
رواية حب غير معلن الفصل الحادي عشر11 والثاني عشر12 بقلم هبه نبيل
المشهد 1– منزل عز
(في غرفة المعيشة الواسعة بمنزل عز، تتناثر الأوراق فوق الطاولة الزجاجية أمامه، وأصابعه تضغط على طرفها بقوة، كأنه يحاول انتزاع الإجابات من الفراغ. المواجهة التي حدثت مع فاخر وحمودة لا تفارق ذهنه، وكأنها تركت بصمة في أعماقه. لا يستطيع التخلص من الشعور بأنهما يخفيان شيئًا خطيرًا… شيئًا قد يغير حياته تمامًا.)
(وفجأة، يُفتح الباب بقوة، ويدخل شقيقاه، محمود ومليكة، بملامح تعكس التوتر والقلق.)
مليكة (بقلق وهي تجلس بجانبه): "عز، إنت بخير؟ شكلك مش مرتاح خالص!"
محمود (يعقد ذراعيه وينظر إليه بقلق): "سمعنا اللي حصل في السيرك… فاخر وحمودة مش هيسيبوا الموضوع بسهولة. إنت ناوي تعمل إيه دلوقتي؟"
(ينظر عز إليهما، يرى في عيونهما الاهتمام والخوف عليه، لكنه يعلم أن التراجع لم يعد خيارًا. يتنهد ببطء، ثم يقول بجدية وحسم.)
عز: "أنا مش هوقف بحث لحد ما أعرف الحقيقة… لازم أفهم مين قتل أمي وليه، وعايز أعرف سر علاقة أكرم نصار بوالدة غرام، وكل الأسرار اللي مدفونة في السيرك واللي الكل بيحاول يدفنها مع الزمن!"
مليكة (بحزم): "وإحنا معاك، مش هتواجه ده لوحدك ياعز!"
محمود: "إحنا إخواتك، واللي يهمك يهمنا، ومهما كان اللي جاي، هنساعدك فيه!"
عز (بحزم وهو ينهض واقفًا): "إحنا محتاجين نبدأ نتحرك بذكاء… فاخر مش سهل، ولو حس إننا بنقلب عليه التراب القديم، مش هيسكت. لازم نتصرف بحذر!"
محمود: "عندي فكرة اي مؤسسه حتي لو كانت سيرك لازم يكون ليها ملفات وسجلات سيب الموضوع ده عليا أنا هشوف لو أقدر أوصل لأي ملفات أو مستندات تخص فاخر والسيرك… وأي حاجة تانية ممكن تكشف لنا الحقيقة!"
عز (لمليكة): "وإنتِ يا مليكة علاقاتك قوية في السيرك… محتاج أعرف أي معلومة عن ابويا وأمي، خصوصًا من الناس المسنه اللي شافوا كل حاجة بعنيهم دول اللي هيقدروا يفدوكي!"
مليكة (بثقة): "متقلقش، أنا عندي طريقتي في استدراج المعلومات!"
(يضحك محمود بخفه بينما يهز عز رأسه معترفا بأن شقيقته تمتلك ذكاء اكتماعي فريدا ثم ينظر اليهما نظره امتنان حقيقيه قبل أن يقول ببتسامه خفيفه رغم القلق الذي يعصف به من الداخل
عز: إحنا التلاته مع بعض في ده واللي هنكتشفه ممكن يكون اخطر مما نتخيل بس خلاص مفيش رجوع يلا نبدأ الحقيقه مش هتفضل مخفيه اكتر من كده
(تلتقي نظرات الاشقاء الثلاثه ويدركون أن هذه مجرد بداية معركة قد تغير حياتهم بالكامل)
---
المشهد 2 – مكتب فاخر في السيرك
(في مكتب فاخر، يجلس خلف مكتبه، يعبث بسيجاره الفاخر، وعيناه تراقبان حمودة الذي يبدو متوتراً.)
فاخر (بهدوء مخيف): "عز مش ناوي يسيب الموضوع، وده معناه إننا لازم نسبقه بخطوة."
