رواية فتيات الميتم الفصل العشرون20بقلم شيماء طارق


 رواية فتيات الميتم

 الفصل العشرون20

بقلم شيماء طارق 


يبحث فى كل مكان وكأنه يبحث عن روحه ....أحس ان روحه قد سُحبت منه ...تأئهه  لا يعلم اين يبحث ولا من اين يبدأ هى ليس لها ملجأ غير معتز ..ظل يبحث عنها فى كل مكان ذهب الى دار الايتام التى تربت بها ولكنه لم يصل الى اى شئ لا حد يعلم مكانها ولا احد يعلم اى شئ عنها .....


فهد بغضب وصوت عالى : يعنى اى ....الارض اتشقت وبلعتها ...


احد رجاله : يافهد باشا احنا بندور فى كل مكان فى مصر حسب اوامر سعاتك هى مختفيه من يومين ومفيش اى اخبار ولا احنا نعرف حد ولا انها ليها حد تعرفه كنا نعرف نوصلها عن طريقه


فهد : اقلب الدنيا تانى ...اقلبها عايزها قدامى فى اقرب وقت ...

دلف احمد الى مكتب ابنه .... واشار للرجل بالخروج فهرول الرجل مسرعا وكأنه نجأ من عقاب على ايدى فهد ظل يشكر ربه كثيرا على خروجه حياً من امام هذا الفهد 


أحمد : تعبان 


نظر له فهد بعدم فهم فأكمل حديثه 


أحمد : تعبان وموجوع وروحك هتتسحب منك وكل دا ليه عشان ريم بعدت عنك ..لا دا انت حتى خليتها تبعد عن الكل ...سابت كل حاجه وهربت ..هربت من غضبك وقوتك وسخريتك منها هربت وسابت كل حاجه وراها ..سابت غاده الى كانت بتتمنى تبقى ام ومشيت سابت معتز الى لو شافك قدامو دلوقتى هيقتلك سابت رغد الى كانت كل حياتها ...دا كل و مين السبب فيه ..انت. .....نظر له فهد ولكن احمد لم يبالى واكمل حديثه.....ايوه انت ..انت السبب فى هروبها منك ومن حياتها ريم بعدت عن الكل بسببك عملتها لعبه تتحكم فيها زى ما انت عايز هخطبها لا مش هخطبها لا هى خطبتى ...عارف انها بتخاف من الناس بتزود خوفها اكتر وبتدوس عليها ولا كأنها بنى ادمه من حقها تعيش وتختار حياتها بطريقتها هى ...ياخساره يافهد ...حتى الكلمه الحلوه مقولتهاش ليها كل اما تكلمها وتقولها انتى ملكى بالغصب انتى بتاعتى ...قدمت اى ليها يثبت انها بتعتك اعترفتلها بحبك ليها .....انا كنت خايف من عز بسبب تصرفاته الطايشه بس طلع راجل ووقف وقالها بحبك. وقالها كلمه حتى لو هى هتبعد هتخليها تفكر ولو هى بعدت يبقى هو محسش بالندم لانه اعترفلها.وهى تختار ......انت يافهد غلط ..غلط فى كل حاجه ..عيد حساباتك من تانى يمكن ريم ترجع ليك ..


خرج احمد وتركه .....جلس فهد بإهمال على كرسيه يفكر فى حديث احمد ...اهو خسرها ..وهو السبب بكل ما حدث ...ولكن هى ..هى حبيبته ....اعترف الان انها حبيبته ولكن كيف يعامل حبيبته بهذا الشكل وهذه القوه ...هو بالفعل خسرها كما قال احمد ..ولكن لن يستسلم هو سيجدها وعندما يجدها سيعترف لها بحبه ..ولكن اين هى 

__________________________

معتز فى الهاتف .........


معتز : يعنى اى مفيش اخبار عنها يا مصطفى بقالها يومين مختفيه وانت جاى تقولى مفيش اخبار عنها 


مصطفى : والله يا فندم قلبت الدنيا وملهاش اى اثر


معتز : تدور عليها تانى وتالت ورابع تقلب الدنيا من تانى دى بنتى يا مصطفى 


مصطفى : حاضر ياباشا .


