رواية ابتليت بحبها الجزء الثاني2 الفصل السادس والثلاثون36 بقلم نجمه براقه

رواية ابتليت بحبها بقلم نجمه براقه 
 رواية ابتليت بحبها الجزء الثاني2 الفصل السادس والثلاثون36 بقلم نجمه براقه

فيروز

امرت السواق بشكل حاسم انه يروح مستشفى هي اختارتها بالاسم وصدام معترضش رغم غضبه منها وكرهه ليها اللي باين في نظراته ليها. 

كنت متخيلة إنها واخدانا على مستشفى لتجارة الأعضاء، او إنها هتطلب من الدكاترة ينهوا حياتها لو كانت لسه عايشة.
لكن الغريب انها كانت مستشفى أفخم من أي مستشفى شفتها، فخمة، نضيفة، والدكاترة فيها كتير ولبسهم أبيض ناصع واستقبلونا بكل همه علشان ينقذوها لما شافوا منظر الدم

دخلوها غرفة الطوارئ، وأنا وهي وصدام وقفنا بره.
صدام كان رايح جاي زي المجنون، أعصابه بايظة، ونفسه متلاحق.
وكاميليا ما قالتش ولا كلمة، مشت من جنبنا كأنها بتهرب من مواجهة كانت لازم تحصل، بس أجلتها.

وفي وسط كل ده كنت متوقعة البوليس يوصل في أي لحظة، يحقق ويسألنا مين اللي عمل كده؟
بس محدش جه، لا بوليس ولا تحقيق، وكأن اللي حصل ده شيء عادي.

ومر الوقت وكل ثانية بتحسسني إن انهياري قرب.
كل ما أفتكر إنها ندهتلي، واستنجدت بيا، وأنا ما لحقتش احس بروحي بتتسحب وقلبي بيتحطم جوايا...
وانا بقاوم شعوري بالانهيار وقف وجه ناحيتي وقال بصوت مهزوز والدموع بتسيل بدون توقف

– ساكتة ليه؟

وطيت راسي وبكيت ، فصوته اتخنق أكتر وقال:

– قولي إني غلطت، حسسيني بالكارثة اللي عملتها، قولي اي حاجة ...

كان بيدور على العقاب في كلامي يمكن يخفف عنه شعوره بالذنب شوية ويخفف من ألمه 
بس انا مكنتش قادرة حتى أبصله ولا عايزة اكلمه، عايزاه يبعد عني بس .

قال بوجع :

–  أنا قتلت بنتي اللي لسه مجتش علي الدنيا.
ويسرا ممكن تموت. وأنا كمان ممكن أتحبس. اللي انا مش فاهمه هي كانت عايزة توصل لإيه؟، تخلص من يسرا، ولا من حسن ولا يكون مني انا. ما فكرتش فيّا؟
ما قالتش إنّي ممكن أتسجن؟
ما فكرتش هحس بإيه وأنا بقتل بنتي؟

الكلمات دي كانت بتقطعني، بس قلبي مكانش قادر يسامحه.
عارفة إنه اتضحك عليه، بس مبقتش حاسة بالامان معاه وبقيت متاكدة انه اللي حصل مع يسرا  ممكن يحصل معايا لو هي حبت تخليه يعمل كده.

وبعد وقت مش طويل،  الدكتور خرج من أوضة العمليات، وقلع الكمامة.
كانت ملامحه مش بس مرهقة... كانت غاضبة، متأثرة وقال:

– مين المجرم اللي عمل العملة دي؟
الجنين عضمه اتكسر جوه بطن أمه من كتر العنف...

كلامه نزل على صدام زي الطلقة حطمت
السليم انا باقي جواه 
ما ردش.
رجع خطوة ورا، استند بظهره على الحيطة
مبقاش قادر يشيل نفسه 

أنا كنت لسه واقفة مكاني، الدموع ما نشفتش من عيني لا عارفة اشفق عليه واطلب من الدكتور يخلي باله من كلامه ولا اقول دي جزاء اللي عمله.
بصيت للدكتور وقلت 

– طمّني عليها... هي كويسة؟

الدكتور قالها بصوت فيه مرارة: 

–  احنا اضطرينا نعملها قيصرية وخرجنا الجنين.
وكان فيه نزيف، وقفناه.
بس ربنا يعينها لما تفوق وتعرف اللي حصل لجنينها...
مين هيستلم ال...؟

فهمته وقلت مشيرة الي صدام:

– إحنا. اقصد ابوها، اهو، هو ده ...

بصله وهز راسه، وقال:

– ماشي، الممرضة هتسلمهالكم...

