رواية بين الحرب والحب
الفصل السادس6
بقلم شيماء طارق
"حين يطاردك الماضي… لا يمكنك الهرب!"
---
في الأزقـة المظلـمة – لحظة مواجهة
تجمدت جميلة في مكانها وهي تنظر إلى ملامح يزن العشماوي… لم يتغير كثيرًا، ما زال يحمل نظرة التملك نفسها، الابتسامة الساخرة نفسها، لكنه بدا أكثر خطورة.
حاولت سحب يدها لكنه شدها نحوه بقوة.
يزن بصوت منخفض: "مش هتسألي عني يا جميلة؟ مش هتقوليلي وحشتني؟"
جميلة وهي تحاول التحكم في أعصابها: "سيب إيدي فورًا، يزن!"
يزن وهو يضحك بسخرية: "ليه؟ خايفة حد يشوفنا مع بعض؟ ولا خايفة إن ماضيكي يطلع للنور؟"
جميلة وهي تحاول التخلص منه: "أنا مليش علاقة بيك! اللي كان بينا انتهى من زمان!"
اقترب منها أكثر وهمس: "ولا عمره انتهى… بس انتي اللي فاكرة كده. أنا راجع علشانك، ومش هسمح لحد ياخدك مني!"
شعرت جميلة بالخوف، لكنها لم تكن مستعدة لإظهار ضعفها أمامه.
جميلة بحدة: "إنت كنت مشكلة في حياتي، ومش هسمح لك تكون مشكلة تانية! أبعد عني!"
يزن وهو يضغط على يدها أكثر: "انتي فاهمة غلط، جميلة… أنا مش جايلك علشان أذيكي، أنا جايلك علشان نحط النقط على الحروف."
جميلة بسخرية: "أي نقط؟ وأي حروف؟"
يزن ببرود: "آسر نصار! أنتي فاكرة إنك هتشتغلي عنده، وهتعيشي حياتك عادي؟ لأ، يا جميلة… الرجل ده عدوّي!"
اتسعت عيناها بصدمة: "آسر؟ إنت تعرف آسر؟"
يزن وهو يبتسم ابتسامة باردة: "مش بس أعرفه… ده أنا كنت السبب في المصيبة اللي غيّرت حياته!"
---
في شركة نصار جروب – البحث عن الحقيقة
كان آسر جالسًا في مكتبه، ينظر إلى بعض الملفات بينما مالك يقف أمامه، يمسك بهاتفه وكأنه متردد في الحديث.
آسر وهو يلاحظ توتر صديقه: "مالك، مالكش في اللف والدوران… قول اللي عندك!"
مالك وهو يأخذ نفسًا عميقًا: "آسر… جميلة مش مجرد بنت عادية! ماضيها في حاجات مش طبيعية، وواحد من الماضي ده رجع تاني!"
نظر إليه آسر بتركيز: "مين بالضبط؟"
مالك وهو يضع هاتفه على المكتب: "حد اسمه يزن العشماوي… الاسم ده مر عليك قبل كده؟"
اتسعت عينا آسر قليلًا، لكنه حافظ على هدوئه: "يزن؟ أكيد سمعت عنه… بس ما توقعتش يكون له علاقة بجميلة!"
مالك وهو يعقد ذراعيه: "واضح إنه كان شخص مهم في حياتها، وراجع دلوقتي بشكل غريب. بس الأغرب… إنه ليه علاقة بيك إنت كمان!"
آسر وهو يضرب المكتب بقبضته: "أنا كنت شاكك إن جميلة مخبية حاجة، بس ما توقعتش إنها تكون حاجة كبيرة كده!"
مالك وهو يتنهد: "إحنا لازم نتحرك قبل ما يزن يتحرك عليها أكتر!"
آسر بحزم: "مش هسمح له يقرب منها… مهما حصل!"
---
في مقهى صغير – أسيل ومالك
في مكان آخر، كانت أسيل تجلس مع مالك في مقهى هادئ. رغم أن اللقاء كان بهدف الحديث عن جميلة، إلا أن التوتر كان واضحًا بينهما.
أسيل وهي تلعب بأطراف كوب القهوة: "مالك، إنت فعلاً مصدوم من اللي عرفناه عن جميلة، صح؟"
مالك وهو يبتسم بسخرية: "صراحة… مش عارف أستوعب! بس اللي عارفه ومتأكد منه، إن جميلة في خطر!"
أسيل بقلق: "وإنت ليه مهتم للدرجة دي؟"
مالك وهو ينظر إليها بعمق: "مش جميلة اللي تهمني بس… إنتِ كمان تهميني، أسيل!"
نظرت أسيل إلى مالك بصدمة عندما سمعت كلماته الأخيرة، قلبها بدأ ينبض بسرعة غريبة.
أسيل بارتباك: "أنا؟ تهمك؟"
مالك وهو يبتسم بثقة: "واضح إنك مش واخدة بالك، بس أنا مهتم بيكِ من أول يوم شوفتك فيه… بس دلوقتي مش وقته، خلينا نركز على جميلة!"
