
رواية سيطرة ناعمة الفصل السابع7والثامن8 بقلم سوما العربي
سقط الجاكيت من يده لا إرادياً وقد فقد السيطرة وكذلك النطق..لونا فتاة كما يقال عنها بالمثل الدارج تحلُ من على حبل المشنقة، وقد أضحت زوجته .
بلل شفتيه يحاول تمالك حاله وألا يفتك بها الأن وقد خرجت عليه بكامل حلّتها وزينتها وكأنها تتحداه.
لونا..ذات الليونه العالية والعيون المغوية والصوت المسهوك تتقدم منه بخطوات بطيئة مثيرة وهي متأنقة في ثوب مذهب قصير تناغم مع قدها المياس بروعه ساحره وقد حررت شعرها بتموجاته الرائعة.
تحدثه بإبتسامة متعبة للأعصاب:
-حمد لله على السلامة يا ماهر
وهل سيتمكن ماهر المسكين من الرد في كهذاموقف، لقد حاصرته وأسرته بنجاح.
إبتلع رمقه بصعوبه وعلت أنفاسه بل سخُنت ينتظرها أن تقترب أكثر بعدما تثبتت قدميه في الأرض إحتراماً وتقديراً لهذا الجمييييل.
ولونا تمارس عليه أقصى درجات العذاب حين قالت:
-أنا أستنيتك أهو زي ما قولت لي.
ففتح ذراعيه ببلاهة يردد:
-هاتي حضن.
رمشت بأهدابها مرتبكة، لم تكن تلك هي أهدافها مطلقاً.
ظل ينتظر بإلحاح وإحتياج،هو محتاج لذلك جدداً وهي قررت أن تنادي الكلب بسيدي حتى تقضى حاجتها لذا أقتربت بتوتر وتحاملت على ان تفعل و....غمرته.
ما أن ضمته حتى أغمض عيناه متأوهاً بينما لونا تكمش ملامحها بضيق وامتعاض، تشعر أن قدرتها على التمثيل أوشكت على الإنتهاء ولن تتحمله زياده عن ذلك القدر.
لذا همت لأن تخرج من أحضانه وتبتعد لكنه لم يستطع بل تمادى المجرم وبدأ يسحبها نحو غرفته فصرخت:
-موديني فين؟!
انتهت جملتها مع إغلاقه لباب غرفته عليهما من الداخل ثم جاوب بإبتسامة:
-لأوضتي..ولا تحبي يشوفونا؟! أنا عن نفسي ماعنديش مانع.
حمحمت بإدراك ثم قالت:
-لأ وعلى أيه، الطيب أحسن.
ضحك بخفه من حلاوتها بينما لونا عادت لعقلها وقررت إكمال طريق الطلب بالإغواء فهمست:
-ماهر
رفرف قلبه بين أضلعه وإسمه من فمها بصوتها يزلزله فيردد بلا سيطرة منه على نفسه:
-ياعيون ماهر.
تشكلت داخلها علامة استفهام كبيرة فطريقته كمن يتعامل مع حبيبته وليس كما هو حالهم، لكنها أبعدت عقلها عن كل هذا لتركز على إنهاء مهمتها كونها ماعادت تتحمل المكوث معه بغرفته أكثر من ذلك فأكملت:
-قبل ما تمشي أنا كلمتك عن بابا وانت قولت لي عندك خبر حلو لما ترجع هتقولهولي.
همهم مبتسماً وسأل:
-عشان كده لابسه ومتشيكة ومستنياني.
هزت رأسها بثقة وقالت:
-انت لسه ما تعرفش مين لونا.. أنا أيقونة، ومتربية على العز، طول عمري بلبس كده جوا وبرا البيت وكل البنات كانت بتقلدني.
عض على أسنانه يضربها على ذراعها العاري مردداً بحده:
-بتطلعي بدراعاتك دي كده؟!
-أاااه...أيدي يا ماهر.
ناظرها بضيق شديد فحاولت امتصاص غضبه ريثما تحصل على ما تريد كما تعلمت مؤخراً:
-لا ده وانا صغيرة بس انا كبرت خلاص ومصيري أعقل، المهم قولي عملت إيه في موضوع بابا؟
سحب نفس عميق ثم قال:
-مستعدة يعني للي هتسمعيه؟!
ضحكت متألمة وجاوبت:
-مستعدة
-بصي يا لونا انا مش عارف ايه حصل معاه بس هو تعبان جداً وعمك كان مدخله مصحه بس مصحة شمال من الاخر.
كانت تتابع ما يقوله بوجه خالي تماماً من الإنفعالات كأنها لديها علم مسبق، غير متفاجئة ولا مصدومة ليكمل:
-أنا عرفت إزاي أضغط على عمك وخرجته من المصحة الي كان حاجزه فيها ودلوقتي باباكي في مصحة محترمة وكبيرة .
فهمست بوجع:
-عايزه أزوره.
جعد مابين حاجبيه وسأل:
-انتي مش متفاجئه خالص!!
-عمي يعمل الأكتر من كده...بابا كان بيهلوس قدامي وبيكلم ناس مش موجودة وفجأة أختفى وانا كنت بلف حوالين نفسي.
جلست على أقرب مقعد تحاول الا تبكي فيما اقترب منها ماهر يجلس بجوارها وهمس:
-أهدي ماتعيطيش.
فقالت مباشرة:
-عايزه أروح له.
ليجيب:
-الزيارة ممنوعة عنه.
نظرت له بحده كبيرة وشك عظيم تراه لا يتخير عن عمها بشيء ليزفر بضيق ثم قال:
-من غير البصة دي انا مش بشتغلك..الزيارة فعلاً ممنوعة عنه ولفترة كبيرة بس عشان تطمني انا هاخدك أعرفك المستشفى عشان تبقي عرفتي إسمها ومكانها وهخليكي كمان تتكلمي مع الدكاترة بنفسك وتعرفي الحالة وتشوفيه من بعيد.
تهلل وجهها تسأل:
-بجد يا ماهر؟!
مسح على شعرها بحنان يقول:
-بجد يا لونا.
أبتسمت عيناها كأنها تشكره لتتسع إبتسامته ومالبث ان إشتعلت عيناها تسأله بشك كبير:
-وانت ازاي عرفت تدخله مصحه كبيره ومحترمه من غير ما يكون لك اي سلطة عليه ولا حتى صلة قرابة.
