رواية لا تثقي بالرجال الجزء الثالث3 من لا تقولي لا الفصل الثالث3والرابع4 بقلم زينب سمير


 رواية لا تثقي بالرجال الجزء الثالث3 من لا تقولي لا الفصل الثالث3والرابع4 بقلم زينب سمير

الساعة وصلت عشرة الصبح، أتفتح الباب ببطء، دخل كاران بخطوات هادية، زرارين من قميصه مفتوحين، مشمر درعاته وماسك جاكت بدلته بإهمال، باين عليه التعب.. فيه حاجة مش مفهومة
رفع عيونه لما وصل لبهـو البيت، لما سمع دوشـة، كاميليا والأولاد
بلع ريقه لما وقعت عيونه عليها، قربت منه و- كاران الطيارة ضاعت علينا، برن عليك مبتردش.. أية اللي حصل؟
فضل باصصلها بس.. مبيتكلمش
كملت- كلمهم يشوفولنا حجز جديد.. كاران؟
نادته لما مردش.. بصلها تاني للحظة قبل ما يتحرك من قدامها ويطلع من غير ما يرد، ولا يهتم بسيف اللي ناداه وكارميل اللي رفعت إيدها طالبة تحضنه زي ما معودها
بصت كاميليا لضهره وهو بيطلع بحاجب معقود بعدم فهم
شاورت لسيف و- خلي بالك من كارميل ياسيف لحد ما أشوف بابا
- مش هنسافر؟
هزت كتفها بجهل مبقيتش عارفة
طلعت لأوضتهم، لقيت كاران قاعد على طرف السرير باصص للأرض محني بضهره، ساند بدرعاته على رجله وبكفوف إيده ماسك راسه.. 
رجل منهزم.. خاسر.. فاشل، خاين؟
قربت منه، قعدت على الأرض قدامه ومـدت إيدها تربت على كتفه- كاران..
أنتفض من لمستها وبَعد عنها، نطق بصوت مخنوق- متلمسنيش، متقربيش
- في أية؟ مالك.. والسفر..
قاطعها وهو بيقوم- مفيش سفر، أتلغى
- يعني اية أتلغى ولية فجأة كدا.. كاران
نادت لما تجاهلها ودخل الحمام لكنها ملقيتش رد
مفهمتش مالها حالته بس.. يمكن مشكلة في الشغل ومحتاج يكون لوحده
كعادته..
هيروق ويرجعلها لوحده
نزلت تاني للأولاد وسابته، في الحمام واقف ساند براسه على حيطة والماية نازلة عليه، ضامم كف إيده بغضب وعنف، هو مش مستوعب
ضرب الحيطة مرتين تلاتة بقوة وهو بيردد بدموع- غبي.. غبي، أزاي تعمل فيها كدا.. 
*****
نزل بعد شوية لابس سـوت بيتي نبيتي حاطط إيديه في جيوبه وباصص في الأرض، لقى كاميليا لمت الشنط وظبطت الدنيا كإنها اتقبلت فكرة عدم سفرهم
قاعدة مع الأولاد وساكتة
قرب قعد بعيد عنهم، بيبصلهم من بعيد بس وهـي بتأكل كارميلا اللي لما انتبهت ليه، لأول مرة تسيب الأكل وتبصله بلهفة وتمد إيدها ليه عايزاه يقرب
بصلها وبص لكاميليا اللي شايلاها بحيرة.. تردد
حاسس إنه مش من حقه يكون هنا.. 
- كاران كارميل عايزاك مش هتاخدها؟
وقف وقرب منها ميل ياخدها فلمس إيد كاميليا بالغلط أنتفض بعيد عنها
أستغربت رد فعله، كله غريب إنهاردة لكنها سابتله كارميلا، خدها يحضنها جامد يخفي وشـه فيها وبهمس مخنوق.. مش مسموع- أنا أسف يابابا.. أسف
رفعت إيدها تلمس وشـه بإستكشاف وهـي بتبتسم

- يـلا الغدا جاهز
قعدوا كلهم على السفرة، صوت سيف صاخب وكاميليا بتأكله هو وكارميلا، بصت لقيت كاران بيلعب في طبقه بالمعلقة بشرود
نادته- كاران.. كاران
بصلها و- نعم
- أنت مش طبيعي إنهاردة ياكاران.. فـي أية؟ حصل أية بعد ما روحنا
بعصبية وهو بيقوم- محصلش حاجة ياكامي، واحد وتعبان وعايز يفصل شوية فيها حاجة دي! 
