس بصدمه 

وفجأة... لمحها!

العربية السودا داخلة طريق جانبي ضيق...

ضغط على البنزين بكل قوته، لف الدركسيون بعنف صوت كاوتشات العربية حك جامد لدرجه عمل صوت في الشارع بس هو كان عارف... لو تأخر لحظة هتضيع منه ممكن ميلحقهاش

العربية السودا وقفت عند المخزن القديم... الباب اتفتح وواحد من الرجال شد آية بقوة

في المخزن المهجور كانت آية متكتفة، ملامحها فيها خوف لكنها بتحاول تتمالك نفسها

قدامها كان فيه راجل ضخم وشه فيه ندبة كبيرة وعينه مليانة غضب قاتل

أخيرًا وقعتي في إيدينا... بعد دا كله متتصوريش انا من بعد ما رجعت تاني وانا مستني اشوفك ازاي 

آية بصتله بعدم فهم صوتها طلع متقطع من الخوف

إنت مين؟ وعاوز مني إيه؟

الرجل ضحك بسخرية وقال:
إنتي فاكرة إنك عايشة حياتك بعيد عن اللي فات فاكرة إن الماضي مش هيطاردك؟

هي رفعت حواجبها عقلها مش قادر يفسر كلامه قالت باستغراب:

ماضي إيه؟ أنا معرفكش اصلا ولا اعرف بتتكلم عن اي

الرجل قرب منها صوته بقى أهدى... لكن أخطر
مش مهم إنتي تفتكرينا... المهم إننا عمرنا ما نسينا اللي حصل... إنتي لازم تموتي... علشان نقفل الحساب القديم

آية حست بقشعريرة في جسمها...

حساب قديم؟
أنا مالي انا مليش دعوه باي حاجه... بالله عليك خليني امشي 

قرب منها رفع السلاح عليها وهو بيضحك بصوت عالي وبيقول دمك هو الحل 
ارتجفت عيونها دمعت وهيا بتبصله مش فاهمه حاجه مقدرتش تتكلم 

خارج المكان كان عامل زي المجنون الي بيدور علي حياته فجأة لمح شباك صغير حاول يطلع منه وفعلا نجح لكن وقف مصدوم وهو شايفها مربوطه وواحد رافع السلاح عليها 
قرب بدون تفكير وهو بيقول بحده وغضب:

سيبها حالًا!!

صوت ياسين وهو بيزعق في المكان كان عامل زي الرعد
الرجالة لفوا بسرعة أولهم بص ليه بدهشة... وبعد لحظة تحولت الدهشة لصدمة

ياسين إنت لسه عايش؟

ياسين اتجمد مكانه باستغراب هو بقول في نفسه:

هو... يعرفني؟

لكن قبل ما يرد الراجل اللي قدامه طلع سلاحه وهو بيقرب عليه وعينه مليانة غضب

كان لازم تموت مع باقي العيلة... بس شكلك هتموت النهارده بدل زمان....
رفع المسدس تحت دقنه عيونه علي اية وهو بيبتسم وبيقول:

قصة حب انتهت زمان علي ايدي وهنتهي تاني انهارده برضو علي ايدي بس المرة اللي فاتت ملحقتش اعمل الي انا عاوزه بس المره هعمله 

ياسين كان مصدوم من كلامه مش فاهم هو بيتكلم عن اي وعيلة مين الي بيتكلم عنها 

كل حاجة كانت بتلف في دماغه الأحلام، الوجوه الغريبة اللي بيشوفها في منامه، إحساسه بآية إحساسه إنه شايف المشهد ده قبل كده...

الرجل اللي ماسك المسدس عينه مليانة غضب... لكن الغضب ده كان متغطي بدهشة مش قادر يخفيها

إنت مش المفروض تكون عايش... مش المفروض تكون هنا أصلًا 
ياسين حس بجسمه بيتشنج... مش فاهم بس في حاجة جواه عارفة
حاجة أعمق من المنطق أقدم من أي ذكرى يفتكرها في حياته دي

آية كانت مصدومه مش فاهمة إيه اللي بيحصل... بس عينها كانت على ياسين كانت متعلقة بيه كأنه طوق النجاة الوحيد في اللحظة دي

وفجأة...

"آية..."

