
رواية انت عوضي الفصل التاسع9 والعاشر10 ندوشة
عدّت أيام قليلة بعد الرسالة اللي جت لندى وكل يوم كانت بتصحى وهي قلبها مش مرتاح الرسالة دي مكنتش عادية كانت شبه تحذير بس من مين؟ وليه؟
ندى قررت تطنّش أو على الأقل تحاول بس كل مرة تشوف فيها آدم أو آية الرسالة بترجع ترنّ في دماغها
آدم من ناحيته كان كل يوم بيقرب منها أكتر مش بالكلام الكبير لكن بالاهتمام البسيط اللي بيطمن
يسألها : فطرتي؟
يبعت لها قهوة زي ما بتحبها
ويحاول يخفّف عنها ضغط الشغل بأي طريقة
بس ندى كانت متوترة حسّة إن في حاجة مستخبية وإن فيه عيون بتراقبها من بعيد
وفي يوم ندى وهي خارجة من الشركة لقت واحد واقف على ناصية الشارع لابس جاكيت أسود ونظارة سودة وشه مش واضح بس حسّت إنه بيراقبها
خافت مشيت بسرعة بس فضلت تبص وراها كل شوية
رجعت البيت دخلت أوضتها وقعدت على السرير وهي بتحاول تفتكر ملامحه بس مفيش كأنه شبح
في اللحظة دي دخلت آية عليها وشها فيه لمحة قلق
آية : ندى انتي كويسة؟ شكلك مش طبيعي النهاردة
ندى : أنا حاسة إن في حد بيراقبني وجالي رسالة غريبة من كام يوم
آية اتوترت فجأة : رسالة من مين؟
ندى : معرفش رقم مش مسجل بس كان مكتوب فيها : خلي بالك مش كل اللي بيبان طيب فعلاً نيته طيبة
آية سكتت وعيونها وسعت كأنها فهمت حاجة بس مردتش
ندى آية لو في حاجة لازم أعرفها قوليلي
آية حاولت تهديها : بصي فيه ناس بتحب تعكنن على الناس التانيين بس أوعدك إني هعرف مين ورا الرسالة دي
لكن الحقيقة آية كانت عارفة أكتر ما بتقول
في مكان تاني تمامًا
فؤاد كان قاعد في عربيته بيبص على صورة قديمة في موبايله فيها هو وآدم وأشخاص تانيين من أيام الجامعة الصورة كانت فيها شاب اسمه مالك صديق قديم ليهم اتعرض للظلم في مشروع زمان واتسحب منه شغل كتير بسبب غلطة مش بتاعته
مالك اختفى بعدها واختفى بطريقة غريبة لكن فؤاد مؤخرًا عرف إنه رجع وناوي ينتقم من كل اللي شاركوا في اللي حصل زمان
وآدم كان واحد منهم حتى لو مش بنيّة سيئة لكن مالك عمره ما نسي واللي أخطر إن فؤاد شافه من بعيد واقف قدام الشركة هو ده اللي ندى شافته ومقدرتش تفتكر ملامحه
فؤاد قال لنفسه : الوشوش اللي راجعة مش راجعة تسلم دي راجعة تحرق
آية كانت قاعدة في بيتها وبتراجع رسايل قديمة ولقت رسالة من مالك من سنين بيقول فيها : أنا مش بنسى ومش بسامح وهترجعولي حقي بطريقتي
آية بدأت تبكي مش خوف من مالك بس لكن خوف على ندى وعلى فؤاد وعلى آدم
في اليوم اللي بعده فؤاد بعت لآدم رسالة صوتية : مالك رجع وأنا شفته وبيراقب ندى الموضوع خرج من إيدينا ولازم نتحرك
آدم رد عليه بسرعة : هنقعد سوا ونتكلم لازم نحمي الناس اللي بنحبهم حتى لو دفعنا تمن اللي فات
وندى كانت في أوضتها بتبص على مرايتها وتهمس لنفسها : يا ترى الحب اللي بيبدأ وسط الخوف… ممكن يعيش؟ ولا هو كمان بيتكسر في النص
"10"
مرت أيام وكل يوم كان بيزيد فيه شعور ندى بالخوف مش بس الرسالة اللي جت لها لكن كل حاجة حواليها كانت بتبدأ تلمح لشيء مش كويس وفي كل مرة تحاول تركز في شغلها أو في آدم كان ييجي في بالها الشخص وتهديداته
آدم كان بيبذل كل جهده عشان يطمنها لكن ندى حست إن فيه حاجة ناقصة فيه سر مش قادر يكشفه ليها ومش قادرة تتجاهله أكتر
في يوم من الأيام وهي بتخرج من الشركة شافت نفس الشخص اللي كانت شافته قبل كده واقف على نفس الناصية بنفس الجاكيت الأسود والنظارة السودة المرة دي كانت متأكدة إنه بيراقبها قلبها دق أسرع وقررت تمشي في اتجاه تاني لكن قلبها كان مشغول بأفكار كتير
رجعت بيتها وركّزت في كل التفاصيل لا مفيش ملامح واضحة لكن الإحساس ده مش ممكن يكون صدفة هو مراقبها بجد ومستنى اللحظة المناسبة عشان يظهر
في نفس اليوم ده كان فؤاد قاعد في عربيته بيفكر في اللي حصل. مالك رجع لكن مش لوحده في الأيام اللي فاتت كان فيه ناس بتراقب تحركات آدم وبدأ فؤاد يكتشف إن مش كل حد حواليه بيكون صريح معاه
مالك مش مجرد شخص بيحاول ينتقم ده عنده أجندة كبيرة وهدفه مش بس آدم هدفه يشعل النار في كل حاجة حواليه واللي هيتحرق أكتر هو الناس اللي بيحبهم آدم
فؤاد عارف إن لازم يحط كل شيء على الطاولة حتى لو ده هيدمره هو كمان قرر إنه مش هيسكت أكتر.