- لا مفيهاش بس لو في مشكلة عرفني، لو تعبان قولي مالك، أنا كاميليا.. مراتك اللي حضنها بيكون أول ملجأ ليك.. أنت نسيت؟
- منسيتش.. بس مش المرة دي
قال أخر كلمة بخفوت مسمعتوش ومشـى.
كإنه بيهرب من قدامها، من نفسه، من جريمته والآذى اللي سببه ليه وهيسببه ليهم
يوم كامل كاران قضاه معاهم في البيت، للمرة الأولى من سنين يبقى معاهم ومش معاهم، بعيد عنهم.. منعزل
وكاميليا مش فاهمة في أية.

تاني يوم، إتصلت بلينا، رنـة في التانية من غير رد، لسة هتتصل بشارف أفتكرت إنها قاعدة في بيت أهلها
كلمت مامتها و- أزي حضرتك ياطنط.. تمام الحمدلله، لا  كنت هسألك عن لينا عارفة إنها عندك وبحاول أكلمها ومبتردش.. مالها؟ بجد؟ أية اللي دخلها الحالة دي بس.. طيب أنا هحاول أجيلها في أقرب فرصة
ومعلش لو حست إنها أحسن خليها ترد عليا.. سلام
قفلت معاها وهي بتتنهد في اللحظة اللي الباب أتفتح فيه ودخل كاران
- كاران كويس إنك جيت بدري، كنت لسة هرن عليك
سـاب مفاتيحه على تربيزة جنب الباب و- لية في حاجة؟
لتاني يوم! كاران يدخل من برة ويعديها من غير ما يحضنها ويسلم؟
تاني يوم عيونه بتهرب من عيونها، مش قادر يبصلها
- عايزاك تقعد مع الأولاد، هروح للينا
نطق بكلمة وحدة.. بنبرة عرفاها.. - لا
يبقى لا
- بس..
لسة هتهاتي رغم إنها عارفة أن مفيش فرصة، هي عارفة لما يبقى أحيانًا قافل دماغه، حتى لو الطلب بسيط زي دلوقتي
يبقى مفيش أمل
- قولت لا ياكامي، أنا تعبان ومش هقدر أقعد معاهم
قالت بإحتجاج- هخادهم معايا
- برضوا لا
قالها وهو بيديها ضهره ويطلع السلم.. دخل أوضته وصلتله رسالة
' أحنا لازم نتكلم ياكاران '
بص للرسالة كتير قبل ما يسيبها من غير رد، دخلت كاميليا فقفل الفون وسابه ودخل الحمام
المرة الكام اللي يستحمى فيها من أمبارح؟
قالت بدهشـة لما طلع- كاران دي سادس مرة تستحمى من أمبارح، مالك؟ 
رد بقرف وإشمئزاز- مش طايق نفسي.. قرفان
بصتله بحيرة، هما فين والصيف فين!
راح للسرير فسألت- هتنام؟ أجبلك كارميل وسيف مشفتهمش لما جيت
- هشوفهم بكرة.. تصبحي على خير
أداها ضهره وغطى نفسه حتى وشـه ونام، 
يومين بنفس الحالة، بيهرب منها، مش طايق حاله ولا حد
إتنهدت وهـي بترد على الفون- أيوة ياشارف.. هـي مبتردش عليك أنت كمان؟ لا معرفش والله، طيب أنا هروحلها، كدا كدا كنت ناوية أروح
قفلت وطلعت تجهز، مش هتستنى تاخد إذنه، من أمتى كاران بيرفض طلب لكامي.. بيرفض تروح للينا
وقتها يمكن موده منعه، طلع حرته فيها،
*****
- لينا..
كانت قاعدة مع مامة لينا لحد ما تنزل، وقفت أول ما لمحتها، قربت لينا بخطوات بطيئة، سلمت عليها وقعدوا قدام بعض، نظرات لينا متهربة.. حاسة بالذنب.. بتأنيب الضمير
- مبترديش عليا لية ولا على شارف يابنتي قلقتينا عليكِ
- كنت تعبانة شوية
- ألف سلامة عليكِ، يابنتي بصيلي عينك بتلف في كل حتة لية كدا.. 
