رواية الشيخ شردي الفصل الثالث3بقلم سيد مصطفي
بمجرد ما بيخلص سعيد كلام مع البنت اللي شغالة ف الكوافير، بيتحرك للقرية اللي اتولدت فيها سحر، وده بعد ما شكوكه زادت فيها، وبقى محتاج يعرف أصلها وفصلها اكتر من الاول، ولما بيوصل للقرية اللي بلغه بيها كارم، بيسأل واحد من الناس اللي ماشين فالشارع وبيقوله:
-السلام عليكم يا بلدينا، كنت عايز اعرف فين بيت شردي الدسوقي؟
الراجل بصله بضيق، وبعدها قاله معرفش، استغرب سعيد من طريقة ورد الراجل عليه، بس ماحطش في دماغه وكمل، وساعتها قابل واحد تاني وسأله وكانت نفس النظرة ونفس الرد، وقتها قال سعيد بينه وبين نفسه هي ايه البلد الغريبة دي؟!، كل ما اسأل واحد يبصلي بقرف، ويقولي معرفش، مشي شوية كمان لحد ما وصل لراجل كبير ف السن وقبل ما يسأله سعيد الراجل هو اللي بدا بالكلام وقاله:
-شكلك غريب عن البلد يا ولدي، جاي لمين وانا أدلك؟
-انا بسأل على بيت شردي الدسوقي.
-تقصد الشيخ شردي ولا شردي الدجال؟
-هما اتنين مش واحد؟
-ايوة يا ولدي وليهم حكاية واعرة لو حابب تسمعها تعالى اقعد جاري وانا احكيهالك.
-والله انا مافاضي اسمع حكاوي يا حاج، فياريت لو تقولي على مكانهم، وهناك انا هستفهم منهم.
-طالما مانتش فاضي، يبقى خلاص براحتك، اسأل واللي يسأل ميتوهش.
وفعلًا بيمشي سعيد و بيسأل اللي رايح واللي جاي، ولكن محدش بيدله على مكان شردي، ولما بيتعب من اللف بيرجع تاني للراجل العجوز، واللي لما بيشوفه قدامه بيقوله:
-كنت عارف انك هترجع، عمومًا يا ولدي انا مش هضيع وقتك، وصدقني مش هتعرف توصل لحد فيهم غير لما تسمع حكايتهم.
سعيد هز راسه وقتها وهو مغلوب على امره، بعدها قرب من الراجل ده وقعد جاره.. وده لانه بقى مجبر يسمعه، ومع قعدته جنبه نده الراجل العجوز على بنته الصغيرة ولما جت بص لسعيد وقاله:
-تشرب ايه ياولدي؟
-والله ما له لزوم، أصل انا مستعجل.
-عيب انت قاعد مع راجل يعرف ف الاصول، ولا اقولك شكلك جاي من سفر وجعان نحضرلك أكل.
-ربنا يزيدك من نعيمه، انا واكل وزي الفل، انا مش جاي اضايف، احكيلي انت بس وانا سامعك اهو.
-يبقى نشرب كوبايتين شاي تُقال يعدلوا دماغك المقلوبة دي.
-هي مقلوبة فعلًا، بس انت عرفت منين؟
-ماهو مابيجيش يسأل على شردي غير اللي صايبه علة، روق يا ولدي روق، هيحلها اللى لا بيغفل ولا بينام.
-ونعم بالله
-شوف يا ولدي، الشيخ شردي ده راجل صالح تقي، قلبه عمران بحب اللي خلقه، الراجل ده ربنا انعم عليه بهبة وموهبة، وبيها بيقدر يساعد اللي صايبه علة أو أذى، كل اهل القرية والقرى اللي جنبينا بيجولو لأجل ما يساعدهم بإذن الله ومشيئته، ومن ضمن الحالات اللي طلبت مساعدته.. بنت جميلة من أهل قريتنا واسمها مريم، يومها جه ابوها للشيخ شردي بعد ما فاض بيه الكيل وقاله:
-بنتي بتروح مني يا سيدنا الشيخ، وهي الحيلة زي مانت خابر، انا جيبتلها شيوخ كتير ومحدش منهم قدر يساعدها، ف بالله عليك تيجي تلحقنا.
