
رواية بلقيس وانا الفصل الحادي عشر11 والثاني عشر12 بقلم هيام شطا
البارت الحادى عشر ❤️❤️ وقفت بشموخ بجانب ذلك الكرسى المتحرك الذى يجلس عليه الدكتور إبراهيم الحديدى ابيها
وقفت بأبهى صورها وكأنها ملكه متوجه تعلوا حولها همهمات الحاضرين وفلاشات الكاميرات تنير المؤتمر الصحفى المهيب
مهيب فى كل شئ
فى الدعاية و الصحافة وايضا إسم الشريك الجديد عزيز التهامى أشهر رجال الأعمال
وقفت تحاور الصحافة وتجيب على كل الاسئلة بثقه مطلقة وكأنها ملكة متوجه اتخذت من إسمها نصيبا أنها الملكة بلقيس.
وقف عزيز بجانبها ترك لها دفة الحوار وكان يجيب بثقة مثلها ينظر لها اليوم نظرة مختلفة عن أى يوم
نظرت فخر
إعجاب
وايضا غيره
نعم غيره
رغم إحتشام تلك البدلة النسائية التى ترتديها
رغم هدوء زينتها
رغم بساطة كل شئ بها إلا أنها شهية كقطعة فاكهه هى الأخيرة على وجه الأرض يريد تذوقها ولكنها محرمه عليه
فهو منذ أن كان عند دره وتهيأت له صورتها أمامه وهى بطلة أحلامه وواقعه
نفض كل تلك الأفكار المنحرفه عن رأسه عندما جاءه السؤال مباغتا من أحد رجال الصحافه
مستر عزيز رجل أعمال و حضرتك ناجح فى مجال التجارة ايه يخليك تستثمر فى مجال الطب وخصوصا أنه مش مجالك
نظر له بكل ثقه وأجاب
والله السوق والتجاره علمتنى أن مفيش حاجه إسمها مجالى ومش مجالى
طالما اقدر انجح فى المجال ده يبقى ليه ما نجربش ونخوض فيه
سأله الصحفى مرو أخرى ولكن تلك المرة بسماجه وتصميم على اغضابه وخروجه عن هيأته المرتبه المتزنة
وايه مخليك مطمن انك ممكن تنجح
وخصوصا ان مجال الطب والأدوية معقد ومش زى مجال المال والأعمال
مش يمكن تخسر
علت الهمهمات حولهم
ونظر لأعين بلقيس بجرأه ومسك يدها أمام الجميع وقال بعد أن أخذ نفسا عميقا ورسم البرود على وجهه الذى علته بسمة شريرة
وقال بثقه.
أنا مطمن أن فلوسى هتكسب الضعف تلاته ويمكنك عشرة علشان شريكى الدكتور ابراهيم اسمه كفاية ونجاحه قبل كدا وشهرته مش محتاجه كلام وكلكم عارفينه
كمان بنته ومديرة المستشفى الدكتوره بلقيس
اسمها كفايه أنه يكون سبب نجاح أى مستشفى أنا واثق فيها وأنها هتكون بعد توفيق ربنا سبب فى نجاح المستشفى. ووقوفها تانى مرة كأشهر مستشفى فى مصر
والوطن العربى
نظر للجميع وقال بثقه وهو يترك يد بلقيس ويدفع كرسى الدكتور ابراهيم للداخل
المؤتمر خلص شكرا لحضور الجميع
................ ......
وقفت فى مكتبها تتأمل حديقة مشفاها التى تحولت إلى البهجة والجمال كحال المشفى.
وقفت وقد عصفت فى رأسها الظنون مره أخرى
ترى لماذا أقبل على شركاتهم
ولكنها نفضت أى ظنون عندما رأت ضحكت ابيها وآسيا وايضا
يونس الذى أصبح كالعلكة الملتصقه بأختها منذ أن وافقت عليه
تسائلة مره أخرى.
أهو ساحر
لقد حول كل شئ حولها إلى النقيض
خسارة ابيها
حولها مكسب واستثمار قوى
انهيار عائلتها اصبح نجاح
حزن اختها وضياعها أصبحت مشرقه تتفتح مثل براعم عادت للحياة
ابتسمت وقالت بصوتها الجميل وهى لا تعى لمن خلفها الذى دلف منذ قليل ووقف صامتا يتأمل شرودها
ساحر
وكأنه مسك عصاية الساحر وحول كل حاجه فى لحظه
ثم ابتسمت بجمال
حين تحدث خلفها بصوته الأثر وهو يسألها
مين
التفتت له ومازالت بسمتها على وجهها
لم تتفاجئ أنه خلفها ولم تسأله
كيف دلف وكأنها حفظت تلك العادة عنده
يدخل مكتبها دون استأذان
سألها مرة أخرى ولكن تلك المره يبدو الإلحاح فى صوته
هو مين
قالت بمراوغه
هو مين ايه.