وقفت من مكانها و- كامي معلش أنا تعبانة هطلع أرتاح فوق
سابتها ومشيت وكاميليا بتبصلها بدهشـة
قالت والدتها بإحراج- سوري ياكاميليا بس لينا زي ما قولتلك حالتها مش طبيعية، من ساعة ما جت من تلت أيام بعد الحفلة وهـي كدا، متشوفيهاش أول يوم كانت منهارة أزاي وبتعيط
- لية كدا فجأة دي كانت كويسة خالص
- أنتي عارفة لما تجيلها الحالة وتسـوء حالتها فجأة
- كانت بطلت الكلام دا من زمان.. كانت بقيت كويسة
- علشان كدا بقول أكيد حصلت حاجة مش عارفينها هـي السبب، حاحة فوق إحتمالها.. وهـي السبب
كاميليا بحيرة- حاجة زي أية يعني؟ شارف لما كلمته كان طبيعي ميبنش إنهم أتخانقوا ولا حاجة ومحصلتش حاجة في الحفلة غريبة..  هـي رجعت أمتى؟ يمكن مشيت بعدينا وحصلت حاجة أنا معرفهاش
- على أربعة الفجر
- متأخر أوي.. أنا مشيت على وحدة ونص أتنين كدا، يمكن حصل حاجة بينها وبين شارف وهو مقاليش لما كلمته
والدة لينا- لا هو ودعها هو وعلي بعدكم بشوية قالي ومحصلش حاجة.. 
مش عارفة بقى، عمومًا لما تبقى كويسة هتعرفنا أكيد
وقفت كاميليا و- طيب ياطنط أبقى طمنيني عليها
*****
كرر بإستنكار- كنتِ فين؟ 
- عند لينا
- أنا مش قولتلك لا لما سألتيني وبعدين خرجتي من غير ما تعرفيني لية
- لأني مش لاقية سبب للرفض، أول يوم قولت مودك كان مش مظبوط وعديتها، لكن هـي مكانتش كويسة وكان لازم أشوفها
- متطلعيش من غير إذني تاني ياكاميليا، متتحركيش حتى من غير ما أكون عارف، مش معنى إني مش فايق اليومين دول إنك تستغلي دا
- استغله في أية أنت بتقول أية بقولك كنت عند لينا
- خلاص لينا.. لينا.. لينا مفيش سيرة غيرها، عرفت إنك كنتِ عندها متكرريهاش بقى 
- كاران.. لأخر مرة بسألك في أية؟ حصل أية يوم الحفلة الفندق بعد ما مشيت، أنت مش على بعضك لية ولينا.. من يومها وهي كمان مش بخير، ومروحتش معانا.. 
كاران..
- يعني هيكون في أية وأنا مالي ومال لينا.. 
قولتلك مشكلة في الشغل ومعصباني، لما تتصلح كله هيتصلح
- مشكلة أية وهتصلحها أزاي، عرفني يمكن أساعدك
' انتِ الوحيدة اللي مينفعش تعرفيها '
قالها في سـره وهو بيبصلها، قبل ما يهز راسه بتأكيد
كاميليا مينفعش تعرف
دا الحل الوحيد، 
والأخير..
فات يومين كمان، من ساعة ما أخد القرار وهو بقى أحسن، رجع زي الأول، رجع كاران
حضنته كاميليا وهو حط وشـه في كتفها يتنهد بتعب، كان مشتاق، كان ضايع
هنا مرسـاه
- بحبك، أعرفي إني لا عمري حبيت ولا هحب غيرك، عمري ما أتمنيت أكون مع غيرك، ولا فكرت في غيرك، 
أنتِ أول وأخر بنت حبيتها، السـت اللي سعيد إني ملكتها وإتجوزتها.. 

كلام حب.. متعودة عليه، بس غريب، يوتر.. يقلق
مش مطمناله، مش مجرد كلام.. كإنه رسالة
هي قلقانة!!

بعت رسالة وقفل وهو بيبص قدامه بإصرار
محتواها ' هنتقابل، لازم نقفل الصفحة دي، شوفي أمتى يناسبك وكلميني.. يا لينا '
*****
كان قاعد بيلعب مع سيف وكارميلا مقعدها على رجله، قربت كاميليا ومعاها تسالي وفاكهة، حطتها على ترابيزة قدامهم وقعدت جنبهم، سندت على كتف كاران اللي قشعر كعادته مؤخرًا لما لمسته وهـي بتبص ليهم بحب
قبل ما يبصلها كاران و- قررتي هتنزلي الشغل أمتى؟ شوفي أنهي فرع عايزة تنزليه وقوليلي أكلم المسئول هناك.. 