حمودة (بتوتر): "هو حط عينه على حاجات ماينفعش يعرفها يا معلم… لو بدأ يربط الخيوط ببعضها، ممكن يقلب الدنيا علينا!"
فاخر (يبتسم ببرود): "وعشان كده، لازم نخليه ينشغل بحاجة تانية… حاجة تبعده عن اللي بيدور عليه."
حمودة (بقلق): "تقصد إيه؟"
فاخر (يضحك بسخرية): "هتشوف قريب… خلينا نقول إنه هياخد درس بسيط في إنه مايلعبش في منطقة مش بتاعته."
(يومئ حمودة برأسه، لكنه لا يستطيع إخفاء شعوره بعدم الارتياح… فاخر لا يخسر أبدًا، لكنه أيضًا لا يرحم من يقف في طريقه.)
---
المشهد 3 – منزل غرام
(تجلس غرام على الأريكة في منزلها، تمسك بصورة قديمة لوالدتها وهي تقف أمام السيرك في شبابها. عيناها تملؤهما الحيرة، وداخلها شعور غريب بأنها على وشك اكتشاف شيء لم تكن تتخيله.)
(تدخل شقيقتها ميرال و، تلاحظ الصورة في يدها، فتقول بفضول:)
ميرال: "إنتِ لقيتي الصورة دي فين؟"
غرام (تحدق فيها بتركيز): "في صندوق ماما القديم… ليه؟"
ميرال: "ايوه يعني ليه بدوري فيه دلوقتي بقاله سنين مركون اي اللي فكرك بيه؟
غرام (بتوتر يظهر في رعشه يديها وخبطات من اصابع يديها على الخداديه التي تضعها على ساقيها): " عادي يا ميرال بسلي نفسي فيها حاجه؟
ميرال (بتسأؤل): مالك يا غرام عصبيه ليه كده ومالك متوتره ليه؟
غرام: مفيش يا غرام بعد اذنك سبيني لوحدي شويه
ميرال: تمام يا غرام بس خليكي فكراها...
غرام: ماشي اتفضلي (ظفرت غرام بشده بعد خروج شقيقتها ورجعت لما كانت تفعله وهو البحث في الصور القديمه....
---
المشهد 4 – عز ومحمود في مقهى إنترنت
(يجلس عز بجانب محمود الذي يعمل على اللابتوب بتركيز، وأصابعه تتحرك بسرعة على لوحة المفاتيح.)
عز: "ها لقيت حاجة؟"
محمود: "لسه بدور… بس فاخر مش غبي، كل سجلاته نظيفة… إلا لو…"
(يكتب محمود بسرعة، ويفتح ملفًا مشفرًا، ثم بعد لحظات يظهر أمامهما مستند قديم مكتوب عليه: "عقد شراكة بين فاخر عبد الحميد وأكرم نصار – 1997.")
(يتبادل عز ومحمود النظرات بصدمة… فاخر كان شريك أكرم نصار؟ كيف؟ ولماذا؟)
عز: معقوله دي اي اللي يخلي بابا يشارك بني ادم زي ده وليه وقت الوصيه المحامي مجبش سيرة عن الشراكه دي مع ان المفروض انه صديق بابا
محمود (بتفكير) مش عارف تفتكر ان يكون عقد الشراكه ده مزور؟
عز( وقد انتابه الشك): محمود اطبع لي العقد ده
(محمود وهو يعطي له نسخه العقد المطبوعه): من غير ماتقول اتفضل
عز(ببتسامه ماكره) عرفت انا هعمل ايه كويس اوي
---
المشهد 5 – أمام منزل عز
(يعود عز ومحمود إلى المنزل في ساعة متأخرة، لكنهم يتوقفان عندما يروه شخصًا يقف أمام بوابة المنزل، وكأنه ينتظر احدهم.)
عز (بحذر): "مين؟"
(يتحرك الشخص خطوة للأمام، لتنكشف ملامحه تحت ضوء المصباح… إنه حمودة.)