قال لها مباشرة دون مراوغه
هو مين الساحر
يهمك تعرف
سإلته ومازالت تراوغه فى الحديث
اكيد
أجابها بإصرار تلك المرة
قالت بصدق
انت يا عزيز
نظر لها تلك المرة ولم يكن وجهه صفحة خالية التعبير كما هو حاله معها ولكنه كان به لمعة جديدة عليه احتلت سواد ليل عينيه
قال بصدقة
انا معملتش حاجه أستاهل عليها كلامك ده
قالت بصوت ملأه الإمتنان
ازى تقول كدا
انت دخلت حياتى غيرتها 180درجه من الحزن للفرح
من الياس مليتها امل
من الخراب اللى كان مالي حيتنا والمستشفى للنجاح والافتتاح العالمى ده ولسه بتقول معملتش
ثم نظرن له بعيناها الساحرة وقالت
انت فعلا ساحر
ضحك بخفه وهو يتقدم ناحيتها وانتهز لحظه كلامها الصريح وايضا الجميل وعفويتها بالحديث وسألها بمكر.
دا على كدا أنا فعلا ساحر
طيب مسحرتش حاجه تانيه
نظرت له ببلاهه والأن فقط وعت على حديثها العفوى الذى كان مجرد
امتنان لما فعله معها ومع عائلتها
قالت بتلبك بعد أن ذادت خفقات قلبها
من قربة المهلك لها
حاجه تاااااانيه ايه
أجابها بقليل من المرح وهو يشبع عيناه بهيئتها الخجولة وكأنها ابنة السابعة عشر ولم تمر بتجربة زواج او أصبحت على مشارف الثلاثين
حاجه تانية سحرتها وأنا مش واخد بالى بما انى ساحر
خفضت عيناها بعد أن كادت وجنتيها أن تنفجر من الدماء المندفعه إليها
وقالت وهى ترجع وتجلس على مقعدها
لاء مفيش
سألها والعبث فى عينيه .
متاكدو
اه
وقبل أن يسترسل فى حديثه علا صوت الطرقات على باب المكتب ودلف يونس وقال بلهفه
عزيز انت هنا وأنا بدور عليك
التفت له وسأله بنفس صوته المرح
خير يا دكتور يونس
قال يونس بلهفه وفرحه
مش هنتفق مع دكتور ابراهيم ولا ايه
قال عزيز بمحبه تفيض لأخيه
طبعا يا حبيبى هنتفق
يلا إسبقنى وأنا جاى وراك اخد منه ميعاد بكره نقرأ الفاتحه ونتفق على ميعاد الخطوبة والفرح
قالت بلقيس باعتراض.
فرح ايه يا عزيز احنا متفقين خطوبه بس علشان الحالة النفسيه لآسيا
أجابها عزيز بعد أن أشار ليونس أن يسبقه
حاله نفسيه ايه يا دكتورة اكيد ويونس معاها هيىراعى ده كويس
ثم اقترب مرهة آخرى منها وقال .
بمزاح
هو أنا مقولتش لك
سالته بإهتمام قولتلى ايه.
أجابها بصوت جاد ولكنه يمازحها.
اصل يونس هو كمان ساحر
نظرت له وتصنعت الدهشة وهى تقول
بجد هو كمان ساحر.
سايرها فى مرحها الذى بداه هو
وقال وهو يهمس بجانب أذنها.
ايوا أصلها وراثه فى عيلتنا
ثم نظر لها وغمز بعينه بشقاوه وهو يتركها ويغادر
ولم يغادر وحده
بل سرق منها دقة من دقات قلبها الذى تعالى بقربه وكأنه بالفعل ساحر
......بلقيس وانا بقلمى هيام شطا...
عادو سويا بعد انتهاء حفل الإفتتاح وبعد أن اتفقوا مع الدكتور ابراهيم على موعد زيارتهم غدا لاتمام خطبة يونس وآسيا
سال عزيز يونس
هتيجى معايا نقول للحاجة مره تانيه.
قال يونس وهو يظهر عليه علامات التردد
أنا خايف من رد فعل ماما يا عزيز انت شوفتها اخر مرة عملت ايه
.
.يعنى هتروح تخطب من غيرها يا يونس
انت شايف ايه
قال عزيز بعقلانيه
أنا شايف أننا لازم نقول لها ونقنعها يا يونس ماما هى اللى لنا فى الدنيا
هتف يونس باعتراض
ايوا أمى هشيلها فوق راسى واتحايل عليها كمان
انما يا عزيز انا مش هاخد عمك معايا ولا هاخد رأيه فى حاجه كفايه ان اللى حصل لآسيا ابنه كان سببه
هدأ عزيز من سرعة سيارته ونظر لأخيه وقال له بجديه
أهدى يا يونس انا بكلمك فى ايه وانت قلبت على ايه
مش هاخد حد منهم اصلا الموضوع حساس واكيد زيارة عمك مش مرحب بها عند عيلة الدكتور ابراهيم
أنا كلامى عن امنا لازم نقنعها تيجى معانا
قال يونس بينما هدأ من حديث أخيه
خلاص يلا نروح لها وربنا يقدم اللى فيه الخير
................... .......
