رواية الشيخ شردي
الفصل الاول1بقلم سيد مصطفي
القصة مستوحاة من أحداث حقيقية
خرجت من دارنا و انا مخنوق، وده بعد ما ابويا سمعني كلام ضيقني اوي، ومع سرحاني ف المشي، رجلي وديتني نواحي بيت عم نوح، وده يبقى راجل صعيدي زي ما الكتاب بيقول، حقاني وعنده عقل وحكمة يديروا دولة، كمان عمر العيبة ما تخرج من حنكه، ولانه زي ما قولت حقاني وبيحكم بالعدل، ف أهل البلد اختاروه يبقى قاضي الجلسات العرفية.. الجلسات اللي بتحل الخلافات اللي بتحصل ف بلدنا، المهم اني مع قربي من بيته فكرت اروح اسلم عليه، واهو بالمرة اتكلم معاه ف الموضوع اللي شاغل بالي و مضيقني، وبعد ما مشيت شوية ولما بقيت قدام بيته، شوفته قاعد على الكنبة الخشب اللي متعود يقعد عليها، وماسك ف ايده كوباية شاى حبر زي ما دايمًا بيشربها، وقتها قربت منه وقولتله:
-السلام عليكم، إزيك يا عم نوح؟؟
-وعليكم السلام ورحمة الله، الحمد لله في نعمة من رب العالمين يا ولدي، عامل ايه يا علي، تعالى اقعد جاري يا حبيبي ؟؟
-الحمد لله بخير، كنت قصدك ف طلب وياريت ماتكسفنيش.
-طلب ايه؟، قول، انت عارف معزتك عندي.
-انا عايزك تخطبلي بنت من بلد جنبينا، انت مقامك كبير وانا بعزك وبحترمك وبعتبرك زي ابوي بالظبط.
-ايوة يا علي.. وانا بعتبرك زي ولدي الصغير، لكن ده مايصحش، انت أه ممكن تعتبرني زي والدك في جلسة صلح وانا اقف جنبك لو مظلوم، او في مشكلة واقولك رأيي واساعدك فيها، وده بحكم خبرتي في الحياة، إنما اخطبلك، لا، ده انا كده ابقى بتعدى على حق ابوك، وأنت ابوك لسه عايش وربنا يخليهولك، وهو راجل محترم وتتشرف وتكبر بيه قدام اي حد.
-بس أبوي رافض ييجي يخطبلي البنت دي بالذات، وانا بحبها ومتعلق بيها ومش شايف سعادتي غير معاها
-يبقى ابوك صح، وهو شايف حاجة أنت مش شايفها، يا بني قلوب الناس مش بالصورة الجميلة اللي انت شايفها، قلوب الناس ليها انعكاسات
-انعكاسات ازاي يا عم نوح؟.
-زي الشمس لما بترمي نورها على ماية البحر، فيظهر لنا الوان الطيف، الوان ملعونة والعياذ بالله، أحمر يعني الخيانة، أزرق يعني الحقد، أصفر يعني الغيرة والحسد، فانت شايف قلوب الناس دي من بعيد، قبل ما تقرب منها بقلبك النضيف وتشوف انعكاساتها، وأكيد ابوك شايف انعكاس انت مش شايفه.. لان مراية الحب عامية، وانا راجل عجوز، وعشت عمر طويل وشوفت وسمعت حكايات تخلي شعرك يشيب، شوف ..انا هحكيلك حكاية كنت شاهد عيان عليها، خد منها العظة والعبرة، لعلها تنفعك في حياتك.
-قول يا عم نوح، أنا سامعك.
-الحكاية دي حصلت يا بني من زمان اوي، وعايز اقولك ان في جزء من الحكاية انا محضرتوش واتحكالي، وجزء انا كنت شاهد عيان عليه، وكنت عايش الأحداث مع صاحب الحكاية، وقبل ما بدأ احكيلك صلي على حبيبك المصطفى الاول.
-عليه افضل الصلاة والسلام.
