
رواية لا تثقي بالرجال الجزء الثالث3 من لا تقولي لا الفصل الخامس5والسادس6 بقلم زينب سمير
تاني يوم..
قاعد في شركته سرحان، ماسك الفون عليه رقم كاميليا، باصصله بتردد قبل ما يلاقي الباب أتفتح بهمجية ودخلت لينا
- أنا مش هقدر أستحمل أكتر من كدا.. أنا هطلب الطلاق.. وأنت كمان.. لازم نصلح اللي عملناه
بصلها بتملل وبلامبالاة رد وهو بيرجع يبص للي في إيده- أعملي اللي تعمليه يالينا مليش دخل بيكي
- يعني أية مليش دخل
نطقت وهي بتقرب وتقعد قصاده و- مبقاش في حاجة اسمها ملكش دخل، أحنا في المركب دي سـوا.. هنحل المشكلة دي سـوا، انا هطلق من شارف وأنت كمان طلق كاميليا و..
بصلها في عيونها وبجدية.. بعصبية.. - وبعدين؟
مستنيها تنطق اللي في دماغها علشان يبلعها، يطلع فيها كل غله وغُلبه، كل زهقه
حثها بعصبية- وبعدين نعمل أية؟ نتجوز أنا وأنتي ومثلًا؟ دا اللي أنتِ عايزاه؟
- لا مقولتش كدا، بس.. على الأقل منبقاش ضحكنا عليهم، أنا مش قادرة أبص في عيون شارف ياكاران، مش قادرة أبص في مرايتي.. مش عارفة أكلم كاميليا
- متكلميهاش تاني.. مش هتكلميها تاني
كاميليا عرفت
وقفت بخضة وإنتفاضة ردت- أية؟ عرفت؟ أزاي..
بجهل واضح، وسط الزوبعة اللي حصلت مهتمش.. منتبهش إنه يعرف حتى عرفت أزاي و- مش عارف، المهم إنها عرفت
ٱخيرًا ظهر ضعفه وخوفه، مسك راسه بكفوفه يقول بحيرة شديدة وتعب- عرفت وعايزة تبعد..
- أكيد مش طيقاني، أكيد منهارة
قعدت على كرسيها تاني بإنهيار و- أحنا أية اللي عملناه فينا دا.. أزاي كنا بالغباء دا
صرخ فيها- دا كان غباءك أنتي، أنتي السبب أنتي اللي طلعتيلي الجناح، ممشيتيش مع شارف لية.. طلعتيلي لية أنطقي
- قولتلك مطلعتش ليك أنت كنت جاية أخد شنطتي..
نفى براسه و- مش هصدقك.. دي كانت حجة، لعبة من ألاعيبك..
مسكت شنطتها وهي بتقوم وتقول- صدق اللي تصدقه أنا مش مضطرة أبررلك.. مش مضطرة أتحمل الغلط لوحدي.. دا غلطنا أحنا الأتنين وأنا مش هدفعه لوحدي
طلعت وبقى قاعد لوحده، دماغه بتجيبه وتوديه مش لاقي حل، مش عارف يتصرف، رمـى كل حاجة كانت على المكتب على الأرض وهو بيزعق بعصبية
*****
عند كاميليا..
- أنا عايز بابا.. كلميلي بابا
- ياحبيبي قولتلك بابا مشغول اليومين دول
مـدت إيدها بمعلقة فيها أكل و- كل علشان خاطري وهو لما يفضى هيجيلك
- لا أنا عايزه دلوقتي هو كان واعدني إنه هيروح معايا النادي.. وهنتدرب سـوا إنهاردة
- طلعله شغل ومش هيقدر.. معلش تتعوض مرة تانية
قالتها بتعب وإرهاق، ملامحها باهتة لابسة بنطلون رياضي وبلوزة، رافعة شعرها كحكة عشوائيـة، قاعدة في بهـو البيت مع سيف بتحاول تأكله وكارميلا جنبهم بدأت هي كمان تزمزء بسبب صوت سيف العالي
- شايف أختك كمان عصبتها بصوتك
قال برجاء-طيب خليني أكلمه، لو طلبت منه هيجي
رمـت طبق الأكل بأقسـى قوتها وهي بتزعق فيه- كفاية بقى قولتلك بابا مش جاي يبقى تسمع الكلام مش عايز تاكل براحتك، أطلع أوضتك دلوقتي مفيش حد رايح نوادي
بصلها بدموع.. صرخت بقلة إحتمال- قولتلك أطلع
- أنا هقول لبابا إنك زعقتيلي، هقوله إنك مش بتحبيني
قالها وهو بيجري لفوق بإنهيار، إتنهدت وهى بتبص قدامها وتحاوط راسها بتعب، راسها هينفجر ومش عارفة تعمل أية..