-عمك هو الي خلص كل الإجراءات بصفته أخوه.
-وهو ازاي عمي وافق بسهوله كده؟!
ضحك بزهو قلدها حرفياً:
-أنتي لسه ماتعرفيش من هو ماهر.
فانتهزت الفرصة تحاول المضي في خطتها للنهاية:
-طب وياترى ماهر هيقدر يرجع لي فلوسي من عمي.
ضحك ضحكة خبيثه قد تشكلت على جانب ثغره فهو لن يعطيها ماقد يحررها او يساعدها على الوقوف على قدميها بدونه لذا قال:
-دي قصه كبيره قويّ ومحتاجه روقه يا لونا خلينا نمشي واحده واحدة والمهم دلوقتي نطمن على باباكي.
-بس انا محتاجه للفلوس عشان أصرف منها، بابا فلوسه ماشاءالله تكفيني العمر كله من غير ما أحتاج لحد.
اااااه...هنا مربط الفرس...المال سيغنيها عنه وعن الجميع وهو يريدها دوماً بحاجه إليه لذا قال:
-عارف...بس واحده واحدة
-هو ايه اللي واحده واحده ..عمي ده سكير وبتاع قمار وكمان بيتعاطى يعني هيخلص على الفلوس مش هيفضل لي حاجة.
كانت تتحدث بحرقه وإشتعال أمام ذلك البارد الذي بات هو من يضع يده على أموالها وهي لا تعلم ثم قال:
-أنا هتصرف.
لعق شفته بلسانه وقال وهو متعب منها:
-بس هاتي حضن بقا.
إبتسمت له بضيق شديد فهل إشتراها هو؟! لكنها عمّدت سريعاً لتغيير دفة الحديث:
-حاضر..بس ..أحمم..كنت عايزه أكلمك في حاجة كمان.
سألها بنفاذ صبر، ملهوف عليها:
-إيه هي؟
-عايزه شغل.
ابتعد وقد رفع احدى حاجبيه ثم ضحك يردد:
-شغل؟!
-اه
-ليه؟!
-عشان اصرف على نفسي.
-أنا هصرف عليكي
-مانا مش هقبل بكده.
إقترب منها مجدداً يضع يده على عنقها يتحسسه بأنفاس سخينه وهو يهمس:
-ليه؟ناسيه أني جوزك؟
بلل شفتيه يإحتياج..رغبه قوية تملكته يريد تقبيلها لكنها هبت من مكانها سريعاً تشعر بالخطر فقد جاءت متلاعبه ولن تسمح بالتمادي لذا قالت:
-أنا جوعت هروح أكل
وقف خلفها بسرعه ولهفه:
-لونا أستني.
يريدها بقوه وهي لا تقترب مطلقاً، تشعله ثم تفر.
لم تستمع لطلبه واتجهت للباب تفتحه:
-جعانة جداً هنزل
-استني عندك.
وقفت برعب ليقول:
-بقولك تستني معايا يبقى تستني.
-هي أوامر.
-أه
إتسعت عينها لكنها ما عادت تتقاجئ ليقول:
-روحي غيري هدومك ماتنزليش تحت كده
-ليه؟!
-هو ايه الي ليه...صدرك كله طالع برا.
شهقت برعب خصوصاً مع نظراته على نهديها الظاهران وخرجت من الغرفه مسرعاً تسمعه يهرول خلفها يريد كمشها وهي تهرب منه:
-قسماً بالله لو ماغيرتي وحد شافك كده لاقطعك انتي فاهمه.
وقفت متخصرة تعترض:
-انا طول عمري بلبس كده.
فرد عليها بقوه وتحفز:
-قبل كده ماكنش في ماهر
وقفت تبتلع رمقها بصعوبة وكانت تنتوي معاندته لكنها حكمت العقل ولو مؤقتاً وتحركت نحو غرفتها تغلق الباب خلفها وعلى وجهها علامات الإذعان، ليبتسم مردداً:
-أاااااخ...عسل بنت الجزمة.
ثم دلف لغرفته وعلى وجهه إبتسامة واسعه سعيدة لم تتلاشى.
________سوما العربي _______
بدلت فستانها المذهب لأخر أبيض العن وأضل سبيل..تقريباً المشكلة ليست بالفستان،قصته أو لونه..المشكلة تكمن فيها هي في كونها لونا.
فالأبيض الملائكي لم يبدو ملائكي عليها بل إلتف حول منحنياتها الممتلئة يفصلها، نصاعة اللون وجودة القماش أضفت هالة من الروعة والكمال للونا كي تكتمل مصيبتها المتنقلة معها.
واكبر عدو للمرأة هي مرأة مثلها، حيث جلست چيلان تتابع بضيق شديد تقدم تلك الرائعة على الدرج بخطوات لينه متدللة وتقدمت تقول:
-مساء الخير
نظرت لها جيلان من أسفل لأعلى ثم قالت:
-أنتي ايه الي رجعك هنا؟
-نعم؟!
-زي ما سمعتي ايه الي رجعك.
-على ما اعتقد ان ده بيت جدي وانا ليا في البيت ده.
=انتي مالكيش اي حاجة هنا ولما تردي على جيلان هانم تردي بأدب.
كان ذلك الصوت الغليظ لعزام الذي دلف وقتها بغضب شديد يرد بعنجهية جعلت جيلان تتحفز واضعه قدم فوق الاخرى وهي تنظر للونا بإستعلاء وفوقيه...فيما أكمل عزام:
-انتي مالكيش أي حاجة هنا سامعه ولا لأ..يالا أمشي أطلعي برا.
تخشب جسدها وانسحبت منه السخونه وبقا بارد مثلج يرتجف من الإحراج والخوف، لا تعرف كيف تتصرف وبماذا ترد عليه، وهو الأن يطردها....تفززت بخوف أكبر وهلع حين صرخ عليها بغلظة أشد:
-أنتي لسه واقفه...بقولك يالا غوري من هنا.