وقف خلفها يتأملها وهى تمشط شعرها الفاحم
اخذ منها فرشاة الشعر واكمل هو تمشيط شعرها.
قال وهو يستنشق شعرها بعبيره المسكر
انتى حلوة أوى يا رحيل
نزلت كلماته على قلبها وكأنها مطر على صحراء اشتاقت للمطر الذى بدأ فى الهطول بعد سنين عجاف
نظرة له بأعينها البريئة وسألته
بجد يا يوسف انت شايفنى جميلة
أجابها بوله وهو يقترب منها يمنى نفسه بقبله يشبع بها شوقه لها
انتى أجمل واحده شافتها عينى
ولكنها ابتعدت عنه بعد أن كاد ينول مراده وقالت وهى تفرك يدها بخجل
يوسف انا خايفه
تراجع للخف وقال وهو يحك رقبته من الخلف
ولا يهمك لسه العمر قدامنا
سالته وهى تترجى منه جواب يطمأن قلبها ويريح عقلها. وينزع منه الشكوك
أنا ايه بالنسبه لك يا يوسف
أجابها بعد لحظه من التردد فهو مازال متخبط فى المشاعر لم يستقر على أرض ثابته
انتى مراتى وبنت خالتي
لم يقل اهم شئ
انتى حبيبتى لم ينطق بها ولكنه محق
وايضا صادق فهو لم يخدعها بل طلب منها أن تتحمله حتى يصبح انسان جديد
نظر لخيبة الامل المرتسمه فى عيناها
وقال وهو مشفق عليها .
أنا عارف انك مظلومو معايا بس انا بحاول اتغير اصبرى عليا
إجابته بمحبه
وانا صابرة يا يوسف بس اوعدنى متجرحش قلبى تانى.
قال بصدق .
عمرى ما هجرحك تانى
ثم مال عليها وطبع قبله حنونه على وجنتيها وقال لها.وهو يبتسم .
هشرب سيجارة فى البلكونه واجيلك
اومأت له بهدوء بينما هو خرج الشرفه ورأسه به الف سوأل وسوأل
هل يستطيع الحفاظ على وعده لها
هل يستطيع أن ينسى اسيا التى ارادها وبشده
ولكنه فقدها للابد بسبب غبائه وسوء تخطيطه وصديقه الندل الذى اختفى ولكنه لن يتركه قال بينه وبين نفسه.
هلقيك يا هانى وهشرب من دمك
وفى نفس الوقت دلف عزيز بسيارته إلى حديقة البيت نزل منها والضحكه تعلو وجهه وايضا نزل يونس
ما أن راهم يوسف حتى غلت نار الحقد فى قلبه فعزيز اخباره تملاء مواقع التواصل الاجتماعى وهو كما يقولون (ترند)
بما فعله مع عائلة الدكتور ابراهيم الحديدي وكيف استطاع هو ويونس فى سبعة أشهر أن ينسوا الناس ما حدث وكل ما يتحدث عنه الان هى تلك الصفقه العظيمه التى أصبحت حديث الجميع وايضا الحديث الذى ظهر على حياء من ارتباط اسيا بيونس التهامى
عندما دلفوا إلى البيت
غلت نيران الكره والحقد فى قلبه فكيف ليونس ان ياخذ ما هو حقه
نسى كل شئ
نسى وعده منذ قليل مع رحيل
كل ما حركه هو الانتقام من أبناء عمه .
فكيف يصبح وحده شرير الروايه سيكونوا كلهم والا لن تكون هناك روايه
خرج والغضب يحمله ويعمى عينيه
وقبل أن يكمل السلم وجد زينب تقول بإصرار
برضوا مصمم يا يونس انا قولت لك الف مرة انا مش موافقة
البنت دى مش شبهنا ولا احنا شبها
قال يونس وهو يحاول أن يسيطر على غضبه .
ايه يا امى مخليك تقولى كدا
والله اسيا انسانه جميله ومن عيله ومظلومة
قالت زينب بغضب
لو كانت زى ما بتقول كدا ايه وداها شقة عمك مع شاب غريب
قال يونس بإنفعل ابن عمى وصاحبه ضحكوا عليها ولقوها متخدرة
قالت بإصرار .
