
رواية ابتليت بحبها الجزء الثاني2 الفصل الحادي والثلاثون31 بقلم نجمه براقه
حسن
خالي طلب مني أروح له الفيلا، وقال إنه عايز يتكلم معايا في حاجة مهمة. ما وضحش إيه هي، لكن برضو ما حسيتش إن اللي هيقوله له علاقة بيا، او باللي خايف منه وهو معرفتي برحمة وده خلاني ما أقلقش.
ولا كان فارق معايا أعرف هو عايز يقول إيه قد ما كنت مهتم إني هشوفها النهارده.
وجهزت نفسي وطلعت على طول علي هناك وانا مشتاق زمتحمس قوي لشوفتها .
أول ما وصلت، سحر فتحت لي الباب، ولما دخلت، لمحتها قاعدة في الصالون... بس ما كانتش لوحدها، وكانت في وضع ميخلينيش أبصلها براحة... خوفت نظراتي تفضحني.
تيتا، ومرات خالي، وفيروز كانوا قاعدين معاها.
شدّيت على نفسي علشان أسيطر على نظراتي، وقاومت إني أبصلها وأنا بتقدم ناحيتهم علشان أسلم وقبل ما أوصل، فيروز استأذنت ودخلت جوّه.
تجاهلت تصرفها تمامًا، ما اهتمتش ولا حسيت إنها أهانتني، وسلّمت على الباقي بابتسامة وقد ما قدرت حاولت أكون طبيعي.
ولما وصلت عند رحمة، عيونا تلاقت لحظات... وبعدها سحبت إيدي بسرعة وقلت، وأنا بحاول أخفي ارتباكي:
– أمال خالي فين؟
كاميليا ردت:
– فوق، اطلعلُه.
هزّيت راسي بالإيجاب، وبصيت لرحمة للمرة الأخيرة بنظرة خارجة عن إرادتي وقلت:
– آه، أوكي... طالع له.
،،،،،
طلعت فوق، ولما فتحت باب أوضته... تفاجأت ب
الأوضة لاول مرة تكون مكركبة .
السرير مش متروّق، هدومه مرمية في الأرض، وكل فردة جزمة في ناحية، والدخان مالي المكان... وهو قاعد وسط الفوضى دي وبينفخ في سجارته وكأن الدنيا على قلبه.
قربت منه، وقلت :
– إيه المنظر ده؟ دا أنت كأنك قاعد في غرزة! في إيه يا خالي؟
رد بضيق وهو بينفخ دخان:
– اقعد.
قعدت على طرف السرير، وقلت وأنا حاسس بقلق بيزحف جوايا:
– قلقتني... مالك؟
قال :
– سيبك مني واسمع.
ركزت معاه، فبدأ يقول:
– عايزك وأنا مسافر، تخرج رحمة من الصبح لحد بالليل... ولو ينفع، تبات عندكم.
اتخضيت من كلامه، وبقلق واضح قولت:
– ليه يا خالي؟ في إيه؟
رد بجفاف:
– مفيش... مش عايزها تقعد هنا في غيابي، وخلاص.
– إيه السبب يعني؟
– مش عايز أديها فرصة تعمل اللي أمها عملته.
كلامه وقع على قلبي زي السكينة، ومبقتش قادر اتماسك وابان طبيعي قدامه اكتر من كده ف قمت وقلت وأنا بحاول أهرب:
– حاضر... أنا لازم أمشي، ماما طلبت أجيبلها حاجة وأنا جاي.
قال بمرارة :
– قولي الاول... عندي حق أقلق؟ ولا أثق فيها وتكرر اللي داليا عملته؟
ما قدرتش أرد... الكلام وقف في حلقي.
بص لي، وقال باختناق:
– يمكن أكون مزودها، بس أنا... أنا خايف. خايف من كل حاجة... باين عليا هتجنن ونهايتي في العباسية
دموعي لمعت في عيني وقلت بضيقة:
– لا، مش مزودها... من حقك تحرص، بس مش على حسابي يا خالي.
أنا مش هسيب حياتي وأتحوّل لحارس شخصي... خلي لؤي يقوم بالمهمة دي.
– ولا لؤي! أنا مش هثق في حد غيرك ومتخافش، جناني مش هيطولك واشك فيك
رحمة
بعد ما كل واحدة فيهم دخلت أوضتها، فضلت انا واقفة في مكاني... مستنيا لحظة أشوفه وهو ماشي، حتى لو مش هنتكلم، حتى لو كل اللي هحصله مجرد نظرة.
فضلت مستنية كتير، وكل دقيقة بتعدي كانت بتزيد إحساسي بالشوق والتوتر... لحد ما أخيرًا شوفته بيمر في الطرقة في طريقه لسلم
وشافني من فوق السلم...
وقف للحظة، وبصلي.
نظراته كانت غريبة، مش بردة، بس جامدة، مش واضحة، بس تقيلة على قلبي، خلتني أتوتر، ومسحت الابتسامة من وشي كأنها ما كانتش.
وفجأة، شاح بنظره عني، وكأن عينيه ما شافتنيش، تجاهلني، زي ما يكون بيقصد يخليني أحس إني ولا حاجة عنده.
قلبي اتكسر مرة التانية بسببه.
بس رغم الألم، عقلي كان بيحاول يلاقي له عذر... يمكن ياسين مضايقه، يمكن في حاجة حصلت.