من صدمتها بقت واقفه لا تستطيع أن تصدر أي رد فعل ليزداد غضبه وغيظة فيتقدم منها بفظاظة تحت نظرات چيلان التي بدأت تبتسم بإنتشاء، سحبها من ذراعها :
-أنتي هتفضلي متنحه لي كده...اتحرررركي...غوري من هنااااااااااا.
سحبها يلقيها بالخارح على سلالم البيت الخارجيه وهي لم تنطق بحرف او تصرخ حتى وچيلان بالخلفية تربع كتفيها حول صدرها بزهو.
بينما توقفت سيارة فاخر وخلفها سيارة أخرى...ترجل فاخر يسأله :
-في ايه؟!
-البت دي تمشي من هنا حالاً
نظر لها فاخر وقال :
-يالا يالا امشي من هنا ...يالاااا اتحركي ماتتنحيش .
=بتعملوا ايه يا ولاد الوراقي.
صدح صوت محمد الوراقي مختلط بإغلاق كمال لباب السيارة و تقدم الوراقي بخطوات متثاقلة يهتف بغضب:
-هي حصلت...بتستغلوا تعبي...بتطردوا حفيدتي في نصاص الليالي.
-بيتنا واحنا حرين فيه والبت دي مش هتفضل فيه يوم واحد كمان يا احنا يا هي فيه.
ليهتف محمد بحزم:
-يبقى هي.
-إيه؟!!!!!!؟؟
صدح السؤال بصدمه من الجميع يسأله فاخر بغضب:
-انت بتختار البت دي وتبديها علينا...ده بيتنااا.
-ده بيت محمد الوراقي يا فاخر..والي حصل زمان منكم مع امها مش هسيبوا يتكرر مع البنت ويكون في علمكم لونا الوحيدة الي هتاخد ورثها مني على حياة عيني.
-نعم؟!!!!!!!!!!
-أااه...اما انا وانا لسه فيا النفس عملتوا فيها كده لما غبت عن البيت يومين لو مت ولا جرى لي حاجة بقا هتعملوا فيا ايه.
تقدم كمال يساعد لونا المزجاه أرضاً يمد لها يده:
-قومي يا لونا ماعلش.
هزت رأسها رافضه كبرياؤها مجروح لا تقوى على اخراج صوتها فعاد يردد:
-ماعلش حاولي تقومي .
ضاعف من قوته كي تتكئ عليه فيما صرخ والده:
-كمال...انت بتعمل ايه يا ولد...شيل ايدك من على النجسه دي.
-مايصحش كده يابابا..مهما كان مايصحش تقول عليها كده.
ثم نظر للونا يساعدها بإصرار:
-قومي معايا يا لونا.
ليقول محمد الوراقي:
-يخلق من ضهر الفاسد عالم.
-هي حصلت يا كمال...بتعارض أبوك...حسابنا بعدين.
تقدم محمد خطوة مرتجفه من لونا يحسها ان تتحرك للداخل:
-يالا يا حبيبتي.
هزت رأسها رافضه ودخلت فوراً في نوبة بكاء تشق قلب الكافر الا قلب عزام وفاخر وكذلك جيلان اللذين وقفوا يرمقونها بغضب شديد.
لكن قوة كمال كانت كبيرة وكافية لأن تسحبها للداخل فيما تقدمت چنا تهتف :
-ايه ده في ايه؟! مالها لونا يا كمال؟!
-تعالي يا چنا ساعديني ندخلها جوا.
تقدم محمد الوراقي بخطوات متعبه بالكاد يتحرك، فيما ساعدت چنا كمال للتقدم بلونا للداخل.
نظر كل من فاخر وعزام لبعضهما بغيظ شديد يقول فاخر:
-شوفت عمايل أبوك؟
-شكله حقيقي كبر وخرف...قال يديها ورثها قال.
-على جثتي
-بقولك كبر وخرف وانا مش هقف أتفرج عليه وهو بيبدد فلوسنا شمال ويمين ...معاك يومين تقولي معايا في الي هعمله ولا هتقعد تتفرج على فلوسك انت وعيالك بتروح للنجسه دي.
ليقف فاخر محتار في أمره بشده بين نارين...
بينما في الداخل تقدمت چنا تحمل كوب ماء بيدها تتجه به نحو لونا التي يجلس كمال بجوارها يحاول أن يهدئها:
-خلاص أهدي...ماعلش حقك عليا أنا.
تناول الماء من يد چنا وحاول ان يعطيه لها:
-خدي إشربي..شويه صغيرين بس.
لكنها كانت تبكي وتشهق بكبرياء مجروح حتى إنشرخ صوتها.
وما ان تحدثت حتى قالت:
-أنا عايزه امشي من هنا.
ليقول الجد بحزم:
-مافيش مشيان من هنا يا لونا..ده بيتك.
فسألت چنا:
-هو ليه بابا بيعمل كده يا جدو.
-ربنا يهديه يابنتي ربنا يهديهم كلهم...خدي لونا طلعيها أوضتها وخليها تاخد دش وشوفيلي ماهر فين.
-كان نايم تقريباً.
-صحيه وخليه ينزلي.
-حاضر
-يالا خديها تغير وانزلوا بسرعه عايز أتعشى معاكم ياولاد خصوصاً بعد رجوع كمال.
-وبابا وعمي؟!
-مش مهم..
سحب نفس عميق ثم ابتسم بأمل:
-المهم دلوقتي انتو...الزمن مش هيرجع بضهره تاني يابنتي..يالا خدي بنت عمتك معاكي وساعديها وصحيلي البيه الكبير الي سايب البيت سايب كده في غيابي.
-حاضر...تعالي معايا يالونا...يالا عشان خاطري.
بصعوبة تحركت لونا مع چنا التي رافقتها لغرفتها وجهزت لها الحمام ثم تركتها تنعم بالخصوصية وذهبت لتوقظ ذلك الغارق في ثبات عميق:
-ماهر...ماهر...يا ماهر.
-همممم
-يا ماهر إصحى يالا الوقت اتاخر وجدك عايزك
ليسأل بخمول ومازالت عيناه مغمضه:
-هو رجع؟!
-أه وعايزك..إستلق وعدك منه على الي الي حصل مع لونا.
مع ذكر إسمها وخطب ما مجهول حدث لها تفتحت عيناه على الفور بإنتباه شديد يسأل :
-مالها لونا؟!
