
رواية لا تثقي بالرجال الجزء الثالث3 من لا تقولي لا الفصل السابع7والثامن8 بقلم زينب سمير
صحي كاران على صوت دوشة حواليه، لمح كاميليا قاعدة على السفرة مع الأولاد بتفطرهم، قرب منهم وهو بيرفع إيده يعدل شعره المشعث وينطق بصوت نعسان- صباح الخير
بصتله كاميليا من غير رد ورجعت تأكل وتساعد سيف اللي أبتسم لباباه يحييه، قرب كاران ياخد كارميلا اللي قاعدة على السفرة معاها لعبة بتلعب بيها وتعضعض فيها بعصبية
- حبيبة بابي وحشتيني أوي
قربها من حضنه يبوس فيها بلهفة وإشتياق، بقاله مـدة غايب عنها، عن الكل، معاهم ومش معاهم عقله مش في راسه
صوت رن تليفونه مش بينتهي، جرى سيف يجيب الفون
- بابي تليفونك بيرن
خده منه بص للاسم قبل ما يقفله بلا مبالاة و- إتصال مش مهم
رن تاني والمرة دي لمحت كاميليا الاسم.. لينا
قالت بسخرية- حبيبة القلب.. علشان كدا خايف ترد
كاران بتحذير- خلي بالك من كلامك ياكامي قدام الأولاد
- لو الأولاد في بالك كنت فكرت أنت في مصلحتهم قبلي وأنت بتعمل عملتك الحقيرة اللي شبهك
قالتها وهي بتقف وتشيل الأطباق، راحت ناحية المطبخ وهو إتنهد بضيق، رن الفون تاني مش مبطل من الصبح
رد ومن غير ما يحس ضغط على الأسبيكر بالغلط
وبعصبية- في أية يالينا رن.. رن.. رن من الصبح، في أية
جاله صوتها المنهار- أنا حامل ياكاران
وسعت عيونه بصدمة بص لكاميليا اللي قدامه اللي وقعت الأطباق اللي في إيدها من صدمتها، كانت هتقع من طولها لكن مسكت إيد كرسي جنبها، رمـى الفون من إيده يجري عليها يسندها بخضة و- كامي أنتي كويسة
بصتله بصة يمكن أول مرة يشوفها، خذلان حقيقي..
كإنه مسك سكينة ودبها في قلبها
كان عندها لسة أمل أن كل دا كدب، رغم أن كل حاجة قدامها باينة بس كانت بتكدب دا
لكن نتيجة خيانته ظهرت قدامها، وبدري أوي.. أوي!
- كاميليا أكيد في حاجة غلط، أكيد مش مني..
بعدت إيده اللي ساندها عنها بقرف وبزعيق- متلمسنيش أبعد عني
شاورت للفون اللي واقع على الأرض كإنها بتشاور على لينا و- لية مش منك، جايب التأكيد دا منين..
بلع كاران ريقه وبتبرير- أحنا مبقلناش عشر أيام و..
بإنهيار وهي بتمسك مزهرية قريب منها تضربها في الأرض- أنت شايف أنت موصلنا لأية، بتخلينا نتكلم في أية؟ عن الولد اللي حامل فيه الست اللي خايني معاها ممكن يكون ابنك ولا لا، أنت متخيل أحنا بقينا فين..
حياتنا وصلت لأية، أية الخطوة الجاية ياكاران بية؟ نستنى تولد واستقبله بالأحضان، تجبهولي أربيه مع أولادي، قولي هعمل أية
- مش هتعملي حاجة، مفيش حاجة من دي هتحصل أنا هحل كل حاجة
- هتحلها ازاي، هتروح لشارف تقوله أية، مراتك حامل مني
بصلها كإنه جتله لحظة إدراك، هو وسط كل دا ناسي حاجة
اهم حاجة
شارف!
مسح على وشـه مرتين بتعب، لف حوالين نفسه بإرهاق و- مش عارف.. مش عارف بس.. هتصرف، أكيد في حل
قرب يمسكها من كتافها يثبتها و- حل يخلينا سـوا مع بعض تاني زي الأول..
ضحكت بسخرية و- أنت لسة عندك امل.. متفاءل أنت، أنا لو كنت هبقى للحظة وحدة تانية معاك.. فالفرصة دي راحت، أنت خسرتني خلاص
بعدت إيده عنها وهي بتنطق- خسرتني وعمرك ما هتكسبني تاني، كاميليا خلاص..
