رواية خبايا القدر
الفصل التاسع 9
بقلم شيماء طارق
تحاول ان تفتح عينيها فترى امامها صوره مشتته من جدها وعمها واولاد عمها وعلى وجوههم الحزن والخوف تحاول جاهده الى ان فتحت عينيها ونظرت لهم فى حزن وهلع وهى تردد كلمه واحده : بابا ......بابا
الجد : ارتاحى يابتى ارتاحى
لمار : بابا ...بابا فين ياجدى
عمها : متتعبيش نفسك يالمار وارتاحى الدكتور جال لازمك راحه
لمار بتعب : اه...انا فين وبعدين انتو مبتردوش عليا ليه فين بابا
محمد : ارتاحى دلوقتى لان الدكتور قال الكلام غلط عليكى
لمار بتعب وعصبيه وبتزعق : بقولكو فين بابا انتو مش بتردو عليا ليه هو فين مكلمنيش لما وصل وبعدين انا جيت هنا ازاى
الجد : اهدى يابتى انتى وجعتى واحنا جبناكى على اهنه طوالى
لمار بعياط هيستيرى : بابا راح ياجدى راح وسبنى هو كمان مش كفايه ماما بابا سابنى هو كمان ...سابونى لوحدى هعمل اى انا من غيرهم طيب هو ليه سابنى هو مش عارف انى بحبو والله بحبو قوى ياجدى بس هو راح خلاص ......ودخلت فى نوبه بكاء هستيريه حاول الجد تهدئتها باحتضانو لها ولكنها لم تتوقف فاذا باحمد ياتى بالطبيب ويعطيها حقنه مهدئه تجعلها تغفل وتذهب فى ثبات عميق
ثم ينظر احمد لها بحزن وشفقه على حالها فهى خسرت والدها ايضا فقد وقعت الطائره فى المحيط وتوفى كل من بها بسبب خطأ فنى فى الطائره ...يتحدث احمد قائلا : هنعمل اى ياجدى
الجد باسى وحزن على فراق ابنه وتعب حفيدته : ولا حاجه ياولدى هنستنى لما تفيج ونشوف ربك كاتبلنا اى بعد اجده
ممدوح : والموضوع اياه يابوى
الجد بغضب : مهيوحصلش فاهم ياممدوح مهيوحصلش واصل
ممدوح : اهدى يابوى انا مش هرمى بت اخوى وهو موصينى عليها انا بجول ان هما مستنين الرد اخر السبوع
الجد : يبجا يوصلهم ردينا واحنا بنرفض مهو انا مهيتلويش دراعى واصل
ممدوح : الى تشوفو يابوى
احمد ومحمد ينظرون لبعضهم فى حيره وعدم فهم فى حين تحدث احمد : موضوع اى دا
نظر الجد وممدوح الى بعضهم فهم نسوا امر الاولاد وانهم لايعرفون شئ فقال الجد :_ مفيش ياولدى مفيش موضوع وخلص خلاص
ممدوح فى محاوله منه لتغير تفكيرهم عن الحوار الذى دار : الدكتور جال لمار هتروح معانا ميتى يا احمد
احمد : قال لما تفوق يابابا وهيجى يشوفها وبعدين ناخدها ونمشى بس مطلوب ليه الراحه والبعد عن الضغوط
ممدوح : خير ان شاء الله خير ....ثم وجهه حديثه لمحمد : جهزت العزاء يا ولدى ولا لسه منشاش ناخدو عزاء عمك
محمد : كل حاجه جاهزه يابوى
ممدوح : ربنا يرحمه ويغفرله لمار دى اختوكو الصغيره تحوطوها فى عينيكو وتحابو عليها دى لحمكو واغلى ما فى العيله دى بت الغالى
محمد واحمد : متقلقش يا بابا....... ثم اكمل محمد : دى فى عنينا وانت قولتها اختنا
الجد : ربنا يبارك لنا فيكو ويريح جلبى عليكو
وهنا تفيق لمار مره تانيه وتكون فى حاله حزن شديده ودا ظاهر على وشها وفى نبره صوتها بس اتكلمت وقالت : جدى انا عايزه اروح عايز اكون جنب ريحتو روحنى يا جدو
الجد باسى على حالها : حاضر يا بتى هنشوف الدكتور هيجول اى ونروحو على طول
ذهب احمد لجلب الدكتور لفحص لمار مره اخرى واخبرهم انها تستطيع الخروج ويجب ان تلتزم بالراحه التامه وتركهم يستعدون للذهاب الى القصر
فى حين كان اهل لمار يجهزوها للخروج الى البيت كان ادم يدخل قصر الانصارى على عجله من امره ويهتف : سيف يا سيف
ياتى اليه سيف قائلا : فى اى مالك جاى جرى ولا اى
ادم : انت متعرفش الى حصل
