
رواية غرام السلطان الفصل الحادي عشر11 والثاني عشر12 بقلم عادل عبد الله
سلطان : ايه اللي بتعمليه ده يا شيماء ، حرام عليكي .
شيماء : من امتي كان عندها دهب وتليفون الخدامة دي ، والله ما تنزل من هنا ومعاها حاجة منهم !!!!
أخذت شيماء من جميلة مصوغاتها الذهبية وهاتفها الخلوي وحطمته تماما علي الارض ثم طردتها الي الخارج ولم تتركها الا بعدما تأكدت من ابتعادها وطفلتها تماما عن المنزل !!
تجلس شهد وتنزل دموعها " العتاب " : هونت عليك يا سلطان ؟؟ للدرجادي هونت عليك تضحك عليا وتستغفلني وتقولي انك طلقتها !!! وهي لسه علي ذمتك واخدتلها شقة كمان ؟؟
سلطان : اناااا...
شيماء : من غير ما تقول انا ، انت ايه ؟؟ انت لسه عايز تضحك عليها ؟!!!
سلطان : انتي تخرسي خالص ومسمعش صوتك تاني ، فاهمة !!
ثم يوجه خطابه لشهد....
سلطان : يلا يا شهد نكمل كلامنا في البيت .
شهد : ومش عايز تتكلم هنا ليه ؟ ولا عايز ترتب افكارك في الطريق علشان تعرف ترد عليا !! للكاتب عادل عبد الله
سلطان : لا يا شهد مفيش اللي بتقولي عليه ده ، اولا جميلة انتي اللي اترجتيني اتجوزها وانا مكنتش عايز .
شهد : ده كان بسبب ظروف و الظروف اتغيرت .
سلطان : واحنا عرايس في ايدك تلاعبينا زي ما تحبي ؟!!! اتجوز دي ..طلق دي ... والبنت دي ذنبها ايها ان ظروفك اتغيرت و ربنا اكرمك وحملتي وبقيتي مش محتاجاها !!! انتي ناسية انها انسانه لها مشاعر واحاسيس ولا علشان هي فقيرة و مش متعلمة تبقي عديمة الاحساس و نتعامل معها كأنها حيوان !!! لا يا شهد !!! ده حتي الحيوان بنحافظ علي مشاعره وبنهتم به .
شهد : يعني انت مطلقتهاش خوفا علي مشاعرها بس ولا علشان مشاعرك انت كمان اتحركت ناحيتها ؟؟
سلطان : وهو انا مش انسان ولا فاكراني مصنوع من بلاستيك او خشب مفيش عندي احساس !!! اتجوز بدون مشاعر واطلق بدون مشاعر !!!
شهد : خلصت ؟ قولت اللي جواك ؟؟
سلطان : انا رديت علي كلامك .
شهد : انا قولتلك طلقها مش بس علشان اني حملت يا سلطان ، أنا لما شوفت انها خطر علي حياتنا قولت يبقي لازم البنت دي تخرج من حياتنا قبل ما تد.مرها وتضيع حبنا وحلمنا بأبننا اللي انتظرناه سنين طويلة .
سلطان : عايزة تعرفي الحقيقية يا شهد ؟
شهد : ياريت .
سلطان : الخطر الحقيقي علي حياتنا اختك شيماء .
شيماء : أنااااا ؟؟؟!!!!!!
سلطان : انا بتكلم مع مراتي وانتي تخرصي خالص طول ما انا بتكلم .
شهد : انت بتكلمها كده ليه ؟ عملت ايه شيماء علشان تقول كده ؟؟
سلطان : انتي يا شهد اللي دخلتي جميلة حياتنا وكنتي فرحانه بحملها الاول علشان نحقق اللي كنا حلمنا في الانجاب والبنت محصلش منها حاجة ليكي علشان تغيري موقفك ناحيتها ١٨٠ درجة بالشكل ده ، الا لما دخلت شيماء في الموضوع ولأول مرة اسمعك تتكلمي بطريقة طبقية وتقولي مش عايزة اخو ابنك يبقي ابن الخدامة !!! ده مش تفكيرك يا شهد ، ده تفكير شيماء اختك .