مشي. وأنا فضلت واقفة مكاني شيفاه مهزوم، حزين ةمش قادرة أتحرك خطوة ناحيته، 
ولا حتى أقول كلمة.
كلام الدكتور كان آخر سهم،
أنهى كل حوار ممكن يدور بيني وبينهم 

#كاميليا

لو كانوا ماتوا... أو لو كان صدقني للنهاية، كنت هعرف أطلعه منها بسهولة.
لكن لما وصلت وشفت في عينيه إنه فهم كل حاجة من قبل حتي ما اتكلم...
ولما عرفت إن فيروز خرجت من بيت جيهان علشان الموضوع ده، حسيت إن كل حاجة باظت

ساعتها ماكانش قدامي غير إني أسيطر على اللي فاضل.
وجبرته يروح مستشفى عند دكتور نعرفه، دكتور لينا عليه دلالة لو طلبنا منه يتكتم علي الخبر مش هيخذلنا لصداقته مع زيدان وياسين. 

ولما وصلنا، رُحت للدكتور دهوقلت له إن يسرا خانته، وإنه انفعل وعمل اللي عمله، وطلبت منه ما يبلغش.

في الأول رفض، قال:
– دي مسؤلية.
بس بعد كلام كتير، وافق.
خرجت من المستشفى وأنا حاسة إن كل حاجة خلصت.
خسرت صدام... يمكن للأبد. 

#رحمة

طلعت فوق بخطوات مترددة علشان أشوف لسه هناك ولا مشي.
كنت قلقانة يكون تعب أو أغمي عليه تاني، طلعت رغم خجلي من اللي حصل واللي فضل مأثر فيّ لوقت كبير.
لكن ملقتهوش، مكنش ليه أثر في المكان.
رجعت تاني أوضتي وانا بسال نفسي اية ظروفه دلوقتي، وفي وسط كل اللي حصل، مكنش فيه حاجة شاغلاني غير اللي عمله واعترافه بحبه ليا.
كنت مبسوطة ومش قادرة أخفي ابتسامتي، مع إني عارفة إنه مكنش في حالته الطبيعية.

ومر الوقت، وجاني صوت جيهان في البيت بتنادي.
طلعت من الأوضة فورًا، لقيتها بتدور في البيت وقلقانة. قربت منها وأنا مش عارفة أقولها إيه.
جت عندي وقالت والقلق مالي ملامحها:

– في إيه يا رحمة؟ مشيتوا ليه؟ وفين حسن؟

– معرفش، بس إحنا رجعنا علشان يسرا تعبت قوي وراحت المستشفى.

ضربت علي صدرها وقالت بفزع: 

– يا مصيبتي! ليه مستشفى؟ ليكون بتولد بدري عن معادها؟

مردتش على سؤالها وقلت علشان الهيها عنه:

– تعالي اقعدي. 

طريقتي زادت قلقها، فوقّفتني وقالت متوجسة :

– في إيه يا رحمة؟ طمنيني يا بنتي، إيه اللي بيحصل؟

– مفيش حاجة، تعالي دلوقتي يرجعوا ويطمنونا، تعالي.

– أجي فين، أنا باتصل بالواد مش بيرد وقلبي واكلني 

قالتها ورجعت تتصل تاني، وكانت الصدمة لما سمعنا رنة تليفونه فوق! 
بصتلي وقالت:

– تليفون حسن هنا!

اتلخبطت، وكنت بحاول ألهيها عن صوت التليفون.
حاولت آخدها للصالون، بس تصرفي ده أكد لها إن في حاجة غلط، فبعدتني عنها وطلعت فوق بسرعة.
رُحت وراها، حاولت أوقفها، لكن مردتش عليا.
ولما وصلت فوق، انتبهت إن الصوت جاي من أوضة يسرا.
بصّتلي وقالت بعدم استيعاب:

– تليفون حسن في أوضة صدام ويسرا؟!

وقتها خدت بالها من نقط الدم على الأرض، شهقت بعلو صوتها، ومن صدمتها كانت هتقع لتحت.
لحقتها وقلت:

– هتقعي...

بعدت إيدي عنها وسابتني، وجريت على هناك تشوف في ايه 
ولما فتحت الباب، اتصدمت ضربت علي صدرها وقالت اثناء تقدمها واستكشاف الفوضي اللي في الاوضة:

– يا مصيبتي! إيه الدم ده؟! مين اللي عمل كده؟!

كانت هتجن، وخاصة إن تليفون حسن هنا وهو مش موجود.
مسكت تليفونه، وبعدين زعقت فيا وقالت:

– الواد فين؟!

نزلت دموعي وقلت:

–  خرج.

– يعني كان هنا؟ ودم إيه ده؟! فهميني، إيه اللي حصل؟!

وطّيت راسي ومقدرتش أرد.
جت عندي، هزّتني وقالت بجنون:

– ساكتة ليه؟ انطقي!

قلت :

– صدام جه، لقاهم سوا... ضربهم، والدم ده من يسرا...

عينيها جحظت لآخرهم، وقالت بإنكار:

– مش ممكن! لأ... حسن فين؟ ابني فين؟!

