رواية احزان رهف الفصل الاول1والثاني2 بقلم سحر فرج


 رواية احزان رهف الفصل الاول1والثاني2 بقلم سحر فرج

فى منطقه عشوائيه في احدى احياء القاهرة الكبرى تعيش فتاه جميله اسمها رهف الطالبه بكليه الطب جامعه عين شمس في منزل بسيط من عدة طوابق حيث تعيش مع والدها الحاج حسن الذي يعمل بإحدى المصانع الكبرى وهو مصنع الحديد والصلب منذ أكثر من الثلاثون عاما

فهو رجل مكافح منذ الصغر

وتعيش رهف ايضا مع والدتها واخوتها عمر الطالب بكليه التربيه الرياضيه جامعه حلوان واختها رغد الطالبه بكليه الاداب جامعه القاهرة.

ظروفهم الماديه متوسطه الحال ومع ذلك تربوا على التقرب إلى الله دايما لان التقرب الى الله يفتح جميع الأبواب المغلقه.

فى السادسه صباحا من كل يوم تستيقظ الام لتجهيز وجبه الافطار وقبل اى شىء تتوضأ وتقوم بصلاه ركعتين الى الله وتدعوا لأولادها ولزوجها دايما وبعد الصلاه تقوم باعداد الافطار لجميع أفراد أسرتها وتقوم بايقاظ الأب واولادها جميعا ويتجمعون على سفره صغيرة وسط جو عائلى جميل.

الاب، صباح الخير يا ولاد.


رهف، يسعد صباحك يا بابا

عمر، صباح الفل يا حاج

رغد، صباح العسل يا عم حسن يا حبيبى وتقوم رغد باحتضانه.

رهف، ايوا يا سى بابا ماشيه معاك الدلع كله والبكش من البت رغد دى.

الاب، يا ستى سيبيها براحتها دى اخر العنقود خليها تتدلع براحتها يا عالم مين يعيش لها ويشوفها عروسه. انا خلاص حاسس ان نهايتى قربت يا بنتى.

رهف، بعد الشر عليك يا بابا ماتقولش كده وربنا يخليك لينا.

الام. ليه الكلام اللى يزعل ده بس يا ابو رهف على الصبح كده. ربنا يخليك ليهم يا حاج ويفرح قلبك بيهم وباحفادك انشاء الله.

عمر، ايه يا عم حسن الدراما دى ربنا يديك الصحه ويخليك لينا يارب.

رغد. حبيبى يا سحس ماتقولش كده بعد الشر عليك يا روح قلبى.

الاب: ربنا يخليكم ليا يا حبايب قلبى ويفرحنى بيكم كلكم.

ويبدأ الكل بتناول الطعام في حب وموده بين الجميع. وبعد الانتهاء يقوم الاب بتوزيع مصروف بسيط على اولاده قبل ان يذهب على عمله.

وتذهب رهف ورغد الى حجرتهم ويقوموا بتغير ملابسهم وتجهيز انفسم للذهاب الى كلياتهم.

وبعد ساعه تقريبا وامام الباب الرئيسي للكليه يقف ميكروباص ابيض اللون وتنزل منه رهف وتدخل الى الداخل لتصل حتى الكافيتريا وتقابل زميلاتها ريهام وسلمى زملائها منذ المرحله الثانويه.

رهف، صباح الخير يا بنات.

ريهام، اهلا اهلا ست رهف لسه بدرى يا هانم.

رهف، ايه يا بنتى انتى دول يا دوبك عشر دقائق تاخير مش اكتر المواصلات كانت زحمه شويه.

سلمى، سيبك منها يا رهف. اصل البت ريهام دى هانم السواق بتاعها بيجيبها ويوديها كل يوم ومش بتحس باللى احنا بنعانيه يا اختى كل يوم في المواصلات والزحمه والبهدله اللى بنشوفها.

ريهام، ايه يا ست سلمى انتى كمان ايه الحقد والحسد اللى على الصبح ده.

رهف بضحك بصتلهم وقالت، خلاص يا ريهام دى سلمى بتهزر انتى مش عارفه لسانها يعنى عامل ازاى.

سلمى، اه بهزر والله يا ريهام ماتزعليش منى يا اختى.