شيماء : انت بتتهمني وانا ساكته احتراما لك ولأختي الكبيرة ولما تخلص كلامك هرد عليك .
سلطان : مفيش كلام تاني ، انتي شقتك هتستلميها بعد بكره ، وياريت متدخليش في حياتنا تاني ، سبيني انا و شهد و ابننا نعيش حياتنا في هدوء وابعدي عننا بعد اذنك .
شيماء : يعني عايز تمنعني من اختي ؟؟
سلطان : ايوه امنعك ولا عايزة تد.مري حياتنا زي ما د.مرتي حياتك !!!
شهد : ايه اللي بتقوله ده يا سلطان ؟؟
_
سلطان : اظن انا دلوقتي اثبتلك انك انتي وابننا اهم حاجة في حياتي وطلقت جميلة اللي ملهاش ذنب في حاجة علشان ارضيكي ، بعد ما اختك طردتها في الشارع بطريقة مهينة وهي متستهلش كده وسكت علشان خاطرك وبنتي معها ومعرفش اذا كنت هعرف أشوفها تاني ولا لأ بردو علشان خاطرك ، بعد ده كله لو انتي فعلا لسه شهد اللي اعرفها ابعدي اختك عن حياتنا ، علشان نكمل حياتنا مع بعض .
شهد : قسيمة طلاق جميلة اشوفها بعينيا يا سلطان .
سلطان : ده معناه عدم ثقة ؟؟؟ ١٦ سنة ثقة موقف واحد يهدهم ؟؟ للدرجادي الثقة ما بينا كانت هشة قوي كده ؟!!!
شهد : لا مش عدم ثقة يا سلطان ، علشان قلبي يطمن .
يذهب سلطان للمأذون الشرعي لأتمام اجراءات طلاق جميلة .
بينما تعود شهد وشيماء الي المنزل .
يعود سلطان من الخارج فيجد شهد مع شيماء اختها فيتركهم ويدخل غرفة ويغلقها ويفكر بحزن فيما حدث.....
يا تري يا جميلة دلوقتي نظرتك ليا ازاي ؟ اكيد شايفاني رجل ضعيف مقدرتش احميكي من همجية شيماء !!
انا من المفاجئة مكنتش قادر افكر او اتصرف !! مش هنكر اني حبيتك يا جميلة ، انتي دخلتي حياتي و خليتي لها طعم جميل ، جمالك وطيبة قلبك ورقتك اسروا قلبي لكن شهد دي حب عمري و ياما ضحت علشاني كتير قوي . كنت لازم ارضيها مهما حصل !!يا تري لو رجعتلك تاني علشان نرجع لبعض هتوافقي يا جميلة ؟؟ ورقة الطلاق هتوصلها بعد يومين عند خالها وهسيبها فترة اسبوعين تلاتة علي ما تهدا من اللي حصل وبعدين هروح اصالحها .
يقطع افكاره دخول شهد المفاجئ وتسأله : خلاص طلقتها ؟؟
سلطان : ايوه ، وورقة الطلاق هتوصلها بعد ٣ ايام وهاخد منها نسخة اجبهالك .
شهد : اوكي حبيبي ، قولي بقي انت رجعت من بره وقعدت لوحدك ليه ؟؟
سلطان : لقيتك قاعدة مع اختك سيبتكم علي راحتكم .
شهد : طيب ما تيجي تقعد معنا .
سلطان : لأ ، شيماء دي بعد كده مفيش اي كلام بيني وبينها ابدا .
شهد : خلاص يا سلطان زي ما انا سامحتك انت كمان سامحها ونبدأ صفحة جديدة من غير مشاكل .
سلطان : انا وانتي نسامح بعض اوكي انا كمان سامحتك علي الاهانة وقولت ممكن تكوني قولتيها لحظة انفعال ، انما موضوع اختك ده موضوع تاني .
شهد : يعني ايه ؟
سلطان : يعني زي ما انتي شايفة ان جميلة خطر علي حياتنا وخرجتيها من حياتنا ، انا شايف ان اختك شيماء خطر علي حياتنا اكتر من جميلة .
