
رواية ابتليت بحبها بقلم نجمه براقه
رواية ابتليت بحبها الجزء الثاني2 الفصل الاربعون40 بقلم نجمه براقه
رقية
قومت من مكاني ورحت ناحي الصور المعلقة بالحائط، وقفت قدام الصورة الكبيرة ، ودققت النظر فيها...
كانت صورة حمزة مع الراجل اللي بيمشي وراه، حسيت نفسي تايهة ومش فاهمة حاجة.
يعني إيه؟ طلع يعرفه ومتصور معاه؟ ولا دي صورة مركبة؟
- حمد لله على السلامة يا رقية...
جاتني الكلمة دي من خلفى التفيت، لقيت الراجل نفسه اللي في الصورة، وقف قصادي وقال وهو بيبص لصورة:
- إيه رأيك فيها؟ خليت واحد شاطر يدمج صورنا مع بعض كأنها حقيقية.
- إنت خاطفني علشان توريني الصورة؟
ضحك وقال بهدوء:
- أخطفك؟! لأ أنا مخطفتكيش...
أنا أنقذتك. العيال اللي خطفوكي دول أصحاب حمزة، يمكن سمعتي عنهم،
كانوا عايزين ينتقموا منه فيكي، بس أنا لحقتك وجبتك على هنا.
تعالي اقعدي، أعملك حاجة تفوقي.
- مش عاوزة حاجة، أنا همشي.
- ليه؟ ده أنا كنت جايلك لحد عندك علشان أتكلم معاكي.
- تتكلم معايا في إيه؟
بص للصورة وقال:
- عن ده... حمزة، ابني.
ما اتفاجأتش... كل حاجة وضحت لوحدها،
بس اللي كان شاغلني... هو اختارني أنا ليه؟
فسألته:
- وليه أنا اللي تتكلم معايا عنه؟
- مستغربتيش يعني؟ كنتي عارفة؟ ولا مش مصدقاني؟
- إزاي يكون ابنك وهو مكتوب لواحد تاني؟
- كده هنعرف نتكلم... اتفضلي تليفونك.
قالها وهو بيقرب مني وبيمد إيده بالموبايل، خدته منه وقلت:
- اتفضل... اتكلم، أنا عايزة أمشي.
رجع وقف قدام الصورة، وقال وهو بيبصلها بفخر:
- حمزة ده، يكون ابني أنا، ابني أنا وكاميليا
- وده حصل ازاي، ولية اتكتب باسم واحد تانى لما انت ابوه
- حكاية طويلة، بس هحكهالك.
انا وكاميليا كنا على علاقة ببعض قبل ما تتجوز زيدان، بس حصلت ظروف خلتنا نبعد. وبعد ما اتجوزته، رجعنا تقابلنا تاني، فسابته وعشنا فترة مع بعض، وحصل الحمل، بس انا جاتلي فرصة سفر لأمريكا، واضطريت أسيبها وأسافر.
- وهي رجعت لزيدان؟
- أيوه.
- عرفته إنها حامل منك؟
- لا طبعًا، هي مكنتش مطلقة، زيدان رفض يطلقها، علشان كده خبت علاقتنا وقالت له إنها حامل منه.
هو ما صدقش، وفضل شاكك فيها، وعمل تحليل علشان يتأكد إذا كان حمزة ابنه ولا لأ...
بس هي كانت اذكا منه.
دفعت لبتوع المعمل وطلعت التحليل إيجابي، بيأكد إنه ابنه.
لكن زيدان مكنش حاسس كده، وكان بيكرهه، بس مفيش دليل... لحد ما بقى عنده، وقرر يقتله يوم فرحكم.
افتكرت كلام حمزة لما قالي إنه كان حاسس إن زيدان عايز يقتله.
سقطت دموعي حزن وخوف من اللي جاي.
قلت:
- يعني هو كان عنده حق لما قال إن زيدان كان عايز يقتله؟
التف ليا وقال بهدؤ وهو بيقرب:
- أيوه، زيدان عرف الحقيقة، وقرر يقتله علشان يوجع كاميليا، بس وقع قبل ما يعمل حاجة...
لكن فيه احتمال كبير إنه يفوق ويحاول يقتله تاني، ومحدش هيقدر يمنعه المرة دي.
- والمطلوب مني؟
- تساعديني وتساعديه، أنا مكنتش هصارحك بالحقيقة غير لما اتأكدت إنك مش بتكرهيه، وإنك بتخافي عليه.
- وإيه نوع المساعدة؟
- نعرفه إني أبوه... إنتي أقرب حد ليه دلوقتي، وهيكون أسهل عليه لو عرف وهو معاكي.
- وإيه اللي هستفاده لما يعرف؟ وابوظله حياته؟
إنت بتقول إنك سيبته وسافرت، جاي ليه دلوقتي وعايز تعرفه؟
قال ببرود، وهو مش فارق معاه أي حاجة:
- علشان هو ابني يا رقية.
أنا عشت في أمريكا لوحدي، وربنا ما أرادليش أخلف غيره، وهو كمان ما حسش بحب الأب.
إحنا الاتنين محتاجين لبعض، وكمان إنتِ أكيد هتخافي عليه لو زيدان فاق وقرر يقتله.
اللي هتعمليه ده علشان مصلحته... وبعد ما نعرفه الحقيقة، أنا هاخده ونسافر بعيد عن البلد دي وقسوتها.
إنتي عارفة الناس هنا ما بترحمش، معايرة وغلط وإهانة، لكن أمريكا هتناسبه أكتر.
قلت له باحتقار:
- أمريكا مين؟ هو عيل هتاخده على الباسبور بتاعك وتمشي؟
ده راجل، ولو عرف حاجة زي دي تبقى بتموته وأنا مش هساعدك في أنانيتك دي.
- خلاص، ما تساعدينيش... وذنبه يبقى في رقبتك لو زيدان قتله.
- لا، ما تشغلش بالك... لو هعمل حاجة، فهي إني أمنع زيدان يقتله،
ومش هساعدك في اللي إنت عايزه.
قابل انفعالي ببرود تام.
مكنش شايف غير مصلحته،
حسيت إنه حتى لو رفضت، هيعمل اللي في دماغه، خوفت فقلت:
- لو سمحت يا أستاذ، أنا مقدرة إنك عايز ابنك،
بس لو بتحبه حقيقي، بلاش اللي بتعمله ده...
إنت كده بتدمره، مش بتفرحه إنه ليه أب بيحبه.
- وده دورك يا رقية، إنتي اللي تقدري تهديه وتقنعيه بيا
قولت بعصبية قدام بروده
- أقنعه بإيه؟
إنت مش فاهم حاجة، ولا بتفكر غير في نفسك.
هو مش مرتاحلك، وحياته متشقلبة بسببك،
وكمان حاسس إن زيدان مش أبوه، وعارف إنه بيكرهه...
ف ابعد عنه لو بتحبه بجد.
محدش بيبوظ حياة ولاده بإيده!
تنهد بزهق وقال:
- رقية، اسمعيني... ابني هاخده يعني هاخده،
حتى لو هخطفه وأحبسه، يكون فهم مصلحته.
بس أنا حابب ما يتعرضش لصدمة نفسية بسبب الحقيقة دي.
ساعديني وتعالي معانا، نعيش هناك سوا.
أنا معايا فلوس كتير، وهنتمتع بيها انا وانتي وهو ولو عاوزه فلوس ليكي قدام الخدمة دي انا مستعد اديكي اللي انتي عايزاه
شوفت فيه تجسيد للأنانية والحقارة.
كان اللي يهمه نفسه وبس، من غير أي اعتبار للي ممكن حمزة يحس بيه.
ولقيت ان اي كلام هقوله مش هيجيب نتيجة معاه
ف سيبته ومشيت ناحيه الباب، قاصدة الخروج،
بس صوته جاني من ورايا بيقول:
- اديني عرفتك... لو يهمك، ساعديني.