كل حاجة جواها مبعثرة، الأفكار ملهاش أخر، بتموت بالبطيء ورغم كدا مضطرة تكمل
مش لاقية حد تكلمه، يشيل عنها ويسمعها، يشاركها ويشاطرها أحزانها
شالت كارميلا اللي عيطت تحضنها ليها بقوة وبدموع- قوليلي أعمل أية ياكارميل أعمل أية ياماما؟
بعد ساعتين، مقدرش يتحمل أكتر من كدا، سـاب كل حاجة وجـه البيت تعمل اللي تعمله، تزعق براحتها، تصرخ وتضرب بس وهي قدامه.. شايفها
طلع مفاتيحه يحاول يفتح الباب لكن لقاه مقفول، بتقفل الباب الوحيد اللي بينهم، خبط جامد ورن الجرس
- كاميليا أفتحي الباب، كامي أفتحي خلينا نتكلم، لازم نتكلم، أفتحي وأعملي فيا اللي أنتي عايزاه، لو سمحتي أفتحي الأولاد وحشوني.. أنتِ وحشتيني
نطق بضعف في الأخير.. بصوت واطي
كانت ساندة على حيطة جنب الباب بتسمعه بجمود
كمل بصوت أوطى- أنا غلطت.. عارف، غلطة كبيرة أوي.. لا تُغتفر، مش لاقيلها مبرر بس.. مش لأي سبب من اللي في دماغك، مش عارف عملت كدا أزاي.. مش عارف
أتكلمي معايا زعقيلي بس كوني معايا.. اطلبي مني أي حاجة علشان تغفريلي وهعملها.. أي حاجة
مهما كانت أية، بس أديني فرصة
هي صعبة بس أديني فرصة أرجوكي.. متقفليش كل الأبواب بيننا، متنسيش أن في سيف وكارميلا بينا، متنسيش أولادنا.. ومتنسينيش أنا كاران.. مليش غيرك وأنتي عارفة
بلا.. بلا.. بلا
كلام محفوظ، متكرر، عرفاه، بطل يأثر
قاله زمان وهو بيلعب عليها، قاله مرة تانية وهو ممضيها على جوازهم العرفي، طلب السماح وهو قايل للينا إنه معجب
قاله من يومين وهو كان خاينها
هيفضل يقوله لإنه حافظه، هتبطل تصدقه،
كاران والحب؟
كاران والصدق؟
كاران والثقة؟
ميتجمعوش،
كاران والخيانة.. خداع.. كدب.. يتجمعوا
دي تركيبته
كان كدا من زمان ومتغيرش، كان كدا من البداية
راحتها في بُعدها عن كاران، كانت لازم تبعد من زمان، من أول مرة غلط في حقها، آذاها، وجعها، من لما قالها متثقيش فيا
كان عارف نفسه، إنه لا يؤتمن
- كاميليا..
لكنه ملقاش رد، طَول في إنتظاره لحد ما فقد أمله إنها تقابله فمشى مهزوم..
*****
تاني يوم..
كانت لينا في المطبخ لمحت شارف رايح ناحية باب البيت
- رايح فين ياشارف؟
- هقابل كاران
وقع منها الطبق من غير ماتحس و- كاران.. لية؟ في حاجة
سألت بقلق، قرب هو منها لما انتفضت من ضجة كسر الطبق، وبخضة- خلي بالك.. تعالي
مـد إيده ياخدها يطلعها برة المطبخ، بدأ يلملم الكسور و- مش تخلي بالك كان ممكن تتعوري
- معلش فلت من إيدي
رمـى الكسور في الباسكت ولف يبصلها- خلصت، همشي بقى
- مقولتليش كاران عايزك في أية
- وهو لازم يعوزني علشان أقابله! بعدين أنا اللي كلمته وطلبت نتقابل، بقالنا مـدة مقعدناش سـوا، يلا سلام
- استنى
نطقت بلهفة و- خليك معانا أنا وعلي، مش لازم تخرج إنهاردة
- أنا كل يوم معاكم، وبعدين مش هطول، ساعتين بالكتير وهاجي
غمزلها بمرح و- أستنوني
خرج وبقيت هي مكانها، ماسكة طرف التربيزة تشـد عليها بأعصاب منفلتة
وبعدين بقى، هتعيش في الضغط دا كتير!