رهف، بطلوا رغى بقى ويالا بينا علشان نلحق المحاضرة بتاعتنا قبل ما الدكتور يدخل قبلنا ويدينا كلمتين حلوين.

وفعلا راحوا البنات على المحاضرة قبل الدكتور ما يدخل وحضروها وبعد حوالى ساعتين خرجوا على بره ينتظروا ميعاد المحاضرة التانيه ليهم.

وفى اخر اليوم الدراسى خرجوا بره الكليه كلهم والسواق الخصوصى لريهام كان في انتظارها وركبت معاه بعد ما ودعت أصحابها ورهف وسلمى ركبوا الميكروباص زى كل يوم وكل واحدة فيهم روحت على بيتها.

رهف وصلت بيتها وطلعت على فوق وفتحت باب الشقه بالمتاح بتاعها ودخلت ولقت مامتها في وشها.

رهف. السلام عليكم يا ست الكل.

الام. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا يا حبيبتى حمد على سلامتك.

رهف. الله يسلمك يا سوسو يا قمر انت وحشانى يا ماما.

الام. تسلميلي يا حبيبه قلبي يالا روحى غيرى هدومك وتعالى علشان نجهز السفرة زمان بابا واخواتك جايين والاكل كله جاهز في المطبخ.

وانا هاروح اخد دوش سريع كده واغير لبسى عقبال ما الكل يجى.

رهف. حاضر يا ست الكل ثوانى وهابقى عندك عقبال ما تخدى الدش اكون انا غيرت هدومى في السريع، فوريرة يا سوسو واكون اودامك.


وفعلا دخلت الام الحمام وخدت دوش واتوضت وخرجت صلت العصر وفي الوقت ده كانت رهف غيرت لبسها وبدأت تجهز السفرة.

أفراد الأسرة كلهم كانوا وصلوا وراء بعضهم وكل واحد فيهم دخل على الحمام وغسل أيده بعد ما غير لبسه، واتجمعوا زى كل يوم على سفرة واحده عائليه ومع هزار عمر وضحكه المستمر ورخامته المستمره مع رغد اللى كانت بترخم هي كمان عليه وده اللى كان مخلى الكل يضحك عليهم وهما بيتغدوا في جو عائلى جميل.

خلصوا غداهم والبنات قامت ساعدت الام في شيل الاطباق وعملوا الشاى وقعدوا مع بعض وكل واحد كان بيحكى عن اللى عمله في يومه.

وبعد شويه كل واحد دخل على اوضته علشان يستريح شويه من اليوم المتعب اللى كل واحد فيهم مر بيه سواء الشغل او الدراسه وزحمه المواصلات.

رهف ورغد راحوا على اوضتهم وشغلوا موسيقى هادئه وناموا على سرايرهم وكل واحده فيهم مسكت موبايلها.

وعمر دخل اوضته وشغل اللاب بتاعه وبدأ يلعب مع أصحابه مطش كورة زى كل يوم او لعبه بابجى.

وفى أوضه الاب والام كان الاب نايم على السرير وكانت الام بتقرأ في المصحف الشريف وفجأه شعر الاب ببعض الألم في راسه وتغير لونه وبدأ يتوجع من شده الالم فقامت مراته بسرعه وقربت منه وقالت: خير يا حاج مالك في ايه تعبان ولا ايه؟

الاب بصوت ضعيف: مش قادر راسى يا ام رهف وجعانى جدا وحاسس بتعب شديد فجأه وفي ثوانى مكملش الكلمه الا وغمض عينه.

الام بخوف ورعب: حاج حسن. حاااج حسن

وعلى صرخه واحده قالت: الحقونى يا عيال. الحقوا ابوكم بسرعه.

حاج حسن حااااج حسن

رهف ورغد اتصدموا اول لما سمعوا صوت وصرخه أمهم وجريوا بسرعه وخرجوا من اوضتهم وفي اللحظه دى كان عمر هو كمان خارج من اوضته.

رهف بخوف وحزن: في إيه يا عمر بابا ماله؟

عمر وهو بيجرى في اتجاه اوضه امه رد وقال: مش عارف مش عاااارف

وجريوا التلت اخوات بكل رعب وقلق ودخلوا اوضه امهم وابوهم واتصدموا من المنظر اللى شافوه اودام عيونهم.