وفي الحالتين، هو هيعرف يعني هيعرف...
مردتش، ومشيت من هناك من غير ما أزود كلمة.
وفي طريقي، فتحت التليفون...
لقيت اتصالات كتير من حمزة.
مقدرتش أرد، كنت شاكة في قدرتي على الثبات والهدوء وخوفت يلاحظ حاجة.
اتصلت بـ"بسنت"... يمكن هي تقولي أعمل إيه،
بعد ما عقلي وقف عن التفكير ومبقاش فيه ولا فكرة ولا حل.
ردت عليا وقالت:
- في إيه؟ أوعي تقولي ملقتيش البط؟!
- كل اللي فكرنا فيه طلع صح...حمزة مش ابن زيدان،.. وزيدان عايز يقتله، وأبوه الحقيقي مصمم يعرفه الحقيقة، وانا مش عارفة اعمل ايه، هتجنن وخايفة
#حازم
كنا أنا ومروان مترميين على الكنبة بعد ما الراجل خلا الناس يطحنونا في الشارع، وقالهم دي بنتي وخدها معاه.
قلت بألم:
- الراجل ده مين بالظبط؟ وبيعمل كده ليه؟
قال مروان وهو بيتأوه من الوجع:
- معرفش… آااه منك لله يا حازم. ولسه لما حمزة وعيلته يعرفوا، هيقلعونا إحنا الاتنين ملط ويصورونا، صور أسخن من اللي صورهالك…
قلت بتخوف:
- ممكن ييجي بجد ياض؟
- إنت لسة بتسأل؟ ولا فاكرها هتداري علينا؟
قومت من مكاني بصعوبة وقلت:
- طيب، قوم نشوف لنا مكان تاني.
#حمزة
اتصلت بيها أكتر من عشرين مرة في أقل من ساعة، وهي لا بترد ولا حتى بتقفل.
قلقت، ودماغي بدأت تخيللي حاجات كتير، فدخلت الشات بتاع بسنت، لكن قبل ما أكتب، وصلتني رسالة من رقية نفسها، بتقول:
- مكنتش سامعة التليفون من زحمة السوق.
رجعت فورًا عن رسالتي لبسنت، ورديت عليها وقلت بضيق:
- يا رقية قلقتيني، كل الاتصالات دي ومش سامعة؟
- حقك عليا.
الكلمة دي كانت غريبة منها، مستوعبتهاش للوهلة الأولى، وبدأت أحس إن في حاجة مش طبيعية.
- انتي رجعتي ولا لسه؟
- رجعت.
- انتي كويسة طيب؟
- اه، الحمد لله. إنت عامل إيه؟
- أنا تمام، بس في إيه بجد، مش طبيعية النهارده.
- ليه بتقول كده؟
- حاسس إن فيكي حاجة
خدت وقت كبير في الكتابة، وبعدها قالت:
- متضايقة شوية.
- ليه كده؟ حد كلمك؟
- لا، بس البيت وحش قوي من غيرك.
تفاجأت من جملتها وحسيت اني بكلم حد تاني، دققت النظر في الاسم، ودخلت عليه أتأكد إذا كنت غلطان في الرقم، لكن كانت هي فعلًا، مش غلطان.
استنيت الكلمة دي منها من أول ما اتجوزنا، لكن لما قالتها، قلقت، وحسيت إن في حاجة غلط.
فقلت ممازح:
- مين اللي بيتكلم؟ دي مش رقية.
- هي بعينها. هترجع إمتى؟
هنا قلقي زاد اضعاف وبقيت شبه متأكد إن في حاجة، فقلت بتوجس:
- رقية، انتي كويسة؟
- لا.
سألت بانشغال:
- في إيه؟
- خايفة لوحدي في البيت، بتخيل حاجات… ارجع بسرعة لو سمحت.
- حاجات إيه اللي تغيرك كدة؟ طيب أقولك، الليلة باتي بيت باباكي، وأنا هوصل بكرة.
- مش للدرجة دي…هبات في البيت، ولو لازم، ممكن تكلمني بالليل تونسني.
- يارقية في إيه بجد؟ اتكلمي.
- ههههه، إيه؟ تونسني علشان مخافش؟ فيها إيه دي؟
- مفهاش حاجة بس غريبة.
- ما أنا خايفة، ومفيش حد ممكن يكلمني بالليل غيرك.
فكرت شوية وبعدين قررت اني هنزل ومش هستنا عمي، هعمله ميت علشان يسيبني.
وبعدين بعتلها
- يعني انتي دلوقتي عايزاني أكلمك بالليل علشان تطمني؟
- أيوه، بس لو مشغول أو عايز تنام، بلاش.
- ولو مشغول، أفضالك، انا هقفل دلوقتي بس لو اتأخرت عليكي، متقلقيش، في شوية شغل هخلصهم، وبعدين أرجع وأكلمك.
- ماشي.
- هتوحشيني.
فضلت تكتب لأكتر من دقيقة، كنت متوقع إنها بتكتب الرد وتحذفه، وإنها في الآخر هتبعت حاجة تانية خالص غير "وانت كمان"،
لكن لما وصلني ردها… تنحت.
كانت بتقولي:
- وانت.
قلت بقلق
- في ايه بجد، قلقتيني والمصحف
.............
#صدام
خدت يسرا من المستشفى ووديتها الشقة، ومعانا ممرضة تراعيها لحد ما تكون خفت.
ريحتها على السرير وطلبت من الممرضة تسيبنا، وقعدت جنبها، أبصلها وأشوف في شكلها الدبلان ذنبي اللي عملته.
كانت جسد من غير روح.
كأنها مغيبة عن الحياة كلها.
مسكت إيدها، وقلت:
- سكوتك ده مش مطمني يا يسرا.
عامل زي الهدوء اللي بيسبق العاصفة.
إيه رأيك؟ كفاية هدوء وندخل في العاصفة على طول، علشان أنا أعصابي تعبت.
اتكلمي واعملي اللي إنتي عايزاه، مش همنعك.
ماجاليش أي رد منها.
مكنتش عارف هي سامعاني ومش عايزة ترد، ولا الصدمة كانت قوية عليها وشلت كل ساكن فيها.
لمست وشها، وحركتها بخفة، وقلت:
- يسرا، انتي سمعاني، قولي أي حاجة، لازم تتكلمي.
قوليلي إيه يرضيكي وأنا أعمله… يسرا!!
ييأست من إنها ترد ولا تبصلي حتى.
حيرتني وزودت احساسي بالذنب.
ف دخلت المطبخ، جبتلها الأكل، وقعدت جنبها أحاول أأكلها يمكن ده يفرق معاها وترضا تتكلم ولكنها
مرضيتش تاكل… مافتحتش بُقها حتى.
بصيت للممرضة اللي دخلت ورايا، وقلت:
- هتفضل كده لحد إمتى؟
قالت بأسف:
- متأسفة يا فندم، الدكتور هو اللي يحدد.
أنا هديلها محلول بدل الأكل.
قمت من جنبها، وقفت علي بعد مسافة صغيرة أراقب تعبيرات وشها.
كنت مستنيها تتحرك… أو حتى تتألم من لمس الكانيولا المعلقة في إيدها.
بس كانت زي جماد… لا حست، ولا حتى رمشت بجفونها.
وبعد ما نامت، رجعت الڨيلا علشان أجيب لها هدومها…
لإنها ماعندهاش أي هدوم في الشقة.
ولكن لما رجعت تفاجأت برقية داخلة بعدي قلقت من عدم سفرها مع حمزة وانا اللي خليته يسافر مخصوص علشان ياخدها معاه ويغير جوا
رقية
طلعت من البيت على الڤيلا، وبالصدفة اتقابلت مع صدام أثناء خروجه من العربية في جنينة الفيلا.
اتـفاجئ بيا، جه عندي وقال:
- انتي مسافرتيش مع حمزة؟
-لا. إزاي حضرتك مستر صدام؟
- بخير، في إيه؟ مسافرتيش ليه
- حصلت ظروف.
