
رواية بلقيس وانا الفصل التاسع9 والعاشر10 بقلم هيام شطا
البارت التاسع. ❤️❤️
دلف خليل إلى فيلا التهامى بعد أن تجاوزت الثالثة فجرا صعد السلم بينما عقله يعمل كالطاحونة
يخاف إذا تذوق عزيز حلاوة الحلال
وهدأت ثورة الغضب من الفقر وانطفأت شهوة الركد وراء حب المال
ليخلق فى قلبه شهوة أخرى يريد أن يغوص فيها وهى الحب
لم ينسى خليل نظرة عزيز لتلك الطبيبة يوم حادث أختها
لم تكن نظرة الملك الميته لكل بنات حواء.
كانت نظرة جديدة عليه نظرة حنين لبنات حواء لم يراها فى عينيه منذ أن كان مراهق يهوى بنت الجيران الذى رقد خلفها حتى بعد أن تخلت عنه وتزوجت غيره لم يتراجع عنها بعد أن أصبح الملك
عادت له لتغريه بحبها المزعوم وان أهلها من ارغموها على الزواج من غيره
وهو جعلها تتخلى عن زوجها وابنتها
لتتزوج عزيز
هو وجد فى تخليها عن حياتها من أجله إرضاء لغروره الذكورى وهى لم تكن تريد الا أموال عزيز
وبطبع خليل كان يعلم كل تلك الأمور فهو يجعل الأعين على عزيز لانه وبكل بساطة هو صمام امانه وأمان تجارتهم المشبوهة حتى أنه الوجهه الإجتماعية المشرفة لأعمالهم التى هى صورة مخمليه لعائلة التهامى
ولن يقف خليل مكتوف الايدى ويترك عزيز يتذوق حلاوة العشق الحلال مره أخرى أو يخرج من تحت عبائته
سمع خليل وهو يمر فى الممر المؤدى إلى غرف النوم صوت رحيل بينما تصرخ وكان أحدهم يتهجم عليها
اسرع وفتح غرفت ابنه يوسف ورحيل
وجد ابنه مثل الثور الذى فقد السيطرة على نفسه يهجم بكل وحشيه ويمزق ثوب زوجته ويحاول أن يعاشرها رغم عنها
انطلق خليل ودفع يوسف عن رحيل وصفعة على وجهه صفعة أيقظت عقل يوسف المخمور بينما رحيل وقفت ترتجف مثل العصفور الذى غرق عشه بماء المطر. تختبئ خلف خليل
صاح خليل والغضب يشتعل بعينيه
انت بتعمل ايه يا حيوان
نظر له يوسف وهو يمسح جانب فمه من قطرات الدماء التى نزلت منه اثر صفعة إبيه وقال ببرود وهو يحاول أن يجمع شتات نفسه وعقله
بعمل ايه يعنى مراتى وعاوز حقى الشرعى فيها وهى مش موافقه
صرخ خليل وهو يمسك فى مقدمة قميصه ويدفعه بتقزز
تاخد حقك الشرعى غصب عنها يا حيوان
تهكمت ضحكة يوسف وقال.
دى الطريقه اللى اعرفها يا ....بابا
وبعدين ما هى عاوزة كدا امال كانت متجوزانى وموافقة عليا ليه وهى عارفه انى كدا وانت متفق معاها على كدا
لم يشعر خليل الا وهو ينهال على وجه ابنه الاحمق الذى أصر وبمنتهى د الغباء أن ينهى زيجته ويحطم ملاك الرحمة التى أحبته
صرخ خليل بغضب وهو ينهال على وجه يوسف بالصفعات المتتالية
اخرس يا حيوان
انتفضت رحيل وهى تبكى بحرقه تبعد يد خليل المنهالة بالضرب على وجه يوسف وهى تصرخ ببكاء
خلاص يا عمى لو سمحت ابعد عن يوسف أنا هحل مشاكلى معاه
وعى خليل على نفسه بينما انتابته حالة من الغضب عندم وضع يوسف امامه حقيقته الحقيرة وايضا العارية
فهو استغل سذاجة رحيل وضعف قلبها الذى يهوى ابنه فبدأ فى ضربه حتى يصمت ولا تفهم رحيل أنها وبملئ ارادتها فضلت البقاء مع مغتصب حيوان وانطلت عليها حيلة أبيه وكذبه
خرج خليل من الغرفة والغضب مازال يعميه من كلام ابنه الأهوج الذى عجز عن فهم عقله الذى يدفعه لتدمير أى شى يفعله خليل ابيه لبنائه ويجعله انسان ناجح
بينما خليل نسى اهم شئ فى ذلك البناء وهو أن يبنى اخلاق ابنه
جلست رحيل بجوار يوسف على أرض الغرفه واتكأت للفراش
قال بصوت مقهور وهو ينظر لها بينما وجهه تورم من صفعات ابيه.