الاب كان نايم على السرير والام جنبه بتعيط بحرقه وخوف.

الام: الحقينى يا رهف يا بنتى الحقى ابوكى بسرعه الحقوا ابوكم.

جريت رهف على ابوها بسرعه ومسكت أيده على طول وحست بالنبض بتاعه بس كان ضعيف جدا فقالت: اطمنى يا ماما ارجوكى متعمليش كده في نفسك.


ان شاء الله هايبقى كويس وبخير.

الام: ابوكى في ايه يا رهف. ابوكى ماله قوليلى يا بنتى؟

رهف بحزن: النبض ضعيف ولازم نتصل بالمستشفى. وبصت لاخوها وقالت: اتصل يا عمر بسرعه بعربيه الإسعاف.

عمر. حاضر يا رهف حااااضر وجرى على اوضته بمنتهى السرعه وجاب موبيله ومسكه ومن كتر خوفه وصدمته أيده كانت بترجف ومش عارف يطلب ايه بالضبط وحس أنه تايه ومش مركز لثوانى. وحاول يركز وطلب رقم الاسعاف على طول وبلغهم بالعنوان واترجاهم يجوا بسرعه.

وفعلا بعد أقل من عشر دقايق كانت وصلت عربيه الإسعاف ونقلت الأب على أقرب مستشفى.

وعمر كان وقف تاكسى بسرعه في الشارع وركب هو وامه واخواته البنات وراحوا على طول ورا عربيه الاسعاف.

ووصلوا اودام باب المستشفى والمسعفين دخلوا عم حسن بسرعه على اوضه الطوارىء.

ودخل وراهم عمر بوالدته واخواته ووقفوا في انتظار اى حد يخرج ويطمنهم.

عمر كان بيحاول يطمن والدته على اد ما يقدر علشان خاطر صحتها وكمان كان بيهدى اخواته البنات رهف ورغد اللى كانت حالتهم صعبه جدا وكانوا خايفين جدا على باباهم.

وفجأة...

باب الطوارىء اتفتح وخرج الدكتور وبصلهم كلهم والكل جرى عليه بالهفه.

عمر: طمنا يا دكتور ارجوك بابا عنده ايه؟

الدكتور بحزن وتأثر بصلهم بأسف وقال. خير انشاء الله بس لازم نحجز الوالد بسرعه في الرعايه المركزه.

عمر بصدمه بص للدكتور وقال. ليه يا دكتور بابا ماله وحصله ايه؟

الدكتور. للأسف الشديد الحاج الضغط عِلى عليه وعمله جلطه على المخ والحالة خطيرة جدا وفي اسرع وقت هاننقله على الرعايه المركزه.

الام بحزن وعياط: لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. استرها يارب.

والبنات بدأت تعيط جامد حتى عمر غصب عنه دموعه خانته ونزلت من عيونه.

الكل في ذهول وصدمه وحزن من كلام الدكتور.

رهف حاولت تتمالك نفسها اكتر ومسحت دموعها وقالت: اللى تشوفه حضرتك يا دكتور.

وبسرعه دخل الدكتور وبلغ الطقم الطبى بنقل الحاله على الرعايه فورا وعمل الازم ليه وفعلا قاموا بنقله ومنعوا الزيارة خالص عنه لحد ما الحاله تستقر.

الكل بره كان مش مصدق اللى حصل وكانت الام ورغد عمالين يعيطوا جامد ورهف ماسكه نفسها هي وعمر مع أن الحزن والوجع والألم اللى جواهم كان كبير جدا.

بس كانوا عاوزين يكونوا متماسكين علشان خاطر امهم واختهم الصغيرة كمان، وكان عندهم امل بربنا كبير أن باباهم يقوم بالسلامه على خير.

وبعد كام ساعه من وجود الاب بأوضه الرعايه المركزه الحاله كانت خطيرة وبتزداد سوء رغم كل المحاولات اللى الأطباء بيعملوها لانقاذه.

وكان طول الوقت تحت الأجهزة والتنفس الصناعى وكان معاه اتنين من الداكترة الكبار وبعض الممرضين بيحاولوا يسعفوه.

وبرة كان واقف زوجته واولاده بيدعوله انه يقوم لهم بالسلامه.