-القصة بتبدأ يا ولدي ، براجل صعيدي اسمه صالح ..عمك صالح.. راجل طيب حامد شاكر لله، بيخرج كل نهار بيرمي شباكه في النيل، وبيرمي معاها كل همومه، ما هو عنده هم كبير وحمل تقيل، صالح مخلف ولدين وبنت، ومراته حامل في المولود الرابع.. كل يوم بيخلص شغله.. ويقعد قدام النيل يصلي ويطلب من ربنا بعطفه وجوده وكرمه، أن يمن عليه بالذرية الصالحة، وان ذريته تكون نبتة تصلح في الأرض وماتفسدش فيها، بعدها بيروح صالح لبيته.. وبتستقبله مراته بقصيدة معتادة هي ليها الحق فيها وبتقول:
-انت هتفضل كده مستني لحد ما حد منهم يقتلك.. وتيتم ولادك وتخليني ارملة؟!
-ليه بتقولي كده، ربنا هيجيب الخير إن شاء الله
- يارب، بس احنا لازم ناخد بالاسباب، انت واعي أن دايرة التار لسه ماوقفتش، واكيد خابر ان رقبتك مطلوبة من عيلة الصايغ.
-طب اهدي بس و خليني اسألك سؤال..هو انا أذيت حد؟
-لا
-طيب، انا اتسبب ف موت حد؟
-لا.. بس أنت عارف سلو بلدنا، التار نار بتحرق الكل.. حتى لو ملوش ذنب، وانا شيفاك ساكت مستني لحد ما يخلصوا عليك، لازم تسبق انت وتقتله قبل ما يقتلك.
-انا أفضل إني أتقتل من اني أقتل، وأقابل ربنا يوم الموقف العظيم وانا مظلوم مش ظالم.
-خلاص يبقى نهرب ..نهرب ونسيب كل حاجة.
-عايز أقولك أن ربنا قاله في كتابه الكريم
( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ..)
انا مش ههرب، انا هروح لعيلة الصايغ في قلب بيتهم.. وهقدملهم نفسي وكفني، ولو عايزين يقتلوني انا مستعد، ولو هيقبلوا الصلح.. واننا نوقف نزيف الدم اللي سال واللي لسه هيسيل، يبقى ربنا قدر الخير للكل.
-انت خلاص اتجنيت، انت عايز تروح لهم برجليك عشان يقتلوك.
-انا قولتلك اني مش خايف من الموت، ولو موتي هيوقف الدم بين العيلتين انا مستعد.
@بعد ما خلص صالح كلامه مع مراته، اجتمع مع رجالة عيلته واللي كانت كبيرة واسمها عيلة الدقاق، ويومها عرض على كبيرهم الصلح مع عيلة الصايغ ، بس ساعتها رد عليه كبير العيلة وقال:
- انت اتجنيت في نافوخك يا صالح!!، عايز تغرز راسنا في الوحل، وأهل البلد يقولوا اننا خايفين من ولاد الصايغ، ده لا يمكن يحصل أبدًا، انا عندي احط يدي ف يد الشيطان ومحطهاش ف يد اللي قتل اهلي وناسي.