لازم تلاقي حل
قرب كاران من شارف اللي قام حضنه و- أية ياباشا فينك من يوم عيد ميلاد سيف وأنت مختفي
قعد على كرسي قدامه- مشغول بس شوية
- مالك ياكاران؟ شكلك مش طبيعي ومن يومين شوفتك قدام بيتي أستنيتك تطلع لكنك مشيت ورنيت عليك مرديتش
- اه كنت معدي قدامكم وبفكر أطلع لكن لقيت الوقت أتاخر فلغيتها
هز راسه بتفهم قبل ما ينطق- كاميليا..
بصله كاران بإنتباه، كمل شارف- في حاجة بينك وبين كاميليا؟ مفيش حاجة بتدهور حالك كدا إلا لو هي السبب فيها
- مشاكل عادية متاخدش في بالك
*****
لا بُـد من مواجهة، أخدت لينا نفس عميق قبل ما ترفع إيدها وترن الجرس، لحظات وأتفتح الباب، بصتلها كاميليا من فوق لتحت للحظات طويلة، قبل ما تسند على الباب وتربع إيديها وببسمة مستنكرة- فاجئتيني والله، عارفة إنك بجحة بس مش للدرجادي.. تيجي لحد هنا برجلك
- خلينا ندخل ونتكلم ياكاميليا
- أشكالك ميدخولوش بيتي ويتعاملي مع عيالي.. يتوسخوا
غمضت لينا عيونها لثانية قبل ما تفتحها و- قولي اللي عايزاه.. حقك، أنا هسمعك، بس خلينا نتكلم ونتحاسب جوه
- خايفة من الفضيحة؟
- كاميليا..
- خايفة على اسمك.. سمعتك.. إن شارف يعرف؟ ولا عايزة تدخلي علشان تشوفي البيت شكله أية بعد ما خربتيه
- أنا..
- أنتي خاينة..
عـدت على صوابعها و- لجوزك.. وابنك.. وصاحبتك، وأولاد صاحبتك، خاينة قدام نفسك
كنتي عايزة دا من أمتى؟ فكرتي فيه كام مرة، أتمنيتي كاران لأمتى من زمان صح؟ كنتي بتفكري فيه وأنا جنبك.. صح؟
كل مرة كنت بحكيلك عننا كنتي بتقولي ياريتني مكانك.. دا مكاني أنا من البداية.. صح؟
كنتي بتلمحي لدا كتير بس أنا كدبت نفسي،
نفت براسها- مكنش في حاجة من دي في دماغي، أنا بحب شارف، بحب بيتي وابني، كاران اخويا.. قولتلكم دا كتير لية مش مصدقين
كملت بإنهيار- اللي حصل غلطة.. عمري ما فكرت فيها، كاران مكنش في بالي
- أنتِ كدابة، بطلت أصدقك خلاص، أفترضت مرة وأتنين حُسن النيـة بس كنت غبية
عايزه كاران؟ خوديه.. مبقاش يلزمني.. بقى بتاعك، يشبهلك، خوديه وأشبعوا ببعض أنتوا شبـه بعض.. خاينين
أطلعوا من حياتي.. أطلعي
صرخت فيها وهي بتزقها الخطوتين اللي دخلتهم، لكن لينا متحركتش، بدأت تزق فيها بقوة لدرجة كانت هتوقعها التلت سلمات اللي عند الباب لكن إيد إنتشلتها قبل ما تقع
كان كاران..
سند لينا وعدل وقفتها قبل ما يبص لكاميليا بسرعة و- كاميليا حاسبي
بسخرية مريرة- خايف على حبيبة القلب، أشبعوا ببعض
لسة هتدخل وتقفل الباب جرى بسرعة يمنعها مسكه بإيده وبرجاء- خلينا نتكلم خليني أدخل ونتكلم..
