رواية الشيخ شردي الفصل الثاني2بقلم سيد مصطفي


رواية الشيخ شردي
 الفصل الثاني2بقلم سيد مصطفي





وهناك بتلاقي ناهد واقفة مرعوبة وبتقولها بفزع:
-هي .. هي اللي رجعت بضهرها فجاة وانا شايلاها ووقعت من ايدي. 
انعام مكنتش فاهمه  حاجه، بس لما بصت من سور السطوح للشارع، لقت بنتها مرمية في الشارع  وسايله في دمها...

لما انعام شافت بنتها  بالمنظر ده، جريت عليها وهي بتصرخ،  بعدها نقلوها للمستشفى و لما وصلوا هناك، الدكتور بلغهم أن البنت للأسف  ماتت.. انعام فضلت تصرخ وتنوح على خسارتها لبنتها، ومن وقتها دخلت ف حالة اكتئاب كبيرة، ومنعت الكلام مع أي حد.. بس نظراتها لناهد كانت كلها إتهامات وغل و رغبة في الإنتقام، و ده  لانها كانت  متأكده أنها  قتلت بنتها متعمدة، وده حصل بتعليمات من امها الخاينة، ومن وقتها ناهد شافت أسود أيام حياتها، في عز الشتا ومع طلوع  الفجر، انعام كانت تجيب ميه ساقعة من التلاجة، وتدقلها على وش ناهد علشان تصحيها، ولما تصحي   مفزوعه من النوم  تلاقي انعام واقفة مبرقلها وماسكة سكينه ف ايده وبتسنها، وكأنها.. وكأنها بيتسعد عشان تدبحها، وتروح علي أبوها عشان يلحقها، ابوها اللي مكنش عارف يعمل ايه مع مراته، اللي حالتها وظروفها موقفاه عن أنه ياخد أي رده فعل ضدها، 
وف نفس الوقت مش متأكد أن بنته ملهاش ذنب في موت فرح، وأنه كان غصب عنها، وبدون مبالغة انعام سقت ناهد المرار بمعني الكلمة، كل شغل البيت عليها والبت مكنتش تقدر تنطق ولا تشتكي، كانت مرعوبه منها لان نظراتها ليها كانت  بتقول بأنها ممكن تنهش لحمها وهي حية، و كتير كانت تحكي لأبوها أنها بتحلم ب انعام وهي بتدبحها، سعيد كان بيحاول يطمنها، بس الرعب كان خلاص اتملك من قلب ناهد، وبعد ما  طفح بيها الكيل من اللي بتعمله انعام معاها، بدأت تطلب من امها أنها تيجي و تاخدها، بس امها كانت مشغوله لانها أطلقت من جوزها وهتتجوز تاني، ومكنتش بتسأل غير علي الفلوس اللي عايزاها من ناهد، وهنا ناهد اتأكدت أن مفيش مهرب من مرات ابوها

وتمر السنين على الحال ده، ناهد بتحاول تتعايش مع الوضع، بس ف نفس الوقت اتاثرت جدا بمعاملة مرات أبوها وتخلي امها عنها، وده خلاها بقت عدوانية وكاره الخلق كلهم.

-طيب يا عم نوح، هي  ناهد كانت تقصد  فعلا انها تقتل فرح؟ 

-العلم عند الله يا بني، محدش يقدر يقول  أنها كانت قاصده أو ينفي ده حتى المباحث نفسها.

-طيب كمل يا عم أمين. 