وطلع النهار وعدت ساعات طويله وعدى عليهم الوقت زى الدهر وكان يوم طويل جدا وجه الليل والاب حالته زى ما هي وبالعكس بدأت تتدهور اكتر والاجهزة وقفت فجأه وجريت الممرضه بسرعه تطلب الدكتور اللى فعلا جه في ثوانى ودخله وبدأ يكشف عليه ويشوف الحاله وصلت لايه وحاول يعمل صدمات كهربائيه لكن للاسف...

وبعد دقايق معدودة خرج الدكتور من حجرة الرعايه المركزه ملامح حزينه والكل جرى عليه وقال: انا اسف يا جماعه الحاله كانت صعبه جدا البقاء لله.

اول ما قال كده بدأت البنات تصرخ جامد وتعيط بحرقه على موت ابوهم وسندهم في الدنيا والقلب الطيب والحنين اللى هايتحرموا منه للابد.

والام كمان كانت بتعيط بحرقه على شريك عمرها وحبيب حياتها وزوجها اللى كانت بتعتبره كل شىء ليها في الدنيا.

قرب عمر من امه وحضنها وحاول يهديها رغم وجعه وحزنه هو.

وراح حضن اخواته البنات رهف ورغد اللى كانت حالتهم صعبه جدا جدا وغصب عنه بدأ يعيط هو كمان على موت ابوه واللى كان بيعتبره طول عمره صاحبه واخوه الكبير والاب الطيب الحنين.

ورجع حاول يهدى امه ويواسيها وباس ايديها ورأسها ومسح دموعها ومر عليهم الوقت كأنهم في كابوس كبير مش قادرين يصحوا منه.

وكأن اللى بيمروا بيه وشعروا بيه ده مجرد مشهد في فيلم متوقعوش حدوثه في التوقت ده.

عمر حاول يتمالك نفسه شويه علشان يقدر يعمل الاجراءات اللازمه من تصريح وغسل ودفن والده. واتصل بعمه الوحيد احمد وبلغه خبر وفاه والده واتصل كمان ببعض قرايبه وبلغهم الخبر.

وفى حاله من الصدمه الكل كانوا وصلوا المستشفى ووقفوا مع عمر واخواته في الظروف اللى زى كده.

وقاموا بدفن الاب في مقابر العائله الخاصه بيهم.

الليل كان ليل وكانوا اقاموا سرادق عزاء كبير امام منزلهم وجه ناس كتير جدا من زملاء ابوهم في المصنع.

وجميع جيرانهم واقاربهم واصدقاء عمر وانتهى اليوم الطويل بحزن كبير وفقدان عمود هذه الأسرة واساس كيانها وسندهم وضهرهم.

ومشى كل اللى كانوا موجودين بعد العزاء ومفضلش معاهم غير عمهم احمد اخوا المرحوم الصغير.

قام وقف وبص لعمر وقال: عمر يا ابنى انت دلوقتى راجل البيت ده لازم تحافظ عليه وعلى اخواتك البنات وعلى الحاجه والدتك زى ما كان بابا موجود بالضبط. انا عارف انك راجل وادها وأدود يا عمر ربنا يعينك يا ابنى ويقويك وانا موجود في اى وقت تحتاجونى فيه انا عمكم يا ابنى واخوا المرحوم الله يرحمه ودايما هاكون معاكم في اى وقت ومش عاوزك تتحرج منى لا انت ولا حد من اخواتك.

عمر. متشكر جدا يا عمى ربنا يخليك يارب ويديك الصحه، واخواتى وامى في عنيا الاتنين ده شىء اكيد اطمن.

احمد، انا عارف يا ابنى انك راجل واخويا خلف راجل. ربنا معاك يا حبيبى


2=رواية أحزان رهف للكاتبة سحر فرج الفصل الثاني

ومع كل كلمه كانت بتخرج من بوق عمهم احمد كانت بتقطع قلب رهف ورغد ويزدادوا في العياط بحرقه وحزن على ابوهم اللى مات وسابهم في الدنيا لوحدهم وعلى حنيته وطيبته اللى هايتحرموا منها فجأه. وعلى الاب اللى عاشوا معاه أحلى وأجمل الذكريات طول حياتهم.