- مفيش بينا كلام
بصلها بتوسل.. لكن نظراتها قوية.. نافرة.. كارهه
مـدت إيدها علشان تزق الباب بالقوة، لكن صوت سيف اللي نازل يجري من فوق وبسعادة- بابا أنت جيت
بصتله كاميليا للحظة أخيرة قبل ما تسيبه وتدخل جوه
مال شال سيف يحضنه بإشتياق و- أيوة ياحبيبي
سيف بلوم- وحشتني أوي كنت فين؟
بلع ريقه بصعوبة و- كان عندي شغل، أختك عاملة أية؟
- بتعيط كتير ومش بترضى تسكت، وماما كمان بتعيط، وانا.. كلنا بنعيط علشان انت مش هنا
ضمه أكتر ليه وهو بيكتم دموعه
بص سيف وراه و- أية دا دي طنط لينا ماشية.. علي مجاش معاها؟
- تعالى خلينا نشوف أختك
- هي فوق
طلعوا سـوا وهو بيدور بعيونه على كاميليا لكنها اختفت
دخل أوضة كارميلا كانت صاحية ساب سيف وراح يشيلها
- كرميلاية وحشتيني يابابا
بدأ يبوس فيها كتير، قعد معاهم وقت طويل يطفي شوقه ليهم.. عمره ما بَعد عنهم كل المـدة دي
دي كمان من ضرائب غلطته
إتنهد وهو بيوصـي سيف- خلي بالك من أختك وأنا هروح أشوف ماما، عايزها في موضوع مهم
- مش هتمشي تاني صح؟
هز كتافه بجهل واضح
ناداها وهو بيدور في البيت هنا وهناك- كاميليا..
لحد ما لقيها في أوضة بعيدة شوية عن أوضة الأطفال
قفل الباب وراه وبرجاء- خلينا نتكلم.. ممكن؟
شاورتله يقعد، قرب على كرسي قدامها قعد والصمت سـاد بينهم للحظة، بيبصلها بتردد مش عارف يقول أية
قبل ما يخرج صوته بتفسير- يومها أنا طلعت أجتمع مع الوفد تاني، خلصت شغلي كان الوقت متأخر قولت عقبال ما أروح وأجـي هتأخر ومش هكون فايق لسفر الصبح هدخل أنام في الجناح اللي كنا حاجزينه وخلاص
شوية ولقيت لينا كمان جاية، بتقول إنها سايبة شنطتها
بعدها.. بعدها أنا
رفعت إيدها تسكته وبلا مبالاة- مش عايزة أعرف، مش مهتمة، اللي شوفته كفاية
- مين بعتلك الفيديو دا؟
بسخرية- لية؟ علشان تروح تضربه؟ كعادتك تلبس غلطتك لغيرك، دا اللي أنت شاطر فيه
- كامي..
قاطعته- أنت مش هنا علشان نتكلم في اللي حصل، هو خلاص حصل، أنت هنا علشان أقولك اللي هيحصل الأيام الجاية، أنا للأسف مش هقدر أطلعك من حياتنا.. أولادك مش هيسامحوني لإنهم لسة ميعرفوش قد أية أنت إنسان حقير وخاين
فـ كل علاقتنا واللي بينا هيكون الأولاد وبس، مش همنعك عنهم أبدًا، تقدر تشوفهم في الوقت اللي عايزه، برة البيت طبعًا، ولو عايز سيف يبات معاك يوم أو أتنين في الأسبوع تمام.. لكن كارميلا صعب حاليًا يمكن لما تكبر هي كمان تبقى..
قاطعها بخضة- قصدك أية بالكلام دا، تكبر وتصغر ويباتوا عندي.. أنا هرجع البيت.. هرجعلك.. هترجعيلي
- أرجعلك! تبقى بتحلم، إحنا هنطلق، في أقرب فرصة هستنى تطلقني، لو محصلش.. هرفع عليك قضية خلع
وهكسبها
وقفت و- كلامنا خلص
وقف يمسك إيدها يمنعها تمشي و- تعالي هنا.. كامي لا أنا مش هطلق..
- اللي عندي قولته، لو سمحت أمشي دلوقتي علشان عايزة أنام
- مش ماشي، أنا مش طالع من البيت دا تاني، خلاص سبتك يومين أعصابك ترتاح دا كل اللي أقدر أقدمهولك
متستنيش أبعد أكتر من كدا
- يبقى أنا اللي همشي
- تعالي هنا
مسكها من دراعها و- مفيش خروج من هنا، محدش مننا ماشي
زعقت فيه- قولتلك أنا همشي مفيش مكان هيجمعنا سـوا تاني.. مفيش
قالتها وهي بتحاول تفلت منه، حضنها من ضهرها يعمل علامة أكس بدرعاته حواليها يضمها ليه بقوة يمنعها تفلت و- كل الأماكن هتجمعنا سـوا، أحنا علطول هنفضل سـوا
هي فترة.. فترة وهتعدي، حتى وهي بتعدي بصعوبتها هنعديها وأحنا سـوا
وأنتي بين إيديا
غمض عيونه براحة لما حس بيها بين إيديه من تاني بعد أيام عصيبة، مال براسه على كتفها يتنهد بإرتياح.. هنا مرسـاه
- مش هبعد عنك تاني ولو لثانية، أنا كنت في عذاب أنتي مش متخيلاه
لفت تبصله بعدم تصديق، بارد وعارفة.. مجنون ومجربة
لكن يكون بالبجاحة دي؟
عايز يكملوا وكأن الأمر عادي، غلطة وهتمر، قدم تضحياته وخلصت خلاص
أعتذر كتير، أضرب قلمين، وبَعد عن حضنها كام ليلة
شاف كدا إنه قدم أسفه وندمه
خلصت حكايته
قد أية هيفضل يفاجئها..!!
