رواية أنين القلوب الفصل الواحد والغشرون21بقلم داليا السيد

 رواية أنين القلوب بقلم داليا السيد
رواية أنين القلوب الفصل الواحد والغشرون21بقلم داليا السيد

خدعة
عندما عادوا كانت السعادة تنطق من عيونهم أحاطها بذراعه أمام القصر واتجها للداخل ثم إلى غرفة كاظم الذي ما أن رآهم حتى ابتسم بسعادة وفتح ذراعيه فأسرعت إليه فاحتضنها بقوة وقال "اشتقت لكِ يا ابنتي" 
قالت بصدق "وحضرتك أيضا، اشتقت لك جدا عمي" 
أبعدها بحنان وقال "لم أعد عمك لقد أصبحت والد زوجك إذن أنا والدك أي تناديني بابا أليس كذلك جاسر؟" 
كان ينتظرها فاتجه إلى والده وطبع قبلة حارة على رأس والده ويده وقال "كما تشاء بابا جميعنا نأتمر بأوامرك" 
جلس جاسر أمامه  وهي بجانب كاظم كما طلب منها وقال جاسر لوالده "كيف حال صحتك؟" 
غمز له الرجل وقال "صحتي بخير وأنت أيضا أرى أن صحتك بأفضل حال، الاسبوع امتد إلى اسبوعين وأكثر ووجهك يبدو عليه أثر الاجازة، أرى أن الزواج أمر رائع" 
احمر وجهها وأخفضت عيونها ولمحها هو فلم يعلق ولكن الرجل لم يرحمه وقال "لم لا ترد؟ هل هو رائع حقا؟" 
رد بهدوء "بابا؟ أين لي لي لم أراها؟" 
ضحك الرجل من فرار ابنه منه وقال "لي لي تحاول أن تصبر حتى يأتي الوقت الذي تفعل فيه مثلكم، لقد كانت تشاهد صوركم ألف مرة وتخبرني عن السعادة التي تراها بعيونكم وتتمنى أن تكون مثلكم" 
نظر إليها وهى فعلت المثل بسعادة بينما قال العجوز "هل أسعدك ذلك الفتى" 
شعرت بالخجل ولكنها نظرت إليه بعشق وهزت رأسها فربت الرجل على يدها وقال "كنت أعلم أنه سيفعل هذا هو ابني، إذن متى سيأتي حفيدي؟ أريد أن أراه قبل أن أموت" 
أسرعت تقول بفزع "لا،  لا تذكر الموت أرجوك لن تتركني أنت أيضا" 
ابتسم وقال "هو علينا حق ولكل أجل كتاب، لن تهربي من السؤال أريد أن أرى حفيدي في أسرع وقت" 
نظرت لجاسر وهو بادلها النظرة وقال "هو في علم الله يا بابا، هيا أنا لابد أن أذهب، علي لم يوقف اتصالاته، عن إذنك سأبدل ملابسي وأذهب" 
نهض ولكنها لم تنهض احتراما لكاظم فنظر جاسر إليها بينما فهم العجوز فربت على يدها وقال "ألن تذهبي معه؟ لن يتحرك إلا وأنتِ أمامه، هيا اذهبي بدلا من أن ي ويغضب عليكِ ألا تعلمين أنه لا يتحمل فراقك ويغار عليكِ حتى مني؟" 
ضحكت وابتسم جاسر والعجوز وتحرك للخارج فقامت وقبلت وجنة الرجل وأسرعت خلفه..
سارت الحياة هادئة كانت أسعد إنسانة وهي تعيش بين تلك الأسرة التي لم تكن تحلم بها ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، لم تدوم السعادة طويلا وبدء طريق الأحزان مشواره ولكنها لم تكن تدرك ذلك ... 
كانت مع لي لي تشتري لها الأشياء الخاصة بالزواج وابتعدت لي لي عندما اصطدمت هي بندى فجأة والتقت العيون لحظة قبل أن تبتسم ندى وتقول "أهلا، أهلا، بصراحة مفاجأة لم أتوقعها" 
لم تعرف ماذا تفعل غير أنها تحركت لتبتعد ولكن ندى أوقفتها وقالت "انتظري، لا داعي لذهابك لقد انتهى الأمر واعترفت بالخسارة وربما أعتذر أيضا عما كنت أفعله معكِ" 
نظرت جي إليها بدهشة فابتسمت ندى وقالت "لا تندهشي، بالتأكيد تعرفين أن زواجي من جاسر كان صفقة وانتهت ولم يعد الأمر يهمني فقد أدركت أنا الأمر والآن بما أنكِ أصحبتِ زوجة جاسر المنياوي فمن الشرف لأي شخص أن يصاحبك وأنا بصراحة أرغب بذلك الشرف أم عندك مانع؟" 
ولأنها طيبة وتصدق الجميع ولا خبرة لها بتلك الحياة التي تبتلع الضعيف صدقت أن ندى تريد صداقتها فقالت "لا، بالطبع ليس لدي أي مانع، إنه لشرف لي أنا أيضا مدام ندى" 
ضحكت ندى وقالت "كيف نصبح أصدقاء بالألقاب؟ أنا ندى وأنت جي ما رأيك؟" 
ابتسمت وقالت "ولكن.." 