حمودة (بصوت منخفض): "أنا جيت أحذرك… لو استمريت في اللي بتعمله، مش هتلحق تكتشف الحقيقة."
(يتجمد عز في مكانه، بينما يضيف حمودة بجملة جعلت الدماء تتجمد في عروقه.)
حمودة: "اللي قتل أمك… أقرب ليك مما تتخيل!"
(يحدق عز في حمودة بصدمة، قلبه ينبض بعنف، بينما تختلط في رأسه كل الاحتمالات الممكنة.)
حب غير معلن بارت12
---
المشهد 1 – منزل عز
(في الصباح الباكر، يجلس عز في غرفة المعيشة بعد ليلة طويلة من التفكير. عيونه متعبة، لكنه عازم على معرفة الحقيقة. الأوراق مبعثرة حوله، وهو يحاول ترتيب أفكاره وقراءة ما جمعه من معلومات في الأيام الأخيرة.)
(يدخل محمود، يلاحظ الملامح المتعبة على وجه عز، لكنه لا يقول شيئًا في البداية.)
محمود (بتردد): "إزاي الوضع؟"
عز (بصوت هادئ، لكنه مليء بالتصميم): "الموضوع أكبر مما كنت متخيل. فاخر وبابا في شراكة مع بعض من زمان، وعندي دلائل على أن السر أعمق من مجرد علاقة تجارية."
محمود (بقلق): "وإنت هتعمل إيه دلوقتي؟ فاخر مش هيسيبك بسهولة، خصوصًا بعد التهديدات."
عز (بإصرار): "لازم نكشف كل حاجة… بابا له علاقة بكل شيء. والمفاجأة إن فاخر كان عارف كل حاجة عن أمي، وما عنديش شك في إنه كان جزء من اللي حصل."
(ينظر محمود إلى عز بجدية، ثم يخرج هاتفه المحمول.)
محمود: "إحنا محتاجين نعرف أكتر عن السيرك نفسه، حتى لو ده معناه إننا ندخل في أماكن مظلمة. لازم نكون مستعدين لكل شيء."
(عز يومئ برأسه، عينيه مليئة بالتصميم.)
---
المشهد 2 – السيرك
(في الزمان والمكان الذي لا يزال مليئًا بالذكريات، يدخل عز مع محمود إلى السيرك، مع العلم أنهما لا يستطيعان الوثوق بأي شخص هناك. يتنقلان بين الخيام والكواليس التي تخفي الكثير من الأسرار.)
(في أحد الممرات الضيقة، يصادف عز شخصًا يعرفه. إنه أحد العاملين في السيرك الذين كانت لديهم علاقة وثيقة مع أكرم نصار.)
عز (بهدوء): "إنت شفت أكرم نصار في آخر مرة في السيرك؟"
العامل (بتوتر واضح وانكار): "أنا… أنا ماكنتش قريب منه. لكن سمعت حاجات عن علاقته بحاجات غير قانونية. السيرك ده مش زي ما الناس فاكرة… فيه أسرار كبيرة مستخبية."
(يأخذ العامل نفسًا عميقًا، كأنه يتردد في الكشف عن المزيد، ثم يهمس بصوت منخفض.)
العامل: "أكرم كان دايمًا مع فاخر. لو بتحاول تكتشف الحقيقة، فا إنت اكيد هتبقي في خطر."
(عز يحدق فيه للحظة، لكنه يقرر ألا يضغط عليه أكثر. يتركه ويكمل طريقه مع محمود.)
---
المشهد 3 – منزل غرام
(غرام تجلس على الأريكة، عيونها مليئة بالقلق والتساؤلات. تراجع صورًا قديمة لوالدتها، وكل صورة تحمل معها إشارات غامضة عن ماضيها. كانت تحاول فك شفرة ماضيها، ولكن كل شيء يبدو غير مكتمل.)
(يدخل شخص آخر إلى الغرفة، ينظر إليها بحذر.)
