رواية الشيخ شردي الفصل الرابع4بقلم سيد مصطفي


رواية الشيخ شردي
 الفصل الرابع4بقلم سيد مصطفي





لكن لما بدأت تظهر عليها اعراض الحمل وبطنها بدأت تكبر، الشك دخل قلبي.. خدتها وكشفت عليها، وساعتها عرفت أن البت مش بكر وكمان حامل، من الصدمة مبقتش عارف اتصرف ازاي، ولما سألتها الواد ده يبقى ابن مين؟ قالتلي ابن دماح، مكنتش عارف اعمل ايه؟! اقتلها واخلص من عارها.. البت عرضها راح وحطت راسنا ف الوحل، مكنتش مستوعب كلامها.. ومبقتش عارف هو ده ممكن يحصل فعلًا، فبالله عليك يا سيدنا الشيخ جاوبني، هو ممكن حد من اللهم احفظنا يخلى بنتي حبلة؟.
-بنتك مأذية أذى كبير يا عيسى، وإجابة السؤال ده مش سهلة، وانا مش هقدر اقول اي كلام قبل ما اتأكد بنفسي، وده مش هيحصل الا مع تكرار الجلسات، الجن اللي معاها جن طيار ولما حاولت استجوبه هرب، ف بإذن الله الجلسة الجاية ربنا يقدرني واقدر اساعدها واساعدكم.

بيمشي الشيخ شردي من البيت  وسط شكر عيسى و على وعد أنه يجيله مرة تانية، بيتسند شردي على عجازه وبيخرج للشارع وبعدها بيتحرك على بيته

**************
وف وسط البلد كان ماشي شفعي بيدق بالزلطة على الصفيحة وبيقول، بس الغريب المرادي أنه مكنش بيتهته زي عادته، ده كان بيتكلم بلسان فصيح:
-سلسلوا الشياطين قبل ما  تسلسلكم يا أهل البلد، تعابين دخلت بيتوكم وهيعششوا فيها، 
سلسلوا الشياطين قبل ما تسلسلكم يا أهل البلد، تعابين دخلت بيتوكم وهيعششوا فيها.

وفضل يعيد ويزيد ف الجملة دي من غير ما يوقف لحد ما وصل للسوق، وهناك بدأ شوية من أصحاب الدكاكين يزعقوله عشان يسكت، لان صوت الخبط على الصفيحة كان عالي ومزعج بالنسبة لهم، بس شفعي كان مكمل ومسمعش لحد فيهم، فضل ماشي لحد ما وصل عند محل الفاكهة بتاع الحاج جارحي ووقف عنده، واللي كان واقف فيه ولاده الاتنين.. عربي وسلامة والشيطان كان حاضر بينهم، ماهما الاتنين كانوا بيتخانقوا خناقة كبيرة، ومع صوت دق وخبط شفعي اللي كان واقف يتفرج عليهم، بصله عربي بضيق وشخط فيه عشان يوقف دق ويبطل وجع راس، لكن شفعي فضل واقف متنح وباصص جوه المحل ومكمل خبط، شفعي ف الوقت ده ماكنش باصص عليهم، هو كان باصص لحاجة محدش شايفها، هنا عربي ساب اخوه وراح على شفعي وهو متعصب، ولما بقى قدامه شد من ايده الصفيحة ورماها على الارض، بعدها خد من ايده الزلطة وبكل غل ضربه بيها ف رجله، شفعي من قوة الضربة وقع على الأرض وهو بيصرخ من الوجع، لكن عربي مسكتش.. ده ضربه برجله ف بطنه وهو بيقوله:
- عشان تبقى تسمع الكلام بعد كده يا ابن العبيطة.
بسرعة جري عليهم سلامة وهو بيقول لأخوه:
-حرام عليك يا أخي، انت ايه قلبك اتنزعت منه الرحمة، مانت عارف اللي صابه من يوم ما لقى بنته ميته بعد ما اغتصبوها ولاد الحرام.
-بلا ولاد حرام بلا ولاد كلب، انا ماليش صالح بالكلام الفاضي ده، المهم دلوقت تخلصني من شراكتك السودة دي وتديني حقي، والا يمين بعظيم هقلبها خراب.
وقتها بيتعدل شفعي ف قعدته وهو بيقول بتهته  :
-هت.. هتتحرق ف نار جهنم يا عربي، عش.. عشان أنت شيطان من الشياطين.
-انا شيطان يا ابن…
انكمش شفعي ف نفسه وهو خايف، وقبل ما يتعرضله عربي  بيقف سلامة بسرعة قصاده وبيزقه عشان يبعده عنه:
-ايه  يا عربي!!.. انت هتفتري على الراجل الغلبان؟!.
-يبقى تخليه يخرس بدل ما اندمه على عمره.
-خلاص امشي انت وانا هسكته، ربنا يهديك لنفسك يا اخي.