اغلق معتز الهاتف ..اتت اليه غاده مسرعه 


غاده بصوت مخنوق من البكاء : مفيش اخبار يا معتز 


معتز : لسه يا غاده


غاده ببكاء : يعنى هتكون راحت فين دى يتيمه ملهاش حد 


معتز وهو يحتضنها : هنلاقيها متقلقيش 


رغد وهى تجلس صامته لاتتحدث مع احد منذ غياب ريم عنها ...هى لا تصدق ما وصل بهم الحال ..هى تود الان بأن يرجع بها الزمن  وتبقى  هى وريم فى الميتم ولم يواجهوا هذه الحياه تفكر فيا كانو يفعلونه وهما صغار يضحكون ويفرحون مبتسمون دائما رغم ظروفهم ولكنهم كانو سعداء بوجودهم معا ...ظلت تفكر الى ان وسل بها تفكيرها عندما اتصلت بها هبه مشرفه الميتم تخبرها بأن هناك عائله تريد ان تأخذ ريم ......

توقفت فجأه عن التفكير ....ثم هبت ناهضه فى مكانها وكأنها تذكرت شئ 


معتز : مالك يارغد


رغد : ابله هبه


معتز : مين دى 


رغد : مشرفه الميتم وكانت ديما مع ريم من ساعه اما انا خرجت من الميتم وكانت بتتصل بيا كل اما المديره تعاقب ريم عشان الحق ريم قبل العقاب 


غاده : مش فاهمه ودى مالها يعنى 


رغد وهى تصعد الى غرفتها لكى تبدل ملابسها : اكيد ريم راحت عندها ريم متعرفش حد غيرها 


معتز : انتى معاكى العنوان


رغد : ايوه نى كانت قايلاه ليا انا وريم عشان لو احتاجناها فى حاجه بعد اما نخرج من الميتم 


معتز : طيب هاجى معاكى 


نزلت رغد وتوجهت مع معتز وغاده الى الخارج واستقلو سياره معتز واملته رغد العنوان واتجهه نحوه


وصل معتز بسيارته اسفل العقار التى تقطن بها هبه ...توجهه وسئل حاس العقار على الدور التى تقطن به هبه ثم صعد اليها ومعه رغد وغاده 


ترن ..ترن..ترن


والدته هبه : شوفى مين يا هبه انتى مستنيه حد


هبه وهى توجهه ناحيه الباب : لا يا ماما


فتحت الباب ...ووجدت فى المقدمه معتز 


هبه : مين حضرتك 


ظهرت رغد التى كانت تقف بجوار غاده 


رغد : انا يا ابله هبه 


هبه : رغد وحشتينى 


احتضنه هبه رغد وبعد السلامات والتعرف على معتز وغاده جلسو فى الصالون واتت اليهم والده هبه ايضا جلست معهم


رغد : ابله هبه انتى شوفتى ريم 


هبه بدهشه : هى مرجعتش ليكو 


رغد : اى 


معتز : يعنى هى كانت هنا 

نظرت هبه الى والدتها فى حين قالت والدتها


والده هبه : كانت عندنا من يومين ونزلت النهارده الصبح وقالت هترجع ليكو


غاده :  مجتش ...ممكن تكون جت لما سيبنا البيت وجينا هنا 


هبه : اكيد هى بعد اما انا هديتها اقنعتها انها لازم ترجع وعرضت عليها انى اوصلها قالت لا هى هتروح لوحدها 


معتز وهو ينهض : طيب عن اذنكو هنروح نشوفها ثم اخرج الكارت .من جيبه 


معتز : دا الكارت بتاعى لو احتجتو اى حاجه كلمونى ولو ريم جت ليكو تانى ياريت تعرفونى 


هبه : حاضر 


نزل معتز ورغد وغاده مسرعين الى السياره وقادها معتز بسرعه مرتفعه الى الفيلا وعند وصولها 