– هو كان بخير، أنا شُفته قبل ما يخرج...متقلقيش

تجاهلت كلامي وقالت:

– يسرا فين؟ وصدام؟ والباقيين فين؟

– راحوا المستشفى يلحقوا يسرا.

– مستشفى إيه؟

– معرفش...

صرخت في وشي وقالت:

– أمال مين يعرف؟!

انتفضت وقلت برجفة:

– معرفش... اسألي حد من الأمن، يمكن يعرفوا...

بعدتني عن طريقها، ونزلت تجري، نزلت وراها.
وبعد ماعرفت عنوان المستشفى

رحنا المستشفى، لقينا فيروز شايلة قماشة بيضا ملفوفة على حاجة، وبتبكي بحرقة، وبضعف كانت بتتسند على الحيط ومش قادرة تصلّب طولها.
جريت عليها جيهان، وقالت بصدمة وهي بتبص للي في إيديها:

–  ده ابن يسرا؟!

سقطت على الأرض بجسم مثقل، وفضلت تبكي بدون توقف.
رُحت عندها، وبصعوبة قدرت أتجرأ آخده منها، كنت خايفة والمنظر قلب عليا ذكريات مبحبش افتكرها، بس هي كانت في حالة صعبة متسمحلهاش تمسك حاجة.
قعدت جنبها جيهان، وكأن نازل عليها سهم، مبقتش قادرة تسأل ولا تقول حاجة تاني.
خرجت أدور على صدام أو أي حد قريب ياخده يدفنه، ملقتش.
بقيت واقفة بيه لحد ما حد يظهر.

وبعد أكتر من نص ساعة، صدام رجع.
ولما شافني، عينه تعلقت على الكفن اللي في إيدي، وقف جنبي متبلد ومكسور، مد إيده.
ادتهاله، شالها على إيديه، وبدأ فكه يرتجف، ويبكي بكاء مكتوم وهو بيحضنها ويضمها لصدره ويهمس بكلام مقدرتش افسره ولا اسمعه بشكل صحيح. 
مكنتش عارفة أعمل إيه، بقيت أعيط معاه، وأنا بمدله إيدي عشان آخدها منه يكون أعصابه هديت.

مرضيش يدهاني وجت فيروز، حاولت تاخدها منه
وقف ايده قدامها يمنعها عنها وقال 

– لأ... لأ... سيبوها

قالها ومشي، كان زي اللي فاقد عقله ومش عارف رايح فين.
سابتنا فيروز ولحقته

#عيسي...

لما كلمته علشان أعرف هيعمل إيه في الراجل، رد عليا وقال إنه قتل بنته في بطن أمها، وإن يسرا بتموت...

ما اهتمتش بحالته، ونفسيته المتدمرة ولا كونه مين هو، كل اللي كان شاغلني إني أعرف مكانها، قلت له بصوت عالي وأنا بزعق هي فين."
يمكن علشان الحالة اللي هو فيها، ماخدش باله من نبرتي دي واداني العنوان.

رحت هناك وشفته خارج وفيروز وراه وفي ايده كفن صغير. 
ما سألتش فيه ودخلت وسألت على أوضتها، ولما قالولي، طلعت على طول علي هناك.

فتحت الباب... لقيتها نايمة، والمحاليل مركبة ليها، كانت شبه الميتة صاحية ولكن بدون اي حركة عينيها شاخصة وجسمها ساكن تماماً. 
قربت منها وبصيتلها. 
قلبي وجعني على منظرها، وشها دبل وشحب، جمالها وبهجتها اختفوا  ومبقاش منها غير جسم ضعيف ونفس طالع يعرفنا بس انها لسه عايشة.
ميلت عليها، مسكت إيدها، ومسحت على راسها وقلت بهدوء:

"يسرا..."

فضلت عيونها معلقة بالسقف، من غير ولا كلمة، من غير أي تعبير... كانت مكسورة كسر ما يتجبرش.
جرحتني مرة، بس منظرها ده كان كأنه إيد بتعصر قلبي، بتزود جوايا الكره لصدام، وبيخليني عايز أقتله.

فضلت جنبها، ماسك إيدها، بمسح على راسها، وبكلمها، ومستني منها أي رد... بس هي كانت في دنيا تانية.

توعدت له قدامها :

"وغلاوتك عندي، ما هسيبه... هندمه على كل لحظة وجعك فيها، حقك أنا هجيبهولك، كله دفعة واحدة حتي لو فيها موتي"

فيروز

بعد ما اندفنت، فضل واقف جنب القبر، ساكت وحزين، وعينيه كأن النور انطفى جواها.
كان شكله يكسّر القلب، بس مش قد قلبي اللي انكسر على يسرا، ولا على نفسي عشان ما لحقتهاش وهي بتستنجد بي دون الكل.
فضلت ساكتة، مش لاقية كلمة تهون عليه، ولا تهون عليا.
فخترت السكوت، يمكن يعدي حزنه لوحده، ويمكن أنا أقدر أعدي صدمتي فيه.

