رواية أنين القلوب الفصل الثاني والعشرون22 بقلم داليا السيد

 رواية أنين القلوب بقلم داليا السيد
رواية أنين القلوب الفصل الثاني والعشرون22 بقلم داليا السيد

طلاق، دمار
انطلق بسيارته وهو يتابعها في المرآة ويشعر بالسعادة لأنه أخيرا يعيش تلك الحياة التي لم يكن يعرفها؛ زوجة يحبها وتحبه وطفل لم يظن أن يكون له، أسرة كثيرا ما حدثه عنها والده ولكنه لم يكن يعرفها 
وصل إلى الشركة وقد أعطته تلك السعادة طاقة كبيرة على مواجهة كل تعب العمل ومشاكله ولكن ما أن أوقف السيارة حتى رن هاتفه برقم غريب فأجاب "نعم" 
جائه صوت ندى تقول "ظلمتني كثيرا ولكني سأسامحك ولن أطالبك بأي شيء فقط أريدك أن تأتي للعنوان الذي أرسلته لك الآن لتعرف من التي تستحق حبك ومن التي تخلص لك، أخبرتك من قبل أنها ليست مخلصة لك ولكنك لم تصدقني تعالى الآن وسترى بنفسك إلى اللقاء يا، جاسر بيه" 
لم تمنحه الفرصة لأن يرد أو يفهم معنى ما قالت، بحث بالهاتف حتى رأى العنوان، تساءل بقلق؛ هل يمكن أن تكون جي كما تقول ندى..؟ لا لن يصدق ولن يذهب لأي مكان، كاد ينزل من السيارة لولا أن أرسلت إليه صورة فتحها فرأى، جي والرجل فوقها على الفراش 
جن جنونه واشتعلت نيران الغضب داخله وانطلق بالسيارة إلى العنوان الذي لم يكن بعيدا وكأن المكان مقصود أن يكون قريبا وما هي دقائق حتى كان يدخل ويصعد إلى الأعلى دون أن يمنعه أو يوقفه أحد، فتح كل الأبواب ولم يجد شيء إلى أن فتح ذلك الباب ورأى الرجل الذي خلع قميصه بعد أن ضرب جي وأفقدها الوعي وكان ويهم بأن ينقض عليها 
بالطبع هو لم يدرك أنها فاقدة الوعي وإنما لم يفكر وهو يهجم على الرجل ويكيل له الكلمات ولكن الرجل تراجع من قبضة جاسر وقال "من أنت؟ لماذا تضربني؟" 
هجم عليه جاسر مرة أخرى وقال بنفس الجنون والغضب "أنا زوجها أيها الجبان، منذ متى تعرفها انطق" 
ظل يكيل له اللكمات حتى كاد يقتله من الضرب والرجل يقول "منذ فترة طويلة ونحن نلتقي هنا ونقضي وقتا جيدا ثم نذهب" 
ثار الغضب أكثر داخله كالبركان وتراجع دون أن يصدق؛ هل يمكن أن تفعل به ذلك؟ صرخ في الرجل "أنت كاذب، كاذب" 
ولكن الرجل فلت منه ووجهه امتلأ بالكدمات والدماء وقال "لا لست كاذب، لماذا أكذب؟ هي تعطيني أموال كثيرة كي نلتقي هنا، هي تفعل ذلك مع غيري كثيرا وإذا كنت أنت زوجها المغفل فلا دخل لي، ها هي اشبع بها" 
كاد يهجم عليه مرة أخرى ولكن الرجل كان يسرع بكل ما تبقى له من قوة إلى الباب واسرع وخرج بينما استدار هو إليها والغضب يملأه، لقد انخدع فيها، كيف صدقها وصدق براءتها؟ هل يمكن أن تكون كذلك؟ 
شعر بها تتحرك وكانت قد بدأت تفيق، اتجه إليها وهي تفتح عيونها وتراه فاتسعت عيونها عندما رأته أمامها وأدركت ما كان فعدلت ملابسها واعتدلت وقالت بفزع وتعب "جاسر الحمد أنك أتيت، أنا" 
ولكنه هجم عليها دون أن يسمعها وأخذ يضربها دون وعي وهو يصرخ بها "أيتها الخائنة، هل ظننتِ أني سأصدقك مرة أخرى؟ أنتِ هنا برغبتك ولم يرغمك أحد، كم مرة ألقيتِ بشرفي تحت أقدام الرجال؟ لماذا فعلتِ بي ذلك؟ أنا أحببتك ولكنك لا تستحقين" 
