رواية جاسم الفصل الرابع4 بقلم داليا السيد


رواية جاسم بقلم داليا السيد



الفصل الرابع
هروب
دقات الباب عادت مرة أخرى ولكن مع صوت جاسم وهو يقول "هل أفتح أم تفتحي أنتِ؟" 
اندفعت بسرعة للباب وفتحته فرأته يقف أمامها وقد استبدل ملابسه هو الآخر وبدا شعره مبلل ولكن ملامحه غير واضحة بالظلام، ظلت واقفة ولاحظ شحوب وجهها فانتبه وقال باهتمام 
"هل حدث شيء؟ ماذا بكِ؟" 
هزت رأسها بالنفي واستوعبت ما حدث وتراجعت لتفسح له وقالت "لا شيء، لكن أنت لم تخبرني برحيلك" 
ظل يحدق بها ثم قال "أنتِ لم تسألي" 
وتحرك للداخل وهو يحمل أكياس بيده فأغلقت الباب خلفه وظلت تستند عليه وهي تراه يتحرك للمطبخ ويجلب الأطباق وهو يرمقها بنظرات واضحة ثم قال متغاضيا عن الخوف الذي بعيونها 
"ألن أحظى بمساعدة؟" 
لم ترد وهي تتحرك تجاهه وبدأت تفك الأكياس وتساعده بوضع الطعام بالأطباق دون حديث حتى جلسوا لتناول الطعام، هي لم تتناول أي شيء منذ الأمس والطعام أعجبها وهو لاحظ شهيتها ولم يتحدث
ما أن انتهوا حتى نهضت وقالت "شاي؟" 
تحرك لكيسة أخيرة وقال "لا"
أخرج زجاجة بيرة وقال "لا أظنك تقبلين بها؟" 
توقفت عن غسل الأطباق وهتفت "بيرة؟" 
تناولها من الزجاجة وتحرك للشرفة، فتحها دون أن يرد عليها، نظراته كانت تجوب الشاطئ حولهم وقد فحص المكان جيدا، منح تعليماته بعدم تسكين الشاليهات القريبة منها كي لا يصعب مراقبتها
سمعها تتبعه وهي تمسك كوب بدا أنه شاي، لم ينظر لها وقال "أنا سأبيت هناك، هذا أقرب شاليه لكِ، لا أحد بجوارك، هل يمكنني تسجيل رقمي على هاتفك؟" 
بالطبع هي أرادت ذلك لذا وجدها تقترب منه وتمنحه هاتفها، سقطت نظراته على وجهها المتورد دون أن ترفع عيونها له، ما زال غاضبا من طريقتها بل وغاضبا من ذلك العمل الذي لم يريده فهو يكره القرب من أي امرأة لأكثر من ساعتين لكن قتل القطة جعله يدرك أن ذلك الرجل أصبح قريب منها جدا ولن يتركها لذا لم يستطع التراجع.. 