بيمشي عربي وهو بيوعد أخوه أنه لو مخدتش حقه هيعمل اللي مش هيرضيه، ورغم أن عربي ربنا صارف له صحة.. بس هو كان مفتري ومخه تخين، كان عايز يفك الشراكة مع اخوه ويبيع محل ابوه، وده كان هيخسرهم تجارتهم، قصر الكلام، وقتها سلامة بيقرب من شفعي وبيطبطب عليه، وبيديله ثمرتين فاكهة من فرشة المحل، كان بيحاول يرضيه، لكن شفعي بصله بقوة وقاله:
- اخوك معاه شيطان ملعون هو اللي بيحركه، الحق سلسلهُ هو وشيطانه لانه ناوي على موتك.

شفعي قال كده وقام وقف، اما سلامة فسرح ف كلام شفعي وتاه ف معناه،  بعدها مشي شفعي بين الناس وهو بياكل من الفاكهة اللي خدها، ومع اكله كان بيخبط بالزلطة وبيعيد نفس الجملة:
-سلسلوا الشياطين قبل ما تسلسلكم يا اهل البلد، تعابين دخلت بيوتكم وهيعششوا فيها.

بيمر اليوم بسرعة ولما الليل بيرمي شباكه على البلد،  بيسمعوا الناس صراخ جاي من بيت الحاج جارحي، ولما كام واحد من أهل البلد بيدخلوا البيت، بيلاقوا واحدة بتصرخ وهي بتشاور على عربي اللي كان واقف مبرق وف ايده سكينة غرقانة دم، حاولوا يمسكوه ويكتفوه لكن الموضوع كان صعب لان عربي عفي، ده غير انه ف الوقت ده كان فيه قوة عشر رجالة، بس مع محاولتهم وكترة عددهم قدروا عليه وخدوا منه السكينة، وف الوقت اللي كان فيه الكل مشغول مع عربي، واحد من اللي واقفين بص جوه شقة سلامة واللي كانت مفتوحة، وهناك لقى سلامة مرمي على الارض وسايح ف دمه، بلغ الراجل ده باقي الناس باللي شافه، فدخل كام واحد شالوه وودوه بسرعة على المستوصف، وهناك الدكاترة لحقوه قبل ما يروح فيها، ولما فاق سلامة حكي ان اخوه جاله بالليل ومكنش طبيعي، وبعد ما دخله شقته، وقبل ما يفهم منه  ايه اللي جراله ومخليه شكله غريب كده، عربي طلع سكينة كان مخبيها ف هدومه وضربه بيها، سلامة حكي كمان عن اللي قالهوله شفعي، وأكده للناس ان اخوه عمل كده وهو مش ف وعيه، ورفض أن حد يسلمه  للنقطة، بينتشر الكلام ده بين الناس وبيوصل للشيخ شردي، الشيخ شردي اللي بياخد بعضه وبيطلع على بيت الحاج جارحي، وده البيت اللي عربي متكتف فيه، طبعًا مع دخول الشيخ شردي وهو بيرمي السلام ع الموجودين.. الكل بيوسعله، وقتها شردي بيقرب من عربي وبيركز ف ملامحه، بعدها بيمهس ف ودنه بكلام، ومع همسه عربي بيبرق عينيه.. بعد كده بيحط شردي ايده على راسه وبيبدأ يقرأ، وبعد ما بيخلص قراءة.. عربي بيهدي وبيرجع لطبيعته، ولما بيفوق لنفسه بيقول:
-انا ايه اللي كتفني كده، وانتوا ملمومين حواليا كده ليه؟.
-انت مش عارف انت عملت ايه؟