غرام (بتردد، وهي تشعر بشيء غريب في الهواء): "في حاجة مش واضحة، والكل مش عايز يقول الحقيقة."
(الشخص يقترب منها، وجهه مليء بالحيرة.)
الشخص: "غرام، في حاجات تانية أنت مش عارفاها. لو اكتشفتي كل حاجة، مش هتعرفي تتعاملي مع الواقع."
غرام (بحسم): "لا، لازم أعرف. أمي ما كانتش مجرد ضحية، وده مش ممكن يكون كل شيء."
(يشعر الشخص بتوتر، ولكنه يقرر أن يترك الغرفة.)
الشخص (بصوت منخفض): "مستحيل ترجعي تاني للوراء. الحقيقة مرات تكون أكثر ظلمًا من الكذب."
(يغادر الشخص، لكن غرام تبقى جالسة، عينيها مليئة بالقلق، والشعور بأنها على وشك اكتشاف الحقيقة كاملة.)
---
المشهد 4 – عز ومحمود في مقهى إنترنت
(في مقهى إنترنت، يجلس عز ومحمود أمام أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بهم، يبحثان في السجلات والمعلومات التي يمكن أن تساعدهم في كشف الحقيقة.)
محمود (ينقر على لوحة المفاتيح بسرعة، ثم يظهر مستند جديد على الشاشة): "ده كان العقد اللي جمع فاخر وأكرم نصار. فيه تفاصيل عن شراكات مالية غريبة وعن اتفاقات مريبة مع أشخاص غامضين."
عز (ينظر إلى المستند بتركيز شديد): "بابا كان بيخفي أسرار كبيرة عن السيرك، وأنا مش هقدر أوقف إلا لما أكتشف كل شيء عنه."
(عز يلتقط هاتفه المحمول ويتصل بشخص ما.)
عز (بصوت جاد): "أنا محتاجك تساعدني في الحصول على كل المعلومات اللي تخص أكرم نصار. مهما كانت العواقب، لازم نكشف كل شيء."
---
المشهد 5 – أمام منزل عز
(يعود عز إلى منزله في وقت متأخر من الليل. يفكر في كل شيء مرّ به حتى الآن، وكلما اقترب من الحقيقة، كلما ازدادت المخاطر. فجأة، يتوقف وهو يرى شخصًا يقف أمام بوابة المنزل.)
(يقترب الشخص منه تدريجيًا، ويكشف عن نفسه… إنه فاخر هذه المره .)
فاخر (بصوت هادئ لكنه مليء بالتهديد): "عز، أنت لعبت في منطقة مش بتاعتك. لو فكرت تكمل، مش هتقدر ترجع تاني."
(يتجمد عز في مكانه، عينيه تتسعان بالدهشة. هذا التهديد لم يكن متوقعًا، وكل شيء الآن يبدو أكثر تعقيدًا.)
فاخر (بابتسامة باردة): "إنت مش لوحدك في اللعبة دي، وكل خطوة هتاخدها هتكون في الطريق اللي أنا حددتهولك."
(يترك فاخر عز واقفًا في مكانه، يختفي في الظلام بينما يظل عز يتأمل التهديد الذي جاء به.)
---
المشهد 6 - في مكتب فاخر،
يجلس فاخر وحمودة، وجوههم مليئة بالتوتر.)
فاخر (بهدوء): "عز مش ساكت وبيقرب من الحقيقة، ولازم نوقفه قبل ما يكتشف كل حاجه بس اظن بعد تهديدي ليه هيكن شويه
حمودة (بتوتر): "إزاي؟ هو مش هيسكت، وبيكتشف حاجات مش كان المفروض يعرفها."
فاخر (بابتسامة مشبوهة): "أحيانًا، لازم نستخدم الأساليب الجريئة. هنخلي عز يواجه حاجه أكبر من الحقيقة… واللي هيعرفه هيقلب له حياته كلها
(يبتسم حموده بخبث، ويغلق هاتفه بحركة سريعة، بينما تنطفئ الأضواء في المكتب.)