-مانت نايم هنا في العسل ماشوفتش البهدله الي اتبهدلتها تحت
إستقام من نومته منتصباً يسأل بهلع:
-ايه الي حصلها؟!
حكت له چنا بالتفصيل ما حدث ليقف عن الفراش سريعاً يقول بغضب مكظوم:
-طب ...طب روحي انتي قولي لهم يحضروا لنا العشا وانا جاي.
-ايه يا ماهر ده...عشا ايه...هي ماصعبتش عليك خالص...دي حالتها تصعب على الكافر.
-روحي يالا يا جنا.
زفرت چنا بغضب شديد ثم تحركت نحو الخارج ليتحرك ماهر بلا هوادة يدور حول نفسه بجنون ملتاع عليها.
وبسرعه ولهفة خرج من غرفته نحو غرفتها يفتح الباب لجدها تخرج من المرحاض تحكم ثوب الحمّام الأبيض حولها ووجها أحمر من البكاء مازالت حالتها صعبة مزوية والدموع بعيناها..ليلتاع قلبه عليها أكثر وأكثر ويدرك حجم ما جرى لها بغيابه .
تقدم بلهفه يزرعها داخل أحضانه يضمها بقوه وهي أجهشت ببكاء مرير ليمرر يداه على طول ظهرها بحنان يواسيها:
-شششششش....حقك عليا..حقك عليا يا حبيبي أنا كنت نايم ماعرفش الي حصل.
لتقول ببكاء شديد وهي بين أحضانه:
-أنا عايزه أمشي من هنا يا ماهر ..عايزه أمشي بس مش عارفة أروح فين؟
-تمشي وتسبيني؟!
قالها بضعف شديد لم تنتبه له بل لم تنتبه لمعظم كلماته، كانت منخرطة في بكائها وفجعتها وهو مدرك لذلك تماماً..لتقول بتوسل:
-ساعدني أمشي من هنا..أنا فكرت أرجع بيتنا بس خوفت من عمي.
-لا لا...انتي مش هتمشي من هنا لو مش عشان ده بيتك فده كمان بيت جوزك ولا نسيتي اني جوزك.
لتصرخ فيه بهياج:
-أنا همشي من هنا يعني همشي مش هقعد يوم كمان.
وامام بكاءها وتصميمها على الذهاب ضعف وتهور واضطر للتنازل ليقول:
-طب أهدي عشان خاطري وافضلي معايا..حتى بصي..انتي مش كنتي عايزه شغل بمرتب حلو..أنا موافق وجاهز من بكره تنزليه.
تهلل قليلاً من الأمل أمامها فسألت:
-بجد يا ماهر؟!
مسح خدها من الدموع وهو يحتضنها ورد:
-بجد يا عيون ماهر...عشان خاطري بطلي عياط وماتقوليش همشي دي تاني.
صمتت تحاول ان تتوقف عن البكاء ليخرجها من أحضانه وجعلها تنظر داخل عيناه :
-لونا...بصيلي.
رفعت عيونها الحلوة له ليقول بأعين مليئة بالمعاني:
-طول ما أنا جنبك ومعاكي مستحيل أسيب حد يقرب لك..شوفتي لما نمت نص ساعه حصل إيه؟
لا يعلم هل نجح في ملئ عقلها بما أراد أم لا لكن على الاغلب ان حديثه قد أخترق عقلها وأصاب هدفاً ما مع الوقت سيتضح ويكبر وتكبر معه سيطرته على لونته.
مسح على خدها وسأل:
-هتفضلي معايا مش كده؟
ليصرخ عقلها (وهل أملك حل أخر) .....هزت رأسها فأبتسم وقال:
-يالا البسي وتعالي نتعشى ولا تحبي أساعدك!!.
لم تجيب عليه...لم يكن ينقصها ليضيف:
-خليني أساعدك أنا زي جوزك يعني.
ابتسمت له بخفه كأنها ممتنة ليقول:
-هستناكي برا..مش نازل من غيرك لو إتأخرتي هفتح الباب عليكي أي كان الوضع اصل انا لما بجوع ببقى زباله..أوكي؟
هزت رأسها من جديد ولم تتحدث ليغادر على مضض و وقف خارج الغرفة ينتظرها بخوف قد تملكه كلما تذكر هيئتها ومافعلوه بها ورغبتها في الرحيل التي قد تفعلها ذات مرة ان تكرر معها نفس الضغط.
خرج من تفكيره على صوت فتح الباب وهل القمر...لونا الجميلة..إنها أيه.
تقدم يشبك يده بيدها مردداً بإعجاب واضح:
-أيه الجمال ده.
سحبت يدها من يده تقول بخفوت:
-شكراً.
نظر بإمتعاض لما فعلته لكنه لم يحبذ الضغط عليها وسار معها للنزول.
حيث جلس محمد الوراقي على رأس الطاولة التي غاب عنها فاخر وعزام وكذلك جيلان يحاول المزاح مع أحفاده والجمع بين شملهم .
وفي الصباح .....خرجت لونا مع ماهر كما وعدها تسأله:
-هستلم شغلي النهارده بجد يا ماهر؟!
-أيوه يا لونا..ماهر لو وعد يبقى أكيد هيوفي.
توقف بسيارته أمام مقر الشركه التي طردت منها شر طرده منذ قريب فسألته:
-انت جايبني هنا ليه؟
-مكان شغلك يا لونا
لتسأله بصدمة وغضب:
-هنا؟!
ليناظرها ماهر بمكر متوراي بالجهل الشديد وإدعاء البراءة......
الحلقة الثامنة
ناظرته بتيه شديد وكذلك رفض، بات لديها حاجز نفسي كبير مع ذلك المكان.
جعد مابين حاجبيه وقال:
-يالا انزلي
لتهمس:
-انا مش عايزه اشتغل هنا
هز كتفيه ببرود وقال:
-لا ماهو مافيش غير هنا
-ليه؟؟
-عشان تفضلي تحت عيني.