ما رضيتش أصدق إنه يقصد يوجعني قبل ما اكلمه واسمعها منه بنفسي
دخلت أوضتي، مسكت التليفون، وبعتله رسالة صغيرة ولكن فيها كل خوفي واهتمامي:
"مين مزعلك؟"
فضلت عيني على الشاشة... مستنيا يرد.
وبعد دقايق، شفت إنه قرا الرسالة...
بس اللي صدمني، إنه عمللي بلوك!
ولا كلمة، ولا تفسير، ولا حتى فرصة أعرف أنا عملت إيه.
وقتها حسيت بالفراغ، كأني وقعت من مكان عالي واتكسرت
سيبت التليفون، وقعدت على السرير...
مش ببكي وبتكلم ولا بفكر...
كنت تايهة ومش عارفه اية اللي ممكن احسه او اقوله بعد ما اخترت اهين نفسي للمرة العاشرة معاه وهو مش مهتم
# رقية
روحنا السينما وكان المكان زحمة جدًا.
دي كانت أول مرة في حياتي أدخل سينما، ومكنتش فاهمة أي حاجة، ببص حواليا زي التايهة، وفجأة اتفاجئت بإيد حمزة بتسحب إيدي. انتفضت بفزع وبصتله، لقيته بيبتسم بهدوء وقال:
ـ "المكان زحمة... بلاش تتوهي مني، يلا نجيب فيشار."
أومأت من غير كلام، ومحاولتش أشيل إيدي من إيده.
اشترينا الفيشار، ودخلنا القاعة. قعدنا في النص بالضبط، حوالينا ناس يمين وشمال. أول ما بدأ الفيلم، النور طفى، وكل حاجة حوالينا بقت ضلمة، مفيش غير ضوء شاشة السينما.
حاولت أركز في الفيلم، بس كل اللي شوفته ضرب وقتل وعصابات، والبطل بيتفادى الرصاص كأن عنده درع مانع الخطر عنه. بشكل لا إرادي علّقت بتمتمة وأنا ببص للشاشة:
ـ "إيه القرف ده..."
وبعدها سمعت صوت همس جاي من جنبي، بصيت لقيت ولد وبنت ماسكين إيدين بعض، وعينيهم في عنين بعض، وفجأة البنت باسته.
اتوترت وبصيت الناحية التانية، لقيت البطل هرب بحبيبته لشقة والمشهد بقى مثير بطريقة غير مريحة للي جاي، فدرت وشي الناحية التانية، لقيت حمزة بيحاول يخبي ضحكته، وسألني:
ـ "الفيلم مش عاجبك؟"
رديت وأنا بضغط علي علبة الفيشار بارتباك:
ـ "لأ..."
ـ "ليه؟ ده حلو قوي."
ـ "مليش في الأفلام الأجنبي."
ـ "أمال ليكي في إيه؟"
ـ "مليش في حاجة..."
ضحك وقال:
ـ "لو حد غيرك قال كده مكنتش صدقته."
استعدت هدؤئي نسبياً وقولت مستفهمه
ـ "ليه يعني؟"
ـ "علشان ملكيش في حاجة بجد... ملكيش سكة حد يدخللك منها."
قولت بجدية:
ـ "دي نعمة بحمد ربنا عليها."
ـ "يعني مبسوطة كده؟"
ـ "آه، حلو إن ميبقاش ليك مدخل، ف محدش يعرف يستغلك."
ـ "طب واللي بيحبك يوصلك ازاي؟ شكلك مبتصدقيش الكلام."
درت وشي وقلت بربكة:
ـ "مش لما يكون في حد الأول؟"
ـ "ده بجد!، انتي مش شايفة إن في حد بيحبك؟"
في اللحظة دي، الشاشة عرضت مشهد فيه البطل بيبوس البطلة، درت وشي بسرعة، وبصيت الناحية التانية لقيت نفس الوضع ف رجعت أبصله وقلت :
ـ اية القرف ده
بص للفيلم، وبعدها ليا، وقال:
ـ "الجو هنا مش مناسبك.."
- لا..
' تيجي نمشي طيب؟"
مفكرتش وقلت بسرعة وانا بقوم:
ـ "يلا."
مشيت قدامه، وعند آخر الصف خبطت في شاب وقف فجأة. كنت هقع، بس الشاب مسكني، ومد إيده التانية ورا ضهري.
قبل ما ألحق أستوعب، حمزة كان قدامي، بيبعده عني بعصبية:
ـ "طالما أعمى ومبتشوفش، البس نضارة. مش ناقصين غباء أهلك."
الولد ضحك بسخرية وقال:
ـ "إيه يا سُكر، الموزة كانت هتقع لحقتها. مش عاجبك متجبهاش سينمات."
وش حمزة تحول لغضب جامح، وكان هيضربه. ف مسكت دراعه بسرعة، ووقفت قدامه:
ـ "بتعمل إيه؟ خلينا نمشي."
قال بحدة:
ـ "ارجعي."
ـ "مش وقته... هتتخانق وأنا معاك؟!"
تنهد ونزل إيده، بس الولد استفزه بكلمة:
ـ "اييووة كده اهدى وروق... علشان متروحش متجبس."
هم انه يوجة لية ضربة فشديته بعيد بسرعة، وقلت:
ـ "سيبك منه... تعال نمشي."