6..
فتحت عيونها الصبح أفتكرت اللي حصل أمبارح، قدام إصراره انهزمت، رجع لبيته، فاز كاران كالعادة بصت حواليها سابت أوضتها ونامت في الصالون مررت إيدها على وشها مرتين تلاتة وهي بتتنهد بتعب قبل ما تسمع صوت كارميلا بتعيط
طلعت تجري لفوق في اللحظة اللي اتفتح باب أوضتهم وخرج كاران كان باين عليه الفزع والخضة
سألها- كنتِ فين؟
كان نايم وصحي على صوت كارميلا ولما ملقهاش جنبه إتجنن، كان مستني تكون جنبه؟ عادي تكون جنبه!
مردتش عليه وهي بتدخل أوضة كارميلا خدتها في حضنها تهديها
دخل وسند على الباب يبصلهم مشهد مش هيسمح إنه يختفي من قدام عينيه، يبقى مش جزء فيه.. مش هيسمح
فتح سيف عيونه فلمحهم حواليه قعد على سريره يفرك في عيونه بنعاس قرب منه كاران يشيله يحضنه ويبوسـه
- صباح الخير يابطل
- بابا أنت جيت، مش هتمشي تاني صح؟
بص كاران لكاميليا اللي كانت بتبصلهم قبل ما تبعد عيونها عنهم بغير إهتمام
- مش همشي.. قوم يلا أجهز علشان هنطلع نفطر برا إنهاردة
خرج سيف من الأوضة
بص كاران لكاميليا و- أنتِ كمان أجهزي أنتي وكارميل
- كاران طريقة كل مرة دي وإنك تتجاهل اللي حصل وعايز ترجع الأمور زي الأول مش هتحصل، اللي قولته وطلبته أنا هعمله، محاولاتك كلها هتروح عبث
علشان كدا لو سمحت أطلع برة البيت
بتوسـل- كاميليا إحنا مش كنا أتكلمنا إمبارح وأتفقنا؟
بسخرية- أتفقنا؟ أنت أديتني فرصة أتفق أنت أديت أوامرك ومستنيتش ردي.. ورفضت طلباتي.. كدا يبقى أتكلمنا؟
- دا اللي هقدر أعمله
- ودا اللي مش هقدر أنا أعمله، أنت لية مش مستوعب إني مش طيقاك؟ كرهاك.. بشمئز كل ما أشوفك، مش مستحملة لا صوتك ولا أشوفك ولا حتى صوت نفسك جنبي..
- أنا كمان والله مش طايق نفسي، أنتي شفتيني كنت أزاي، بس.. عاقبيني وأنتي جنبي
بصت في عيونه.. تقول بقوة، تعترف إنها عارفة نقطة ضعفه وهتستغلها- ميبقاش عقاب، عقابك هو إني أبعد عنك.. لو مزاعمك صح وإنك بتحبني حقيقي، فسيبني أعاقبك بطريقتي
يمكن أرتاح
- هترتاحي لما تشوفيني متدمر من غيرك يعني؟
هزت كتفها و- يمكن!
- طيب همشي، هنفذ رغبتك، هكون بعيد بس مش هبطل أحاول علشان تسامحيني..