لاء يا يونس مش هى دى اللى أأمن عليك معاها
نزلت كلماته زينب على إذن يوسف الذى مازال يسترق السمع وكأنها طبول الفرح
نزل بكل هدوء وابتسامه شامته تعلوا وجهه وقال وما زالت نظرته الشامته تعلوا وجهه
وخلاص يا دكتور اسمع كلام ماما زينب واصرف نظر عن جوازة العار دى
سمع يونس تلك الكلمات التى نزلت عليه وكأنها حمم بركانيه
هدر فى يوسف بإحتدام وهو يتجه له
احترم نفسه يا زفت ومتدخلش فى الموضوع ده
مسك عزيز أخيه ونظر إلى يوسف وقال له
اطلع اوضتك يا يوسف ملكش دعوه بالموضوع ده
وان مطلعتش
قال يونس والغضب مشتعل فى صوته
هكسرك واطلعك على كرسى
جلس يوسف فى المقعد المواجه لزوجة عمه وقال بإستفزاز
مش طالع واللى انت قادر عليه اعمله
ثم أكمل كلامه بحقد وغل.
وبعدين يا دكتور يونس انت من امته وانت بتحب اسيا وعاوزها
اسيا دى تخصنى
لم يتمالك يونس نفسه من الغضب نفض يد عزيز عنه ولكم يوسف لكمه طرحته أرضا
صاح بغضب
اسيا متخصكش
اسيا خطيبتى وكلها ايام وهتبقى مراتى
مسك عزيز يونس يبعده عن يوسف بينما زينب صرخت فى ابنها
يونس انت اتجننت
ثم نظرت ليوسف وقالت بغضب.
اخرس يا يوسف انت متجوز
هدر يوسف وقد اعماه الغضب ونار الغيره اشتعلت فى قلبه كيف ليونس ان يحصل عليها وهو لا
أنا متجوز جوازة مصلحه اطلع بها من القضيه انما أنا بحب اسيا وعملت فيها كدا علشان اكسر عينها واتجوزها وترضى بيا
لحظة صمت غلفت المكان بينما يوسف بكل غباء ألقى الحقيقه كامله أمام يونس وعزيز وايضا زينب التى انهارت على مقعدها وحقيقه واحده علمتها
إذن هو الذئب وآسيا هى الضحية
واخيرا علت شهقه شقت السكون خرجت من قلب رحيل قبل فمها
ونزلت بملابسها البيتيه ونظرة ليوسف والدموع تنزل من عيناها
قالت بصوت مذبوح
طلقنى وانهى جوازة المصلحة
ثم انطلقت خارج البيت لا ترى أمامها إلا صورة ابيها وهو يحذرها
وكلمه واحدة تتردد فى أذنها
هتندمى وبكرا هترجعى
كان خليل عائد إلى البيت وجد رحيل تجرى وكأنها تهرب من سجن بملابس البيت مجرد بيجامه نوم محتشمة
جرى خلفها ينادى عليها
رحيل رايحه فين رحيل
ولكن لا حياة لمن تنادي
أسرعت فى جربها غابت عنه فى أول الشارع
علم أن خطاه الثقيله لن تواكب جريها عاد ليأخذ سيارته وجد ابنه يجرى مقابل له ساله بلهفه
مشفتش رحيل يا بابا
قال بغضب
عملت ايه يا متخلف
صاح يوسف وهو يستغيث به .
مش وقته شوفتها.
قال بغضب فى اخر الشارع
خد العربيه والحقها
عاد إلى السيارة
لكى يلحق بها
أوقفت رحيل سيارة أجره وقف لها ذلك الرجل الاشيب الذى تعاطف مع هيئتها المبعثرة.
قالت برجاء .
لو سمحت وصلنى العنوان اللى هقول لحضرتك عليه.وهديك اللى انت عاوزة
فتح لها ذلك الرجل الباب وقال انت بخير يا بنتى .
قالت ودموعها مازالت تنهمر بخير بس لو سمحت اطلع بسرعه
لم ينتظر الرجل كلمه منها أخرى وانطلق بها رأت سيارة خليل مقابله عليهم نزلت براسها إلى المقعد لختبئ من يوسف ولا يرها
كل ما تريده الآن أن ترتمى فى حضن ابيها ولا تريد غيره ...
البارت الثاني عشر ❤️❤️. انطلق السائق ذو القلب الرحيم برحيل وهو يشق بسيارته سكون الليل إلى أن وصل إلى تلك القرية الساكنة كسكون الليل الهادئ وايضا المخيف نظرت رحيل حولها تحاول أن تتذكر أين منزل ابيها وكيف لها أن تتذكر وهى لم تأتى هنا الا مرات معدودة
المنازل ليست بكثيرو لأنهم مازالوا فى أول القرية
سألها السائق
هى دى البلد يا بنتى
قالت وهى تنظر حولها.