قاطعتها الأخرى "ليس هناك لكن، لقد كان جاسر هو ما بيننا ولقد انتهى الأمر فلنبدء من جديد، أنا سأذهب الآن ولكن ما رأيك لو نتقابل بالنادي مرة أخرى؟ أنت إنسانة حبوبة وسأعرفك على أصحابي" 
ابتسمت وقالت "إن شاء الله" 
قالت "حسنا سأذهب الآن كي لا أتأخر إلى اللقاء" 
تابعتها بدهشة إلى أن عادت لي لي ولا تعلم لماذا لم تخبرها بأي شيء
لم تحكي لأحد ما حدث ومرت الأيام على ذلك اللقاء وبدأت ندى تحدثها بالهاتف وتوددت إليها بشكل غريب ولكنها لم تهتم 
"حبيبي تأخرت لديك اجتماع اليوم" 
فتح عيونه على صوتها ونظر لعيونها وهمس بإرهاق "ألغيته أمس جي، أريد ان أنام لا توقظيني"
أغمض عيونه ولكنها ابتسمت وقالت بسعادة "حقا لن تذهب للعمل" 
فتح عيونه من نبرة صوتها وقال "أنتِ سعيدة؟" 
هزت رأسها وقالت "طبعا ألا تعلم أننا منذ عدنا من لندن أي حوالي شهر ونصف لم تحصل على يوم واحد اجازة وكل يوم تعود متأخر وتخرج مبكرا بالصباح؟" 
اعتدل قليلا وقال "شهر ونصف؟ هل مر كل ذلك الوقت؟"
هزت رأسها فسقط شعرها على وجهها فزادها جمالا، أبعد خصلاته وقال "وأنا أتساءل لماذا افتقدك جدا حبيبتي؟" 
ثم جذبها إليه ولكنها ما أن استنشقت رائحة عطره حتى شعرت برغبة في القيء فابتعدت وأسرعت إلى الحمام وألقت ما في معدتها، انتفض هو ورائها قلقا عليها وما أن انتهت وخرجت حتى شعرت بدوار فاستندت إلى الباب حتى تخبره وقالت "جاسر أنا" 
ولكنها لم تكمل حيث سقطت على الأرض بلا كلمة أخرى، أسرع إليها وهو يناديها وهي لا تجيب فحملها ووضعها على الفراش وهو مندهش وفزع مما حدث، أحضر بعض العطر لها إلى أن أفاقت 
نظر إليها وهي بين أحضانه ووجها شاحب وعلى وجهه هو علامات الفزع وهتف "جي هل أنتِ بخير؟ ماذا حدث؟ ماذا بكِ؟"
 كانت تعلم ماذا أصابها ولكن لانشغاله لم تجد الوقت لإخباره، أراحت رأسها على صدره وقالت "أنا بخير لا تقلق" 
ولكنه لم يقتنع وقال "لا، هيا سنذهب للدكتور" 
قالت دون أن تنظر إليه "لا، دكتورة" 
أبعدها ليحدق بوجهها وقال "دكتورة!؟ إذن أنتِ مريضة فعلا، حسنا هيا سنذهب لأفضل دكتور في البلد، لا سأحضره لكِ هنا.." 