أسيل وهي تحاول إخفاء ارتباكها: "طيب… إحنا لازم نعرف أكتر عن يزن، شكله مش سهل!"
مالك وهو يخرج هاتفه: "أنا عندي شخص يقدر يجيب لنا معلومات عنه… بس آسر مش مستني، أنا واثق إنه دلوقتي بيحاول يعرف الحقيقة بطريقته الخاصة!"
---
في مكتب آسر – البحث عن الماضي
كان آسر يجلس في مكتبه، عيناه معلقة بالشاشة أمامه، بينما أحد مساعديه يضع أمامه ملفًا يحتوي على معلومات عن يزن العشماوي.
آسر وهو يفتح الملف: "أخيرًا… خليني أشوف مين الشخص اللي بيهدد جميلة!"
بدأ يقرأ بصوت منخفض:
يزن العشماوي، 32 سنة، رجل أعمال لكنه متورط في عمليات مشبوهة.
كان شريكًا سابقًا في واحدة من الشركات التي حاولت تدمير نصار جروب منذ سنوات!
معروف بعلاقاته القوية بعالم الأعمال القذر، وكان متورطًا في صفقة ضخمة سببت خسائر كبيرة للشركة.
اختفى لمدة سنتين، والآن عاد بشكل غامض!
رفع آسر رأسه بصدمة: "إذن هو السبب في واحدة من أكبر مشاكل شركتي! لكن إيه علاقته بجميلة؟"
فتح الصفحة التالية، ليجد معلومة جديدة صدمته أكثر…
"كان يزن العشماوي خطيب جميلة السابق!"
اتسعت عينا آسر ببطء، وكأنه لم يصدق ما يقرأه…
"جميلة… كانت مرتبطة براجل زيه؟ ليه مخبية عني ده؟"
نهض بسرعة من مقعده، أمسك هاتفه، واتصل بمالك.
آسر بحدة: "مالك، لازم أقابل جميلة حالًا… الموضوع أكبر مما توقعنا!"
---
في منزل جميلة – لحظة المواجهة
جلست جميلة في غرفتها، تمسك برسالة يزن في يدها، ودموع الغضب تلمع في عينيها.
"ليه رجعت يا يزن؟ ليه مش قادر تسيبني في حالي؟"
قبل أن تتمكن من التفكير أكثر، سمعت طرقات قوية على باب شقتها. نهضت بسرعة وذهبت لتفتح، فوجدت آسر يقف أمامها، وعيناه مليئة بالغضب والتوتر.
جميلة بدهشة: "آسر؟ إنت بتعمل إيه هنا؟"
آسر وهو يدخل دون استئذان: "بلاش الأسئلة دي دلوقتي… إحنا محتاجين نتكلم، حالًا!"
أغلقت جميلة الباب وهي تشعر بالضيق: "فيه إيه؟"
آسر وهو ينظر إليها مباشرة: "إنتي كنتِ مخطوبة ليزن العشماوي؟"
تجمدت جميلة في مكانها، واتسعت عيناها بصدمة… كيف عرف؟
جميلة وهي تحاول التحكم في أعصابها: "آسر، ده ماضيي… ومالوش علاقة بشغلي دلوقتي!"
آسر بغضب: "إنتي بجد شايفة كده؟ الراجل ده كان واحد من الناس اللي حاولوا يدمروا شركتي! و دلوقتي راجع وبيهددك، ولسه بتقولي إن الموضوع مالوش علاقة؟"
جميلة وهي تحاول تجنب نظرته: "أنا… أنا كنت صغيرة وقتها، كنت فاكرة إنه شخص كويس!"
آسر وهو يقترب منها: "وإيه اللي حصل؟ ليه سبتِه؟"
ابتلعت جميلة ريقها بصعوبة، ثم قالت بصوت ضعيف: "لأنه شخص خطر… مش بس على شغلك، لكن على حياتي كمان!"
آسر وهو يعقد ذراعيه: "جميلة، أنا مش هسمح له يقرب منكِ، بس لازم تقوليلي كل حاجة عنه!"
نظرت جميلة إليه، ورأت في عينيه شيئًا لم تره من قبل… اهتمامًا حقيقيًا، ليس فقط كرئيسها في العمل، ولكن كأنها أصبحت جزءًا مهمًا من حياته!
---
في الظلام – يزن يراقب
في مكان آخر، كان يزن يجلس في سيارته خارج منزل جميلة، يدخن سيجارته ببطء، ويراقب المبنى من بعيد.
يزن بابتسامة باردة: "آسر نصار… فاكر إنك تقدر تحميها مني؟"
ألقى بالسيجارة بعيدًا، ثم أخرج هاتفه واتصل بشخص مجهول.
يزن بهدوء: "جهزوا كل حاجة… أنا مش راجع علشان ألعب، أنا راجع علشان آخد اللي ليا!"