ضربتت إيدها بقوة مرتين ببعض بمعنى ' خلاص.. إنتهت ' و- بح.. راحت من إيدك، مبروك عليك عيلتك الجديدة، روح شوف هتعرف تلمها أزاي
قالتها وهي بتسيبه وتطلع جري لفوق، وقف هو مكانه يبص لآثرها بحزن
لكن.. كاميليا هيصالحها بعدين، هي باقية
المهم يحل المشكلة الأكبر دلوقتي، الكارثة اللي حلت عليهم
مسك فونه تاني يرن على لينا قال بجمود أول ما وصلوه صوتها- عايز اقابلك.. حالًا
*****
بعد ساعة في كافية..
دخلت لينا فشاورلها كاران، قربت منه وقعدت ملامحها تحكي حالتها، عيونها حمرة من العياط، وشها منفخ، كلها في حالة مذرية
لينا بتوتر- قولي هنعمل اية دلوقتي أنا مش عارفة أفكر من أمبارح وانا هتجنن كنت عايزة لاجيلك بس خفت كاميليا تعرف، شارف كمان كنت خايفة يحس بحاجة، قولي اتصرف أزاي.. أنا هتجنن ياكاران هتجنن
قالتها وهي بتعيط بإنهيار، بصلها بشفقة مهما كان دي لينا!
مين لينا؟
أقرب من أي غريب، أبعد من إنها تكون حبيب
علاقتهم.. دا الوصف المناسب اللي وصفوا بيه بعضهم،
لينا واقعة في كارثة، ولأول مرة يكون واقع معاها في نفس الكارثة، المركب بتغرق بيهم سـوا
مـد إيده يمسك إيدها يربت عليها بحنان و- أهدي.. خلينا نفكر بهدوء هنعمل أية
- أنا هطلب الطلاق من شارف مش هقدر أبص في وشـه تاني، أنا أصلًا مش قادرة، كل يوم ببصله بحس إني بموت بالبطيء، خلينا نطلق ونبعد ياكاران عنهم.. نبعد علشان ينسوا وننسى، هتكون صعبة عليهم، بس أنا هعَرف شارف كل حاجة بعد ما نطلق، هفهمه في رسالة، هطلب السماح وشارف بيحبني.. مهما زعل هيسامحني وكاميليا كمان..
وأحنا..
سرحت في خيالها بعيد لينا!
رسمت حكاية خيالية!
بتحلم بيها في عقلها اللاوعي من سنين يمكن!
- نتجوز..
بَعد إيده عنها بفزع، يبصلها بذهول وغضب.. وضيق.. وقرف
- والبيبي اللي هيجي نربيه سـوا مع أولادك وولادي هتحب علي ابني وأنا سيف وكارميلا بعتبرهم أولادي، هـ..
قرب إيده من خدها يضربها عليه بخفة قلمين تلاتة يمكن يفوقها و- لينا فوقي لينا مش وقت حالة جنونك دي نهائي دلوقتي، مش وقت نوباتك سامعة، العبط اللي قولتيه دلوقتي دا مستحيل يحصل.. إياكي حتى تفكري فيه تاني.. انتي لازم تروحي لدكتورك حالتك بتسـوء عن الأول بكتير.. أنتي بقيتي مش طبيعية
بصتله بإنهيار و- عندك حل تاني يعني؟ حل غير إني أعيش مع شارف لأخر عمري وأنا عارفة إني خيناه.. من غير ما أعيش كل لحظة وأنا قرفانة من نفسي
قال بإقرار.. وإصرار- مش عندي.. بس هلاقي، أول حاجة البيبي دا هينزل، أصلًا اية عرفك إنه مني؟ هو عمره قد أية
- معرفش مستنيتش أسمع أول ما عرفت إني حامل طلعت أجري من العيادة
وبعدين دا الحل عندك، نقتل روح بريئة؟
- لا نجيبها الدنيا ونخليها كل يوم تدفع تمن غلطتنا أحنا وغبائنا، هو دا الحل بالنسبالك
قالت بتأثر.. الفكرة.. رغم بشاعة الحدث، رغم كل حاجة بتحصل وحصلت، ليها آثر جواها- بس دا ابننا ياكاران.. حتة مني ومنك
حاجة ياما فكرت فيها وتخيلتها، حاجة ياما أتمنت تعيشها
فوقها من هبلها وجنونها تاني، مش عنده استعداد ابدًا يتعامل مع حالة لينا دلوقتي
كاران بضيق وعصبية- علشان كدا أحنا لازم نتخلص منه، لأنه مينفعش بأي شكل من الأشكال يكون بيننا حاجة، مينفعش يالينا.. لا زمان ولا دلوقتي ولا بعدين ولا عمره هيحصل، لينا.. أنا عارف كويس أن حالتك دي وأفكارك دي بسبب حالتك النفسية وإنك تعتبري منتكسة دلوقتي.. علشان كدا بعديلك وساكت.. لكن الأفكار دي تروح من بالك نهائيًا
ياما وقتها هعرف شارف كل حاجة وخراب بخراب بقى