مرت عدة أسابيع .....
يشعر سلطان بحنين كبير لجميلة وبشوق اكبر لابنته غرام ...
يبدأ سلطان في التفكير فيها من جديد !!!
بالتأكيد أن حدة صد.متها قد ضعفت كثيرا الان بعد مرور بعض الوقت .
توجه سلطان بسيارته الي خال جميلة الذي استقبله بالترحاب الشديد !!!
الخال : يا اهلا وسهلا يا الف مرحب يا سلطان بيه ، البلد كلها نورت .
سلطان : اهلا بيك يا حاج ، اخبارك ايه يا حاج ؟
الخال : الحمد لله يا بيه عايشين في خيرك .
سلطان : واخبار جميلة ايه ؟
الخال : مش فاهم يا بيه ، لموأخذة بتقول ايه ؟
سلطان : بسألك يا حاج اخبار جميلة بنت اختك ايه ؟
الخال : انت بتسألني أنا !!! دا انا يا بيه اللي كنت لسه هسألك علي جميلة !!!
سلطان : ازااااي ؟؟؟ هي جميلة مش عندك ؟!!!
الخال : لأ يا بيه مش عندي !! جميلة بنت اختي المفروض عندك انت !!!
سلطان : انا جاي اشوفها هنا !! اوعي تكون جميلة عندك و مخبيها عني ؟؟
الخال : يا بيه انا راجل غلبان هروح فيك فين علشان اخبي ولا اداري عنك جميلة !! انا عايز افهم بس هي قالتلك انها جايالي هنا امتي ؟؟
سلطان : من اكتر من شهر .
الخال " بحزن شديد " : يا سنة سوخة !!! تبقي ما.تت !!! يا وقعة سودا يا ولاد البت ما.تت .
سلطان : اسكت يا حاج بعد اذنك واهدا علشان نعرف نفكر .
الخال : مادام مش عندك ولا هنا كل الوقت ده يبقي لازم تكون ما.تت !! هي قالتلك ايه قبل ما تمشي من عندك يا سلطان بيه ومشيت ازاي و ليه ؟
سلطان : هقولك علي كل حاجة بس نطمن عليها الاول ونعرف مكانها ، هي ممكن تكون فين او عند مين ؟؟
الخال : يا بيه جميلة متعرفش تخطي خطوة برة البلد هنا ومادام مش عندك ومش جوه البلد تبقي ما.تت مفيش معني تاني .
سلطان : ملهاش اصحاب او زمايل او قرايب في بلد تانية جنبكم؟؟؟
الخال : جميلة ملهاش بعد ربنا الا انت وباقي اهلها كلهم في البلد هنا .
سلطان : وانت متأكد انها مش عند حد من اهلها هنا في البلد ومخبيها ؟؟
الخال : كنت هعرف يا بيه ؟!! احنا هنا معندناش الكلام ده ، هي جميلة سرقت منكم حاجة ؟؟
سلطان : لأ يا حاج ، بنت اختك عمرها ما تعمل كده .
الخال : انا عارف بنت اختي دي تربيتي ، اومال عملت ايه ؟؟
سلطان : معملتش حاجة يا حاج ، انا هدور عليها وعلي بنتي غرام في كل مستشفيات واقسام مصر ، وهعمل اعلانات في كل حته لغاية ما اوصلها .
الخال : وانا رجلي علي رجلك لما نوصلها او نوصل لخبر عنها .
فلاش باااااااااك
تأخذ شيماء جميلة من ذراعها وتلقي بها خارج المنزل و تحاول نزع طفلتها منها فتبكي جميلة وتتوسل اليها ترك الطفلة معها !!! حتي يصر.خ سلطان في وجهها : سيبلها البنت حرام عليكي .
شهد : خلاص سيبيلها البنت يا شيماء .
تترك شيماء الطفلة لجميلة ثم تنتزع منها مصوغاتها الذهبية وهاتفها المحمول !!
سلطان : ايه اللي بتعمليه ده يا شيماء ، حرام عليكي .
