رواية الشيخ شردي الفصل الخامس5بقلم سيد مصطفي


رواية الشيخ شردي 
الفصل الخامس5بقلم سيد مصطفي





معلش لو هقطعك يا عم الحاج، بس هو مش الشيخ شردي قال إن عربي خف خلاص وصرف اللي عليه.
-صبرك بالله يا ولدي، متستعجلش، دلوقت هتفهم كل حاجة، المهم، مع أذان الضهر الكل بيدخل للصلاة، أما عيسى وشردي ف كانوا لسه واقفين نفس وقفتهم، ومن وسط الناس اللي داخله بتصلي بيظهر  شفعي، شفعي اللي بيقرب من شردي وهو بيقول:
-انت.. انت مش شيخ انت شيطان من الشياطين.
-انت بتقول ايه يا شفعي، انت اتجننت، ازاي تقول كده على مولانا؟.
-مو.. مولانا ده هو اللي قتل بنتك مريم يا عيسى.
- قتل مريم!!
بمجرد ما عيسى بيخلص كلمته، شردي بيرفع عجازه وبيضرب بيه شفعي ضربه قوية على راسه، وف لحظة الدم بيغرق وش شفعي وبيقع على الأرض، ووسط اللي بيحصل ده عيسى بياخد باله من حاجة غريبة، وهي أن بين صوابع ايد شردي اليمين، فيه كتابات غريبة تشبه الطلاسم، وف اللحظة اللي كان بيستوعب فيها عيسى اللي شافه، بيلاقي عكاز شردي بيترفع تاني وهينزل على راسه هو كمان، لكن عيسى بيتفادى الضربة وبيمسك العكاز بقوة، هنا شردي حس أنه هو الأضعف فسابله العكاز، وف لمح البصر بيدخل شردي البيت وبيقفل على نفسه، ف الوقت ده عيسى بينادي على رجالة البلد اللي داخلين للصلاة، بيتجمعوا وبعد ما بيفهمهم بسرعة اللي حصل، بيطلب منهم يكسروا معاه الباب، وفعلا بيكسروه، بعدها بيدخلوا ومع تدوريهم على شردي بتكون الصدمة، لانهم  مبيلقوش ليه اي أثر، شردي كأنه فص ملح وداب، ومع حيرتهم واحد من الواقفين قال إنه اكيد هرب من واحد من الشبابيك اللي ف ضهر البيت، طبعًا ف الوقت ده الكل بيخرج واولهم عيسى، عيسى اللي بيروح  على شفعي عشان يفهم منه اللي حصل مع مريم، لكن شفعي كان شبه فاقد الوعي، بينقلوه على المستوصف وهناك وبعد ما بيفوق بيبدأ يحكي اللي شافه، وهو أنه امبارح على بعد الفجر بشوية شاف شردي خارج من بيته ورايح ناحية طريق المقابر، ولان شفعي كان شاكك ف أمره فمشي وراه، ولو هتسألني هو كان شاكك فيه ليه؟ فهقولك على إجابة السؤال ده قدام شوية، المهم أن شفعي فضل مراقب شردي لحد ما دخل المقابر، وهناك قابل حامد ابن اخت العمدة، كمان كانت هناك مريم.. ولما وقفوا التلاتة مع بعض، وقتها شردي وجه كلامه لحامد وقال :
-يلا خلينا نخلص منها بسرعة، الموضوع خلاص ريحته فاحت.
-قبل ما نخلص عليها، سيبني معاها مرة اخيرة، واهي تبقى الوداع الاخير 
-انت ايه معندكش دم، مش مكفيك الورطة السودة اللي انت ورطني معاك فيها.
-ما هو كله بتمنه ياشردي، وانت مش واخد قليل.
بيسكت شردي لثواني.. بعدها بيقول:
-طب خلص اللي هتهببه بسرعة قبل ما حد يشوفنا.
حركه حامد راسه بالموافقة، بعدها بص لمريم وقرب منها بشهوة الحيوانات، قطع ف هدومها وهي مستسلمة خالص، كانت زي المسحورة، واقفة مش واعيه لاي حاجة بتحصلها، وبعد ما خلص الكلب ده اللي بيعمله، قرب منه شردي واداله سكينة كانت معاه، وقتها حامد دبح البت الغلبانة بدم بارد ودفنوها بسرعة، لكن ف الوقت ده بيظهر من بين شواهد القبور هو، عباس التربي، عباس اللي كان اوسخ من الجوز اللي واقفين، لانه بعد ما اكتشف اللي الملاعين 