- ماشي، اتفضلي.
دخلنا سوا، وكان البيت فاضي مفيش حد جوه ف قالي: اقعدي في الصالون يكون حد منهم ظهر
- هدخل أطمن على الأستاذ زيدان الأول.
- طيب، اتفضلي
- شكرًا.
طلع فوق، وأنا فتحت باب اوضة زيدان، وشوفته وهو نايم ومغمض عينيه.
اتعجبت وخوفت من قدرته إنه يمثل كل الشهور انه في غيبوبة.
اللي يخليه يفضل ساكت ومغمض ومحدش يشك فيه، يخليني أعرف إنه مش ناوي يتراجع عن قتل حمزة.
قربت منه وطلبت من الممرضة تسيبني معاه شوية.
طلعت وفضيت الأوضة علينا إحنا الاتنين.
وبعد ما اطمنت إنها بعدت كفاية، قلت:
- أنا رقية يا أستاذ زيدان، تقدر تفتح، مفيش حد غيري.
استنيته للحظات، وشوفته وهو بيرفع جفونه ببطء شديد وبحذر
بص حواليه، وبعدين بصلي وقال بتلعثم:
-انتي إزاي بتتكلمي معايا؟ لو حد موجود في الصالون هيسمعك!
قعدت جنبه وقلت بصوت واطي حرصًا من إن حد يسمعني:
- بقيت بتتكلم أهو، يعني هتفهمني كل حاجة.
- عايزة تفهمي إيه؟
- ليه مش معرفهم إنك صاحي؟ وناوي تعمل إيه بعدين؟
سكت ، فقلت:
- خايف حد يعرف انك صاحي، ف يمنعوك تقتل حمزة؟
اتشد وملامحه اضطربت لما سمع جملتي دي، مكنش متوقع إن حد يعرف اللي ناويه، فمسك إيدي وشد عليها وقال بخفوت حذر:
- إيه عرفك الكلام ده إنتي؟
- من مكان ما عرفت.
عرفت إنك ادتني الفلوس تعويض علشان لما تقتله في يوم فرحه. وعرفت إنك عايز تنتقم من كاميليا فيه، وإنك بتمثل انك في غيبوبة علشان تقدر تقتله ومحدش يمنعك.
استعاد هدؤئه سريعاً وقال بهدوء مريب:
- ومعرفتيش سبب لده كله؟
- عرفت، بس هو ذنبه إيه في اللي أمه عملته؟
طالت نظرته ليا، وقال:
-عارفة، وجاية تسأليني ليه يا رقية؟ ثم إنتي خايفة عليه ليه؟ مش هو ده اللي كان هيغتصبك وسجنك وبوظلك حياتك؟
- أديك بتقول كان هيغتصبني وسجني، وبوظلي حياتي بس ولما مرة فكرت أقتله...
تابعت بانفعال وبصوت عالي بدون قصد، نسيت إني في الفيلا وممكن أي حد يسمعني:
- بس هو اسمه ابنك، وإنت اللي مربيه، إزاي هان عليك تفتكر تقتله؟ وكمان في يوم فرحه؟ حرام عليك، ربـتله الرعب.
ده كان خايف ياكل ولا يشرب في البيت تطلع حاططله سم، مكنش يعرف إنك مخطط تقتله في اليوم اللي مفروض يكون أسعد يوم في حياته.
قبل ما أنهي جملتي، لقيته بيغمض بسرعة وبيرجع على نفس الهيئة اللي كان عليها، وقبل ما أكلمه، جاني صوت صدام أثناء فتح الباب وهو بيقولي:
- انتي بتتكلمي مع مين؟
ارتفعت عن مقعدي فورًا، والتفت ليه وقلت بلخبطة:
- كنت بكلم أستاذ زيدان يمكن يكون سامع...
تعلقت عينه على أبوه أثناء تقدمه مني، وقال بشك:
- بتكلميه وهو في غيبوبة؟
هز كتفه، وقال:
- بابا؟ بابا انت سامعني؟
ما اتحركش نهائي، وفضل على نفس الوضع، وسابني أواجه صدام لوحدي.
بصلي وقال وهو بيقرب مني:
عيدي اللي قولتيه، مين يقتل مين؟
قلت باضطراب شديد:
ماقولتش كده، حضرتك فهمت غلط.
هتف في وشي بغضب مع حرصه الشديد انه صوته ميخرجش برا حدود الاوضة وقال:
- بسألك في إيه؟ ومين قالك انتي الكلام ده؟
أضاف بتحذير:
قولي، بدل ما أتصل بحمزة وأفهم منه، أو يعرف على إيدي وتبقى في مشكلة كبيرة...
يا مستر صدام، لو سمحت، أنا ماعنديش حاجة أقولها...
طلع تليفونه من جيبه وقال:
أوكي، أكلم حمزة ونعرف منه إيه الحكاية، ولو ماكنش عارف نعرفه...
أسرعت بخطف التليفون منه، وقلت برجفة:
- لا...
- يبقى تقولي في إيه.
- يا مستر صدام، وحياة النبي ما...
قاطعني بحدة:
- متحلفيش علشان مش هصدق، قولي في إيه قبل ما أقلب الدنيا فوق دماغك.
- ماشي، ماشي، هقول...
وقفت قدامه متلخبطة وخايفة احكيله حاجة والكلام يتنتور ف يوصل لحمزة، فكرت شوية لحد ما افتكرت كلامه معاها، وافتكرت إنه قالي إنه قال لصدام شعوره إن أبوه عايز يقتله، فقلت بتوتر واضح يثير الشك أكتر:
- حمزة كان بيقول إنه كان خايف أبوه يقتله، فجيت أتأكد من مستر زيدان، قلت يمكن يسمعني ويرد، وأطمن حمزة علشان نفسيته تعبانة.
- تقومي تيجي وتتكلمي بالانفعال ده؟ وحمزة أصلًا ناسي ومابقاش في دماغه الهطل اللي بتقوليه؟ قولي في إيه، متخلينيش أتجنن عليكي!
قالها بعصبية، كنت شايفه الشر كله في نظراته ليا. ولكن قدرت أتمالك أعصابي قدامه.
كان حرصي إن حمزة مايعرفش، وخوفي عليه، أكبر من خوفي من صدام.
ف قلت:
-هو ده اللي عندي، وانت كنت عارف إنه كان خايف من أبوه، ليه مش مصدق؟
- طيب وإيه خلاكي تفكري إنه ممكن يرد عليكي؟ واشمعنا دلوقتي بالذات؟
تهربت من نظراته وقلت
-كنت عايزة أجي من أول ما حمزة حكالي، بس ماكنتش هقدر، لإنه مش هيرضى إني أجي وأقول الكلام ده.
يأس من اني احكيله، والأهم انه كان حريص ان محدش يسمع، كان حذر في كلامه وعصبيته ف تقدم مني خطوة، وطالع عينيا بحدة، وقال بتحذير:
-ماشي يا رقية، هسيبك تمشي دلوقتى ، بس خليكي عارفة إني مش مصدقك، ولو طلع في حاجة انتي تعرفيها ومخبياها، هتزعلى مني جامد...
صرفت وشي عنه، ولملمت نفسي، ومشيت من غير أي رد.
مشيت وأنا مرعوبة يقول لحمزة إني جيت وقلت الكلام اللي هو سمعه وبقا كل اللي شاغلني اني الاقي حاجة اقولها لحمزة لو عرف
#صدام
بعد ما مشيت، بدأت الأفكار تتجمع في دماغي.
لقطات من مشاهد عشتها رجعت قدامي.
كلام حمزة وخوفه من بابا، كلام رقية دلوقتي ونبرتها المنفعلة وهي بتكلمه، زعل بابا من حمزة طول الوقت،
وكلام يسرا وماما عن شك بابا إن حمزة مش ابنه، وتحليل الـDNA.