-خير يا عيسى ايه اللي جرا لمريم؟
-البت حالها انقلب فجأة، على طول قاعدة ف اوضتها مبرقة وتايهة، واوقات ندخل عليها نلاقيها بتاكل ف شعرها وتكتب حاجات غريبة على ايديها، واوقات تانية تفضل تصرخ وتلطم، ومرة واحدة يتقلب حالها وتفضل تزغرد وتسقف وكأنها ف فرح، ومع اللي بيحصل ده بتنطق اسم غريب وبتفضل تقوله وتردده ومبتنطقش غيره.
-لا حول قوة إلا بالله، ربنا يأذي المؤذي، طب انا هدخل اجيب التلفيحة من جوه و هاجي معاك.
وفعلا بيدخل الشيخ شردي اللي عنده مشكلة ف رجله وبسببها بيتسند على عجاز، بعدها بيخرج لعيسى وبيروحوا على بيته، بس وهما ف طريقهم لبيت عيسي بيقابلهم الوله شفعي، وشفعي ده ياولدي عنده لطف ف دماغه، على طول ماسك زلطة وبيخبط بيها على صفيحة مصدية، وعايش ف ملكوت لوحده خالص، قصره، بيقرب منهم شفعي بجلابيته المتقطعة ومعاه الزلطة والصفيحة، لكن عيسي بيحاول يبعده بايده وهو بيقوله:
-وسع من طريقنا يا شعفي الله يرضى عنك،احنا مش فضينلك.
لكن شفعي بيزعق فيه وبيقول بتهته وصعوبة ف الكلام:
-ما.. مالكش صالح انت يا.. يا عيسي يا بن سنية، انا جاي للشيخ شردي.
هنا شردي زغد عيسى ف ايده وقال:
-ما صبرك بالله يا عيسي!!.
قال كده وبعدها خرج المحفظة من سيالته وطلع فلوس منها عشان يديها لشفعي، بس شفعي رجع ايده الممدودة بالفلوس وهو بيقول:
-انا مش عايز فلوس يا شيخ، انا عايز العلاج اللي انت قولتلي عليه، انا.. انا تعبان.
-العلاج!!.. العلاج ايوة، حقك عليا يا شفعي بكرة هجبهولك بإذن المولى.
-بكرة!!
قال كلمته دي بضيق، بعدها لف وشه ومشي، كان بيشوح بايده وهو ماشى وبيبرطم بكلام مش مفهوم، حاول الشيخ شردي يرضيه لكنه رفض، ومع استعجال عيسى اتحرك شردي معاه للبيت، وهناك بتستقبلهم ام مريم بلهفة وهي بتقول:
-ساعدنا يا سيدنا الشيخ، ابوس ايدك أشفي بنتي.
-استغفر الله العظيم، حشاه لله يا ام مريم، الشافي هو الله والمساعد ربنا، استغفري ربك وشوفلنا مريم عشان ندخل لها.
-لا اعفيني يا سيدنا، انا مش هقدر ادخلها، انا اخر مرة دخلتلها هجمت عليا وكانت عايزة تاخد روحي.
-طيب خلاص، ادخل قدامي انت يا عيسي خلينا نشوفها.
وفعلًا عيسي بيفتح الباب على بنته ولما بيبص جوه بيشاور للشيخ شردي عشان يدخل، واللي لما بيدخل بيلاقي قدامه بنت قاعد ف زاوية الاوضة جسمها ضعيف وقليل اوي، وشها شاحب وتحت عينيها أسود، أما عنيها نفسها فكانت حمرا بلون الدم، وكأنها مانمتش من شهور، شعرها متنتف والموجود منه قليل، كمان جلابيتها مبقعة بقع حمرا، ولما حاول الشيخ شردي يفهم ايه سبب الدم ده، وقتها خد باله ان أيدها مجروحة ومكتوب عليها اسم غريب، "دماح"، ومع قربه منها بدأت تنتبهله وتبصله بصة كلها شر، بعدها قالت بصوت غير صوتها…
-أهلًا ب شردي الملعون.
- لو فيه حد ملعون هنا فأكيد هيكون انت.
-انا ملعون ف عالمنا وانت ملعون ف عالمكم.
-من غير لف ودوران وكلام ملوش لازمة، قولي انت مين ؟ وليه انتهتك حرمة الجسد ده؟
-انا "دماح "من قبيلة "راكش" أكيد انت فاكر كويس القبيلة دي وعمرك ما هتنساها، ما هو اللي عجز رجلك بالشكل ده كان واحد من عشيرتنا.