 دول عملوه، طلب من حامد يدفعله تمن سكوته، لانه لو ماخدش اللي هو عايزه لسانه هيدلدق بالكلام، وفعلا حامد  بيدفعله مبلغ محترم وعباس بيداري اثر اللي عملوه وبيساوي الأرض كويس مكان الحفر، خلص المجرمين دول جريمتهم وهما فاكرين ان محدش شايفهم، لكن هيروحوا فين من ربك اللي لا بيغفل ولا ينام، وقتها شفعي لما شاف كل اللي حصل ده، دخل ف حالة صعبة جدًا، وده لانه افتكر اللي حصل لبنته، وعليها مقدرش ينطق ولا يتحرك من مكانه، كان نفسه يدافع عن مريم بس الصدمة شلته، ولما عدى الوقت وطلع النهار وبعد ما شفعي قدر يتخلص من آثر صدمة اللي شافه، راح على شردي وحصل اللي انا حكيتهولك، طبعًا بعد ما عرف عيسى ومعاه كل أهل البلد باللي حصل ده، كلهم طلعوا على عباس التربي، واللي من اول قلم  اعترف على طول بكل حاجة حصلت ودلهم على المكان اللي ادفنت فيه مريم، وبعد ما اتاكدوا أهل البلد أن كلام شفعي مظبوط، لان كان فيه جزء منهم بيشكك ف كلامه وشايفين أنه مخبول وبيقول اي كلام وخلاص، وقتها بيتحركوا على دوار العمدة، واللي لما بيسمع الحكاية من عيسى وأهل البلد بيبعت يجيب ابن اخته، ووقت ما بيحضر حامد وبعد الضغط عليه باعتراف عباس وشهادة شفعي، بيعترف بكل حاجة وبيقول على الخطة اللي نفذها هو وشردي الدجال واللي ما تجيش ف بال الشياطين.
-انا مش فاهم حاجة هو اللي كان معاه ده هو شردي الدجال ولا الشيخ شردي ولا هما الاتنين واحد؟
-هما اتنين مش واحد يا ولدي، بس توأم، نفس الشكل ونفس الهيئة بالظبط.
-توأم!! طب ممكن توضحلي اكتر  عشان افهم.
-عشان تفهم اللي حصل كله هجيبلك الحكاية من البداية، من وقت ما خلف شردي الدسوقي الكبير ولدين توأم، احمد ومحمد، ومن بعدهم بنت، هسيب دلوقتي البنت واللي اسمها فايزة لان هيجي دورها بعدين، وخلينا دلوقت ف الولدين احمد ومحمد، اللي لما بيكبروا كل واحد منهم بياخد طريق، واحد خد طريق ربنا ومشي فيه، والتاني خد طريق الشيطان وبقى واحد من أعوانه، احمد اتعلم السحر وبقى متمكن فيه، كان من الملاعين اللي بيقدروا يحركوا الشياطين ف أذية الناس وكله بتمنه، ما هو كان حابب الدنيا وغرقان ف بحر شهواتها، أما محمد فكان تقي، صالح، بيحب مساعدة الناس، وبيسعى ف الخير دايمًا، ف الاتنين كانوا عكس بعض ف كل حاجة، وعلى خلاف دايم مع بعض، وده بسبب شغل احمد ف السحر والشعوذة، واللي لما كان حد بيطلب منه عمل أو سحر كان بيعملوله طالما هيدفع، بس محمد كان بيحاربه طول الوقت وبيفسد اعماله وسحره بكلام ربنا، وطبعًا ده زود الخلاف والعداوة بينهم، وبسببه بيسيب محمد شردي البلد، وبيجي على بلدنا هنا، أما احمد شردي فبيفضل هو وأخته ف بلدهم واللي هي ف نفس المحافظة بس ف قرية تانية، المهم الايام بتمر والزمن بيمحى اسمائهم والاتنين بيبقى شهرتهم ف البلد اللي قاعدين فيها شردي، واحد الشيخ شردي والتاني شردي الدجال، شردي الدجال اللي  كان بيقدر يكشف عن الاثار أو الكنوز اللي ف باطن الأرض عن طريق طلاسم وتعويذة ومنديل، الطلاسم كان كاتبها بين صوابع ايده، اما المنديل فكان بيرمي عليه تعويذة سحرية معينة، وعن طريقه كان بيقدر  يعرف المكان لو فيه دفينه أو كنز فرعوني، وده كان بيحصل لما بيدخل المكان وبيلف فيه والمنديل في ايده، المنديل بيكون ابيض فاضي من أي كتابات، ولما بيخرج شردي من المكان بيفتحه وبيبص فيه، ف لو لسه فاضي زي ما هو، يبقى المكان مفيهوش كنوز، ولو لقى  مكتوب عليه نفس الطلاسم المكتوبة بين صوابعه يبقى المكان مليان كنوز وخير، ومن ضمن الاماكن اللي كان فيها خير، هو محل الحاج جارحي، اللي لما دخله شردي، ورمى التعويذة وقتها وقال ..