حاجات كتير كانت في دماغي، بس ملهاش أساس، ومكنتش عارف أدور وراها ولا أسكت.
وفجأة افتكرت لقطات كاميرات المراقبة، والراجل اللي كان بيحاول يقابل بابا، والمسدس اللي كان معاه.
سرت رعشة في جسمي، وكأن كل الخيوط اتجمعت فجأة.
قلت لنفسي بإنكار:
- بطل غباء، لا طبعًا... كل ده كلام فارغ! مستحيل يكون حقيقي.
ركبت العربية فورًا ورحت على المصنع، وأنا دماغي هتشت.
كنت في حالة إنكار تام لكل اللي بيحصل.
وصلت هناك، لقيت الرجالة بيضربوا في بحيري.
قولتلهم يوقفوا، وبعدوا عنه فورًا.
سحبت كرسي، وقعدت قدام الراجل.
بصيت له في عينه، وقلت بهدوء ظاهري عكس العاصفة اللي جوايا:
- إزيك يا... يا... اسمك إيه؟
قال ببرود:
- محسوبك الغراب يا باشا. أؤمرني.
- عاشت الأسامي يا غراب. بابا باعتني ليك، بيقولك لما يخف هيقابلك. هو تعبان ومش قادر يتحرك، بس قالي أشوف طلباتك...
ضحك بسخرية وقال:
- طلبات إيه عدم المؤاخذة، معنديش طلبات. أنا عايز أقابله هو.
- ما أنا قولتلك، هو اللي بعتني. قولي عايز إيه وأنا أقوله.
- انت بتحايلني يا أستاذ؟ وأنا بكفولة علشان معرفش إنك بتسحب مني الكلام
- صح، اما غبي. ده انا كنت فاكر هتصدقني، بس طلعت أذكى مني... نجرب طريقة تانية.
قمت، وخرجت برا، خدت المسدس من الأمن، ورجعتله.
صوبته عليه وقلت بجمود:
- الطريقة دي تمشي؟ قول في إيه بينك وبينه.
- نزل المسدس يا باشا، الغراب ميخنش عهد.
من غير تردد شديت اجزاء المسدس وضربته رصاصة في رجله.
صرخ، وبدأ يتلوى من الألم. قلت وسط صراخه:
- خلّص يا غراب، أنا مش جايبك هنا أسايسك. كل مرة هتتعبني فيها، هتاخد رصاصة. لغاية ما جسمك يتملي. في إيه بينكم؟
صرخ بألم وقال:
- يا باشا... الكلام ده بيني وبين الباشا الكبير.
ضربته طلقة تانية في رجله التانية. صرخ أكتر، وقال:
- هقول! هقول!
قربت منه وقلت:
- قول يا غراب.
- الباشا... كان عايزني أقتل ابنه الصغير، أخو سعادتك.
---
#عيسى
لما سمع الجملة دي، سكت.
مكنتش شايف وشه، بس بعد دقيقة، بدأ يضحك بهستيريا، كإنه اتجنن.
وبعدين بصلي وقال:
- هي العيلة دي اتجننت ؟ الكل عايز يقتل عياله؟
ابتسمت بشماتة وقلت:
- تلاقيه افتكره مش ابنه... زي ما إنت افتكرت اللي في بطن يسرا مش ابنك، يا زعيم.
قوّس بوقه بتعجب مصطنع وقال:
- يخرب بيت عقلك، بتعرف تفكر...
بص للأعور وقال:
- ودي غلطتك. طالما بيعرف يفكر، يبقى مقومتش بواجبك صح. كملوا عليه لغاية ما يبطل يفكر نهائي.
ودا، شوفوا سكينة، طلعوله الرصاصة، وارموه بره المصنع.
قالها ومشي.
الأعور جه ناحيتي هو واللي معاه، فقلت بتعب:
- يا أعور حرام عليك، مبقاش في حتة سليمة. سيبني، وأنا هديك أكتر منه.
رفع كمه، وقال وهو بيقرب مني:
- على عيني يا ابن خالتي.
#كاميليا
لأول مرة أحس إني مهزومة، مفيش جوايا عزيمة، ولا حتى رغبة إني أقوم من مكاني وأكمل اللي بدأته.
صدام وحمزة كانوا دايمًا هما نقطة القوة عندي، واللي قضيت عمري أفكر إزاي أجبلهم الدنيا كلها تحت رجليهم، بغض النظر عن الطريقة.
وفجأة لقيتني بخسر صدام، وبيبعد عني من غير رجعة.
المرة دي، مكنش عندي أمل إنه يرجع، ولا حتى إني أقنعه بحاجة هو مش مقتنع بيها.
ولما دخل علي وأنا قاعدة في أوضتي لوحدي، حسيت إن فيه أمل صغير رجع.
وشي نور، قمت بسرعة وأنا ببتسم بفرحة:
- صدام حبيبي!
لكنه وقفني، ومنعني إني ألمسه، وقال بنبرة جامدة:
- بابا كان عايز يقتل حمزة ليه يا ماما؟
تسمرت في مكاني، لساني اتلجم، وحسيت ان كل حاجة اتكشفت وحياتي وحيات ولادي الاتنين باظت معرفتش ارد ف كمل:
- عرف إيه خلاه يفكر في كده؟
قلت بتوتر:
- إنت بتقول إيه؟ زيدان يقتل حمزة ابني؟!
بصلي بجمود، كان واضح إنه مش مصدقني، هزيت إيده بانفعال وصرخت:
- بتبصلي كده ليه؟ زيدان عايز يقتل ابني؟!
بعد إيده عني، وبصلي باشمئزاز وقال:
- كفاية تمثيل علشان قرفت، قوليلي الحقيقة، علشان مش إنتي الوحيدة اللي ممكن أفهم منها.
- والله؟!، يعني انت جاي دلوقتي تسألني انا ابوك كان عايز يقتل حمزة لية، والمطلوب مني اقول، لا وكمان واضح ان في دماغك حاجة عايز تتاكد منها
- بالظبط، عايز أعرف ليه عمله تحليل DNA؟ وإيه اللي خلاه يشك من البداية علشان يعمله؟
سكت، وبصلي بثبات، كأنه بيتحداني.
صرخت فجأة:
- علشان خنته! آه خنته وخلفت من راجل تاني! هو ده اللي عايز تسمعه، هو ده اللى هيريحك؟!
وشه ما اتغيرش، بالعكس، بصلي بنظرة باردة وقال:
- مش هسألك تاني، جاوبيني دلوقتي، علشان ما أسمعش الحقيقة من بره ويتفضح المستور.
الغضب سري في عروقي، رفعت إيدي وضربته بالقلم بكل قوتي، غمض عينيه وزفر بغضب.
قبضت علي ياقة قميصه وقلتله :
- سكتلك كتير، لغيت ما بقيت تهين أمك!..
دفعته للخلف وتابعت بغضب
- اطلع برا، مش عايزة أشوف وشك تاني! برا!
مسح اثر صفعتي ليه، وبنبرة تهديد قال:
- ماشي، بس افتكري، أنا جيت سألتك بيني وبينك، بس انتي خبيتي ، ف لما أعرف بطريقتي... هنرجع نكمل الكلام.
- غور من وشي! الله يلعنك، برا!!
دفعته برا الأوضة، وقفلت الباب بسرعة.
وبعدين استسلمت لشعور الخوف اللي كنت بحاول اداريه بالقوة الظاهرية قدامه علشان ميشكش فيا اكتر.
مسكت التليفون ودخلت الحمام،
كلمت الراجل اللي مشغلاه وقلتله:
- سيب كل حاجة ، وراقب صدام ، أنا عايزة أعرف كل خطوة بيعملها، كل حاجة تبلغهاني، راح فين، كلم مين. كل حاجة توصلني فاهم ولا لا
#صدام
نزلت بخطوات سريعة، كأن الأرض بتتسحب من تحت رجلي. كنت مش شايف قدامي من كتر الغليان اللي جوايا. مسكت الشنط اللي كانت محطوطة جنب أوضة بابا، ولسه بتحرك، لمحت فيروز واقفة على بعد خطوات. كانت ملامحها مليانة قلق، يمكن من شكلي الغاضب، لكن ولا سألت، ولا حتى حاولت تقرب.
