
رواية انت عوضي الفصل السابع7والثامن8 بقلم ندوشة
عدّت أسابيع على اللقاء الأول بين فؤاد وآية، وكل حاجة بقت معقدة أكتر من أي وقت فات. آية كانت بتحاول تركز في شغلها وتبعد عن مشاعرها اللي بدأت تظهر فجأة في قلبها، لكن مع كل لقاء وكل كلمة بتتقال بينهم، المشاعر دي كانت بتتسارع بطريقة مكنتش قادرة تمنعها.
أما فؤاد، فكان واضح في تصرفاته. قلبه كان مليان مشاعر متضاربة، رغم محاولاته الكتيرة إنه يبعد عن العلاقة الجديدة، لكن آية كانت بتثير فيه حاجة مختلفة، حاجة مكنش حاسس بيها قبل كده. كان بيحاول يكون عملي، لكن مكنش قادر يهرب من الحقيقة اللي فرضتها مشاعره تجاهها
وفي يوم من الأيام، قرر فؤاد أخيرًا إنه ياخد خطوة. بعد ما خلص شغله وأخذ السيارة من مكتب آدم راح على الكافيه اللي كانوا بيتقابلوا فيه كان عارف إن اللقاء ده هيكون مهم جدًا بالنسبة ليه، وقرر يكون صريح مع نفسه ومع آية حتى لو العواقب كانت مش واضحة
قعد في مكانهم المعتاد، ولما دخلت آية كانت عينيه مليانة حاجة مختلفة وكان قلبه فيه حاجة غريبة عايز يقولها
آية : أنت في حاجة عايز تقولها صح؟
فؤاد ابتسم شويه وقال : أنا مش عارف أبدأ منين بس لازم أقولك من أول ما شفتك وأنا حاسس إن في حاجة بتتغير جوايا مش قادر أفهمها
آية توقفت عن الكلام لحظة وكان فيه حاجة في صوته خلتها توقف وتفكر لكنها كانت مش قادرة تفسر المشاعر دي لأن هي كمان كانت بتحس بحاجة مختلفة بس خايفة تعترف لنفسها بيها
آية : أنا مش متأكدة إيه اللي بتقوله ي فؤاد بس في حاجة فيك خلّتني أحس بشيء مختلف بس مش عارفة لو كنت مستعدة أفتح قلبي تاني
فؤاد تنهد وقال : أنا مش جاي أضغط عليكي بس لازم تعرفي أنا معجب بيكي بطريقة مختلفة يمكن تكون مشاعر جديدة بس مش قادر أخبيها
آية ابتسمت شويه وقالت : أنا مش عارفة لكن في حاجة فيك مخلّيني أحس بحاجة مختلفة مش عارفة أفسرها
فؤاد : أنا فاهم فيه حاجة بينا بس أنا مش هضغط عليكي
والجو كان مليان مشاعر مش واضحة بينهم كل واحد فيهم كان بيحاول يفهم نفسه ويشوف لو فيه حاجة حقيقية بينهم لكن مفيش حاجة واضحة
مرت الأيام، وعلاقتهم بدأت تتغير آية بدأت تحس إنها بتفتح قلبها ليه رغم إن قلبها كان مليان بالخوف بعد كل اللي مرّت بيه قبل كده لكن مع فؤاد كان في حاجة مختلفة حاجة مش قادره توصفها وكل ما قربوا من بعض أكتر كل ما حسّت إنها مش قادرة تبعد عنه
بس في سؤال في بالها ومش لاقية له جواب هل هي عندها استعداد انها تبدأ حياة جديدة وتدي لفؤاد فرصة هتقدر تفتح قلبها تاني
في نفس الوقت كانت ندى متوترة بردوا كانت مشاعرها تجاه آدم مش واضحة هو شخص محترم جدًا وكان يهتم بيها بطريقة مختلفة لكن كان في حاجات مش مفهومة فيه كان غامض في بعض الأحيان وكانت ندى بتحس إنها مش عارفة تبدأ خطوة جديدة معاه
ندى كانت شايفة في آدم شخص محترم لكن كان في حاجات كتير مش واضحة ليها هي كانت بتحاول تفتح قلبها ليه بس كانت خايفة تكرر نفس الأخطاء اللي حصلت في الماضي مع سامر لكن آدم كان بيحاول يقرب منها أكتر ودا كان بيخليها محتارة أكتر
وفي يوم بعد ما خلصوا شغلهم قرر آدم يتكلم مع ندى