هزت راسها بفهم وإستيعاب و- فاهمة فاهمة.. أرجوك متاخدش على كلامي.. أنا دلوقتي جوايا أتنين، دلوقتي بفكر براسين، كل حاجة جوايا مقسومة
هز راسه بتفهم وهو لسة ملامحه واجمة
- دلوقتي هترجعي لدكتورك وتشوف عمر البيبي دا قد أية.. علشان نشوف هنقرر نعمل فيه أية
وقف من مكانه و- أنا لازم أمشي، ورايا حاجات لازم أعملها.. كلميني في أقرب وقت
خرج وبعده لينا، مشيوا من غير ما ياخدوا بالهم من العربية اللي مرقباهم، يمكن من زمان أوي.. والبسمة الساخرة المرتسمة على الشفايف
*****
' اعرفي إني دايمًا موجود علشانك ياكاميليا وبأي صفة عايزاني فيها هكون موجود معاكي.. سيبك من مشاعري ليكي، أعتبريني زي أخوكي.. أنا بديل أخوكي كامل في حياتك، أنا هقبل أعيش الدور دا في حياتك في أي وقت.. بس أطلبيني لما تعوزيني '
دي أخر كلمات قالها يوسف وهو بيودعها.. وبيباركلها على جوازها، كان فيه تحذيرات كتير في كلامه، كان حاسس إنها هتحتاجه في يوم، هتلجأله علشان تهرب من كاران
فعلًا ضاقت بيها الدنيا وملقيتش غيره
طلعت رقمه ورنت- يوسف أزيك.. انا كاميليا..
كملت ببكاء- يوسف انا محتجاك.. محتجاك أوي
بعد ساعتين،
وقف يوسف عربيته قدام بيت كاميليا لقيها واقفة في الجنينة مستنياه، معاها أولادها والشنط!
نزل من عربيته وقرب منها بخطوات سريعة يقول بقلق- كاميليا أنتي كويسة طمنيني في أية
مسكت في دراعه تقول بتوسل- خدني من هنا أرجوك.. خدني لبعيد عن هنا، لأبعد مكان عن كاران، متخليش كاران يوصلي
سندها بدرعاته و- طيب اهدي، عرفيني الحقير دا عملك أية
- عملي حاجات كتير وحشة أوي، وجعني أوي.. ودمرني.. بعدني عنه.. خدني أنا وأولادي أرجوك
سندها لحد العربية ركبها ورجع أخد سيف يركبه ورا وعربية كارميلا، حطها جنب سيف و- خلي بالك من أختك ماشي؟
- حاضر ياعمو.. بس أنت مين وأحنا رايحين فين.. ومامي بتعيط لية؟
مسح على شعره بحنان و- متقلقش ياحبيبي ماما كويسة وكله هيبقى تمام
حطلهم حزامات الأمن وحط الشنط ورجع يركب جنب كاميليا
- كاميليا..
- مشيني من هنا بعدين نتكلم يايوسف، أرجوك لازم امشي قبل ما كاران يجي
هز راسه بتمام وطلع بعربيته
*****
في الفندق إيـاه، واقف كاران وعفاريت الدنيا كلها بتتنطط حواليه، بيزعق بعصبية- يعني أية كل تسجيلات اليوم دا مش موجودة، أنت عايز تجنني..
- دا اللي حصل ياكاران بية
- الكاميرات كلها اتعطلت على حظي أنا يعني
نفى الفني براسه و- لا يافندم.. مش حكاية تعطيل، الكسجيلات اتحذفت بفعل فاعل
بصله بدهشة ورجع يقرب منه و- بتقول أية.. اتحذفت بفعل فاعل؟
- اه يافندم.. الكاميرات كانت شغالة ومسجلة أحداث اليوم، لكن اتحذفت بعدها
- طيب الحاجات دي مينفعش ترجع؟
- هترجع بس هتاخد وقت كبير عقبال ما ترجع
- مش مهم عندي الوقت المهم ترجع أعملوا كل اللي تقدروا عليه، عايز دا يكون شغلكم الشاغل.. فاهمين؟
هزوا راسهم بتمام ومشيوا، بقى هو واقف حاطط إيده في وسطه وبيحرك رجله بعصبية
بدأ يتأكد أن الأمر مش مجرد غلطة، الحكاية وراها كواليس كتير مش مفهومة
لمح جوليا بتقرب منه اللي نطقت اسمه بإستغراب وهي بتقرب منه- كاران.. أنت بتعمل أية هنا؟ الأجتماع لسة بالليل
- كان في حاجة بسال عليها هنا
- اه.. طيب تحب نتغدا سـوا؟ دا معاد الغدا وكنت رايحة المطعم
قاطعها- لا أنا لازم امشي ياجوليا أشوفك بعدين
مشى وهي بتبص لضهره ببسمة خفيفة و- أمشي طبعًا ياكاران أكيد مشغول.. مشغول أوي ياحبيبي
*****
في بيت في منطقة قيد التعمير..