شيماء : من امتي كان عندها دهب وتليفون الخدامة دي ، والله ما تنزل من هنا ومعاها حاجة منهم !!!!
جردتها شيماء من مصوغاتها الذهبية وهاتفها وتركت معها فقط طفلتها غرام .
خرجت جميلة ودموعها تسيل بغزارة علي وجهها تكاد لا تري بعينيها من اثر البكاء وابنتها غرام علي ذراعها تبكي هي الاخري وكأنها تري امامها مصيرها !!!
وظلت تمشي من شارع الي شارع ومن حارة الي حارة لا تعرف اين تذهب ؟؟ كلما مر عليها الوقت كلما زاد تعبها وكلما زاد بكاء غرام .
الحلقة ١٢
وظلت جميلة تمشي من شارع الي أخر ومن حارة الي أخري ، كلما مر عليها الوقت كلما زاد تعبها وكلما زاد بكاء طفلتها غرام !!
هي لن تعود الي خالها مرة اخري قطعا مهما حدث .
هي تعلم جيدا ان عودتها لمنزل خالها سيعقبه عودتها لسلطان حينما يأتي معتذرا !! وهو ما لا تريده ابدا بعد كل ما حدث !!
تجلس جميلة علي جانب الطريق وتجري في مخيلتها صور كل ما حدث منذ أن طلبت منها شهد هانم تزويجها لزوجها سلطان حتي طلاقها وطردتها مع طفلتها الي الشارع .
تتخيل سلطان يقف امامها يريد العودة والرجوع !!!
وتتخيل نفسها ترد عليه بكل ما تكتمه بين جوارحها ....
كيف أطمئن اليك يا سلطان و اعود بعد ما اصابني منك من خذلان !!
هل كنت تكذب علي حينما كنت تقول لي احبك ؟!
وكيف لم تحرك ساكنا وانت تراني أها.ن وأضر.ب واطرد امامك ؟؟
كيف لم تحرك ساكنا وانت تري ابنتك تغيب عن عينيك ؟؟!!!
هل حقا أنتهت مهمتي وانتهت تبعا لها حاجتك لي ولابنتك ؟ ام انك مطمئن لوجود تلك الدمية التي تلعب بها حينا وترمي بها حينا أخر ؟؟
اذن فقد خدعتك نفسك الامارة بالسوء وقد فقدت دميتك الي الابد ، ولم تفقد دميتك فقط بل فقدت معها قطعة منك هي ابنتك التي لن تراها عينيك ابدا !!!!
ارخي الليل ستائره وامست جميلة في مأزق !!!
اين تذهب ؟ اين ستبيت ليلتها ؟؟؟
ظلت تسير وتنظر يمينا ويسارا حتي وجدت فتاتين تقفان خارج احد المحلات التجارية وتقوم احداهما بغلقه وتقف الاخري بالقرب منها فأقتربت منها و سألتها : لو سمحتي يا انسه متعرفيش لوكاندة قريبة من هنا ؟
تعجبت الفتاة منها وقالت : لوكاندة لمين ؟ ليكي انتي ؟!!
جميلة : ايوه .
الفتاة : لأ الحقيقة معرفش .
أقتربت الفتاة الثانية : عايزة لوكاندة ليه يا عسل ؟ اومال اهلك فين ؟
جميلة : اصل انا مش من هنا ومش هعرف اسافر لأهلي دلوقتي ؟
الفتاة : مش من هنننننا ، طيب تعالي يا عسل معايا انا هوديكي مكان تنامي فيه للصبح !!!
*****
يعود سلطان الي المنزل مساء في وقت متأخر ، ويبدو علي وجهه الحزن الشديد !!!
شهد : حمد لله ع السلامة يا حبيبي ، كنت فين طول النهار ؟؟؟
ينظر لها سلطان في حزن : فيه ايه يا شهد ؟
شهد : كنت قلقانة عليك ، وقلقت اكتر عليك لما حاولت اتصل عليك وتليفونك كان مقفول !!
سلطان : كنت في مشوار والتليفون فصل شحن .