الدقايق عدت تقيلة، وهو لسه واقف مكانه.
قلت بصوت واطي وأنا واقفة على بعد:

– نمشي...

ما ردش، فقلت تاني بنبرة باينة فيها الجفا:

– هنمشي يا صدام، ولا لسه قاعد؟

بصلي، وكأنه انتبه لنبرة الجفاء اللي في صوتي، وفهم اللي ممكن اكون بفكر فيه ناحيته بس ما علقش باي شكل، فضل باصصلي وبس. 
صرفت وشي عنه، وطلعت من المقابر. 
وقفت جنب العربية، استنيته، ولما جه، ركب وساق من غير ما ينطق بكلمة.
ما حاولش يبرر، ولا يعتذر، وكأنه قرر يبقى لوحده، بإرادته، مش بسبب بعدي عنه.

وصلنا البيت.
هو طلع على أوضة كاميليا، ورجع بعد شوية لوحده.
فهمت إنها مش موجودة.
بعدها دخل أوضة يسرا.
ما سمعتش له صوت، ولا كنت عارفة بيعمل إيه جوا، ولا حتى حاولت أطلع وراه.

رحمة

روحت معاها البيت لأني كنت لوحدي في المستشفى، وكمان كنت عاوزة أطمن على حسن ولكن من غير ما اقول.
وكنا متوقعين نلاقيه هناك، لكن لما وصلنا، ما لقينهوش.
القلق زاد، والوجع بدأ يضغط على قلوبنا، خصوصا لما جيهان بدأت تحكي لجوزها.

اتسعت عينيه بدهشة، وقال بصوت مصدوم:

– مش ممكن! حسن ابني يعمل كده؟!

نفيت بسرعة:

– لأ، لأ، هو ماعملش حاجة! في حاجة غلط... كاميليا عملت كده، يمكن من غير ما هو يعرف.

قربتلي جيهان وقالت بشك وقلق:

– انتي بتقولي إيه؟ وكاميليا تعمل كده ليه؟!

هزيت راسي بارتباك:

– معرفش، أنا سمعت فيروز وهي بتقول كده لصدام.

قالت:

– مش ممكن... كاميليا تعمل كده ليه؟! الواد مخبي حاجة

بعدين بصتله وقالت له بمرارة:

– مش قلتلك يا سعد إن الواد بيخبّي حاجة؟ اهو، جالك كلامي!

كنت بحاول أدارى ارتباكي، نظراتي تهرب منهم، قلق من شكهم في  ومكنش عندي كلام أدافع بيه عن حسن دلوقتي.
ف سكت وفضلنا في حالة توتر وقلق شديد عقولنا بتألف سيناريوهات سودوية عن اللي ممكن يكون حصله لغاية ما بقا صعب عليا اتماسك قدامهم واداري قلقي عليه.

وفجأة  الباب خبط 

جريت جيهان تفتح، وراها أنا وسعد.
لقينا حسن داخل، وشه كله كدمات، ودماغه ملفوفة بشاش.
حضنته جيهان وقالت بلهفة:

–يا حبيبي يا بني...

بعدت عنه، تتفحصه وهي مرعوبة:

– إيه اللي حصلك؟ وكنت فين؟!

قال سعد بصوت فيه غضب:

– كنت فين يا حسن؟ وإيه اللي بنسمعه ده؟!

بصلي للحظة، وبعدها بص بعيد وقال وهو متلخبط:

– مش فاكر... مش فاكر أي حاجة.

جيهان بصتله بذهول:

– يعني إيه مش فاكر؟!

– يعني صحيت لقيت نفسي في أوضة صدام ويسرا... 

تابع بصوت مهزوز وكأنه بيرتجي منهم انهم يصدقوه

_ والله ما فاكر.
أنا آخر حاجة فاكرها إني رحت لمرات خالي أجيبها... شربت عصير، وبعد كده... ضلمة.

قالت جيهان: 

– مين اللي قدم لك العصير؟ كاميليا؟

نزلت دموعه وقال 

– لأ، البنت الصغيرة اللي عندهم... يمكن لخبطت في حاجة... بس والله ما عملت حاجة، أنا حاسس إن في مصيبة، بس مش عارف إيه هي. 

حضنته جيهان، دموعها على خدها:

– خلاص ياحبيبي اهدا مصدقاك،... تعال.