قالها الشيخ شردي وهو مركز مع ملامح عربي اللي اتبدلت.
-لا يا عم الشيخ انا مش فاكر حاجة والله.
-انت ضربت اخوك بالسكينة وكنت هيموته. 
-انا!! محصلش، انا عمري ما اعمل حاجة زي دي ف اخويا.
-لا حصل، عموما انا هخليهم يفكوك دلوقت، لان اللي عليك انا خلصت منك ولله الحمد.
- طيب طمني على سلامة، هو كويس ؟
-اه كويس، يلا يا رجالة فكوه عشان يروح يطمن على اخوه.

وفعلا الرجالة بيفكوه وهما بيشكروا الشيخ شردي لانه ساعده، أما عربي فعلى طول بيطلع على المستشفى عشان يطمن على اخوه سلامة، بعدها كل حي بيروح لحاله، بتمر الليلة دي، ومع طلوع الشمس الكل بيشوف مصالحه، اللي بييع واللي بيشتري والحال ماشي، أما عيسى فطلع على بيت الشيخ شردي، وهناك بيفضل يخبط على بابه، ولما الشيخ شردي بيفتحله، عيسى بيقول بلهفه:
-مريم اختفت ومش لاقينها يا مولانا.
-ازاي يعني!! فهمني ده حصل ازاي؟
-لما دخلت اطمن عليها زي عوايدي ملقتهاش ف اوضتها، بس لقيت الورقة دي موجودة على سريرها، وانت خابر اني مابعرفش استقرأ، فجيتلك عشان تفهمني.
بياخد شردي الورقة من عيسى، ولما بيفتحها بيلاقي مكتوب فيها،
"انا روحت مع دماح يابا ف
متدورش عليا لانك مش هتلاقيني"، بعد ما بيبلغه بالمكتوب ف الورقة، عيسى بيبصله بصدمة وبيقول:
-يا ليلة سوخه يا ولاد، يعني الجن ده خد مريم معاه تحت الارض، وانا مش هشوف بنتي تاني.
-اهدى يا عيسى كل عقدة وليها حل، متقلقش انا هتصرف وهرجعهالك.
-هترجعهالي ازاي بس!! دي بتقول مدورش عليها، البت راحت مني خلاص.

ووسط اللي بيحصل ده كله انتشر خبر القبض على عربي، عربي اللي حاول يقتل اخوه للمرة التانية، حاول يشيل عنه  وهو ف العناية المركزة.
-معلش لو هقطعك يا عم الحاج، بس هو مش الشيخ شردي قال إن عربي خف خلاص وصرف اللي عليه.
-صبرك بالله يا ولدي، متستعجلش، دلوقت هتفهم كل حاجة، المهم، مع أذان الضهر الكل بيدخل للصلاة، أما عيسى وشردي ف كانوا لسه واقفين نفس وقفتهم، ومن وسط الناس اللي داخله بتصلي بيظهر  شفعي، شفعي اللي بيقرب من شردي وهو بيقول:
-انت.. انت مش شيخ انت شيطان من الشياطين.
-انت بتقول ايه يا شفعي، انت اتجننت، ازاي تقول كده على مولانا؟.
-مو.. مولانا ده هو اللي قتل بنتك مريم يا عيسى.


                    الفصل الخامس من هنا

تعليقات



<>