كاد ينهض لولا أن أمسكت يده لتوقفه وقالت "أنا حامل" 
توقف عن الكلام ثم عاد لها لينظر في عيونها وكأنه لا يصدق ما قالت ثم قال "أنتِ ماذا؟ ماذا قلتِ؟"
ابتسمت وأخفضت عيونها فقال "مرة أخرى جي، أريد أن أتأكد مما سمعت، هيا جي" 
قلبها دق له وللهفته وقالت "حامل يا جاسر أنا حامل بطفلنا" 
لم يعرف ما هي تلك المشاعر التي داخله؟ سعادة، حب أم خوف؟ نظرته إليها كانت مليئة بمعان كثيرة،  قال بصوت واهن "حقا، أنتِ حامل وأنا سأصبح أب جي؟ أنتِ لا تمزحين أليس كذلك؟ أنا سأكون أب؟" 
دمعت عيونها وهي تهز رأسها فجذبها إلى أحضانه ولفها بذراعيه بقوة وقال "أنا لا أصدق، أنا، أنا أسعد إنسان بالدنيا، حبيبتي أنتِ هدية الله لي، الحمد لله" 
أبعدها وقال "سنذهب لأفضل دكتورة، بابا هيا لابد أن نخبره، ولي لي ستسعد جدا، نعم هيا حبيبتي العالم كله لابد أن يعلم أن جاسر المنياوي سيكون له بنت، أجمل بنت بالدنيا تشبهه أمها الجميلة" 
نهض وجذبها برفق فقامت وقالت "ولد، أريد ولد يشبهك حبيبي" 
أحاط وجهها بيده وقال "أيا كان جي يكفي أنه منكِ حبيبتي، ولد أو بنت المهم أنه منكِ أنتِ" 
ثم جذبها إليه بقوة وأبعدها وهو يجذبها للخارج ثم توقف وقال "لا آسف، عليك بالراحة أنا آسف هيا، هل أحملك أم ماذا؟ لا تحركي ببطء أو لا عودي إلى الفراش، أنا" 
وضعت يدها على فمه لتوقفه وقالت "حبيبي اهدأ، أنا بخير لا تقلق" 
جذبها له وضمها إليه بقوة وقال "كيف لا أقلق وأنتِ الآن لم تعودي حبيبتي فقط وإنما تحملين أيضا جزء مني، جزء اشتاق لرؤيته وأتمناه، جي أنا سعيد، سعيد جدا" 
ضمته بقوة أكثر وهي سعيدة بسعادته وربما أكثر منه هي أيضا سعيدة لأنها تحمل جزء منه حبها له وحبه لها لم يعد كلمة وإنما الآن أسرة وحياة جديدة تتكون داخلها، طفل، طفل سيملأ حياتهم بالسعادة والهنا
بالطبع كانت سعادة كاظم ولي لي لا تقل عنهما وكان اليوم آخر أيام سعادتها في القصر
رافقته إلى سيارته وطبع قبلة على وجنتها ككل يوم وقال "احترسي لنفسك، الدكتور قال أنكِ بحاجة للراحة" 
ابتسمت وقالت "تخاف عليه؟" 
أحاطها بذراعه وقال "عليكم أنتما الاثنان، أنتِ حبيبتي ودنيتي كلها وهو جزء منكِ ومني اشتاق لرؤيته" 
داعبت ربطة عنقه وقالت "ربما أغار من حبك له" 
ضحك بسعادة وقال "تغارين من طفل؟ مجنونة" 
نظرت بعيونه وقالت "مجنونة بحبك يا جاسر ولا أريد أن يشاركني بك أحد، أريدك لي أنا وحدي" 
ضمها إليه وقال بحنان "وأنا لك حبيبتي، حبى له جزء من حبي لكِ لأنه منكِ أنتِ ولن يقلل أبدا من مشاعري لكِ" 
تنهدت وابتعدت وقالت "حفظك الله لي حبيبي، هيا كي لا تتأخر" 
قبلها بحنان وذهب وهى تتابعه بعيونها ولا تعلم لماذا انقبض قلبها بذهابه وكأن تلك السعادة التي تعيشها أوشكت على الانتهاء
رن هاتفها ورأت رقم غريب لم تعرفه فردت جاءها صوت ندى تقول "مرحبا جي، كيف حالك؟"
رفعت رأسها وقالت "مرحبا.."
أسرعت ندى تكمل "أنا ندى ألم تتعرفي على صوتي؟" 
قالت وهي تتحرك للداخل "بلى عرفتك، كيف حالك أنتِ؟ من أين أتيت برقمي؟" 
ضحكت ندى وقالت "هذا أمر سهل بالنسبة لامرأة مثلي، ما رأيك لو دعوتك على الغداء اليوم؟ لدي مجموعة فساتين تليق بكِ وتذكرتك عندما رأيتها؟ ما رأيك لو أتيتِ؟" 
جلست وقالت "لا أظن، أنا لم أخبر جاسر وأنا مجهدة اليوم ربما يوم آخر" 
أسرعت ندى تقول "تخبري جاسر؟ هل يعرف بعلاقتنا؟" 
ضاقت عيونها وقالت "لماذا تسالين؟" 
شعرت بنبرة مختلفة بصوت ندى وهي تقول "لا أبدا ولكن أنتِ تعلمين علاقتي بجاسر ولا أظن أنه سيوافق على علاقتنا" 
صمتت، هي على حق وربما لم يكن عليها هي الأخرى مهاتفتها، أكملت ندى "متى سنتقابل إذن؟"
قالت "لا أعلم أنا لا أخرج كثيرا، جاسر لا يوافق إلا إذا كنت معه أو مع لي لي" 
صمتت ندى قليلا ثم قالت "وهذا خوف أم غيرة؟" 
قالت بصدق وبراءة لم تعرف أنها لا تليق بندى "خوف، يخبرني دائما أنني لا أعرف كيف أتعامل مع الآخرين" 
لم ترد ندى للحظة ثم قالت "إذن لن أراكِ أبدا" 
قالت بلا تفكير "لا أعلم، لنتركها للصدفة" 
فجأة تبدلت نبرة ندى إلى شبه الصراخ وهي تقول "دادي ماذا بك؟ دادي رد عليّ" 
نهضت جي مفزوعة وهي تقول "ندى ماذا حدث؟ ندى ردي" 
قالت ندى بفزع "لا أعلم جي، دادي دخل الآن وسقط على المقعد ولا يرد عليّ، أنا لا أعلم ماذا أفعل، انقذيني يا جي، انقذيني" 
قالت وهي تتحرك للخارج "أخبريني بالعنوان وأنا قادمة" واندفعت بدون أي تفكير فيما تفعل..
