
رواية هبة السلطان الفصل الاول1والثاني2 بقلم جني محمد السمنودي
بتبدأ حكايتنا في الصعيد بتكون شمس واقفة قدام جدها بتعيط و بيجي ابن عمها و بيقول "جرا ايه يا جدي ايه الكلام الماسخ اللي انت عتجوله ده"
الجد "اجفل خشمك ده عاد انت السبب في اللي حصل ده اصلا"
شمس قالت بمقاطعة " لاه يا جدي اقسم بالله انه مفيش حاجة من الكلام الماسخ اللي عيتجال ده حصلت و هلال ملهوش داخل عاد في الحكاوي دي"
هلال "يا جدي دي شمس تربيتك كيف تصدج الكلام ده"
الجد" مهو لولا دلعك ليها و مرجعتكم سوا و الخروج و السفر مكانتش عملت اكده "
شمس اتعصبت اوي و ردت على جدها بسوط عالي شوية" جولتلك اني معملتش حاجة و لو عاوز تصدجني صدجني معنديش مانع و لو مش عاوز تصدجني عنك ما صدجتني اهم حاجة اني واثجة في نفسي و متوكده اني معملش اكده "
قرب جدها منها بمشاعر متضربة يعني ايه شمس بنت ابنه و تربيته ترفع صوتها عليه و يعني ايه كمان نعمل ذنب و غلطة كبيرة زي دي و اتحول الحزن ده فجأة لعصبية ازاي ترفع صوتها عليه و هي اصلا اللي غلطانة و اخيرا انتصرت العصبية على الحزن فقرب منها الجد و لسة كان هيضربها بالقلم
لكن جه هلال وقف قدام شمس علشان مينفعش يرفع ايده على جده و يمسك ايده و لما الجد استوعب انه هيضرب هلال لحق نفسه بسرعة و مضربهوش و قال بعصبية "ايه اللي عملته ده عاد كنت هضربك بدالها هي تستحج الولعة كمان غور من وشي"
هلال "لاه مهمشيشي يا جدي الا اما تجتنع انها معملتش حاجة"
الجد "يبجى ملكومش صالح مني و اخرجوا برا الدار دي عاد و اوعى اشوفك بتحود على اهنه تاني علشان هتلاجي مني تصرف ميعجبكش واصل"
هلال" ماشي يا جدي اني همشي و مش هتشفوني تاني اصلا علشان اني مش هجعد اهنه اني هروح الجاهرة و هجيب شجة و عنتجوز اني و شمس "
شمس" ايه اللي عتجوله ده عاد انت هتمشي و تهمل جدك و لا ايه "
هلال" ما تشوفي جدك عيجول ايه "
شمس" بس ده جدك اللي مربيني عاوزني ازاي اسيبه"
هلال" يا بوي عليكي يا شمس يعني بعد كل كده و كل كلامه الماسخ ده عليكي و انتي بردك متمسكة بيه و عايزة تجعدي اهنه "
شمس "اني مش همشي يا هلال و انت امشي من غيري احنا كل جرايبنا متجوزين و مش هيجدروا انهم يسيبوا اجوازهم و ييجو اهنه علشان يخدموه "
هلال" يعني انتي عوزاني افهم من كلامك ده انك عايزة تجعدي علشان تساعديه زي ما كنتي بتعملي في الاول"
شمس" اه مهما حصل هيفضل جدي "
هلال قرب من الجد و وقف قدامه بشموخ و بدأ يتكلم بعد ما رفع صباعه قدام وش الجد" شوف يا جدي شوف كل اللي عملته في البنية الغلبانة و هي برضك متعلجة بيك و مش عايزة تمشي و تهملك أهنه لحالك بس عجول ايه هي جصيلة و متربية اني لحد دلوقت مش عارف انت كيف صدجت عليها أكده كيف تصدج ان شمس ممكن تعمل حاجة غلط لاه و علشان مجرد صورتين خلاص يبجى الكلام ده حجيجي بس عموما اني معستناش لما شمس تتاذى و مش هجعد أهنه كمان اني هخادها و نتجوز و نسافر الجاهرة انتوا اكيد متوكدين اني عحبها "
