رواية الشيخ شردي
الفصل السادس6بقلم سيد مصطفي
-طب معلش يا عم الحاج متاخذنيش يعني، هو انت عرفت منين كل التفاصيل دي؟، المفروض ان محدش يعرفها غير شفعي والشيخ شردي نفسه.
-ماهو انا ابقى الشيخ شردي بشحمه ولحمه.
- ياااه، انت الشيخ شردي!!
-ايوة يا ولدي.
سكت سعيد لثواني بيحاول يعقل كلامه وبعدها قاله:
-بس انا كان عندي سؤال محيرني هما ليه اهل البلد لما سألتهم عنك مادلونيش عليك على طول؟.
- لانك جاي تسال على شردي مش الشيخ شردي، والفرق كبير بينهم، وأهل البلد كلهم عارفين ده، ف بيفهموا من سؤالك انك تقصد شردي الدجال مش الشيخ، وأكيد جاي وقاصد شر وأذى.. فلو حد منهم عارفك أن شردي مات فاكيد انت هتروح تدور على دجال تاني، عشان كده سابوك تايه ومساعدوكش بأي معلومة، ودلوقت بعد ما عرفت القصة كلها، انت كنت جاي تسأل على مين فيهم؟
- والله ما عارف يا عم الحج، بس انا جاي اسأل على سحر شردي الدسوقي.
-سحر تبقى بنت اخويا وهي الوحيدة اللي أهل البلد سمحولها انها تخرج من البيت مع عمتها فايزة، وده قبل ما يولعوا ف بيته وشردي جواه.
-يا ليلة سودة.
-صلي على النبي يا ولدي، وفهمني هي عملتك ايه؟
-سحر تبقى مرات ابني، ومن يوم ما دخلت بيتنا وحياتنا اتقلبت يا عم الشيخ.. انا هستاذنك دلوقت عشان الحقها قبل ما تعمل فيهم حاجة.
-لا حول ولا قوة الا بالله، طب لو احتاجتني ف أي وقت انا موجود.
-ربنا يستر ويجيب الخير.
بيمشي سعيد وهو شارد وتايه، ما اكيد المصيبة اللي هو فيها كانت قادرة تطير برج من نافوخه، ومع سرحانه كان بيقول
" أكيد سحر مكنتش بتروح الكوافير علشان تعمل وشم ولا البتاع اللي اسمه التاتو ده، دي أكيد كانت بترسم الخرابيش على ضهرها عشان تبعد الشبهات عنها.. ومحدش يشك فيها، دي أكيد شيطانة مش بنى آدمه"
لما بيوصل سعيد لمحافظته بيروح على بيت عمة سحر، وبعد ما بيدخل الشقة ولما بيكونوا كلهم متجمعين، بيقول لكارم:
-من غير سلام ولا كلام طلق الملعونه دي يا بني.
كارم بصله بصدمة وقاله :
-ايه اللي بتقوله ده يابا!!.
-الشيطانه اللي احنا دخلناها وسطنا، بتمارس السحر علينا وأذتنا وأذت أخواتك.
سحر وقتها ردت عليه بخبث وقالت:
-انت جاي تتهمني بالباطل وأنتوا بيتكم اصلا ساكنه الجن، ده انا اتأذيت زيكم ..انتوا ااايه ؟؟ ده انت مراتك كانت بتعاملني زي الخدامة وبنتك بتكرهني وبتغير مني.
-وهما عشان كارهينك تأذيهم بالسحر والأعمال.
عمة سحر هنا حاولت تدافع عن بنت اخوها، لكن سعيد رد عليها وقال:
-بنتكم شيطانة من شياطين الإنس يا حاجة، ومش هي بتقول اني باتهمها بالباطل، خلاص خليها توريكم الخرابيش اللي علي ضهرك أو بمعني اصح الوشم اللي عملته ف الكوافير.
سحر لما سمعت الكلام ده أتصدمت وقالت:
-الخرابيش خفت خلاص.
-خفت بين يوم وليلة، ده معداش عليها غير يومين بس.
طبعًا مع صوتهم العالي الجيران خبطوا على الباب، وقتها اتحركت سحر بسرعة و فتحتلهم وهي بتقول:
-تعالوا شوفوا الراجل الكبير بيحرض ابنه عشان يطلقني.
بعد ما بيدخل كام واحد من الجيران راجل منهم أتدخل ف الموضوع وقال:
- ليه بس كده يا حاج؟! المفروض تصلح بينهم،
أن أبغض الحلال عند الله الطلاق.