حسها على النزول:
-يالاا
ترجلت معه من السيارة ليلفها بعينه غير راضي كلياً عن ملابسها:
-اللون ده مايتلبسش تاني
-لون ايه
-الأبيض..ماتخرجيش بيه تاني
-ايه؟! ده ليه ده؟؟
صك أسنانه بغيظ وغضب، ماذا سيقول وكيف يخبرها عن خطورة اللون الأبيض عليها حين يلتصق بمنحنياتها؟
سحبها بيد واحدة لتصبح بحضنه ثم همس بحراره في أذنها:
-لأنه يجنن عليكي، وبلاش تخليني أفسر اكتر من كده.
اتسعت عيناها برعب من نبرته السخينة وردت مذعنة:
-حاضر
عض على شفته السفلى وهو يهمس:
-تجنني، عايز أكلك
قالها بشعور قاتل نابع من داخله وهو يحتضن فتاته وهي بكل ذلك الجمال والحلاوة داخل احضانه ومايزيد شعوره ضراوة هو ان تلك الفتاة بحسنها وجمالها زوجته....أاااه عالية خرجت منه...يريدها هو..هو يريدها.
توقفت قدماه عن التقدم، رغبته إستيقظت وبدأت تستفحل بتلك اللحظة.
بلل شفتيه وقال لاهثاً:
-ماتيجي معايا مشوار مهم قبل الشغل.
التفت تناظره متعجبه وخائفة من كلامه وما تراه بعيناه ثم سألت:
-مشوار ايه؟! انت رجعت في كلامك؟
-لا...بس انا عندي موضوع مهم قوي عايز اعرضه عليكي قبل الشغل.
قالها نادماً يسأل عقله الغبي لما لم يساومها ويعطيها العمل مقابل إتمام زواجه منها؟
ليتذكر هيئتها بالأمس ورغبتها في الرحيل، ذلك ما منعه فقط هو ليس بنبيل مطلقاً.
اقتربت منه تسأل بإهتمام:
-موضوع ايه؟! بابا جرى له حاجة؟
أضاءت الكلمة بعقله(والدها) جيد جداً، انها ورقة ضغط رائعة .
لتكمل:
-ولا اوعى يكون عمي هرب بالفلوس ولا اخد البيت وضع يد؟
تابعها باهتمام وهي تعطيه أفكار، ليقول:
-بصي هو انا ماكنتش عايز اقولك بس هو راجل وسخ وانا لسه بحاول معاه.
أسبلت عيناها بتعب شديد، فلا شيء يسير بسهولة، لذا قررت التركيز على مابيدها من عصافير وقالت:
-طب يالا عشان الحق الشغل، مش عايزاهم يقولوا اني بتأخر عشان قرايب.
-لا ما تقلقيش ماحدش هيعرف اننا قرايب.
بهت وجهها وتخشب جسدها، تشكلت بحلقها غضه مره وزمت شفتيها تبتلع رمقها بصعوبه، الكلمه كانت كالرصاصة أخترقت صدرها.
هرب منه الدم يشعر بألمها وما قد وصلها ليحاول التحدث مردداً:
-لونا لأ بصي ده عشان...
قاطعته بألم وكبر كبير تقول:
-عشان الي عشانه...مش مهم...المهم دلوقتي أمسك شغل وأي حاجة تانيه مش مهمة.
ثم تقدمت تدخل قبله لتتوقف وهي تراه مايزال واقف خلفها على باله أخذها لإتمام زواجه منها وهي بهم أخر بعيد.
لتلتف له تسأله بشئ من الحدة:
-وقفت ليه؟! ولا رجعت في كلامك؟!
سحب نفس عميق يستعد للقادم ثم تحرك معها لداخل الشركة والكل يجعد ما بين حاجبيه مستغربين دخول السيد ماهر مع فتاة...غريب حقا.
تقدمت سكرتيرته منه تردد :
-صباح الخير مستر ماهر في اجتماع رؤساء أقسام كمان....
قاطعها يشير بيده مردداً:
-أستني بس...عايزك تاخدي لونا لقسم ال...
صمتّ مفكراً فهو قد إصطحبها فقط ولا يعلم اين يمكنها ان تعمل ليكمل:
-عايزها تمسك اي شغله كويسه ومريحه يا دينا .
تجهمت ملامح دينا تسأل:
-كويسه ومريحه؟!!
-اه يا دينا كويسه ومريحه..صعبه دي؟!!
-بصراحه اه...هو في شغل مريح يا مستر؟!
-في يا دينا...إتصرفي.
قالها وهو ينذرها بعيناه بحده لترمش بأهدابها تشعر بغباءه ثم هزت كتفيها تردد:
-هتصرف حاضر ...اتفضلي معايا يا...
-لونا...إسمها لونا.
نطقها بخصوصية شديدة يقصدها لتزداد دينا حيرة فهي تعلم ماهر منذ سنوات وهي تعمل معه وطوال تلك السنوات لم يتوسط لأحدهم مطلقاً، لكنها كانت مجبرة على التحرك مع لونا تخرج بها من المكتب لكن ماهر نادها مردداً:
-لونا
لم ينتظرها أن تأتيه بل وقف هو تحت أعين دينا وقام بسحبها مجدداً للداخل ويغلق الباب في وجه دينا متقصداً لينعزل بها، يلتقط يديها بين كفيه مردداً:
-مش عايز اي مشاكل..وأعرفي ان عيني عليكي، وبلاش تعملي صداقات مع حد.
-حاضر.
قالتها بإذعان شديد، كان واضح عليها انها ستقبل بأي شئ حتى تحصل على العمل بشركة كهذه.
فابتسم منشياً ثم قال:
-طب مافيش اي مكافأه لماهر بقا؟!
-هااا؟!
-مكافأة
-اه..حاضر..أول مرتب هقبضه هاج...
لكنه قاطعها يبتلع شفتيها بكلماتها داخل فمه، يقبلها بلهفة بينة ويضمها بشوق بعد طول إنتظار.
ابعد شفتيه عنها بنعومة شديدة يقبلها من جديد كختم على ما فعله وهي متيبسه بين يديه، كأن على رأسها الطير تنظر له بأعين دامعه فهل يراها سهله؟ أم يريد حساب ما دفع.
عض على شفته متلذذاً من مذاق قبلتها وهم لينتهز الفرصه ويقتنص المزيد من القبل لولا أنها ابتعدت تلوح برقبتها بعيداً وملامحها كلها منكمشة بإمتعاض تجاهد لكبت البكاء
ابتعد عن شفتيها بصعوبة يشعر بالألم لما سببه لها لكنه بالفعل غير قادر على التحكم في نفسه أمامها.