لما قاله كده.. الشيخ شردي بصله بغضب، لكنه كمل كلامه وقال:
-فلو مامشيتش دلوقتي، هعجزلك رجلك التانية، وهخليك تمشي تزحف على وشك.
هنا الشيخ شردي قرب من البنت ومع قربه منها قامت وقفت فجأة، بعدها صرخت ف وشه بصوت مرعب وقالت:
-بقولك ابعد عني احسنلك .
لكن الشيخ شردي ولا كأنه سامع حاجة، قرب منها اكتر و هنا البت حاولت تهجم عليه، لكنه حط ايده على راسها بسرعة وبدأ يقرأ عليها، ومع قريته البنت عينيها غربت وبقت بيضه بالكامل، كمان اسم "دماح" اللي كان محفور على ايديها، بدأ يخرج منه يخرج منه دم لونه اسود، ولما مرت ثواني وهو حاطط ايده على راسها وقف نزيف الدم ده، بعدها وقعت مريم فجأة على الأرض مغمى عليا، ومع كل اللي بيحصل ده عيسى كان واقف مبرق وميت ف جلده، بس لما بنته وقعت.. جري عليها وهو ملهوف:
-بنتي جرالها ايه يا عم الشيخ، طمني الله لا يسيئك؟
-متقلقش يا عيسى بنتك هتبقى كويسة، عايزك بس تنادي امها عشان تساعدك وتنقولها على سريرها.
وفعلًا بينادي عيسى على ام مريم، واللي بتدخل وعلى وشها حزن وحسرة على حال بنتها، وبعد ما بينقلوها لسريرها بيطلب الشيخ شردي من أم مريم تحكيله اللي حصل لبنتها من قبل ما يجرالها اللي جرى، وهل هي لاحظت اي حاجة ممكن تكون السبب ف اللي بيحصلها، ساعتها ام مريم بلعت ريقها وقالت :
-انا حاسه إن المراية هي السبب ف كل البلاوي دي، البت اخر فترة كانت بتقف سرحانه قصادها بالساعات، وانا لما كنت بشوفها بتعمل كده، كنت
بتزعق فيها واقولها:
-انتي مش هتبطلي وقفتك قدام المراية دي غير لما تتجنني أو يلبسك جن، اتحركي يا بت اقضيلك مصلحة بدل ما انتي واقفة كده.
-يلبسني جن!!، ايه اللي بتقوليه ده ياما، انت بتصدقي في الكلام؟!.
-اه بصدق في الكلام ده يا عين امك، ما هو اللي شوفته مع اللي ف سنك واللي اصغر منك يخليني اصدق و أبصم بالعشرة كمان.
-وهيكون ايه اللي حصل معاهم يعني؟
-مبحبش افسر ، ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم ..يلا من غير كلام كتير، ابعدي عن المرايه دي.
- حاضر ياما، رغم أني مش مصدقة ولا كلمة من اللي قولتيها.
-عَنك ماصدقتي، المهم تبعدي عن الهبابة دي، وانا من بكرة هشتري بياضات وهغطيها.
****
يومها مشيت من قدامي وهي مضايقة، بس انا رغم شكي وخوفي من وقفتها دي، كنت بحاول أطمن نفسي واقول طبيعي واحدة بحلاوة بنتي وجمالها، تبقى حابه تشوف نفسها دايمًا، بتمر الأيام على الوضع ده، لحد ما ف يوم دخلت عليها لقيتها واقفة نفس وقفتها قدام المراية، بس اللي كان غريب ومرعب ف نفس الوقت، هو أنها كانت ماده ايديها ناحية المراية و مدخلاها جواها، انا لما شوفت كده شهقت وانا بقول :
-انتي.. انتي بتعملي ايه؟
بصتلي وهي مبتسمة وقالت:
-دماح بيكتب اسمه على ايدي ياما.
