رواية الشيخ شردي الفصل السابع7بقلم سيد مصطفي


رواية الشيخ شردي
 الفصل السابع7بقلم سيد مصطفي





 ومع وقوفهم قدام باب الشقة طلع سعيد مفاتيحه، ولما فتح الباب شغل نور الصالة وهو مستغرب لانه كان سايبه والع، وأول ما النور اشتغل شاف ابشع مشهد ممكن يشوفه، مشنقتين، كان متعلق على كل واحدة منهم بنت من بناته، ناهد وفرح، سعيد من صدمته وقف مبرق وهو بيقول:
-لا لا.. بناتي لا، بناتي لا.
هنا الشيخ شردي خد خطوتين لجوه الشقة لانه كان واقف بره.. مستني سعيد يأذنله بالدخول، لكن كلام سعيد خلاه يدخل من غير استئذان، قرب منه وسأله..
-مالك يا سعيد؟.
-بناتي يا عم الشيخ بناتي……
لكنه مكملش الكلمة لان المشهد اللي كان قدامه اختفى، حاول سعيد يستوعب اللي حصله، ومعاها سأله الشيخ عن اللي شافه، ولما حكاله فهم شردي أن الأذى بدأ يطول سعيد هو كمان، حاول يهديه وطلب منه يدخله لأوضة بنته ناهد الأول، ووسط ما هما واقفين.. خرجت انعام على صوتهم وعرفها سعيد على الشيخ شردي، رحبت بيه وقالت انها هتدخل تعملهم حاجة يشربوها، لكن شردي قالها هنشرب بعد ما نطمن على البنات إن شاء الله، وفعلا بيدخلوا لأوضة ناهد على طول، وجوه الشيخ شردي بيشوف ناهد اللي بقت جسمها ضعيف جدا، ده غير وشها اللي عجز عشر سنين دفعة واحدة، سنانها كمان شوية منهم وقعوا بدون سبب، شكلها كان صعب اوي، قرب منها  الشيخ شردي وبدأ يقرأ عليها  بعض الآيات عشان اللي عليها يحضر، ومعاها حال ناهد أتبدل، البنت حركة جسمها بقت غريبة.. وكأن عضمها مش موجود، جسمها بقى بيتني ويتلوى بشكل صعب ومش معقول، ومع اللي بيحصل ده الشيخ شردي قال:
-أهدى.. أهدى وأعدل الجسم، انت كده بتأذيها  وانا مش عايز أذيك.
أتكلمت ناهد بصوت غير صوتها وقالت:
-أنت لو مستكتش انا مش هأذيها هي بس، انا هأذيك انت كمان.
-أنت أضعف من انك تأذيني.
-رجليك العاجزة أكبر إثبات على إني وبني جنسي أقوى منك ونقدر نأذيك.
-غلطان، اللي حصلي ده كان قدر ربنا ومشيئته، وانتوا ضعاف اوي قدام قدرته سبحانه وتعالى، ودلوقتي قولي انت مين؟ وليه سكنت جسد المسكينة دي وليه بتأذيها؟
رد الكيان ده على لسان ناهد وقال: 
-انا مزيار.. ملك  عشيرة من عشائر الجن، وسكنت الجسد ده لان فيه عهد والعهد بأذيتها مربوط بالدم.. وانا مقدرش أخلف العهد.. حتي لو فضلت تقرأ عليا عمرك كله.
ناهد قالت كده او بمعنى اصح مزيار قال كده، بعدها هي دخلت ف حالة إغماء، سعيد وقتها اتخض من اللي سمعه وقال للشيخ شردي:
-معناه ايه الكلام ده يا عم الشيخ؟.
-معناه أن السحر اللي معمول لبنتك مربوط بالموت ..فلو ضعف خادم السحر وخرج من بنتك.. وقتها الساحر اللي بعته هيموته لانه خلف العهد 