في نفس الوقت ندى كانت قاعدة في أوضتها بتفكر في اللي هيعملوه مع مالك
رسالة مالك كانت مش بس تحذير كانت تهديد مباشر وكل تفكيرها كان بيروح لآية هل هي مش طايقة تبين الحقيقة؟ وليه ما قالتش كل حاجة؟ هل فيه حاجة تانية في حياتها مرتبطة باللي حصل زمان؟ ولا ده كله لعب في لعب؟
نداء قلبها كان كله تساؤلات بس الوقت اللي ضاع مش هيرجع وما تقدرش تقف قدام الخوف لازم تتصرف
آية في نفس الوقت كانت قاعدة في بيتها راسها مليانة أفكار ومشاكل
فكرة مالك كانت بتطاردها زي كابوس هي عارفة مالك من زما، وعارفة إنه مش هيسامحهم لكن مش قادرة تواجه الحقيقة خوفها كان من كل حاجة من مالك، من الماضي، ومن نفسها
لكنه لازم يظهر في النهاية والوقت ده مش هيبقى زي أي وقت في حاجة كبيرة جاية وكل واحد فيهم هيكون مضطر يختار موقفه
في اليوم اللي بعده ندى قررت تواجه آدم
دخلت مكتبه مش قادرة تحتمل أكثر من كده
ندى : آدم أنا مش قادرة أكمل كده في حاجة لازم نواجهها وفي حاجة لازم تطلع للسطح
آدم رفع عينيه شايف فيها التعب والقلق : معلش يا ندى أنا عارف إنك مش قادرة تتحملي بس فيه حاجات مش هقدر أقولها ليكي دلوقتي الموضوع أكبر مننا
ندى كانت حاسة إن اللحظة دي حاسمة : إزاي يعني أكبر مننا؟ كلنا في النهاية ضحايا لقراراتنا القديمة ليه تسيبني كده؟ ليه ما تقوليش الحقيقة؟
آدم وقف وتوجه نحو الشباك وهو بينظر للبعيد : لإن الحقيقة هتجرحك وهتضرنا كلنا وأنا مش عايز أضرّك
ندى وقفت في مكانها قلبها كان متأرجح بين خوفها وفضولها
آدم بص ليها في عيونها وقال : مالك رجع هو مش هيسكت لحد ما ياخد حقه وكلنا في الصورة
آية كانت في البيت بتجهز نفسها للخروج وشايفة قدامها رسائل مالك القديمة وفكرة الانتقام اللي بتكبر جواها
هي كانت دايمًا بتحاول تبعد عن الماضي لكن مالك رجع وأجبرها على مواجهة كل حاجة ليه مالك مش قادر يسامح؟ ليه مش قادر يسيب الماضي ويمشي؟
وفي اللحظة دي فؤاد بعت رسالة صوتية لآدم:
"أنتي عارف إن مالك مش جاي عشان يسلم دي حربه وهو مش هيرتاح غير لما يشوف كل حاجة تتحرق قدامه خلينا نتحرك بسرعة."