أعاد لها الهاتف وقال "لا أظن أن وجودي مرحب به، يمكنك الاستمتاع بالمكان، ذلك المجنون لن يصل لنا الليلة" 
وتحرك ليذهب ولكنها قالت "كيف أنت متأكد هكذا؟" 
التفت لها وقد كانت قريبة جدا ولم تكن قصيرة بالنسبة لأي فتاة لكن له هي كذلك، طوله الشاهق جعل الجميع كذلك وهو اعتاد الأمر
نظر بعيونها وقال "هو بالتأكيد تتبع سيارتك التي توقفت أمام فيلا قاسم وهو يظن أنكِ هناك"
تراجعت بخوف وقالت "هذا يعني أن أخي بخطر؟"
قال بهدوء وما زال سعيد بالنظر بعيونها الجميلة، منذ زمن بعيد لم تجذبه امرأة، منذ تلك المرأة الوحيدة التي أوقفت حياته وأفسدتها ومن وقتها ودع تلك الحياة ولم يعود لها، انضم لإخوته باعتزال النساء حتى تراجع عامر ومن بعده حمزة وبدا أن النساء تجتاح العائلة فجأة
تحكم بعقله التائه وهو يقول "لا، لا أحد بالفيلا، الجميع رحل من طرق ملتوية ولكن سرعان ما سيكشف الخدعة وربما وقتها نكون قد وصلنا له" 
هزت رأسها وأبعدت وجهها عنه والراحة تعود لها حتى قال "لم لا تراجعين ذكرياتك ربما هناك شيء مرتبط بما يحدث" 
نظرت للبحر المظلم لا يظهر منه سوى الريم الأبيض على الرمال ولكن صوت تكسر الموج كان يصنع موسيقى هادئة تريح الأعصاب
هي لا تريد العبث مع الذكريات فهي تؤلم، لماذا ترتبط بما يحدث الآن، سمعته يناديها "آنسة مايا هل تسمعيني؟"
التفتت له وقالت "نعم، أنا فقط لا أجد ما أذكره، أنا أظن أنه بسبب أعداء قاسم" 
تحرك ليقف بجوارها مرة أخرى فقالت "منذ متى تعرف أخي أستاذ جاسم؟" 
نظر للفراغ من حوله ولم ينظر لها وقال "بالتجنيد، لم نكن أصدقاء، رفيق، والدي هو من أرشده عليّ لتأمينك وتأمين شركاته" 
رددت "رفيق؟" 
لف رأسه لها وتطايرت خصلات من شعره مع نسمات الليل الباردة وقال "علاقتنا به ليست جيدة، أنا وإخوتي انفصلنا عنه منذ سنوات وشركتنا لا تتبعه بأي شيء" 
انتابها الفضول لتعرف عنه أكثر فسألت "هل هناك سبب لذلك؟"
نظراته لم تكن موجهه لأي شيء فقط تنظر بالماضي البعيد وهو يقول "بالتأكيد" 
قبل أن يبدأ أي حديث رن هاتفه فأخرجه ووجد أحد رجاله فابتعد وأجاب، التفت هي وجلست على أحد المقاعد، هل سيرحل ويتركها هنا وحدها؟ بالتأكيد لن يبقى معها بمكان واحد، هذا جنون
سمعته يقول "أعتقد أنكِ بحاجة للراحة، أفضل البقاء بالداخل وغلق الشرفة جيدا"
نهضت ولم تعترض، انتظرها حتى دخلت ثم أغلق الشرفة، تحرك للباب وأخرج مفتاح وقال "هذا مفتاحك، أغلقي خلفي جيدا، لو شعرتِ بأي شيء هاتفيني على الفور"
هزت رأسها فتحرك للخارج والتفت لها وقال "أغلقي بالمفتاح"
وجذب الباب وفعلت كما طلب وقد تأكد من تأمين كل شيء لكنه ما زال قلق ثم نظرات الخوف بعيونها جعلته يزداد قلقا، تحرك للشاليه الخاص به ودخل، خلع قميصه وقذفه بعيدا وتحرك للشرفة ليرى المكان حولها 
عاد للداخل وجذب زجاجة بيرة أخرى وهي المفضلة لديه وعاد للشرفة وجلس على المقعد وهو يحدق بالظلام والهدوء ولا يعلم لماذا استعاد الذكريات، لم يمنح الذكريات أي مجال للعودة طوال السنوات الماضية فلماذا تضربه الآن؟ 