ايوا هى معلش يا سطا ادخل فى البلد شويه.
توغل السائق فى عمق القرية
الهادئة الغارقة فى الظلام لم تتعرف على مكان منزل ابيها.
سألها السائق مرة أخرى
مفيش معاكى تليفون أو فاكره رقم حد من أهلك يا بنتى
قالت وهى تنظر إلى المنازل حولها بيأس فهى لم تحضر اى شئ من بيت خليل سوى ملابسها التى تسترها فقط
لاء مفيش معايا
ثم أكمل السائق طريقه وسألها مره أخرى
ايه يا بنتى معرفتيش البيت
قالت وعيناها تبحث عن وذاكرتها تحاول أن تتذكر مكان منزل ابيها
اصلى بقالى سنين كتير مجتش هنا
سألها السائق بعد ان بحث معها فى القريه عن منزل ابيها
ها يا بنتى معرفتيش البيت
إجابته بيأس وعيناها مازالت تسكنها الدموع لاء
قال لها بصوت حنون
طيب يا بنتى أهدى احنا هنروح عند المسجد اللى فى أول البلد والفجر لسه عنه أقل من ساعه اكيد الناس بدأت تروح المسجد تصلى نروح نسأل هناك
وكأنها اهدى لها طوق النجاة
قالت بلهفه عندك حق يا عمو اكيد أهل البلد عارفين بابا هو العمدة
نظر السائق لها مرةأخرى ولهيئتها المشعثه
وتعجب ولكنه لم يسألها ولكن الف سوأل وسوأل دار فى رأسه
اى اب هذا الذى لا تعلم ابنته عنه شئ
أو عن بيته
وقف أمام المسجد ينتظر أى شخص يمر إلى المسجد بعد وقت قليل وجد شخص يقترب من المسجد يفتحه
صاح السائق بلهفه
لو سمحت يا شيخنا
وقف الشخص واقترب منه السائق الطيب ساله بسماحة وجه
عندما اقترب منه وجده شاب ويبدوا أنه فى الثلاثينات من عمره
لو سمحت يا ابنى
اجابه الشاب
اؤؤمرنى
الأمر لله وحده يا ابنى
فيه واحده معايا بتدور على بيت أهلها
مش عارفه توصله
نظر له الشيخ وسأله
أهلها من البلد
قال السائق بتأكيد
ايوا يا ابنى هى عارفه البلد بس نسيت البيت
سأله مرة أخرى
أهلها مين
اخرجت رأسها من السياره وقالت بلهفه
الحاج سالم عمدة البلد بس
صعق الشاب قال والدهشه تعلو وجهه رحيل بنت عمى سالم
هتف السائق بفرحه
تعرف أهلها يا ابنى
ايوا يا حاج دى بنت عمى
نظرت له وهى تفتح باب السيارة وتقول ودموعها تغرق وجهها واخيرا وجدت من سيوصلها لبر الامان
لو سمحت وصلنى بيت بابا
ثم نظر إلى خاتم زواجها باهظ الثمن
وخلعته من يدها
ودفعته فى يد السائق وقالت وهى تشكره بأمتنان
اتفضل يا سطا ده بيعه وهيجيب لك اجرتك وزياده
نظر السائق إلى الخاتم وقال بسماحه
خلى خاتمك معاك يا بنتى ثم هم لينصرف ولكن الشاب كان له رأى آخر
قال
والله ما ينفع تمشى يا سطا انت كتر خيرك جبت بنت عمى لازم تيجى معانا تاخد واجبك
امتنع السائق بتهذيب ولكن الشاب أصر قال وهو يجلس بجوار السائق
أنا . على سعيد عمران، ابن عم الحاج سالم عمران وفى مقام ابن عم مدام رحيل
اتفضل معايا وكتر ألف خيرك على اللى عملته معاها
ثم نظر إلى هيئتها لم يتحدث معها خلع عنه عبائته التى كان يرتديها وعطاها لها. وقال بتهذيب
البسى دى
......................
جاب شوارع القاهرة كلها يبحث عنها
وكأنها كما يقولون فص ملح وذاب
لم يجد لها أى أثر
عاد إلى ابيه مرة أخرى مع بداية شروق الشمس
وجد ابيه يجلس فى وسط بهو البيت واضع وجهه بين يديه والف سيناريو وسيناريو يدور فى رأسه
لقد رأى رحيل تهرب من ابنه
وكأنها تخرج من الجحيم
وجد يونس وعزيز وايضا زينب مجتمعين
سألهم بلهفه.
