رواية فتيات الميتم
الفصل السابع والعشرون 27
بقلم شيماء طارق
عاصم : تعالى يا رهف اركبى
ريم : لا يا بابا اركب انت مع شركائك وانا هركب مع مراد .....
عند سماع فهد هذه الكلمات لم يتمالك نفسه من الغضب والغيره المسيطره عليه فجذب المفاتيح من عاصم ثم جذب ريم من يديها بقوه ودفعها داخل السياره وقال
فهد : عاصم باشا انا اسف بس انا هروح مع ريم وانتو تعالو مع مراد ..........ولم ينتظر اى رد منهم ولم يبالى لصدمتهم ودهشتهم واستلقى السياره بجانب ريم ثم تحرك بها مسرعا ....
عاصم : فهد اتجنن يا عز
مراد بعصبيه : مين الحيوان دا وازاى تسمحلو يأخدها كدا
عز : اهدى يا اخ انت ..دا .دا خطيبها
مراد : نعم ..خطيبها وانا معرفش
عاصم : دا فهد يا مراد
مراد وهو يتذكر شئ : فهد ....طيب اتفضلو معايا عشان نمشى ولا هنفضل هنا
اتجهه الجميع معه فى سيارته وانطلق هو الاخر ....
رغد : انت تعرف كل حاجه عن ريم
مراد : انا اعرف ريم من قبل ما انتو تعرفوها
عز : مش فاهم
عاصم : مراد ابن اخويا وهو اكبر من رهف ورحمه الله يرحمها كان بالنسبه ليهم الاخ الاكبر
عز : يعنى انت مش مجرد واحد عاصم بيه بيثق فيه
مراد بضحك : لا مش مجرد واحد
رغد : بس انت كنت بتقول رهف هانم هو فى حد بيقول الى زى اخته وبنت عمه هانم
مراد : انا ورهف واحنا مع بعض التعامل بينا عادى انما لما نكون مع ناس متعرفناش لازم احترمها لان مش كل الناس تعرف انى ابن اخو عاصم بيه لانى اتربيت فى لندن بعد اما رهف اختفت كان ساعتها عندى 9 سنين والدى توفى ومامتى سافرت لاهلها بس عمى مسابنيش وفضل يصرف عليا لحد اما كبرنى وبقيت ذراعه اليمين وبئر اسراره زى ما بيقولو
عز : ولما عرفت ان ريم رجعت او رهف
مراد : كنت مبسوط جدا لان فى الوقت دا كانت رحمه توفت هى ووالدتها كنت انا وعمى عاملين زى التايهين ولما عمى اتصل بيا وقالى ان هو لاقى رهف كنت مش قادر اصدق لدرجه انى نزلت مصر عشان اتأكد ان عمى مش بيضحك عليا ...
رغد : طيب ليه اختفت الخمس سنين
نظر مراد الى عاصم فأشار له ان يخبرهم ....
مراد : رهف لما ظهرت كانت بالنسبه لينا الحياه وخصوصا عمى موت رحمه ومرات عمى كان يعتبر موت بالنسبه لعمى لانهم كانو هما كل حياته عيلته فجأه مبقتش موجوده لما لاقى رهف كان عامل زى الغريق الى مسك فى قشايه عشان كدا مناعها انها تنزل مصر او حتى تتواصل معاكو او مع اى حد كان خايف تأثرو عليها وهى تحن ليكو وتسيب عمى وكمان عماد الشافعى كان عايز ينتقم من عمى فى كل حاجه هو الى دبر حادث موت رحمه ووالدتها ولو كان عرف بوجود رهف كان موتها هى كمان مكانش ينفع انها تنزل مصر واهى لما نزلت اتفق على قتلها ولما منفعش خطفها عشان كدا عمى منع عنها الاتصال بيكو ولما هى بدأ اصرارها على النزول مصر جت ازمه الشركات وبعديها تعب عمى هى مقدرتش تسيبو وتبعد عشان كدا فضلت بعيد عنكو ممكن يكون سبب مش مقنع ليكو بس هى فعلا كانت فى دوامه تسيب ابوها المريض او تسيبكو وهى عارفه انكو ممكن تلاقولها عذر بس الواضح غير كدا
نظر عز و رغد الى بعضهم والتزمو الصمت ......
عاصم : اى الى خلى رهف متركبش الطائره
مراد : المشكله الى فى الشركه الى عملها هو عماد الشافعى عشان انااتصل على رهف و رهف تركب اول طائره وتيجى وساعتها الطائره تقع ورهف تكون انتهت ....بس انا اكتشفت الخطه دى واتصلت على رهف وقولتلها وهى نزلت من الطائره وبعديها اتخطفت
عز : عرفت منين انها اتخطفت
مراد : من رجالتى الى ماشيه وراء رهف
عز : وهو بتمشى ب بودى جارد
مراد : لا هى رافضه الموضوع عشان كدا بيمشى وراها ناس من غير ما هى وعرف ...