لو حابة.. تقدري تطلعي من مجموعة وادي وتشتغلي في أي مكان تاني، تستقلي بنفسك لو عايزة
انتفضت من مكانها تبعد عنه تبصله بدهشـة، دي فكرة كانت بالنسباله مستحيلة، تروح وتيجي في ملكه.. وبأمره
دا عرض خيالي.. متوقعتوش
بس مقابل أية؟
أية اللي عملته أو حصل خلى كاران ياخد قرار زي دا
فجأة..!!
زادت حيرتها.. 
- متأكد؟ أنت سامع بتقول أية؟
بص قدامه وهو بيهز راسه بآه، وبيهز رجله..
هيعتبره تعويض عن جريمته الصغيرة، جريمة متعرفش عنها حاجة
لكنه محتاج يعوضها، يكفر عنها
- اه متأكد.. المهم تكوني مبسوطة
قالها وهو بيمد إيده بتردد يمسك خدها ويمسـده بحنان وعيونه بتبص لملامحها بحب، دمعت عيونه لما طالت نظراته، مسح على شفايفه بلسـانه قبل ما يقوم مرة وحدة و- هطلع بـرة شوية، محتاجة حاجة؟
نفت براسها قال سيف- خدني معاك يابابي بليز
- تعالى
خده وخرجوا سـوا، وهـي اخدت كارميلا اللي كان حطها على الكنبة جنبه في نص كلامهم وطلعت تنيمها
- عامل أية ياكاران من ورايا ومخبيه؟
قالتها بحيرة.. عرفاه.. حفظاه
مبيتنازلش إلا بمقابل، لو في حاجة
حاسس بالنـدم.. 
*****
بعد يومين..
في كافية..

دخلت لينا لمحت كاران قاعد في تربيزة منعزلة، قدامه فنجان قهوة وباصص قدامه بجمود، قربت بخطوات بطيئة لحد ما وصلتله، نطقت اسمه بخفوت- كاران
- أقعدي يالينا
شاورلها تقعد و- تشربي حاجة؟
- لا.. 
- أنا جايبك هنا علشان أقولك حاجة وحدة بس، اللي حصل تنسيـه نهائي ويتمحي من ذاكرتك، كإنه محصلش، 
فاهمة؟
نفت بلا و- أنسى أزاي، أنت بتطلب مني أية، أنت عارف أنت بتقول أية أصلًا اللي حصل دا كارثة، دي مصيبة
عيطت وهي بتشـد شعرها بجنون بإيديها و- مصيبة ياكاران.. مصيبة
وقف وملامحه جامدة.. متخشبة وهو بيقول بأمر- اللي قولته هيحصل، هتنسي كل اللي حصل.. ومش هتقولي حرف لكاميليا أو لشارف ولا أي مخلوق.. لو حسيتي إنك مش هتقدري تكتمي السـر يبقى تقطعي علاقتك بمراتي 
قالت بغضب وزعيق وهـي كمان بتقف قدامه- دا اللي طلع معاك؟ دا الحل بالنسبالك
زعق في المقابل- عندك حل غيره؟ حل يضمنلي أن كاميليا متسبنيش.. ومتبعدش عني؟ لو عندك أتفضلي قوليلي، غير كدا هتعملي اللي هقول عليه
أخد مفاتيحه وموبيله مشى خطوتين قبل ما يلف ويبصلها و- فوقي لنفسي وأرجعي لبيتك.. وجهزي نفسك كويس قبل ما تقابلي كاميليا تاني.. مش عايزها تحس إن فيكِ حاجة
فاهمة؟
أقفلي سيـرة اليوم دا
مستناش رد ومشى، وهي فضلت تبص لضهره ودموعها بتنزل بصمت، قبل ما تقعد وتغطي وشها بإيدها تعيط بإنهيار
مش عارفة تعمل أية.. 
لكن ملقيتش حل قدامها غير إنها تسمع كلامه
معاه حق.. دا الحل الوحيد، يقفلوا سيرة اليوم دا نهائي
تحاول ترجع زي ما كانت قبله، هتمحيه من ذاكرتها
هـي شاطرة في إنها تنسى، ياما أتعودت تنسى
إن كاران مبيحبهاش، إن كاميليا جت وخطفت منها أحلامها، إن شارف كان ممكن يضيع منها
إن كاميليا عدوتها
ياما حاولت تنسى وهتنسى
خرجت وكلها إصرار إنها تقفل الصفحة
*****
عند كاميليا.. كانت بتدور بفرحة عن شركة ممكن تنضم ليها، بعيد عن مجموعة وادي قبل ما يوصلها نوتفكيش برسالة على الواتس من رقم غريب
فتحته كان فيه فيديو، فتحته تسمعه لحظات قبل ما توسع عيونها بصدمة.. خلص الفيديو فضلت تكرره مرة والتانية بجنون
وهـي مش مصدقة، دخلت في حالة هيستريـا
كاران بيخونها.. ومع..؟؟؟؟

4..