بتمر الأيام وحالة انعام بتبدأ تتحسن، وخصوصا بعد ما خلفت للمرة التانية وبقى عندها أمل تعيش عشانه، انعام خلفت بنت وسمتها  فرح برضو، والبنت كانت في غاية الجمال وكانت تشبه جدها صالح، وده خلا امها تخاف عليها خوف هستيري، وبقت مانعه اي حد من ولاد جوزها يقرب منها نهائي، بيكبروا الأولاد ناهد وكارم وفرح، اللي عليها حراسة مشددة من امها، كارم هيدخل الجيش وناهد بتكبر ومحدش بيتقدم لها وده لان طريقتها مع الناس كانت حادة وعنيفة، وده أكيد بسبب اللي شافته في طفولتها، اما فرح فدي كان فيها شئ لله كده، تقدر تقول عليها مبروكة او مكشوف عنها الحجاب، الحاجه اللي تضيع منهم ف البيت كانت فرح تسيبهم يدورا وبعد ما يتعبوا، تروح هي تجيبها ف لحظة وتيجي، كانت عنيها فيها لمعة غريبة و جمالها مكانش عادي، ناهد كانت بتقول انها مخاويه جن وهو اللي بيبغلها بأماكن الحاجات الضايعة، طبعا ناهد كانت بتكرهها جدا، لانها خدت حظها من الدنيا، على عكس اللي حصل معاها من صغرها، أما كارم فبعد ما خلص جيش بقى عايز يتجوز، وهو كان حاطط عينه على  بنت اسمها سحر شغاله في كوافير على اول الشارع اللي هما ساكنين فيه، البنت كانت غلبانه وملهاش حد، وساعتها قال لابوه أنه عايز يخطبها، بس  سعيد كان خايف لان البنت مقطوعة من شجرة وملهاش غير عمتها اللي قاعده معاها، لكن عبد الرحمن طمنه وقاله ميقلقش، والبنت كانت فعلا مطيعة وف حالها، كمان اتفق عبد الرحمن مع ابوه أنه هيقعد معاه في البيت فتره لحد لما يظبط أموره، بعدها يقعد ف دار لوحده.

وفعلا كارم بيتجوز سحر ويقعد معاهم ف نفس البيت ولان سحر غلبانة فوافقت ومعتضرتش، كمان لان سحر مطيعة زي ما قولتلك، ف ناهد وانعام رموا عليها كل شغل البيت، البت فضلت عايشة وساكتة، رغم أن معاملتهم معاها كانت وحشة وخصوصًا ناهد، بس هي كانت عايزة تعيش ف اتحملت، تعدي الأيام ويصحوا ف ليلة على صراخ سحر، كارم يقوم مفزوع من نومه على صوتها، ولما يسألها مالك تقولها ان فيه حد خربشها ف ضهرها، لما بيبص على جسمها بيلاقي خرابيش غريبة بطول ضهرها، وشكلها بيقول أنها مش بإيد بشر، طبعا البيت كله بيصحي على صوت صراخها، وبيقفوا مستغربين من منظر الخرابيش واللي شيفانها، بس مكنش حد فاهم ايه سبب اللي حصل ده، ولا عندهم تفسير ليه، سحر حاولت تفهمهم أن البيت ممكن يكون مسكون، ولازم يجيبوا شيخ بس محدش اهتم بكلامها وكل واحد بيرجع لاوضته، بتعدي الليلة دي وف الليلة اللي بعديها، وف عز ما الليل بيفرد ضلمته التقيلة على البيت، تسمع فرح صوت حكة  ضوافر ف الحيطة، الصوت كان واضح، فتصحي أمها وتقولها على الصوت، لكن انعام لما بتركز بتقولها أن مفيش صوت وبتحاول تنيمها، لكن الصوت كان عمال يزيد وفرح مبقتش عارفه تنام، وده بيخليها تقوم من علي السرير بالراحة، وتفتح الباب، وبعد ما  تفتحه بتصررررخ 

امها قامت على صوت  صراخها جري وهي   قلبها هيقف من الخوف، ولما خرجت للصالة لقت فرح  قاعده على  الارض وحاطه كفوفها على عينيها وبتقول  بهستيريا 
-انا مبقتش شايفة حاجة، انا مبقتش شايفة حاجة.

انعام قالتلها بصدمة: -مش شايفه ازاي!! بصيلي يا ضنايا.   

-انا مش شيفاكي يا ماما

ف الوقت الكل بيصحي على الصوت ومن ضمنهم سعيد اللي بيقرب من بنته ومراته  وبيقول :
- مالك يا بنتي، فيكي ايه؟؟
- الدنيا بقت ضلمه، سوده يا بابا.

خدوها وجريوا بيها علي الدكتور اللي قال: 
-أنا مش شايف تفسير علمي لحالتها، القرنية والشبكية سليمة، ولكن الضوء مش واصل للشبكية وكإن في شئ مانع ده، بس انا عايزكوا تطمنوا لان وارد دي تكون حالة عمى مؤقت، بس  الحالة دي بتحصل لو  اتعرضت مثلا لضغط  عصبي او نفسي قوي أو اتعرضت لإشعاع أو ضوء قوي مفاجئ، هل هي إتعرضت لاي شئ من ده؟

انعام كانت سامعه كلام الدكتور وحاسه بقهر وحسره مخلينها مش قادره تتكلم، وللسبب ده سعيد هو اللي اتكلم وقال:
-لا هي كانت كويسة وفجأه لقيناها بتصرخ، وبتقول انا مش شايفه حاجة. 