إتنفست الصعداء وهي شيفاه بيمشي، يمكن إستسلام مؤقت، ساعة ويجن جنونه، يغير رآيه لكن هتتنفس الصعداء مؤقتًا
دخل سيف فلمح باباه بيخرج سأل بزعل- أنت هتمشي؟ مش هنخرج سوا؟
فرك شعره بحنان و- مرة تانية ياحبيبي
مشى من غير كلام كتير، وبدأ سيف يعيط وكارميلا وراه، إتنهدت كاميليا وهـي بتحاول تهديهم
بتحاول تحط مصلحتهم قدام عيونها وهي بتفكر
تفكر كأم قبل أي حاجة تانية، بس مش قادرة، مشاعرها مش سامحة
المرة دي الغلطة لا تُغتفر، الخطأ لا يمكن إصلاحه
الخطأ قاتل..
*****
في مكتب كاران..
بيتكلم في الفون و- عايز كل تسجيلات الكاميرات للجناح اللي كنت حاجزه ليوم الحفلة، محدش يفتحها جهزوها ليا وبس، وتشوفلي أي تحركات غريبة حصلت حوالين الجناح في اليوم دا، ولو تقدر أعرفلي مين أعرفه زار الفندق خلال الأيام اللي قبل وبعد الحفلة..
قفل معاه وهو بيتنهد، هو متفهم إنه أرتكب غلطة هو ولينا، لكن.. اللي مش فاهمه مين غيرهم عرف دا
وأية مصلحته إنه يوري كاميليا الفيديو
إلا لو كانت لينا بنفسها!
رغم كل اللي بتعمله ونفيها إلا إنه شاكك فيها
مفيش حد قدامه مذنب غيرها
إتأفف وهو بيعيد ذكريات اليوم مرة ورا التانية، خلص شغل مع جوليا والفوج، الكلام أخده هو وجوليا لحد ما وصلوا لجناحاتهم اللي كانت جنب بعض
وصلها جناحها ودخل جناحه، بعدها لينا دخلت..
بعدها ميعرفش دا حصل لية وأزاي، فين كان عقله.. دايمًا مع كاميليا
فين قلبه.. دايمًا مع كاميليا
ف لية.. لية ضعف.. حصل أزاي وأمتى
ما ياما كان مع لينا ولوحدهم ومحصلش حاجة! محصلش أي حاجة
إتصال من الفندق قطع أفكاره و- مستر كاران هيكون صعب نفرغ كل الكاميرات إنهاردة.. بكرة أو بعده بالكتير هبعتهم لحضرتك، أما بخصوص الناس اللي زارت الفندق.. مفيش حد غريب
مستر طارق بس زار الفندق تاني يوم الحفلة الصبح بدري
- طارق وادي؟
- اه يافندم أخو حضرتك
هز راسه بتمام وهو بيقفل معاه، بيضغط على الفون في إيده بغل، لو كان ليه إيد، لو ليه دخل
مش هيرحمه، هيكون لتاني مرة عايز يبعد كاميليا عنه، بيحاول يبعدها عنه
حتى لو كان غلطان في حقها، مش من حقه يبعدها عنه
مش من حق حد
وسط كل الإعصار دا دخلت سكرتيرته و- أستاذ طارق برة
هز راسه بنعم وهو مغلول و- خليه يدخل
دخل طارق وباين عليه الروقان، قعد قدامه و- جايلك بخصوص شغل، فيك عقل تسمعني ولا لسة طايرة منك؟
بصله بعصبية حاول يكتمها.. عايز يجيب آخره و- طارق أنا مش فايقلك لو في حاجة عايز تقولها قولها وخلصني
- براحة في أية أنا غلطان إني قولت أشوفك وأشوف مالك يمكن أقدر أقدملك النصيحة، أزاي تخبي على مراتك يعني.. رغم أن الحاجات دي متتخباش
وعاملي فيها مخلص
وقف يمسكه من ياقته بعنف وبغضب- أنت بتقول أية ياحيوان أنت.. بتلمح لأية بالظبط وعرفت منين؟
حط إيده على إيد كاران يبعده عنه وهو بيكح بعنف- سيبني يامجنون
- أنطق عرفت منين..
- هيكون منين يعني كان عندي شغل في الفندق وشوفتك وأنت خارج مش شايف قدامك وواخد في وشـك، وشك بيحكي ألف قصة وخروج لينا من بعدك ووشها مخطوف يوضح كل حاجة
- الكلام اللي قولته دا لو حد عرفه أنا هموتك
- حد مين؟ كاميليا يعني؟ ولا شارف.. ولا الصحافة؟
متخيل أبوك اللي بيتفاخر بيك هيحصله أية لو عرف اللي حصل
ابنه المدلل بيخون مراته ومع مين.. صاحبتها ومرات صاحب عمره
هتنزل من نظره جامد، ولا مش هتنزل، كعادتك هتعرف تضحك عليه
قالها بحقد وهو بيبعد خطوتين عن كاران يبصله ويعدل ياقة قميصه
بصله كاران للحظة بنص عين قبل ما يقول بقلق مصطنع وتهديد- لو كاميليا عرفت..
