رواية أنين القلوب الفصل السادس والعشرون26بقلم داليا السيد

 رواية أنين القلوب بقلم داليا السيد
رواية أنين القلوب الفصل السادس والعشرون26بقلم داليا السيد



الفصل السادس والعشرين 
مواجهة
قاد مايكل السيارة وقال وهو ينظر إليها وهي بجانبه "لا أريد تركك معها وحدك" 
لم تنظر إليه وقالت "ربما لو كان اللقاء من عدة شهور لكنت وافقتك ولكن اليوم أنا شخص آخر ولا أبغي أكثر من ذلك اللقاء فهو آخر درجة في سلم البراءة ولن يصعد تلك الدرجة أحد سواي أنا، هيا لقد وصلنا لا تبتعد وأخبرهم أن يبدأ التسجيل فور دخولي مكتبها" 
نزلت وابتعد مايكل إلى تلك الشاحنة البعيدة ونزل من سيارته ثم ركب الشاحنة واختفى داخلها.. 
قالت للفتاة التي تجلس أمامها خلف المكتب "هل تخبري مدام ندى أن مدام جاسر المنياوي تريد لقاءها" 
نظرت الفتاة إليها ثم قالت "ليس هناك موعد سابق؟" 
ابتسمت بهدوء وقد اختلفت بالفعل وقالت "لا فقط أخبريها" 
نهضت الفتاه ودخلت، غابت قليلا قبل أن تخرج وتشير إليها بالدخول، كانت ندى تقف وراء مكتبها وتتابع بشغف جي وهي تدخل بثبات وقوة وتقف أمامها بملابس مختلفة، أنيقة، جميلة، واثقة جدا من نفسها 
تواجهت المرأتان ولم تسمح جي للذكريات بأن تضعفها الآن فقالت "أراكِ سعيدة بلقائي أليس كذلك؟" 
ظلت ندى تحدق بها فترة طويلة بصمت وربما دهشة إلى أن قالت "كيف تجرؤين على التواجد هنا؟ بل كيف تدعين من الأساس أنكِ ما زلتِ زوجته؟ لقد منحك الطلاق أمامي" 
جلست جي بثبات ورقي ووضعت ساقا فوق الأخرى وقالت "اجلسي أولا وسنتحدث" 
ثارت ندى من طريقة جي التي استفزتها وهتفت "لن أجلس، وأنتِ ستذهبين من هنا فورا، هل نسيتِ نفسك؟ أنتِ مجرد.." 
قاطعتها "ممرضة؟ كنت ممرضة بريئة تصدق كل الناس وتحب كل الناس وتساعد أيضا كل الناس ولكن أنا اليوم لم أعد جي الممرضة، أنا شخص آخر بفضلك فاجلسي لأعرفك عليّ من جديد" 
نظرت إليها ندى بتردد فقالت بقوة "اجلسي" 
ارتجفت ندى ثم تحركت ببطء وجلست خلف مكتبها فنظرت إليها وقالت "نبدأ من البداية" 
تراجعت ندى وقالت "أي بداية؟ لا أفهم" 
ابتسمت وقالت "الفيلا وجاسر وطلاقي، هل نسيتِ؟ الخدعة التي كنت أنا ضحيتها ووقعت بها بكل سهولة" 
أبعدت ندى عيونها وقالت "لم أفعل شيء" 
أخرجت جي القرص الصلب وقالت "ربما تجدي هنا ما يذكرك" 
نظرت ندى إليها بشك وهي تمد إليها القرص وارتعشت يدها وهي تأخذها من جي وقالت بصوت ضعيف "ماذا يوجد عليها؟" 
قالت جي "فريد الذي تواجد معي ليقنع جاسر بخيانتي له يتحدث عنكِ وبصراحة لم أعرف أنه كان معجب بكِ هكذا، على فكرة هو غاضب منكِ لأنك لم توفي بوعدك وتعيديني إليه" 
هبت ندى وقالت "كاذب أنا لم أفعل، أنتِ الخائنة و.." 