هنا الدكتور كتب الروشتة و قالهم :
- خليها تمشي على العلاج ده بإنتظام وتجيلي بعد اسبوع، وإن شاء الله خير. 

خد سعيد منه الروشتة وروحوا وهما مش فاهمين حاجة، ولما وصلوا البيت، الكل كان مستنيهم عشان يفهموا ايه اللي حصل لفرح، بس سعيد ماكنش عندهم إجابة اصلًا، ف استني سعيد لما انعام دخلت بنتها اوضتها، وبعد ما خرجت سألها:
-هو ايه اللي حصل بالظبط للبت؟
- فرح قومتني بالليل وكانت بتقول انها سامعه صوت خرابيش، حاولت اطمنها وانيمها ، ولما عيني غفلت سمعتها بتصرخ. 

سعيد لما سمع كلامها ده، دخل علي بنته وسألها وقال:
- ايه اللي  حصلك يا فرح ؟

-لا مش هقول انا خايفة منه.

-هو مين ده؟! قوليلي  يا فرح بابا جنبك متخافيش .

-راجل اسود براس قط يا بابا، كان بيخربش بضوافره في الحيطة، عيونه حمرا وتخوف، جسمه كبير اووي وطويل، فضل مركز عينيه عليا وقالي:
-الارض هتتهز وهتموتوا كلكم لو مخرجتوش من هنا ووقفتوا اللي بتعملوا، اللي هيحصلك ده تحذير ليهم، بعدها هاخد نور عينيكم كلكم .  
وبعد ما قال كده الدنيا اسودت ومبقتش شايفة حاجة.
 الكل كان واقف وسامع الكلام ده، أنعام وسحر وناهد وكارم، لكن اللي اتكلمت وقتها هي ناهد، اللي بصت لفرح بقرف وقالت:
-ايه الهبل اللي بتقوليه ده ؟
لما قالت كده سحر قاطعتها وقالت:
- انا مصدقها، ماهي الخرابيش اللي كانت علي ضهري دي جت منين؟ علشان تصدقوني لما قولت البيت ده مسكون. 

-مصدقها علشان انتي متخلفة، البنت يا عبيطه يا بتستعبط، قط ايه اللي بيكلمها !!
لا وكمان بيقولها الأرض هتهز والزلزال جاي.

هنا انعام برقتلها و قالت بغضب: 
-ماسمعش صوتك خالص بدل مارميكي من البلكونة، فاهمة ولا أفهمك.

ناهد سكتت.. وحست إنها بترمي عليها الكلمه مقصودة، فسحبت نفسها من سكات  ودخلت اوضتها 

كملت انعام كلامها وقالت لسحر بضيق:
-ويلا انتي كمان خدي جوزك و مش عايزه أشوف وش حد فيكم .

سحر ردت وهى بتدخل أوضتها:
-هو انا كنت عملت حاجه؟؟
 
أما كارم فبص لانعام باستغراب وقالها:
-هو أنتي بتتعاملي معانا كده ليه، انا مش فاهم انتي عايزة ايه بالظبط ؟

وقبل ما ترد انعام دخل كارم ورا مراته ورزع الباب وراه، وجوه اوضتهم سحر قالتله :
-انا مش طايقه العيشة مع الناس دي، مفيش حد فيهم بيحبني كلهم بيكرهوني، انا عايزه اقعد في شقة لوحدي هو ده مش من حقي،  
مرات ابوك دي عمرها ما قالتلي كلمة كويسة، دانا مولعلها صوابعي العشره شمع.. وبرضو مش عاجبها، واختك بتكرهني وبتعاملني باحتقار طول الوقت. 

-ناهد بتكره نفسها مش بتكرهك انتي بس، عموما اصبري عليا شوية وهنخرج من هنا، وهعيشك عيشة تانية. 

