رواية حب غير معلن الفصل الثالث عشر13 والرابع عشر14 بقلم هبه نبيل


 رواية حب غير معلن الفصل الثالث عشر13 والرابع عشر14 بقلم هبه نبيل

المشهد 1 – منزل عز

(يبدأ الصباح في منزل عز، لكنه ليس صباحًا هادئًا. عز يجلس على الطاولة، أمامه كوب قهوة بالكاد لم لمسه، وعيناه تائهتان بين الأوراق المبعثرة أمامه. على وجهه علامات السهر والتفكير العميق.)

(يدخل محمود حاملًا كوبين من القهوة، يضع واحدًا أمام عز، ثم يجلس قبالته.)

محمود (مازحًا): "انت ناوي تحل اللغز ده لوحدك ولا محتاج شيرلوك هولمز معاك؟"

عز (يبتسم رغم توتره): "لو شيرلوك موجود كان انتحر من كتر الغموض اللي احنا فيه."

محمود: "طيب، تواصلت مع مين بخصوص أكرم نصار؟"

عز: "مصدر موثوق. بس مستني يشوفلي ملفات ممكن تفضح شراكة فاخر وأكرم."

محمود (بحذر): "تفتكر فاخر كان بيشتغل لحسابه؟ ويكون بابا متورط معاه ولا فيه حد أكبر في القصة دي؟"

عز (بتفكير): "ده اللي لازم نعرفه…"

(ينظر محمود لعز بجدية، ثم يتنهد.) بصراحه انا مش مصدق ان ممكن يكون بابا لي وجه اخر 

محمود: "ولا انا ابونا طول عمره دوغري بقولك يلا بينا على السيرك، عندي إحساس إننا لازم نراقب المكان شوية."

المشهد 2 – تسلل داخل السيرك

(يدخل عز ومحمود متسللين وسط الزحام، يراقبان الكواليس بحثًا عن أي شيء مريب. فجأة، يلاحظان شابًا يراقبهما من بعيد.)

عز (بهمس): "محمود، شايف اللي شايفه؟"

محمود (يومئ برأسه): "أيوة، واضح إنه مش معجب بوجودنا."

(يتقدمان نحوه، لكنه يدير ظهره سريعًا ويهرب بين الخيام.)

عز (بسرعة): "امسكه!"

(يركض محمود خلفه، لكنه يختفي بين الجموع، فيقف محمود وهو يلهث.)

محمود: "الواد ده محترف هروب!"

عز (بهدوء): "ده معناه إننا بدأنا نلمس الحقيقة، وإلا مكنش هيهرب."

(عز ومحمود عندما كانه يتجولان في السيرك،
 الأضواء الخافتة، والجو المشحون بالذكريات يمنح المكان هيبته المعتادة. يتنقلان بين الكواليس بحثًا عن أي شخص يمكن أن يفيدهما بمعلومات.)

(يتوقف عز عندما يرى أحد العمال القدامى، رجل مسن بملامح حذرة، ينظر إليهما بتوتر.)

عز (بهدوء، لكنه مباشر): "إنت كنت هنا لما أكرم نصار كان بيشتغل مع فاخر، صح؟ 

(الرجل ينظر حوله وكأنه يتأكد من أن لا أحد يسمعه، ثم يقترب منهما.)

العامل (بصوت خافت): صح بس "الحقيقة اللي بتدور عليها هتفتح عليك أبواب جهنم، يا ابني. السيرك ده كان واجهة لحاجات كتير محدش كان يعرف عنها حاجة. فاخر مش هيسكت... فاخر ده هو اللي معاه كل الأسرار."

محمود (بدهشة): "إنت بتقول إن فاخر متورط في حاجة أكبر من الشغل العادي؟"

العامل (ينظر إليهما بقلق، ثم يهمس): "مش بس متورط... ده اللي كان بيحرك كل الخيوط."
عز: طيب وأكرم لي علاقه بالشغل ده؟ 
ولكن عندما كان الرجل على وشك التحدث لمح شخص من بعيد ينظر له فا ذهب من امامهم سريعا دون أن ينطق اي كلمة

(عز يضيق عينيه، يدرك أنه يقترب من شيء خطير.)

المشهد 3 – منزل غرام

(غرام جالسة أمام صندوق قديم، تفتح غطاءه ببطء لتجد داخله رسائل وصورًا قديمة لوالدتها مع أشخاص مجهولين.)

(يدخل عمها "سامي"، الذي كان بمثابة الأب لها بعد وفاة والدها، يلاحظ شرودها.)

سامي (بقلق): "غرام، مالك؟ إنتي بقالك كام يوم مش على بعضك."

غرام (بتنهيدة): "بحاول أفهم حاجة، بس كل ما أقرب ألاقي الموضوع أعقد. أمي... ماضيها مش واضح، وكل ما أحاول أربط الخيوط، ألاقي حاجة ناقصة."

سامي (بهدوء): "ولو اكتشفتي كل حاجة؟ مستعدة للحقيقة مهما كانت؟"

غرام (بحزم، لكنها قلقة): "لازم أكون مستعدة، مش كده؟"

(سامي لا يرد، فقط ينظر إليها نظرة مليئة بالغموض.)