طلعنا من السينما، أول ما خرجنا شدّ إيده مني وقال بعصبية:
ـ "وأقسم بعزة جلال الله، لولا إنك معايا، كنت رقدته ابن الـ..."
سكت، وتنهد وقال:
ـ "ماشي... أفوقله. يلا نمشي."
ركبنا العربية، .وبدء يضرب بإيده على الدريكسون، قلت له:
ـ "براحة على العربية... ذنبها إيه؟"
لف لي وقال بعصبية:
ـ "ليه ما ادتهوش كف لما مسكك؟ فين رجب اللي جواكي؟"
ـ "إديله كف ليه؟ الراجل كان بيساعدني، ولو شفت منه قلة أدب، مكنتش سكت."
ـ "ويساعدك ليه؟ هو ماله؟ كنتي من أهله؟ أمال أنا متلقح جنبك بعمل اية؟!"
قلت وأنا بكتم ضحكتي:
ـ "طب إنت متعصب ليه كده؟"
ـ "مش شايفة سبب يخليّني أتعصب؟ ولا عاجبك اللي حصل؟"
تبدلت ابتسامتي لغضب وقولت بتحذير!:
ـ "لا عندك، مش معني اني سكت يبقي عاجبني... انا لو شوفت منه نية مش تمام، كنت أنا روقته."
ـ "إنتي مش شايفة، لكن أنا شايف. وبطلي تعملي فيها فاهمة... لما أقولك ابن وسخة، يبقى ابن وسخة."
شهقت بصدمة، وفتحت الباب أنزل، مسك إيدي وقال:
ـ "رايحة فين ؟ جنان أهلك دلوقتي!"
صرخت:
ـ "اخرس! إيه اللي بتقوله ده؟ مش ممكن!"
ـ "ماهو عصبني يا روكا..."
ـ "روكا إيه وزفت اية اسكت خالص!"
ضحك وقال:
ـ "سوري... بس وأنا متعصب بقول أي كلام. بس لعلمك، أنا قلت وسخة، وأنا كان في بالي كلمة تانية، بس احترمتك."
ـ "آه كتر خيرك إنك احترمتني!"
ـ "متقوليش كده، احنا أهل. ها، نعمل إيه بعد ما ابن الـ... ابن الست اللي مش نظيفة دي ضربلنا الليلة..."
سكت فجأة وتحول تماماً لما تعلقت عينيه علي مراية العربية.
بصيت ورايا، لقيت نفس الراجل واقف جنب عربيته، بيراقبنا.
قلبي وقع في رجليا، وبصيت لحمزة وقولت:
ـ "نمشي؟"
مردش. لمست كتفه وكررت:
ـ "نمشي؟!"
أومأ وساق العربية في سكوت تام لحد ما وصلنا البيت.
وهناك سابني ودخل الاوضة، روحت وراه، لقيته واقف في النص، موليلي ضهره.
قربت منه وقلت بهدوء:
ـ "إنت كويس؟"
قال بضيقة:
ـ "كنت كويس قبل ما أشوفه... مش قادر أطنشه، ولا قادر ارنة علقة واخلص منه."
وقفت قصاده، وقلت:
ـ "ماكلمتوش؟ فهمت عايز منك إيه؟"
قال بصوت مخنوق:
ـ "كلمته... بس مش عارف أقولك قال إيه. كل حاجة منه ومن بابا مخلياني متلخبط، ومشككني في نفسي."
كان باين عليه التعب، وكان في حاجز بيني وبينه مش عارفه أكسره.
بس قربت، ومديت إيدي على دراعه، وقلت:
ـ "اهدا... أيًا كان اللي مضايقك، هنلاقي له حل. هو بيعمل كده ليه؟"
الدموع بدأت تلمع في عينه، وقال:
ـ "مش عارف... مش عارف إزاي بفكر في كده أصلاً."
قربت منه شوية وقلت:
ـ "مفيش داعي للتوتر... نهدى وبعدين نتكلم."
مسحت على دراعه، وقلت:
ـ "اهدى، مفيش حاجة تستاهل تعكنن عليك كده."
مسح دموعه، ولف وشه:
ـ "أنا تمام... خلاص."
ـ "أكيد؟"
سكت شوية يتسجمع حديثه وبعدين بصلي وقال بحرج:
ـ "عارف إن تصرفاتي أوقات بتكون تصرفات عيل قدامك... بس مبكونش عارف أعمل إيه."
ابتسمت له بهدوء:
ـ "ولا يهمك... كلنا بنمر بلحظات ضعف. حتى أنا، في أي مشكلة، بعيط زي الأطفال."
ـ "ده لأنك ست... إحنا مبنعيطش غير لما الحاجة تبقى وجع بجد."
– "عندك حق، الرجالة مبتعيطش غير لو الحاجة كبيرة فعلاً... بس إيه اللي فيها يخليك تزعل مش الا تبكي؟
راجل فاضي وسايب حاله وماله وبيمشي وراك؟"
سكت شوية، وبعدين وطّى دماغه، وقال بتردد وهو بيتجنب يبصلي:
– "اتكلمنا قبل كده... وقاللي..."
– "قالك إيه؟"
– "قالي إنه..."
– "سمعاك، كمل... قالك إيه؟"
اتنهد، وكان هيبدأ يتكلم، لكن قاطعه صوت رنة تليفونه.