خلص هلال كلامه و سحب شمس من ايدها غصب عنها بالرغم من انها كانت معترضة على اللي بيحصل ده بس مفيش في ايدها حاحة و كل اللي بيحصل ده بسبب صورتين اتبعتوا لجدها كانت ظاهرة فيهم انها بشعرها و واقفة في الشارع و طبعا دول صعايدة مهندهمش تفاهم في حاجة زي دي
كل الكلام ده كان بيدور في عقل شمس و هي مش عارفة هتعمل ايه و هتتصرف ازاي و رجعت افتكرت جامعتها طيب هتروح الجامعة ازاي و هل هلال هيتجوزها فعلا و لا ده مجرد كلام قاله في وقت عصبية منه علشان بنت عمه
مفاقتش هي من كل الكلام ده غير لما سمعت هلال بينادي عليها و بيقول "فينك يعني أكده يا شمس روحتي فين تعالي اركبي العربية يلا علشان ننزل الجاهرة"
شمس قالت و هي لسة في حالة تيه " هه حاضر..حاضر يا هلال"
هلال "مالك أكده متوترة يا شمس"
شمس "كل اللي حصل ده كان غلط و كان غلط كبير جوي كمان"
هلال" معادتش فارجة يا شمس محدش عارف أهنه الصح من الغلط اطلعي فوج و اتجهزي يلا علشان احنا عنمشي من أهنه "
شمس" حاضر يا واد عمي اني علبس و اجي نمشي علطول "
و فعلا شمس طلعت لبست و خدت حاجاتها و نزلت لهلال اللي كان لسة واقف مكانه متحركش و كان بيبص للجد بنظرات غامضة مش مفهومة بس العناد و التحدي كانوا مسيطرين
شمس قالت يتقاطع النظرات دي" اني جاهزة يا هلال يلا بينا"
و هنا قالت ام هلال" على فين يا بت اخوي انتي منتش ماشية من أهنه و انت يا واد اني هخبرك ازاي تتصرف أكده و تركب دماغك في حاجة زي دي من غير ما ترجعلي"
هلال "و لا كنت هرجعلك يا اما اني عارف كويس انك مش هتجفي فصفها زي ما انتي مكنتيش عاوزة تديها ورثها "
خلص هلال كلامه و مستناش اكتر من كده و خد شمس ركبها العربية و انطلق بأقصى سرعة على القاهرة
اما شمس كانت قاعدة في الكرسي اللي جنبه و في حالة لا وعي مكانتش عارفة هي هتعمل ايه و زعلانة جدا من جدها بس ما باليد حيلة
و بعد ما بيوصلوا القاهرة بيقف هلال في مكان معين و بينزل و شمس بتنزل وراه و بتقول "هو في حاجة و لا ايه يا هلال اصلك وجفت اهنه يعني"
هلال "لاه اطمني يا بت عمي اني جايبك اهنه عند المأزون علشان اكتب عليكي وقتي "
شمس "بس يا هلال"
هلال "مبسش يا شمس و يلا اطلعي ورايا"
و نرجع في بيت الجد هارون جت ناصرة مراته اللي كانت واقفة كل ده بتشاهد في صمت و قالت" ليه أكده يا حاج تكسر بخاطر الولاد ما انت عارف من الاول انهم بيحبوا بعض بجالهم سنتين و كانوا متفجين انهم عيتجوزا لما شمس تخلص دراسة "
قال هارون بعصبية و كبرياء" يبجوا يوروني عرض اكتافهم و ابجي جابليني لو اتجوزها"
ناصرة "لاه هيتجوزها يا حج و اصلا انت غبي علشان شمس شعرها بني و الصور اللي قدامك في شمس شعرها اسود يعني انت ظلمتها على الفاضي "
هارون لسة بيكابر و مش عايز يعترف انه غلط او ظلمهم حتى و قال "مش يمكن الصورة مش واضحة بسبب اللي بيصور "
ناصرة" كابر براحتك يا حاج هارون بس اني اصلا كنت جاية اجولك على حاجة تانية خالص و لما وجفت اتفرج نسيت اجولهالك "