خدته لجوه، وقعدنا في الصالون، وهما قاعدين حواليه، يحققوا معاه، وهو يجاوبهم... بس عينه مش بتتقابل مع عيني.
ماكانش قادر يبصلي وقتها فهمت انه فاكر اللي عمله 

*صدام

كنت مدبوح، وقلبي متحطم، وروحي بتنسحب ببُطء شديد.
صوت الدكتور وهو بيقول: "عضمها اتكسر جوه بطن أمها"، .
صوت يسرا في التسجيل وهي بتستغيث، منظري وأنا بضرب في بطنها علشان أقتل بنتي...
كل ده مش سايبني، وبسأل نفسي: ليه ماما عملت كده؟
ليه خلتني أقتل بنتي اللي لسه مشوفتهاش؟
كانت عايزة تأذي مين فينا، أنا؟ ولا يسرا؟ ولا حسن؟

كنت هتجنن، ومفيش حاجة في الدنيا ممكن تريحني وكأني عايش في كابوس مش قادر اصحى منه.
طلعت من البيت، وروحت على المستشفى.
دخلت الأوضة، وهناك شُفت بحيري قاعد جنب يسرا وهي نايمة.
عينه كانت عليها في صمت، وماتشالتش غير لما حس بدخولي.
قام من مكانه وبصلي بنظرات غريبة أول مرة أشوفها منه، ومفهمتهاش ولا حاولت افهمها.

مكنتش في حالة تسمحلي أركّز في أي حاجة.
مشيت باتجاه يسرا، وقفت جنبها، وبصيت عليها، عيني مرّت على بطنها.
وقتها افتكرت حركة البنت قبل ما أقتلها بساعات قليلة...
دموعي نزلت، وفاضت من غير تحكم.
لساني عاجز عن الكلام، والدنيا بتلف بيا.

فضلت واقف مكاني، حاسس بدوخة وعدم اتزان من كتر البكا،
وقتها جاني صوت بحيري بيقول:

– شكلك زعلان وموجوع... حقك يا باشا، أي إنسان هيقتل ابنه في بطن أمه، هيكون زيك كده.
أنت عارف الحسنة الوحيدة في عملتك دي إيه؟ إنك خلّصتها من حاجة كانت هتربطها بيك...

بصّيت له، ومردّتش.
مكنتش مستوعب هو بيقول إيه، ولا مستوعب نظرته ليا.
صوته كان مكتوم، وصورته مشوشة قدامي، 
بقيت شايفه بيشوح بإيده وبيقول كلام مش عارف أفسره .
كان في دوشة في دماغي 

وبعد شوية، دماغي بطلت تلف، بصيت حواليا،
لقيت نفسي لوحدي في الأوضة،
وبقيت شاكك في قواي العقلية، وشاكك انه كان هنا اساساً 

#حسن

لما جت تمشي، ماما منعتها وطلبت منها تبات معانا الليلة، لإن محدش فاضي يوصلها، وأنا بيت خالي خلاص اتحرم عليا أدخله.

قعدت ف مكاني، وكل ما عيني تيجي عليها، أفتكر اللي حصل بيني وبينها. ودي حاجه خلتني مش عارف أركز في أي حاجة تاني، ولا احاول افهم اللي حصل 

قبل النوم، بابا خد دواه ودخل ينام، كان تعبان وقلبه وجعه تاني من اللي حصل. وماما دخلت تطمن عليه وسابونا لوحدنا.

الدنيا كانت ساكتة، كأن بينا حاجز مش عارفين نتخطاه.

وبعد محاولات قدرت اتجراء اتكلم وأكسر الصمت وقلت بلخبطة:

_هو... إيه اللي حصل بالظبط؟ لما جيتي، شوفتي إيه؟

نزلت عينيها وقالت بصوت واطي:

_صدام شافكم مع بعض في اوضة النوم. وضربكم ويسرا سقطت اللي في بطنها على فكره...

تبدلت ربكتي لصدمة، . بس هي كملت بسرعة كأنها بتحاول تلحقني قبل ما أغرق ف أفكاري:

_بس هو عرف إن في حاجه غلط. فهم إن مفيش حاجه من اللي كان فاهمها... المشكله خلاص خلصت

_فهم إزاي؟ ومنين؟ ويسرا كانت بتعمل إيه؟ ما كانتش غايبة عن الوعي زيي؟

رفعت عينيها وقالت:

_كانت زيك. هي كمان ماكنتش حاسه بحاجه...

مالتني الشكوك وقلت بانفعال:

_ يعني إيه؟ حد حطلنا حاجه احنا الاتنين قصدك؟

_آه... كاميليا.

_كاميليا؟ مرات خالي؟ لا طبعًا اية التهريج ده... أنا اللي جابلي العصير البنت الصغيرة. واضح إنها عملت حاجة

قالت بنبرة قاطعة:

_ حاجه غلط إيه اللي تخليك ما تحسش بنفسك؟!

قلت وأنا بحاول أربط الأحداث:

_ مش عارف... بس كاميليا ندهت للبنت وقالتلها "هاتي العصير لحسن وطلعت. لو دخلت المطبخ كنت قولت... مفيش غير إن البنت غلطت في حاجه.

معرفش... بس أنا اللي فهمته إن كاميليا ليها دور.