بص لي باعتذار وهو بيطلّع الموبايل من جيبه:
– "سوري... ده أكيد ياسر."
لكن ملامحه اتبدلت لما شاف اسم المتصل. فقولت بفضول:
– "مين؟"
مدلي التليفون وقال:
– "أسماء صحبتك. خدي."
أول ما قال اسمها، اتحول فضولي واهتمامي إنّي أطلعه من اللي هو فيه لشعور غريب... حاجة كده بين الغضب والشك.
خدت التليفون منه وهو استأذن وخرج من الأوضة.
فتحت الخط وقلت وانا مخنوقة منها:
– "ألو..."
جاني صوتها مرتبك:
– "رقية! إيه يا بنتي بتصل بيكي ومبترديش ليه؟"
– "كنت بره البيت وسايبة التليفون...
كنتي مكلمة حمزة ف حاجة ولا كنتي عايزاني أنا؟"
– "ما أنا بقولك أهو، بتصل بيكي ومفيش رد. طمنيني... في جديد؟"
– "آه في... سامح رجع الفلوس، وهبعتلك فلوسك بكرة."
– "بجد؟ طيب ما قولتيش ليه؟"
– "جابهم النهاردة... تحبي أبعتلك على المحفظة ولا أسيبهملك مع بسنت؟"
– "مش عاوزة فلوس... كفاية اللي دفعتيه.
ولو لازم، ممكن تعزميني على الغدا، إيه رأيك؟"
– "دلوقتي مش هقدر خدي الفلوس وبعدين نشوف موضوع الغدا."
وفجأة صوتها اختفى...
فضلت أقول "ألو" وهي مبتردش، مع إن المكالمة شغالة.
افتكرت إن الشبكة راحت، ف قفلت وخرجت بسرعة، كلّي حرص إني أتكلم معاه وأفهم قصة الراجل ده.
بس... ملقتوش.
مكانش ليه أي أثر في البيت.
حمزة
خرجت من البيت وأنا مخنوق، روحت على الفيلا يمكن خنقتي تخف .
وأول ما دخلت، لقيتهم قاعدين بيتعشوا، رميت السلام على الكل، وقعدت على الكرسي بصمت.
ماما قامت من مكانها، وجت قعدت جنبي، لمست إيدي بحنية وسألتني:
"مالك يا روحي؟"
بصتلها... وراح عقلي يسترجعلي كل حاجة منغصة عليا عيشتي... بابا وتصرفاته، والراجل اللي طلعلي فجأة، والشكوك اللي بتنهشني ليل ونهار، وسؤال واحد بيرن في دماغي :
هي تعرف؟ طيب عملت حاجة وأنا اللي بدفع التمن من سنين؟
فضلت ساكت وسكوتي قلقها ف قالت وهي بتنزل ايدها عني
"بتبصلي كده ليه؟"
قومت من جنبها وأنا بصرف وشي عنها:
"سلامتك... هشوف بابا."
دخلت الأوضة اللي نايم فيها، لقيت الممرضة واقفة جنبه، أول ما شافتني خرجت.
قربت منه، وقفت شوية أبصله... ملامحه ساكنة، ووشه مرتاح كأن مفيش حاجة تهمه في الدنيا.
قعدت جنبه وقلت بهمس مخنوق:
"محدش مرتاح قدّك، لا بتفكر، ولا في حد ماشي وراك يشكك في نفسك.
نايم وسايبني دماغي بتتخبط يمين شمال.
بسأل نفسي:
يا ترى أنا ابنك فعلاً؟ ولا..."
في اللحظة دي، ماما دخلت...
جت نحيتي، حطت إيدها على راسي
بصتلها ودموعي واقفة على طرف عيني، وقلت بصوت مخنوق بيطلع بصعوبة:
"حتى وهو نايم... بيعذبني يا ماما، انا مش قادر أفهم أنا عملتله إيه علشان يخليني أسأل نفسي أنا ابنه؟ ولا ابن حد تاني؟"
اتسعت عينيها، وسحبتني من دراعي، وقفتني قدامها، وقالت بحدة صوتها فيه رعشة غضب:
"إيه اللي بتقوله ده؟ هي حصلت؟!"
قولت بمرارة:
"طيب قوليلي انتي! لما أبويه يكرهني، وراجل غريب يطبطب عليا ويخاف عليا أكتر منه يبقي اية، أنا كنت ساكت، كنت بحاول أستحمل، بس خلاص... مش قادر."
بعدت عني خطوة، وقالت بخيبة أمل:
"لأ، وتستحمل ليه؟ ما تستحملش وشكك في شرف أمك يا حمزة، قول إني غلطت وجبتك من الحرام علشان تريح نفسك وتلاقي سبب لكره أبوك ليك."
هزيت راسي وأنا مش قادر أسيطر على دموعي:
"مقولتش كده يا ماما، والله ما قلت، بس غصب عني انتي مش شايفة الراجل ده بيعمل إيه معايا
ده بيعمل اللي المفروض أبويا يعمله، أنا عارف إن مفيش حاجة، بس مخي مش قادر يفصل، مش قادر أمنع نفسي من التفكير."