نامت بصعوبة من الخوف رغم أنها أغلقت باب غرفتها جيدا وانكمشت بالفراش وظلت كثيرا تنتظر النوم ولكن ما بين الذكريات والحاضر ظل ذهنها عالقا وهي كانت ترفض الذكرى بأي وقت ولا تعلم لماذا تضربها الآن؟ 
عندما استيقظت كان الصداع يدق برأسها، اغتسلت وبدلت ملابسها وتناولت قرص للصداع ونزلت، كانت التاسعة وهي تفتح الشرفة فلاحظت شماسي على الرمال وبعض الأشخاص بالبحر تلهو، ظلت تتابعهم حتى سمعت دقات الباب فعادت وهي تعلم أنه هو 
عاد يدق فقالت "من؟" 
أجاب "أنا" 
بالطبع عرفت صوته ففتحت لتراه بتي شيرت أزرق وبنطلون أزرق رياضي وهو يقول "صباح الخير، الإفطار" 
كان يحمل أكياس كالأمس فقالت "أنت لن تنفق عليّ سيد جاسم" 
تحرك للداخل وقال "سنسوي حساباتنا أنا وقاسم فيما بعد" 
وضع الأكياس كالأمس ونظر لها وقال "ولا أفضل كلمة سيد أو أستاذ سنبقى معا عدة أيام والألقاب لن تلازمنا" 
تورد وجهها فأبعد نظراته للطعام فتحركت تجاهه للمساعدة وقالت "يمكنني الطهو، لم لا تدعني أفعل؟"
لم ينظر لها وقال "نحن لسنا بالبيت لنفعل، لا مجال لشراء خزين وما إلى ذلك" 
جلس ولم يدعوها أو ينتظرها وهي جلست دون دعوة، ربما اعتادت وجوده وهي تقول "أنت معتاد على ذلك الطعام؟" 
لم يواجه عيونها وهو يقول "نعم، معظم وقتي بالخارج قليلا ما أعود البيت"
كانت تتابعه وهو يتناول الطعام ثم قالت "وزوجتك"
رفع رأسه لها بدهشة وقال "أي زوجة؟ أنا لست متزوج" 
لا تعلم لماذا شعرت بالراحة وهو عاد للطعام ولكنها أرادت المزيد وهي تقول "ولا أي امرأة؟ أقصد أنت بعمر مناسب للارتباط وإمكانيات أيضا مناسبة"
انتهى من الطعام ونهض وهو يقول "تقصدين أن قطار الزواج فاتني لأني بالسادسة والثلاثين؟ تتحدثين كهدى أمي، لا الأمر لا يعنيني، لا الزواج ولا أي امرأة لست رجل زواج بالمرة" 
كان يعد قهوة مما جلبه معه وقال "تريدين قهوة؟"
لم يلاحظ تجهم وجهها من كلماته ولكنها استعادت نفسها وقالت "لا، سأصنع شاي بحليب" 
قال بهدوء "لم أجلب حليب، ربما مع الغداء، هل أعد لك شاي بدون حليب"
هزت رأسها فعاد للموقد فقالت "والدتك تقبل بغيابك عن المنزل هكذا؟" 
لم يلتفت لها وقال "أنا لا أقيم معها، كلنا انفصلنا عن البيت عدا نور وضي، لي بيت منفصل بالقاهرة وبيت العائلة هنا بالإسكندرية حيث ولدت" 
قالت وقد عاد فضولها تجاهه "كيف لا تقيمون ببيت العائلة؟"
سكب القهوة وبعدها الشاي ووضعه أمامها وعاد لمكانه وقال "كان قرار عامر، القائد وهو الكبير، هو من اكتشف أن، أن رفيق مهرب آثار ومن وقتها رفض أمواله وترك البيت وتبعناه جميعا لنفس السبب وانضممنا لشركته كلا منا بمجاله ومجهوده" 
الإعجاب تصاعد داخلها تجاههم وقالت "أنت الأمن؟" 
تناول القهوة وقال "أنا القانون وبجواره أهوى نظم التأمين الخاصة وكانت شركتي بذلك المجال ولكن بشركتنا الشؤون القانونية تخضع لإدارتي، الأمن الشخصي شيء عابر"