-دي لو كانت مؤمنة بالله.. مش كفرت بكتابه واتبعت الشيطان، دي بتأذينا بالسحر زي ابوها واللي كان أكبر دجال ف بلدهم، وأهل البلد لما أشتد أذاهم منه ولعوا بيته وهو جواه، مش ده اللي حصل يا بنت شردي ولا هتنكري؟.
سحر لما سمعت الكلام ده وشها أتقلب، وحاولت تكدبه لكن سعيد قال بثقة باينه على وشه:
-انا مش كداب، انا لسه جاي من بلدكم دلوقت، وعرفت كل حاجة تخص ابوكي.
كارم هنا وجه كلامه لابوه وقال :
- أنت متأكد من اللي بتقوله ده يا حاج.
-ايوا يا بني هو انا هضحك عليك، ولو مش صدقني ممكن تيجي معايا وتسمع الكلام ده بنفسك، أبوها كان دجال وهي اتعملت منه السحر، وهي الوحيده اللي قدرت تهرب من البيت مع عمتها بعد ما ولعوا ف بيته، ولا انا بكدب يا حاجه فايزة؟، كدبيني لو انا كداب.
سعيد قال كلامه ده وبص لعمة سحر.. اللي مع بصته حطت وشها في الأرض ومنطقتش بكلمة واحدة، كارم وقتها قام من مكانه وقال:
-يبقى ابويا صادق، انتي طالق يا سحر وورقتك هتوصلك ف اقرب وقت، يالا بينا يابا.
بيمشي سعيد مع كارم وبيروحوا على بيتهم، وهناك بيطمن سعيد على فرح وبعدها بيحكي لـ انعام على كل اللي حصل، انعام اللي لما بتسمع كلامه بتخبط على صدرها وبتقول وهي مبرقة:
-سحر تعمل كل ده!! وأبوها يطلع دجال، انا قلبي كان حاسس والله و عمري ماحبتها، البت عينيها كانت مليانة كره لينا،علشان كده مكنتش بتعامل معاها بحب، يلا منها لله بقى.. بس انت عرفت منين كل ده يا سعيد؟
-البركة في الرسالة اللي وصلتهالي فرح من ابويا صالح، هي اللي كشفت ألاعيبها، فرح دي فيها شئ لله ربنا يحرسها ويحفظها،
المهم دلوقت يا انعام، انا لازم أجيب شيخ يقرأ علينا الرقيه الشرعية ويحصن البيت، عشان الملعونة دي ممكن تشغل السحر تاني علينا.
-أيوة يا خويا.. ربنا يحفظنا من شرها.
بيخلص سعيد كلامه مع انعام، بعدها بيفرد جسمه على السرير وبيغمض عينه، وف نومه بيشوف واحدة عجوزة قاعدة قدامه، هو بيقدر يميز ده من شعرها الابيض اللي كان نازل على وشها، كان ف ايديها سكينة وتحت رجليها جدي اسود بتدبحه، تحت رقبة الجدي ده كانت حاطه طبق نحاس وبتصفى دمه فيه، وبعد ما اتصفى دمه خدت الطبق ده وحطته قدامها، بعدها مسكت خيوط كانت معاها وبدأت تعقد فيها، ومع كل عقدة بتعقدها كانت بتمتم فيها بكلام مش مفهوم، بعدها حطت ايديها ف دم الجدي وبقت تنقط منه على العقد دي، كانت بتعمل كده وهي بتردد اسماء معينة، كارم، ناهد، فرح، ومع كل نقطة دم بتنزل من العقدة على الأرض.. كانت بتتحول لحية سودا حجمها يرعب، كانوا تلت حيات كبار، بعدها بدأت تكتب أسمائهم جوه جداول ووسط طلاسم غريبة، وبعد ما خلصت اللي بتعمله ده، رفعت وشها وبصتله، كانت تشبه لسحر.. بس وشها معجز تلاتين سنة على عمرها كأنها أمها، نطقت وقتها بصوت مرعب وعجوز وقالت:
-أنت نبشت و كشفت سر انا كنت دفناه من سنين، وعقاب اللي انت عملته ده أذى، أذى هيخليك تشوف جهنم على الأرض يا سعيد.