آدم رد عليه : إحنا لازم نتجمع ونتكلم في الموضوع ده بسرعة مالك ده مش مجرد شخص ده حرب على كل حاجة بنحبها
ندى كانت قاعدة في أوضتها قلبها مش مستريح كله أفكار كله قلق هل هينتهي كل شيء بسهولة؟ ولا الأيام الجاية هتكون أكثر دموية؟
اللي جاي مش هيدوم طويلًا دايمًا في حياة البشر بييجي وقت لازم نواجه فيه الماضي ولو كان فيه ثمن كبير لازم ندفع، دي الحقيقة الوحيدة اللي مفيش مهرب منها
في اليوم اللي بعده ندى كانت قاعدة على مكتبها لكنها مش قادرة تركز دماغها مشغولة بكل حاجة كل حاجة غير شغلها المعتاد الرسالة المراقبة مالك اللي رجع وآدم اللي مش قادر يتكلم بوضوح كل حاجة بدأت تزدحم في عقلها
وبينما هي غارقة في أفكارها سمعت صوت الباب بيخبط رفعت عينيها لقت آية واقفة وعينيها فيهم تساؤلات مش واضحة
آية : ندى في حاجة غلط؟
ندى : مش عارفة مش قادرة أركّز وحاسة إن في حاجة في الهوا مش مظبوطة
آية : عارفة إن الكلام دا مقلق بس لازم تكملي زي ما إنتي كل حاجة هتتحل بس لازم نثبت مكاننا
ندى بصت لها وحست إن آية مش بتتكلم عن الموضوع بس لكن عن حاجة تانية جوّاها لكن لما حاولت تسألها آية بسرعة غيرت الموضوع
آية : إزاي الشغل؟
ندى حاولت تبتسم : مشي الحال بس مش قادرة أوقف التفكير
آية : خلاص تماشي خلي بالك من نفسك
ونزلت ومش عارفة لسه إيه السر اللي كانت مخبية مش عارفة لو كان خوف أو حاجة تانية لكن ندى حسّت إن في حاجة مش واضحة وبتتخبي وراء الكلمات
في نفس الوقت فؤاد كان في جراج الشركة بيصلح في عربية تانية قلبه كان مشغول مش بس بالسيارات لكن بكلام مالك والرسائل اللي بعتها لآدم. هو كان فاهم إن مالك مش جاي عشان يكمل حياته لكن جاي عشان يدفع التمن
فؤاد : مالك مش هيبقى معاه رحمة مع حد مهما كانت الظروف
فتح الجراج وقام بيعدي عربيات تانية قدام عينيه شعر إن كل شيء حواليه بيميل للتهديد.
لكن في وسط الهموم دي جاله اتصال رد بسرعة
فؤاد : أيوه؟
الصوت اللي رد عليه كان من آدم. وده خلا قلبه يرجف شوية
آدم : فؤاد مالك رجع بجد وكل حاجة هتتغير لازم نتحرك لازم نعمل حاجة قبل ما يفوت الوقت
فؤاد : عارف عارف كويس هاجي دلوقتي عشان نخلص الموضوع دا
آدم : خلي بالك من ندى مش عايز حد يضرها بأي شكل الموضوع بقى أكبر مننا لازم نحمي كل اللي حوالينا
فؤاد حسّ بالمسؤولية أكبر من أي وقت فات بدأ يتحرك بسرعة عشان يلتقي مع آدم
وفي نفس اللحظة ندى كانت في طريقها للبيت تاهت في الأفكار وفجأة لقت نفسها قدام رجل طويل لابس جاكيت أسود كان واقف في مكان مش بعيد عن بيتها عينيه مخفية وراء نظارات شمسية
ندى قلبها بدأ يدق بسرعة حست إن دي مش صدفة أكتر مشيت بسرعة لكنها لما لفت شوية لورا لقت الرجل ده لسه واقف مكانه
وقفت مكانها على الرصيف وجاءت فكرة في دماغها لو حاول تقترب منها هتكون أول خطوة هتعملها هي الهروب
بس فجأة الرجل ده اتحرك خطوة واتقابل مع واحد تاني كان واقف قدامه وده خلى ندى تترجف من شدة التوتر مش فاهمة إيه اللي بيحصل إن كان شخص غريب ليه الملاحقة دي؟ وليه الحذر؟
رجعت خطوة لورااتنهدت وأسرعت في مشيها
وأثناء ما هي بتدخل البناية الموبايل رن ندى نطت من مكانها لما شافت الرقم غير المسجل اللي جايب رقم مجهول كانت الرسالة في بالها مش سايباها :
"خلي بالك مش كل حاجة بتحصل قدامك بتكون هي الحقيقة
انقطع الاتصال
ندى حسّت في قلبها حاجة غريبة حاجة مش مرتاحة ولا عارفة توصفها خلّفت الورقة اللي في موبايلها عشان تقرأها تاني وتفكر في كل كلمة
شعرت إنه يمكن يتكرر شيء في وقت قريب شيء خطير
دخلت شقتها ورمت نفسها على السرير قلبها لسه بيدق بسرعة هي محتاجة ترد على كل الأسئلة تحل كل الألغاز وتعرف مين ورا الكلام ده بس إزاي؟ وهل في حد تاني عايز يضرها من غير ما تعرف