- كامي..

صوت كاران بينادي وهو طالع السلالم، أول مرة يدخل البيت يلاقي أضواءه خافتة، كاميليا مش في استقباله، مفيش صوت لأولاده، مش دا اللي هو متعود عليه
طلع السلالم بتردد، باب الأوضة موارب، قرب وهـو بينادي اسم بيحبه، أكتر اسم بيحبه- كامي.. 
فتح الباب ببطء قلب لتوجس لما شاف حالتها.. 
قاعدة على الأرض وباين إنها مش في حالة طبيعية، بتبص للأرض بشرود.. سرحان، باين عليها الإنهيار
لفت راسها ليه ببطء أول ما لمحته، وقف مكانه يبلع ريقه، مستني تفسير
- في أية ياكامي؟ قاعدة كدا ليك؟
نطق وهو بيقرب يمـد إيده علشان يرفعها، صرخت فيه وهـي بتزحف لورا- أبعد عني متقربليش.. متلمسنيش
أوعى
وقف مكانه بصدمة من صراخها، كملت بزعيق- أبعد عني مش طيقاك
- فهميني في أية؟ 
رفعت عيونها ليه، حمرة زي الدم ودموعها بتنزل من غير توقف، شعرها مشعث لسة ملاحظ كل دا، يدل إنها في حالة الإنهيار دي من بدري
زاد قلقه، قرب غصب عنها يمسكها من درعاتها يسألها بقلق- في أية ياكامي مالك؟
بصتله بضعف، نطقت أخيرًا بتشوش وعدم تصديق- بتخوني ياكاران.. بتخوني.. ومع مين.. لينا!!
لينا ياكاران.. لينا
كررتها بعدم تصديق، بصدمة.. بوجع وخذلان
كانت مصعوقة بصلها بغير رد فعل للحظة، مصدوم من معرفتها، قبل ما ينفى براسه و- كامي أهدي أنتي فاهمة غلط
صرخت بإنهيار وهـي بتضربه من غير ما تحس في اي مكان تطوله- غلط أية غلط أية.. انا شوفتكم.. ملقيتش غير لينا، لينا ياكاران أزاي، مش على أساس مفيش حاجة بينكم.. مفيش مشاعر جواك ليها.. مش على أساس مبتحبهاش، مش على أساس إنها أختك.. طيب بقيت مرات صاحبك.. دي صاحبة مراتك.. أخت مراتك.. بمثابة أختي
عملتها أزاي.. قولي.. أنطق
صرخت بجنون وهي بتقف تنهج تاخد نفسها بصعوبة، وتشـد في شعرها بهيسترية، وتبصله بغل.. بكره.. هـي في كابوس
قرب منها زعقت وهي بتبعد عنه خطوة لورا وتبصله بكراهيـة شديدة- متقربليش متفكرش تيجي ناحيتي أبعد عني مش طيقاك، مش طايقة أبص لوشك.. مش طايقة نفسك جنبي..
كملت بصوت ضعيف.. منهار.. موجوع- مش عايزاك جنبي
نطق بصعوبة- كامي..
قاطعته وهي بتنفي بلا بجنون من غير ما تحس، حتى صوته مش طيقاه، نطقه لاسمها اللي بيحسسها إنه أميز اسم في الكون بقيت كرهـاه- متنطقش اسمي.. متستهلش، طلقني
كأنه اتكهرب لما سمع كلمتها، إلا الكلمة دي، مش في قاموسه، مش في منهج حياته معاها، مش من مفردات علاقتهم
إلا الطلاق، إلا الفراق، إلا البُعد..
نفى بإصرار- إنسي.. كامي أهدي وخلينا نتكلم كانت غلطة و..
- غلطة!!
قربت هـي منه ضربته بالقلم بأقوى ما عندها، بصلها بصمت رجعت ضربته قلم تاني في تالت في رابع.. لسـة مكملة، كل قلم أقوى من اللي قبله و- غلطة أي دي، دي مش غلطة، دي رغبة، حاجة عايزها من سنين، وبتكدب على نفسك وعلينا وعلى الكل، كنت عارفة أن الحكاية مش هتخلص كدا أبدًا، كنت عارفة أن اللي بينكم مش عادي، كنت عارفة إن..