لما فقد صالح الأمل في عيلته، حكي لواحد صاحبه على اللي ناوي يعمله، بس صاحبه لما عرف اللي ف راسه، نصحه أن يروح على المركز اللي عنديهم، ويقولهم هناك على اللي في نيته، ويطلب منهم انهم هما اللي يعرضوا الصلح على عيلة الصايغ، ولو وفقوا يبقا خير، ولو موفقوش مايبقاش ضحى بنفسه
أقتنع صالح فعلا بكلام صاحبه ده، وطلع على المركز وفهمهم كل التفاصيل الخاصة بالصلح، ومن بعدها طلع مأمور المركز ومعاه اتنين ظباط على بيت الصايغ، وهناك استقبلهم كبير العيلة وأولاده، ووقتها فهموهم أن صالح عايز يقدم كفنه ويعلن الصلح ويوقف نزيف الدم، كبير العيلة لما سمع كلام المأمور قال، "سبونا نفكر ونرد عليكم"، وهنا يا علي بيت عيلة الصايغ انقسم في الرأي، الاولاد جزء منهم عايزين ينتقموا وياخدوا بالتار ومعاهم الأم، لان أخر واحد اتقتل كان أخوها ، أما الأب واللي كان كبير العيلة وابنه الكبير كانوا مع الصلح ومرحبين بيه، بس رغم الخلاف الموضوع بقى محسوم، لان كبير العيلة خلاص وافق وقال كلمته، وبالفعل الكل اطاع قرار كبير العيلة.. ووقتها بلغوا مأمور المركز بالموافقة
ومن بعد اللي حصل ده أتبلغ صالح بموافقة عيله الصايغ، ومش هقدر اوصفلك كمية السعادة والفرحة اللي دبوا ف قلب صالح لما سمع الخبر، كان طار من الفرحة، ومع فرحته سمع صريخ مراته اللي جالها ألم الولادة، ماهي كانت حامل ف شهورها الأخيرة، صالح جري جاب الدايه عشان تولد مراته، وبعد إنتظار ودعاء سمع صوت المولود، ولي العهد حضر، دخل على مراته وهو حاسس أن الدنيا كلها بتضحك في وشه، الصلح هيتم وربنا رزقه بمولود في نفس اليوم،
يومها سما المولود سعيد لانه كان يوم سعيد عليه، مر اليوم وهو مشغول مع ابنه ومراته اللي بلغها بأن الصلح هيتم، وف اليوم اللي بعده جهز نفسه عشان مراسم الصلح، بعدها خرج من بيته شايل كفنه على يده، واتحرك لبيت عيلة الصايغ، ولما وصل هناك استقبله مأمور المركز وكبير العيلة.. في وسط أجواء احتفالية بالصلح، بيقدم صالح كفنه لكبيرعيلة الصايغ اللي بياخده منه، بعدها بيحطوا إيديهم في إيد بعض ويتعاهدوا على وقف الدم، الفرحة في البلد مكانتش تتوصف، البلد اللي التار فضل ينهش فيها فوق التلاتين سنه، هيرجع الامان لاهلها من تاني، الإبتسامات كانت مليا الوشوش والكل فرحان، لكن فجأة وبدون إنذار رصاصة خبيثة بتسكن صدر صالح، ولون الدم بيغطي جلابيته البيضا، عشان يتحول ف لحظة الفرح بالصلح لميتم، بتعلا أصوات الصراخ، وبينتشر الهرج والمرج، وبتبدأ الشرطة في تحزيم المكان عشان يقبضوا على الفاعل، وف وسط الأحداث دي بتتبلغ مرات صالح بالخبر اللي بيكسر ضهرها، بتخرج على جوزها وهي مش قادرة تصلب طولها، واللي بتلقيه غرقان في دمه، بترمي نفسها على الارض وبتاخده ف حضنها وهي بيصرخ وتقول:
-غدروا بيك يا صالح، غدروا بيك لان الغدر في طبعهم، بس دمك مش هروح هدر وهاخد منهم اعز ما عندهم.
بينتهي المشهد بموت صالح وبتطلع روحه للي خلقها، وبعد ما بيمر شوية وقت بتقدر المباحث توصل للفاعل، وبيتقبض عليه، واللي اتضح أنه كان اصغر ولاد كبير عيلة الصايغ واسمه عتمان، واللي أمه شحنته بالغل وفهمته أنه لازم يقتل صالح وياخد تار خاله، وبعد ما بخت الام سمها ف قلب ابنها، نفذ طلبها، طبعا بيتقدم عتمان للمحاكمة وبعد شهادة الشهود، القاضي بيحكم بالإعدام على عتمان.