بتمر الليلة دي والكل قلقان، وف الليلة اللي بعدها وف عز ضلمة الليل، بيقوموا مفزوعين على صراخ جاي من اوضة ناهد، لما بيروحوا عند اوضتها بيلاقوها خارجة وهي ماسكه ضهرها وبتصرخ من الخرابيش اللي محفورة عليه، ده غير الدم اللي كان مغرق هدومها

اتترصوا جنب بعض، وهما واقفين مصدومين من المنظر، وقتها سعيد قرب عليها  وسألها ..
-ايه اللي حصلك يا بنتي، وايه اللي عمل فيكي كده؟

-انا.. انا قلقت من نومي على مواء زي مواء القطط ، قومت ودورت على مصدر الصوت.. وساعتها حسيت أن الصوت جاي من تحت السرير، نزلت بجسمي وببص تحت السرير، لقيت حاجة غرزت ضوافرها في ضهري وسحبت لتحت .. روحي كانت هتطلع من الوجع، بصيت ورايا، وساعتها لقيت قط اسود كبير بيبصلي بغضب، الدم اتجمد في عروقي..وبمجرد ما عدلت جسمي عشان ابعد عنه لقيته اختفى في لحظتها.

أنعام ساعتها ورغم غرابة اللي بيحصل قالت:
-يعني بنتي مطلعتش عبيطة ولا بتستعبط، أحسن أهو جالك علشان تصدقي وتعرفي أن الله حق.

سحر قاطعتها وقالت :
-هو ده كل اللي فارق معاكي، بنتك كلامها يطلع صح.. احنا في كارثة، انا حصلي نفس اللي حصلها وأنتوا مكنتوش مصدقني. 

ف الوقت ده فرح خرجت من اوضتها والشاش علي عينيها، بس الغريب إنها كانت بتتحرك عادي كأنها شايفه، مش بتخبط في حاجه وماشية بسهولة  وانسيابية غريبة، وقتها انعام قربت منها وقالت  : 
-ايه اللي خرجك من الاوضه يا فرح؟ انتي لسه تعبانه يا ضنايا. 

ناهد بصتلها بغل وقالت: 
-تعبانه!!  دي شايفه كل حاجه، شايفين ماشيه ازاي؟ ده ناقص تجري في الشقة،
الشيطانة دي هي السبب في اللي احنا فيه ده، أكيد مخاويا جن ولا امها عاملننا سحر سفلي وبنتها بتمثل علينا العمى.

انعام وقتها بصتلها بغل و قالت:
انتي بتقولي ايه يا .....

سعيد هنا مسك مراته بقوة وصرخ وقال :
-بس كفاية، أنتوا مبتتعوش من الخناق، احنا لازم نعرف ايه اللي بيحصلنا ده وايه سببه؟! 

أما سحر فقالت وهي بتدخل اوضتها :
-انا مش أقعد هنا تاني، انا هروح أقعد عند عمتى.. لحد ما ابنكوا يجيبلي شقه بعيد عن البيت ده.  

وفعلا بدأت تلم سحر هدومها وكارم مغلوب علي أمره، مش قادر يقولها حاجة بعد اللي حصل واللي لسه بيحصل، وكل اللي قدر يقولهلها: 
-طيب استني لما النهار يطلع وبعدها امشي 

-لا نهار ولا ليل، انا مش مستغنيه عن عمري، أقعدوا انتوا شوفوا حل مع الجن اللي لبسكوا ده، أما أنت فتشوفلي مكان بعيد عنهم، انا مش هقعد مع العالم دي تاني، انا هكلم عمتي وهقولها اني جايلها. 
-طيب كلميها وانا هوصلك 