الكلمة خرجت من فم ياسين وهو بيبصلها مش مجرد اسم، لكن كأنه سر كان مدفون في أعماقه، خرج للنور للمرة الأولى
واللحظة دي... العالم كله لف بيه وعقله رجع الذكريات بتظهر قدامه
كان فيه قصر قديم... في زمن مختلف...
وكان فيه بنت في بفستان أبيض طويل...
وكان فيه راجل واقف عند باب القصر مستنيها

آية... إحنا لازم نهرب دلوقتي!

صوت خطوات سريعة صراخ ناس، حد بيجري وراهم...
دم...
نار...
ودمعة سقطت من عينيها قبل ما حد يسحبها بعيد عنه

فتح عيونه مره واحده
شهق كأنه كان غرقان وطلع للسطح لأول مرة

جسمه كله ارتعش... نفس المشهد... نفس الوجوه... بس في زمن مختلف!

"هي... هي فعلا آية! مش بس اسمها... هي نفسها!"

إنت فاكر... صح؟

صوت الرجل اللي معاه المسدس كان مليان حقد كأنه مستني اللحظة دي من سنين

ياسين رفع عينه ليه، ومرة واحدة ملامحه اتبدلت... ملامحه ل راجل شاف الموت قبل كده... شاف الحقيقة قال بخبث:

فاكر كل حاجة...

آية بصت ليه بخوف... مش قادرة تستوعب، لكن قلبها كان بيدق بسرعة، زي ما يكون عارف الحقيقة
الي عقلها مش قادر يستوعبها

ياسين اتحرك بسرعة قبل ما الرجل يلحق يضغط الزناد، كانت إيده سبقته...
ضربة قوية على معصمه خلت المسدس يطير في الهوا...

الرجل حاول يهاجمه لكن ياسين كان أسرع... ضربه بلكمة في وجهه خلت الدم ينزل من شفته، ثم حركة سريعة برجله وقعته على الأرض

الباقيين كانوا لسه مصدومين من اللي بيحصل... لكن لما واحد منهم حاول يتحرك نحية آية، ياسين بص له بنظرة قاتلة وقال:

جرّب تلمسها... وشوف هيحصلك إيه

مسك المسدس ورفعه عليهم وهو بيرجع بضهره ليها 
وقال لواحد من الي واقفين بصوت حاد:
فكها يلا.. 
بص علي كبيرهم الي كان لسه علي الارض وهو هز دماغه ليه والتاني بدا يفكها 
ياسين كان لسه رافع المسدس عليهم الراجل فكها ورجع لورا بحركه من ياسين
مد إيده ليها... وهي، من غير تفكير، مدت إيديها ليه
ولما صوابعهم لمست بعض حاجه غريبه حصلت...

كأن العالم كله لف بيهم ... كأن في طاقة غريبة اتولدت في اللحظة دي... وكأنهم لأول مرة، رجعوا للحياة اللي كانوا فيها من قرون 

لكن الحرب لسه مخلصتش...

لأن اللي عاوزين يمحوهم من الوجود... لسه مستنيين الفرصة المناسبه وواقفين حواليهم

المكان بقي بارد جدا ريحة الرطوبة والحديد المصدّي مليّة الجو آية كانت حاسه بجسمها بيرتعش، مش بس من الخوف، لكن من إحساس غريب جوّاها... إحساس إنها كانت هنا قبل كده

ياسين كان واقف قدامها، نظرته مش مفهومة، مزيج من الحماية، الغضب، وحاجه تانيه أعمق... شيء كأنه كان مدفون جواه سنين طويلة وبدأ يظهر دلوقتي

الرجل اللي واقع على الأرض مسح الدم من شفته بص لياسين الي كان واضح انو في عالم تاني ونسى وجودهم 
وضحك ضحكة مليانة سخرية وقال:

كنت عارف إنك هتفتكر في النهاية... بس فات الأوان يا ياسين... فاكر إحنا مين
فاكر إنت مين؟

ياسين فاق مره واحده
شد آية ناحيته كأنه خايف عليها، لكن الحقيقة إنه هو نفسه اللي كان مرعوب... مش منهم، لكن من الذكريات اللي بدأت تنهال عليه زي الطوفان مره تانيه
غمض عيونه مش قادر من الصداع والذكريات الي بتظهر شاف...
غرفة مظلمة، مصابيح زيتية بتنور المكان بضوء ضعيف... وآية كانت قاعدة على الأرض، مكبّلة، ووشها مليان دموع

=سيبوها أنا اللي عاوزينه مش هي!