-طب والعمل؟ 
-العمل عمل ربنا، احنا هنكثف معاها الجلسات وربنا قادر على كل شئ.. ودلوقت انا عايزك تجيبلي ازارة مايه كبيرة.
خرج سعيد بسرعة  وجابله الإزازة اللي طلبها، مسكها شردي وقربها من بؤه وقرأ عليها بعض الآيات، بعدها قاله:
-خليها تشرب منها كل يوم، وان شاء الله ربنا هيتم شفاها على خير.
بيخرجوا من أوضة ناهد، ومع خروجهم بتخرح انعام من المطبخ بصينية عليها كوبايتين عصير، بتقدملهم العصير وكل واحد منهم بياخد كوباية، ولكن قبل ما الشيخ شردي يقرب الكوباية من بؤه ويشرب، لمح نظرة وابتسامة خبيثة على وش انعام، وقتها رجع  الكوباية وخبط الكوباية اللي كانت ف ايد سعيد بسرعة قبل ما يشرب منها، هنا هجمت انعام على الشيخ شردي، لكنه بسرعة رش على وشها من إزازة المايه المقرئ عليها، انعام رجعت لورا ومعاها الشيخ شردي زعق ف سعيد عشان يكتف مراته، كانت بتزمجر زي الحيوانات، على طول سعيد نفذ طلبه، بعدها قرب شردي منها وحط ايده على راسها وفضل يقرأ عليها، ومع قرايته عينيها بدأت تبيض خالص، مامرتش ثواني ووقعت انعام على الأرض مغمى عليها، وقتها سعيد سأل الشيخ شردي برعب وقاله:
-هو ايه اللي حصلها؟.
-مراتك كانت عمللنا سحر مشروب.
-يا ليلة سوده، وهي تعمل كده ليه اصلا؟!
-مش هي اللي عملت، ده كان خادم من خدام مزيار، هو اللي بعته عشان يسيطر علينا، بس الحمد لله اني خدت بالي ولحقتك ف الوقت المناسب.
-الحمد لله.
بعد لحظة سكوت، الشيخ شردي بص  لسعيد وقاله: 
-انا عارف اللي بيدور ف راسك، طبعا انت مستغرب وبتقول هو عرف ازاي، ما هي دي يا سعيد الهبة والعطية اللي ربنا ميزني بيها، عمومًا انا عايزك تطمن مراتك هتبقى كويسة واللي كان مسيطر عليها هرب لانه ضعيف.
-الحمد لله.
ووسط كلامهم ده انعام بدأت تفتح عينيها وتفوق، كانت مستغربه وهي بتسأل سعيد وبتقوله:
-هو ايه اللي حصل يا سعيد، ومين الراجل اللي معاك ده؟. 
-ده عمك الشيخ شردي، وربنا بعته نجدة لينا.
انعام ماكنتش فاهمة حاجة من كلامه.. بس هما مكانش عندهم وقت يشرحولها كل حاجة بالتفصيل، عشان كده سعيد قالها:
-انا هفهمك كل حاجة بعدين يا انعام ، المهم دلوقتي قومي لمي الإزاز اللي اتكسر على الأرض ده.. على ما ندخل انا والشيخ شردي لفرح.
بتقوم انعام فعلا بس  مابتقدرش تعمل حاجة من الصداع اللي كان ماسك راسها، ف سعيد بيقولها:
-خلاص ارتاحي انتي وانا هلمه.
وبعد ما بيخلص سعيد بيدخلوا لفرح، اللي اول ما بيدخل عليها الشيخ شردي بيقول بسعادة: 
-بسم الله الحافظ، بسم الله.. الله اكبر، هي دي فرح يا سعيد؟.
-ايوة يا عم الشيخ.