تملكها الفزع والألم من ضرباته وكلماته ولم تستطع أن تأخذ أنفاسها من ضرباته المتتالية ولم تعد تسمع سوى كلمه واحدة نطقها كالسوط الحاد قطع به كل ما كان بينهم "أنتِ طالق، طالق، طالق" 
وتركها بين ألمها الجسدي والمعنوي وذهولها مما حدث، لم يسمعها وهي تصرخ وتناديه، حاولت أن تنهض لتتبعه ولكن لم تحملها قدماها وسقطت على الأرض، شعرت بألم في ظهرها وبطنها ولكنها أمسكت بطنها والدموع تسيل بغزارة وهي تناديه في محاولة لأن تنهض وتلحق به وتهتف بضعف 
"جاسر لا تتركني، جاسر أنا بريئة" 
ولكنه كان قد ذهب ورأت أقدام ندى بدلا منه تقف أمامها وهي ملقاه على الأرض وندى تنظر إليها بشماتة وتقول "هل صدقتِ أنني يمكن أن أجعل أمثالك صديقة لي؟ أخبرتك أنكِ موجودة لخدمتنا فقط وأنا لم أغفر لكِ ما فعلتيه معي والآن أصبحنا متعادلتين؛ تركني وتركك ولكن أنتِ لم تعودي الملاك الذي كان يظنه وإنما مجرد خائنه"
وأطلقت ضحكة شيطانية ارتج لها قلب جي وانهارت في البكاء وهي تحاول أن توقظ نفسها من ذلك الكابوس المخيف الذي وجدت نفسها فيه 
وأخيرا استعادت نفسها وغطت جسدها وتحركت بعيدا لا تعرف إلى أين تذهب؟ لقد صدق أنها خائنة ولكنه لم يسمعها، لم يمنحها أي فرصة لتدافع عن نفسها 
سارت إلى أن زاد الألم ببطنها وظهرها فوصلت إلى المشفى الذي يعمل به وائل، سألت عنه وارتاحت عندما رأته يتجه إليها وأسرع عندما رأى حالتها فحاولت أن تتماسك والدموع تنهار وقالت "أظن أنني أعاني من إنذار بالإجهاض، ساعدني ولكن أرجوك لا تخبر أحد بوجودي هنا خاصة جاسر ووالده و.." 
ثم تألمت فانحنت ويدها تمسك بطنها، ساعدها وائل وهو ينادي الممرضة ولكنها أوقفته برجاء من بين الألم "عدني ألا تخبر أحد بوجودي، أرجوك" 
هز رأسه وقال "حاضر جي، أعدك والآن هيا دعيني أساعدك" 
استسلمت له وللدوار الذي لفها ولم تعد تشعر بأي شيء 
انطلق بالسيارة بغضب ليس بعده غضب؛ كيف خدعته طوال كل تلك المدة؟ كان عليه ألا يصدق أخته وقت أن رآها مع نبيل وقتها كان عليه أن يعرف أنها لعبة قامت بها كي تضمن ثقته وحبه، ليته ما أحبها، ولكن لا، ليس جاسر الرجل الذي تتلاعب به فتاة مثلها لن يتركها كان عليه أن يأخذها ويعذبها ألف مرة بمقدار ذلك العذاب الذي يشعر به الآن 
أنت أيها القلب الذي تنبض داخل صدري السبب، نعم أنت سبب ألمي، أنت الذي تمردت عليّ ولم تطع أوامري، أخبرتك مرارا أن لا حب لك ولكنك لم تسمع وألقيت بي في نار حبها وها هي تحرقني والآن أنا من يندم ويتألم ولكن لا، لا يا قلبي أنا لن أسمح لك؛ ستموت قبل أن تشعرني بالضعف سأقضي عليك بيدي 
لابد أن أعيدها وأعذبها وأدمرها، استدار بالسيارة عائدا إلى الفيلا ولكن ما أن وصل حتى رأى المكان خاليا من أي أحد، دق الباب بكل قوته ولكن ما من مجيب، بحث حول الفيلا ولم يجد أحد، عاد وقاد السيارة باحثا عنها ولكن لم يجدها 