ضحكت بسخرية تفتكر كلمته زمان و- فيه جواك ليها حاجة.. منتطفتش.. وأنا بغبائي صدقت.. صدقتك إنك مبتحبهاش، معيزهاش.. صدقت
بصتله بعيون مزهبلة، بتبص بتشوش وعيونها بترفرف بآلم.. تسأله بعتاب-بس لية بعد دا كله
بعد السنين دي كلها
ذنبي أية، ذنب شارف أية
ذنب عيالنا أية أن أبوهم طلع بال... دي
عايزها كنت خدتها من الأول، مش بعد دا كله، مش بعد كل اللي عشته معاك، مش بعد ما عيشتني حلم وفلم وحكاية وصدقتها والله صدقتها، كنت شايفة نفسي، واثقة في نفسي، كنت مفكرة أن مفيش مني بسببك، صدقت إني كافية ووافيـة بسببك، طلعت كل دا بتخدعني.. حرام عليك منك لله
مش مسمحاك لا أنت ولا هـي
كان قادر ياخد باله من كل تفاصيلها، إنهيارها وإرتجاف إيديها وإرتعاش جسمها، حتى وهـي بتمشي قدامه من غير شعور وتتحرك بعشوائيـة، كانت مش قادرة تسند طولها
في لحظة هتقع.. هتنهد
هـي منهزمة، متألمة، موجوعة، منخدعة، هي سـت إتهدت في لحظة، عالم وإنهار حواليها
حكاية وأكتشفت إنها أسطورة، هي كانت مخدوعة في حب مش حقيقي، تاني.. تالت.. مرة!
يخدعها كاران، كانت لعبة في البداية.. كانت رغبة في منتصف الحكاية.. وبقيت ملكه في إيده بغباءها للمرة التالتة وسابتله السيطرة في النهاية
كاران نجح إنه يثبتلها إنها غبية في كل مرة
هو مبيتغيرش، هو كاران.. اللي كل مرة بيخدع، بيلون وشـه، وكل ما يتكشف غطاه يرجع يقنعها وتصدق، هـي اللي بتصدق وبتتخدع
صدقت أن الحب في الحكايات بقى حقيقة
كاران مجنون بيها! مبيشوفش غيرها.. نسيت إنه راجل في النهاية
نسيت إنه مش أي راجل.. دا كاران!
اسم لوحده حكاية، ميتصدقش، ميتوثقش.. 
واقف ساكت بيراقب كل ملامحها اللي بتتلون، بتبرق بإدراك.. بإستنكار.. ملامحها بتحكي زي ما متعود عليها
بس قاري كلام مش حابه
بس لأول مرة يبقى واقف ومش قادر يقرب، عامل ذنب وآثم أكبر من إنه يقدر يتخطاه ويقرب منها ببجاحة كالعادة
الحاجة الوحيدة اللي كان فخور بيها في حكايتهم باظت
حبه ليها، إخلاصه وعشقه
مبقاش كافي، مبقاش حقيقي
حتى في دي، الحاجة الوحيدة اللي خلتها تستحمل منه كتير
وتسامح غلطات أكتر
خربها!
دمرها.. خانها! 
باع حبها
وياريته خان مع غريب، نقى أقرب حد ليه وليها وخانها معاها
علشان لا تقدر تسامح ولا تقدر تثق في حد بعدهم
خانها مع لينا!
بصوت واطي.. خافت.. وبشرود- لية لينا.. كنت سبتها.. لو ناوي تخون.. خون بس مش معاها، سيبها تواسينـي، سيبها تطبطب عليا، أنت خدت مني كل حاجة مرة وحدة، كل أهلي اللي هنا
مكنش ليا غيرها وغيرك
سألته بدموع وهي بترفع كفوفها بإستسلام- أروح لمين اعيطله؟ أشكي لمين؟
لية؟
سنين معايا وأنت كنت عايزها، أزاي محسيتش.. أزاي خبيت.. أزاي صدقتك، 
- كل دا مش حقيقي صدقيني لينا عمرها ما كانت بالنسبالي حاجة، صدقيني أديني فرصة أشرح
- تشرح أية؟ مفيش شرح، مفيش حاجة تتشرح كل حاجة بانت
مسحت دموعها بتصميم، تستجمع نفسها في لحظة و- خلص وقت الكلام، خلصت خلاص، مش عايزة منك تبرير، مش عايزة منك حاجة، مش طايقة اسمع منك حاجة
انت هتطلقني
لسة هيقول لا.. هينفي يصرخ.. يزعق، 
مسابتش فرصة كملت- هتطلق غصب عنك، مش هبقى على اسمك لحظة كمان
أنا قرفانة إني كنت على اسمك في يوم، كنت ملكك، كنت جوزي.. قرفانة
جت تمشي مسكها من دراعها يوقفها و- متقوليش كدا
- هقول وهفضل اقول، أنا ندمانة إنك دخلت حياتي
أنت دمرتني، دمرت كل حياتي، أنت لعنة وانا كدبتها، صدقت إنه حب.. اللي بينا دا لعنة من البداية.. 