قرب منها وحط ايده على راسها، وبعدها قرأ عليها بعض آيات من الذكر الحكيم، ومعاها فرح هديت خالص والحمى اللي صابتها بدأت تختفي، وقتها بص الشيخ شردي لسعيد وقاله: 
-بنتك محفوظة من عند ربنا سبحانه وتعالى، عشان كده السحر اللي اتعملها جالها خفيف، وده زي ما جه خفيف لنبينا عليه أفضل الصلاة والسلام.
-عليه افضل الصلاة والسلام.
-كمان هي عندها هبة من المولى عزوجل، والهبة دي مش عند غيرها، فرح يا سعيد روحها شفافة ونقية، ف متقلقش عليها هي هتبقى بخير.
-ربنا يطمنك يا عم الشيخ.
-ماتخفيش عليها يا سعيد، ماتخفش.
لما قال الشيخ شردي كلمته دي، سرح سعيد وافتكر وقت الحلم لما فرح مسكت ايده وقالتله متخافش، لكن قطع شرود سعيد الشيخ شردي اللي طلب يدخل الحمام عشان يتوضى، لان صلاة العشا فاضل عليها دقايق، بينتبه سعيد لكلامه وبيدخله الحمام فعلًا، بعدها بيتوضى سعيد هو كمان، وبعد كده بيروحوا على المسجد وبيصلوا مع بعض، ولما بيراجعوا بيطلب سعيد من الشيخ شردي يقعد معاه كام يوم، لحد ما بناته يتم شفاهم على خير، ولان الشيخ شردي كان حاسس بالمسؤولية، لان اللي حصلهم ده كان بسبب بنت اخوه، فوافق يقعد معاه كام يوم، بيفرح سعيد بموافقته وبسرعة بيحضرله أوضة المسافرين عشان يبات فيها، وبعد ما بتجهز بياكلوا لقمة مع بعض، وبعد كده كل واحد منهم بيدخل ينام، بيمر الليل بسرعة ومع طلوع النهار بتحصل المفاجأة 
بيجي كارم على بيت  أبوه وهو منهار، سعيد لما فتحتله الباب وشافه حاول يهديه، لكن كارم كان كل اللي بيطلب منه أنه يسامحه وقاله:
-حقك عليا يابا، انا كنت غلطان وانت كلامك كله طلع صح.. سحر فعلا كانت بتستخدم السحر، انا شوفتها بعيني وهي بتستدعي الشياطين وبتقدم قرابين للجن، دي من جبروتها كانت بتحضر الجن على أبننا اللي لسه مكملش السنة، كانت بتكتب على جسمه الطلاسم والتعاويذ.. الله يلعنها،  ورغم اللي كنت بشوفه بس ماكنتش بقدر أتكلم، معرفش ده كان من الخوف منها ولا هي كانت مستحوذة عليا بسحرها، بس الحمد لله ربنا نور بصيرتي وشوفتها على حقيقتها، انا كنت عايش معاها زي الميت يابا، كنت شايفها وهي بتاذي الناس ومكنتش بقدر اتكلم.
-لاحول ولا قوة إلا بالله، طب اهدى يا بني و تعالي ادخل وخد نفسك.
بيدخل كارم ووقتها بيقابل الشيخ شردي، بيعرفهم سعيد على بعض وبعد ما بيتعرفوا بيستأذنهم كارم يدخل أوضته عشان يرتاح، وبعد ما بيدخل بيعدى اليوم ده وبيمر كام يوم والشيخ شردي موجود معاهم ومستمر ف الجلسات على ناهد وفرح، اه هو الوضع كان بيتحسن لكن مش بشكل كبير، وبتمر الايام على الوضع ده لحد ما فيوم، بيجي واحد لحد بيت سعيد وبيبلغه بخبر غريب وده لما بيقوله:
-انا سيف مرزوق المحامي يا حاج سعيد.
-يا أهلا وسهلا، يا مرحب بيك، خير يا استاذ؟
-سحر مرات ابنك وصتني ابلغك أنها عايزة تشوفك ضروري.. وده قبل ما تترحل على النيابة، وبتقولك أن حياة ولادك مربوطة بمقابلتها دي.
-نيابة!! وهي هتترحل ليه للنيابة؟ هي عملت ايه؟
-قتلت عمتها.



                     الفصل الثامن من هنا

تعليقات



<>