الأمور بتهدى شوية وخصوصًا بعد تنفيذ حكم الاعدام، اما أم سعيد واللي كانت بترفض أن حد يناديها غير بالاسم ده، رغم أن سعيد أصغر ولادها.. بس هي كانت بتحبه جدًا، وبتميزه عن اخواته، وده يمكن علشان اخواته الكبار رفضوا ياخدوا تار ابوهم من ولاد الصايغ، وقالوا إن اللي قتل ابوهم اتعدم وخلصنا، وكمان لان سعيد اتكتب عليه أنه يبقى يتيم من يوم ولادته، بس الجيران وأهل البلد كانوا بيقولوا أن ابنها ده قدمه القدم الشؤم والنحس عليهم، لان بمجرد ولادته أبوه اتقتل، وكمان امه اتجننت، لانها بقت بتكلم نفسها وبتقول أن صالح بيزورها وبيكلمها، وكتير من جيرانها سمعوها وهي بتتكلم جوه بيتها وهي لوحدها، ولما يسألوها بتكلمي مين تقولهم بكلم صالح، كانت بتقول الكلام ده كتير لحد ما أهل البلد قالوا إنها اتجننت خلاص، قصره، كبروا الأولاد وبدأت الغيرة والكره يظهروا من اخوات سعيد ناحية اخوهم، وده لان امهم بتعتبره الاقرب لقلبها، اي حاجه يأمر بيها تتنفذ ولو على حساب حد فيهم، فبدأ اخواته يكرهوه ويتمنوا لو اختفي من حياتهم.
بتمر السنين على الحال ده، ولما بيكبر سعيد ويبقى عنده١٨سنة، وقتها بيحب بنت من بلد جنبيهم بيروح يكلم أهلها وبيطلب ايد بنتهم وبيوافقوا، ولكن أمه كانت رافضه البنت دي نهائي، وقالتله كمان ابوه صالح زارها ف الحلم.. وقالها انه مش موافق على الجوازة دي، سعيد مهتمش بكلام أمه، كان شايف انها كبرت خرفت، رغم أنها حلفتله ميت يمين انها مش مجنونة وانها بتشوف أبوه سواء ف المنام أو ف الحقيقة، بس سعيد ماسمعش لكلامها ونفذ اللي في راسه واتجوزها، عاشوا ٨سنين مع بعض، وربنا رزقهم بطفلين، الكبيرة بنت واسمها ناهد والصغير ولد واسمه كارم، الأمور كانت ماشيه كويس وزي الفل، لحد ما ف يوم يرجع سعيد من شغله، ولما يفتح باب شقته بيلاقي مراته ف حضن راجل غريب، سعيد وقف مش مستوعب اللي بيحصل.. وف لحظة الراجل ده نط من الشباك وهرب، ولان البيوت ف الصعيد معظمها من دور واحد فقدر يعمل ده بسهولة، ومع هروبه هجم سعيد على مراته وفضل يخنق فيها وكانت خلاص هتخرج روحها في إيده.. لولا الجيران اللي اتلمت من صراخ عياله ناهد وكارم ، بعدوه عنها على أخر لحظة، وهنا يظهر انعكاس ملعون متلون بلون الخيانة، شوية وبعد ما يهدي سعيد ويفوق من الصدمة، بيطلق مراته وياخد حضانة الأطفال منها، طبعا بعد اللي حصل ده فضل سعيد يستقبل إهانات وتريقه من أخواته، اللي كانوا بيكرهوا من صغرهم، ويسمع بودنه أخته الكبيرة بتقول أن اللي مراته تبص لرجل تاني ميبقاش راجل، وما يستحق يعيش.