هزيت راسي وأنا لسه مش مستوعب:

لا لا ... بس انا كمان مستغرب إزاي مخدتش بالها مني وسابتني أطلع عند يسرا؟

بتقول إنها كانت بتصلح مكياجها، رجعت ملقتكش. دي حتى سألت عليك هنا. الله أعلم بيها بقى...

سكت، وعقلي شغال. بدأت أستنتج حاجات كتير، يمكن البنت حطتلي حاجه، وأنا طلعت عند يسرا من غير ما أحس، وهي كانت نايمه، أو واخدة علاج منيمها ف محستش بي.

أو يمكن يسرا نفسها كانت عايزه توقعني في فخ... ووقعت هي كمان.

بس مكنتش قادر أصدق إن كاميليا ليها دخل، أو إنها تقصد تأذيني بالشكل ده.

فضلت أفكر في صدام، وفي رد فعله، وهل فعلاً صدق إني مغلطتش؟ ولا لسه ناوي يكمل؟

وعدى الوقت، وإحنا قاعدين ف صمت. رحمة جفونها بدأت تتقل، ونامت وهي قاعدة. نسيت كل اللي بفكر فيه فضلت أبصلها، وعيوني بتغرق في ملامحها الطفولية الناعمة. وقفت عند شفايفها، وافتكرت اللي حصل... بلعت ريقي بربكة وبعثرت نظراتي، وحاولت اتجنب النظر ليها ولكن معداش غير ثواني ورجعت أبص تاني .

اترسمت ابتسامة صغيرة على وشي، بس اختفت فجأة لما لقيت ماما طالعة من أوضة بابا.

بعثرت نظري بعيد واعتدلت وماما قالت بصوت هادي:

دي نامت.

أيوه... خديها أوضتي وأنا هنام هنا.

وصحّيتها بهدوء، فزعت ، بس ماما طبطبت عليها وقالتلها:

ربنا يحميكي، انا يا حبيبتي متخافيش، تعالي نامي جوه.

بصتلي نظرة سريعة، وبعدين قامت معاها دخلت أوضتي... وسابتني لوحدي، مع شيطان شغال في دماغي، بيعد عليا خسارتي، وقلبي اللي ملوش نصيب ف أي حاجه بيحبها.

وبعد وقت قصير ماما رجعت، وقعدت جنبي. خدت نفس عميق وقالت:

_ أديك شوفت اللي حصل... ولسه اللي جاي. احنا منعرفش بكرة في إيه، ولا صدام وخالك والعيلة هيقولوا إيه. احنا هنسافر يا حسن. هنسيب هنا... ومش هنرجع لا في عيد ولا في أجازة. ويارب يا بني، ما تكون شايف غير كده.

سكت. معرفتش أرد.

بصيت ناحية أوضتي، وقلت محدث نفسي بتحسر... طبيعي ده يحصل، علشان يكمل البعد بيني وبينك، حظي وانا عارفة، جربته كتير.

حمزة

وصلنا تركيا، وقعدنا في أوتيل، كل واحد في أوضة لوحده.
ومن أول لحظة وأنا مش عارف أنام، ولا عارف أخرجها من تفكيري.
قلبي مش مطاوعني ومش مبطل انشغال عليها.
يا ترى حصل لها إيه بعد ما مشيت؟
هل باتت لوحدها؟
راحت بيت أبوها؟
طيب عرفته الحقيقة؟
ولو عرفته، هو عمل إيه؟
ولا هو أصلاً كان عارف من الأول وساكت؟

دماغي كانت شغالة، والتفكير مش سايبني،
لحد تاني يوم.
الباب خبط.
فتحت، لقيته عمي.

دخل وقال:

– مستني اية؟ مش هتجهز؟

– حاضر، خمس دقايق بس.

وأنا رايح، وقفني وسأل:

– إنت كويس؟

أومأت بإيجاب وقلت، وأنا بهرب من نظراته:

– آه تمام، حالًا جايلك.

دخلت، بدلت هدومي، وطلعت له، وخرجنا سوا.
وفي الطريق، كان بيسألني مالي؟ ساكت ليه؟
بس ردي مكنش بيتغيّر:
– مفيش.

وصلنا مقر الشركة اللي جايين علشانها،
قعدنا، وكان معانا مترجم.
بدأوا يتكلموا في الشغل، بس أنا كنت تايه.
مش مركز، منعزل، ولا فاهم حاجة.
كل اللي بعمله، إني أفتح أي مستند أو تصميم يطلبه عمي من اللابتوب.

وأنا قاعد، شدني شكل المترجم.
كان ليه هيئة تشبه هيىة عز  اللي ماشي ورايا.
نفس استايل اللبس، نفس تسريحة الشعر...
افتكرته.
افتكرت وقفته ورايا وأنا رايح المطار.
ولوهلة، تخيلت إن ممكن ألاقيه هنا في تركيا.

لما رجعت مع عمي، فضلت أبص حواليا.
وكل ما أشوف واحد واقف بعيد،
أركّز في ملامحه،
لحد ما أطمن إنه مش هو.