رفعت حاجبها وهي تتأمل الشاي ولم تلاحظ نظراته لها وهي تقول "خليط غريب منكم"
ورفعت عيونها له فالتقط نظراتها وقال "هذا صحيح، عامر أكبر مفاوض وعقل إداري جبار لا يمكن اختراقه أو هزيمته، حمزة، الأرقام هي دنيته والحسابات لعبته الأولى لا يمكن التفوق عليه بها، ساهر الأصغر بيننا مهندس وخبير إنشائي رائع وكل الإنشاءات تخضع له" 
هتفت "مربع رائع حقا، أحسدكم"
نهض وقال "لديكِ أخ رائع، يعشقك ويخاف عليكِ بجنون"
ابتسمت وقالت "نعم وأنا أيضا أحبه، هو من تولى تربيتي، أنا لم أعرف سواه، لقد رفض الزواج بسببي حتى أتزوج وكثيرا ما طالبته بذلك ولكنه يرفض"
كان قد تحرك تجاهها ووقف أمامها وقال "إذن تزوجي ليفعل"
رفعت وجهها له بدهشة وقالت "لا، لا زواج ولا رجال، أنا أفضل هكذا"
وتركت الكوب ونهضت مبتعدة للشرفة وتوقفت فلحق بها وقال "كرهك للرجال أكيد له سبب"
التفتت له فرفع إصبعه وقال "لن تنكري فمنذ أول لقاء لنا كان موقفك مني صريح" 
أغلقت فمها واستدارت دون كلمات فهبط صمت غريب عليهما حتى قطعه هو "لن تخبريني السبب؟"
ابتعد للسور وقالت "ألم تفعل أنت؟" 
تجهم وجهه من سؤالها والتفتت له فلم يفر بنظراته وقال "نحن لا نستعرض ذكاءنا مايا" 
قالت بقوة "لا، ولكنك تتخطى الحدود"
غضبه عاد مرة أخرى فرفع وجهه وقال "معكِ حق، اعتبري أني لم أفعل وأعدك ألا أتجاوز مرة أخرى"
وتحرك خارجا صافعا الباب خلفه بقوة أفزعتها وأدركت أنها كانت غبية وحمقاء وهو لا يستحق منها تلك المعاملة أبدا ومن الأفضل أن تعيد حساباتها معه لأن وجودهم معا سيستمر عدة أيام
تمنت لو جلبت معها ملابس للسباحة فالبحر بدا رائعا والجميع يمرحون بسعادة، ظلت جالسة بالشرفة لا تفعل أي شيء، قاسم فقط هاتفها ليطمئن عليها 
شعرت بالملل يتسرب لها لو كان هنا ما ملت بتلك الطريقة، ارتدت نظارة الشمس وقررت السير على الرمال هو لم يمنعها من ذلك وهي لن تبقى حبيسة للأبد
ارتدت بلوزة بدون أكمام على بنطلون قصير وكاب حماية وجدته بالغرفة ووضعت نظارة الشمس ثم نزلت لتتحرك على الرمال
الجو كان رائع، حار لكن البحر جعله رطبا وتطاير ذيل الحصان خلفها بلا اهتمام منها الأطفال كانت تمرح بعضهم بالرمال والبعض الآخر بالماء، جلست على الرمال بعيدا وظلت تنظر للبحر وشردت لبعيد، سنوات مضت لم تعود لها، منذ كانت تقيم بفيلا قاسم ووقتها تعرفت عليه.. 
قطعها صوت يقول "البحر رائع حقا" 
رفعت وجهها لترى شاب من مثل عمرها يقف بجوارها ويحدق مثلها بالبحر، لم تعرفه ولم تراه من قبل فلم ترد وعادت بنظرها للبحر فقال "وائل صديق، مهندس بشركة البتروكيماويات" 
عادت تنظر له وعاد طبعها بالبعد عن الرجال وقالت "عفوا، هل أعرفك؟" 
ابتسم بوجه أسمر وفم صغير، شعر قصير اسود وبدا بلباس السباحة وفوقه تي شيرت أبيض، تحدث على الفور وقال "لا ولكني أردت التعارف" 
ظلت صامتة تفكر ولم تنهض وقالت "لا يتعارف البشر هكذا" 
جلس على مقربة منها وقال "وكيف يفعلون إذن؟ رأيتك من الشاليه وظننت أنكِ وحدك ففكرت.." 