بعدت عيني عنها ومشيت...
ركبت العربية وطلعت في طريقي لشقة
وكان عقلي مشغول بسؤال واحد وهو إزاي أقدر أوصل للحقيقة؟
وكنت عارف كويس قوي، إن كل خطوة همشيها، هلاقي امي سبقاني بعشر خطوات عشان تمنعني اعرف اية اللي مخبياه .
وصلت الشقة، فتحت الباب، ولاحظت السكون الغريب اللي كان مالي المكان، وكأنه مهجور.
دخلت الأوضة، بصيت جوه، ملقتش يسرا على سريرها.
تقدمت خطوتين، ولسه هعدي من الباب، سمعت صوت أنفاس وراه
اتقدمت بهدوء حذر، وأنا متوقع اللي ممكن يحصل بعد ثواني.
ويدوب تجاوزته وبصيت وراه لقيت يسرا بتستقبلني بالسكين!
انقضت عليا زي اللي شايفه شبح.
مسكت إيدها بسرعة وهي بتصرخ:
– هقتلك!
قاومتها، ثبت إيديها على الحيطة، وانتزعت السكين من ايدها
رميتها بعيد، وحاولت أسيطر عليها وهي بتتحرك بعنف، كأنها بركان انفجر فجأة.
عنّيها كانت دامعة، والغضب بيشتعل في نظرتها.
فضلت تصرخ، وتحاول تخربش وشي بايديها وهي بتحلف لا تقتلني ، لكن الجرح شد عليها ، وجسمها مبقاش قادر يستحمل
شيلتها وحطيتها على السرير، وخرجت دورت على الممرضة... ملقتهاش.
رجعت بسرعة، بدأت أقلب في العلاج أدور على أي مسكن.
لقيت واحد، مليت كباية مية، وقعدت جنبها، مديت إيدي أديها الدوا، فوقعت الكباية من ضربة عنيفة منها، وقالت بانهيار:
– هقتلك يا صدام، وحياة ربنا لا أقتلك!
– طيب اهدي وخدي الدوا...
صرخت بانفعال وهي بتلتوي مش شدت الالم:
– مش عايز من وشك حاجة، ابعد عني...
كانت منهارة...
رغم الألم اللي في جسمها، كانت رافضة مني أي لمسة، أي كلمة.
وجودي جنبها كان بيعذبها أكتر من الجرح، وأكتر من فقدان بنتها.
ساعتها فهمت إن أكتر حاجة ممكن أعملها عشان أريحها إني أمشي.
ومشيت...
سيبتها لوحدها.
لا سألت عن الممرضة، ولا فكرت أتصل بالمستشفى أعرف راحت فين.
ركبت العربية وسقت لأبعد مكان ممكن أوصله.
ولما وصلت...
نزلت، وسندت ضهري على العربية، وكأن رجلي مبقتش قادرة تشيلني.
جسمي انزلق على الأرض...
والمرة دي، مكنتش بس مرهق، كنت مهزوم وتعبان ومتدمر نفسياً
#ياسر
لما قالتلي بسنت اللي الراجل قاله لرقية، الخوف بقى مرتبط برجوع حمزة.
مش عايزه يرجع ويفضل هناك ف يصعب علي الراجل الوصول ليه حتى لو قضى الباقي من عمره بعيد عننا.
ولقيت إن ده مش مستحيل، خصوصًا إنه عنده النية، بس القرار كله متعلق برقية إذا وافقت تسافر معاه.
ف قررت أكلم بسنت تاني، أطرح عليها الفكرة، يمكن تقتنع وتقنع رقية تروح معاه.
ولما ردت، دخلت في الموضوع على طول وقلت:
- بقولك يا بسنت، هي رقية عندها استعداد تسافر لحمزة؟
- تسافر ليه؟ دي قالتلي جاي بكرة.
- أقصد تسافر ويقعدوا هناك... هو كان عايز يسيب مصر نهائي.
- بتقول إيه يا ياسر؟ يعني رقية تهاجر وتسيبنا؟
- يا ستي هتسافر مع جوزها، ده لو كانت خايفة عليه ويهمها أمره. كلميها وشوفي، يمكن تكون مستعدة، ونلحق المصيبة قبل ما تحصل.
-أنا خايفة عليه زيكم بالضبط، بس مقدرش أقولها تهاجر ومنشوفهاش.
-أيوه، بس حمزة لو رجع، هتعك.
- وأنا شايفة إن كشف الحقيقة مسألة وقت، سواء قعد هنا أو بره مصر، ف ليه الغربة؟
- يمكن ما يقدرش يوصله هناك... أنا خايف عليه، لو عرف... هتكون نهايته.
- عارفة، بس إنت جنبه، ورقية كمان مش هتسيبه.
-لو الدنيا كلها جنبه مش هيعرفوا يعملوا حاجة. أنا حطيت نفسي مكانه دقيقة واحدة... كنت هتجنن.
- فاهماك ومقدّرة خوفك عليه، بس دي أختي يا ياسر... منقدرش نعيش من غيرها، ومستحيل بابا يوافق.
#رقية
كنت قاعدة في الصالة، النور خافت، والبيت ساكن... كل الأبواب مقفولة، وعقلي مشغول ب غياب حمزة المفاجئ.
كنت ببعتله رسالة ورا التانية، ولكن مفيش رد
كنت خايفة قوي عليه
وعلى الساعة واحدة بعد نص الليل، وأنا ببعتله... الجرس ضرب.
قمت مفزوعة، وتخيلت إن اللي حاولوا يخطفوني رجعوا تاني
قلت بصوت مرتجف :
– مين؟!
– أنا، حمزة... افتحي.
أول ما سمعت صوته، رميت التليفون وجريت من غير عقلي
أول ما فتح الباب، ولقيته قدامي، اترميت بين ايديه حضنته بقوة
اشتياقي ومشاعري ناحيته كانوا هما المتحكمين فيا ومش مخليني مركزة في اللي بعمله.
قفل الباب ورجع يلفها حوليا وبدء بطبع قبلاته علي اكتافي ورقبتي.
دقايق قليلة حسيت فيهم بأني مش مكتفيه منه ولا قريبة بشكل اللي يخليني اكتفي.
ولقيت نفسي بنجرف ليه بكل مشاعري وكأني ركنت دماغي علي جنب وعواطفي هي اللي بتحركني. مسلماله وبمكنه مني بدون اي مقاومة مني
ولكن في النهاية فوقت لما بدء يتنقل بقبلاته وصولا لشفايفي وقتها قلبي بقا يخبط من شدت التوتر.
ديرت وشي الناحية التانية وفلت إيديا وبعدت وأنا مش قادرة أبصله.
ابتسم وقال بانفاس متسارعة
–ايوة كده، قلقتيني عليكي، افتكرت اني حاضن واحده تانية يا شيخة..
بعثرت نظراتي بارتباك وانا بلملم نفسي قدامه ف قال
_ كنتي وحشاني، سيبت عمي وجيت عشان أشوفك..
قلت بارتباك واضح:
– حمدلله على السلامة
– الله يسلمك
تهرّبت من نظراته وقلت :
– وأنا اسفة إني خبيت... أنا بس كنت بـ...
قاطعني بهدوء:
– مش عايز أسمع حاجة، متفتحيش الموضوع ده
حاول يمسك ايدي رجعتها ورايا بارتباك ف ضحك ضحكة خفيفة وقال:
– ايوه هي نفسها متبدلتش، طيب تعالي شوفي جبتلك إيه معايا.