المشهد 4 – لقاء عز وغرام

(في أحد الكافيهات، يلتقي عز وغرام، في محاولة لتخفيف التوتر. لكن طبعًا، اللقاء لا يخلو من مشاحناتهما المعتادة.)

غرام (بابتسامة ساخرة): "شكلك مش نامت بقالك أسبوع... إنت أكيد داخل بطولة مسلسل تحقيقات!"

عز (يضحك): "وأنتي شكلك داخلة مسابقة مين يقدر يسأل أكتر أسئلة غريبة في اليوم!"

غرام (بتحدي): "طبعًا، لازم أحافظ على اللقب!"

عز (ساخرًا): "واضح إنك كنتي بتكتشفي اسرار الكون كله."

غرام (بابتسامة خفيفة): "تقريبًا… بس إنت كمان واضح عليك إنك ناوي تعمل مصيبة."

عز (بجدية): "ممكن نقول إني داخل حرب ومحتاج حليف قوي."

(غرام تنظر له بفضول، ثم تبتسم بخبث.)

غرام: "يعني هتحتاج مخي العبقري؟"

عز (ضاحكًا): "مخك العبقري وطيشك اللي ساعات بيورطنا."

(يضحكان، للحظة ينسون التوتر، لكن عز يعود للجدية.)

عز: "أنا قربت أوصل لحاجة… بس خايف اللي جاي يكون أخطر."

غرام (بحزم): "وأنا معاك، هنكتشف الحقيقة سوا."

عز (بهدوء): "غرام، إنتي واثقة إنك مستعدة تعرفي حاجات ممكن تغير كل اللي كنتي فاكرة إنك تعرفيه عن ماضيكِ؟"

(غرام تصمت للحظة، ثم تهز رأسها بإصرار.)

غرام: "لو الحقيقة موجودة، يبقى لازم أعرفها."

المشهد 5 – اشتباك في السيرك

(في احدي الممرات الضيقه في السيرك ، تندلع مشاجرة بين مجموعة من الرجال، يتجمهر الناس، وصوت الصراخ يملأ المكان.)

(يقترب عز بسرعة مع محمود، محاولًا تهدئة الوضع.)

عز: "إيه اللي بيحصل هنا؟!"

(أحد الرجال يلكمه فجأة، فيرد محمود بلكمة أخرى، قبل أن يندلع الاشتباك بينهم.)

(يحاول عز التدخل لإنهاء الاشتباك، لكن فجأة، يأتي أحدهم من الخلف، وبحركة سريعة، يضربه بآلة حادة على رأسه.)

(يسقط عز على الأرض فاقدًا الوعي، وسط صراخ غرام نطقت بأسمه وهي تهرول اليه ، بينما تتفرق المجموعة سريعًا في الظلام.)

(ينتهي المشهد على نظرة غرام المرعوبة وهي تركع بجوار عز، محاولة إيقاظه.)

حب غير معلن – بارت 14

المشهد 1 – المستشفى

(يبدأ المشهد في المستشفى، حيث يجلس محمود في غرفة الانتظار، يداه متشابكتان وعيناه معلقتان بالأرض. غرام تقف أمام النافذة الزجاجية، تنظر إلى غرفة عز حيث يرقد بلا حراك، الأجهزة الطبية تحيط به، وصوت المراقبة الحيوية هو الصوت الوحيد الذي يملأ الغرفة.)

(يدخل الطبيب، يتجه نحوهما، فتنتفض غرام، تتعلق عيناها بوجهه.)

غرام (بقلق): "دكتور، طمني… عز كويس؟"

الطبيب (بهدوء): "إصابته قوية، لكنه محظوظ. النزيف الداخلي توقف، وحالته مستقرة، لكنه في غيبوبة حالياً. مش هنقدر نحدد إمتى ممكن يفيق."

(تصمت غرام للحظات، ثم تهز رأسها بتصميم، وكأنها ترفض فكرة أنه قد لا يفيق قريبًا.)

محمود (بصوت خافت): "يعني مش عارفين هو هيفوق إمتى؟"

الطبيب: "كل حاجة بأرادة ربنا ثم أرادته. ممكن يفوق في أي لحظة، وممكن تاخد وقت أطول. المهم إنكم تفضلوا جنبه."

(يغادر الطبيب، بينما تبقى غرام ومحمود في صمت، قبل أن تنظر غرام لعز مجددًا، بعينين تملؤهما الدموع.)

المشهد 2 – السيرك (تحقيقات محمود)

(بعد ساعات، يجلس محمود في الكافيتريا، أمامه هاتفه الذي يعرض مكالمة مع أحد معارفه في السيرك.)

محمود (بصوت حاد): "مش طالب منك غير حاجة واحدة… مين اللي ضرب عز؟"

الصوت في الهاتف (بتوتر): "محدش يعرف بالظبط… بس في كلام بيتقال إن اللي عملها كان مأجور، وحددوه يستنى عز هناك."

محمود (يضيق عينيه): "يعني كانت مدبرة؟"

الصوت: "واضح… وحد قاللي إن فاخر كان عارف إن عز بيدور في حاجات مش المفروض يقرب منها."