رفع طارق كف إيده و- مش هعرف كاميليا حاجة.. في المقابل الصفقة بتاعة الصين سبهالي
اتأكد إنه ملوش دخل، وإنه ميعرفش لحد دلوقتي بمعرفة كاميليا، لو كان ليه دخل كان بان عليه، هو حافظه
قعد على كرسيه بثقة و- جيت متأخر الصفقة خلاص رسـت علينا
- كلمهم و..
- وقتك خلص ياطارق
بتوعد- هتندم.. هعرفها
- اللي عندك أعمله، خد الباب في إيدك
خرج وهو بيشتاط غضبًا، عارفه مش هيقولها، أبوه واقفله كـ سور منيع ومانعه يقرب من حياة كاران
وحتى لو إتهور.. كاميليا كدا كدا عارفة
والأهم هو اتأكد إن طارق ملوش دخل، مبعتش الفيديو
أومال مين!
*****
- ماما أنا عايزة أمشي من هنا، تعالوا خودوني، أرجوكي
كانت بتكلم والدتها اللي إتنهدت و- قولي لجوزك وخليه يجيبك لعندنا، أنا وباباكي مش هنقدر ننزل اليومين دول
عيطت فقالت مامتها- لتكوني عايزة تيجي من وراه؟ إياكي ياكاميليا أحنا مش ناقصين فضايح تاني.. كفاية أوي اللي حصل زمان
- أنا تعبانة هنا.. بموت.. حاسة إني بتخنق
- لية كل دا؟ بطلي دلع ياكامي، ما أمورك كلها كانت بخير وعايشة حياتك.. ولا أنتي بتدوري كعادتك على المشاكل بإيدك، عايزة تجنني كاران جوزك وخلاص
- ماما أنتي مش فاهمة حاجة
- فهميني.. لو عندك سبب مقنع قولهولي.. هتقوليلي كاران خانقك بإهتمامه ومحاوطك وكلامك الفارغ دا هقول مشوفتش وحدة بتكره حب جوزها ليها غيرك والله
كعادتها هي في عالم وأهلها في عالم، أخر حد ممكن تلجأله قفل الباب في وشها
حتى لو حكت هتقولها أتحملي.. هتقولها وأية يعني
الخوف من اللي ممكن يعمله كاران فيهم لو أضايق مخليهم دايمًا ساكتين
وحجتهم هو في عيشة بعد اللي عايشها، هتلاقي زي كاران وادي فين، هيلاقوا بعد نسبه مين
هتلاقي راحة زي دي منين..
- هدي نفسك كدا وخدي جلسة ولا أتنين يوجا وأنتي هتبقي تمام دا أكيد ضغط ومسئولية الأولاد، سلميلي عليهم صح حبايب تيتا، وحشونا أوي هنحاول ننزل قريب أنا وباباكي.. أتمنى تكوني وقتها بقيتي تحسن وبطلتي جنان.. سلام هقفل دلوقتي
قفلت معاها وبصت كاميليا حواليها بفقدان أمل، مفيش حد تسند عليه، مفيش حد يسمعها، ولا تلجأله ولا يفكر معاها
هي وحيدة.. بطولها، مطلوب تواجه شخص.. بيلعب عليها كل ألاعيبه.. وبيقولها مفيش مفر، مش هسيبك، ملكيش مهرب، أرجعيلي
مين باقيلك غيري؟
*****
رجع كاران البيت متأخر، لقيه فاضي، لفه كله وهو بينادي بعلو صوته، يخاف تكون نفذت تهديدها الأولاني
لما ملقاش ليها آثر، لا هي ولا أولاده طلع فونه يرن بسرعة
قبل ما الرنة تخلص لقى الباب بيفتح وداخلة ومعاها الأولاد
- أطلع ياسيف أغسل أيدك وغير هدومك
قرب من كاران اللي شاله باسه وحضنه قبل ما ينزله ويطلع أوضته، قفلت الباب وقربت تقعد على كرسي وتحط كارميلا جنبها
- كنتوا فين أتخضيت لما جيت وملقيتكمش
- ملكش دعوة
- كاميليا..