لما قالت كده فاق سعيد من نومه وهو مفزوع، كان جسمه كله عرق.. بص على انعام وفرح لقاهم نايمين، وده بعد ما بص على الساعة اللي كانت ٢بعد نص الليل، قام من مكانه ودخل الحمام، ومع دخوله قلع هدومه اللي كانت ريحتها وحشة، ساعتها لقى الجدي اللي شافه ف الحلم مرمي على الأرض، رجع بخطواته لورا من الخضة، وقتها قام الجدي ده وقف واتحرك ناحيته، كانت رقبته مش مفصولة عن جسمه بالكامل، قرب منه وساعتها خبط سعيد ف حاجة وراه، لما لف وشه لقاها فرح بنته، قربت منه ومسكت ايده وقالتله:
- متخافش.
********
-سعيد، فوق يا سعيد، فوق يا اخويا.
ده كان صوت انعام اللي كانت بتحاول تفوق جوزها من نومه، لما قام سعيد وفاق لنفسه فضل يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ويقول:
-أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
قامت انعام بسرعة جابتله كوباية مايه، شربها ولما هدي حاولت تعرف منه اللي شافه، لكن سعيد رفض يحكالها على اللي حلم بيه، حاولت تطمنه بس من جواها كانت قلقانة، وف وسط حالة الخوف اللي كانت مسكاهم سمعوا أذان الفجر…
الله اكبر الله اكبر
قام سعيد اتوضا وصلي الفجر، بعدها دعا ربنا سبحانه وتعالى ولجأله وقال:
"اللهم إنك قد أقدرت بعض خلقك على السحر و الشر، ولكنك احتفظت لذاتك بإذن الضر، فأعوذ بما احتفظت به مما اقدرت عليه.. بحق قولك و ما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله"
وقتها قربت انعام من سعيد وقعدت جنبه وهي بتقول :
-أهدى يا سعيد، ربنا هيجيب العواقب سليمة إن شاء الله.
- يارب، انا بس صعبان عليا كارم الصدمة اكيد كانت كبيرة عليه.
-ما أنت حذرته منها وقولتله بلاش تاخد واحدة منعرفلهاش أصل، بس هو اللي ركب دماغه.
-فعلا حذرته زي ما حذرتني أمي زمان ف جوازتي الأولانية، لكن انا اللي ركبت دماغي، يلا هي دايره وكلنا بنلف فيها.
عدت فترة والخوف من إذى سحر.. كان بيطارد سعيد كل يوم ف صحيانه قبل كوابيسه، بس ماكنش فيه حاجة بتحصل.. وده كان مطمنه شوية، لكن مع الأيام كارم بدأ حاله يتغير، مزاجه بقى متقلب، وأبوه كذا مرة يقوله طلق سحر رسمي، بس هو كان رافض وبيقول أنه مش قادر، وخصوصًا لما سحر قابلته وقالتله أنها حامل، فضل الوضع على كده فترة لحد ما ف يوم.. دخل كارم على سعيد وانعام اوضتهم، وساعتها كارم أتهم ابوه أنه خرب بيته ودمرله حياته، كمان قال أن مفيش دليل هو شافه بعينه على مراته علشان يطلقها، ولو أبوها فعلا كان ساحر فمش شرط تبقي هي زيه، ف ليه ناخد ذنب ناس بناس، وقال أنه هيروح يشوف مراته ويطمن على أبنه اللي لسه مشافش الدنيا.
لما قال الكلام ده انعام كانت هترد عليه، لكن سعيد وقفها وقال:
-اعمل اللي أنت شايفه صح يا كارم، انا بلغتك وما على الرسول إلا البلاغ، روح يا بني لمراتك، انا عارف انك معمي، بس لو انت عايز تشوف الحقيقة هتشوفها.
كلام سعيد مارجعش كارم عن اللي ف دماغه، وبيمشي فعلا وبيروح على بيت عمة سحر وبيعرفوا بعد كده أنه ردها لعصمته، وبعد ما بتعدي شوية شهور وقتها بيعرفوا أن سحر خلفت وجابت ولد، لكن رغم كده هما كانوا بعاد كل البعد عنهم وكان فيه شبه قطيعة بين كارم وأبوه، لحد ما بيصحيوا ف يوم على صوت صرخة، اتفزعوا كلهم وراحوا جري على مكان الصوت، كانت الصرخة جاية من الشارع واللي شافوه ساعتها كان يوقع القلب، ناهد كانت مرمية ف الشارع وسايحه ف دمها، جري سعيد عليها بسرعة، ونقلها على المستوصف ولكنه قالوا الحالة خطر ولازم تتنقل على المستشفى العام اللي في اول البلد لان الإمكانيات هناك احسن، راح سعيد على المستشفى مع كام واحد من الجيران، وهناك فضل مستني الدكتور عشان يطمنه، ولما خرج الدكتور لسعيد قاله:
-احنا عدينا مرحلة الخطر الحمد لله، والحالة دلوقتي مستقرة، بس الكسور اللي موجودة ف جسمها بتقول انها وقعت من مكان عالي، ياريت تقولي إيه اللي حصل بالظبط؟.