أسرع التاكسي بها إلى الفيلا التي وصفتها لها ندى وتابعتها بالهاتف إلى أن وصلت ووجدت الباب مفتوح ،أسرعت للداخل دون أدنى تفكير وهي تنادي "ندى،  ندى أين أنتِ؟"
جاءها صوت ندى من أعلى "أنا هنا جي، تعالي بسرعة" 
أسرعت إلى الأعلى وقلبها يدق من القلق، ترى ماذا أصاب الرجل؟ وهل يمكنها إسعافه و..، رأت أبواب كثيرة إلى أن رأت باب مفتوح فأسرعت إليه ودخلت وما أن فعلت حتى رأت رجلا ممدا على الفراش 
توقفت قليلا وهي تتأمل الغرفة الخالية، لم تعرف ماذا تفعل إلى أن شعرت بندى خلفها وهي تقول بصوت أفزعها "جي ادخلي وساعديه بسرعة أرجوكِ" 
لا تعلم لماذا انقبض قلبها عندما نظرت لندى التي لم يبدو عليها الخوف أو القلق على والدها 
دفعتها ندى برفق للأمام فتقدمت ولكنها لم تشعر بندى وهي تتراجع إلى الخلف وتغلق عليها الباب بإحكام وما أن وصلت للفراش حتى توقفت أمام الرجل الممدد أمامها والذي يمنحها ظهره
لم تعرف ماذا تفعل؟ مدت يدها ببطء تجاه الرجل وما أن اقتربت حتى استدار الرجل فجأة وتراجعت بفزع عندما رأت شابا يافعا قوي البنية يقفز من الفراش وهي لا تعرفه 
نظر إليها وهي تتراجع في فزع، الآن بدأت تدرك الخدعة التي قادتها ندى إليها، أسرعت تجاه الباب ولكن الشاب كان أسرع وطوقها بذراعيه وقال وهو يدفعها للداخل 
"إلى أين يا عروسة؟ بصراحة لم أكن أظن أنك جميلة هكذا، لم تمنحك ندى حقك، هل تخافين مني؟" 
ابتعدت وهو يتقدم منها والخوف والندم يملاء قلبها، كثيرا ما أخبرها زوجها ألا تثق بأحد لأنها لا تعلم كيف تتعامل مع العالم حولها ولكنها لم تسمع له وها هي سقطت بالفخ ولا تعرف كيف ستخرج من هنا
قالت بخوف "من أنت؟ وماذا تريد مني؟ ابتعد عني أنا لم أفعل لك شيء" 
ضحك وقال وعيونه تنطق بالشهوة والرغبة "أنتِ لن تفعلي أي شيء أنا الذي سأفعل لا تقلقي" 
اقترب فهربت منه مرة أخرى فضحك وقال "أحب هذه اللعبة ولكن إلى أين ستذهبين؟ لا مفر لكِ مني" 
زاد الخوف وتملكها الرعب ورأت نفسها أمام الباب فحاولت فتحه وهي تدق عليه بقوة وتنادي بالنجدة ولكن ما من مجيب وفجأة أحاطها الرجل مرة أخرى بذراعيه وحملها إلى الفراش وهي تحاول أن تفلت منه بكل قوتها ولكنها لم تستطع 
أسقطها على الفراش ونزع طرحتها وقال "هكذا أفضل" 
خلع قميصه وهجم عليها وهي تحاول أن تبتعد ولكنه أحكم ذراعيها واقترب بوجهه منها وانطلق إلى وجهها ليقبلها وهي تبعد نفسها وتصرخ ولكنه لم يمنحها أي فرصة وهو يكتم صرختها بفمه في محاولة لتقبيلها وشق ملابسها بقوة ولكنها ظلت تحاول أن تبعده بقوة حتى عضته في يده بقوة فصرخ فيها ثم ضربها بقوة على وجهها فشعرت بأن الجدران تدور من حولها وفقدت الوعي في الحال
تعليقات



<>