فيه ايه يا زينب
لم تجيبه بل نظرت له بشمئزاز
وتركته وتركت ولديها وغادرت
وقف عزيز أمامه بعد أن تركهم يونس وانصرف هو الآخر دون أن يجيب بكلمة
بينما عزيز نظر له وقال وهو يعنى كل كلمة
يوسف هد المعبد اللى بقالك سنين بتنيه فوق دماغه والمرة دى مفيش كدبه تقدر تصلح بها عمايل ابنك حاسب يا ...عمى
أضاف اخر كلماته بستهزاء قاتل
علم خليل أن ابنه
وقبل أن ينصرف عزيز جذب خليل يده وقال هو أيضا
المعبد لو اتهد هيبقى فوق دماغنا كلنا يا عزيز
نفض عزيز يد عمه وقال وهو يغادر
كل واحد يشيل شيلته يا خليل بيه
بعدها بثلاث ساعات دلف يوسف وهو فاقد الأمل
نظر إليه خليل وسأله
فين مراتك
ملقتهاش
وقف أمامه وصاح بغضب
ملقتهاش ولا ضيعتها بغبائك
عملت ايه يا يوسف.
قال يوسف وهو يدعى اللامبالاه
معملتش حاجة
هدر خليل وقد عمى الغضب عينيه
معملتش امال لوكنت عملت كانت هتموت نفسها
قال يوسف وهو يدير له ظهره
كدا أحسن لها.
رحيل حد نضيف انت ليه مصمم توسخها معانا
سيبها فى حالها
صاح خليل
انت رابح فين
لم يجب يوسف عليه بينما قلبه يحترق من الخوف على رحيل يريد أن يجدها يطمأن عليها وايضا يعطيها حريتها فهى ثوب نظيف لم يدنس بينما هو تدنس بكل المعاصى
صاح خليل مرة أخرى
رد عليا رايح فين وسايب مراتك
قال يوسف لكى ينتهى من أبيه.
هغير وأروح للحاج سالم اكيد رحيل هناك
بلهفه ساله خليل .
عرفت منين
قال يوسف بإقرار حقيقه.
ملهاش غير ابوها تروح له خلاص يا بابا المسرحية خلصت وكل واحد أولي باللى ليه
بلقيس وانا بقلمى هيام شطا........
دلف على مع السائق إلى حديقة بيت العمده سالم عمران
وقفت خلف على عندما تقدم أمامها وقال للسائق
ثوانى يا سطا اسم الكريم ايه
فوزى يا ابنى
ثوانى يا عم فوزى وراجع لك قال السائق بتهذيب
لاء يا ابنى انا كدا وصلت الامانه وسيبنى ارجع لاولادى الله يرضى عليك
لم يعارضه على اخرج من جيبه رزمه ماليه ودفعها فى يد السائق.
قال السائق وهو بعيد له المال مرة أخرى
ده كتير يا ابنى
قال على وهى يعيد إليه المال مرة أخرى
مفيش حاجه كتير عليك يا راجل يا طيب انت كتر الف خيرك
اجابه فوزى وهو يودعه انا معملتش حاجه
قال على وهو يغلق باب السيارة .انت حميت بنت عمى والله اعلم كان هيحصل لها ايه لولاك
ودعه وانطلق السائق ليعود لتلك التى التفت فى علبائته لم تتحدث بنبت كلمه لكن شهقات بكائها مازالت تتحدث
تقدم أمامها وطرق باب منزل عمه عدة مرات
فتح له شاب فى العشرين من عمره.
ساله بلهفه
شيخ على خير يا رب حصل حاجه
قال على للشاب
كل خير يا مراد نادى لعمى سالم
قال مراد طيب اتفضل.
دلف على ووراه رحيل وهى مازالت تنظر إلى الأرض.
ساله مراد بقلق
مين دى يا علي
قال على بقتضاب
نادى بس لابوك يا مراد
ذهب وعاد بعد لحظات
بيصلى الفجر وجاى
نزلت زوجة أبيها مهروله عندما اخبرها مراد أن هناك امرأه بصحبة الشيخ على
سألته بلهفه
فيه ايه يا على ومين دى اللى معاك
تنحى على جانبا بينما مازالت رحيل تنظر إلى الأرض
هتفت منى بخوف
مين دى يا على
اقتربت إلى رحيل قال على بعد صمت طويل
دى رحيل بنت عمى سالم
اندفعت منى بقلب لهيف إلى رحيل ورفعت وجهها وجدتها تبكى ملتشحه بتلك العبائه ومبعثرة الهيئه
احتضنتها منى بحنان وهى تسأله رحيل يا حبيبتي بابنتي ايه حصلك
لم تجيب عليها بينما وجدت ابيها ينزل درجات السلم الخشبى هروله وهو يهتف بخوف
رحيل بنتى
احتضنها بشوق وقلبه يكاد يقف من الخوف عليه
لا يدرى ما حدث لها ولا ما الذى اوصلها لتلك الحالة وكيف استطاعت أن تصل له وما الذى جمعها بعلى ابن أخيه
وقبل أن يسألها
قال على بتعقل
معلش يا أم مراد خدى رحيل تغير هدومها وترتاح شويه وبعد كدا اقعد معاها يا عمى تكون ارتاحت هى برضوا جايه من سفر.