وضع يده أسفل ذقنها يطلب منها النظر له ثم قال:
-أنا جوزك على فكرة، أنتي الي مش عايزة تتعودي..
ناظرها بجنون يقتله وسأل:
-هو انتي ليه مش عايزه تتقبلي جوازنا؟!
-هو انت مصدق نفسك؟!
قالتها بإندفاع من شدة قهرتها بعدما قبلها بكل تلك السهولة لتتسع عيناه ويسأل:
-مصدق أيه بالظبط يالونا؟!
-إننا متجوزين؟
-اه...جداً...فاضل ان انتي الي تصدقي.
صمت لثواني قليلة ثم جمد قلبه وقال وهو يضع يديه داخل جيوب سرواله:
-وعلى فكرة من أسباب أني أجيبك تشتغلي هنا هو انك تبقي جنبي ومعايا.
-بمعنى؟!!!
دقت دينا على الباب..كأنها تستعجلهما فقال:
-بمعنى اني جوزك وليا حق فيكي يا لونا لسه لحد دلوقتي ماطلبتكيش بيه.
اتسعت عيناها تقهم مقصده وهي التي لم تتقبل القبلة منه بينما هو يريد المزيد.
همت لتتحدث معترضه لكن دينا عاودت إستعجالهما بالدق من جديد.
فاعتدلت تحاول فرض ظهرها وفتحت الباب لتخرج تحت أنظار ماهر المتخبطة ناحيتها.
________سوما العربي_______
جلس أنور يدخن أرجيلته المحشوة بالحشيش وينفس الدخان في الهواء برواق شديد لتدخل عليه زوجته تضع يدها في خصرها بغيظ وغضب ثم قالت:
-قوم يا ميلة بختي...قوم شوف مين على الباب مستنيك...أصل المشرحة كانت ناقصه قتلا.
-جرى يا ايه وليه؟ مالك بتتكلمي كده ليه؟ اتعدلي بدل ما أقوملك..انتي أديلك مده معووجه عليا وكلامك مش مظبوط معايا.
-بلا خيبب...تعرف تتوكس اكتر مانت موكوس...بقى حتت عيل زي ده يرقبك الزحليقة وياخد كل حاجة وفوقيهم كمان البت..
احتدت عينا أنور وقال بصراخ كلما تذكر مافعله ماهر:
-اااااه...وبتجيبي لي سيرته ليييه..قفلي على السيره دي
-أقفل؟!! هيهيهي...قوم ياحيلتها شوف الي على الباب مستنيك
-مين يا مره
-اخرج وإنت تشوف.
وقف بصعوبه مترنحاً واتجه بجسده النحيل نحو الباب لتتسع عيناه مردداً:
-الدوكش؟؟ ايه الي جابك هنا؟! مافضيناها خلاص وخلصنا.
تعالى صوت الدوكش بإجرام يقول:
-لا ماخلصناش يابا..انا عايز باقي فلوسي وقتي انت هتاكلها عليا ولا اييه؟!
-انت مش خدت الي فيه النصيب؟!
-لا يابا ده ماكنش إتفاقنا...انا اخدت نص الفلوس وقولت لي خلص وتعالى خد الباقي ومن ساعتها ماشفتش وشك وبتتهرب مني فاكرني مش هجيبك طب اديني جيت لك اهو مين هيحلك مني بقا؟!
-بقولك ايه فلوس مش معايا والبت مابقتش هنا فخلاص انت ماتلزمنيش.
تجهمت ملامح الدوكش واحتدت عيناه ليلجأ لحلوله التي لا يعرف غيرها حيث أخرج من جيبه سلاح ابيض فتحه وردد بأجرام:
-عليا الحرام من ديني لو ماخدت حقي وقتي لاكون مسيح دمك...أااه مش الدوكش الي يتكرت على قفاه لا مؤاخذة.
فصرخت روجة أنور برعب وهي ترى رقبة زوجه تحت تهديد سلاحه:
-والله ياخويا ما معاه فلوس والبت أخدها ابن خالها ...اتجوزها ومشي واخد كل حاجه حتى الفلوس و ورق البيت.
-اه...الواد أبو بدلة...إفتكرته.
-انت تعرفه منين؟؟
لمعت عيناه ثم حرر رقبة أنور وقال مبتسماً:
-مش شغلك..انا سيبت لك المعدول أهو..أديني اي عنوان ولا رقم تليفون توصلني بالولا ده.
-مش هيرد عليك ولا يعبرك...ده شكله واصل قوي احسن لك بلاش تلعب معاه.
-انت فاكرني عويل زيك...هات رقمه ومالكش دعوة.. الدوكش مابيسيبش حقه..مش انا الي حتت عيل زي ده يضحك عليا .
نظر كل من أنور و زوجته لبعضهما ثم عادا ينظران للدوكش وسأل انور:
-ليه هو في ايه بينكم؟! ولا تعرفه منين اصلا
-مالكش فيه...هات عنوانه بس.
-ماشي
_________سوما العربي_________
دلف والده بخطى واسعه لعنده يردد بغضب شديد:
-هو الي سمعته ده صح؟ انت جبت البت دي تشتغل هنا.
-اه يا بابا
رد بهدوء بارد ثم وقف يكمل:
-ده من بعد إذنك طبعاً
-من بعد إذني؟! هو فين الأذن الي انت مستنيه ده يا حبيبي..البت دي لازم تمشي حالاً.
-للأسف مش هينفع...جدي عرف خلاص..بلاش نضايقه هو لسه خارج من المستشفى
-تقوم تضايقني انا؟!!!
-وهي مضايقاك في أيييه؟؟؟ أعتبرها هوا..زكاة عنك وعن صحتك.
كان الرفض الشديد واضح بعيون عزام ليكمل ماهر مضطراً:
-يعني انا الحق عليا...قولت اجيبها تشتغل هنا عشان نهدي جدي ولا انت عايزه يروح يكتب لها ورثها بحق وحقيقي يعني؟؟
سكت عزام يفكر لثواني الى ان هتف:
-لا لا ..برافو عليك انك عملت كده..سيبها تستغل هنا...اه صحيح..جهزلي نفسك هنروح اخر الأسبوع عشان نتقدم رسمي لجميلة أبو العينين.