اخفضت جفوني بخجل روحت معاه لغاية الصالون، وقعدنا.
فتح الشنطة، وطلع منها شنطة بلاستيك، وادهالي وقال:
– شوفي وقولي رأيك.
خدتها منه وفتحتها، وطلعت اللي جواها وفردته قدامي.
كان لبس رياضة، خفيف ومكشوف بس شكله حلو
ابتسمت بخجل، وقلت وأنا برجعه مكانه:
– حلو قوي، تسلم ايدك
– جايبلك حاجة تاني، يارب ذوقي يعجبك.
قالها وهو بيطلع كيس تاني من الشنطة، وقال:
– اتفضلي...
فتحته، وشوفت جواه قماشة ستان ناعم بلون الكشمير
ولما طلعتها وفردتها قدامي... لقيته فستان، بس جريء شوية.
قلت :
– هي تركيا مفيهاش حاجة حشمة أبداً، كله كده مكشوف؟
– فيها... بس ده هيكون حلو عليك
قلت بخجل
_ شكراً
ابتسم وقال
_ كان نفسي اقولك وريهوني عليكي بس مش متصور انك توافقي.
تحمحمت وقلت بحرج وانا برجعه مكانه
_ لما ربنا يأذن..
قال بتفاجيء
_ وهو ممكن يأذن بجد
ضحكت وقلت
_ لو أراد، هشيلهم جوه..
#ياسين
كان الوقت متأخر، وهي ظاهرة عندي active.
الشك بدأ يملاني من ناحيتها،
وبقيت بعاند النوم وأنا مستني أشوفها هتقفل إمتى ولما اتأخرت، بعتلها، كنت عايز اشوف السبب اللي هتقوله مقنع ولا ميدخلش الدماغ:
- صاحية يعني؟
متأخرتش في ردها وبعد ثواني ردت وقالت:
- مش جايلي نوم.
- وبتعملي إيه؟
- بسمع فيديوهات.
- طيب، ما توريني بتسمعي إيه؟
بعتتلي فيديو لاتنين بيلعبوا ملاكمة.
ساعتها شعوري بالشك خف شوية وقلت:
- وحشك الجيم؟
- آه قوي، اقدر أروح بكره؟
- تقدري ، هكلم حسن يوديكي.
- ليه حسن؟ أنا مش صغيرة عشان حد يوديني!
- محدش قال صغيرة، بس أنا مش هطمن عليكي وانتي لوحدك
.
- طيب، بلاش حسن... أخلي حد من الأمن أو صدام يوصلني وهو رايح المستشفى.
رجع القلق، ورجع الشك تاني لما جابت سيرة صدام. رديت بحسم:
- حسن، يا إما مفيش مرواح.
- يعني إيه؟
- يعني الكلام انتهى.
- هو إنت ليه بتعاملني زي المسجونة؟
إنت فاكر إني مقدرش أهرب؟
- تقدري طبعاً، وجربي لو حابة تعرفي ممكن أعمل فيكي إيه.
- هتعمل إيه؟
- لما تهربي. هتعرفي، اقفلي الإنترنت ونامي، حسن هيجيلك الصبح.
#حسن
كانت فاتحة لوقت متأخر،
وحاسس إنها مستنياني، زي ما أنا مستنيها بالظبط.
ولكن محدش فينا متجرء يبعت، هي زعلانة وانا بحاول ابعد ومسمحش لنفسي اقرب تاني. مع انها
كانت وحشاني، ووحشني كلامنا مع بعض.
كنت مخنوق، ومفيش حاجة كانت ممكن تفك خنقتي دي غير كلامنا
وفجأة وانا موجود في الشات بتاعها، وصلتلي رسالة من خالي بيقولي فيها:
- كويس إنك صاحي، عايزك بكرة تاخد رحمة وتوديها الجيم. هي هتستناك
قلبي خفق بقوة عند قرأتي لرسالته دي.
رديت بسرعة:
- تستناني فين؟
- لو مش هتدخل الڤيلا استناها أول الشارع.
- طيب هي عايزة تروح الجيم ولا إنت اللي عايزها تخرج؟
- هي اللي عايزة تروح الجيم، وعارف مع مين؟
- مين؟
- صدام
كان باين من كلامه إنه متضايق، بس مش قد ضيقي أنا منها.
ملقتش غير صدام يعني؟!
وفقت، ومكنتش مستني يجي تاني يوم،
علشان أشوفها وأفهم اية حكايتها معاه.
#رحمة
مكنتش عايزة أروح معاه ولا أشوفه تاني، لكن بعد تهديد ياسين، قررت اوافق واول ما الاقي الفرصة اهرب وأبعد عنهم هما الاتنين.
تاني يوم الصبح بدري اتصل بيا، رديت، فقال بجدية مفرطة
_ حسن هيكون عند أول الشارع، الساعة 9، تروحي معاه وترجعي معاه.
حاضر..
قفل السكة من غير ما يضيف كلمة تانية، وده زود إصراري على الهروب.
مكنتش عايزة أكمل في دور الأسيرة اللي هو معيشني فيه.
والساعة تسعة بالضبط خدت الشنطة اللي كنت محضراها، وحاطة فيها لبس الجيم وغيارات أبدل بيهم يكون قدرت أشتري هدوم غيرهم.
وخرجت، ولما وصلت البوابة، الأمن فتحولي من غير ما يسألوني رايحة فين. كان باين إنهم تلقوا أوامر وإنهم مش شاكين في الشنطة، فافترضوا إن ما فيهاش غير لبس الجيم.
خرجت وعند أول الشارع شفت عربية حسن، وهو جواها مستنيني.
وقفت مكاني، أبص حواليا أدور على طريق أهرب منه، ولقيت، بس الأمن كانوا هاياخدوا بالهم.
ومن الناحية التانية، حسن طلع من عربيته ووقف في انتظاري.
روحت على هناك، وعند وصولي ليه، شفت نظراته الجامدة ليا، كأني غلطت في حاجة.
تجاهلت النظرات دي وفتحت العربية ودخلت من غير ما أديه أي اهتمام.
دخل هو من الناحية التانية، ومشي على طول.
وأنا قاعدة، باصة من الشباك، بفكر في طريقة للهروب، جاني صوته فجأة بيقول:
_ إيه حكاية إنك عاوزة صدام هو اللي يوديكي الجيم دي؟
كنت ملاحظة زعل في نبرة صوته وهو بيقولها. بصتله بصة سريعة ورجعت اتجاهله ف قال:
_ دي مش أول مرة ألاحظ إنك بتقربي منه.
بصيت له وقلت:
_ إيه "بقرب منه" دي؟ ثم إنت مالك؟ أقرب، ما أقربش، يوصلني، ما يوصلنيش... دي حاجة تخصني.
سكت شوية يتمالك اعصابه قبل ما يرد.
بعدما كلامي عصبه، قال:
_ لا، مش حاجة تخصك. صدام بالذات أنا قايلك عنه إنه واطي، ولا يؤتمن، وممكن في لحظة يبيع عمه علشان يرضي غروره.
_ اه ما انا كنت مصدقاك... لحد ما عرفتكم إنتوا الاتنين.
_ وعرفتي عننا إيه بقى؟
سكت، محبتش أرد وأتكلم في نفس الموضوع وأقلل من نفسي أكتر من كده.
ف قال:
_ ما تردي، عرفتي إيه؟ طيب أنا طلعت ابن كلب، بس هو أقنعك بإيه؟ إنه طيب وغلبان وراجل شهم؟
_ من غير ما يقول حاجة، هو فعلًا كده. وهحرم من دلوقتي أصدق كلام عن حد أنا ما عرفهوش.
زم شفايفه وقال:
_ يعني إنتي دلوقتي شايفاه شخص محترم، ومش فاكرة اللي قولتهولك عنه؟ وعن اللي عمله؟
_ المشكلة مش فيه.