آدم : ندى في حاجة غريبة فيك في حاجة مش زي الأول أنا حاسس بيها إيه اللي حصل؟
ندى : مفيش حاجة يمكن عشان مشغولة أكتر من الأول
آدم : أنا مش شايف إن ده السبب لو فيه حاجة أنا موجود علشان أتكلم معاكي
ندى كانت حاسة بشيء دافئ في كلامه لكن كان فيه حاجات في قلبها مش قادرة تفهمها هي كانت مش عارفة إذا كانت مستعدة للخطوة دي ولا لأ
في اليوم اللي بعده ندى كانت قاعدة مع آية وكانت بتحكي لها عن مشاعرها
ندى : ي آية مش عارفة أعمل إيه آدم شخص كويس لكن مشاعري مش واضحة
آية : أنا فاهمة ي ندى بس مش كل حاجة بتبقى واضحة من البداية لازم تكوني صريحة مع نفسك الأول وأنتي هتلاقي الإجابة بس ياتري ندى هتلاقي الاجابة
رواية انت عوضي الفصل الثامن8بقلم ندوشة
عدّت أيام وندى كانت بتحاول تتأقلم أكتر مع حياتها الجديدة ما بين شغلها في الشركة وكلامها اليومي مع آية ونظرات آدم اللي كانت بتلخبطها كانت حاسة إن في حاجة حلوة بتتبني جوّاها بهدوء
بس زي ما الدنيا مبتديش كل حاجة حلوة مرة واحدة كان في حاجة بدأت تظهر في الخلفية حاجة سودا كده زي غيمة باردة في عزّ شمس دافية
في يوم وهي في الشركة سمعت صوت خبط على باب الاستقبال السكرتيرة قامت تفتحه ودخل حد ماكنتش متوقعة تشوفه تاني سامر
آه، سامر اللي كان زمان كل دنيتها والنهاردة هو أكتر اسم وجعها لما بيتقال
ندى وقفت مكانها قلبها دق بسرعة حسّت برجليها بتتهز
سامر بابتسامة هادية : إزيك يا ندى؟
ندى بصوت ثابت تحاول تتماسك : إنت بتعمل إيه هنا؟
سامر : جيت أشوفك محتاج أتكلم معاكي خمس دقايق بس
ندى : مفيش كلام بينا اللي بينا خلص خلاص
سامر قرب منها بنظرة غريبة فيها ندم بس كمان فيها تحدي وقال : كلنا بنغلط يا ندى بس مش معناه نفضل ندفع تمن غلطتنا العمر كله أنا اتغيّرت
ندى ضحكت بس مكنش ضحك حقيقي : الناس بتتغير بس الذكريات مبتعرفش تتغير وأنا مش ندمانة على إنك مش في حياتي أنا ندمانة إني سمحتلك تدخلها أصلاً
سامر وهو بيحاول يتمالك نفسه : لو فعلاً قفلتي الصفحة ليه وشك اتقلب لما شفتيني؟
ندى مشيت وسابته واقف وقلبها بيخبط جامد بس عمرها ما كانت ناوية ترجع لحد وجعها بالشكل ده
لكن اللي ندى مكنتش تعرفه، إن سامر مكنش لوحده.
في نفس الوقت سارة – زميلة ندى في الشركة – كانت قاعدة على مكتبها وبتراقب اللي حصل كله بعينين مليانة نار
سارة في سرها : من إمتى وهي بقت مهمة كده؟ من إمتى آدم بيبص لها كده؟
سارة كانت بتحب آدم من زمان حب ساكت كده بس كان حقيقي من ناحيتها ومكنتش مستعدة تقبل إن واحدة لسه طالعة من طلاق تيجي تاخد اللي هي بتتمنّاه من سنين
وفي لحظة قررت إنها مش هتسيب ندى في حالها
على الجهة التانية فؤاد كان في الجراج بيراجع حاجة في العربية وسمع صوت رجليين جاية من وراه
بص وراه لقى خالد ابن عمه اللي محبش يشوفه ببدلة شغل ولا سايق عربية
خالد بص له بنص سخرية : برافو يا فؤاد سبت كل حاجة وجاي تشتغل سواق؟
فؤاد، بصوت هادي : أنا اخترت أبدأ من تحت على الأقل هنا بتعب على لقمة عيشي
خالد ضحك : ولا علشان البنت اللي شغالة مع آدم؟ اسمها إيه؟ آية؟
فؤاد عيونه لمعت بغضب : ملكش دعوة بآية
خالد قرب منه : أنا ليّا دعوة بكل حاجة تخص العيلة ومتنساش إحنا نقدر نقطع الطريق على أي حاجة مش على هوانا افهمها صح