تنهدت وهزت دماغها بتفهم، وقالت وهي بتحضني:
"فهماك يا حبيبي، أي حد مكانك هيحس كده، الله يسامحه زيدان شتتك بتصرفاته، بس لأ، يا حبيبي، هو أبوك وانت ابنه، متسمحش لأي حد يلخبطك، ولما تكون مهموم تعالالي، محدش هيحبك ولا هيهتم بيك ويفهَمك، ويفهِمك غير أمك."
حررتني من حضنها، ومسكت وشي بين إيديها وقالت:
"ماشي يا حبيبي، أنا هنا، في أي وقت تحس الإحساس ده تعالالي والراجل اللي بتتكلم عنه ده، أنا اللي هقفله.
مش هسمحله يلخبطلك حياتك."
#صدام
الجو كان مشحون ومتوتر، كل واحد في دنيته، منعزل عن التاني.
رحمة من أول ما قعدت معانا وهي بتقلب في الأكل، مدقاتش ولا لقمة، وملامحها مكسورة، حزينة، بتحاول بكل طاقتها ما تعيطش.
من الناحية التانية، عمي كان تركيزه كله معاها، بيراقب كل حركة بتعملها، بس ما حاولش حتى يكلمها، رغم إن حزنها باين عليها أوي.
أما ماما، فكالعادة، كانت عينيها بتتنقل بينا كلنا، بتدور على سبب للصمت اللي مالي المكان، يمكن تكتشف مصيبة جديدة.
وبعد شوية حمزة جه ودخل هو وماما، أوضة بابا.
ساعتها سمعنا صوته، بيتكلم في نفس الموضوع… كان باين عليه التعب، نفسيته مش مستقرة.
فضلت أفكر له في حل، لحد ما جتلي فكرة وقولت يمكن لو بعد شوية عن الجو ده يرتاح.
فقلت وأنا موجه كلامي لعمي:
– "بقولك يا عمي…"
بصلي من غير ما يرد، فكملت:
– "ما تاخد حمزة ومراته معاك، انت تشوف شغلك، وهو يغير جو شوية… شايف إن نفسيته بايظة الفترة الأخيرة."
هز دماغه بالموافقة وقال:
– "قوله."
– "سوري بس أكيد حضرتك ملاحظ وسامع كلامه…"
– "سامع… قوله يجهز."
– "متشكر قوي يا عني."
ما ادانيش أي اهتمام، ورجع بص لرحمة نظرة أخيرة، وبعدها قام ومشي لفوق.
فضلنا أنا وهي وفيروز قاعدين، والدنيا هادية حوالينا.
عدت دقيقة من الصمت، جمعت شجاعتي وسألت:
– "إيه يا رحمة، مبتكليش ليه؟"
رفعت جفونها، وبصّتلي نظرة سريعة، وبعدها هزت راسها بالنفي، وفي نفس اللحظة كان بوقها بيتقوس… كانت هتعيط.
بصيت أنا وفيروز لبعض، قبل ما هي تقول بانشغال:
– "إيه يا حبيبتي؟ مالك؟ زعلانة ليه؟"
ما ردّتش، وقامت وسابتنا ومشيت.
تبعتها بعيني، وكل اللي في دماغي إن اللي هي فيه سببه عمي
فيروز قامت وقالت:
– "هشوفها."
مشت وراها، وفضلت أنا لوحدي، أفكر في حالتها…
ومقدرتش أمنع نفسي من الإحساس بالذنب.
كل حاجة بتقول إني أنا السبب في اللي هي فيه.
#كاميليا
بعد ما هدي شوية، طلعته من الأوضة علشان نقعد مع باقي العيلة، لكن ما لقيناش غير صدام قاعد لوحده، واضح إنه سرحان في حاجة.
خدت حمزة من إيده وقلت له:
– "تعالة هناكل سوا."
– "هتعشّى مع رُقيّة، بالهنا انتوا."
سيبت ايده وقولت
– "وهي لسه العروسة ما عشّتكش ؟"
– "بنتعشّى متأخر… كلي انتي، متشغليش بالك. أنا هروح."
وقتها قال صدام:
– "تعالى دقيقة."
قربنا منه، فقال حمزة:
– "عايز إيه؟"
– "إيه رأيك تاخد مراتك وتروح مع عمك تركيا… تغيروا جو؟"
حمزة فكّر لحظة وبعدين قال:
– " والله فكرة… ماشي، أشوف رقية ونروح."
قلت له بامتعاض:
– "تشوف رقية؟ ليه إن شاء الله؟ هي كانت تحلم تروح تركيا؟"
قال بضيق:
– "لا هي أصلًا لا تركيا ولا غيره كانوا حلم ليها، إيه شغل الحموات ده يا ماما؟"
– "خليك مدلعها لحد ما تركب وتدلل رجليها! يا حبيبي افهم… اكسرها من الأول، عمرها ما هتشوف نفسها عليك ولا تخرج عن طوعك."
قاطعنا صدام وقال بعصبية:
– " حمزة!!!، روح شوف مراتك هتخاف لوحدها."
مرر بصره بينا، شكله لاحظ التوتر اللي حصل بسبب طريقته، وبعدين قال:
– "أوكي، تصبحوا على خير."
مشي، وفضلت أنا وصدام لوحدنا.
بس المرة دي بينا حاجز كبير… حاجز أول مرة أحس إنه بجد صعب يتكسر.