عاصم : روحنى البيت وبعدين تبقى وصلهم وتعالى
مراد : ماشى
رغد : انا مش هروح انا هستنى ريم
نظر لها عاصم ولم يعلق ..........بعد مده وصل مراد الى فيلا الشامى .....ووجد فى انتظارهم احمد ومعتز وغاده ايضا التى اتت لكى تتحق من خبر وفاه ريم ووجدت معتز الذى اخبرها بأنها لم تمت ف هى لم تركب الطائره فرفضت الرجوع الى منزلها الا عند رؤيتها
معتز : هى فين ريم
عاصم : هما موصلوش
أحمد : هما مين
عاصم : فهد ركبها معاه العربيه ومشى بيها بسرعه
غاده : فهد تانى ....والله لو عملها حاجه لكون انا الى واقفه ليه هو مفكر ان وقت اما يعوزها يلاقيها ووقت اما يحب يفرض سيطرته عليها تقولو شبيك لبيك انا ملك ايديك هو اتجنن ولا اى ..
معتز : اهدى يا غاده
غاده : اهدى لحد اما يزعلها ويخليها تبعد خمس سنين تانى وبعدين مش هو مكانش مسامحها عايز منها اى ما يبعد عنها
عز : ياطنط فهد بيحبها بس هو زعلان شويه
غاده : وانتو سايبين بنتى معاه لوحدها وهو زعلان انت مش عارف غضب فهد
رغد : يا ماما اهدى فهد مش هيعملها حاجه
غاده : دلوقتى مش هيعملها حاجه دلوقتى مش خايفه على اختك وبقيت مش فارقه معاكى نسيتى لما كنتى بتدافعى عنها وتبهدلى اى حد يقرب منها دلوقتى عادى سيباها مع الى زعلها وخلاها تبعد خمس سنين بس هقول اى ما انتى كمان بقيتى قاسيه عليها
معتز : غاده خلاص
غاده ببكاء : يا معتز بنتى
معتز وهو يحتضنها : متقلقيش عليها فهد مش ممكن يأذيها
عاصم : خلاص ياجماعه كلها شويه ويجى فهد ورهف
عز : انت مطمن عليها كدا ازاى مش خايف فهد يعمل فيها حاجه
عاصم : لو قبل خمس سنين كنت خفت انما دلوقتى انا بنتى تقدر تقف قدام اى حد مش فهد بس وانت شوفت هى عملت اى فى عماد
مراد : رهف اصلا مش لوحدها معاه.........نظر له الجميع
مراد : رجالتى مشيت وراهم ولا كنت و مفكرين ان هسيب بنت عمى معاه من غير حراسه
عز : بس فهد مش هيأذيها
مراد : وانا اى الى يضمن لى
عز بخفوت ولكن سامعه مراد : دا انت رخم قوى
مراد بخفوت وابتسامه متعمد ان يستمع اليه عز : عارف
نظر له عز ولم يعلق .......
_____________________________
بعد ذهاب فهد مع رهف بالسياره .......
فى السياره ....
ريم : انت اتجننت ...انت ازاى تعمل كدا ..انت مش عارف انا مين ...انا .......ابتلعت كلماتها عندما نظر لها فهد بغضب تكاد تقسم انها رأت اشتعال عينيه ..
ظل الصمت هو الذى ينتشر بينهم الى ان اوقف فهد السياره فى مكان خالى من الناس .....
نزل فهد من السياره ولم يبالى لها وقف امام السياره سانداً بجذعه عليها مغمض عينيه فى محاوله منه لامتصاص غضبه ......
كانت تتابعه من نافذه السياره فى حيره من أمره كانت تود ان تنزل اليه ولكنها لم تفعل ظلت قابعه فى السياره تتابعه من النافذه وهو واقف امامها ولم يلتفت لها ....ظلت هكذا لمده نصف ساعه الى ان قررت النزول اليه ....
وصلت امامه وكادت ان تتكلم الى ان قاطعها صوته المغلف بالهدوء
فهد : ليه
عقدت حاجبيها عالمه على عدم فهمها مقصده من سؤاله
ريم : ليه اى
فهد وهو مازال على نفس وضعيته ولكنه فتح عينيه ونظر فى عينيها مباشره
فهد : ليه سيبتينى وبعدتى عنى ...ليه خمس سنين وانتى فى ايدك تتصلى ومتصلتيش ...ليه معرفتنيش مكانك ...ليه سيبتينى اتوجع واتعذب المده دى كلها ....كبرتى فى السوق وبقى ليكى اسمك وانا لسه واقف مكانى ...ثم اطلق ضحكه ممزوجه بوجع ....واقف مكانى بدور عليكى خايف يكون حصلك حاجه. محمل نفسى الذنب فى بعدك وانتى عايشه حياتك تدرسى وتشتغلى وتكبرى كل يوم عن الاول ....صوت ضحكاته يعلو بعض الشئ .....عبيط انا صح انا فهد سالم الى اكبر ناس فى البلد تخاف من اسمه انتى عاملتيه عبيط شوفتى ازاى ..
كانت تدمع عينيها لانها احست بوجعه ....وجدها تبكى فضحك بسخريه رغم ان قلبه يدمع من اجل انه رأى دموعها ...