الدم اتجمد ف عروقى لما قالت كده، ومع صدمتي لقيتها خرجت ايديها من جوه المراية وكان مكتوب عليها الاسم الملعون ده، ومن يومها وحالها اتقلب وحالنا كمان معاها، انا مبقتش عارفه ولا فاهمة ايه اللي بيحصل لنا، ده ف يوم كنت داخله عليها اوضتها عشان اقولها تيجي تتغدى معانا، وقتها لقيت جسمها مرمي على السرير زي المغمي عليها، وكان فيه تعبان اسود لافف حوالين ايديها الشمال، ودي نفس الايد المكتوب عليها الاسم الغريب ده، التعبان كان ضخم و لونه اسود وفيه شوك غريب وشكله مرعب على ضهره، كان غارز أنيابه في قلب اسم دماح ده وبيمص ف دمها، البت كان بيهرب من وشها الدم.. وبالتدريج بقى لونها شاحب زي الاموات، كنت حاسه ان بنتي خلاص بتروح مني، قربت منها بسرعة عشان ابعد عنها التعبان ده، لكن مع خطواتي ناحيتها قامت هي بجسمها فجأة وقعدت نص قاعدة، جسمها كان متخشب زي عرايس المسرح، ومع قعدتها فتحت عينيها وابتسمتلي ابتسامة مرعبة ومخيفة، ف الوقت ده التعبان فك نفسه من على ايديها وبدأ يزحف ناحيتي، اتفزعت ورجعت كام خطوة لورا، ولما بقيت عند باب الاوضة لقيت ايد بتتحط على كتفي، شهقت من الخضة، ووقت ما بصيت ورايا لقيت بنتي مريم ف وشي وبتقولي:
- احنا فضلنا مستنينك انا وأبويا على الاكل لحد ما برد ياما.
برقتلها من الصدمة وبسرعة رجعت بصيت جوه الاوضة، بس لما عملت كده ريقي نشف ف حلقي لأني ملقتهاش.. البت اختفت هي والتعبان، مكنتش قادرة انطق، بس رجعت ايد مريم من تاني تهزني ف كتفي وهي بتقول:
-انتي مالك ياما!! فيكي حاجة؟
رديت عليها برعب:
-انتي.. انتي مين؟.
-سلامة نظرك ياما.. انا بنتك.
ف اللحظة زقتها بعيد عني وانا بصرخ وبستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، عيسى لما سمع صراخي جه وهو مش فاهم فيه ايه، حاول يهديني عشان يفهم ايه اللي حصل، بس انا مكنتش ملمومة على اعصابي، ولساني كان مكتف ومش قادرة احكي، وبعد شوية ولما هديت حكيت اللي حصل وطبعًا عيسي مصدقش ولا كلمة من اللي قولتها، وقالي إن مريم كانت ف الحمام، ولما خرجت قعدت جنبه ع الاكل، فضلوا مستنيني.. ولما اتاخرت عليهم قال للبت تقوم تشوف انا فين، قعدت احلفله ميت يمين أني شوفت مريم جوه الاوضة بشكلها المرعب ده بس هو مصدقنيش، وقالي إن أكيد كان بيتهيألي، سِكت وحاولت اصدق كلامه وقولت يمكن كان بيتهيئلي فعلا، ما انا مكنش قدام حل تاني، لكن بعد عدى كام يوم على اللي حصل ده، لقيت مريم واقفة قدام البوتجاز والغريب انها كانت حاطة ايديها الاتنين جوه حلة مليانة ماية ومحطوطة على النار، الماية كانت بتغلي والبت ايديها كانت بتتحرق.. حاولت اسحب ايديها من الماية وانا بصرخ فيها عشان تخرجها، تعبتي لحد ما سمعت كلامي وخرجت ايديها واللي كانت شبه متشوهة، جريت بسرعة اجيبلها أي حاجه أهدى بيها الحرق، ولما رجعتلها بمعجون السنان لقيت عيسى واقف معاها وبيسالني انا بصراخ ليه، كنت لسه هرد عليه لمحت ايد مريم اللي رجعت سليمة بقدرة قادر، كنت هتجنن من اللي بيحصل واللي بشوفه، وفضلت الحاجات دي مستمرة وكل مرة اطلع بيتهألي قدام عيسى، الراجل مبقاش بيصدقني ف اي كلمة بقولها، كان شايفني اتجنت خلاص وكان بيقولهالي ف وشي، لحد ما حصلت الكارثة اللي قلبت الدنيا على دماغنا، وصدق عيسى كل كلمة قولتها.
استنى الشيخ شردي ام مريم تكمل كلامها لكنها فضلت ساكتة، ف قالها :
-كملي يا ام مريم ايه اللي حصل؟.
-عيسى يكملك و يقولك اللي شافه بعينه.
لف الشيخ شردي وشه وبص لعيسى وقاله :
-احكي يا عيسى اللي شوفته.
