رواية بين قلبين الفصل الثامن8بقلم رويدا راشد
"لم أكن أطلب حباً يشبه المعجزات، فقط قلباً لا يعرف الخيانة، وصمتاً لا يخفي خلفه خناجر. كنت أظن أن الوفاء فطرة، وأن من يشاركك نبضك لن يطعن ظهرك، لكنني تعلمت متأخراً أن بعض القلوب لا تنبض إلا لنفسها، وأن أقرب الناس قد يكونون أول من يتركونك حين تنكسر. الخذلان لا يأتي صاخباً، بل يتسلل بهدوء، على هيئة كلمة ناقصة، أو نظرة باردة، أو وعد لا يأتي. والخيانة... ليست فقط أن تحب غيري، بل أن تهدمني وأنت تدّعي أنك تسندني. إنهم لا يغادرون حين ينتهون منك، بل حين تنتهي فائدة وجودك في حياتهم."
احيانا الانسان يمر بظروف تقسي قلبه ع أقرب الناس ليه...
سامي: فقت الصبح وانا بنطلع نرفع الهاتف لطارق كيف فتحت الباب لقيت مرت طارق واقفة قدامه وفي يدها ظرف اخديته واعطيتها الهاتف...
تسنيم: هدوما ورق مهم لازم تشوفه ...
سامي: بكل هدوء ليا انا هذا.
تسنيم: ايه يخصك بعد تشوفه توا تعرف كل شئ بروحك.
روحت تسنيم الوقت هذا كان طارق مع مهند والقط...
القط: عندي بضاعة ضروري توصل الحدود وانت بترفعها.
طارق: وين للي كانوا يوصلوا فيها قبل.
القط: هاذي مش اي بضاعة باش نعطيها لأي حد يرفعها .
طارق: تمام
طلع القط وقعد طارق ومهند...
مهند: ياطارق انت رفيقي وصاحبي من وقت كنا صغار ونلعبو في الشارع رد بالك ع روحك وراقب مرتك ،من يوم غلطتت في حق صفاء قتلك للي اديره في الرخيص تلقاه في الغالي..
طارق: حسيته في قلبي الكلام واصلا حركات القط متع ينفرد بالهاتف بروحه ،وتسنيم للي تفتش وراي وهيا ماليهاش اسبوعين في الحوش...الف سؤال وسؤال يخطر في بالي لكن انا رح نتغدى بيهم قبل مايتعشوا بيا .
وعد: فقت وانا نحس في روحي دايخة والدنيا تلف بيا واليوم مقررة نجيب امي وحليمة وعمتي مبروكة عندي في الحوش نضت وانا نكر في روحي زي الميتة ...لعند فتح الباب بقوة وبدأ يعيط .
سامي: هذا للي نستاهله منك انا ،علاش علاش احكيتلك كل شئ شن شفت وشن عشت علاش تردي فيا لنقطة الصفر هكي تكافيني ع وقفتي معاك في مشاكلك هذا حلفك ليا انك تصونيني .
وعد: حسيت كلامه قطعلي قلبي تمنيت اطعني بموس في قلبي ويقتلني ولا ايصير للي صار ..
في وسط التوتر شفت الرسائل للي بيني وبين طارق كل شئ يخصنا علاش هكي دار يعلم الله اني كنت نبي نعيش معاه حياة بعيدة ع المشاكل شن ذنبي بس باش ايصير فيا هذا كله بين زحمة الافكار حسيت الدنيا ظلمت قدامي ومعاش حسيت بروحي إلا وانا في السيارة رافعني للعيادة ...كان ساكت بدون ولا كلمة قهرني...
"كان بإمكانه أن ينقذني بكلمة، لكنه اختار الصمت... وترك السكين تستقر في ظهري على مهل."
سامي : تقدري تنزلي ولا نساعدك .
وعد: نقدر ننزل نزلت وطبعا بعد الكشف وغيره طلبوا عليا مجموعة تحاليل...قعمزت نستنى في النتيجة وبديت نراجع في كل شئ صار معاي من طارق لعند اللحظة وصلت لنتيجة انا الحرام يقعد حرام مستحيل نقدور نزينوه تحت مسمى الحب أو المفردات للي نقتلوا بيها في ضمائرنا..
يحبني غير الظروف مناعته يتقدملي ،مش مكون نفسه ومازال ماحصلش عمل ،الخطوبة ارتباط بتخليه يصرف وهو احوج بكل قرش باش يكمل حوشه..
كل الأعذار هاذي ❌️ للي يبيك بالحلال مهما كانت ظروفه رح ايدير الصح ويطلبك من اهلك
قال تعالى عز وجل..
{وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم {النور:32}
الأعذار للي انت تقدمي فيها يوميا ماهي الا انتقاص من قيمتك لا أكثر ولا أقل لانه ،الراجل لما يحب مرأة وبجديات رح ايدير المستحيل باش تولى حلاله ...ركزو حلاله...
واما بالنسبة للي تعطي فيه أعذار صدقيني
أول مايكون نفسه ويفكر يتزوج رح يمشي يدور ع المرأة للي مادرتش العلاقات ...
وانا نفكر كيف كنت غبية الغلط للي درته وقت عرفت طارق دفعت ثمنه غالي....
موت اختي ،موت بابا ،تشتت عائلتي وحرماني من خوي وتوا خسارة الشخص للي كان سند وعون ليا في فترات ضعفي كنت نتمنى نمتلك الشجاعة للي تخليني نشد فيه ونقوله راني نحبك مانتخايلش يومي من غيرك ...لكن كلام زي هذا مش رح ينفع مع انسان ذاق طعم الخيانة سابقا....