فهد : بتعيطى ...ممكن العياط يحسسك بالذنب شويه بس قبل اما امشى يا ريم ..او رهف هانم مش هتفرق لازم تكونى عارفه انك ليا ومش لحد غيرى انتى بتاعتى وبس يا ريم وزى ما قولتلك قبل كدا لو شوفتك بتتكلمى مع راجل غيرى هتشوفى الفهد لما بيغضب بيعمل اى
كادت ان تتحدث تخبره انها لا علاقه لها بسبب البعد ولكنه لم يترك لها مجال بل توجهه الى السياره وصعد اليها واشار لها ان تصعد هى الاخرى ...توجهت والدمع ينزل من عينيها يأخذ مجراه على وجهها فور صعودها السياره انطلق بها بسرعه عاليه يكاد يطير من على الطريق
ريم : فهد ......
اشار لها بالتوقف هو لا يريد الحديث الان يكفى هذا القدر ......وصل فهد اما فيلا الشامى ترجل من السياره واعطاها المفاتيح وذهب نحو سيارته وركبها وانطلق بها الى الخارج ...
ظلت تراقبه الى ان خرج من باب الفيلا فدمعت عينيها ثم اتجهت الى الداخل فور رؤيتها جرت اليها غاده تحتضنها
غاده : حببتى حمد لله على سلامتك ...انتى بخير ...فيكى حاجه ..فهد جه جنبك عملك حاجه ضايقك ..
ريم بإبتسامه باهته : هو مضايقنيش انا الى وجعته .....ثم تركت الجميع وصعدت الى الاعلى
مراد : هو عملها اى ...ونهض ليلحق بها
عاصم : سيبها دلوقتى يا مراد ..
رغد : هو انا ممكن اطلع ليها
نظر لها معتز بإبتسامه بينما هز عاصم رأسه موافقاً اياها
صعدت رغد الى غرفه ريم وطرقت الباب
ريم : معلش يا داده سيبينى لوحدى دلوقتى وانا هبقى كويسه متقلقيش
لم تبالى رغد الى هذه الكلمات وانما قامت بفتح الباب ودلفت الى الداخل
نظرت لها ريم بإستغراب ....
ريم : فى حاجه...........تقدمت رغد لها الى ان جلست امامها ..
رغد : أسفه
ريم :على اى
رغد : على اى حاجه حصلت منى ...على اى كلمه طلعت منى او نظره ليكى وجعتك ....
قاطعتها ريم ..
ريم : محصلش حاجه لكل دا احنا هنفضل اخوات
ابتسمت لها رغد ثم قامت بإحتضانها ..فإحتضنتها ريم هى الاخرى وبكت ..وقد على صوت بكائها فأخذت رغد تربت على ظهرها مهدئه اياها
ريم : فهد مش هيسامحنى ...
رغد بإبتسامه : يعنى انتى كل الى همك فهد ومش مهم الباقى
ريم : انتو انا عارفه ان مهما حصل مش هتزعلو منى بس فهد
رغد : فهد بيحبك بس موجوع
ريم : بجد بيحبنى
رغد : هو دا الى سمعتيه
ريم : بس بقى ...انا وجعته قوى
رغد : انتى وجعتينا كلنا
عاده ريم للبكاء مره اخرى فقالت رغد بمرح
رغد : فى اى يا ريم هو انتى مركبه حنفيات فى عنيكى كل كلمه بدموع طيب خلى شويه لما اتجوز انا والواد عز الغلبان
ريم : اه انا عرفت بخطوبتكو بس انا محضرتش
رغد : انا ممكن اقولو نعيد الخطوبه من تانى عشان انتى تحضرى .....
اتاهم صوته من خلفهم فهو قد صعد خلف رغد مع مراد بعد استإذان عاصم ففزعت الفتيات
عز : تعيدى اى يا رغد مش سامع
ريم : خضتنى يا عز ..
مراد : سلامتك من الخضه يا حببتى
عز : اه لو فهد سمعك
رغد : ياعينى دا هيبقى كفته
ريم : بس مراد زى اخويا
عز : دا لو اخوكى نفسو
مراد : للدرجه دى
عز : يووه و اكتر انت متعرفهوش
ريم : بس هو مش مسامحنى ف ملهوش حاجه عندى
عز : بس يا ريم متنسيش بعدك عنه
ريم : يعنى كان بمزاجى وكمان حتى لما خدنى دلوقتى وعاتبنى ومسامعنيش كلمه حلوه ولا حتى قالى بحبك وبيقولى انتى بتاعتى وبس كل اما يشوف وشى يقولى انتى بتاعتى وبس زى اما يكون خايف ينطق ويقول انى حبيبته
مراد : طيب ما نخليه ينطق
عز : اوعى يكون قصدك....
مراد : بالظبط هخليه يغلى من الغيره
عز : بس دى مخاطره كبيره بحياتك يامعلم
مراد وهو ينظر الى ريم : كلو يهون عشان خاطر الجميل
رغد : يبقى على بركه الله
عز : الفاتحه
ريم : على روح مين
عز : على روح مراد مقدما