قعدت قباله وقلت:
– "وآخرها؟ هنفضل متخاصمين كده كتير؟"
قال ببساطة:
– "وإحنا إمتى اتخاصمنا؟"
– "صدام، انت فاهم أنا بتكلم عن إيه… بس أنا مش فاهمة ليه بقينا كده؟"
ساب الأكل، وقام وهو بيقول:
– "إحنا زي ما إحنا، بنتكلم وبنقعد… شوفي انتي إيه اللي اتغير."
قلت له وأنا بحاول أوقفه:
– "اقعد، لسه بنتكلم… تاني مرة ما تقومش وتسيبني."
رد وهو بيتحرك:
– "مش فاضي."
قالها وسابني… وأنا كنت بغلي من الغيظ.
ومفيش حاجة منعتني عنه غير "عز" اللي كنت مقررة أوقفه عن اللي بيعمله.
طلعت فوق، قفلت الأوضة على نفسي، ودخلت الحمام، وكلمته.
رد عليا وقال:
– "حبيبة قلبي اللي نسياني."
– "وحتى لو نسيتك يا عز، بترجع تفكرني… ممكن تفهمني إيه اللي انت بتعمله ده؟ يعني البعيد ماعندوش دم ولا إحساس؟"
– "ليه بس يا فميلتي؟"
– "ليه إيه وزفت إيه على دماغك! يا حبيبي ابنك جاي يعيط زي اليتيم بسببك، انت عايز تعمل فيّا إيه؟ فهمني!"
– "يعيط ليه؟"
– "ماهي المصيبة إنك مش حاسس، ولا مقدر اللي بتعمله!، الولد بدأ يسأل هو ابن زيدان ولا لأ!"
– "وأنا عملت إيه…؟"
قاطعته بنرفزة:
– "اسمعني للآخر! أنا مجنونة، وما يهمنيش مخلوق! وقلبتي والقبر… هتزودها، ورحمة أمي يا عز، ما هسمي عليك… إلا ابني! خليك بعيد عنه، علشان مش هسمحلك!"
ضحك وقال:
– "عارفك مجنونة، ومش هزعل منك. أنا فاهم إنك بتحبيه زي ما أنا بحبه بالضبط. أنا كمان، لو حد أذاه، ممكن أقتله… يلا بقى، روّقي أعصابك وافتحي الكاميرا، وحشتيني… عايز أشوفك."
– "فتحولك بير صرف صحي، حطوك فيه وقفلوا عليك تاني، يا معفن!"
– " شكلك متعصبة قوي ريلاكس حبيبي… يلا هكلمك لما تروقي باي."
قالها وقفل السكة.
وقتها حسيت إن مفيش فايدة في أي كلام.
هو مش هيبطل إلا لما يوقعنا في مصيبة.
ولأول مرة، أحس بالعجز قدّام مخلوق.
لو كان أي حد غيره، مكنتش أهملته في ثانية… بس ده عز.
#رقية
بعد ما خرج حمزة، خدت تليفوني وبصيت عليه، لقيت مكالمة واحدة بس من أسماء، وكذا اتصال من سامح وفورا عملتله بلوك.
وبعدين كلمت بسنت وطلبت أكلم بابا، لكنها قالتلي أسيبه يهدى شوية، ولأني كنت متوقعة إن حمزة هيرجع في أي لحظة، ماضغطتش عليها.
عدّى وقت وأنا مشغولة وقلقانة عليه… وبعد حوالي ساعتين، سمعته بيفتح الباب. قومت بسرعة، وكنت هتكلم، لكنه سبقني وسأل:
في حد كان هنا؟
بصيتله باستغراب وقلت:
حد مين؟
-شُفت حد خارج من المدخل،
- من مدخل الشقة..
- اه كان لابس جاكت وشكله بيحاول يستخبى… مجرد ما نزلت من العربية اختفى.
لأ، أنا مشوفتش حد، ومحدش خبط… يمكن حد دخل من غير ما ياخد باله .
يمكن… طيب، إيه الأخبار؟
تمام… رحت فين؟
رحت الفيلا.
ماقولتش يعني؟
ابتسم ابتسامة هادية وهو بيقرب مني وقال:
"كنت محتاج أخرج شوية… لقيت نفسي هناك من غير ما أخطط
" اه اصلك سبت تليفونك… قلقت.. "
قلتها وأنا بحاول أهرب من نظراته، فابتسم وقال:
نلعب لعبة؟
بصيت له باستفهام، قال:
"لعبتنا.
" فاهمة، بس إيه المناسبة؟ في حكم افتكرته وعايز تطقه؟
" اه حكم جديد لانج… نلعب؟
كنت مش مستعدة لأي مفاجآت، بس فضولي خلاني أقول:
ماشي، أسأل.
سؤال قصاد سؤال.
مش عندي سؤال دلوقتي، فقول وانا نشوف بعدين.
ماشي…
سكت شوية وبعدين سأل:
امتى قامت الدولة التركية؟ ومين مؤسسها؟ وليه اتأسست؟ من الأول خالص… بلاش تقولى أرطغرل وسليمان!
ضحكت وقلت:
"يعني حضرتك محضّر الحكم وجاي تطبقه ومش هتتنازل عنه، طيب انا معرفش. قول الحكم
قرب مني خطوة وقال:
تيجي معايا تركيا؟
بصيت له باندهاش:
تركيا؟!
" أيوه… عمي مسافر شغل، وقلت نسافر إحنا كمان نغير جو.