انت ملاك يا رحيل وأنا شيطان انا شيطان يا رحيل بدأ فى البكاء اقتربت منه وهو وضع رأسه على صدرها وذاد فى البكاء بينما هى لم تتمالك نفسها بدأت تبكى هى الأخرى ولا تعلم لأى شئ تبكى تبكى على سوء اختيارها ام تبكى على زوج غير مسؤول فصلته وتزوجته وتخلت عن أبيها من أجله
ثم غفى على صدرها وهى أيضا غلبها النوم وهى تحتضن رأسه
......... رواية بلقيس وانا بقلمى هيام شطا.
.........................
وقف فى شرفة شقتها يتذكر أيامه الخوالى كيف كان مراهق برئ وقع فى عشق بنت الجيران التى تسكن أمامه
كان بحبها حب برئ.
لم تلوثه ذنوب ومعاصى الايام
اتت من خلفه تتهادى فى مشيتها وضعت يدها بدلال على ظهره وسألته بصوت ناعم كنعومتها
اللى واخد عقلك يا عزيز
نظر لها نفس النظره الميته وقال بتهكم قصده
محدش
سألته مره أخرى بينما تزيد من جرعة دلالها عليه
يعنى مش انا
ضحك بخفه ضحكة لم تصل إلى وجهه وقال بزهو وغرور
ولا انتى ولا الف زيك يا خد عقلى يا دودو أضاف اخر كلمتين بسخرية
ثم سألها بنفس الصوت البارد
قوليلى يا دودو
قالت بلهفه حين ظنت أنه سيطلب منها اى شى تفعله له
اوامرك يا ملك
انتى اتجوزتينى عرفى ليه
قالت دون تفكير
علشان بحبك يا عزيز
سألها مرة أخرى
بتحبنى اكتر من بنتك
قالت بجحود بينما أعماها حب المال والرفاهيه التى تحيا فيها تحت كنف عزيز
بحبك اكتر من نفسى يا عزيز
قال بمكر
حتى لو خسرت كل فلوسى ورجعت على الحديده زى زمان
ارتعش صوتها وقالت بصوت يرتجف
أنا هفضل معاك حتى لو خسرت كل فلوسك يا ملك
قال بتهكم بينما علم من نبرت صوتها أنها تكذب
وليه مفضلتيش معايا زمان كان زمنا عايشين ومخلفين وحياتنا كويسه
قالت بكذب
الله يا عزيز هقولك الف مرة عمى غصبنى على الجواز
ثم وقفت أمامه وهى تزيد من دلالها له وقالت بصوتها الناعم
الليل قرب يخلص يا ملك هتفضل واقف هنا كتير تعالى ندخل نريح جوه
الفجر قرب يأذن
نظر لها وانساق خلف يدها التى تسحبه وهو انساق خلفها عله يجد فى الخلاص من شهوته التى تتملكه كلما أتى ليرتمى فى أحضانها احضان شئ من مراهقتة البريئة التى دنسها الفقر وطمع دره
قبلته بلهفه وهو مغمض العينين وما أن فتح عينيه وجدها أمامه وهو يتبادل معها القبل المحموله
انها ملكة أفكاره بلقيس تخيلها هى من تبادله القبل الشغوفة للحظه كانت من اجمل لحظاته ثم عادا إلى واقعه بينما دره هى من أمامه ابتعد عنها كمن لدغه عقرب وتملك منه الدهشه لفعله الغير متوقع بينما خمدت نار دره أمامه لتشتعل فى قلبه جذوة نار أخرى لا يعلمها نار الاشتياق لصاحبة العيون الجريئة والشخصية القويه أنها الملكة كما يلقبها بلقيس
حمل متعلقاته وخرج مسرعا وترك دره فى لحظه
وهى فى دهشه من أمره ودهشه اخرى من أمر قبلته المتأنيه التى ولاول مره تتذوقها منه وكأنه يتذوق شفتيها لأول مرة
..................... ....................