تنت كنت خايني وبتكدب، بتبصلي وأنت كداب، كنت جايبة سيرتها قدامك.. محسيتش بالذنب هي بصتلي لما روحتلها اتعاملت عادي كأنها مش خيناني في ضهري
أنتوا لعبتوا بيا، بينا.. شارف.. شارف لما يعرف
أزاي.. عملت كدا
دا أخوك.. صاحبك، بتقول عليه سندك، سكت لية؟ معرفتنيش؟ اتعاملت عادي لية؟ 
صرخت في النهاية- قولي لية
- لاني مكنتش عارف أعمل أية.. لإنها لينا.. معرفتش أقولك لإنها لينا
هزت راسها بآه بمرارة و- فعلًا لإنها لينا.. حبيبة القلب اللي ما صدقت تطولها، اللي ياما عوزتها.. هتقولي أية يعني!
قالت بسخرية مريرة.. نفى و- لا.. لإنها أختك.. أختي.. لإنها مرات صاحبي زي ما قولتي
- مبقاش يهمني، الأعتبارات دي شكليات بالنسبالك اعتقد
سيبني
شالت دراعها من بين إيديه، رفعت راسها تبصله و- عمري ما هنسالك اللي عملته، الجرح اللي سببته لقلبي أنا مش هنسـاه.. مش هسامحك عليه، زي ما عشت عمرك كله تزرع في قلبي الحب بنفسك شلته، بفعلتك دبحتني.. زرعت مكانه كره
جت تمشي وقفها.. - خليكي هنا.. أنا اللي همشي
مشى بخطوات بطيئة.. مهزومة، أكتاف مايلة 
وهي رافعة راسها تبصله وهو بيختفي من غير مشاعر
في اللحظة دي، لو في إيدها سكينة كانت هتدبها في ضهره من غير ما ترمش
لو فيها قوة هتطلع قلبه بإيديها 
لو فيها نفس كانت قتلته لأخر نفس
مسحت دموعها بعنف ووشها، كل جسمها بيرجف 
لحظات وأفتكرت الفيديو فغمضت عيونها تاني بعذاب، لمحت الفون قريب منها فمسكته تضربه في الحيطة، قبل ما تزعق وتصرخ بإنهيار وتبدأ تكسر كل حاجة تلمحها خاصة بكاران
عطره.. ولبسه، همسه ولمسته، كل مكان تبصله يفكرها بيـه فتمسك حاجة وتكسرها هناك
كان واقف سامع كل دا، عند باب البيت ماسك أوكرة الباب وبيدوس عليها بعنف بقبضته، خطوة بره.. وخطوة جوه
نزلت دمعة من عيونه بندم قبل ما يقفل الباب ويمشي
لأول مرة يسيب دمعة تنزل من عيون كامي، يشوف وجع كامي ويسكت.. ويتحمل ويمشي
لإنه لأول مرة من سنين يكون السبب فيه
رجع يآذي كامي، يكون كابوسها الأوحد.. 
*****
وقف قدام المكان اللي دايمًا بيلجأ ليه، للشخص اللي متعود يواسيـه، يحل معاه، يفكر معاه، ملجأه الأول والأخير
قدام بيت شارف
ركن عربيته قدام البيت، مـد إيده بتردد يفتح الباب لكنه مقدرش، رجعها وفضل قاعد في عربيته مكانه، بيبص للبيت بندم.. عايز يروح يقوله.. ويعمل فيه بعدها اللي يعمله حتى لو هيموته
يقوله إنه خانه، طعنه في ضهره.. شرفه!