شهد : مشوار ايه اللي راجع منه متأخر كده و شكلك حزين قوي كده ؟؟؟
سلطان : جميلة اختفت هي وبنتي غرام وملهمش اثر !!!
شهد : يعني ايه اختفت ؟ وانت عرفت ازاي ؟؟
سلطان : اختفت يعني مفيش لها اثر من يوم ما اختك طردتها ومرجعتش لخالها ولا عند حد من قرايبها ولا فيه مخلوق في الدنيا يعرف مكانها فين ، وخالها بيقول انها متعرفش حد بره بلدهم غيرنا ومادام طول الفترة دي غايبة يبقي اكيد ماتت !!!
شهد : وانت زعلان اوي عليها بالشكل ده ليه ؟!!
سلطان : انتي ناسية ان معها بنتي غرام ؟! و اكيد لو جميلة حصلها حاجة يبقي البنت كمان ....
شهد : لأ بعيد الشر عنها ، ان شاء الله تطمن علي بنتك يا سلطان ، المهم قولي انت عملت ايه ؟؟
سلطان : انا كلمت واحد صاحبي في الداخلية وعرفته التفاصيل كلها واعطيته صورة للبنت ولجميلة وهو قالي انه هيعمل اللازم لكن الموضوع ممكن ياخد وقت شوية لغاية ما يوصل لمكانهم او اي معلومات عنهم .
شهد : وقت قد ايه ؟؟
سلطان " بعصبية " : مش عااارف .
شهد : انت بتزعقلي كده ليه ؟؟
سلطان : علشان انتي واختك السبب في ضياع بنتي .
شهد : أنا !!!! أنا يا سلطان اللي ضيعت بنتك ؟!! دي اخرتها !!!
سلطان : بلاش انتي يا شهد ، اختك شيماء هي السبب .
شهد : ولا شيماء السبب ، هي شيماء عملت ايه ؟؟
سلطان : كل اللي عملته قدام عينيكي و لسه مش عارفة شيماء عملت ايه ؟!! الضر.ب والاها.نة و كل اللي عملته في جميلة ولسه بتسأليني شيماء عملت ايه !!!! دي اكيد مشيت من هنا ومو.تت نفسها هي والبنت من اللي حصلها .
شهد : سلطان انا عارفاك انت مش طايق شيماء وعايز تلبسها اي مصيب.ة وخلاص .
سلطان : يكون في علمك يا شهد لو بنتي حصلها حاجة هيكون ذنبها في رقبتك ورقبة اختك .
شهد : لأ ، انا مليش ذنب !! انا قولتلك خد بنتك منها وهي اللي صممت تاخد البنت معها وانت اللي وافقت يا سلطان ، مش رقبتي انا .
سلطان : يعني كنتي عايزاني احرمها من بنتها كمان !!! مش كفاية البهد.لة اللي شافتها والاهانة !!! كمان نحرمها من بنتها !!!
شهد : يبقي ذنب البنت في رقبتها هي .
سلطان : خلاص يا شهد ، انا عارف انك عمرك ما هتعترفي بغلطتك انتي واختك .
شهد : اهدا يا سلطان وربنا هيطمنك علي بنتك قريب بأذن الله .
سلطان : يارب .
******
جميلة : اصل انا مش من هنا ومش هعرف اسافر لأهلي دلوقتي ؟
الفتاة : مش من هنننننا ، طيب تعالي يا عسل معايا انا هوديكي مكان تنامي فيه للصبح !!!
جميلة : مكان !!!
الفتاة : ايوة شقة واحدة ست معرفة ، ست طيبة هتباتي عندها الليلة ولو عجبك الوضع هناك اقعدي عندها علطول !!!
تستشعر جميلة بفطرتها بأن تلك الفتاة تريد الذهاب بها الي مكان مشبوه !!!
جميلة : لا لا ، شكرا خلاص ، انا هتصرف .
الفتاة : اسمعي كلامي مش هتندمي .
جميلة : لأ ، شكرا .