أنه صباح جديد تتمنى من الله أن يكون مشرق جميل كحال شمسه الدافئه الجميله
وقفت أمام اختها فى حديقة المصحه النفسية
تتأملها وتتأمل هدوئها وجمالها الحزين
اقتربت منها وهى تبتسم بشوق لها
انتبهت اسيا أن بلقيس أمامها وتبتسم لها بشوق
وقفت واللهفه تعلو وجهها وارتمت فى أحضان اختها الحنونة
وجلست بعد وقت ليس بقليل قضته فى أحضان اختها سالتها بلقيس بصوت يقطر حنان
كويسه يا حبيبتى
اومأت لها دون حديث
قالت بلقيس بعتاب محبه
انتى مش هتتكلمى معايا انا كمان يا اسيا
نظرت لها اسيا بخوف
قالت بلقيس بمرح
اتكلمى يا روح قلبى وانا مش هقول ليونس
رغما عنها ابتسمت تلك الجميلة الحزينه على ذكر طبيبها الحنون وايضا المجنون
سالتها بلقيس بترقب لتعلم ردة فعلها
الدكتور يونس طلب ايدك من بابا يا سو
نظرت لها اسيا وقد اعتلت المفاجأه وعقلها أصبح فى حالة فوضى
هل طلبها فعلا
اذا لم يكن يمزح أو يتحدث بأى حديث حتى ينهى هذا اللقاء الثقيل التى تعرضت له من أم ليلى
تاهت وتاه عقلها
نظرت لها بلقيس بترقب وهى تقرا تعابير وجه اختها التى تتماوج بين الدهشة والبسمة والتعجب
لا تعلم ما فعلته تصرف سليم ام لا ولكنها لابد أن تتحقق من حديث يونس الذى أخبرها قبل يومين حين أتى إلى منزلهم مره اخرى ليعلم رد الدكتور ابراهيم على طلبه الذى استماله له وخصوصا أنه من اهتم به وهو طالب بينما وافقت امال أم بلقيس من أول يوم وهى تحمد الله أن شاب ناجح مثل يونس تقدم لخطبة ابنتها المدمرة حرفيا بجريمة لم ترتكب فيها أى ذنب
وافق الدكتور ابراهيم ولكنه وضع شرطا مهما أن توافق اسيا اولا
استحسنت بلقيس رأي ابيها
وتوجس يونس الخوف.من رفضها
ولكنه أخبر بلقيس أنها فى مراحل النقاها وأنها لم تعانى من أى مرض عضوى ولكن نفسيتها بها بعض الاصطراب بعد أن انقضى ستة أشهر من علاجها
نظرت لها تترقب اجابتها أو اى امائه منها تدل على أى موقف منها
بينما وقف يونس يسترق النظر والاستماع لتلك المحادثه بين اميرته الحزينه واختها الصارمه
وقف هو وقلبه الذى علت وتيرة خفقانه
من الخوف
الخوف عليها من الصدمه الجديده
والخوف من ردة فعلها.
عقل اسيا مازال يعمل ويحسب ويخبط بينما قلبها وجد هوى من طلبه
واحب الطلب
او بالمعنى الصحيح احبت أن تكون مرغوبه من أحدهم بعد ما حل بها
انتصر هوى قلبها مؤخرا وقالت برغبه تولدت لديها من رغبة يونس فى طلبها
أنا موافقه يا بلا بس نروح من هنا
مهلا مهلا
هل نطقت الاميرة الصامته
دهشت بلقيس من جواب اختها ولكنها واخيرا تنفست الصعداء حين سمعت صوت اختها يخرج بعد غياب شهرين آخرين بعد أن عاد منذ شهرين ثم اختفى مره أخرى بعد أن تعافت من كوبتها
احتضنتها بلقيس والفرحة تكاد تتجسد فى فتاه صغيرة تقفز من شدة الفرحه.
بينما يونس اخبئ فرحته وتمالك نفسه وانصرف إلى مكتبه ليكتب جواب الخروج لأميرته الحزينه
........................
وقفت أمام مكتبه وهو ينهى اجرآت خروجها
قالت اسيا بمكر.
طبعا خلصتها كلها قبل ما اطلبها.
قال بمكر لكى لا يفضح أمره
وانا هعرف منين يا بلا
قالت بمرح
وكمان بلا ومفيش دكتورة بلقيس
أجابها بنفس المرح
خلاص بقى هتبقى حماتى ثم غمز لها بشقاوة تعكس فرحته
قالت بلقيس بجدية
أنا عارفه أن اسيا مش متزنه نفسيا يا يونس ومش خايفه عليها وهى معاك
بس اللى خايفه منه انك فى يوم تندم
انك ارتبطت بها.
قال وقد انزعجت ملامحه
اتاكدى يا دكتورو عمر اليوم ده ما هيجى ابدا
.........................
وصلت هى وآسيا إلى بيتهم الذى واخيرا عاد إليه الفرح بعد مرور ستة أشهر من الكأبه
استقبلتهم أمهم بفرحة وايضا الدكتور ابراهيم ابيهم
وعندما دلفت إلى حجرتها
اتصلت به لتخبره كما طلب منها
اجاب فى لحظه
قالت بصوت رزين عكس تلك الفرحه الطاغيه على ملامحها
مستر عزيز
انزعج هو وقال بصوته البارد
مش كنا اتفقنا من غير مستر.