أسبل ماهر عيناه بتعب ورفض شديد يقول:
-انت لسه مصمم
- مصمم؟! هو انت جرى لمخك حاجه؟! مانا مكلم أبوها قدامك..مابقاش فيه هزار الموضوع ده ..انت عارف الجوازة دي هتعود علينا بنفع أد ايه؟
شرد عزام حالما:
-وياه بقا يااااه لو البت اختك تقدر توقع ابن عمها ...طارق مانت عارفه ...وحيد أبوه وهو الي هيورث كل ده كده يبقى مال عيلة أبو العينين كله بقى في عبنا.
زفر ماهر بتعب يقول:
-انت بتخطط لچنا كمان؟ ربنا يسهل يا بابا جنا لسه صغيرة.
-ايوه طبعاً بخطط أصلك انت مش عارف طارق ده باصص لبرا ومش بيعجبه العجب ومابيصاحبش غير أجنبيات، الي زي ده عايز له ترتيب من مخ ديب عشان نوقعه ده حبيب أبوه...أااه لو نناسبه أااه...حسني أبو العنيين أتقل حتى من ابو جميلة وبتتهز له وزرات بأكملها عرضوا عليه كذا مره يبقى وزير وهو الي كان بيرفض..طبعاً بيحب يكبش فى الضل ايه الي يدخله سكة السياسة و وشها وابنه طالع ديب زيه.
مسح ماهر على وجهه متنهداً وقد تعب ومل من حياكة الخطط ليقول عزام:
-انا ماشي..عينك على البت دي سامع.
-حاضر...سلام.
عاد لعمله مثقل بالهموم مشتاق للونا لكن العمل متراكم عليه منذ إنشغل بتعب جده لذا ظل منشغلاً بإتمام مهامه الى أن تعب فأستدعى لونا وأخذها وغادر.
جلست لجواره في السيارة سعيده بعملها الجديد، لم يكن يعكر صفوها سوى قبلته لها والتي كلما تذكرتها جاهدت ألا تبكي.
لتتفاجأ بماهر يقطع الصمت الرهيب وهو يشغل موزّع الموسيقي بالسياره ليندلع صوت العندليب (ليه بيقولوا الحب قسيه ليه بيقولوا شجن ودموع)
مد يده الحره يضمها لأحضان بغتتة ولم يبالي بشهقتها وتفاجئها بل جذبها يلفها بذراعه يحتضنها بحميمة مدندناً مع الأغنية (أول حب يمر عليا ألقى الدنيا فرح وشموع..إفرح وإملى الدنيا أغاني لانا ولا أنت هنعشق تاني..إفرح واملى الدن...)
إقطتع سيل دندنته وهو يشعر بها تحاول الإبتعاد عنه فيقول:
-ايه في ايه؟
-هو ايه الي فيه ايه؟! انت مالك بتتعامل كده على إننا عشاق؟
زادت ذبذات قلبه وضمها له من جديد وسألها:
-وليه مانكونش؟
-نكون ايه يا ماهر...وبعدين أبعد ايدك عني لاتتوسخ
-تتوسخ؟!!!
-أااه...ولاانت ناسي اني واحده وسخه وشمال وبتدخل الرجالة بيتها؟!!
زاد من ضغطه على البنزين علامة على غضبه وهو يردد من بين أسنانه:
-مش عايز أسمعك بتقولي الكلام ده تاني خلاص سامعه ولا لأ؟
-نعم؟! لا ماعلش قول تاني كده؟؟ ماقولش؟! الكلام ده انت الي قولته مش انا عايزني أنساه ازاي؟
صمت بضيق وهو يدخل بسيارته في فناء البيت الكبير فتحركت كي تترجل مغادرة سيارته لكنه منعها وهو يلزم يدها مردداً:
-تنسيه عادي كلام واتقال ساعة عصبيه، خلصنا.
لكنها ردت بعناد:
-لا ماخلصناش يا ماهر، انت قولت كده عن إقتناع وكذا مره.
ربعت كتفيها تردد:
-الا إذا كان جرى حاجه عرفتك انك كنت غلطان لما قولت عليا كده؟؟
تعب من اللف والدوران خلفها ليقول مزعناً:
-ماشي تقدري تقولي كده..خلاص ممكن بقا ننسى الي حصل؟
لمعت عيناها وقالت بحاجب مرفوع:
-يبقى ترد لي إعتباري قدام منطقتي وتبين الحقيقة
-نعم؟! وده اعمله ازاي
-الله؟! ازاي بقا ماتقولش كده؟ ده انت ماهر عزام الوراقي ولا ايه؟؟
إبتسم رغماً عنه...هو يحب إسمه منها فرد:
-أه..عجبتيني..ماشي يا لونا.
تهلل وجهها وسألت بترقب:
-ماشي ايه؟! هتعمل كده
-اه ...بس انا بزنس مان وكل حاجة ليها مقابل
-مقابل؟! على فكرة انت عارف ان فلوس بابا مش معايا.
زم شفتيه وقال:
-لا مش هقولك دلوقتى، ويالا انزلي بقالنا ساعه وماما قربت تنام كده.
جعدت مابين حاجبيها ولم تبالي إنما ترجلت من السيارة وتحركت بتعب تصعد السلم لتتوقف وهي تسمعه يدق بخفوت على غرفة شقيقته ويدلف بينما يردد:
-احلى شوكولاته لأحلى چنجونه .
نظرت عليه وعلى مايفعله مع شقيقته بشعور مزيج بين الحنين والحسره لكنها غالبت شعورها تتجه لغرفتها تغلق عليها الباب لتذهب للمرحاض تنعم بحمام منعش ومرطب بعد يوم عمل كان صعب جداً.
بينما بدل ماهر ثيابه بأخرى بيتيه مريحه وخرج من غرفته يتجه نحو غرفة لونا يفتح الباب لتشهق منتفضة تقول:
-في ايه؟! مش تخبط!
اقترب منها بأعين لامعه معجبة بفستانها الأزرق النيلي وشعرها المندي وبشرتها اللامعه من بعد الحموم، مد يده يداعب خصلات شعرها وهو يرد عليها:
-أخبط!!! بس يا عبيطة.