@بتمشي سحر مع كارم لبيت عمتها، اما سعيد فبيجيب مرهم وبيقول لناهد أدخلي اوضتك واكشفي ضهرك وانا هطهرك الجرح واحطلك مرهم و ان شاء الله هتبقي كويسة، لكن ناهد بترفض مساعدته وبتدخل اوضتها وبتقفل  على نفسها، ومع رفضها بيدخل  سعيد اوضته وهو مضايق، وهناك بيلاقي انعام بد
بتنيم فرح، وبعد ما بتنيمها بتقرب من سعيد وبتقوله:
-وبعدين يا سعيد، احنا عايزين نفهم ايه اللي بيحصلنا، شوفلنا شيخ ياخويا او حد يعرف يصرف القط ده.
لكن قبل ما بتخلص كلانها.. بتلاقي بنتها بتئن بصوت عالي، بعدها بتتشنج بقوة وفيه دموع بتنزل من تحت الشاش اللي عينينا، لكن الدموع مكانش عادية دي كان لونها أسود، 
انعام صرخت بعلو صوتها 
- ياااا فرح، قومي يا بنتي، ماتروحيش مني يا ضنايا.
فضلت فرح تتشنج والدموع تنزل من عينيها، بعدها قامت بجسمها وقعدت فجأة ، وبسرعة نزلت من على السرير واتحركت على الصالة، وهناك ووقفت قدام صورة متعلقة على الحيطة، بعدها حطت ايديها على الصورة وقالت لابوها اللي كان واقف وراها:
- مش دي صورة جدي يا بابا؟

-ايوا يا بنتي.. صورة جدك صالح. 

-جدي صالح جالي ف المنام وحط إيده على عيني و قعد يقرأ قران ويقول اللهم اصرف عنكي السوء، اللهم اصرف عنكي السوء، بسم الله الحفيظ ارقيكي ، وبعد ما قال الكلام ده شوفته، لاني مكنتش شيفاه ف الاول، كان وشه منور زي البدر،   بعدها قالي  بلغي ابوكي سعيد الرساله دي: 

"مات ساحر في القرية ، ف اتراحوا الناس من أذاه.. خلف الساحر جنّي، فاق في السحر أباه"

بمجرد ما خلصت فرح كلامها، انعام جريت عليها وشالت الشاش من على عينيها بعد ما مسحت دموعها اللي كانت مغرفة وشها، وساعتها قالتلها: 
-انتي كويسه يا ضنايا.

-انا شيفاكي يا ماما، بس مش شايفه ملامحك كويس. 

- يعني انتي شيفاني يا فرح 

-ايوا يا ماما.
- الف حمد وشكر ليك يا رب، الف حمد وشكر ليك يارب.

سعيد هنا اتكلم قال: -شكلها بدأت تتحسن الحمد لله، طيب أديها العلاج وحطيلها شاش على عينيها تاني وبكره نروح بيها للدكتور. 
 
-حاضر ياخويا، تعالي معايا يا حبيبي، ربنا يكمل شفاكي على خير.

بعد ما دخلوا سعيد قعد لوحده وهو مشغول بالمنام، مسك ورقه وقلم وكتب عليها الرسالة اللي وصلته من ابوه، ومعاها افتكر أمه وكلامها عن صالح اللي كان بيزورها كتير ف المنام، وتحذيرها ليه من جوازته من ام ناهد الخاينة، اترحم وقتها على ابوه وامه واموات المسلمين اجمعين، وركز ف رسالة ابوه  واللي بتقول

"مات ساحر في القرية، ف اتراحوا الناس من أذاه.
خلف الساحر جنّي، فاق في السحر أباه"

سعيد كان بيحاول ىتيفسر  ومعنى الرساله دي، ومع تفكيره قال  كده ممكن يكون حد من البيت بيستخدم السحر، ولو أفترضنا ده مثلا فالمشكلة هنا هو مين؟، بعد ما حط النقطة قدامه قرر يحط كل الموجودين في البيت قدامه ويشوف مين اللي ممكن يكون المقصود بالرسالة، بدأ بانعام مراته، لكنه رجع وقال دي ابوها وامها كانوا طيبين جدا، وملهمش في السحر والشعوذة، اه هي بتكره ناهد بس هتأذي بنتها ليه ..صعب تكون هي، 
بعدها قال طيب لو فكرنا في ناهد، بس أزاي؟! انا أكيد مش بستخدم السحر، طب مش ممكن تكون امها، اه هي امها خاينه بس انا مفتكرش انها ليها في السحر، كانت قدرت تسيطر علي جوزها التاني اللي رماها وطلقها وكانت بتتذل عشان ترجعله أو كانت سيطرت عليا انا،  وقتها فكر فرح اللي ماتت وقال ممكن تكون روحها بتنتقم من ناهد، لكن رجع وقال و هي هتأذي اختها ليه، وسحر ايه ذنبها علشان تأذيها، ايه الحيرة دي؟! كمان كارم مستبعد خالص من الموضوع ده، 
طب لو فكرنا في سحر، لكن سحر هتأذي نفسها!!، ده انا شوفت الخرابيش علي ضهرها وهدومها كانت متقطعة ومتبهدلة، لكن هنا وقف لحظة وقال، لكن هي الوحيده اللي انا مش عارف ابوها، احنا لا شوفنا ابوها ولا امها وملهاش غير عمتها، عموما انا مش هحكم عليها بالباطل قبل ما اتاكد، انا هروح بكره لعمتها علشان أتكلم معاها، هي قالت انها من قريه انا مش فاكر اسمها في محافظة سوهاج، هروح  اسأل عليها هناك، وساعتها ممكن افهم كل حاجة، وفعلا لما بيطلع النهار سعيد بيقول لانعام:
-خدي فرح وروحي بيها للدكتور لاني لازم اخلص مشوار مهم  النهاردة.