ياتى عبدالله ايضا على هذا الصراخ ويقول : خير يا ولدى فى اى
ادم وهو يحاول ان يظبط انفاسه : محمود الهوارى ...الطائره وقعت بي ومات
صدم سيف من اثر المفجاه فى حين تكلم الحج عبدالله قائلا : كل حاجه غلط كل حاجه بتحصل عكس ما انا عايزه تحصل مفيش حاجه بتضبط ولا بتيجى فى وجتها بس بردو لاااه مش ههنيه عليها وهحرج جلبو عليها زى ما اتحرج جلبو على ابوها
وهنا الصدمه كانت من نصيب سيف وادم فهم لا يعلمون سبب اسرار الحج عبدالله على هذا الطلب ولماذا يريد الانتقام من منصور الهوارى ولكن هل فعلا سينفذ ما قاله ويستمر فى طلب زواج لمار من سيف حتى بعد وفاه والدها
ادم : انت عايز منهم اى عايز تنتقم منهم ليه
عبدالله : تار تار جديم جديم جوى كومان ومش هسيبو ولو بعد سنين هاخد تارى والى هتكون فى بت والدو الى خباها عنى سنين ومعرفنيش ان عند و احفاد بنات بس هو جاتلى ومش هسيبها
سيف بغضب : ليه ليه الشر دا ليه كل دا عايز افهم ولو مفهمتش مش هساعدك مش هتجوزها
عبدالله بغضب اكثر : هتتجوزها ياسيف يعنى هتتجوزها يا سيف ورجلك فوج رجبتك والا هتكون مكان احمد او محمد ولاد الهوارى لو طلبى متنفدش
سيف بصدمه : هتقتلنى انا كمان
عبدالله : يوم ما تعصى امرى يبجى دمك حلالى
ادم : للدرجه دى الانتقام يوصلك للدرجه دى
عبدالله بشرود : واكتر كومان دا عمر بحالو ولازمن اعوضو وهنتجم من منصور ولو وصلت هجتل الكل واحرج جلبو عليهم وفوجيهم انت يا سيف لو خلفت امرى ........وتركهم ورحل وهم مازالو فى صدمه وحيره من امرهم وكيف يفعل هذا ويهددهم ايضا بقتل سيف حفيده
ادم : جدك عايز ينتقم والانتقام ملئ قلبو وهيدوس الكل
سيف : جدى مبقاش شايف الا لمار وازاى يحرق قلب جدها عليها ويستخدمنى انا وسيله
ادم : طيب لو انت اتجوزتها هيحصل اى
سيف : مش عارف هما لو وافقو جدى ساعتها هيكون انتقم كدا ولا هيعمل حاجه تانيه
ادم : جدك فى حاجه فى دماغو ولازم نعرف سبب الانتقام دا عشان نقدر نحل الموضوع او نتعامل معاه
سيف : ربنا يستر المهم دلوقتى هنروح العزاء ولا هما هيطردونا
ادم : انا عن نفسى هروح واورجح انك تيجى معايا بس جدك مش لازم يروح
سيف : جدى جدى اتغير قوى من ساعه اما عرف بوجود لمار وبقى صعب التعامل معاه
ادم : هنعرف باذن الله هنعرف بس دلوقتى سلام عشان هروح عند عمى ونروح العزاء ولو هتيجى تبقى كلمنى
سيف : حاضر
تركه ادم وذهب الى مكتبه اولا ثم صعدا الى مكتب اللواء واخبره بما حدث فى منزل الحج عبدالله الانصارى
اللواء اسماعيل : كدا لمار معرضه للخطر من كل الجهات دا غير ان الحج عبدالله لو لمار متجوزتش سيف هيموتها ولو اتجوزتو فمصيرها غامض وكمان يا حضره الظابط متنساش انها مستهدفه وممكن فى اى لحظه تموت الموضوع بيكبر وحمايتها مسئوليه كبيره يا ادم
ادم : حمايتها مسئوليتى يا فندم بس موضوع الحج عبدالله دا الى غريب جدا
اللواء اسماعيل : الحج عبدالله مش عايز ينتقم من لمار نفسها دا عايز ينتقم من جدها بس بيها لانها حبيبتو
ادم : يبقا كدا يافندم مقدمناش غير اننا نقلب فى الدفاتر القديمه للحج عبدالله والحج منصور ونعرف اى سبب الخلاف دا
اللواء اسماعيل : وهو دا الى المفروض يحصل يا ادم وانت اكيد هتوصلوا
ادم : ان شاء الله يافندم عن اذن حضرتك
اللواء اسماعيل : هتروح العزاء دلوقتى وتبلغنى لو حصل حاجه وتكون عامل احتيطاتك لو حد من عيله الانصارى فكر يتدخل
ادم : تحت امر حضرتك يافندم