استفزته كلمتي، وقال بعصبية، أول مرة أشوفه بيها:
_ لا، يعني إيه المشكلة مش فيه؟ أمال المشكلة في مين؟ في أنا قصدك؟
مردتش، فقال بعصبية:
_ متسكتيش، ردي عليا! المشكلة في أنا؟!
قلت بتعند :
_ آه يا حسن، المشكلة فيك انت. الحب والجواز ما ينفعوش مع اللي زيك.
_علشان جبان، مش كده؟
مردّتش، فتابع بعصبية:
_ أنا مش جبان، ومفيش أسهل من الخناق! أنا قولتلك إني كنت بدخلها الأوضة علشان أعرف الحكاية، ولو كان في سبب قد كده مخليها تتجوزه وهي مش راضية، ماكنتش هسيبهاله.
بس هي اتجوزته بمزاجها، وقالتلي عايزة راجل! يعني ماكنتش شايفاني راجل.
كنت هاخدها ليه؟ كنت هعمل مشاكل علشان واحدة مش عايزاني ومش مالية عينيها؟
إنتي بتتكلمي عن اللي تاعبك وبس، ما بتفكريش غير في نفسك.
مع إن لو حد تاني غيري، كان يا إما استغل طريقتك دي، يا إما فضحك!
وجعتني كلامه، لاول مره احس اني كنت غبية وحكمت عليه غلطت.
قلت:
_يفضحني؟!
_ أيوه، يفضحك يا رحمة، لو كان حد غيري بس انا لا.
إنتي فاكراني ما بحسش؟ وجبان
بس انتي غلطانة، لو إنتي متعذبة قيراط، أنا بتعذب 24 قيراط!
اللي متجوزك ده خالي، اللي رباني، واللي بيثق فيا أكتر من أي حد، مينفعش علشان اثبتلك اني مش جبان وراجل اجي اقولك ده انا...
مقلهاش، احتشدت الدموع في عيني، وقلت:
_لا، وعلى إيه؟ بلاها فضايح. نزلني... عايزة أدخل حمام.
_ رحمة، أنا مش قصدي أزعلك... بس إنتي مش فاهمة حاجة.
_ دلوقتي فهمت. نزلني.
تنهد وقال:
في مطعم قريب، قربنا نوصله.
سكت، وهو كمل لحد ما وقف عند المطعم.
فتحت العربية، وخدت شنطتي، ونزلت من غير ما أستناه، وأسرعت بخطوتي لجوه علشان أتوه منه.
حسن
كان شكلها مش طبيعي، حسيت إنها ناوية على حاجة.
نزلت من العربية ومعاها شنطتها، ودي كانت أول حاجة شكتني.
نزلت وراها، وشوفتها وهي داخلة الحمام بداخل المطعم.
وقفت بعيد أراقب، وبعد لحظات شوفتها بتطلع راسها من الحمام وبتبص حواليها، ولما شافتني رجعت تاني جوا.
ساعتها اتأكدت إنها بتفكر تهرب.
فضلت واقف مكاني، عيني مبعدتش عن الحمام لحظة ممكن تقدر تهرب فيها لحد ما كررت نفس الحركة ولما لقتني رجعت تاني
قربت ووقفت قدام الباب استناها
لكن الويتر شافني وندهلي وهو جاي ناحيتي. بصتله وقلت وانا بتقدم ليه
_ نعم؟
_حضرتك واقف قدام حمام السيدات، وده ممنوع.
_ أختي اتأخرت جوا، مستنيها تخرج وهنمشي.
_ولو، ابعد شوية، ولو في حاجة نخلي واحدة من البنات تشوفها.
_ أوكي... متأسف.
استدرت علشان أرجع، ولما لفيت شوفتها بتجري في آخر الطرقة.
جريت فورًا وراها، بس لما وصلت مكانها، ملقتهاش...
كانت كأنها فص ملح وداب.
خرجت أدور عليها في الشارع، شمال ويمين، مفيش أي أثر.
كنت خايف من رد فعل خالي أكتر من خوفي عليها...
مكنتش هعرف أقوله إيه.
فضلت ألف وأسأل أي حد عنها، لحد ما تعبت.
طلعت تليفوني وكلمتها، مردتش.
بعتلها رسالة:
"رحمة، بلاش جنان... ارجعي."
مردتش، بقيت واقف مكاني هتجنن، مش عارف أدور فين.
رجعت عشان آخد العربية وادور عليها، ولما وصلت سمعت دوشة جوه المطعم.
وقدرت اميز صوتها.
اسرعت علي هناك، ولقيتها واقفة وسط العمال والزباين، مخبية شنطتها ورا ضهرها، وبتقول:
_ أنا مش حرامية! ومش هتشوفوا حاجة!
دخلت وسط الزحمة وقلت:
_ في إيه؟
بصتلي بغيظ وقالت:
_إنت إيه اللي رجعك؟
_إنتي تخرسي دلوقتي.
وجهت كلامي للويتر:
_في إيه يا أستاذ؟
_لقيناها بتتخفى، وطلبنا منها نفتح الشنطة تشوف فيها إيه، رفضت.
قالت بعصبية:
يعني هكون حاطة فيها فراخ وطبيخ؟! دي شنطتي! داخلة بيها، وانا مش حرامية، وابعد من وشي قبل ما اكسرلك صف سنانك!
قال:
_يا آنسة متتعبيناش، قدامك حل من اتنين يا نفتش الشنطة، يا نطلب البوليس.
قلت
_ بوليس اية يااا
قبل ما انهي جملتي، ضربته بلكمة في وشه، وقع علي الارض، وقالت وسط صدمة الناس:
_ وادي تهمة، عشان لو ملقوش حاجة في الشنطة.
الويتر وقف بمساعدة اللي حواليه، وقال بغضب للي معاه:
_اطلب البوليس.
تقدمت عنها وقلت:
_ بوليس إيه حضرتك؟ دي مجنونة... معاها شهادة معاملة أطفال.
شدتني من دراعي وقالت بعصبية:
_مين دي اللي مجنونة؟!
_ إنتي... مش بتخرجي تضربي في الناس بالليل؟
التفيت ليهم وقلت:
أنا آسف بالنيابة عنها... وهي مش حرامية، الشنطة فيها لبس جيم بس هي بجد مجنونة
الراجل اللي ضربته قال:
_ يا رب تكون هربانة من العباسية... هتتحبس يعني هتتحبس.
اتحركت ناحيته وقالت بعصبية:
_ طيب، إيه رأيك؟ هقول إنك اتحرشت بيا وقطعتلي هدومي! يا متحرش يا ابن الـكلب...
قالتها وهي بتشق كتف الفستان.
غطيت كتفها بسرعة وقلت بنرفزة:
بتعملي إيه؟ الكاميرات بتصور كل حاجة!
_مطت بوقها بعبس، ولفت عينيها حوالين المكان، ولما شافت الكاميرا بلعت ريقها بصتلي وقالت بخفوت:
_ وأنا إيه عرفني؟ قولت تهمة قبال تهمة... يتنازل، أتنازل.
_ حسبي الله ونعم الوكيل... اسكتي، وأنا هتصرف.
بصتلي بامتعاض وقالت.
_ هتتصرف قوي قوي، يا ابو التصاريف انت
رفعت ايدي عليها وقلت
_ انتي هتخرسي ولا اسيبهم يحبسوكي
قالت بمكابرة
_ هسكت بس علشان مصغركش قدامهم ويقولوا عليك مش راجل
رمقتها بغيظ ورجعت ليهم وقلت:
_ انا متأسف جدًا، زي ما قولت لحضراتكم، هي مش طبيعية، ولو على الشنطة، أنا أفتحها.
قربت أخدها، ف رجعتها وقالت:
_ لاااا، الا الشنطة
_ ليه؟ مش هيسيبونا نمشي إلا لما يشوفوها!
_ فيها حاجات ما ينفعش تتشاف!
_إيه اللي ما ينفعش يتشاف دلوقتي؟! هاتي!