وفعلا بيروح  سعيد لبيت عمة سحر، وهناك بيفضل يخبط كتير على الباب، لكن مكنش فيه حد بيرد وكأنهم ميتين جوه، وقتها بيروح على المكان اللي بيشتغل فيه كارم وهناك بيسأله:
- انت مراتك فين يا بني؟ 
-عند عمتها.
-انا كنت هناك من شوية وفضلت خبط عليهم ومفيش حد رد. 
-مش عارف والله.. بس هي ساعات بتروح لصاحبتها منى اللي شغالة ف الكوافير، وعمتها ممكن تكون نايمة.
-طيب انا هروح اشوفها في الكوافير، علشان عايز أشوف عمتها، واه قبل تقفل  قولي هي القريه اللي اتولدت فيها سحر اسمها ايه؟

لما كارم قال لسعيد اسم القرية سعيد قاله :
-تمام.. واسم مراتك ثلاثي هو سحر شردي  الدسوقي، صح كده؟
-ايوة يابا، بس انت بتسأل كل الأسئلة دي ليه، هو في حاجة؟ 
-لا يا ابني سلامتك مفيش حاجة.

سعيد بيمشي من بيت عمة سحر وبيتحرك  علي الكوافير،ولما بيوصل هناك بيسأل بنت واقفة ع الباب وبيقولها:
-السلام عليكم يا بنتي، انا جاي اسأل على منى اللي شغاله هنا. 
- لا حضرتك مني سابت المكان  من فترة. 
- أزاي يا بنتي!! دي سحر اللي كانت شغالة معاكم هنا كانت بتيجي تعقد معاها.
-سحر كانت بتيجي هنا فعلا، بس ده علشان تعمل تاتو. 
-ايه التاتو ده ولا مؤاخذة؟؟
-ده زي الوشم كده، وكانت بتيجي تعمله بجلسات على ضهرها.
-جلسات!! يعني مش مرة واحدة وكمان على ضهرها!!، طب متشكرين يا بنتي. 

بمجرد ما بيخلص سعيد كلام مع البنت، بيتحرك   للقريه اللي اتولدت فيها سحر، وده بعد ما شكوكه زادت فيها، وبقى محتاج يعرف أصلها وفصلها اكتر من الاول، ولما بيوصل القريه اللي بلغه بيها كارم، بيسأل واحد من الناس اللي ماشين فالشارع وبيقوله:
-السلام عليكم يا بلدينا، كنت عايز اعرف فين بيت شردي الدسوقي؟

الراجل بصله بضيق، وبعدها قاله معرفش، استغرب سعيد من طريقة ورد الراجل، بس ماحطش في دماغه وكمل، وساعتها سأل واحد تاني وكانت نفس النظرة ونفس الرد 

وقتها قال سعيد بينه وبين نفسه هي ايه البلد الغريبه دي؟!، كل ما اسأل واحد يبصلي بقرف، ويقولي معرفش، مشي شوية كمان لحد ما وصل لراجل كبير ف السن وقبل ما يسأله سعيد هو قاله:
-شكلك غريب عن البلد يا ولدي، جاي لمين وانا ادلك؟ 
-انا بسأل على بيت شردي الدسوقي.
-تقصد الشيخ شردي ولا شردي الدجال؟
-هما اتنين مش واحد؟.
-ايوة يا ولدي وليهم حكاية واعرة لو حابب تسمعها تعالى جاري وانا احكيهالك.



                      الفصل الثالث من هنا

تعليقات



<>