-ف الحقيقة انا فضلت مكدبها ف كل اللي بتقوله، لحد ما ف يوم صحيت من النوم على صوت دق هون، الصوت كان عالي جدا، ولان الهون له رنة معينة وقوية ف نفس الوقت.. فميزت صوته، بصيت على ام مريم لقيتها نايمة ف سابع نومه، قومت من مكاني وخرجت من الاوضة واتحركت ناحية الصوت، واللي كان جاي من أوضة بنتي مريم، قربت من الباب وفتحته وصوت الخبط لسه شغال، وجوه الاوضة لقيت بنتي قاعدة مربعة على الأرض، الاوضة كانت مضلمة الا من نور تلت شموع منورين حواليها، كان ف ايديها هون وعلى حجرها لفه سوده جواها عيل صغير، وده على أد ما عرفت اشوف وسط نور الشموع الضعيف، البت جسمها كان بيتهز وهي بتضرب الهون وبتقول بصوت مرعب :
-حلقاتك، برحلاتك، بكرة تكبر وسط اخواتك.
كانت بتقول آخر جملة وهي مبتسمة، وبتهز راسها رايح جاي بقوة زي المجاذيب، قربت منها وسألتها :
-انتي بتعملي ايه يا بت ؟
-بعمل سبوع لابني.
-ابنك من مين يا بنت المخبولة؟.
- من دماح.
لما قالت كده، مديت ايدي وشديت اللفة اللي على رجلها، ولما عملت كده وقعت الحاجة اللي كانت جوه اللفة على الأرض، كانت عروسة لعبة، وقتها هي بصتلي بغضب وملامحها اتبدلت لشيطان، بلعت ريقي وانا بحاول اقرأ أي آيه من السور اللي انا حافظها، لكنها اتمسحت من راسي فجأة، بعد كده لقيتها نطقت بصوت غير صوتها وقالت:
-اطلع بره بدل ما أذيك.
سمعت كلامها وخرجت وانا مرعوب، رجعت اوضتي ومبقتش عارف اعمل ايه، شوية ورجع تاني صوت دق الهون، وصوت همسها بكلام غريب، صحيت الولية، ولما صحيت سألتها عن سبب اللي بنتها بتعمله، بس هي ردت عليا رد خلاني كنت عايز اولع ف اللي جابوها :
-وبتسأل مراتك المجنونة ليه، ماتروح تسألها انت يا سيد العاقلين يمكن تقولك.
بصتلها بقرف وفضلت متكتف مكاني من غير حبال، لا قادر اتحرك ولا عارف ارتاح لحد ما جه وقت اذان الفجر، ساعتها بس هي سكتت، استنيت شوية ولما دوست على خوفي قومت عشان اطمن عليها، بس لما بقيت قدام اوضتها و بصيت جواها اتصدمت، وده لانها مكنتش موجودة.. البت اختفت، خرجت ادور عليها زي المجنون حوالين البيت وف كل شوارع البلد.. لكن مكنش ليها أثر، ولما تعبت من التدوير و رجعت البيت لقيتها نايمة ف سريرها ومتغطية وشكلها طبيعي جدا، مكنتش عارف ايه معنى اللي حصل ده، ولما دخلت لام مريم وسألتها البت رجعت امتى؟، قالتلي انها من الخوف متحركتش من مكانها من وقت ما خرجت ومتعرفش اي حاجة، ومن وقتها وعدت الايام علينا صعبة بس كانت بتعدي، لكن كلام بنتي ف الفترة دي كان كتير عن دماح ده، وانها راحت معاه وخلاص هو اتجوزها تحت الارض، مكنش بحط كلامها ف دماغي وكنت بقول البت بتخطرف بالكلام لانها تعبانة، لكن لما بدأت تظهر عليها اعراض الحمل وبطنها بدأت تكبر، الشك دخل قلبي.. خدتها وكشفت عليها، وساعتها عرفت أن البت مش بكر وكمان حامل، من الصدمة مبقتش عارف اتصرف ازاي، ولما سألتها الواد ده يبقى ابن مين؟ قالتلي ابن دماح، مكنتش عارف اعمل ايه؟! اقتلها واخلص من عارها.. البت عرضها راح وحطت راسنا ف الوحل، مكنتش مستوعب كلامها.. ومبقتش عارف هو ده ممكن يحصل فعلًا، فبالله عليك يا سيدنا الشيخ جاوبني، هو ممكن حد من اللهم احفظنا يخلى بنتي حبلة؟.