- أنا فضلت ساكتة كان جوايا نار بس ساكتة، مستنية كل دا يطلع كابوس، يقولي بضحك عليكي رغم إني شوفت الفيديو بعيني بس دا محصلش.. بدل دا عرفت إنها حامل وقتها مقدرتش اتحمل أكتر.. عرفت إني مش هعرف أضحك على نفسي أكتر وأقول أن دا محصلش
والفيديو مش دليل.. خلاص جالي الدليل القوي وأتحط قدام عيوني.. الهانم حامل منه
- أهدي ووطـي صوتك ياكاميليا ممكن؟
بصتله بدموع وضعف و- قولي اعمل أية يايوسف؟
- انا لسة كنت هقولك الفيديو ممكن ميكونش دليل.. يمكن ملعوب لكن حملها غير كل أفكاري.. أنا مش هقدر أقولك تعملي أية لإنها حياتك.. ومش هقدر أقف ساكت
علشان كدا أعرفي إني وراكي ومعاكي
قولي أنتي عايزة أية وأنا هعملهولك.. مهما كان هنفذهولك
المهم ترتاحي
- أنا عايزة أطلق.. عايزة كاران يطلقني ويطلع من حياتي وبس، كاران سمم حياتي بما فيه الكفاية، دمرني كتير وكنت مفكرة دا بدافع الحب الكبير، وأستحملت بحجة الحب
لكن كفاية لحد كدا
علاقتنا لازم تخلص.. حكايتنا لازم تنتهي..
طلقني من كاران يايوسف
هز راسه بوعد و- هطلقك منه.. هخلصك منه وعـد
أبتسمت ليه وعيونها مدمعة، لأول مرة من وقت طويل تحس أن ليها سند تسند عليه
عند كاران..
أخر اليوم، دخل وهو بينادي- كامي.. كاميليا، سيف.. كارميلا حبيبة بابا
سـاب المفتاح في الباب ودخل وهو بيبص حواليه بتوجس، لما لقى كل الأنوار مطفية، والهدوء.. هدوء موحش مالي المكان
خايف.. يكون المرة دي اللي خايف منه حصل، من ساعة اللي حصل وهو كل يوم يدخل البيت دا بيبقى خايف ميلقيهاش
وتقريبًا اللي بيخاف منه حصل!
طلع يجري على فوق وهو بينادي بأعلى صوته- كاميليا.. كاميليا
فتح باب أوضتهم.. باب أوضة الأطفال، كل البيت.. ملهاش آثر
رجع لأوضتهم تاني دخل الدريسنج روم لقى كل هدومها مش موجودة.. كل حاجاتها مختفية
شـد الستاير اللي قدامه يوقعها على الأرض وهو بيصرخ باسمها- كامـي..
موجود في نص الأوضة تربيزة كبيرة عليها صندوق مفتوح مليان ساعاته رماه على أخر دراعه هو وكل أزايز العطر بتاعته وبتاعتها
وهو بينادي اسمها بجنون
- قولتلك متمشيش، هصلح كل حاجة بس متمشيش
لية ياكامي لية..
طلع من الأوضة وهو شبة ماشي بيترنح.. مش شايف قدامه من غضبه، صدمته.. عصبيته وزعله
مسك فونه وطلع رقمها يرن مرة في أتنين مفيش رد
قبل ما الفون يتقفل خالص
رمـى الفون في الحيطة نزل مدشدش
وبتوعد- ماشي ياكاميليا ماشي.. أهربي قد ما تهربي.. هلاقيكي وهترجعيلي وقتها هدفعك التمن.. هعرفك أزاي تسيبيني وتمشي.. أزاي تهربي مني.. مني أنا.. كاران وادي.. جوزك
8..