خجلت ولأول مره تخجل منه
وكأنه أمامها
سألها بهدوء
روحتى فين
إجابة بصوتها الأثر
معاك
قال هو بفطنه وذكاء حاد
نقول مبروك
دهشت من فطنته سألته
عرفت منين
أجابها بمرح
انتى متعرفيش انى أقدر اقرا افكارك
جارته فى مرحه وقالت
يا لطيف يا لطيف.
علت ضحكتهم معا ثم هدأت وعم السكون الذى قطعه وقال.
هنجيب الحاجة وعمى أول خميس الافتتاح نطلب ايد اسيا
قالت ومازالت بسمتها عالقه بصوتها
ان شاء الله
......................بلقيس وانا بقلمى هيام شطا
......................
وقف عزيز ويونس يراقبوا تعابير وجه أمهم بعد أن أخبرها يونس برغبته فى أن يتزوج كم فرحة حين سمعت هذا الخبر ولكنها بعد لحظات تغير فرحها إلى غضب حين علمت أن من يريد يونس أن يتزوجها هى اسيا صاحبة القضيه الشهيره مع ابن عمه يوسف
قال خليل بغضب لكى ينحى زينب عن أى موافقه
انت اتجننت يا يونس عاوز تتجوز البنت دى اللى اتبلت على ابن عمك
صاح يونس بغضب فى عمه
عمى لو سمحت
بلاش نتكلم فى الموضوع ده وانا مش باخد رايك اصلا انا بكلمك أمى
انتفض خليل وصاح بغضب
هى بقت كدا يا دكتور
قال يونس
ايوا يا عمى هى كدا
نظر عزيز لعمه وقال بهدوء
أهدى يا عمى دى حياة يونس
هتفت زينب بغضب أعمى بعد أن ملاء كلام خليل المسموم رأسها
هل يعقل أن ابنها الطبيب الخلوق سيتزوج تلك الفتاه التى كانت على علاقه بصديق يوسف
انت اتجننت يا يونس مين اللى عاوز تتجوزها دى فوق يا ابنى دى مش شكلنا ولا زيك
ثم قالت بقهر أم خائفه على ابنها أن تستغله فتاه سيئة السمعة
دى سمعتها فى الوحل يا ابنى فوق
هتف يونس بغضب تملك منه بعد حديث أمه
ماما لو سمحتى اسيا اشرف من أى حد
اسيا ضحيه وملهاش ذنب
قالت زينب وهى تحاول أن تثنى ابنها بشتى الطرق عما انتو فعله
ضحيه مش ضحيه انا مش موافقة على الجوازة دى وهمنعك
هتمنعينى ازاى يا ماما
قالت زينب بينما غضبها اشتعل من ابنها ووصل لاخره
لو اتجوزتها لا انت ابنى ولا اعرفك
قال يونس وقد شق حديث أمه قلبه من الحزن
انتى حره يا أمى لو عاوزة تتبرى منى
بس بكره تعرفى أن اسيا أنضف من أى واحدة فى الدنيا وانا مش شايف فيها اى عيب
ثم قبل رأس أمه وقال وهو يغادر
ويترك المنزل
وانتى هتفضلى أمى حبيبة قلبى حتى لو انتى مش عوزانى
البارت العاشر ❤️❤️
دلف يوسف فى هدوء يتحسس خطواته حتى لا تشعر به أو تستيقظ فهو منذ أسبوع وهو يتحاشى النظر إليها أو الإجتماع بها فى مكان واحد يحضر إلى البيت بعد أن تغفوا ويخرج
فبل أن تستيقظ من اليوم التالى يخرج ليعود فجرا وهكذا استمر يوسف على وتيرة حياته
حياه بلا هدف
منعم بجميع ما يحتاج.ولكنه لا يملك السعادة
ولا يجد الرضى
ولكن منذ أن انهار بين يدي رحيل بعد تلك الليلة
أصبح كل شئ مختلف
رأى رحيل بعين أخرى بعد أن كان يمقط رؤياها أصبح يخجل من رؤياها
يشعر وكأنه عارى أمامها بعد أن احتضنته بحنان مختلف عن حنان ابيه الذى يشعر أنه يخنقه ولا يجد متنفس له إلا تلك الأفعال القبيحة التى يتصنع فى فعلها لكى يستفز أبيه أو يغضبه أو يشعره بالتقصير من ناحيته
اتخذ طرف الفراش ملجأ له وتكوم على نفسه كالجنين فى بطن أمه
ولكن وللغرابة شعر بمن يحتضنه من الخلف وتهمس له بترجى وصدق
بحبك يا يوسف وانت مصمم تقتل حبى ليك
صعق مرتين
مرة من ذلك الدفئ الذى غزا جسده فجأه حين احتضنته رحيل والمرة الأخرى بعد هذا التصريح الذى هدم كيانه ودمر أى ثبات أو أى شر بداخله لرحيل
ثم سمع صوتها المكتوم بشهقات البكاء