"سفليا وعلويا, ناريا وترابيا ومائيا, سحابيا ورياحيا, برا وغيما, بحق ما اقسمت به عليكم يا خدام الارض, اطيعوا واستجيبو لي فالحال"
بعدها لقا المنديل مكتوب عليه نفس الطلاسم، ومن وقتها بلغ حامد ان محل الحاج جارحي مبني على كنز كبير، طبعًا حامد اول ما عرف الخبر ده، جري على ولاد الحاج جارحي، واللي هما عربي وسلامة، وهناك عرض عليهم مبلغ كبير عشان يسيبوا المحل، لكنهم رفضوا عرضه وفضلوا متمسكين بمحل ابوهم، ومن هنا اتفق حامد مع شردي، أنه يعمل عمل سفلي قوي لعربي، واللي بيه عربي يقتل اخوه، وبكده يبقوا خلصوا من الاتنين، واحد يتقتل والتاني يتسجن، ووقتها يبقى سهل عليهم ياخدوا المحل، ولما محاولتهم الاولي فشلت وربنا نجى سلامة، حاولوا مرة تانية، وده حصل لما راح شردي لعربي وقت ما كان متكتف، وساعتها همسله ف ودنه أن سلامة اخوه لسه مماتش وان مهمته لسه منتهتش، وبمجرد ما قاله كده عربي مَثل أنه بقى كويس واللي عليه اتصرف، بعدها سمحوله أهل البلد انه يروح يطمن على اخوه، وهناك حاول يموته للمرة التانية، بس ربك مكنش رايد لسلامة الموت، أما مريم فكانت عاجبه حامد وداخله دماغه، ولما حاول يقرب منها البت صدته، وده خلاه يطلب من شردي يعملها عمل هي كمان، والملعون مكدبش خبر، عمل لمريم عمل قوي ربط فيه قرين حامد بقرين مريم، ومن وقتها البت حالها اتقلب، ولان يا ولدي قرين الشخص بيكون نفس اسمك بس معكوس زي ما الدجالين بيقولوا، فقرين حامد واللي اسمه دماح مربوط ب مريم وبقت بتردده اسمه دايمًا، وتحت تأثير السحر الخبيث ده البنية سلمت نفسها لحامد وبقت حامل منه كمان، ومع كل اللي كان بيحصل ده عيسى كان بيجيب مشايخ كتير لبنته عشان يعرف اللي صابها، لكن محدش كان بيقدر يفهم ايه سبب اللي بيحصلها، بس لما عيسى عرف ان بنته حامل، ساعتها قال لمراته أنه هيروح للشيخ شردي من صباح ربنا، وقتها خادم السحر بيبلغ شردي بالخبر ده واللي ناوي عليه عيسى، طبعًا شردي اول ما بيعرف بيبلغ حامد باللي هيحصل، وبيقوله أن الشيخ شردي لو راح لمريم هيكشفهم وهيفك السحر، وفهمه إنهم لازم يتصرفوا بسرعة، وكان تصرفهم وخطتهم وقتها انهم يخطفوا الشيخ، وشردي الدجال يحل محله، وده اللي حصل فعلًا خطفوا الشيخ شردي وحجزوه ف هنجر أو مخزن تبع حامد واخوه الدجال بقى مكانه.
-تمام كده انا فهمت، بس انت مقولتليش هو ليه شفعي شك ف شردي من البداية؟
-ما هو لما طلب شفعي من الشيخ شردي العلاج اللي قاله عليه، لقاه جايبله مرهم للعضم، مع انه كان قايله أنه هيحيبله منوم، لانه مبينمش وبيفضل يخبط بالزلطة طول الليل جنب بيت الشيخ، ولأن الشيخ شردي كان بيفضل يقرأ قرآن لحد صلاة الفجر، ف فمرة من المرات خرج ل شفعي وهو مضايق وساعتها قاله :
-هو انت مبتمنش خالص يا شفعي؟ صدعتي وبسببك مبقتش عارف اركز ف كلام ربنا.