-عبيطة تاني؟
ابتسم لها بحنان وإعجاب بين ثم قال:
-تعالي يالا
-اجي فين؟!
-تعالي بس
سحبها من يدها وخرج من الغرفة لتقوفه في متتصف الردهه مرددة:
-ماهر
ابتسم يسحب نفس عميق وقال:
-نعم
-هو انت ليه يا ماهر مش ممكن تعاملني زي چنا؟
-عشان چنا أختي أنتي لأ.
شعرت بألم شديد في صدرها لتقول:
-يعني مافيش أمل تعتبرني زي اختك؟!
-بجد انتي عبيطة..لأ مافيش أمل انا مش شايفك أختي خالص.
تنهد ثم عاد يبتسم ويسحبها من يدها وكاد ان يدلف لأحد الغرف لكنها أوقفته تسأله:
-أوضة مين دي؟
-ماما.
اتسعت عيناها ولم تكد تسأل أو تستفسر فهو قد دلف بها للداخل سريعاً لتبصر سيدة تنام كلياً على الفراش مدثرة بالغطاء وقد انتبهت لهما لتبتسم مرددة:
-ماهر..كده من امبارح ماتجيش لماما؟
ابتسم يقترب منها ويدنو من سريرها مردداً:
-جيت لك الصبح والله بس كنتي نايمه .
كانت لونا تتابعه مستغربه فهو حنون جداً، له مع شقيقته و والدته شخصية مختلفة تماماً تمنت لو نالت منها جانباً.
بينما ماهر قد لمعت عيناه وقال لوالدته:
-ماما أنا اتجوزت.
شهقت لونا بصدمه وكذلك والدته التي همست:
-إيه ؟!
-آه
ثم رفع رأسه ونادى:
-تعالي يا لونا
تقدمت لونا لتظهر أمام عينا والدته فأكمل ماهر:
-دي لونا يا ماما...مراتي.
شهقه جديده كانت اعلى من لونا، مستغربه ومستهجنه من تصرفاته ولما قد يفعل وهو من خبأ خبر زواجه عن عائلته.
بينما والدة ماهر كانت منشغلة بمطالعتها بإنبهار تردد:
-بسم الله ما شاء الله...دي حلوة قوي يا ماهر.
ضحك بخفه وقال وهو يداعب فروة رأسها بيده المغروسة داخلها:
-اه فعلاً حلوة قوي.
تبسمت والدته وهي ترى السعاده والإعجاب الشديد في عينا وحيدها لذا همست:
-تعالي يا حبيبتي قربي مني.
لم تستطع لونا فعل أي شيء سوى أن تستجيب لتلك السيدة التي على مايبدو انها ذات نفسيه جيدة بائنة على ملامحها الرقيقة.
اقتربت منها فقالت:
-اقعدي هنا جنبي.
فعلت وجلست لجوارها لتسأل ماهر:
-بس ازاي كل ده حصل بسرعه وانا ماعرفش ولا عشان بقيت عاجزة يعني هبقى اخر من يعلم يا ماهر؟!
تبسم واقترب يجلس بجوار لونا ويضمها لحضنه تحت صدمتها وعدم قدرتها على التصرف تسمعه وهو يقول:
-ماحدش غيرك يعرف أصلاً
-ازاي ده؟! وده يبقى اسمه جواز يابني
تنهد ماهر ثم قال:
-ماما لونا تبقى بنت عمتي رحيل.
اندهشت ملامح الأم وبدأت تنظر للونا بتفهم مالبث أن أبتسمت مرددة:
-انتي بنت رحيل؟! أمك كانت حبيبتي والله،خلي بالك من ابني انا مسبقه وليا عندك جميلة.
تبسمت تسأل:
-ازاي؟!
-صوتها مسهوك قويّ ياواد يا ماهر ايه ده هههههههه.
ضحكت وقهقه ماهر عالياً تجلجل ضحكاته في الغرفه تحت حنق لونا بينما قالت والدته:
-بس عسل قوي..هقولك جميلتي، انا لولايا ماكنش زمانك موجوده في الدنيا دلوقتي .
إستغرب كل من ماهر ولونا ما سمعاه ليزيد ماهر من ضم لونا وهو يميل نحو والدته يسأل:
-أزاي ده يا ماما؟
-أنا الي هربت رحيل من البيت وراحت لمحمد أبو لونا وقدروا يتجوزوا.
-أيييييه؟!
-آه...رحيل كانت طيبه وغلبانه وهما كانوا مش طايقنها وبيعاملوها بقسوة مع انها كانت هاديه ومالهاش حس ولا طلبات، كانوا رافضينها ونابذينها وكل يومين عايزين يطردوها وفجأة بقا عليها سكر لما واحد معرفه تقيل شافها وطلبها للجواز، ساعتها رحيل كانت تعرف محمد وهو كان طيب وحنين عليها قوي، وكان عايز يجيب لها الدنيا بين أيديها بس كان لسه بيشتغل نجار مع أبوه وعلى أده...
بدأت تسعل ويزداد سعالها ليقف ماهر ويذهب سريعاً يفتح أحد الأدراج يحضر منها بخاخ ويعطيه لها ضاغطاً على زره فينثر بعض الرزاز داخل فمها وهو يردد:
-أهدي يا ماما...كفايه كلام النهاردة وابقي أحكي لنا بعدين.
هزت رأسها بتعب وجفنها بدأ يثقل ليقول:
-نامي انتي دلوقتي وبكره نكمل كلام.
ثم أراح رأسها على الوسادة وهي بالفعل بدأت تغلق عيناها بخمول وتعب ليدثرها ماهر بزياده ثم يلتقط كف لونا بيده ليتحرك خارجاً من الغرفة وهو يتنهد بتعب ثن ردد:
-زمان جدي نزل عشان العشا..يالا احنا كمان.
هم ليتحرك لكنها أوقفته تسأله:
-ماهر...هو أنت ليه قولت لمامتك انك اتجوزتني؟!
ليرد ببساطة شديدة:
-عشان ناوي أدخل عليكي.
لتتفاجأ وتشهق بصوت عالي من هول الصدمة ومن بساطته في التصريح بذلك.