هنا واحد من الجيران اللي كانوا واقفين قال:
-انا سمعت صراخها وشوفتها وهي بتقع من فوق السطوح.
- تمام.. انا كده هبلغ الشرطة لان الموضوع ممكن يبقى فيه شبهة جنائية.
-شبهة جنائية!!
-ايوه يا حاج ممكن حد يكون زقها من فوق، هو سور السطوح عندكوا واطي؟
سكت سعيد لثواني يفكر وبعدها رد على الدكتور وقال بتوتر:
-اه هو سور السطوح عندنا واطي فعلًا.. بس اكيد مفيش حد مننا هيكون قاصد يأذيها.
-عمومًا انا هتصل بالشرطة وهما بقى هيشوفوا شغلهم.
بيمشي الدكتور وبيسيب سعيد تايه وغرقان ف افكاره، ما هو كان شاكك ف انعام، خصوصا إنه لما قام على صوت الصرخة.. ملقهاش جنبه، كان خايف يكون شيطانها ضحك عليها وتكون هي اللي زقتها.
بيمر الوقت وبتجي الشرطة وبتحقق مع كل اللي ليهم صلة بالحادثة، لكن كلام ناهد لما الظابط استجوابها ف وجود سعيد كان غريب..
-ها يا ناهد قوليلي ايه اللي حصل؟
-مش فاكرة.
-ازاي.. انتي معندكيش اي مشكلة تخليكي متفتكريش اللي حصل؟
-……
-ردي يا ناهد عشان اقدر اساعدك، هل فيه حد زقك ؟
-لا.. بس انا شوفته.
-هو مين ده اللي شوفتيه؟
-كان شكله يرعب.
-هو مين؟، قوليلي اسم.
-الجدي الأسود.
لما قالت كده سعيد بلع
ريقه بخوف، لكنه حاول يداري خوفه وقرب من الظابط وقال:
-صدقتني يا فندم؟، اهي قالت ان محدش زقها.
-وايه موضوع الجدي ده، هو انتوا مربين حيوانات فوق السطوح؟
-لا والله.. هي تلاقيها بس مش مركزة ف الكلام اللي بتقوله، وحضرتك ممكن تيجي معايا وتتأكد من ده بنفسك.
بص الظابط لـ سعيد بنظرة شك، بعدها بص لناهد وهو بيقول:
-عمومًا انا هرجع اتكلم معاكي تاني يا ناهد لما تبقي احسن.
بيمشي الظابط وبيرجع بعد يومين ولكن بتفضل ناهد على حالها ده، معندهاش إجابة واضحة عن اللي حصل، كانت تايهة وشاردة وخايفة على طول، وبعد محاولات كتير من استجوابها بيتقفل التحقيق، لان مفيش دليل واحد بيقول إن اللي حصل ده.. حصل بفعل فاعل، بترجع ناهد البيت بعد ما بتخف من الاصابات اللي ف جسمها، إنما اللي صاب عقلها كان لسه زي ماهو، وهناك بتدخل انعام عليها وقت ما كان سعيد بيدها الدوا وبتقول:
-كما تدين تدان يا بنت جوزي، واللي عملتيه ف بنتي زمان اتردلك بالملي.
سعيد بصلها بضيق وقالها:
-ايه اللي انتي بتقوليه ده يا انعام، انتي شمتانة فيها!!
-اللهم لا شماتة، بس انا عمري ما هنسي انها قتلت بنتي.
هنا بتدخل فرح عليهم الاوضة وبتقول:
-انتي ظلماها ياما.
-انتي ايه اللي بتقوليه ده، مالكيش دعوة انتي بالكلام ده يا فرح.
-انا شوفت الحقيقة، وناهد بريئة.
انعام وسعيد استغربوا من كلامها، ومع استغرابهم سعيد قرب منها وقال:
-انتي شوفتي ايه يا حبيبتي، احكيلي.