يتركه ادم ويذهب الى منزل عمه ويصتحبه معه لتقديم واجب العزاء لاسره محمود الهوارى فقد فقد عمه الصديق الوفى صديق العمر وحزن بشده على فراقه ولكن تاتى الرياح بما لاتشتهى السفن فهو حينما وجدته مره ثانيه بعد غياب فتره عاد مره اخرى والتقوا ولكن مشيئه الله ابت ان تستمر صداقتهم وتوفى احدهم وترك للثانى الذكريات
بينما فى قصر الهوارى كانت لمار تنام فى احضان جدها فهو ملجاها الوحيد الان ومصدر قوتها وان خسرتهو هو ايضا ستكسر لمار للابد فهو من يعوضها عن فراق ابيها وهو من ساعدها على تخطى مرحله فراق امها وها هى الان اصبحت يتيمه الاب والام لا تقدر على الحياه بدون هم ولكن مايشجها هو ذلك الكهل الذى فقد هو ايضا ابنه ولكن يحاول التماسك لكى يحافظ على الجوهره التى تركها ابنه وراءه
استيقظت لمار وهى فى احضان جدها وتشبثت به قائله : مبقاش ليا حد فى الدنيا غيرك ياجدى
الجد محاولا التخفيف عنها : امال محمد واحمد وعمك
بيعملو اى يابت
لمار : ماما راحت وبعدين بابا ياجدى
الجد : ادعيلهم يابتى هما فى مكان احسن من اهنه
لمار : الفراق صعب قوى ياجدى ....وقد اجهشت فى البكاء
الج وهو يربت على ظهرها : اهدى يابتى وادعيلهم بالرحمه وكمان عايز اجولك حاجه
لمار وهى تتعتدل فى جلستها وتنظر الى جدها ثم يكمل الجد حديثه قائلا : لازم تفضلى قوى واوعاكى تضعفى واصل لازمن متبينيش ضعفك جدام حد وتفضل لمار الهوارى بت محمود الهوارى الى. عمرها ما اتكسرت ولا حد عرف يكسرها انتى هتجوى وهتفوجى بسرعه منشان بوكى يكون مبسوط بيكى ومشان انا افضل فخور بيكى انتى الى فاضلالى من ريحه والدى ولازمن تجفى على ريجلك من تانى وتفضلى معايا ومهتسيبنيش واصل مش اكده يابتى
احتضنته لمار قائله : انا عمرى ما هسيبك ياجدى
ربت الجد على ظهرها : جومى اغسلى وشك وصلى وادعى لبوكى بالرحمه وربنا يصبرك يابتى
لمار : حاضر يا جدو
بينما كانت لمار تتحدث مع الجد كان ممدوح واولاده يقفون لياخذو عزاء اخيه محمود الهوارى وقد لحق بهم الجد ايضا وقدم ادم وعمه وسلم عليهم فى حين اتى عيهم سيف وعبدالله ولكن عبدالله كان على وجهه شبح ابتسامه شامته لا يفهمها الا منصور الهوارى وحين تقدم من منصور وقام بالسلام عليه وقال : هطول المده من سبوع لسبوعين وتكون جهزت العروسه منشان عريسها والا مش هتكون اخر الاحزان ياحج
نظر له منصور وقال له : اعلى ما فخيلك اركبو وانا مش هديك بيتى بيدى ياعبدالله ثم قال بصوت عالى سعيكم مشكور
بينما ظل عبدالله ينظر له بغضب وحقد واضح فى عينيه وتركه ورحل وذهب وراءه سيف وادم ايضا الذى يريد معرفه ماذا حدث
سيف : اى يا جدى مش حضرتك الى صممت اننا نيجى
عبدالله : باعد عن وشى الساعه دى يا سيف انا العفاريت بتتنطط فى وشى
سيف : هو حصل اى يعنى لدا كلو
عبدالله وهو ينظر له بغضب ظاهر : سيييييييييييف جولت ليك بااااعد وتركه وذهب
ادم : هو فى اى يا سيف
سيف : والله ما انا عارف يا ادم
ادم : طيب يلا نروح وربنا يستر من الى جاى
سيف : يارب يلا نمشى
غادر الجميع العزاء وانتهى العزاء وظل لمار وعمها وجدها واولاد عمها يتحدثون ولكن قالت لمار
لمار : فى واحد زميلى نازل مصر قريب هخليه يجبلى ورقى ويخلصلى كل حاجه فى امريكا عشان مش هرجع تانى
احمد : يبقى احسن عشان مكنتش هخليكى تسافرى لوحدك واهو هو يخلص كل حاجه ونروح نقابلو مع بعض
محمد : ايوه وتفضل على طول مع بعض
لمار : ان شاء الله .......انا هطلع انام عايزين حاجه
الجد : لا يابتى واطلعوا انت و كمان موجها حديثه الى محمد واحمد الذين انصاعوا لرغبه جدهم : حاضر ياجدى