ياسين كان بيصرخ بصوت مليان وجع... لكن الراجل اللي كان ماسك السيف ضحك وقال:

"أنت فاكر إنك تقدر تهرب من مصيرك هي لازم تموت... لأنك بتحبها ولأنك... خنت عهدك
ولان هي الهدف الحقيقي مش انت مكنش لازم تحبها مكنش ينفع الخطه كلها اتقلبت بسببك

عيون آية كانت مليانة رجاء، ولسانها نطق اسمه للمرة الأخيرة قبل ما...

ياسين فتح عيونه و شهق وكأنه كان غرقان في بحر ورجع للسطح فجأة وكل حاجة حواليه اتغيرت

إنتو...

كان عارفهم... مش بس من الحلم، لكن من الحقيقة اللي كان بينكرها طول الوقت

إنتو السبب... أنتو اللي قتلتوها 

الرجل اللي كان مرمي على الأرض ابتسم وقال:

وهنقتلها تاني... وهي المرة دي مش هتهرب برضو!

قبل ما ياسين حتى يلحق يرد، صوت طلق ناري دوّى في المكان

ياسين اتجمّد في مكانه... قلبه كان بيدق بجنون وعينيه بصت بسرعة على آية واقفه مكانها، بس نظرتها كانت صدمة... وصدرها كان عليه بقعة دم بتكبر ببطء

لاااااا!

صوته كان مليان ألم كأنه صرخة عمرها مئات السنين، كأنه رجع للحظة اللي فقدها فيها قبل كده... لكن مش تاني

جري عليها مسكها قبل ما تقع، ودمها كان بيغرق إيده... كانت بتبص له بنفس الطريقة اللي بصّت له بيها زمان... نظرة واحدة، مفيهاش كلام، لكن مليانة 
بكل الكلام اللي بتقوله 

متسبنيش يا ياسين...

همست بصوت ضعيف، وعيونها بدأت تقفل...

كان حاسس إنه بيتحطم... لكن وسط الألم، وسط الدموع، وسط الرعب... كان اتولدت حاجه جوه منه

مش غضب... ولا انتقام... لكن قوة
لأن المرة دي... مش هيسيبها تموت مش هيسيب القدر يعيد نفسه مرة تانيه 

الفصل الثامن 
ياسين كان حاضن آية وإيده كلها دم بس قلبه... قلبه كان بيدق بطريقة مختلفة، كأنه بيفكر في حاجه ورافض انو يستسلم ليها

فتحت عينيها بصعوبة، شفايفها كانت بتتحرك بضعف لكنها ما قدرتش تنطق غير:

"ياسين"

عيونه كانت مليانة خوف وهو بيفتكر بس في نفس الوقت كان فيها حاجة غريبة... حاجة كأنه اكتشفها دلوقتي بس كأنه عارف هو مين، وعارف هي مين 

بيحاول يمنع الذكريات الي بدأت ترجع تاني....

كان مربوط جسمه مليان جروح، لكن كل ده ما كانش هامه ... اللي كان كاسره وقتها هو صوتها، صوت آية وهي بتصرخ وهي بتتحاوط من الرجالة دول
=سيبهاااااااااا!

صرخته دوّت في المكان، لكن للاسف السيف نزل بسرعة قدامه ...

دم... وعيونها وهي بتبص له للمرة الأخيرة
كانت آخر مرة يشوفها... أو هكذا ظن

فتح عيونه مره واحده ورجع 
للواقع... والقرار الذي لا رجعة فيه

"مش هخسرك تاني" قلها و
صوته كان حاد عيونه مليانة نار قادره تحرق الجميع رفع رأسه وبص للرجاله اللي واقفين قدامه... كانوا فخورين كأنهم حققوا انتقامهم أخيرًا

لكنهم غلطوا... لأنهم فكروا إن الماضي هيتكرر بنفس الطريقة بس هو مش هيسمح بدا...