- أيوة يابابا عايزهم يلفوا مصر كلها، كاميليا تكون عندي قبل ما النهار يطلع سامعني، كاميليا واخدة عيالي معاها مختفية بيهم، مليش دعوة أتصرف.. أتصرفوا بس مراتي وأولادي يرجعولي
صرخ بأعصاب منفلتة في أخر كلامه وهو بينزل سلالم البيت، اللي قلب لمدعكة حرفيًا كله مكسر ومدشدش، ساعة كانت كافية إنه يدمره بالشكل دا
- مش ههدى متقوليش اهدى دي.. مش لازم تعرف لية مشيت المهم تعرف ترجعهالي.. تليفونها مقفول، ومش واخدة عربيتها لو وخداها كنت عرفت أجيبها، لو الزفت مفتوح كنت عرفت جيبتها لكن كل حاجة مقفولة..لحظة.. لحظة تاب سيف..
مسك اللاب بسرعة علشان يشوف موقعه الحالي، نزل عنده الابلكيشن من لما سيف بدأ يستخدم التاب، علشان لو حصله حاجة.. او تـاه يقدر يوصله
فتح اللاب يحاول يوصله لكن معرفش
قفل اللاب بعصبية و- معرفتش أوصلهم برضوا
شـد في شعره بضيق، حالته لا تسر، فاتح كل أزار قميصه ورغم كدا لسة حاسس بخنقة، رافع أكمامه وشعره حالته مُزرية من كتر الشـد فيه
مقدرش يتحمل إنه يفضل ساكن مكانه بلا حراك وهو مش عارف مراته وأولاده فين
طلع من البيت وركب عربيته يلف بيها بلا هوادة، راح كل الأماكن اللي ممكن تروحها كاميليا، بيتها، بيت قرايبها اللي مش بتزورهم كتير، كل الأماكن المفضلة، كل الفنادق القريبة، سأل لينا رغم عارف إنها مستحيلة تكون هناك
كلم أهلها.. راح المطارات..
ملهاش آثر
كلم حد من الحسابات و- لو أي فيزا من اللي مع كاميليا هانم أتسحب منها فلوس ياريت تعرفني وتعرفلي سحبت منين بالظبط
قفل معاه وجاله إتصال من والده رد بلهفة- اه يابابا عرفت حاجة؟
- أنا خليت رجالتنا يدوروا عليها وكلمتلك شركة آمن كمان.. أهدى وهنلاقيها.. بس عرفني أية اللي حصل بينك وبين مراتك يمكن هي حبت تهدي أعصابها شوية وعايزة تبعد
بقسـوة- مفيش بُعد.. عايزة تهديها تهديها في بيتها.. عمومًا لما توصل لحاجة عرفني
قفل معاه وباباه بيتنهد بقلة حيلة من تصرفات ابنه
جن جنونه.. بسبب مراته وأنتهى الأمر!
*****
قفل يوسف فونها وتاب سيف، كسر كل الفيزا كارت بتاعتها والخطوط و- كدا كله تحت السيطرة، وولا هيعرف يوصلك
بصتله بشكر وعرفان- شكرًا بجد ليك يايوسف من غيرك كنت هضيع ولا كان يجي في بالي أعمل كل الحاجات دي بس..
كملت بتردد- هصرف منين، أنا معايا فلوس..
فتحت شنطتها تطلع فلوس كاش.. كانت كتير لكن بالنسبة ليها ومستوى معيشتهم متكفيش
- بس مش هتكفي.. كنت عايزة اسحب قبل ما نقفلهم
مسك إيدها يضغط عليها بخفة وبلوم- هتزعليني منك كدا ياكاميليا، طول ما أنا موجود متفكريش في حاجة.. ومتشيليش هم حاجة، كل اللي محتاجاه أنتي والأولاد هتلاقيه.. أزتوا ملزومين مني
- بس كدا هنبقى بنتقل عليك
- متقوليش كدا.. أنتي كاميليا..