(يغلق محمود الهاتف، يضغط قبضته، قبل أن ينهض بعزم، متجهًا للسيرك وعندما كانت يتجول هناك.رأه امامه نفس الرجل المسن الذي كان عز يتحدث معه فذهب اليه قائلا...)

محمود (بحزم): "الراجل اللي ضرب عز... أكيد تعرف هو مين."

العامل (مترددًا): "يا ابني، أنت متعرفش الناس دي ممكن تعمل إيه لو انا اتكلمت وانا راجل في حالي وعندي عيال."

محمود (بغضب): " متخافش مفيش حد يقدر يقربلك اخويا في المستشفى، وممكن ميفوقش! لو تعرف حاجة لازم تقولها."

(العامل ينظر حوله بتوتر، ثم يقترب هامسًا.)

العامل: "فاخر هو اللي كان عايز عز يختفي... كان خايف إنه يكشف المستور. بس اللي ضربه... واحد من رجالة فاخر، اسمه رامي."

(محمود يشد قبضته، ثم يستدير بسرعة إلي مكتب فاخر بعينين تشتعلان بالغضب والتصميم.)

المشهد 3 – مواجهة فاخر

(يدخل محمود إلى مكتب فاخر في السيرك دون استئذان، فيجد فاخر جالسًا خلف مكتبه، ينظر إليه بابتسامة باردة.)

فاخر (بهدوء): "واضح إن عندك كلام كتير يا محمود."

محمود (بغضب): "عز في المستشفى بسببك! عايز اعرف الحقيقة؟ و هعرفها غصب عنك."

فاخر (يضحك ساخرًا): "الحقيقة؟ الحقيقة مش هتعجبك، يا محمود. ساعات الأحسن إنك تسيب الماضي في الماضي."ومتفكرش فيه عشان متتعبش وبلاش تدخل نفسك في الحاجات الاكبر منك يا محمود خليك مهتم بدراستك احسن وعيش سنك وحاول تعقل اخوك لما يفوق بقي 

محمود (بإصرار): "أنت اللي لازم تفوق وتقلق لان اللي جاي مش هيعجبك... عز لو فاق، كل اللي بتخبيه هيتكشف!"

(يتراجع فاخر في كرسيه، بينما يراقب محمود يخرج بعزيمة واضحة في عينيه.)

المشهد 4 – كشف جديد

(في منزل غرام، تجلس أمام الصندوق القديم مرة أخرى، لكنها هذه المرة تحمل صورة قديمة لوالدتها مع رجل غامض.)

(تتأمل الصورة جيدًا، حتى تلاحظ ختمًا صغيرًا على ظهرها، مكتوب عليه: "السيرك الكبير – 1995.")

غرام (بذهول): "مين الراجل ده واي علاقته بأمي

(تتصل بسرعة بمحمود، الذي يرد بصوت قلق.)

محمود: "في حاجة جديدة؟"

غرام: "ممكن أمي يكون ليها علاقة بحاجه حصلت في السيرك زمان انا متأكده ! لقيت صورة ليها من زمان هناك ومعاها راجل شكله غريب ومش مريح ."

محمود (بصدمة): "ده معناه إن اللي بنواجهه مش مجرد شغل قذر... ده ماضي مربوط بالحاضر." 

(يصمتان للحظة، قبل أن يقرر محمود أن هذه المعلومة قد تكون مفتاح الحل لكل شيء.) احنا لازم نقابل مامتك لازم تتكلم وتساعدنا يا غرام 

المشهد 5 – اعتراف غرام

(يعود المشهد إلى المستشفى، حيث تجلس غرام بجوار عز، تنظر إليه بحزن، ويدها تمسك بيده المتعبة.)

(تتنهد، ثم تهمس بصوت يملؤه الألم والاعتراف.)

غرام: "أنا عارفة إنك مش سامعني... أو يمكن سامعني بس مش قادر ترد. بس أنا لازم أقولها، لازم تعرف."

(تمسح دمعة نزلت على خدها، ثم تبتسم رغم الألم.)

غرام: "أنا بحبك، يا عز.بحبك من اول لحظه شوفتك فيها في السيرك ويمكن يكون ربنا عمل كل ده عشان نبقي قريبين من بعض بس انا كنت خايفة... كنت خايفة من إحساسي، ومنك، ومني، ومن كل حاجة حوالينا." خوفت اعترفلك متكونش مشاعرك معايا او تصدني وتحرجني 

(تضغط على يده بلطف، ثم تكمل بصدق.)

غرام: "مستنياك تفوق... مستنياك ترجع لي، ولو فتحت عينيك وما لقيتنيش جنبك، ابقى دور عليّ، لأني عمري ما هبعد عنك."

(تظل ممسكة بيده، بينما الكاميرا تتحرك لتُظهر يد عز تتحرك قليلًا، في إشارة إلى أن هناك استجابة خفية منه.)

(ينتهي المشهد على وجه غرام وهي تحدق فيه بأمل، دون أن تلاحظ أن عز بدأ يعود تدريجيًا إلى الوعي.)

تعليقات



<>