قالت منى بمحبه وهى تسند رحيل
تعالى يا حبيتى تعالي ياحبيية قلبي
اخذتها وانصرفت أما على فحكى لعمه كل شئ.
سأله سالم بخوف
يعنى مش عارف حصل لها ايه
اجابه بصدق
لاء يا عمى وياريت تسيبها ترتاح وبكرا اسالها واعرف منها كل حاجة
ثم قام لينصرف.
أوقفه سالم وقال له
مش عارف أشكرك ازاى يا على
اجابه على بتهذيب
أنا معملتش حاجة يا عمى دى أختى الصغيرة وربنا الي حماها وسخر ليها ولاد الحلال الي تحافظ عليها وتردهاللك بخير ياعمي
تركه وانصرف ولكن الاسئلة نخرت عقل سالم بينما هزمه الخوف على ابنته وصعد ليطمأن عليها
..............................
جاء الصباح وانتصف النهار واوشك على الانتهاء وهى مازالت نائمة وكأنها لم تنعم بالنوم طيلة عمرها استيقظت على صوت حنون ينادى عليها
رحيل
فتحت عيناها وجدت ابيها ينظر لها بحنان وهو يقول.
اصحى يا حبيبتي كل ده نوم اعتدلت فى جلستها وقالت لأبيها.
صباح الخير يا بابا
قال لها بحنان مساء الخير يا حبيبتي اعتلت وهى متفاجئه
احنا امته
قال بمحبه وهو يجلس بجوارها المغرب يا حبيبتي
قالت والدهشه تعلو وجهها
ياه انا نمت كتير
نوم الهنا يا روحى
يلا علشان تتغدى معانا انا وأخواتك دى منى عملالك اكل هتكلى صوابعك وراه
قامت وهى تعتدل فى وقفتها وترتدى إحدى ملابس منى تلك السيدة الحنونة التى غمرتها بالحنان حين كانت معها تبدل لها ملابسها وتهتم بها وهى مدمرة من تلك الحقيقة العارية التى ألقاها يوسف أمامها
انها مجرد سيتار يحمى به نفسه من التورط فى قضية اغتصاب ابنة الدكتور ابراهيم
نزلت مع ابيها وجدت طاولة الطعام ممتلاه بكل ما لذ وطاب ووجدت ثلاث شباب وذلك المدعو على الذى قابلته أمس وايضا تلك الحنونه زوجة أبيها.التى هتفت بمحبه وفرحة
البيت نور يا حبيبتي والدار بقى فيها قمر ينورها
قالت بخجل
مرسى يا طنط
اجابتها منى بحنان طنط ايه يا روحى انا ماما منى وانتى بنتى الكبيرة زيك زى اخواتك
قال سالم وهو يجلسها على الطاولة
ده مراد اخوك اصغر منك بتلت سنين عنده عشرين سنه
وده هشام اخوك عنده سبعتاشر سنه
وده محمود اخوك الصغير اخر العنقود عنده خمستاشر سنه
ثم أشار لعلى وقال وهو يقف بجانب ابن أخيه بفخر
وده ابن عمك الكبير على اومأت له ببسمه ممتنه
ولكنه لم ينظر لها أو يبتسم كما فعلت ويبدو أنه صامت لا يتحدث مع أحد
....................... ............
سال يونس أمه برجاء قبل أن يتركها يعنى مصممه على رايك يا ماما
قالت زينب
روح يا حبيبى للناس وان شاء الله ربنا يقدم لك اللى فيه الخير
قال عزيز
الخير هيبقى معانا يا أمى لو كملتى فرحة يونس.
قالت زينب بمهادنه
هتكمل أن شاء الله يا حبيبى
ثم دفعتهم للخارج وقالت بمرح
يلا قبل العروسة ما ترجع فى كلامها.
ذهبوا دون امهم ولكن قلب يونس اطمأن أن أمه ستفكر فى أمر اسيا من جديد فهى لم تعترض أو تمنعه وهذه إشارة خير كما يقولون
......................