كمل بصوت أهدى- زي أختي وأكتر.. وأنتي عارفة كدا كويس
كمل- اليومين دول مش هينفع تطلعي من البيت خالص أنتي والأولاد لحد ما الدنيا تهدا شوية بعدها نشوف هنعمل أية
من زمان وكاميليا سايبة غيرها يفكر ليها
قبل يوسف فيه كاران، لكن في فرق
بين حد بيفكر لمصلحته فيها
وحد بيفكر في مصلحتها هي
حد بيحبسها علشانه وحد بيحبسها علشانها
حد بينتف ريشها وحد بيقص ريشها
علشان تعرف تطير من تاني أقوى وأسرع
ضمت الأولاد ليها وهي بتفكر فيه، ياترى حالته أزاي دلوقتي؟
ثائر مجنون.. متعصب.. كان عندها القدرة إنها تتخيل حالته
بس مهما أتخيلت مش هتجيبها،
رجع كاران البيت على الفجر، دخل وقعد على الكنبة بتعب يحاوط راسه بإيديه ويبص للأرض بشرود، عارف إنه غلطان في حقها، بس مش قادر يعترف أو يتقبل أن دا يكون عقابها ليه، تعمل أي حاجة إلا دي.. إلا إنها تفارقه
هو قايلها دا، هي أجادت إستخدام سلاحها ضـده
فتح فونه يبص لخلفيته، صورة ليهم سـوا مع الأولاد
بصلهم بإشتياق كأنهم مفارقينه من سنين مش ساعات، هو متعلق بيهم بجنون، مرتبط بيهم، مكتفي بيهم
حياته هما..
غلطة وحدة بس.. هتخسره كل اللي بناه في سنين، اللي ضيع عليه عمره، شقى عمره زي ما بيقول
غلطة وحدة.. مش هيسمحلها تخسره حياته
الشكوك جواه بتزيد، من وقت ما عرف أن التسجيلات اتحذفت بفعل فاعل وهو مبقاش فاهم حاجة
دماغه واقفة هناك.. لما لينا دخلت، وعرض عليها يشربوا عصير ويتكلموا شوية سـوا زي زمان، تفضفضله يمكن ترتاح لما لاحظ تعبها
خمولهم سـوا، نظراتهم النعسانة، محاولات لينا إنها تقرب وصـده ليها.. محاولاته إنه يقاوم اللي بتضعف
بعدها كله ضباب..
مسك راسه اللي هتنفجر يضغط عليها بتعب، مش فاكر حاجة غير صدمته الصبح وهو بيفتح عينه ولينا جنبه، حضناه وهدومهم مرمية في كل حتة، خضته وهو بيتعدل ويزوقها بأقوى ما عنده كإنها وبـاء لدرجة وقعها من على السرير
صدمته وهو بيستوعب هو عمل أية.. في مين ومع مين
في كاميليا.. حبيبته.. مراته.. أم أولاده
ومع لينا!
صاحبته وأخته! لازم يفهم الملعوب اللي بيحصله، بس قبل الملعوب وقبل أي حاجة، لازم يلاقي كاميليا
بعد يومين..
جاله أتصال من رقم غير معروف، رد بلهفة يمكن تكون حاجة هتوصله ليها- ألو مين معايا
- معايا كاران وادي؟
رد بترقب- أيوة
- مع حضرتك المحامي عزت فاروق من مكتب محاماة الفاروق للشئون القانونيو، بكلمك بخصوص كاميليا هانم..
أول ما سمع اسمها وقف عن قعدته يقول بلهفة- كاميليا هي فين.. وأنت مين وأي علاقتك بيها
- ممكن تهدأ حضرتك علشان نعرف نتكلم
حاول يتحكم في أعصابه، كمل المحامي- أنا بكلمك بناءًا على طلب موكلتي، مدام كاميليا طالبة الإنفصال ودي اخر مرة تطلبه بهدوء ومن غير شوشرة.. ياريت يتم بالأتفاق ما بينا ياما وقتها هنضطر نلجأ للمحاكم
- أنا عايز أقابلها
- كل كلامك معايا أنا.. هي عملالي توكيل
صرخ فيه بأعصاب منفلتة- بقولك عايز أقابلها حالًا.. عرفني مكانها ياما..
قاطعه المحامي بنبرة هادية- كاران بية ياريت حضرتك تاخد بالك من كل رد فعل يطلع منك دلوقتي، علشان مضطرش استخدمه ضدك في المحكمة بعد كدا
هسيب لحضرتك يومين تفكر وهتصل اعرف قرارك
قفل معاه.. جـه كالعاصفة وسابه في عاصفة
هز راسه مرتين تلاتة بتمام.. و- ماشي ياكاميليا.. ماشي
أعملي اللي تعمليه ياكامي.. أدلعي براحتك يابيبي
رنـة من لينا قطعت أفكاره لكنه قفل في وشها، مفيهوش أي خلق علشان يتعامل مع لينا دلوقتي.. وجنانها
جنانه كفاية..