وعن لمتهم ساعه الاكل كل يوم على سفره واحدة وقت ما يرجع من شغله تعبان وهلكان وعمره ما اشتكى ليهم ولمتهم كل يوم في شهر رمضان على الفطار وصلاه التراويح معاه وقعدته في وسطهم كل ايام العيد

الام كان قلبها حزين جدا وموجوعه على فراق شريك حياتها والايد الحنينه عليها اللى عمرها ما شافت حاجه وحشه من ناحيتها ابدا. بس في نفس الوقت مش عاوزة تظهر الوجع ده ألالم اللى حساه علشان خاطر عيالها.

وبعد شويه نزل عمهم احمد وودعهم ووصاهم على بعض ورجع على بيته وساب عيال اخوه حسن في حزن شديد وحاله صعبه جدا بسبب موته، اللى كان بيعتبره أحمد دايما الاخ الكبير والسند والصديق.

رهف دخلت هي ورغد على اوضتهم. وقعد عمر يتكلم مع والدته شويه.

وبعد شويه كل واحد فيهم دخل على اوضته بعد يوم طويل جدا مروا بيه وعاشوه.


وراح كل واحد فيهم لسريره بس من غير ما يغمض عيونه، كل واحد بدأ يعيد شريط حياته ويفتكر اجمل واحلى ذكرياته بأبوه.

رهف: بدأت تفتكر لعبه وهزاره دايما معاها. وافتكرت كمان لما كانت صغيرة واول يوم ليها في المدرسه لما راح وصلها لحد الباب وودعها وكمان افتكرت لما كان بيقعد يزاكر معاها دايما ويفهمها اللى هي مش عرفاه بمنتهى السهوله. ولما كبرت شويه وجابت مجموع كبير في الثانويه العامه ودخلت كليه الطب زى ما هو كان بيحلم دايما انها تكون دكتورة كبيره ومشهورة يفتخر بيها اودام الناس ويشاور عليها ويقول بنتى الدكتورة رهف وغرقت في دموعها.

اما اخوها عمر هو كمان كان نايم على سريره بيعيد شريط زكرياته مع ابوه وافتكر علاقته بيه وحبه الشديد ليه وافتكر نزوله كل يوم جمعه مهاه علشان يصلوا في الجامع. وافتكر تشجيعه وفرحته دايما بيه وبنجاحه في كل مراحله الدراسيه لحد ما دخل الجامعه وبقى راجل يعتمد عليه.

عمر غصب عنه دمعه من عيونه نزلت وقال: سيبتنى بدرى اوى يا بابا كنت لسه محتاجك جنبى بس اوعدك انى هافضل راجل زى ما ربتنى وعلمتنى وهاكون سند لأمى واخواتى دايما اطمن يا حبيبى.

اما رغد البنت الصغيرة الرقيقه اللى كانت اخر العنقود وكانت اكتر واحده متعلقة بأبوها. كانت قاعده على سريرها وضامه رجلها زى الطفله. وكانت عماله تعيط بحرقه ووجع وانهيار بس بدون صوت، كانت بتعيط من جواها من غير ولا دمعه من شدة الصدمه، وبدأت تفتكر لعب وهزار وضحك ابوها ودلعه ليها. تفتكر حنيته وطيبته وقلبه الابيض. تفتكر سهره وقعدته معاها ايام امتحانتها في الثانويه. تفتكر دعائه ليها في صلاته. واللى وجعها اوى لما افتكرته اخر مرة شافته فيها وهو نايم في سريره ومش بينطق ولا يرد وهي بتنده باسمه لاخر مرة في حياتها.

طلع النهار عليهم كلهم وكل واحد فيهم كان لسه نايم في اوضته. بس امهم كانت صحيت من بدرى او الاصح مجلهاش نوم خالص وقامت واتوضت وصلت ودعت ربنا كتير انه يرحم جوزها ويصبر قلبها وقلوب عياله على فراقه وفجاه سمعت جرس الباب بيرن. فقامت من على المصليه وفتحت باب اوضتها وراحت ناحيه باب الشقه وفتحت على طول وأتفاجأت بمريم بنت جارتها وعشرة عمرها وهي شايله صينيه كبيره عليها اكل كتير.