كلامها كان متلون بألوان الغيره والحقد يا ولدي، ده غير نظرات الجيران اللي كانت بتنشر عضمه وكلام أخوه الكبير اللي كان بيقول أن ناهد وكارم اكيد مش من صلبه، وأنهم ولاد حرام، وده الاسم اللي كان بينادي بيه العيال ف الرايحة والجاية، تعالى يا ابن الحرام، روحي يا بنت الحرام، ووسط الضغوط دي كلها وشكوى ناهد وعبد الرحمن من سب عمهم ليهم، بيقرر سعيد أنه يسافر بولاده الصغيرين من البلد دي، أو على الاقل يروح قرية جنبيهم ويرتاح من اخواته ونظرات الناس ليه، وده كان بيحصل وسط محاولات أمه بأنه ميمشيش ويسبها، وكان ناقص تبوس إيده علشان يفضل معاها، لكن هو أصر ومشي، بس قبل ما يمشي أمه خلعت دهبها وادتهوله، وفعلا بيمشي سعيد و بيستقر ف قرية تانية، اه هي نفس المحافظة، بس بعيد عن كره وغل اخواته، وهناك بيشتري مطرح وبيتجوز واحدة سنها فوق التلاتين علشان تشيل معاه مسؤولية العيال اللي قطمت ضهره، كان اسمها انعام، انعام عاهدت سعيد انها هتتقي ربنا في ولاده وهتعتبرهم زي ولادها بالظبط، وعاش سعيد مع انعام حياة هادية ولكن بظروف مادية ضعيفة، وبتمر الأيام و بموت أم سعيد، وبعد الدفنة والعزا بيرفض أخوات سعيد انهم يديلوا جنيه من الميراث.. واللي كان كتير اوي اراضي وبيت وفلوس ياما، ووقتها قالوله مش أنت هربت وسرقت دهب امك، خليك بعيد وملكش صالح بينا، واحنا ملناش أخ اسمه سعيد من الأساس.
احتسب سعيد حقه عند ربنا، وخصوصًا انه عارف جبروت اخواته وكرههم ليه، وانه مهما عمل معاهم مش هيعرف ياخد معاهم حق ولا باطل، لكن وقتها انعام قالتله، مش مشكله انا هشتغل واساعدك وهنعيش على أد حالنا.
والشهادة لله انعام كانت بميت راجل، وبمساعدتها قدر سعيد يقف على رجله وبقى حاله عال، كمان كانت بتعامل ناهد وكارم بحب كأنها امهم اللي خلفتهم، بتمر سنين تاني وبتظهر الأم الخاينة، اللي هي تبقي ام كارم، واللي شافت سعيد بالصدفة ف السوق بيبيع وبيشتري وبقى عنده تجارة ما شاء الله، ومن هنا عرفت طريقه وبدأت تتردد على بيته، ومن وقتها وبقت تتهم سعيد بأنه ظلمها و حرمها من ولادها، وعلشان الفضايح اللي كانت بتعملها قدام الجيران، وافق سعيد أنها تشوف ولادها، بس هي اللي تجيلهم.. مش هما اللي يروحلها لأنها اتجوزت وهو مش حابب العيال يشوفوا جوز امهم، ومن اللحظة دي بدأت الزيارات من أم كارم، ومع قعدتها مع عيالها بدأت تبخ السم في ودنهم، كانت بتفهمهم أن مرات ابوهم خطفت جوزها منها وأن ابوهم ظلمها وطلقها، والعيال صدقوا امهم، ماهما كانوا لسه صغار الكبيرة ١٣ سنه والصغير ١٠سنين، ومن وقتها بدأوا العيال يقابلوا معاملة مرات ابوهم الكويسة بكره وغباء، بس انعام كانت صابرة وبتتحمل علشان عهدها مع جوزها وخصوصا انها خلفت منه بنت جميلة واسمها فرح، بتمر الايام على الوضع ده، وبعدها تكتشف انعام ان ناهد بتسرق ابوها وبتدي الفلوس لأمها، اتكلمت معاها بدون ما تعرف سعيد، بس ناهد أنكرت وقالت أنها معملتش حاجة وقلبت عليها الترابيزة، وبقت تعيط وتقولها ازاي تقولي عليا حرامية، انعام وقتها سكتت علشان متعملش مشاكل، بس كانت ناوية تفضحها قدام ابوها لو عملت كده تاني، وف يوم انعام كانت بتدور على بنتها فرح لأنها مختفية، كانت فكراها مستخبية في مكان هنا ولا هنا زي عادتها، لكنها فجاة سمعت صوت صرخة جاية من السطوح، بتجري انعام على الصوت، وهناك بتلاقي ناهد واقفة مرعوبة وبتقولها بفزع:
-هي .. هي اللي رجعت بضهرها فجاة وانا شايلاها ووقعت من ايدي.
انعام مكنتش فاهمه حاجة، بس لما بصت من سور السطوح للشارع، لقت بنتها مرمية في الشارع وسايله في دمها...