*****
- أنا عايزة أنزل أشتغل.. مش هقدر أقعد في البيت أكتر من كدا، أنا كنت مقدمة على شغل في شركة **** وجاتلي موافقة
- كاران عارف بإنك هتقدمي فيها؟
هزت راسها بآه فنفى بلا و- يبقى مش هتروحي، مش بعيد إنه سايبلهم خبر لو روحتي يعرفوه
بإحباط- طيب أعمل أية دلوقتي، هفضل محبوسة هنا يعني علشان ميلقينيش
بصلها قبل ما يبتسم - بسيطة، تعالي لاشتغلي معايا في شركتي، لسة مفتوحة هنا جديد وملهاش صيت أوي وكاران مش هيفكر إنك ممكن تشتغلي في مكان مغمور كدا مع الخبرة اللي عندك
بصتله بتأييد قبل ما تقول بإحراج- بس كدا كتير، هبقى قاعدة في بيتك وطرداك منه وكمان هتشغلني عندك.. كدا كتير أوي
- كاميليا بطلي الحساسية دي وبعدين أنا اللي بستغلك في حوار الشغل دا، أنتي أحسن مني بكتير حاليًا هنا..
بيقدر يعطيها ثقة في نفسها بأبسط الكلمات، يخليها تاخد خطوة من غير تفكير كتير وتردد.. أبتسمت وهي بتهز راسها بتمام
*****
- لينا..
صوت شارف من وراها وهي ماسكة كوباية بتغسلها في الحوض وحطاها تحت الحنفية مليانة مية ولسة بتتملي وهي مش حاسة، قفل الحنفية وهو بينادي عليها وينغزها في كتفها- يابنتي
أنتفضت بخضة وبصتله قبل ما تنتبه للي حصل فسابت الكوباية ومسكت غيرها تغلسها و- معلش مخدتش بالي
سند بضهره على الرخامة جنبها يبصلها بتقييم و- لينا أنتي بقالك فترة مش عجباني، في حاجة حصلت لازم أعرفها؟
بلعت ريقها و- حاجة أية يعني وبعدين مالي أنا كويسة
رفع إيده بإستسلام- مقولتش حاجة متعصبيش نفسك أنا بس قلقان عليكِ.. لينا.. لو في حاجة عرفيني.. لو واقعة في مشكلة قوليلي.. أنا شارف.. حبيبك.. هنحلها سـوا وكله هيبقى تمام
بصت قدامها تكتم دموعها، عايزة تقوله إنها متستحقش دعمه دا، حبه وتفهمه، عايزة تقوله إنها أحقر من ما هو شايفها دلوقتي..
عايزة تعتذر كتير.. أوي!
ردت بصوت مخنوق- مفيش ياشارف، أنا كويسة
بصلها لمرة اخيرة قبل ما يهز راسه بتمام و- هروح اكلم كاران، بكلمه بقالي يومين مبيردش مش عارف لية!
تعرفي لو حاصلة معاهم حاجة؟
- لا معرفش كاميليا كمان مبتردش
وهي معندهاش جراءة ترن من الأساس..
سابها وخرج ورجعت هي في دوامة تفكيرها اللي ملهاش نهاية، معادها مع دكتورتها بكرة، تتمنى.. مش عارفة تتمنى أية
الكارثة هتفضل كارثة، لو مش ابن كاران
مش معناه ان الغلط محصلش، بس نص الغلط ولا الغلط كله!
جالها صوت نوتفكيشن فسابت اللي في إيدها ومسكت الفون، لقيت رسالة جايالها من رقم غريب على الواتس، فيها فيديو.. فتحته وهي بتترعش، لما بدأت تستوعب أية دا، نفس الفيديو اللي أتبعت لكاميليا أكيد
شافته.. كان ليها وهـي جنب كاران نايمين سـوا بمنتهي العمق وهي بتتحرك بتحاول تلاقي نومة مريحة لحد ما وصلت لحضن كاران وسندت على دراعه ونامت بإستكانة.. في الفندق، وش الفجر.. بعد ما حصل اللي حصل!
اللـي عقلها مش قادر يستوعب فداحة اللي عملته فبيكرر المشاهد كإنها ضباب، مش مستوعباه، مش فهماها
مع رسالة
' أرتحتي لما وصلتي أخيرًا لحبك الأول يالينو.. صح؟ '
سابت الفون يقع من إيدها بخضة، وهي بتبص لشارف اللي قرب منها باين عليه الخوف عليها، تبصله وهي بتنفي بلا بهيسترية
- لينا مالك في أية، أية اللي أتبعتلك عمل فيكي كدا
ميل علشان يمسك الفون خطفته منه وقفلته بسرعة وبنبرة مرتجفة- مفيش.. مفيش أنا كويسة
صوت بكاء علي فقالت وهي بتزقه ناحية أوضة علي- شوف علي ماله وأنا هدخل الحمام
- لينا! متأكدة إنك كويسة؟
سألها لمرة تانية.. مرة أخيرة، فرصة تانية.. فرصة أخيرة
لكنها كعادتها.. بغباءها.. ضيعتها!