طلعت الممرضة وضبحت ع اسمي ناض سامي باش ياخد نتيجة التحليل ...الصدمة اني طلعت حامل للي زادني ع همي هم...
سامي: اخد الورق وقالي هيا ...
وعد: ركبت السيارة وقررت نكسر حاجز الصمت سامي خلي نحكيلك وانت افهمني...
سامي: شن مازال في اكثر من هكي ولا كيف مش قتلك احكي لو في شئ مانعرفاش قررتي تسكتي وتكملي في تمثيلك...
وعد: لازم تسمعني ،وانت حر بعدين في تفكيرك ..والله والله من يوم خطبتني وقبلها مافيه بيني وبين طارق حاجة،كنت زميلته في الدراسة وبحكم انه كنت نساعد فيه تكونت صداقة بيني وبينه وكبرنا وكبرت معانا الصداقة لحب او كيف كنت انا نتوقع انه حب.
لعند اليوم للي دار فيه الحادث في سيارته
كنت نخدم في مدارس خاصة ونلقط في القرش ع القرش وقت جاء يبكي ومنهار كبرت عليا مانوقفش معاه كنت داسة مبلغ طلعته واعطيتهوله وبعدها بأسبوع كنت نجهز في شخص بيخطب اختي الصغيرة لعند جتني صاعقة وقت طلع الشخص هذا طارق ،حسيت قلبي مات خيانته مسحت اسنين العشرة كلها خلتني نكرهه تقربت من ربي بديت ندعي لعند ربي رزقني بيك ومن يوم هو اخد ،اختي ويشهد عليا ربي للي مافيش بعده ...عمري ماحسيت قلبي حن ولا فكرت فيه من يوم خشيت حياتي....
سامي: احيانا الانسان بغبائه يخسر هلبا امور كان المفترض بيه انه يحافظ عليها ،تعرفي لو كنت حكايا الكلام هذا يوم للي سألتك راهو فيه هلبا امور تغيرت انا شفت البوكس للي طلعتي اخديتيه من قدام الحوش ...
وعد: والله اول ماخديته نحسابك انت لعند قتلي انك نسيت عيد ميلادي وبعدها صارت مصيبة بابا ولهيت معاش تفكرت نحكيلك...
سامي: انت حاليا بتعيش معاي غريبة ع قلبي خسارة حبي وخلاص لعند مااتجيبي للي في بطنك وبعدها لكل حادث حديث...
وعد: عزت عليا نفسي حاولت ولكن هو صدني قررت نعيش لنفسي وللي في بطني لين ربي يفرجها...
طارق: روحت للحوش نسمع فيها تتكلم وتقول اصلا اليوم فضحت بيها قدام راجلها احتمال يكون حتى قتلها...طول ولعت السيارة وطلعت نجري مانعرفش علاش خفت عليها وصلت قدام الحوش لقيت عمها عمر جايب امي وامها ومرت عمها .
حليمة: شن جابك اهنا مكانك مش بينا.
طارق: ماتخافيش ايام ونكون في مكاني المناسب في القبور.
مبروكة: خشي ياحليمة ومعاش تحرقي دمك. طارق :اطمنت شوية انه مافيها شئ ركبت سيارتي
وروحت للحوش خشيت لقيتها واخدة ملابسها وهاربة ...
مهند: الو وين انت .
طارق: بديناها مع بعض اتمها معاي ياصاحبي.
مهند: معاك في كل شئ...
ركبوا الاثنين مع بعض وامشو لشارع اهل وعد وبالتحديد قدام حوش اهل تسنيم نزل طارق
وبدأ يعيط بصوت عالي بنتكم الخيانة لمت حوايجها وهربت ...
بوها: شن تقول انت هلبت قتلت الاولى وجاي وتتبلى ع الثانية.
بدت الدنيا تزحم والناس تتجمع عليهم من صوت طارق العالي.
طارق: اشهدو ياناس اشهدو ياخلق مرتي الاولى ماتت ظلم وغرني الشيطان وتبليت عليها وانا معترف بيه الكلام مرتي اشرف من الشرف لكن بنت الحاج المصون خانتني مع صاحبي...وهربت معاه..
بوها : من الصدمة جاء مقعمز .
طارق: برا دور بنتك في اما استراحة ياحاج وطلعت وخليت عيون الناس تنهش فيه ...
مهند: اول مرة تتصرف تصرف صح وماحبيتش نوقفك لانك درت الصح خلي نحكيلك انا سمعت مرة القط يكلم فيها وعرفت انها تخون فيك خفت عليك تعرف تقتلها وتخسر حياتك.
طارق: هيا حياتي بلا فايدة هالكم يوم للي قاعدين خلي ندير فيهم حاجة تمسح ذنوبي كلها ....
روحت للحوش وشديت هاتفي وسجلت للي صار معاي كله من اغتصاب صفاء ومن كان السبب فيه لعند اللحظة للي فيها خليت لكل شخص تسجيل خاص بيه يسمعه بروحه....
"لم أكن أظن أن الضمير يمكنه أن ينهض بعد كل هذا الصمت، لكنه فعل. نهض متأخرًا، مترنحًا من ثقل الذنوب، يجر خلفه صدى الوجع الذي أنكرته طويلًا. رأيت في صحوته وجوهًا كنت قد نسيتها، وسمعت في صمته أصواتًا كنت قد خنقتها. فجأة، لم تعد الليالي هادئة، ولم تعد الذكريات مجرد صور قديمة. صارت الحقيقة سكينًا يطرق صدري كلما تظاهرت بالنسيان. الآن فقط، فهمت أن الضمير لا يموت، بل يختبئ خلف الركام، ينتظر لحظة السقوط ليصافحك بيد من نار."