-حلمت بناهد وباختي فرح، ف بداية الحلم شوفت ناهد واقفة جنب سور السطوح، وقتها جت من وراها فرح ومسكت ف هدومها وهي بتعيط، كان باين عليها الخوف، نزلت ناهد بجسمها وشالتها فعلًا، لما حطيتها على السور فضلت تطبطب عليها عشان تهدى، لكن فرح كانت بتبص برعب لحاجة جاية من ورا ناهد، كان قط اسود شكله مرعب، لما فرح شافته بيقرب منها خافت ورجعت بجسمها لورا فجأة، وقتها فلتت من ايد ناهد ووقعت.. الحلم ده ف نهايته شوفت جدو صالح اللي قرب مني وحاول يطمني لاني خوفت من منظر القط.
لما خلصت فرح كلامها، سعيد حاول يطمنها وقال:
-متخافيش يا حبيبتي، بس قوليلي، هو القط اللي انتي شوفتيه ده، كان نفس القط اللي انتي شوفته قبل كده؟
-لا يا بابا ده واحد غيره.
شرد سعيد لثواني عشان يحاول يفهم معنى كلامها، لكنه مافهمش، فرجع يبصلها تاني وهو مبتسم وقال:
-خير خير يا حبيبتي، اكيد جدك صالح كان عايزك تشوفي وتحكي، كان عايز يبرأ ناهد من دم اختك.
قال كلامه ده وبص لانعام، انعام اللي كانت واقفة متنحة وبتحاول تستوعب الكلام، بس قطع سرحانها سعيد اللي طلب منها تخرج من الاوضة وتسيبه لوحده، لفت وشها وخرجت فعلا مع فرح، وقتها سعيد قرب من ناهد وقالها:
-حقك عليا يا بنتي، كلنا ظلمناكي.
قالها كده لكن ناهد كانت ف عالم غير العالم، وقتها سعيد بصلها بحسرة وفكر ف الشيخ شردي، كان عازم النية أن مع طلوع النهار هيروحله يمكن ربنا يجعل ف ايديه الشفا، بينام سعيد ف اليوم ده وتاني يوم بيتفاجئ بانعام بتصحيه وهي مفزوعة وبتبكي، فتح عينيه وبصلها بقلق وقالها:
-مالك يا انعام؟ ايه اللي حصل؟
-فرح يا سعيد.. فرح.
-مالها؟!.
قال كده وهو بيقوم من مكانه، قرب من فرح وبص على وشها واتصدم، فرح كانت بتخطرف بكلام مش مفهوم، وجسمها مولع نار، كمان شعرها معظمه كان واقع على مخدتها، سعيد لما حاول يكلمها مردتش عليه غير بدموعها، جري سعيد بسرعة وجابلها الحكيمة، لكنها لما جا ماقدرتش تفهم ايه اللي صابها، كتبتلها على علاج.. لكن وقتها سعيد عرف ان اللي صايب بنته علاجه مش عند الأطبة، سعيد وقتها مكنش ينفع يفضل واقف متكتف قدام اللي بيحصل لولاده، كان لازم يتحرك ويعمل حاجة، ماهو مش هيفضل ساكت وسحر بتدمر عياله واحد ورا التاني، ومع تفكيره افتكر الحلم وتفاصيله، افتكر كمان ترتيب الأسماء اللي اتقالت فيه، كارم، ناهد، فرح، كده السحر اشتغل عليهم بالترتيب، ماكنش قدامه غير الشيخ شردي، خد اول قطر وطلع عليه، وهناك استقبله الشيخ شردي بحفاوة وبكرمه المعتاد، لكن سعيد كان متلهوج وخايف، وعشان كده حكاله اللي حصل بسرعة من اول جواز كارم من سحر.. وحلم فرح بجدها صالح لحد وقتنا ده، بعدها طلب منه يجي معاه، شردي بعد ما سمع منه الحكاية هحاول يطمنه، بعدها سحب عجازه من جنبه وقام فعلا معاه، لما وصلوا لبيت سعيد كان خلاص الليل حل على البلد، دخلوا البيت مع بعض ووقتها حس سعيد بقبضة غريبة، وكانت هي هي نفس القبضة اللي حس بيها الشيخ شردي، الاتنين كانوا حاسين بنفس الاحساس بس محدش منهم قال للتاني، ومع وقوفهم قدام باب الشقة طلع سعيد مفاتيحه، ولما فتح الباب شغل نور الصالة وهو مستغرب لانه كان سايبه والع، وأول ما النور اشتغل شاف ابشع مشهد ممكن يشوفه، مشنقتين، كان متعلق على كل واحدة منهم بنت من بناته، ناهد وفرح....