زاد غضبه، لن يستطيع أن ينتقم، كيف تركها؟ لابد أن تعود إليه كي يذيقها من الألم ألوان. أمسك هاتفه وطلب ميمو وأمره أن يجدها بأي شكل وانطلق بدون أي وعي أو هدف 
عندما أفاقت رأت وائل ومعه رجل أو ربما طبيب آخر يقف بجانبه، نظرا إليها فقال وائل "كيف حالك الآن؟" 
قالت بضعف "الحمد لله بخير، الحمل؟" 
ابتسم وقال "بخير لا تقلقي، دكتور نور طمئني" 
ابتسم الرجل وقال "الحمد لله ، الجنين بخير ولكن الإنذار كان واجب كي تحافظي عليه أنتِ بحاجة للراحة على ظهرك اسبوع على الأقل كي نضمن سلامة الحمل، من الواضح أنك ِ تعرضتِ لضغط نفسي وجسدي كبير، تلك الكدمات على جسدك تظهر ذلك، على العموم أنتِ بخير الآن وبالطبع بحاجة للغذاء الصحي أنتِ ضعيفة جدا" 
أغمضت عيونها وحمدت الله على أن جنينها بخير ولم تهتم بأي شيء آخر، لم يعد هناك ما يهمها سوى تلك الروح التي تنبض داخلها 
ابتعد نور إلى الخارج وعاد وائل إليها وقال "هل تخبريني الآن ماذا حدث ؟ كان لابد من إخبار الشرطة عن تلك الكدمات لكني لم أفعل، لماذا لا تريدين إخبار أحد" 
عادت الدموع وقالت "شكرا لك ولكل ما تفعله من أجلي لكني لست بحالة تسمح لي بأن أتحدث فهل تتركني الآن وأعدك أن أحكي لك كل شيء عندما أرتاح؟ أرجوك" 
هز رأسه بتفهم وحالتها ليست بحاجة لكلمات، ابتعد تاركا إياها في ألمها وحزنها وحيرتها، ماذا تفعل؟ هل تعود إليه وتخبره أنها بريئة ولم تخونه؟ لكن ترى هل سيصدقها؟ لا إنه لن يرحمها، لن يسمعها، لو أراد لفعل منذ البداية 
أغمضت عيونها وأدركت أن السعادة التي عاشتها انتهت وعاد الحزن والألم والفراق، لقد دمرت ندى كل شيء، انتقمت منها وعاقبتها على ذنب لم تفعله، وضعت يدها على بطنها وهمست "أنت سبب بقائي في هذه الدنيا لولاك لقتلت نفسي بيدي أهون من أن أعيش بكل ذلك الألم" 
وعادت للبكاء وهي تتذكر كل ما كان وتدرك أنه خطأها هي ولابد أن تدفع الثمن 
كاد الغضب يقتله لف بالسيارة كثيرا ولم يجدها، بحث عنها في وجوه كل المارة والمحلات والمطاعم إلى أن تعب فعاد إلى القصر ربما وجدها ولكنها لم تكن موجودة 
فتح باب غرفة لي لي بقوة ربما معها ولكنها لم تكن معها، فزعت لي لي من مظهره فنهضت وقالت "جاسر ماذا هناك؟ هل أنت بخير؟ أين جي؟ ليست موجودة منذ الصباح ودادي يسأل عنها" 
توقف أمامها ولا يعرف ماذا يخبرها؟ ابتعد إلى غرفته وأغلق الباب، لم يكن يستطيع مواجهة أحد، لن يسمع لدفاعهم عنها لن يصدقوا لأنهم لم يشاهدوا ما رآه، لم يروها بين أحضان ذلك الكلب، كيف لم يقتله ويقتلها؟ كيف تركهم هكذا؟ 
ضرب الحائط بيده بقوة المته وهو يحاول أن يوقف ذلك الصوت الذي يصرخ داخله "أنت لم تسمعها، بل هي لم تدافع عن نفسها، وكيف تدافع وأنا رأيتها، ستكذب، نعم، ولكنها ليست بكاذبة، بلى إنها كذلك؛ كاذبة وخائنة ولا أريد أن أسمع صوتك يا قلبي، عقلي لابد أن يعود وأنت عد إلى قفصك واسكت وقم فقط بعملك دون أن تنبض بأي مشاعر، فقط عش واتركني أنا أعيد كرامتي وشرفي فلولاك لما تركتها كان لابد أن أقتلها..