هارون" جولي اما نشوف مخبية ايه "
ناصرة" سلطان يا حاج جاي النجع بكرة
الفصل الثاني
وقع الخبر ده عليهم بحالتين في اللي فرح و في اللي زعل فجت خالته و اللي كان اسمها جميلة و كانت بتزغرط لما عرفت اما بقى ام هلال اللي اسمها مليكة شهقت شهقة قوية اوي و قالت
" يا مري يعني سلطان هييجي اهنه و مش هيلاجي هلال ابن عمه مستنيه ده هيولع فينا احنا و النجع كلياته "
جميلة ردت عليها بطيبة "لاه متجلحيش اني هرن على هلال دلوقتي اعرفه انه كبير النجع على وصول"
و فعلا رنت جميلة على هلال اللي كان خلاص على وشك انه يدخل مكتب المأذون خلاص بس وقفه رنة تليفونه فرد و قال" ايوة يا خالة جميلة ايه هو فيه حاجة حصلت و لا ايه "
جميلة" الحق يا هلال كبير النجع جاي و انت لازم تكون اهنه و في انتظاره زي ما اتعودوا على طول "
هلال "خلاص يا خالة اني و شمس هنكون عندكم في ظرف ساعة"
شمس قالت بتعجب من تغير موقفه "ايه ده انت غيرت كلامك فجأة ليه "
هلال" علشان سلطان كبير النجع خلاص جاي تاني و لازم اكون في استجباله زي كل سنة "
شمس" طيب و انت عتتحدت في ايه دلوقتي يلا نروح بسرعة و نلحجه جبل ما يوصل "
هلال" يلا و اني هحاول اسوج بسرعة على جد ما اقدر علشان نوصل جبليه"
و فعلا ركبوا العربية و تقريبا كان فاضل شوية و يعملوا حادثة من سرعته بس الحمد لله وصلوا قبل ما سلطان يوصل
و فوق في دوار عيلة العزيزي طلع هلال و قال بصوت عالي" اني جيت يا خلج هلال العزايزي جه بس ده مش معناه اني نسيت لاه اني جيت علشان واد عمي و اخويا كبير النجع ده كلياته سلطان "
الجد "لما سلطان يجي و اني هخليه يتعامل معاك انت و شمس كويس يا هلال"
هلال "بلاش يا هارون بيه انت لا جَدي و لا جد سلطان"
و قطع كلامهم الدادا ام السعد و هي بتقرب منهم بسرعة و بتقول كبير النجع وصل العربيات مجربة على اهنه خلاص"
هارون "جهزوا الدبايح علشان هنعمل وليمة انهاردة بمناسبة رجوع الغالي و كبير النجع"
و بالفعل بدأت احتفالات الصعيد بعودة الابن الأكبر العيلة العزايزي من امريكا"
بالرغم من انه من امريكا و لكنه نزل من عربيته بالجلباب الصعيدي اللي بيعتز بيه و بيعتبره جزء من روحه و اول حد بدأ يدور عليه بعيونه كان هلال و لما ملقاهوش قرب من الجد هارون و قاله " كيفك يا جدي اخبارك و اخبار النجع ايه "
هارون " كله بخير يا ولدي و الحاجة زادت بركة لما انت رجعت"
سلطان "هو فين هلال أكده مش عاوايده"
قال هارون بخبث و هو بيتصنع التعب " اح اح معرفش يا بني بس تقريبا قال انه مش عايز اح اح يقابلك و لا يسلم عليك"
سلطان جاوب جده و هو ظاهر على ملامحه الغضب" ماشي يا جدي اني هطلع اشوف الكلام ده بنفسي "
طبعا خدعة الجد منطلتش على سلطان و لا حاجة ده كبير النجع برضه بس هو عمل كده علشان فهم علطول ان في مشكلة بين هارون و هلال بس مرضاش يكبر المشكلة و قرر يعاتب هلال بس من غير ما حد يعرف