#ياسر

صحيت تاني يوم متأخر، فتحت التليفون ودخلت على طول على الواتساب أشوف في حاجة من بسنت ولا لأ.
لقيت رسالة منها بتقولي:

- حمزة كلمك؟

فهمت وقتها إن موضوعنا واحد، فقلت:

- لسة، بس أنا اللي وصلته المطار. هي إيه الحكاية؟ إيه اللي زعلهم من بعض؟

- هو محكالكش؟

- حكالي، بس قولت يمكن في حاجة غلط.

- طبعًا في حاجة غلط، بس الغلط من أختي.

- يعني اللي قاله صح؟

- إيه اللي قاله؟

- إنها بتحب خطيبها القديم وبتكلمه وبتكره حمزة. 

بعتتلي صورة لشنطة مليانة فلوس، فقلت:

- إيه ده؟

- دي فلوس.

- ما انا شايف انهم فلوس، مالهم؟

- بص، أنا هحكيلك كل الحكاية علشان تقول لحمزة.

- معاكي، قولي.

بعد رسالة طويلة حكتلي فيها كل اللي حصل قالت: 

_بس والله، رقية بتحب حمزة، ومفيش حد بتكرهه قد سامح

-  أنا معاكي إنها بتحبه، وإن البنت دي فعلاً فرقتهم، بس اللي عملته رقية بردو غلط.
هي جرحته، خصوصًا لما قالت عنه كلام وحش، وهو كل الفترة اللي فاتت بيعمل اللي يقدر عليه عشان تحبه.

- قولتلها، بس هي هبلة. المهم إنها فعلاً بتحبه، وقالتها لي بلسانها.

- طيب ما قالتهاش ليه هو ليه؟

- مكنتش قادرة.

- آه...

- كلمه ونبي يا ياسر.

- أكيد طبعًا، هكلمه، وهقدر أقنعه ان شاءلله، متشغليش بالك انتي.

- ربنا يخليك.

- ويهديكم، وتبطلوا تعذبوا الناس.

- ليه؟

- كل ده علشان تردوا علينا!،

- طيب ما تتصل وتسأل إنت، ولا عايز تبان تقيل؟

- تقيل وإسألي عني، بس شوفت عيونك وجمالهم، بقيت خفيف اطير مع نسمة هوا يا سكر ابيض يا مدوبني..

- حد قالك اني مبحبش المحن الكلابي ده وممكن اغير رايي 

- محن كلابي!  عارفة يا بسنت

- هههههه نعم

- مع انك دبش بس بحسك تشبهيني انا كمان مبحبش المحن الكلابي ده...  احدفيلي رقم ابوكي بقا علشان نلحق نتجوز ونشوف انتاجنا 

#حازم

مبقاش عندي هدف غير أني انتقم منه وأخليه يندم على اللي عمله فيَّ. قضيت وقتي كله في مراقبة بيته، مستني مراته تخرج لأي سبب عشان أنفذ انتقامي فيها هي. 
لكن، ما طلعتش لوحدها غير مرة واحدة بس ولحظتني وخدت حذرها.

ولولا خوفي إنه يرجع في أي وقت، كنت دخلت على بيته، على سريره. 
بعد ساعتين من الوقفة، زهقت فقررت أمشي وأرجع في وقت تاني. لكن لما لفيت عشان أمشي، لقيت راجل واقف بعيد. كان نفس الراجل اللي بيمشي وراه، ودي مش أول مرة أشوفه وأنا واقف هنا. فقررت ألحقه وأعرف حكايته، يمكن اللي وراه يفيدني.

مشيت ناحيته، وأنا متوقع إنه يهرب زي كل مرة، لكن تفاجأت إنه كان مستني. وصلت عنده، وقفت قدامه، طالعته شويه وشوفت بروده في نظراته لي.

قلت:

قلبنا جمد  ومهربناش زي كل مرة.

ابتسم وقال:

مين فينا اللي بيهرب؟ أنا ولا إنت؟

استغربت طريقته في الكلام وقلت:

وأنا أهرب ليه؟ هو مين اللي بيطلعله زي عفريت العلبة انا ولا انت؟ 

-إنت

أشار ناحية بيت حمزة بحاجبيه وقال:

بقيت تيجي كتير تقف هنا وتراقب، إيه الحكاية؟ قول يمكن يكون لينا نفس الهدف.

ضحكت بسخرية وقلت:

عجوز على الكلام ده يا عمو، مش هتنفع.

مش هنفع لإيه؟

غمزتله وقلت:

تؤ كلام كبير مش هيناسبك، بس لو قولتلي عايز منه إيه، أبقى أفكر أقولك.