وكأن هذا اخر سكين يغرز فى قلبه ليجبره على الالتفات لها ومواجهتها اخيرا بعد اسبوع من الهروب
أنار ضوء الغرفة
واعتدل فى جلسته وهى مازالت متشبثه فى ثيابه وبكائها شهقاته تعلو
استجمع ثباته وحاول السيطرة على صوته المرتجف وسألها وهو يرتب على ظهرها بحنان
شوفتى منى ايه يا رحيل خلاكى تحبينى
اجابته بصدق
مش عارفه أنا وعيت على الدنيا لقيتك فى قلبى
لقيتنى عايشة معاك هنا
خالتى الله يرحمها كانت أمى وأمك ياما وأنا صغيره كانت تقولى هجوزك يوسف علشان تفضلى معايا طول العمر
بس هى سابتنى وماتت وأنا قلبى اتعلق بيك ومحدش له سلطان عل قلبه يا يوسف
تنهد يوسف بقلة حيله
فهى محقه فى كل حديثها لا أحد يملك سلطان على قلبه وهى لا ذنب لها أن أحبته بكل صفاته الذميمة
شدد بيديه من احتضانها وسألها برجاء
ساعدينى اتغير يا رحيل
أنا عاوز اتغير علشانك وعلشان نفسى
عاوز ابقى واحد تانى
لم تصدق انها استمعت منه تلك الكلمات ذادت شهقات بكائها ولكن تلك المرة كانت تبكى فرحا
له ولها هل سيتغير من أجلها
اومأت له وهى مازالت تقبع بين أحضانه وهو شعر بها وكان بكائها تحول إلى ضحك ولكنه لايزال مخلوط بالدموع
......... بلقيس وانا بقلمى هيام شطا........
وقفت فى وسط العمال تنهى اخر التعديلات قبل إفتتاح المشفى لقد تأخروا أكثر من شهر ولكن عزيز حول المشفى إلى مشفى عالمى لم يبخل عليها بشئ وسمع اقتراحاتها فى كل شئ
حتى القسم المدعم للمحتاجين لم يعترض عليه بل أنه جعل فى نفس مستوى المشفى
كم اختلج قلبها حين أطاعها بكل هدوء ولم يبدى أى اعتراض تتذكر حين طلب منه أن يكون فى المشفى الاستثمارى الناجح قسم للمحتاجين أو من لا يستطيع دفع تكلفة العلاج أو دفع نصفها ابتسم لها بسمة جميلة وقال بأسلوب رجال العصابات
وماله يا دكتورة لازم المصلحة يكون فيها لله علشان تجبر
ثم غمز لها بشقاوة
وهنا رأت جانبا من شخصيته السوقيه وايضا المرحة
فاقت من شرودها على صوت تمقته
مبروك يا دكتورة
على كدا بقى الاشاعات صح وعزيز التهامى شال الليله ودفع ديون المستشفى
همست بينها وبين نفسها بكره.
ادم نعم إنه ادم طليقها
استدارت ونظرت له بكل ثقه وغرور
وقالت ببرود
اهلا دكتور ادم نورت مستشفى الحديدي
قال ادم بسماجه
المستشفى منوره بصحابها يا ..دكتورة أضاف اخر كلمات له بسخرية يقصدها حتى يخرجها عن برودها
لم تعير كلامه اهتمام وقالت بنفس الصوت البارد
أى خدمة يا دكتور ادم
قال ونفس الضحكه الخبيثه على وجهه
أنا شايف أن المستشفى رجعت أحسن من الأول الف مرة
دا عزيز بيه مضحى أوى يا دكتورة يا ترى بيعمل كدا لوجه الله
نظرت بلقيس لآدم والدهشة تعلو وجهها
واجابته بثبات وصوت متهكم
لاء يا دكتور ده بيزنس
سألها وصوته يملأه الاتهام وكانها حين شاركة عزيز فعلت أمر مشين
عزيز التهامى مش بيدخل شراكه خسرانه يا دكتور
ايه هيخليه يشارك ابوك فى مستشفى واقعه
ملأها الغضب من وقاحة اسالة زوجها السابق
قالت له بصوت غاضب
مش شغلك يا دكتور واحد شايف أنه هيكسب من المستشفى هو حر فى فلوسه
اقترب منها ادم وقال بصوت هامس
حر فى فلوسه ايوا يا بلا بس
مش حر فيك وميحلمش أنه ممكن ياخدك منى انتى بتاعتى انا وبس
صدمت بل صعقت مما سمعت من زوجها السابق
هدرت وقد اعماها غضبها واشعلت كلمات طليقها نار النفور عندها
أنا مش بتاعت حد يا دكتور
واتفضل اطلع بره
سألها وهو ينوى استفزازها يعلم أنها أن غضبت يعميها غضبها وهو يحب أن يغضبها وايضا يوقعها فى الأخطاء