و فعلا سلطان بدا يسلم على العيلة كلها و مكانش شاغل باله غير اتنين هبة و هلال
بدا يدور على هلال لحد ما افتكر الجناح بتاعه هو و هلال فطلع الجناح ده و زي ما توقع بالظبط لقى هلال قاعد على الكنبة اللي في وش الباب و مربع ايده دخل سلطان بهدوء و قفل الباب و راح قعد جنب هلال و قال "اني كنت متوكد اني لما هاجي علاجي مصيبة في وشي احكي احكي يا واد عمي"
هلال "انا زهقت من تحكمات جدك و ببعاملني اني و شمس وحش و كل ده علشان وصله كام صورة متفبركة لشمس و هي بشعرها"
سلطان "امم يعني دلوقتي مشكلتك في المعاملة و لا ايه "
هلال "لأ يا سلطان مش في المعاملة بس هو رافض جوازنا من بابه و بعد المشكلة اللي حصلت سافرت اني و شمس الجاهرة و كنت عتجوزها هناك بس انت جيت فاني قررت ارجع النجع بسرعة عشان الحجك "
سلطان" زين ما عملت يا واد عمي و طبعا اني عارف انك انت و شمس بتحبوا بعض روح اندهها هي و عمتكظي جميلة و تعالوا "
هلال" ليه يا سلطان هو في حاجة و لا ايه "
سلطان رفع صباعه في وشه و قال و هو بيسطنع الجدية" اسمي كبير النجع مش سلطان "
هلال وقف قدامه حرفيا مبلم و مهنج مش عارف هو مين اللي بيتكلم ده
سلطان" جرا ايه يا واد هو انت صدجت و لا ايه امشي اندهلهم بسرعة اني مش فاضي و جاعد اهنه بتحكي معاك "
هلال" حاضر يا سلطان ثواني بنكون عندك اني و خالة جميلة و شمس"
و فعلا راح هلال يندهلهم و بعد شوية جم بس مكانوش لوحدهم كانت الحاجة ناصرة معاهم
اول ما سلطان شافها قال" و الله يا واد يا هلال انت بتفهم علشان جبت تيتة ناصرة معاك "
قالت شمس بمقاطعة" معلش يا ابيه بس اني اللي جبتها مش هلال "
سلطان" اني برضه استغربت اصل المعروف ان مش بيفهم من ميتا و بجى ناصح اكده"
هلال "هاه انت بتقول حاحة"
سلطان "اه عندك مانع"
هلال "ادخل فب الموضوع بسرعة يا سلطان "
سلطان" بص يا هلال اني هجفل قصتكم من جبل ما تنتهي"
هلال" كيف و معناه ايه اللي انت عتجوله ده "
سلطان" عمتي جميلة و تيتة ناصرة مش اني كبير النجع طيب اني جررت زواج هلال و شمس"
ناصرة" اللي تشوفه يا بني".
جميلة" طب مين وكيلها يا سلطان "
سلطان" اني.. اني وكيلها يا عمتي "
ناصرة" على خيرة الله مبارك يا حبايبي"
سلطان" استني يا ستي اني لسة مخلصتش كلامي... انتوا عتتجوزا و معاوزش اشوف وشكم ده هنا في النجع لشهرين على ما التيرم ده يخلص و في خلال الفترة دي هتكونوا جاعدين في شجتي اللي في الجاهرة "
شمس "اني بجد مش عارفة اجولك ايه يا ابيه بس شكرا.. شكرا من كل جلبي "
سلطان "انتي اختي يا بت و كفاية أكده بجى علشان في طور وداعته بتدخن دلوقتي من الغيرة "
و بعد ما أعلن الكل الموافقة ناصرة بدأت تزغرط بعلو صوتها و على صوتها ده جه الجد هارون و قال
" ايه المسخرة اللي عتحصل اهنه دي"
قال هلال بخبث" مش نباركلنا يا جدي "
الجد" خير على ايه ان شاء الله "
هلال" اني و شمس هنتجوز "
الجد" كيف ده و اني جولت لاه "
سلطان "انت جولت لاه لكن اني وافجت و الفرح و كتب الكتاب بكرة"
يتبع