رفع رأسه نظرته كانت مختلفة... كان حاسس بقوة اتتولد جواه حاجة كبيره حاجة كأنها استيقظت من سبات طويل لا يعلم مقداره 

قام فجأة بسرعة تخض أي حد ضرب أول واحد منهم قبل ما حتى يلحق يرفع سلاحه، الصوت كان قوي، كسر أنف خصمه لدرجه الدم كان بيقع علي الارض 

&الانتقام ليس الخيار ولكن الحماية هي كل شيء&

كان بيحارب كأنه عارف كل خطوة قبل ما تحصل، كأن جسمه بيتحرك لوحده، كأنه عايش اللحظة دي قبل كده 

واحد قرب منه حاول يضربه بسكينة، لكنه مسك إيده قبل ما تلمسه، لفّ ذراعه بقوة وقع السكنيه خلاه يصرخ من الألم قبل ما يوقعه على الأرض

الباقيين بدأوا يتراجعوا... ياسين كأنه اتحول بقى مش مجرد رجل عادي، كان حد مخيف بالنسبة لهم، لأنه ببساطة كان شخص افتكر كل حاجة!

$بين الحياة والموت المعجزة تحدث$صلواعلى الحبيب 🌺

آية كانت بتتنفس بصعوبة، كانت بتسمع صوته وهو بيحارب، بس في نفس الوقت كانت بتشوف حاجات تانية... صور مش واضحة، ناس بملابس غريبة صوت صراخ، و..... صوته وهو بيقول:

"مش هخسرك تاني حتى لو كان الثمن حياتي"

حست بإيد قوية بتلمس جبهتها... حرارة غريبة كأنها طاقة مش طبيعية، كأنها حاجه بتجري في دمها

وفجأة... فتحت عينيها، والنَفَس رجع تاني

ياسين كان واقف مكانه، بينهج، والرجالة اللي كانوا بيحاولوا يقتلوا آية كلهم واقعين علي الارض ... مش قادرين يتحركوا

آية كانت بتبص له... مش بس بصدمة، لكن بعيون مختلفة، كأنها بتشوفه لأول مرة 
حاولت تتكلم:
"أنا... عرفت أنت مين"
كلماتها خرجت ببطء وكانت اخر حاجه تقولها وبعديها قفلت عينها يمكن للأبد..

شعر أن قلبه توقف... لا بل كأن الزمن كله توقف حملها جسدها الصغير يبدو هشًّا بين ذراعيه

رفعها بسرعة، احتضنها بقوة وكأن احتضانه قادر على إرجاع الحياة إليها لم يعد يُسمع سوى نبضه المجنون 

فتح باب السيارة بعنف، وضعها على المقعد جواره، وانطلق كالصاروخ عيناه لم تفارقها، كأنه يخشى أن تختفي أمامه... لا، ليس مرة أخرى لن يسمح لهذا القدر اللعين بأن يأخذها منه ثانية 

كان يسمع صوت أنفاسها المتقطعة لم يتمالك نفسه، لم يدرِ متى بدأ البكاء، لكنه لم يهتم... لأول مرة في حياته، شعر أنه عاجز، ضعيف، خائف...

وأخيراً وصل المستشفى

قفز من السيارة حاملاً إياها، اندفع نحو المدخل صرخاته هزّت المكان:
=حد يساعدني حد ييجي هنا بسرعة 

ركض الأطباء نحوها، حملوها وضعوها على نقالة لكنه لم يترك يدها حتى دفعوه بعيدًا ليدخلوا بها غرفة العمليات

وقف عند الباب،أنفاسه متقطعة، كل خلية في جسده تصرخ باسمها... فجأة، خرج الطبيب، نظراته لم تكن تبشر وكلماته خرجت كخنجر انغرس في صدره:

=حالتها صعبة جدًا... النزيف كان شديد، هنحاول ننقذها، بس 

لم تكتمل جملته لانه فهم مقصده ... لم يستطع تحمل تلك الكلمات، قبضته ارتجفت، ثم صرخ بانهيار:

لأ! لازم تعيش، لازم تعيش انت فاهم مش هسمح تموت لا...