ركضت رغد مسرعه تفتش فى كل نواحى الفيلا هى وغاده ولكن لم يجدوها 


معتز : يبقى لما ريم حسيت ان هبه هترجها لينا مشيت من عندها بحجه انها هترجع لوحدها 


رغد : يعنى اى ...يعنى كدا ريم ضاعت ..اختى ضاعت منى ....كلو بسبب الى اسمو فهد ...هو مفكرها اى ....هى لعبه فى ايدو ...وهى هربت منو كدا هو استريح ....والله لاعرفو مقامو .....وخرجت تركض وركض خلفها معتز ووغاده التى تبكى على مايحدث وتلوم نفسها على انها هى من جلبتهم من حياتهم التى كانو يعيشونها واتت بهم الى هنا 


معتز : رغد .....يا رغد ...استنى ..


ركبت رغد تاكسى وكان يتبعها معتز من خلفها بسيارته وبجواره غاده 


نزلت رغد امام فيلا أل سالم ....دخلت مسرعه غير عابئه لمعتز الذى يأمرها بالتوقف 


رغد بصوت عالى : فهد...يا فهد ......انت يالى اسمك فهد.....فاااااااااااااهد


اجتمع الجميع على اثر هذا الصوت .....


عز : رغد مالك فى اى 


أحمد : فى اى يا معتز 


ناهد : انتى ازاى تدخلى كدا دى همجيه


نظر لها احمد نظره اخرستها 


لم تبالى رغد لمن حولها وانما كانت تنظر الى فهد بغضب شديد وكأن جميع اوجاعها واحزانها اجتمعو الان 

توجهت الى فهد بسرعه ثم صفعته بقوه ......شهقات من الجميع صدمه من معتز ...عز الذى ينظر امامه لايصدق ما يحدث 

ينظر الجميع الى فهد منتظر منه رده فعل ولكنه فاجأهم بسكوته ببنظراته الحزينه وكان الصفعه لم تؤلمه فهو يحمل من الألأم اضعاف ..تجعله لايشعر بأى الم ...

اخذت رغد تصفعه بقوه وهى تنهمر دموعها .....كان الجميع فى حاله صدمه مما يحدث لا احد يجرؤ على الاقتراب 


رغد وهى تصفعه : هى عملتلك اى عشان تتعبها بالشكل دا ...ريم طول عمرها طيبه مبتعملش حاجه فى حد كل حاجه عندها حتى لو مش متقبلها بتقول حاضر وبس مبتخترش ديما الناس بتختارلها ...ريم كانت بتحبك وانت ضيعتها ...ضيعتها منك ومننا ومن حياتها ...خليتها هربت ..وصلتها لانها تهرب مننا ومتبقاش عايزه تشوفنا ولا تعرفنا ....ياريتنا مخرجنا من الملجأ على الاقل كان حامينا من الماس الى زيكو ..كنا بعيد عن الدنيا وعن تكبر الناس ....كنا بعيد عن الكل ....ياريت مكنا شوفناكو ولا عرفناكو ....دمرتو حياتنا ودمرتو حياه اختى وخلتوها لاول مره فى حياتها تبعد عنى .....انا دلوقتى معرفش هى فين ولا يتنام ازاى ولا بتاكل ولا لا ...انا دلوقتى تأيهه ولاول مره فى حياتى ابقى مش عارفه مكان ريم ...حرام عليك ...هى عملتلك اى عشان تعمل فيها كل دا ....


كانت تبكى لاول مره امام الجميع كانت تتحدث بهسيتريا وتصفع فهد كان ينظر لها الجميع بحزن على حالها وعلى ريم الضائعه كانت تبكى بقوه الى ذهب اليها عز واحتضانها امام الجميع هى ايضاً شدتت من احضتانه وكانها كانت تحتاج اليه كانت تبكى فى احضانه وهو يحاول ان يهدئها


عز : هشش ..خلاص بس يا رغد ....اهدى ...اهدى حببتى ...