وذهب الاحفاد ولم يتبقى سوى الجد وممدوح جالسين يفكرون فى حل لموضوع عبدالله
يمر الوقت سريعا والايام وكل يوم لمار تحاول ان تستجمع قواها وكانت تذهب الى المقابر فى الصباح مع اولاد عمها الى ان جاء يوم اثناء رجوعهم من المقابر وقد ذهب احمد ليسلم على صديقه الذى قابلهم فى الطريق ومحمد ايضا وتركوها على مسافه منهم منتظراهم الى ان اتى الى لمار مجموعه من الشباب مستغلين انشغال احمد ومحمد عنها وتحدث احدهم قائلا : الجميل قاعد لوحدو ليه
وتحدث الاخر : والله انا فكرت ان القمر نزل على الارض لما شوفتك
و الاخر : اى يا جميل ما تحن علينا بكلمه
شخص اخر : طيب اسمك طيب شكلك مش مصريه
ظفرت لمار بضيق واضح وكانت ستتحدث الى ان امسك اخر شخص من الشباب يدها قائلا : اهدى ياجميل ليطقلك عرق ولا حاجه تعالى معايا وسيبك منهم وحاول جذبها الا ان لمار فاجأته بدفعه قويه اسقطته ارضا وقالت : اى حيوان عايز ينزل ماكنو يفكر يقربلى وكانت لسه هتلتفت وتروح عند ولاد عمها بس واحد منهم مسك ايديها جامد و قالها : استنى بس انا بحب العنف
زفرت لمار مره اخرى ولكن هذه المره فاجات الجميع بلكمه جعلته يسقط مغشيا عليه واثر الدماء ينزف من انفه فتكاثرو عليها وحاولو اخذها معهم فقامت بحركه مفاجئه وافلتت منهم ثم انهالت عليهم باللكمات والركلات واستعملت مهاراتها الدفاعيه التر تعلمتها من الكارتيه واسقطت الجميع على الارض فكان الخمس شباب منهم المكسور ومنهم الذى فقد وعيه نتيجه لضربتها فى اماكن معينه هى تجيد هذه اللكمات جيدا وانتبه احمد ومحمد الى صوت الصراخ والخناق والتفتو ليجدو لمار تنفض من ملابسها وتهندمها وتضرب كفيها ببعضهم فى محاوله منها لنفض اثار الضرب التى صنعتها قائله : هو دا العنف الى بجد
فذهب اليها احمد ومحمد مسرعين اليها وقال احمد : هو اى الى حصل يا لمار
لمار بلامبالاه : ابدا يا احمد دول شويه عيال حبو يرخمو عليا وياخدونى معاهم فقلت اهزر معاهم شويه كدا
محمد : تهزرى اى حضرتك دول ميتين
لمار : لا متقلقش تلاته هيفوقو كمان شويه واتنين مش هيقدرو يتحركو الا بعد شهرين
احمد : وكمان شيخصتى الحاله
لمار بفخر زائف : طبعا يابنى هو انا شويه ولا اى انت ناسى انى دكتوره
محمد : دكتوره وبنت ورقيقه الى حصل فى الشباب دا اى دا انت خلتيهم مفيش خالص
لمار : يابنى انت مستقل بيا ولا اى ومتنساش مهاراتى ولا تحب افكرك
احمد وهو يحركهم امامه : طيب يلا قدامى ونتكلم فى الموضوع دا بعدين يلا عشان اتاخرنا بس انتى ميتخفش عليكى ياكبيره طلعتى جامده
لمار : يابنى انا لمار الهوارى
ضربها محمد على راسها قائلا : يلا ياختى بدل ما الهوارى بذات نفسو يقتلنا عشان خرجنا من غير العربيه بسببك وكمان عملتى مصيبه
لمار وهى تدعى الخوف : انا انا عملت حاجه هو انا اقدر اعمل حاجه دا انا غلبان
محمد واحمد فى صوت واحد : على يدى
ضحكو جميعا واتجهوا الى البيت ولكن لم ينتبهو بمن راى كل هذا وهو فى ذهول تام ومفاجاه من مهارات هذه الفتاه فكان ادم وسيف يمرون بالسياره ورائو ما حدث وعندما ترجلوا لانقاذها ذهولا من قوتها وحدث ادم نفسه : قال وسياده اللواء يقولى احميها دى فرمت الشباب دا انا لو مكانها كان زمانى كفته دى تحمينى وتحمى عشره زيى
سيف فى نفسه : انا هموت واتجوزها بس هى دى بتتغصب على حاجه دى عجنتهم امال هتعمل فيا اى انا وجدى الى عايزنى اتجوزها غصب دى ممكن تموتنا