وان مطلعتش يا ....بلا
وقبل أن تجيب أو حتى تلتفت له وجد لكمه قويه تطرحه أرضا وصوت اشتعل فيه الغضب يصيح
هطلعك منها ميت يا روح أمك
ثم انهال عليه باللكمات القوية المتتالية
جرت بلقيس تحاول أن توقف عزيز من ضرب ادم الذى كاد ان يقتله
من شدة هجومه عليه تعلقت فى يده وهى تترجاه
عزيز سيبه
لم ينتبه لها وكأنه مغيب أعماله الغضب
ولا يعلم لماذا تحكم فيه غضبه بهذه الصورة كل ما يعلمه أنه لابد أن يقتل ذلك الصفيق الذى ينسبها له ويحرمها عليه وبكل وقاحه وكأنها ملكيه خاصه به
وعى على حاله حينما صرخت فيه مرة أخرى وهى تترجاه
عزيز سيبه علشان خاطرى هيموت فى ايدك
تركه غارق في دمائه وصرخ بغضب
فى أحد رجاله
فكرى إرمى الزباله ده برا المستشفى
ثم أكمل عزيز بوعيد لو شوفت خيالك تانى بتلف بس حوالين الدكتورة هنا أو برا المستشفى أو فى اى مكان هى فيه هقتلك
نظر حوله وجد أن العمال وقفوا عن العمل يشاهدون العرض المسرحى لرب عملهم وهو يبرح أحدهم ضربا
صاح بغضب
كل واحد يشوف شغله
نظرت بلقيس حولها وهى تشاهد انصراف العمال ثم نظرت بغضب لعزيز. وتركته وانصرفت إلى مكتبها تكاد تخرق الأرض بكعب حذائها
أما هو فكان غضبه من نفسه
كيف لم يحتوى غضبه وسمح لنفسه التدخل فى أمر لا يعنيه هو زوجها السابق
ولكنه قال إن الأمر يعنيه هى شريكته فى المشفى وكانت تتعرض للمضايقه من ذلك الصفيق
واقنع نفسه بأن ما فعله هو الصواب
كان لابد من أن يوقف هذا الادم عند حده
...................................
جلس أمامها لا يكاد يصدق أنها وافقت عليه.
نعم يعلم علم اليقين أنها وافقت عليه من أجل أن تثبت لنفسها أنها مازالت مرغوبه وان ما حدث لم ينتقص منها ومن نفسها واونثتها شئ
هو يعلم كل هذا ويعلم أيضا أنها لم تشفى نفسيا من حادث الاعتداء
يونس يعلم كل هذا ولكن السؤال المهم هنا والذى يسأله لنفسه ليل نهار.
لماذا تعلق قلبه بها
نعم احبها
لماذا هى دونا عن غيرها تعلق قلبه بها وارادها أراد أن يحميها ويحافظ عليها
يقف بجانبها فى محنتها
اهو نوع من أنواع رد الجميل كما اتهمته بلقيس
ام أنه أشفق عليها لقلة حيلتها
أراد أن يقف بجانبها لتتخطى المحنه
والظلم الواقع عليها
اذا كانت تلك هى الدوافع التى علق عليه حجته
وصل لتلك النتيجة مرة أخرى والذى اعترف به قلبه ولسان حاله نعم
أحبها
سألها بصوته الهائم فى جمال عيناها
تحبى نروح النادى النهاردة يا سو
نظرت له باعين ملاتها الاسئلة التى كانت منذ قليل تطوف فى عقل يونس
ولكنها تخاف أن تسأله
إجابته بصوت هادئ
لاء مش هروح النادى تانى
وصل إليه مغزاى كلماتها
انها لن تذهب إلى النادى الرياضى مرة
أخرى وأنها مازالت تخشى المواجهه
جذبها من يدها وقال لها بصوت حنون
اسيا انتى لازم تخرجى وتواجهى الدنيا كلها
إجابته بصدق وصوت يقطر حزن
خايفه
هتف معترض على نبرتها الحزينه الخائفة
من ايه انتى معملتيش حاجة غلط انتى مظلومة انتى معملتيش حاجه تخافى منها
ثم اخذ يدها واوقفها ووقف بجانبها وقال بصوت محب لتلك الحزينه
مش عاوز اسمع منك الكلمة دى تانى
أنا جمبك دايما ومعاكى
اوعى تخافي وانا جمبك
تجرأت تلك المرة وسألته
مش هتسبنى
قال بثقه
ابدا
سألته مره أخرى السؤال الذى ارقها
خايفه تندم
قال بصوت عاشق
عمرى ما هندم ابدا ثم تنهد بصوت مسموع كأنه يستعد لأن يتخذ أعظم قراراته وقال
اسيا انا بحبك ومش عاوز اى حاجه من الدنيا غيرك
...................................