شدّيت الشنطة وفتحتها وأنا بقول:
أهو لبس الجيــ...
سكت فجأة لما طلعت قطعة ملابس داخلية، والكل شافها ف ايدي.
بصتلي، وقالت بعبوس:
_ما أنا قولتلك.
_الله يخرب بيتك!
بصيت للجماعة وقلت بحرج:
_ سوري... ممكن واحدة من الستات تفتشها؟
الشنطة اتسلمت لواحدة منهم.
والراجل قال:
_حتى لو مفيهاش حاجة، برضو هتتحبس.
اندفعت ناحيته، لحقتها وقلت:
_اسكتي شوية، هتوقعينا في مليون مصيبة!
_مش سامع بيقول إيه؟!
_مالهوش حق، ومحبكها! دي يدوب ضربة في وشه، رحمة، اسكتي أرجوكي!
_ ماشي، هسكت، لأني اتخنقت.
رجعت أتكلم معاهم، واقنعتهم إنها مش بوعيها، ودفعت تعويض للراجل، وبعد كلام ومحايلة، رضي.
ف خدتها هي والشنطة وخرجنا.
ركبتها العربية، ورزعت الباب وراها.
ركبت من الناحية التانية، ومشيت ف
قالت:
_أوعى تفتكر عشان خرجتني من المشكلة إني هرجع معاك... نزلني، والا هنجري ورا بعض لحد ما تزهق.
_أنا بحب الجري... اجري، وبرضو مش هسيبك إلا لما أوصلك من مكان ما جبتك.
قالت بانفعال:
_ أنا همشي يعني همشي، ومش هيفرق معايا لا إنت ولا خالك
قابلت انفعالها بهدؤء مزيف.
عكس الضيق اللي حاسس بيه بسببها وبسبب الوضع اللي انجبرت اكون فيه.
زاد انفعالها وقالت:
_وقف العربية!
كملت سواقة، متجاهل عصبيتها، وفجأة شدت الدريكسيون، العربية حوجت، وكنا هنخبط في عمود!
وقفتها بسرعة، وقلت:
_إنتي اتجننتي؟! كنتي هتلبسينا في العمود!
الدموع بدأت تلمع في عينيها، وقالت:
_مش هبطل غير لما تسيبني أمشي... أنا مش عايزة أعيش معاكم.
اتكتمت عصبيتي قدام دموعها وقلت بنبرة اهدا:
_هتروحي فين لوحدك؟! انسي خالي، بس إنتي ملكيش مكان تروحيه.
_ اروح في اي مصيبة تاخدني المهم عندي مقعدش في البيت ده، ياحسن ونبي سيبني امشي انا لو كملت هناك هموت، ولا أنتوا عايزين تموتوني؟
_ هدي نفسك يا رحمة، إحنا خايفين عليكي.
قالت ببكاء:
_ كداب! والله كداب! مفيش حد بيخاف عليا... وسايبني لعبة في إيد خالك
مسكت ايدي وتابعت بترجي ودموعها بتسقط من عينيها بغزارة
_ سيبني أمشي بالله عليك... مش إنت اللي قلتله مكاني؟ سيبني زي ما كنت السبب في اللي أنا فيه!
مسكت ايديها وقلت
_ مقدرش أسيبك تمشي، إزاي أسيبك؟! إنتي كنتي هتموتي أكتر من مرة، وممكن يحاولوا يقتلوكي تاني!
خليهم يقتلوني... أنا عايزة أموت، افتحلي بقا حرام عليك...
مردتش، بس قلبي كان واجعني عليها... وعلى نفسي، لأني مش قادر أعمل حاجة ومجبر اسكت وانا شايفها في الحالة دي.
وانا شايف كل يوم بيعدي وبيقربنا من الفرح وكل اللى بأيدي اعمله اني اقف معاه واباركله انه هيتجوزها وهي مش عايزاه ومش عايزة غيري انا.
تعبت ويأست مني.
فقدت الامل ف أني ممكن امدلها ايدي واساعدها
ف بعدت ايدها عني ورجعت تحاول تفتح الباب بالعافية، وهي بتزعق:
افتح بقى!
#رحمة
حاولت أفتح الباب وأنا منهارة من العياط.
كنت شايفة الدنيا كلها جاية عليا، والشخص الوحيد اللي كنت شايفاه طوق نجاة ليا سايبني بغرق قدامه وبيتفرج عليا بقلب بارد.
بعد محاولات كتير اني افتح الباب تعبت، ورجعت قعدت مكاني أبكي في صمت.
وبعد دقايق قليلة، وإحنا لسه واقفين لقيت إيده بتلمس وشي وبتدوره ناحيته.
بصيت له، وعنيا غرقانة بالدموع.
مسح وشي بلمسة حنونة كانت قادرة تمسح الحزن اللي جوايا.
طالعت عينيه، وشوفت نظراته اللي اتغيرت تمامًا... كانت فيها عاطفة وحب.
قربني لحضنه، ضمني ليه، وقال:
_ انا اسف، متزعليش..
حاولت ابعد عنه وانا بقول ببكاء
_ مش عايز منك اسف ولا عايزة اسمع منك اي كلام، سيبني
ضمني ليه اكتر وقال بتردد
_ لا هتسمعي.. أنا عارف اني بعمل غلطة عمري دلوقتي، ونتايجها مش هتعجبني ولا هتعجبك،
بس أنا بحبك، ومش مبسوط وأنا شايفك لحد غيري، ولا مبسوط وأنا شايفك بتتعذبي لوحدك.
في لحظة جفت الدموع من عيني.
بعدت عنه، وبصيتله بعدم استيعاب.
قالها بجد مش بحلم، قلت:
– بتحبني؟، انت قلت بتحبني بجد
أومأ بالإيجاب، وقال بابتسامة باهتة:
– بحبك، وانتي عارفة كده كويس
رجعت دموعي تتجمع في عيني، وقلت:
– مش مصدقة إني بسمع الكلام ده منك.
– ولا أنا مصدق إني بقوله وبخون خالي... بس أعمل إيه؟ مش قادر أسكت أكتر من كده.
انتي فكراني مش حاسس بيكي، ومتهمنيش، بس انتي غلطانة انا كنت بتعذب زيك ويمكن اكتر وكله علشان خالي وخوفي اني اجرحه
– وليه نتعذب، لما انت عايزني، وأنا عايزاك.
احنا ممكن نقول لخالك كل الحكاية ويطلقني ونتجوز
قال بضيق
– مش بالبساطة دي.
أنا لو كنت شايف إنها هتتحل كده، كنت قلتله من زمان ..
– ما هو لو مفهمش بعد ما نقوله كده، يبقى أناني، ومبيفكرش غير في نفسه،
وساعتها ملناش دعوة بيه
– عمره ما كان أناني، بس انتي مش هتفهمي هو بيفكر إزاي.
عموماً... هنفكر، وإن شاء الله نلاقي لها حل.
أومأت بالإيجاب، واندفعت لحضنه بسعادة
ريحت راسي على كتفه، وقلت:
– ومش هتسافر، صح؟
مسح على شعري بحب، وقال:
– ودي مشكلة تانية... هحاول ألاقي لها حل.
– متسافرش ونبي يا حسن.
– خايفة متشوفينيش تاني؟
– أيوة طبعاً..
– بتحبيني يا رحمة؟
بعدت عنه، وقلت بدهشة:
– وبتسأل بعد كل ده؟
ابتسم ولسه إيده على مؤخرة راسي، وفجأة قبض علي شعري وحد من نظراته، وقال:
– ولما هو كده... إيه اللي قربك من صدام وانتي عارفة إني بكرهه؟
– إيــــــه؟
شد قبضته على شعري اكتر، وقال: إيه؟ أنتي؟ إيه اللي مخليكي تكلميه؟
طيب وشهم... مش كده؟، ورايحة تضربي الراجل وكنتي هتحبسينا النهارده