وقفت أمام المراه تضع لها اخصائية التجميل آخر لمساتها على وجهه البهى
قالت بلقيس وهى تقترب منها
ايه الجمال ده يا سو قمر يا روح قلبى
سألتها اسيا بفرحه
بجد يا بلا أنا حلوة
قالت بلقيس بحنان
أجمل عروسة فى الدنيا يا روح قلبى
نظرة لنفسها مره أخرى وصممت أن تأخذ حظها من السعادة من الدنيا وطالما هناك من يقف أمامها ويعطى لها السعادة بطيب خاطر لما تعترض هى فتأخذها وتعيشها معه وتحاول أن تحبه كما يخبرها هو أنه احبها وتعلق قلبه بها لن تهدم حياتها بسبب ذنب هى لم تقترفه
يكفيها يونس وحنانه من الدنيا
قالت بلقيس وهى تقف فى شرفة المنزل
الجماعه وصلوا يا سو هنزل اقابلهم مع بابا وماما
اومأت لها اسيا بفرحه تنطق فى عيناها
نزلت بلقيس لترحب بهم
وجدت عزيز ويونس يقفون بصحبة ابيها وامها
قالت بفرحة
نورت يا عريس اتفضلوا
دلفوا معها إلى الداخل وجلسوا فى بهو البيت
وأخذوا يتحدثون بفرحه وود اقترب عزيز منها وهمس لها بخفه
عقبالك يا دكتورة
نظرت له وقد تلون وجهها بالأحمر لا تعلم لماذا يصيبها الخجل حين يتحدث معها ذلك الغامض
بعد قليل دلفت رحيل وهى تحمل اكواب العصير ويداها ترتعش اخذها منها يونس وقال بمرح
هاتى يا سو بدل ما نغرق كلنا
ضحك الجميع وبدأو فى الحديث الجادي طلب عزيز يد اسيا لأخيه بكل فخر وقبل أن يكملوا الاتفاق
علا جرس الباب وبعدها بقليل دلفت زينب ومعها شخص آخر
وقف عزيز وقال بفرحه الحاجه زينب
قالت زينب التى حضرت لكى تتم فرحة ابنها
الف مبروك يا حبيبى
رحبت بها امال زوجة الدكتور ابراهيم وبلقيس واخيرا اسيا
احتضنتها بمحبه وقالت
عروستك زى القمر يا يونس.
ثم أكملت بفرحه وهى تحتضن ابنها
ايه رايك يا دكتور ابراهيم نعلى الجواب ونكتب الكتاب
علت الدهشه وجوه الجميع من دخول تلك الأم سمحة الملامح
دخولها المفاجئ وايضا طلبها المفاجئ للجميع بينما فكرة زينب تلك الأم فى طريقه مثاليه لتعتذر لابنها وتلك الفتاه المظلومة
ولم تجد أجمل من تلك الفكرة لتسعد قلب ابنها وتعتذر اعتذار مبطن لتلك الجميلة التى ظلمتها كما ظلمها الجميع
سألها عزيز بدهشه وهو يهمس لها
خير يا زوزه ايه الرضا ده
قالت بفرحة
عاوزه افرح بكم يا حبيبى.
ثم سالت الدكتور ابراهيم
قولت ايه يا دكتور
أجابها ابراهيم وهو يكاد لا يصدق السعادة التى يعيشها بعد دخول تلك العائله إلى حياته
موافق طبعا يا حاجه زينب
أطلقت الزغاريد وقالت بفرحه
وانا جبت المأزون معايا.
نظرة بلقيس بدهشه لتلك السيده التى رغم هدوء وجهها الا أنها علمت الآن أن عزيز ورث منها الطاقه الايجابيه التى يسعد بها من حوله اقتربت منه وقالت وهى تهمس له
انا عرفت انت ورثت السحر من مين
قال لها بوله وهو ينظر لجمالها
قولتك كلنا سحره مكنتش مصدقه
رفعت يدها أمامه وهى تنظر للمأذون الذى بدأ فى إجراءات عقد القران وقالت
دلوقتى انا امنت انكم طالعين للحاجه زينب
قال عزيز بطريقته السوقيه
حاجه فاخر من الاخر
ضحكت على مزاحه السوقى واكتمل عقد القران ومازال يونس وعزيز لم يستوعبوا ما فعلته امهم
بارك الله لكم وبارك عليكم هكذا انتهى عقد القران لتصبح اسيا زوجة يونس
بفضل أمه
اقترب منها يونس واحتصن رأسها بين يديه وقبل جبهتها وقال بصوت يقطر حنان
مبروك يا سو
ارتعشت اسيا من قربه وانفاسه التى لفحة وجهها ووصلت رعشتها إليه وهى تجيب
الله يبب..ارك فيك
شعر برجفتها ولكنه تغاضى عنها حتى لا تتعكر فرحته
علت المباركات حولهم وأصبح المكان ملئ بالفرحه من أفعال تلك الأم الحنونه التى اعطة لتلك المظلومه فرصه لكى تحيا مره اخرى
علا صوت هاتف عزيز
قال بتهذيب
بعد اءنكوا
خرج ليجيب على أحد رجاله
قال بقتضاب
فيه ايه يا منير
قال الرجل
عرفنا مين اللى ضرب عليك نار يا ملك
قال عزيز بجديه هات الكلب وانا مسافة السكه وهبقى عندك