تترك جميلة الفتاتين وتكمل رحلة سيرها بينما تلاحظ قلة اعداد المتواجدين في الشوارع شيئا فشئ ، وتبدأ مشاعر الخو.ف تطاردها حتي تجد رجل مسن يقف في احد الاكشاك الصغيرة فتسأله : لو سمحت يا حج كنت عايزة لوكاندة انام فيها الليلة لحد الصبح ، مفيش لوكاندة هنا قريبة ؟؟
الرجل : انتي مش من هنا يا بنتي ؟
جميلة : لأ .
الرجل : فيه لوكانده في اول الشارع عند الميدان بس غالية شوية .
جميلة : مش مهم ، انا بس عايزة ابات فيها ليلة واحدة وادفع اي حاجة ، المهم مكان يسترني لحد الصبح .
الرجل : ربنا يسترك يا بنتي ، اللوكاندة في اول الشارع ، عايزة اي مساعدة تانية ؟؟
جميلة : لأ شكرا يا حج .
تذهب جميلة عند الفندق الصغير وتقف عند بوابته ولكنها تشعر برهبة من دخوله بمفردها !!!
تستجمع جميلة قواها وتدخل الفندق لتجد موظف الاستقبال يسألها : أيوه يا فندم ، اي خدمة ؟؟
جميلة : كنت عايزة اوضة انام فيها للصبح .
الموظف : معاكي اثبات شخصية ؟؟
جميلة : أيوه اتفضل .
ينظر الموظف في اثبات الهوية فيجد مكتوب بها متزوجة وعنوانها في القاهرة !!!
الموظف : اسف جدا مش هينفع يا فندم .
جميلة : مش هينفع ايه ؟؟
الموظف : مش هينفع تباتي في اللوكاندة لأن عنوانك في البطاقة في القاهرة !! مفيش سبب لست متجوزة عنوانها هنا في القاهرة انها تنزل في لوكاندة في القاهرة بالليل الا اذا كانت .....
جميلة : انا عندي ظروف ومفيش مكان انام فيه للصبح وعايزة انزل في اوضة للصبح وهدفع تمن الاوضة ، فين المشكلة ؟!!
الموظف " بأبتسامة باهتة " : للأسف قوانين الفندق متسمحش انك تنزلي في الفندق ولا حتي ساعة واحدة ، واتفضلي بقي قبل ما اطلبلك شرطة السياحة !!!
تنها.ر جميلة بكاءا ويعلو صرا.خها بالشكوي فيهرول مدير الفندق اليها سريعا ....
المدير : اهدي اهدي يا مدام ، وطي صوتك بعد اذنك علشان نزلاء الفندق .
جميلة " تبكي " : انا مليش دعوة بنزلاء حد انا عايزة انام ليلة للصبح وهدفع الفلوس والبيه ابو بدلة ده بيقولي مينفعش !!!
يستفسر مدير الفندق من الموظف عن سبب الرفض ثم يعتذر لها : انا اسف جدا يا مدام ، صدقيني لو القوانين تسمح مستحيل كنا نمانع انك تنزلي وتنورينا لكن للأسف القوانين متسمحش !!!
تنظر جميلة الي الساعة لتجدها تعدت الحادية عشر والنصف مساء فتخرج من الفندق ومازالت تحاول تجفيف دموعها وهي لا تجد لها ملاذ من الذ.ل والانكسا.ر !!!
تسير جميلة بخطي بطيئة لا تعرف لها هدف بينما قد ثقلت غرام علي ذراعها بعد ان استسلمت للنوم أثر البكاء كثيرا !!!
تستمر خطوات جميلة المتثاقلة بلا هدف وتكاد عينيها لا تري من حولها من اثر الدموع حتي تمر مرة اخري من أمام الرجل المسن !!!
يلاحظها الرجل فيسألها : ايه يا بنتي ، معرفتيش توصلي للوكاندة ؟؟
تنتبه جميلة لكلماته وتمسح دموعها باصابعها ، لأ يا حاج روحت اللوكاندة بس مرضيوش ينيموني هناك .
الرجل : لا حول ولا قوة الا بالله ، واضح يا بنتي ان وراكي موضوع كبير !! طيب انا عندي مكان ممكن تقعدي فيه الكام ساعة لحد ما يطلع النهار .