الام بحزن بصتلها وقالت: صباح الخير يا مريم.

مريم: صباح الخير يا خالتى انا اسفه أنى صحيتك في وقت زى ده. بس انتى عارفه ماما كويس صحيت من بدرى وقالتلى اجيب لحضرتك صينيه الفطار دى علشان تفطروا كلكم مع بعض. علشان عارفه كويس انكم تعبانين من امبارح وحضرتك مش قادرة تعملى حاجه وقالتلى اجبها ليكى يا خالتى بالهنا والشفاء.

الام: ليه كده يا مريم يا بنتى ماما تتعبت نفسها. والله يا بنتى ما حد صحى لسه وكلهم لسه نايمين ومين اصلا فينا اللى ليه نفس للاكل ولا الشرب.

مريم: انا اعمل ايه بس يا خالتى انتى عارفه ماما كويس وهارفه لما تصمم على حاجه. وقبل ما تكمل كلامها...

فتح عمر باب اوضته واتفاجأه بمريم واقفه وشايله صنيه في ايديها مع امه فقرب ناحيه والدته وباس ايديها ورأسها وعيونه جت على مريم وقال بحزن: صباح الخير. اذيك يا مريم.


الام: صباح الخير يا ابنى.

مريم بصتله بكل حزن واتصدمت من منظره والتعب والارهاق اللى واضحين عليه

وقالت: صباح الخير يا عمر والبقاء الله معلش انا معرفتش اشوفك امبارح خالص علشان اعزيك في عم حسن الله يرحمه.

عمر بحزن بصلها وقال: ونعمه بالله يا مريم وحاول أن يتمالك نفسه علشان خاطر امه واستاذن ودخل على الحمام.

وفى اوضه رهف ورغد كانت البنات صحيت واستغربوا من رن الجرس والصوت اللى سامعينه بره. ففتحوا باب اوضتهم وخرجوا على طول واتفاجئوا لما شافوا مريم.

فسلموا عليها وفضلت تواسيهم شويه وتصبرهم وبعدها استاذنت على طول ورجعت على شقتها.

الام: يالا يا حابيبى انا هاروح اعملكم شاى باللبن ومريم هي وامها جهزوا ليكم فطار كمان اهو انتم على لحم بطنكم من امبارح وكده مينفعش.

عمر كان خارج من الحمام وسمعها وقال: لا يا امى اعذرينى ماليش نفس.

الام بحزن: علشان خاطرى يا ابنى اشرب حتى الشاى باللبن واقعد في وسط اخواتك.

عمر بحزن وتردد وانه بقى مسئول عن اخواته وامه بصلها وقال: حاضر يا امى.

رهف عيونها على امها وعلى الوجع اللى فيهم والتعب والارهاق وعلشان خاطرها هى

قالت: حاضر يا امى علشان خاطرك يا حبيبتى هاشرب الشاى باللبن بس خلى حضرتك مستريحه انا هاروح اعمله واجيبه على طول.

رغد: معلش يا ماما انا مش هقدر اكل ولا اشرب حاجه خالص سامحينى.

عمر ورهف بصوا ليها علشان تفهم اللى هما عاوزين يعملوه علشان خاطر امهم وصحتها بس للاسف هي مفهمتش.

الام بصتلها وقالت: علشان خاطرى يا رغد يا حبيبتى الشاى باللبن بس وحيات بابا عندك

وبدون قصد ومن غير ما تحس اتملت عيون رغد بالدموع اللى نزلت على وشها على طول وافتكرت ابوها.

وغصب عنهم كلهم الام هي ورهف عيطوا على عياط رغد. وعمر خدها في حضنه وطبطب عليها بكل حنيه وحاول يعوضها عن حنيه ابوها اللى فقدتها. بس للاسف مفيش شىء في الكون يقدر يعوض اى حد عن

حب وحنيه وطيبه الاب

عدى اسبوع على وفاه الاب وقرر كل واحد فيهم انه يرجع لكليته ودراسته ومع بدايه يوم جديد صحى الكل من بدرى واولهم الام اللى راحت على المطبخ علشان تحضرلهم احلى فطار ورهف ورغد جهزوا لبسهم ولبسوا وراحوا يساعدوها

يتبع 
                  الفصل الثالث من هنا


تعليقات



<>