وفي نفس الليلة
ندى كانت قاعدة في أوضتها بتراجع شوية أوراق لكن عقلها مش معاها صوت سامر نظرته كلامه كله كان لسه بيرن في ودانها
ومكالمة جات لها رقم مش مسجل
ردت بهدوء : ألو
الشخص المجهول : ابعدي عن آدم مش دايمًا كل الناس هتسيبك تعيشي بسلام
وقبل ما ندى تلحق ترد الخط اتقفل
ندى سابت الموبايل وقلبها بدأ يدق أسرع
حسّت إن اللي جاي مش سهل وإن حياتها اللي كانت لسه بتتلم ممكن تتقلب تاني
من اللحظة دي ندى بدأت تحس إن في حاجة جديدة بتتحرك جواها يمكن خوف يمكن توتر ويمكن إحساس إنها مش لوحدها في الدائرة دي كان في حاجة في الجو بقت مختلفة حاجات بتحصل من ورا الستار ومحدش لسه فاهم أبعادها
وفي اليوم اللي بعده ندى كانت قاعدة على مكتبها بتحاول تركز في الشغل لكن عقلها مش معاها بتفكر في المكالمة اللي حصلتلها وفي الحكايات اللي بدأت تتكوّن من غير ما ياخدوا بالهم
بس وهي في وسط التفكير سمعت صوت الباب بيتفتح وسمعت صوت آدم
آدم : ندى ممكن أتكلم معاكي شوية؟
رفعت عينيها له وحاولت تخبي التوتر اللي في ملامحها
ندى : طبعًا حضرتك اتفضل
آدم دخل المكتب وقف قدامها شوية وبعدين قال بهدوء : أنا حاسس إن في حاجة مابينّا محتاجة تتقال من وقت ما اتكلمنا آخر مرة وأنا كل يوم بحس إنك بقيتي جزء من يومي مش بس في الشغل، لأ في كل حاجة
ندى سكتت وكأن الكلام مسمّرها مكانها مش عارفة ترد ولا حتى تهرب عينها في عينه ووشها كان بيقول كل اللي مش قادرة تنطقه
آدم كمل : أنا مش هضغط عليكي زي ما وعدتك بس أنا موجود ومستني اللحظة اللي تكوني فيها جاهزة تفتحي قلبك من جديد
ندى بصت له والدموع كانت بتلمع في عنيها بس مش دموع وجع لأ دي دموع حد قلبه بيتصالح مع الحياة شوية بشوية
ندى : أنا مش عارفة أقولك إيه بس وجودك في حياتي مخلي حاجات كتير أبسط بس بردو أنا بخاف مش عايزة أخسر نفسي تاني ولا أعيش وجع زي اللي فات
آدم قرب منها وقال بصوت فيه دفء : يبقى نبدأ خطوة خطوة من غير استعجال ومن غير وعود كبيرة بس ندي نفسنا فرصة نعيش حتى لو البداية كانت ببساطة فنجان قهوة نشاركه سوا في آخر اليوم
ندى ضحكت بخجل، وقالت : أنت بتعرف تلمس اللي جواي من غير ما أشرح
آدم بابتسامة : علشان أنا بشوفك بجد
في اللحظة دي الباب اتفتح فجأة، وكانت آية واقفة باين عليها التردد
آية : آسفة لو قطعت عليكم بس في ورق لازم يتراجع ضروري، والمندوب مستني تحت
آدم بسرعة : تمام دخّليه يا آية وإحنا هنشوفه سوا
آية دخلت الورق، وبصت لندى بنظرة فيها حنية وفهم عارفة هي حاسة بإيه وعارفة إن الوقت بيحرك حاجات بين الاتنين حتى لو لسه الكلام مش كله اتقال
خلص اليوم وندى وهي خارجة من الشركة لقت رسالة من رقم غريب على تليفونها : اللي بيحصل حواليكي مش بالبساطة اللي فاكراها خلي بالك مش كل اللي بيبان طيب فعلاً نيتُه طيبة
ندى وقفت مكانها، وقلبها دق جامد مين؟ وليه؟ وليه الوقت ده بالذات؟ رجعت بعينيها تبص للشركة وكأنها بتدور على إجابة بس ملهاش ملامح واضحة.
طط
البداية لسه في أولها بس الوشوش اللي حوالين ندى مش كلها وشوش مألوفة وفيه وشوش تانية جاية ومستخبية