هتساعدني لو قلتلك؟

على حسب…

أوكي…

قرب مني وهمس وهو بيحط إيده على كتفي:

صاحبك ضحك على بنتي، مرمغ شرفي في التراب. وعايز أنتقم منه بطريقة أصعب من الموت، بس مش لاقي لسه.
أنا بقولك الكلام ده وأنا مطمن، عشان عارف إنه ضربك، وأهانك، وقلعك عريان وصورك، ومقدرتش تمنعه… فعارف إنه مش هتقوله

بعدت إيده عني وقلت وأنا بكتم غضبي:

لا كده فعلاً هدفنا واحد، بس متتعبش نفسك… لما أخلص، هجبلك حاجة هتعجبك أوي أوي.

طيب ما تقول، يمكن متساويش شرف بنتي اللي ضاع.

لا، هتساويه…
إنت قلت صورني عريان، وضربني وأهانني، وأنا زيه في الوساخة.
تخيل بقى هعمل فيه إيه.

ابتسم وقال:

آه فهمتك، وعجبتني. أوكي يا حازم.

الله! ده انت عارف اسمي كمان؟

دي سهلة…

أيوه امال اية، ما هو انت طول اليوم ماشي وراه، وعرفت إنه صورني… أكيد تكون عرفت اسمي.

ضحك وقال:

عسل يا حازم.

إنت اللي عسل وشقي كده، مع إن شكلك مش صغير. بس هقولك حاجة…

قول يا حبيبي 

بطل تلف وراه، إحنا مش في فيلم أجنبي، مش هتنتقم منه بانك تشككه في نفسه. على حالك ده، هتفضل طول عمرك تحوم حواليه.

ضحك وقال:

عندك حق. ماشي، هعتمد عليك في الموضوع ده…
يلا امشي قبل ما ييجي ويلاقيك، يقلعك عريان تاني… بس المرة دي في نص الشارع!

ياسر

كان الوقت متأخر لما خرجت من البيت وروحت الكافيه. قعدت هناك، التليفون في إيدي، ورقم أبو بسنت قدامي، وكنت قلقان من رده علي. استجمعت شجاعتي أخيرًا واتصلت. غمضت عيني بقوة، واستنيت رده، فجاني صوته وكأنه صاحي من النوم.

الو..

اعتدلت في قعدتي وقلت بتوتر:

_ أيوه يا عمي، عامل إيه؟

_حمزة؟..

_ لا، أنا ياسر.

_ أه ياسر، ياسر مين؟

_ أنا متأسف، متصل في وقت متأخر، بس أنا ياسر، صاحب حمزة اللي كلمتك في...

قاطعني رده وقال:

_عرفتك. نعم؟

_نعم الله عليك، وأنا آسف مرة تانية لو صحيت حضرتك، بس إنت قلتلي هترد عليّ، ولسه مفيش رد.

_ وهو حد قالك يا بني إن مفيش صبح؟ فـ اتصلت دلوقتي.

قلت بحرج:

_ متأسف قوي، أنا آسف. أكلمك الصبح؟

_ بعد إيه؟ ما صحيت. و...

_ أيوه؟

موافقين، هات أهلك وتعالوا.

قمت من مكاني وقلت بسعادة:

_ حضرتك بتتكلم بجد 

_ الا جد، هو في حد بيهزر الساعة 12 بالليل يا بني؟ روح الله يهديك.

قالها وقفل السكة في وشي. ما خدتش أكثر من ثانية صدمة، وبعدها بعت لبسنت وقلت:

يا عروستي، يا مراتي، يا وصية الرسول.

جاني ردّها بعد ثواني:

_ههههههههه لو مسمعتش بابا بيكلمك كنت قولت كسبت جايزة اليناصيب أو لقيت كنز.

_ طيب، ما أنا لقيت كنز. أبوكي وافق . بقولك إيه، هنحدد الفرح الأسبوع الجاي.

_ ههههههههه ولية مش الصبح؟

_والله موافق، الصبح هجيب المأذون.

_ههههههههه مجنون وربنا، لا أصبر، نطمن على حمزة ورقية وبعدين نشوف.

_ أقولك إيه، متتلككيش، أنا مش هسيبه غير لما يصالحها ونعمل الفرح في خلال شهر بالكثير. مش عايز منكم حاجة، أنا هجهز.

_ ربنا يسهل. بس قولي كلمته.

_معرفلهوش رقم وهو مش معاه تليفون.

_ أه، كسره فعلاً. طيب ما تشوف عمه.

_ممعيش رقم ليه بردو.

_طيب وبعدين يعني؟

_استني، لو مكلمنيش من هنا لبكرة، هدور على أي طريقة أكلم عمه بيها.

 بعتها وبعدين افتكرت:

استني استني، بصي روحي دلوقتي وأنا هكلمك.

في إيه؟

روحي بس.

ماشي، مستنياك.

لما افتكرت إنه اتصل على عمه من عندي، قفلت معاها ودخلت سجل المكالمات. جبت الرقم سجلته، ودخلت الواتس وبعت له علشان أتواصل مع حمزة وأحكيله كل اللي قالته بسنت
تعليقات



<>