قالت بهدوء "نسيت أن أخبرك أن على القرص فيديو صغير سجله فريد لك وأنتِ تقومين بالاتفاق معه على دماري، هو حريص قليلا ويحب أن يؤمن نفسه وبصراحة أنا شكرته جدا لهذا الأمر، ألن تشاهدي الفيديو؟ أعتقد أنكِ كنتِ ترتدين ذلك التايير الأزرق السماوي، هيا دعينا نسترجع الذكريات سويا" 
تراجعت ندى وقالت "ماذا تريدين مني؟ هل ظننتِ أن أتركك تتمتعين بانتصارك؟ لا أنا ندى الدمياطي لا تهزمني ممرضة، نعم أنا دبرت الأمر كي أدمر زواجكم وأراكِ ذليلة أمامي، أنا التي فعلت ذلك ولقد نجحت وجاسر لن يعود إليكِ هل تفهمين؟ لن يعود وأنا سأقاتل لأضمن ذلك" 
قامت جي واتجهت إليها وقالت "لا تجهدي نفسك بالأمر لديك ما هو أهم لتشغلي بالك به" 
نظرت ندى إليها بلا فهم وقالت بشك "لا أفهم" 
ابتعدت جي وهي تنتقي كلماتها جيدا وقالت "أنتِ لا تريدين مشاهدة القرص إذن سأخبرك أنا بالباقي، بصراحة عزيز المصري أخبرني أنه استمتع معكِ جدا وشكرني لأنني ساعدته ليعرف طريقك وفي المقابل منحني الفيديوهات التي تجمعكم سويا وطلب مني أن  أخبرك أنه لن يأتي في حفل الزفاف لأنه لن يتزوج امرأة كل يوم مع رجل جديد ولكن أنا يمكنني اقناعه بالزواج هل ترين كما أن كريمة معك؟" 
تراجعت ندى من كلام جي وجحظت عيونها وتقطع كلامها "عزيز، أنتِ تعرفين عزيز؟ والزفاف؟ لن يحضر؟ أي فيديوهات؟ أنا، أنا لا أفهم" 
ابتسمت جي بانتصار وقالت "طبعا أعرف عزيز، لا يهم أن تفهمي شيء ولكن لا بد أن تعرفي أن ما على القرص لدي منه نسخ كثيرة وبإشارة مني تكون كلها على مواقع التواصل الاجتماعي وستلقى ترحيب كبير بالطبع" 
هجمت ندى عليها ولكن جي كانت مستعدة لها فأوقفتها بقوة وصفعتها على وجهها فأسقطتها أرضا وهنا رأت نفس المشهد يتكرر لكن مع تبدل الأوضاع، نظرت جي إليها بنفس النظرات وقالت "لا لن يمكنك هزيمتي مرة أخرى، اليوم أنا من بيده الزمام اسمعيني جيدا؛ والدك الآن في طريقه للسجن بنفس التهمة التي دبرتيها أنتِ وهو لجاسر ليس بمصر ولكن هنا وخمني ماذا؟ بشحنة مخدرات، نعم مخدران حتى يكون الإعدام مصيره وأنت الفضيحة لآخر العمر، ما رأيك؟ هل رأيتِ تلميذتك النجيبة؟ لقد تفوقت على معلمتي" 
سالت دموع ندى وهي تنهض وتبتعد وقالت "لا، أنتِ لن تفعلي ذلك، أنا لن أسمح لك" 
ابتسامتها كانت ثابتة وقالت بثقة "جيد امنعيني" 
نظرت إليها ندى بعيون خائفة وتلك النظرات أعجبت جي منحتها شعور بالراحة التي تمنتها فتنهدت وندى تقول بضعف "ماذا تريدين؟ لكن لتعلمي أنا لن أخبر جاسر ببراءتك، لن أفعل" 
لم تظهر غضبها من تلك المرأة الحاقدة وإنما قالت "لم يعد يهم، ما أريده غير ذلك أنا أريد حرية جاسر، براءته" 
مسحت ندى دموعها وقالت "كيف؟" 
ظلت تحدق بعيونها بنظرات قوية قبل أن تقول "من الذي فعلها؟" 
ابتعدت ندى بخطوات واهنة وقالت باستسلام "أنا وداد اتفقنا مع موريس ليخدع جاسر ثم اتفقنا مع الشركة لتبدل البضاعة والسكرتيرة الخاصة بعلي مدير أعمال جاسر وضعت الأوراق بالملف فوقع عليها جاسر دون أن يشعر" 