ضرب بقبضته على الحائط بقوة حتى سال الدم من يده لم يشعر بشيء... لان الألم الحقيقي كان في قلبه

"أحبّها وهو لا يعرف اسمها أحبّها وهي تصارع الحياة كأنها تودّع الأمل، ولم يكن يعلم أنه سيكون لها الحياة حين ظنّت أن كل شيء انتهى"

مرت الدقائق كأنها سنوات ... ثم خرج الطبيب مرة أخرى، نظر إليه بملامح متعبة وقال بهدوء

=عملنا اللي علينا... الباقي على ربنا ادعيلها 

أغمض ياسين عينيه للحظة، وكأن العالم توقف مجددًا لم ينتظر ليسأل... فقط اندفع للداخل

كانت هناك... مُمددة على السرير، أنابيب تحيط بها، وجهها شاحب كالموتى، لكن ملامحها لا تزال جميلة... لا تزال هي

اقترب منها ببطء، خطواته ثقيلة كأنها تسير فوق جراحه، جلس بجوارها، مد يده ولمس يدها برفق... كانت باردة قلبه انقبض
#$حسيت الفصحى هنا في المشهد دا معبره شويه عن العاميه~~
كان واقف جنبها، عيونه مليانه دموع، لكنه كان بيقاوم... بيقاوم بكل قوته عشان ما ينهارش

مد إيده بهدوء ولمس كفها البارد، صوته مش قادر يطلع كانت دي أول مرة في حياته يحس إنه عاجز بالشكل ده:
=آية متسبنيش
صدره كان بيتحرك بسرعة، نفسه مش منتظم، ولأول مرة في حياته، حس بالخوف الحقيقي الخوف من إنه يخسرها تان
وهنا بدأت الذكريات ترجع تاني مسك دماغه وكانها هتنفجر......

كان ماسك إيديها وبيبصلها بنظرة كلها حب، وهي بتبتسمله وقالت له بصوتها اللي بيحسسه إنه حي:

=هتفضل تحارب عشانّا... صح؟

وكان رده في المشهد وفي الحياة وفي كل العوالم اللي بينهم:

=لآخر نفس في عمري

فتح عيونه وهو بيبتسم لذكرى دي 
شد الكرسي وقعد جنبيها، كأن روحه متعلقة بيها كأن الدنيا كلها بقت عبارة عن اللحظة دي بس، مفيش بكرة، مفيش ماضي، مفيش حاجة غيرها

مسك إيديها وحطها على قلبه، كأنه بيحاول يخليها تحس إنه لسه هنا إنه مش هيسيبها، وإنها لازم ترجع عشانه

=فاكرة لما قلتِلي إنك بتحبّي المطر؟

ضحك رغم إن عيونه كانت مليانة دموع

=المطر نزل النهارده... بس كان ناقص حاجة 
نظر لها، قلبه كان بيتوجع علي شكلها ده قدامه، كأن كل حاجه جواه بتتكسر في اللحظة دي

=كان ناقصك أنتِ

××××××اذكر الله♥××××××××××♕

عينيه كانت متثبته عليها مستني أي أشاره منها
وفجأة...

ايده حسّت بحاجة... حركة خفيفة جدًا، كأنها بسمة وسط عاصفة

بص بسرعة لكفها، شاف صوابعها بتتحرك ببطء وكأنها بتحاول تمسك بتحاول تقول له:

=أنا سامعاك... أنا هنا

دموعه نزلت بس المرة دي... كانت دموع فرحة

§لما القلب بينادى والقدر بيجاوب# ✍🏻

فتحت عينيها ببطء، كانت تائهة شوية، مش قادرة تركزبس لما لمحت وشه، لما شافت نظرة الحب والخوف في عيونه...
اتجمّدت دموعها وشفايفها تحركت بصوت ضعيف جدًا لكنه كان كافي عشان يرجّ كيانه كله:

=ياسين"

مش قادر يصدق إنها رجعت له... مش قادر يصدق إنها نطقت اسمه من تاني
ضحك رغم كل حاجة، رغم كل الألم، رغم كل الدموع، ورغم إن قلبه كان لسه بيتوجع

=أنا هناجنبك ومش هسيبك أبدًا

كانت قاعده علي السرير مش فاهمه اي حاجه بتبصله كانها تعرفه مش مجرد مدير وخلاص لحد ما 
دخل عليهم.... 
                    



تعليقات



<>