دق بابه وانفتح فرأى والده يدخل بكرسيه المتحرك، ابتعد من أمامه، لم يكن يريد مواجهة أحد، ألمه وأحزانه له وحده لا يمكن أن يراها أحد، سمع والده يقول "أين جي؟ ظننت أنها معك" 
كان الهواء لا يكفيه ففك قميصه وربطة العنق ولم يرد فعاد الرجل يقول "جاسر أنا أتحدث إليك! أين هي؟" 
استدار وقال بصوت حاول أن يخفى خلفه غضبه وألمه وحزنه "لا أعلم" 
حدق الرجل به لحظة وكأنه لا يصدق ما يسمع قبل أن يقول "ماذا تعني؟ أنا لا أفهم شيء، كيف لا تعلم مكان زوجتك؟" 
ابتعد وقال بلا تعبيرات بصوته "لم تعد زوجتي" 
هتف الرجل "كيف هذا؟ أنا لا أفهم، لم لا تتحدث؟" 
لم يواجه الرجل وهو يقول "طلقتها اليوم صباحا ولا أعلم مكانها" 
هتف الرجل بذعر "ماذا؟ طلقتها! أنت مجنون؟ كيف تفعل ذلك ولماذا؟ وابنك الذي ببطنها" ن
ظر إليه بغضب ارتفع للسطح غصبا عنه وقال "ليس ابني، إنها خائنة، كل يوم مع رجل مختلف فكيف يكون ابني؟ لقد كشفتها على حقيقتها وأخرجتها من حياتي، كان يجب أن أقتلها وأقتل ذلك الكلب كانت بين أحضانه"
تراجع الرجل بمقعده وقال "جي خائنة!؟ أنت تتحدث عن جولي ابنة صبري؟ لا بالتأكيد أنت مخطأ، أنا لا يمكن أن أصدق" 
أشاح بيده وهو يدرك أنهم جميعا مخدوعين فيها فقال "كفى ، لقد خدعتك وخدعتني وخدعت الجميع، تلك الافعى تلونت كي تصل لغرضها، تلك البراءة ما هي إلا قناع زائف تخفي ورائه حقيقتها، أنا أخطأت يوم أن سمعت كلامك وسلمت قلبي لها، كان لابد أن أظل كما أنا، بلا مشاعر ولا قلب أما الآن فماذا أكون؟ قلب يعاني من الألم، قلب مجروح وكرامة دهسها الجميع وحب لا معنى له، امرأة خائنة لا تستحق كل ما منحته لها؛ قلبي واسمي وشرفي كانوا لها والآن ماذا؟ هذا ما جنيته؛ الخيانة والألم، أنت السبب، نعم، أنت من ألقاها بطريقي وها أن اتألم بسببك، ماذا يمكنك أن تفعل لي الآن؟ كيف ستعيدني لنفسي التي فقدتها ولراحتي التي لم أعد أعرف كيف أستعيدها؟ كنت قانع بحياتي وسعيد بهما كما هي والآن ماذا جنيت يا بابا؟ الألم والندم، هل تسمعني؟ أنا جنيت الالم والندم" 
وابتعد ليخفي تلك الدمعة التي أرادت أن تفر من عيونه ولكن لا، لن يرى أحد ضعفه حتى والده، يكفيه ما أصابه
سمع الرجل يقول "أنا؟ أنا سبب أحزان ابني الوحيد؟ أنا لم أظن يوم وضعتها في طريقك أن تكون سبب أحزانك وألمك، كنت أظن أن الحب سيكون سبب سعادتك، أنا تمنيت لك السعادة والحنان، صدقني يا بني جي ليست كما تظن أنا متأكد أنها بريئة و.." 
قاطعه بقوة وغضب دون أن ينظر إليه "كفى، أرجوك أنا  لا أريد أن أسمع أي شيء عنها، لقد انتهى الأمر ولو وجدتها سأدمرها كما دمرتني وسأجعلها تندم على اليوم الذي قابلتني فيه" 
تراجع الرجل من الغضب الذي رآه بعيون ابنه وسمعه بصوته وقال في محاولة أخيرة "يا جاسر أنت تظلهما" 
صرخ بغضب وربما بألم "كفى، لا تدافع عنها إنها مجرمة وأنا لا أريد أن أسمع اسمها أمامي مرة أخرى، لقد ماتت بالنسبة لي، ماتت وانتهت من حياتي وإلى أن أجدها وأقتلها بيدي لا أريد أن أسمع اسمها أمامي"  
وتحرك إلى الخارج والشياطين كلها تتلاعب أمامه ووالده يتابعه بحزن وألم، هل يمكن أن يكون هو سبب ألم ابنه؟ وجي، هل يمكن أن تفعل به ذلك؟ لا، لا يمكن، إنه يعرفها جيدا إذن ما الذي يحدث حوله وكيف..