أغمضت عيونها وتنهدت براحة ثم عادت وأكملت "أين أجد موريس؟"
التفتت ندى لها وقالت "الفيديوهات؟" 
هزت جي رأسها بتفهم وقالت "هدية مني لكِ ولن أنشرها" 
ظلت عيونها عالقة بعيون جي وهي تسالها "ما الضمان؟" 
رفعت جي رأسها بكبرياء وقالت "كلمتي فأنا لن أفضح أي امرأة أيا كانت، أنا لست مثلك إلا إذا تلاعبتِ بي وقتها لن أرحمك" هزت رأسها وتحدثت 
عندما عادت لمايكل كان ينتظرها بالسيارة ركبت فقال "الشرطة تبحث عن موريس، أحسنتِ سيدتي" 
زفرت بارتياح وقالت "لنكمل ما بدأناه، هيا إلى مركز الشرطة" 
رد باختصار "تمام سيدتي" 
****
جلس محسن أمامها بدهشة وقال "أنا أعرفك أليس كذلك؟" 
هزت رأسها وقالت "بالتأكيد، أنا جي زوجة جاسر هل نسيتني بتلك السرعة؟"
تراج ع وقال "بلى تذكرتك، ماذا تريدين؟" 
منحته هاتفها بلا تضييع للوقت وقالت "انظر لهذا الفيديو سيعجبك" 
نظر إليها بشك ثم سقطت عيونه على الهاتف ورأى ابنته فأبعد الهاتف في فزع وقال "ما هذا؟ من أنتِ وماذا تريدين؟" 
ابتسمت وقالت "لا شيء أكثر من براءة جاسر، نسيت أن أخبرك أن الشركة التي تعاقدت معها لإدخال الشحنة ترسل لك تحياتها" 
ظل يحدق بها وقد شحب وجهه وزاغت نظراته على وجهها الجامد حتى قال "هل تخبريني ماذا تريدين بالضبط؟" 
تراجعت بالمقعد وتنفست براحة ثم قالت "أخبرتك؛ براءة جاسر أمام شرف ابنتك وشرفك، يمكنني إخراجك من هنا بمجرد أن تعترف ببراءة جاسر ما رأيك؟" 
قام مبتعدا وهو يفرك يداه الجافة وقال "أنتِ مجنونة؟ أنا بذلك أثبت التهمة على نفسي" 
لم تتحرك أو تتبدل ملامحها فهو لا يعنيها بشيء ولن تمنحه أي رحمة وهي تقول "تهمة أدوية فاسدة أم تهمة مخدرات؟ أيهما تفضل؟ وضف عليها شرف ابنتك المصونة" 
استدار إليها والغضب واضح بعيونه وقال "أنتِ شيطان في جسد إنسان" 
ابتسمت وقالت "بل مجرد تلميذة في مدرستك أنت وابتك، والآن القرار قرارك، ليس هناك وقت بمجرد أن توقع على الاعتراف تبدل البضاعة فورا وتخرج أنت منها وتختفي ويخرج جاسر وتنتهي اللعبة وكما يقولون بمصر يا دار ما دخلك شر" 
تحرك إليها بخطوات هادئة وقال "وما الضمان؟ " 
ابتسمت وهي ترفع رأسها وقالت "كلمتي، لا أملك سواها ولكن مع الفارق بيني وبينك في الشرف" 
أخفض رأسه ثم قال "حسنا، سأعترف" 
أخرجت الأوراق التي أعطاها لها المحامي وطلبت منه توقيعها ثم أخرجت المسجل الذي أعطاه لها حسام وسجلت اعترافه عليه ثم قالت "يومين وتخرج من هنا وداعا" 
في الشاحنة استلم الضابط المصري الأوراق منها والتسجيل وقال "هكذا أصبح الأمر قانوني، بمجرد وصولها مصر وتسليمها للقاضي سيصدر حكمه بالبراءة" 
هزت رأسها وقالت "شكرا لك، ستعيدك الطائرة الخاصة الليلة لمصر" 
ابتسم لها وقال "بل  شكرا لكِ مدام جي" 
قالت بلا تعابير على وجهها "شكرا على ماذا؟ يكفي وجودك وإيمانك بنا وببراءة جاسر" 
ابتسم وقال "لولا إيمانك أنتِ لما آمن أحد، محظوظ هو جاسر" 
حاولت أن تبتسم وهي تقول "أشكرك" 


تعليقات



<>