لكن مش قادر يتخيل رد فعله
ولو عمل أية مش هيقدر يتكلم
أتخيل لو كان مكانه، كان أتجنن كان موته.. موت كاميليا، الفكرة نفسها مش قادر يفكر فيها، مش قادر يخليها تمر في عقله حتى
كان ممكن يموت نفسه أصلًا
إتنهد وهو بيشغل عربيته ويمشي من قدام البيت، تحت استغراب شارف اللي طلع البلكونة بالصدفة ولمحه وأستنـاه ينزل، مسك فونه يرن عليه 
لكنه مردش، مش هيقدر يواجه

نص ساعة ولينا دخلت البيت، استقبلها بإبتسامة، قرب حضنها يهمس بلطف- وحشتينا أنا وعلي أوي
مسكت في تي شيرته تغمض عيونها بعذاب وتخفي وشها في حضنه وبتنهيدة حارة- وأنتوا كمان.. ياريتني ما سبتكم
ياريت
سـأل بقلق وهو بيبعد عنها يمسكها من كتافها يبصلها- مالك يالينا؟ في حاجة؟ طنط زعلتك؟
نفت براسها ورجعت تحضنه، محتاجة قربه و- لا بس أنت وحشتني أوي.. علي فين؟
- نايم جوه
هزت راسها بتمام وهي لسة حضناه 
مش عارفة لية! بتعتذر؟ يمكن
وحشها.. جايز
ندمانة.. أكيـد
بتودعه؟ ربما
قرب بوشـه منها، بصتله بخضة، بلعت ريقها وبعدت وشها عنه و- أنا جعانة أوي ممكن تطلبلنا أكل عقبال ما أخد شور؟
وبعدت عنه بسرعة.. فهز راسه ببسمة خفيفة
*****
أختفت كامي..
مهما يرن مبتردش، في حالات زي دي، في زعلهم
بيبعت لينا تلطف
يبعت مين دلوقتي؟
لقى نفسه قدام بابها أربعة الفجر، هيتحمل، أزمة وهتعدي، مهما تعمل كامي هيستحمل، بس متبعدش
دخل البيت كان صمته مخيف، خدته رجله لأوضة أطفاله الأول، لقى كامي على سرير سيف واخدة أولادها في حضنها ونايمة معاهم، قرب منها ملامحها مرهقة، في آثار دموع.. وشها كله أحمر
بصلها بتأثر مـد إيده يرتب شعرها المفرود حواليها بعشوائية لمح كارميلا اللي صاحية ومفتحة عيونها بتبص حواليها وبتلعب بإيدها وبتناغش نفسها، شالها من إيد كاميليا ياخدها في حضنه
- حبيبة بابي
خدها وقعد على كرسي قدام السرير يبصلهم كلهم بندم، هو السبب في اللي أسرته فيه حاليًا، غلطته وكلهم بيدفعوا تمنها
ضم كارميلا لحضنه يهمس بوعد- متقلقيش ياحبيبتي كل حاجة هترجع زي الأول.. مامي هترجع تضحك زي الأول، هتسامحني
ببجاحة.. بتأكيد.. بتمني.. وعد!
وبرجاء وتوسل في النهاية
نام من غير ما يحس وهو بيبص لكاميليا، أتحركت كاميليا ومـدت إيدها ترفع الغطا على أولادها لقيت مكان كارميلا فاضي، فتحت عيونها بخضة تبص حواليها قبل ما تقع على كاران اللي واخد كارميلا في حضنه ونايمين سـوا
وقفت بتهور من مكانها قربت من كاران سحبت كارميلا منه بعنف حس بيها ففتح عيونه بقلق
- كامي..
صرخت فيه- أنت بتعمل أية هنا
- وطـي صوتك علشان الأولاد
- أطلع برة.. متورنيش وشك، أطلع
- تعالي نتكلم برة
قالها برجاء وبنبرة توسل، وهو بيمد إيده يمسك إيدها
نفضت إسده بعيد عنها بإشمئزاز و- مفيش كلام بينا بقولك أطلع برة.. أطلع
بدأت تنهار وهي بتتكلم قبل ما تقول بتوعد- لو ممشيتش حالًا أنا اللي همشي.. ومش هتعرفلي طريق لا أنا ولا الأولاد
رفع إيده الأتنين قدامها بإستسلام و- خلاص أهدي أهدي أنا ماشي.. 
طلع بخطوات بطيئة منهزمة
لسة الطريق طويل قدامه لكنه هيقطعه

تاني يوم..
قاعد في شركته سرحان، ماسك الفون عليه رقم كاميليا، باصصله بتردد قبل ما يلاقي الباب أتفتح بهمجية ودخلت لينا
- أنا مش هقدر أستحمل أكتر من كدا.. أنا هطلب الطلاق.. وأنت كمان.. لازم نصلح اللي عملناه
تعليقات



<>