قاطعه صوت تعرفه جيدا يقول "هي ليست وحدها" 
لم تلتفت وتركت المفاجأة لوائل الذي نهض ليواجه جاسم الذي عقد ذراعيه أمام صدره ناظرا بقوة للشاب الذي ارتبك وقال "آسف ظننت أن الآنسة وحدها، وائل صديق" 
قال جاسم بثبات "لا، هي ليست كذلك"
كانت طريقته جافة مما أربك الشاب وتراجع معتذرا ولم يجيب وهي تتابعه وهو يبتعد، قال بنفس الجدية "ليس من المستحب نزولك وحدك هكذا" 
لم تنظر له وهي تقول "مللت من البقاء بالبيت ولو لدي ملابس سباحة لنزلت البحر"
أدرك أنها على حق، لا يمكنها البقاء بتلك الطريقة ولكن هي أيضا رفضت وجوده فما الحل؟ 
جلس بجوارها وقال "لن يكون وحدك" 
نظرت له ولم ترى عيونه من نظارته الشمسية ولكنها تعلم أنه ينظر لها فقالت "ستدعو من ليكون معي؟"
هز رأسه وقال "هل تدركين شيء عن الخطر الذي يحيط بكِ؟ أرى أنكِ تتخذين الأمر مزحة" 
أبعدت وجهها للبحر وقالت "أنا نفذت كل ما طلبته فما المطلوب مني غير ذلك؟"
ظل صامتا وهو يعلم أنها على حق وعندما طال صمته التفتت له وقالت "ماذا؟ هل تفكر بخطة جديدة؟"
هز رأسه وقال "بالحقيقة نعم، ما حدث لفت انتباهي إلى أنه ربما يلتقيكِ أحد هنا ويتحدث عن مكانك أمام من لا نعرفه وهذا ليس بجيد بالطبع"
لم تنظر له وقالت "والحل؟"
لا يعرف من أين يجد حل لكنه قال "لي بيت بالقاهرة جديد اشتريته مؤخرا ولكني لم أنتقل إليه ربما يمكنني أخذك له" 
التفتت له وهتفت "بيتك؟ هل جننت؟ كيف أعيش ببيتك وأنت.."
قاطعها "أخبرتك أني لا أقيم به، سيكون بعيدا عن الزحام وعن الصدف الغير مرغوب بها ويمنحنا وقت للوصول لأي شيء" 
هزت رأسها ونهضت وهي تنفض الرمال عن يدها وقالت "لا، لن أذهب معك لأي مكان"
وتحركت عائدة للشاليه، نهض وهي تثير غضبه من عنادها وتحرك خلفها وهي لم تغلق الباب فدخل وهو يقول "هل تظنين أن وجودي هنا معك شيء جيد، هو أيضا أمر مزعج خاصة مع فتاة لا تقدر ما هي به ولا تفهم عن المسؤولية أي شيء" 
التفتت له بغضب وهتفت "كيف تجرؤ على التحدث معي هكذا؟ من تظن نفسك لتلقي بأوامرك بوجهي وكأني عبدة لك؟ لست بحاجة لحمايتك ولا أريدك من الأساس" 
تحرك تجاهها وقبض على ذراعها والغضب أعماه وهتف "لولا أخيكِ لكنت بحثت عن ذلك المجنون ووضعتك بين يديه مع تحياتي لأنك تستحقين، خدماتي ليست لكِ وسأكون سعيد جدا عندما ننتهي وأتخلص منكِ للأبد لكن حتى ينتهى ذلك ستسمعين لما أقول وتنفذين أوامري وإلا أقسم أن أجعلك تفعلين بطريقتي" 
ودفعها للخلف محررا إياها والتفت وهو يقول "أعدي نفسك سنذهب بعد نصف ساعة"
وخرج دون أن يزيد وهي وجدت نفسها تتألم من قبضته وتشعر بخوف وغضب ورغبة بالتخلص منه ذلك المغرور الذي انقض على حياتها بلا وجه حق ولن تسمح له بأن يتحكم بها
عندما انتهى من حقيبته وضعها بسيارته وعاد لها ودق الباب ولكنها لم تفتح، فتح بالمفتاح الذي معه ولكن الهدوء كان يعم الشاليه، ناداها بقوة فلم يجيبه سوى الصمت، أسرع للأعلى ودخل الغرف ولكنه وجدها فارغة ففهم جنونها وأدرك أنها فرت منه 

                الفصل الخامس من هنا


تعليقات



<>