ما كنتش مصدقة، حسّيت إن دي حاجة أكبر من أحلامي، فقولت بتردد:
انت بتتكلم بجد؟
- جد الجد، انا عايزك تكوني معايا في الرحلة دي، هتفرق معايا جدًا.
مش قادرة أصدق… يعني تركيا مش بعيدة ولا صعبة، بس بالنسبالي…
مفيش حاجة اسمها "بالنسبالي"، لو كنت عارف إنك هتوافقي، كنت قلتلك نروح روما أو باريس، أو حتى الهند!
ماشي… نروح.
قال بفرحة:
بجد؟!
أيوه… مين يرفض رحلة زي دي؟
ابتسم، وقال بنظرة كلها دفء:
- مبسوط قوي انك وافقتي، مكنتش متخيل انك هتوافقي، وهي مش أول مرة أروحها، بس أول مرة أكون مبسوط علشان إنتي هتكوني معايا.
كلامه ونظراته وفرحته شدوني، حسيت إني مش شايفة غيره… قرب خطوة كمان، وبهدوء زاح شعري عن وشي، وقال بصوت واطي:
أقولك حاجة؟
بصيتله وسكت، فتابع:
" بقيتي الشخص الوحيد اللي بحس بالراحة معاه ومش عاوزه يبعد عني، أول مرة أحس إني بشتاق للبيت… أول مرة يكون عندي شوق للرجوع علشان فيه إحساس ما بحسهوش غير لما تبقي موجودة…
فضلت ساكتة، سايبة نفسي لكلامه، لنظراته، ولإيده وهي تلمس وشي… بس رغم ده، مكانش بيتعدى حدوده، ولما لاحظ استسلامي سألني وكأنه مستني مني إشارة.
ساكتة يعني، مفيش اي تعليق ولا عندك كلامه تقوليه؟
سؤاله صحاني وفوقني من اللحظة دي … بعدت خطوة ورا وقلت:
مفيش حاجة اقولها، غير شكراً … هدخل أنام. تصبح على خير.
فيروز
مكنتش قادرة تتكلم وتقول مالها. حسيت بالحزن والشفقة على حالتها، وكنت أتمنى لو بإيدي أساعدها. لكن المشكلة إنها ما اتكلمتش ولا وضّحت إيه اللي مضايقها. اضطريت أسيبها بعد ما هديت شوية، ورجعت أوضتي، لقيت صدام مستنيني هناك. أول ما دخلت، التفت لي وبادر بالسؤال:
– مالها؟
هزيت كتافي بحيرة وقلت:
– مبتقولش.
تنهد، وهو بيمد لي إيده علشان أقعد جنبه، وقال:
– باينة من غير ما تقول.
قعدت جنبه وسألته باستغراب:
– هو إيه اللي باين؟
– بقول إنها مش حابة عمي.
– إزاي يعني مش حباه؟
– يعني كارها جوازها منه. الأعمى هيفهم... إلا هو.
منكرش إن صابتني غيرة من ملاحظته واهتمامه بشعورها، بس حاولت ما أبينش ده وقلت:
– غريبة... أنا ما خدتش بالي من حاجة زي دي.
قال وهو عيونه شاردة:
– بس أنا خدت بالي. عمي مبيحبهاش، وتصرفاته معاها أقرب للعدائية. البنت كل يوم بتعيط بسببه.
زميت شفايفي وقلت وأنا بحاول أخفي ضيقي:
– ممكن، بس إيه اللي مخليك تقول كده؟ شفت منه حاجة؟
– مش بالظبط.
– يعني إيه مش بالظبط؟
– يعني بيعذبها بطريقة خفية، أنا وانتي مش هنفهمها
– آه... طيب، ولما أنا وإنت مش هنفهمها، إيه عرفك إنه بيعذبها بطريقة خفية؟ بيضربها من ورانا؟ ولا بيبتزها؟
– معرفش.
– مفيش حاجة اسمها معرفش بعد الكلام ده. يا إما بيعاملها وحش يا إما لأ. وأنا عن نفسي ما بشوفش منه أي معاملة وحشة ليها. عمك لو يطول يجيب لها نجمة من السما مش هيتأخر.
بصلي وقال بعد صمت:
– مستغرب إنك مش فاهمة اللي بتكلم عنه.
– لا، مش هفهم حاجة خفية زي ما بتقول.
– فيروز افهمي... عمي ما فكرش في أي واحدة بعد داليا. جابوله أجمل البنات وأنسبهم، وما اهتمش بواحدة فيهم. وكان بيتعصب من مجرد الكلام في الجواز.
فـ لما يختار بنت داليا بالذات، ومش بنتها هي وبس، دي كمان بنتها من الراجل اللي فضّلته عليه وهربت عشانه... يبقى إيه؟
اللي قاله ما فرقش معايا قد ما فرق معايا اهتمامه بيها وفهمه ليها، وهو أصلاً دمّر نفسية مراته سنين. ومهما كان اللي ياسين بيعمل مع رحمة، مش هيجي حاجة في اللي هو عمله.
ومع كده، ما كنتش عايزة اهتمامه ده يبقى سبب في توتر علاقتي بيه، فقررت أنهي الكلام، وقلت وأنا بشيل الطرحة عني:
– الكلام ده خلص، يا صدام. وعمك ياسين راجل محترم وناضج، ومش بالتفاهة اللي تخليه ياخد رحمة، اللي ما تعرفش حاجة عن قصته مع أمها، بذنبها. متشغلش بالك.