حكت لوائل ما حدث فغضب وقال "وكيف صدق ذلك؟ ولماذا لم تدافعي عن نفسك وتشرحي له؟" 
قالت وهي تتذكر المشهد وكأنه الآن "لم يمنحني الفرصة، لقد كنت غائبة عن الوعي وذلك الندل يحاول أن..، أي زوج سيرى زوجته هكذا سيظن بها كل الظنون" 
جلس بجانبها وقال "أنتِ تدافعين عنه وتبررين أفعاله جي؟ زوجك لم يعرفك جيدا لأنه لو عرفك لما صدق ما رأى أو على الأقل كان فكر قليلا قبل أن يظلمك، على العموم هو قرارك فماذا ستفعلين؟" 
أغمضت عيونها وقالت بتعب "بصراحة لا أعلم، أخاف من العودة، جاسر لن يرحمني؛ أنا أعرفه جيدا، لن يصدقني مهما أقسمت له ولا أعلم كيف تركني دون أن يقتلني؟ وربما يكون الآن يبحث عني لينتقم لكرامته بعدما أدرك أنه لم يفعل، أنا لا أبرر له ولكني أعرفه جيدا، لا أعلم أنا أريد أن أبتعد وأختفي على الأقل حتى أرى ابني بين أحضاني، هل تساعدني؟" 
اقترب من فراشها وقال بعيون تمتلئ بالحب والذي تمنت لو كانت تبادله إياه "تعلمين أني سأفعل أي شيء من أجلك دون حتى أن تسألي" 
أبعدت عيونها وقالت "دكتور وائل لابد أن تعلم أني" 
قاطعها وقال "أعلم ما تريدين قوله، أنتِ لن تكوني لسواه، أعلم، لأني أرى حبه بعيونك ولكني أخبرتك مسبقا أن كل ذلك لم يمنعني من حبك هذا ليس بيدي ولا أنتظر منكِ أي مقابل لمشاعري ولكن لا تطلبي مني أن أتوقف عن حبك، سأساعدك جي ولا أنتظر منكِ أي مقابل ربما تعتبريها مساعدة من صديق أو أخ لأني أعرف أن لا أهل لكِ ولا أقارب 
زادت دموعها ربما من أجله أو على نفسها فأكمل " أنا عندي شقة؛ هي ملك لأخي رحمه الله، مغلقة منذ وفاته، ستبقين بها وسأرسل لكِ زوجة البواب لترى طلباتك لابد أن ترتاحي تلك الفترة ليثبت الحمل" 
قالت بامتنان واضح "لا أعلم كيف أشكرك ولكن هناك خدمة أخرى أريدها منك" 
سألها "ما هي؟" 
أجاب "أريد عمل، لا يمكنني أن أعيش هكذا ولكن ليس الآن بعد فترة إلى أن ييأس جاسر مني بعدها.." ولم تكمل وهو لم يرد 
لم يحاول أحد أن يتحدث معه في الموضوع مرة أخرى بل ولم يراه أحد طوال الوقت كل اليوم كان يقضيه بالشركة دون أن يقابل أحد وبالطبع لم يصل ميمو إليها وزاد جنونه عندما أخبره بذلك ولكن لم يملك إلا أن يصبر ولكن لن يتوقف عن البحث ولكن ما لم يفعله أنه لم يحاول حتى البحث عن ذلك الرجل الذي كان معها ولم يحاول أيضا أن يبحث وراء ندى 
كل ما أراده هي، نعم، أراد أن يجدها ويعذبها كما يتعذب الآن بسببها بينما لازم كاظم فراشه، كان الحزن يملأه مما أصاب ابنه وربما من كلماته القاسية له وكذلك حزنا عليها وقد اعتبرها كابنته وهو يعلم أنها لا يمكن ان تفعل ما يظنه ابنه ولكن لم يعد يملك من الأمر شيء لأنه أدرك أن الأمر أكبر من أن يمكن علاجه، لقد وصل الفيضان إلى قصره ودمر كل جميل فيه وذهب وتبقى الدمار 
تعليقات



<>