جلس معها فى حديقة بيتهم بجوار زينب التى جلست شاردة
تفكر فى تلك المعضلة كيف تسمح لابنها أن يتزوج تلك الفتاة
لقد سمعت عنها الكثير والكثير
منهم من قال إنها تصاحب الشباب دون زواج ومنهم من كان يتغنى بعفتها وطهرتها ومنهم من كان محايد لا يقول شئ
كيف لها أن تعلم هى أى منهم
سألها يوسف الذى انتبه الى شرودها
مالك يا ماما زينب مش معانا.
انتبهت له وقالت بصوت حنون
سلامتك يا حبيبى انا معاك بس حاسه بصداع شكلى داخل عليا دور برد
قالت رحيل بلهفه.
سلمتك يا ماما اعملك حاجه دافيه
قالت زينب بإمتنان
لاء يا حبيبتى هددخل اريح شويه وهبقى كويسه
دلفت إلى الداخل وبقى يوسف ورحيل معا
سألها يوسف وهو يغمز لها بعينه.
بتحبينى من امته يا رورو.
تورد وجه رحيل بحمرة الخجل وقالت وهى تتصنع الجديه
يوسف والله اخاصمك
همت أن تنصرف لولا يده التى اوقفتها
وجذبها بخشونه محببه إلى قلبها لتلتصق به
همس بجوار أذنها
هو انتى حلو كدا من امته
قالت بغرور ودلال لاق بها كثيرا
طول عمرى حلوة
قال بتذمر مصطنع
يبقى انا اللى كنت أعمى
ضحكت بصوت رنان وقالت
اكيد يا جو
سألها بوله من دلالها عليه.
اكيد ايه يا روح قلبى
قالت بشقاوة اكيد يا روحى
جرى خلفها حين تركته وجرت من أمامه
وسألها بصوت عالى
اكيد ايه يا رحيل
اجابته وهى تبتعد عنه
اعمى يا يا جو
وقف يلتقط أنفاسه التى سلبتها تلك الفاتنه خمرية اللون جميلة القد سمراء العين
لم يهتم يوم بها أو حتى رأى جمالها أو حتى عاملها معاملة طيبه ومع كل هذا تعلقت به واحبته ولالاها عليه ما نعم بالحرية مرة اخرى
نعم عرف فضلها وتعلق قلبه بها بعد أن انهار باكيا فى أحضانها
انقلب كل شىء إلى الضدد
تعلق قلبه بها من حنانها عليه
عشق سمارها وجمال عيناها
واعاد حساباته مره اخرى
يريد أن يتغير
ان يصبح انسان آخر أن يكون ناجح مثل يونس وعزيز
يريدها أن تفتخر به
واول خطوة سيخطوها أن يذهب إلى شركتهم لكى يدير عمله الذى لا يذهب له إلا بعد إلحاح من أبيه
صعد لغرفتها وجدها تقف أمام المراه تمشط شعرها الغزير الاسود
مسك من يدها الفرشاه وأخذ يمررها بين خصلات شعرها الفاحم
قال بتيه وهو يستنشق خصلاتها
شعرك جميل أوى يا رحيل
التفتت له وقد تخدرت من أفعاله فى الاونةالاخيره فقد ذهب يوسف القديم وجاء هذا بدلا منه
بجد يا يوسف شعرى حلو
قال وقد لمعة عيناه برغبه متأججه
مش شعرك بس كلك على بعضك جميله اوى يا رحيل
مال عليها يراوى من شهدها ولكنها أبعدته وقد لمعة المكر فى عينيها وقالت بدلال
مش دلوقتى يا يوسف
جذبها مرة أخرى له ولم يعد يقوى على بعدها يريدها بكل ما فيه
امال امته يا روح يوسف
ابتعدت عنه فى لحظه تسربت من بين يديه كما يتسرب الماء وقالت بدلال
اتغير الاول وطمنى
هذا مربط الفرس كما يقولون.
طمنى
انها لا تثق به وكيف تثق به بعد ما عانته معه تخاف أن يكون ما يمر به ماهو الا تأنيب لضميره أو ندم على ما فعله معها
تريد أن تطمأن أنه لن يتركها كما ترك غيرها
انها لن تصبح كغيرها مجرد لعبه يلهو بها كيفما يشاء ويتركها إذا مل منها
ستصبر وتعيش معه وتخوض التجربه ولكن تلك المرة بشروطها هى وهى من ستضع قواعدها وأول هذه القواعد
انها لن تجازف مره اخرى ولن تخسر
وان واجهة الخسارة لن تدعها تنال منها
نعم لقد تعلمت رحيل ووعت الدرس جيدا
....................................