رجع لشروده، فاستدرت له في قعدتي وقلت:
– وبعدين، لو في مشاكل، أو لا قدر الله بيعذبها، كنا هنعرف. ما هي طول اليوم معانا وشايفين كل حاجة.
#رحمة
بعد ساعات وأنا قعدة في أوضتي، مش قادرة أنام ولا قادرة أوقف دموعي ولا حتى أسيب التليفون من إيدي، وصلتني رسالة منه، فتحتها بسرعة وأنا في طريقي للانهيار. لقيته بيقولي:
"صاحية ولا نايمة?"
مقدرتش أرد، فوصلتني رسالة تانية، بيقولي فيها:
"كنت مع واحد صاحبي وكان عايز الفون بتاعي، فعملت بلوك، قولت بلاش تبعتي ويشوف الرسالة. أصله واد صايع."
مصدقتهوش، كنت عارفة إنه بيكدب. بدأت أكتب الرد بإيد مرتعشة، وقلت:
"ارجع اعمله تاني. الكلام بيني وبينك انتهى."
بعتهاله وعملت بلوك فورًا.
---
#حسن
كنت فاكر إني هقدر أبعد وأبطل اكلمها وأقطع أي اتصال بيني وبينها وده كان بعد ما حسيت بتأنيب الضمير علشان خالي. لكن بعد ساعات قليلة، هديت ومبقاش في دماغي غير إنّي جرحتها، وإنّي مش قادر أعيش من غير ما أكلمها.
وبعد ما اطمأنت إنها ممكن تكون لوحدها، فكيت البلوك وبعتلها. ولما ردت، قولتلها كذبة عيل صغير ميصدقهاش، لكن زي ما توقعت، مصدقتنيش وعملت بلوك .
مستغربتش ولا اتضايقت، وكان اللي شاغلني هو إزاي أتكلم معاها وأعتذر. فكرت أستخدم تليفون ماما، بس خوفت تعرف. وفي النهاية، مكنش قدامي غير إني أصبر لحد تاني يوم. ف سيبت التليفون على الشاحن، وقمت جبت الاسكتش من الدولاب، المكان اللي كنت مخبيه فيه علشان ماما متشوفهوش. قعدت تاني على سريري، بصيت لصورتها لحد ما النوم غلبني، ونمت وأنا ماسكه.
#صدام
جاني بحيري في مكتبي، وكان شكله بيدل ان جايب معاه أخبار جديدة ومهمة. فقلت له:
"اقعد."
قعد قدامي وقال:
"عامل إيه سعادتك?"
"تمام، إيه الأخبار?"
"عرفت اسم الراجل وشغله، وعرفت ساكن فين."
ميلت ليه وقولت باهتمام:
"احكي."
"الراجل ده اسمه، اللي معروف بيه، غراب..."
"غراب؟!!"
"أيوة سعادتك غراب، سوابق. شغله كله في البلطجة. بيتدفعله علشان يضرب، يقتل، ويكسر خزن..."
"وبابا يعرف راجل زي ده ليه؟ إيه الشغل اللي بينهم?"
"الله أعلم..."
سكت شوية أحاول أفهم إيه اللي ممكن يكون بينهم، لكن عقلي مأسعفنيش نهائي. فتنهدت وقلت:
"الله أعلم... طيب اسمع، تجيبه متكتف وتحطه في أي خرابة. عايز أعرف إيه حكايته وإيه الشغل اللي بينه وبين بابا."
"أجيب مين متكتف سعادتك؟ حضرتك مشوفتش حجمه..."
"اتصرف يا بحيري، خلي اتنين تلاتة يمسكوه معاك..."
قطع كلامي معاه اتصال من سمسار الشقق اللي وكلته بالبحث عن شقة قريبة علشان يسرا. فأشرت لبحيري علشان يستنى ورديت:
"معاك."
"إزايك صدام باشا."
"تمام، إيه الأخبار?"
"زي الفل يا باشا، لقيتلك طلبك. وتقدر تيجي في أي وقت تشوفها."
"حلو قوي. طيب تعال على الشركة ونروح سوا نشوفها."
"حاضر جنابك."
قفلت معاه، فقال بحيري:
"خير سعادتك?"
"لقى الشقة."
قال باستفهام:
"شقة إيه ؟ حضرتك هتسيب الفيلا?"
"تؤ، دي شقة ليسرا."
"آه، يعني هتسيب الفيلا؟"
"لا، أنا ويسرا هنتطلق وهي هتقعد فيها مع البنت لما تتولد."
"تتطلقوا؟ ليه كده?"
"أهو، كل واحد يروح لحاله ويشوف مصلحته."
"اللي يريحك سعادتك. بس أنا آسف في السؤال، انت جايب لها شقة ليه؟ ما هي معاها بيت أبوها."
"أنت أكتر واحد عارف الناس هناك رغايين إزاي. ويسرا اللي مخليها معايا لغاية دلوقتي هو كرهها للمنطقة دي. وكمان حبيت أريحها هي والبنت، ما أنا مش هطلقها مع أمها من قبل ما تيجي."
"ربنا يكرم سعادتك. عين العقل. طيب أقوم أنا بقى أشوف مين ممكن يجي معايا."