- اه كويسة
*****
في بيت كاران، قاعد باباه ومامته وهو بيلف قدامهم من غير هوادة، مامته وهي بتحاول تهديه- ياكاران ياحبيبي أقعد وأهدى وخلينا نتكلم
صرخ بعصبية- متقوليش اهدى دي، متقوليش أهدى وأنا مش عارف بقالي تلت أيام مش عارف مراتي وأولادي فين.. مراتي اللي طالبة مني الطلاق.. مفكرة إنها بالساهل كدا
باباه- كاران اللي بيحصل دا بقى فوق احتمالي حقيقي علاقتك أنت وكاميليا طولت ورخمت أني، الحياة بينكم مبقيتش محتملة.. يمكن هي شايفة اللي انت لسة مش قادر تشوفه، يمكن الحل الأمثل ليكم فعلا الإنفصال.. أبعدوا شوية خدوا بريك من بعض و..
- أنتوا رجعتوا تتكلموا في العبط دا تاني بريك ومش زفت، أية في كلامي مش مفهوم؟ كاميليا ملهاش خلاص مني، كاميليا هتفضل ملكي لحد أخر يوم ليا او ليها على الأرض دي..
- ما لو أنت بتتكلم قدامها بالطريقة دي يبقى من حقها تطفش منك
بصله بضيق، إتنهد باباه و- يابني اللي بتعمله دا غلط، مينفعش تحسسها إنها شئ بتملكه، حاجة أنت متحكم فيها، دي مش وحدة أنت جايبها من الشارع، أنا فكرتك عقلت من زمان وفهمت دا لما بعدت عنك، أتاريك لسة بتفكر بالطريقة المتخلفة دي
- أنا مبفكرش كدا.. ومبعملهاش كدا، هي اللي بتضطررني أوصل لهنا.. للمرحلة دي
لما دايمًا بيكون تفكيرها إنها تبعد عني وتستقل بعيد عني، لما أكون أنا دايمًا بحاول استغل أي فرصة تقرب بيننا في أي حتة تجمعنا وهي في نفس اللحظة بتدور على حتة تنعزل فيها عني
التفكير في دا بيتعبني، إنها مش طايقة وجودي جنبها للدرجة دي بيخنقني
عقله بيلاعبه.. بيفسرله أبسط تفصيلة حصلت ما بينهم بأبشع التفسيرات، علشان يجننه أكتر ما هو مجنون!
الكلام دا كان ماضي وعدى، هو بس اللي بيدور فيه
عقله مش سايبه، بيحاول يقنعه أن كاميليا مسابتوش علشان الخيانة وبس
هي كانت بتدور على فرصة من سنين وجتلها على لحد عندها، هي بتستغل الفرصة، بتستغل الحدث علشان تمشي
كل ما فترة بُعدها تطول، كل ما دماغه هتسوحه
كل ما عقابها يزيد.. كل ما علاقتهم تستحيل
فاق على صوت والده معاه واحد من الأمن و- تعالى شوف دي العربية اللي كاميليا ركبت فيها.. ودا الراجل اللي مشيت معاه ودا أخر مكان أتشافت فيه العربية
قرب منهم يسحب اللاب بعنف يبص فيه، دقق في وش الراجل كويس، ملامحه مألوفة..
صوت لينا وهي بتقوله ..كاميليا دي حبه من الطفولة،
ردد اسمه بصدمة- يوسف!
بصله والده و- أنت تعرفه؟
- اعرفولي مكان الحقير دا فين بسرعة
مع إتصال من عزت الفاروق- كاران بية، المهلة اللي كاميليا هانم أعطتها لحضرتك خلصت، أعذرني أحنا مضطرين نرفع على حضرتك قضية خلع..
زي ما المصايب لا تأتي فرادي، فالإتصالات لا تأتي فرادي..
إتصال من الفندق و- كاران بية أحنا قدرنا نرجع جزء من التسجيلات.. لو حضرتك حابب تـ..
- أبعتوهالي على الواتس
قالها وقفل في وشهم، مبقاش شاغل باله يعرف مين بيلعب بيـه، عايز يعرف لعبة كاميليا أخرها فين..
- مدام لينا.. الحمل دا عمره..
فتح يوسف الباب وبص للي قدامه بصدمة قبل ما ينادي- كاميليا في حد عايز يشوفك
وبصله يسأله بتعجب- أنت عرفت مكاننا ازاي؟