وقفت فى شرفة مكتبها بالمشفى هاتفها يصدح بإحدى اغانى ورده التى تعشقها تريح أن تصفى ذهنها
من تلك الضغوط التى تتراكم عليها وآخرهم تلك المشاجرة التى نشبت بين طليقها وعزيز
تعجبت من ردة فعل عزيز المبالغ فيها
ولكن هناك داخل ركن جميل فى قلبها
تحب وتهوى فعل هذا الرجل
المتقلب الشخصيات
مابين رجل نبيل إلى النقيض ليصبح زعيم مافيا بكل ما تعنيه الكلمه.
ليتملكها الغضب حين تذكرته وهو يبرح ادم ضربا من أجلها
ماشانه بها أنها مجرد شريكه لما ضخم الأمور هى قادرة على أن تسكت زوجها السابق وأمثاله
دلف إلى مكتبها وهى شاردة فى أفكارها وفى اغنية وردة
وهى تقول
اتمنيت أسهر ايامى
واعيش احلامى بين احضاك اتمنيت
واستنيت تصحى لضميرك
ويصحى عطفك وحنانك
استنيت بحنانى وخوفى
واملى وياسى كنت بحبك حب مصدقتوش انا نفسى
وعند تلك الكلمات لم يتمالك غضبه حمل الهاتف وفصل الاغنيه
التفتت لمن أوقف الاغنية وجدته يحمل الهاتف واقترب منها وعيناه بارده ولكن برود مشتعل لا تعرف كيف
سالته بهدوء عكس غضبها المتأجج منه
مستر عزيز جيت امته
قال بسخريه حارقه
جيت وانتى بتعيدى الذكريات مع وردة
بدأ تغضب
سألته بعين تحذره من أن يخوض الكلام فى أمر الشجار
ذكريات ايه
قال بدون مراوغه
ذكرياتك مع ...طليقك يا دكتورة
لم تغضب ولكنها احبت غضبه الذى يكافح فى اخفائه
قالت وهى تكذب وتتعمد الكذب
كل بقى ذكريات
قال وقد نجحت فى إشعال غضبه
تقدرى ترجعى ذكرياتك وتعيشيها تانى يا دكتورة
أجابته بتسليه على هيئته الغاضبه.
مفيش حاجه بتروح وترجع تانى يا مستر عزيز
رمى هاتفها على المقعد وقال بغضب.
لاء فيه شاورى بس لطليقك وهو هيجيلك زاحف وتعيدى معاه الذكريات
ابتسمت بمكر وقالت بصوت ناعم
عزيز انت بتتكلم عن ادم
قال بتهكم
كنت من شويه مستر عزيز
قالت بجديه مصطنعه
معلش مش واخده أنى اقول عزيز كدا
سألها مره أخرى
ذكريات ايه
قالت بصوت ملأه الشجن
ذكريات قبل الحادثه كانت كل حاجه جميله انا اسيا بابا المستشفى حتى خالى حسين كان لسه جميل
تذكر أنه هو وعمه سبب هذا الدمار كم أشفق عليها حين تحدثت بهذا الشجن وكم احتقر نفسه وأنه يعلم أنه هو السبب
قال مغايرا للموضوع حتى يتخلص من عقدة الذنب.
بكره المستشفى هترجع احسن من الاول وآسيا هتتجوز يونس ودكتور ابراهيم هيرجع احسن من الاول
قالت بأمل ياريت
الان لعب المكر فى عينيه وسألها وهو يتصنع البرائه
طليقك كان جاى هنا ليه.
قالت بقتضاب.
يبارك لى
قال بغضب
يبارك لك على ايه
على المستشفى
ثم تذكرت ما فعله فيه قالت له وهى تحاول أن تكبح جماح غضبها
ايه اللى عملته فيه ده
قال بهيمنه
عملت اللى يستهله انتى مش سامعه كان بيتكلم ازاى
هتفت بحتدام
أنا اعرف ارد واوقف اى حد عند حده
أجابها ببرود وهيمنه
وانا وقفته عند حده
مطلبتش منك انك تعمل كدا
أجابها بكل هيمنه ونرجسيه
وانا مش هستناك تطلبى انا عزيز التهامى اعمل اللى انا شايفه صح واللى انا عاوزه
قالت باعتراض
انت حر فى حياتك انت
قال بأمر لا يقبل النقاش
وحياتك انتى كمان
انتى تخصينى
دهشت من جرأته وصاحت
أنا مخصش حد
قال بإقتناع تام
طالما بقينا شركه بقيتى تخصينى
وقبل أن يتركها وينصرف قال وهو يأمرها
الافتتاح بكرا الساعة خمسة هعدى اخدك من البيت انتى والدكتور إبراهيم
قبلها بساعه خليكى جاهزة
تركها وانصرف وهى مازالت فى دهشتها وغضبها
من هو حتى يأمرها