رغد ببكاء : ريم يا عز ملهاش غيرى  


عز : هنلاقيها ...متخافيش ...بس انتى اهدى 


رغد : هنلاقيها 


هز لها عز رأسه مؤيدا لها 


كان فهد لا يتحدث وكأنه اعترف لنفسه بأنه سبب خسارتها تركهم وصعد الى غرفته رأى معتز فى عينيه الانكسار والضعف وكأن هذا ليس بالفهد الذى يعرفه الجميع 


ذهب فهد الى غرفته ولاول مره يبكى ...يبكى بقوه على ضياعها ....يبكى حسره على خسارتها ...يبكى ويبكى ..الى ان ذهب فى النوم هارباً من واقعه التى لم يوجد به ريم هارباً ربما يقابلها فى احلامه 


كان معتز بالاسفل يجلس مع احمد يعتذر له عما حدث من رغد وهو محتضن زوجته التى تبكى ايضا


معتز : اسف يا احمد على الى حصل بس مقدرتش اسيطر عليها


أحمد : مفيش حاجه هى زعلانه عشان اختها ومعاها حق 


معتز : رغد ...رغد 


اتت اليه رغد مع عز وهى تضع رأسها لاسفل لانها وضعت والدها فى موقف محرج كهذا وهى ايضا لا تعرف كيف فقدت اعصابها هكذا


معتز : اعتذرى


رغد وهى بنفس وضعيتها وكأنها تخجل من رفع انظارها بسبب ما فعلته


رغد : انا اسفه بس والله مكنتش فى وعيى وهو السبب فى اختفاء ريم 


أحمد : محصلش حاجه وبعدين متقلقيش احنا بندور عليها وان شاء الله هنلاقيها


رغد : يارب....


استاذن معتز وغادر هو واسرته بينما صعد عز الى فهد ...وجده يغط فى نوما عميق وعلى وجهه اثار الدمع نظر له بحزن وغادر هو ايضا الى غرفته 


مرت الايام ولا اخبار جديده عن ريم ....كانت الايام تمر شبهه بعضها لدى البعض 


رغد التى تشغل تفكيرها بالدراسه والعمل وقد اصبحت تعامل فهد عاديا خصوصا بعد خطبتها من عز 


معتز مستمر فى البحث عن ريم وهو ايضا يتجهه الى العمل لكى يشغل نفسه 


غاده التى اصبحت حزينه تلوم نفسها على انها السبب فيما حدث لانها من جلبتهم الى حياتهم ولكن يصبرها رغد ومعتز 


مروه التى تربت كثيرا من رامى واصبح هو كل حياتها فقد احبو بعضا بشده


عز الذى لايفارق رغد فقد اصبحت خطبتهم امر واقع ومنتظرين عوده ريم لاستكمال فرحهم وهو اصبح يخفف عنها غياب ريم ولكنها تبتسم بحزن 


جيسيكا التى اتمت زواجها من عزت ابن عمها واصبحت تحبه وبشده بعد ان عوضها عن كل شئ فقدته فى هذه الحياه من حنان الاب والام ومن كل شئ فقدته من معنى الاسره (انتهت حكايه جيسيكا كدا)


فهد الذى اصبح اقوى واشد مما كان عليه سابقا فهو  المجروح الذى فقد حبيبته يتعامل بقسوه مع الجميع ولم يتوقف لحظه فى البحث عن ريم هو يعلم علم اليقين انه سوف يجدها مهما مرت الايام والسنين هو لن يمل ابدا ولم ينسها ولو لحظه حتى معتز قد سامحه فيكفى الانكسار الذى يوجد بعينيه كلما رأى معتز او رغد ....


مرت الايام والسنين ويبقى الحال كما هو الى ان عدت خمس سنين وريم مازالت مختفيه تخرجت رغد وامسكت اداره شركات الدمنهورى مع معتز ...مازال زواجها من عز مؤجل ...تمت خطبه مروه ورامى ومنتظرين عوده ريم لاتمام الزواج فهد اصبح

قاسى كثيرا لا يرحم احد قط 


...........فى مكان اخر بعيدا عن مصر بالتحديد فى لندن...


......متاكده من قرارك فى النزول الى مصر يا ريم 


ريم : متأكده يا بابا وانا الى هكمل الشغل الى حضرتك هتممه مع الشركه المشتركه بين عائله سالم وعائله الدمنهورى .....




                  الفصل الحادي والعشرون من هنا 


لقراءة باقي الفصول من هنا

تعليقات



<>