- أنت لسة قايل إنك هتسيبني في حالي دا يادوب من ساعتين أية رجعك
- مش قادر أبعد
قالها بإستسلام وهو بيبصلها بتأنيب، بعدت راسها عنه مش هتخدعها خدعه
- كاران لو سمحت أمشي أحنا تعبانين وعايزين ننام
- كنتوا فين طيب
- الأولاد كانوا زهقانين خرجت مشيتهم شوية، أرتحت؟
- مش معنى إني بعيد.. إني مش موجود، أي حاجة تعمليها أو تحصل لازم أعرفها، كاميليا أحنا لسة سـوا أعرفي دا كويس، كل حاجة طبيعية، بينا زعلة وهتخلص
بصتله من غير رد.. بجاحته ملهاش حد
فقدت الامل!
إنه يتعامل طبيعي، يكون طبيعي، يقدر حزن غيره، وجعه.. ضيقه
فقدت الأمل..
شالت كارميلا تمشي بيها ناحية السلم و- أقفل الباب وراك
- خليني هنا ومش هتحسي بيا، هنام هنا
شاور على كنبة قدامه بصتله بتعب و- أعمل اللي تعمله ياكاران، مبقيتش فارقة..
وجودك زي عدمه بالنسبالي
يمكن دي أكتر لحظة وأكتر جملة آلمته من وقت اللي حصل، دا اللي خايف منه، إنه يخسر كاميليا.. مشاعرها ناحيته، يخسر حبها ليه، يخسرها بالطريقة دي
إن مكانته تنزل من عندها
قطع المسافة اللي بينهم بخطوتين تلاتة يقف قدامها ينفي بلا و- متقوليش كدا.. إياكي تقولي كدا إياكي تنفي حبك ليا، أو تقللي منه.. إياكِ
- مش عايز تصدق براحتك، في يوم هتشوف بعينك أن أنت بنفسك ضيعت حبي دا.. تصبح على خير
لفت وسابته فضل يبص ليها وهي بتطلع بعجز
تمثيله إنها مشكلة وهتخلص، غلطة وهتغفرها مبقاش حل، مش هيصلح المشكلة كعادته وهو بيحاول يقلل من تهويلها، المرة دي شكلها أكبر من توقعاته
اصعب.. كاميليا مش هتسامح
طريقه صعب، مليان شوك.. بس هو نفسه طويل
نام على الكنبة من غير ما يحس وهو بيفكر
*****
' أنا بحبك.. عمري ما نسيتك، كل ما أشوفها معاك أقول دا مكاني، بحب جوزي بس أنت لعنة.. لعنة وبصمة في قلبي مش عارفة أشيلها.. قرب مني.. متفكرش.. متفكرش فيها ياكاران.. خليك معايا لمرة وحدة خليك معايا انا '
- مدام لينا..
انتفضت بفزع من شرودها، بصت حواليها بخضة والكلام دا بيتردد في عقلها مش قادرة تستوعب أو تفتكر أمتى قالته، معقول يومها!
بلعت ريقها وبصت للممرضة اللي نطقت- دور حضرتك يامدام
فتحتلها الباب ودخلت، قعدت قدام الدكتور و- أنا بقالي فترة مش مظبوطة، مزاجي متعكر دايمًا ومتعصبة وهرموناتي ملغبطة، دا ممكن يكون تأثير جانبي من الأدوية اللي باخدها؟
نفت الدكتور براسها و- لا مفيش أعراض جانبية زي دي من الأدوية، أنتي بتمري بفترة عصيبة طيب؟
هزت راسها بآه بشرود فقالت الدكتور - دا سبب حالتك دا نتيجة طبيعية ممكن تحصلك في أي وقت بالنسبة لحالتك اللي أنتي كنتي حكيالي عنها قبل كدا، عمومًا أرجعي لدكتورك النفسي وخليني أكشف عليكِ هنا بدوري
وقفت لينا و- مفيش داعي أنا بس حبيت أسال عن الأدوية وآثارها
وقفت الدكتور و- خليني أكشفلك مش هنخسر حاجة
هزت كتفها بلا مبالاة- طيب
بعد لحظات بصتلها وببسمة لطيفة- دا أكيد سبب حالتك، مبروك يامدام لينا.. أنتِ حامل..
أنتفضت من نومتها تبصلها بخضة، لسة هتكمل الدكتور لكنها مسمعتهاش خطفت شنطتها وطلعت من العيادة بخطوات تسابق الريح
وهـي بتبكي وتردد بصدمة- مستحيل.. مستحيل