-حق.. حقك عليا يا عم الشيخ ، أص..أصل انا بقالي كام يوم مش عارف انام.

-طيب انا هجيبلك بكرة منوم من دكتور الوحدة، واهو منه ريحك وتنام، وريحني انا كمان من الصداع ده، واه صحيح انا عندي حتتين لحمة يستاهلوا بوقك، هدخل اجيبهملك مع رغفين واجي، خليك هنا ماتتحركش.

لما قال الشيخ شردي كده هز شفعي راسه بفرحة، شوية وخرجله ومعاه اللحمة والرغفين واداهم لشفعي، شفعي اللي كَل بشراهة وهو بيدعله بالصحة والستر، ومن هنا ومن وقت ما خد شفعي من شردي الدجال المرهم وهو شاكك فيه، ده غير أنه لما كان بيقعد عند بيته مكنش بيسمع صوته وهو بيقرأ قرآن زي عادته، كمان الشيخ شردي كان دايما بيسند على عجازه بايده الشمال أما شردي الدجال فكان بيسند على العكاز بايده اليمين ودي حاجة محدش خد باله منها غير شفعي، ولو هتقولي ازاي يعني هيركز ف كل التفاصيل دي وهو عبيط، هقولك شفعي ف الأساس مكنش عبيط، ده كان راجل عاقل ومخه يوزن بلد، بس هي الدنيا جت عليه.. بس جت بزيادة، ماهو من بعد موت بنته بالطريقة الصعبة دي، وبدأ يظهر عليه التعب والمرض، لكن مراته  مستحملتش وضعه ده واطلقت منه، وده بعد ما خدت اللي وراه واللي قدامه، حتى البيت خدته ورمته ف الشارع، وده بعد ما اتفقت مع محامي معندوش لا ذمة ولا ضمير، وقدرت بمساعدته تمضي جوزها على كل املاكه بيع وشراء، الأرض والبيت وبعدها اتجوزت المحامي ده وهجت من البلد، ومن يومها وهو على حاله ده، المهم أنه ف يوم من الأيام ومع خروج شردي الدجال من البيت واللي كان  قبل صلاة الفجر بشوية، مشي وراه شفعي من غير ما شردي يحس، وهناك شاف اللي عملوه ف مريم الله يرحمها، وبعد ما بيعترف حامد بكل التفاصيل دي بيسلموه للبوليس، بعدها بيروحوا لمكان الشيخ شردي بعد ما بيدلهم عليه حامد وبيخرجوه، ووقتها بيقدر يفك الشيخ شردي السحر اللي كان معمول لعربي وبيرجع لطبيعته، أما شردي الدجال فأهل البلد بيروحوا للقرية اللي هو موجود فيها وبيولعوا ف بيته وهو جواه.
-طب معلش يا عم الحاج متاخذنيش يعني، هو انت عرفت منين كل التفاصيل دي؟، المفروض ان محدش يعرف التفاصيل دي غير شفعي والشيخ شردي نفسه.
-ماهو انا ابقى الشيخ شردي بشحمه ولحمه.
- ياااه، انت الشيخ شردي!!
-ايوة يا ولدي.
سكت سعيد لثواني بيحاول يعقل كلامه وبعدها قاله:
-تمام.. بس انا كنت عندي سؤال محيرني هما ليه اهل البلد لما سألتهم عنك مادلونيش عليك على طول؟.
- لانك جاي تسال على شردي مش الشيخ شردي، والفرق كبير بينهم، وأهل البلد كلهم عارفين ده، ف بيفهموا من سؤالك انك تقصد شردي الدجال مش الشيخ، وأكيد جاي وقاصد شر وأذى.. فلو حد منهم عارفك أن شردي مات فاكيد انت ف الوقت ده هتروح تدور على دجال تاني، عشان كده سابوك تايه ومساعدوكش بأي معلومة، ودلوقت بعد ما عرفت القصة كلها، انت كنت جاي تسأل على مين فيهم؟
-والله مانا عارف، اه انا جاي اسأل على سحر شردي الدسوقي.
-سحر تبقى بنت اخويا وهي الوحيدة اللي سمحولها أهل البلد انها تخرج من البيت مع عمتها فايزة، وده قبل ما يولعوا فيه وشردي جواه.



                  الفصل السادس من هنا

تعليقات



<>