رواية ابتليت بحبها الجزء الثاني2 الفصل السابع والثلاثون37 بقلم نجمه براقه

رواية ابتليت بحبها بقلم نجمه براقه 
رواية ابتليت بحبها الجزء الثاني2 الفصل السابع والثلاثون37 بقلم نجمه براقه

ياسين

بعد محاولات كتير للإتصال برحمة وحسن من غير رد، انشغلت، وعقلي بقى يودي ويجيب وأتسأل بيني وبين نفسي عن اللي ممكن يكون حصل في غيابي.
زاد قلقي اكتر لما اتصلت بصدام، وهو كمان قفل السكة في وشي.

كان إحساسي بيقولي إن في مصيبة حصلت 
وملقتش قدامي غير جيهان، اتصلت بيها، رغم إن الوقت كان متأخر، لكنها ردت بسرعة، وكان باين إنها مش نايمة أصلًا.

- آه يا ياسين...

رديت بعصبية:

- فين ابنك الحيوان؟ باتصل عليه من الصبح ومبيردش!

-  التليفون مكنش جنبه ودلوقتي فاصل

- أمال غار على فين ومشحنش تليفونه ؟

- اسكت يا ياسين ونبي، مصيبة وقعت على دماغنا من ساعة ما سافرت!

اعتدلت فورًا وقلبي دق بقلق، وسألتها بتوجس:

- مصيبة إيه؟

- والله ما عارفة يا خويا، الواد حد سقاه حاجة فطلع لمرات صدام، ولا هو طلع من نفسه!

- أنتي بتقولي إيه؟! مين اللي طلع لمرات صدام؟

- حسن... راح يجيب كاميليا، وبيقولوا إنها طلعت أوضتها ورجعت ملقتهوش مستنيها، ف مشيت وبعدين صدام رجع البيت لقاهم مع بعض في الأوضة. كسر الواد وراجعلي وشه مورم، ومراته سقطت!

- جيهان، مش ناقص جنانك دلوقتي. لو لسه مفوقتيش من النوم، كلميني الصبح.

- نوم إيه يا ياسين؟ ومين يقدر ينام؟ الدنيا مقلوبة هنا! 

- طيب إزاي؟ حسن يدخل ليسرا؟! 

- هو بيقول إن البنت الصغيرة اللي عندكم جابتله عصير، شربه ومادريش بحاجة بعدها.

سكت شوية أحاول أستوعب كلامها اللي عقلي مش قادر يصدقه، فقالت:

- روحت فين؟

تنهدت وقلت:

- معاكي أهو...المهم قوليلي، مين وصل رحمة؟
- بايتة عندنا.

- بايتة عندكم إزاي يعني؟ وليه مروحتش معاهم؟

- روحت هي وفيروز، ولما روحت أشوف في إيه، راحت معايا المستشفى، ورجعنا سوا على البيت.

- كمان! طيب هي فين؟ إديني أكلمها.

- نايمة دلوقتي.

- هممم... أوكي، الصبح هكلمكم.

اللي قالته كله في المكالمة مفرقش معايا قد ما فرق معايا إن رحمة استغلت غيابي وبقت تروح وتيجي على مزاجها!
اتعصبت جدًا، ومبقاش عندي صبر أنزل وأحاسبها على تصرفها ده.

بعد ما قفلت مع جيهان، فتحت الإنترنت علشان أتابع الشغل، ف لقيت رسالة من صاحب حمزة، وده عرفته من صورته، رديت عليه وقلت:

- معاك.

رد بسرعة وقال:

- الحمد لله إنك رديت، إزي يا حضرتك؟

- الحمد لله... عايز حمزة؟

- أيوه، لو مفيش إزعاج.

- مفيش  ازعاج ولا حاجه، بس هو في أوضته.

- طيب، ممكن تخليه يكلمني ضروري؟،  عايزه في حاجة مهمة 

- مش شايف معاه تليفون، هخليه يكلمك من اللاب.

- ياريت، متشكر جدًا.

- عفوًا.

قفلت معاه، وخدت اللاب توب، ورحت لأوضة حمزة.
خبطت، جالي صوته باكي، واتأخر في فتح الباب، ولما فتح، كان غاسل وشه علشان يداري دموعه.
دخلت وقلت له:

- في إيه يا بني؟ هو إنتو زعلانين اوي كده ؟

صرف وشه عني، فقلت:

- ماشي... خد اللاب كلم صاحبك، هو باعتلي على الواتساب.

- صاحبي مين؟

- ياسر، على ما أفتكر.

خده مني وقال:

- آه هو... شكرًا.

حطيت إيدي على كتفه وقلت:

- استرجل، عندك مشكلة حلّها، متعيّطش زي العيال.

أومأ بالإيجاب من غير ما يبصلي، فسيبته وخرجت.

حمزة

وأنا قاعد لوحدي، بعد شهور اتعودت عليها فيهم، حسيت بالوحدة والفقد.
الأفكار والذكريات الوحشة تكالبت عليا، وحاصرتني من كل جانب من غير رحمة، بابا، ورقية، وعز، حتى حازم، كل ذكرياتهم كانت بتعذبني زي الغريق اللي مش عارف يطلع من الميّه.
ولما دورت على حد أتكلم معاه، ملقتش غير ياسر، وحتى ده مكنتش عارف أوصله، ومرّ الوقت ببطء شديد بيدوس على أعصابي، لحد ما هو اللي وصلي.

دخلت جوا، فتحت اللابتوب، ودخلت على حسابي بعيد عن حساب عمي، علشان أكيد الكلام مش هيخلى من سيرة رقية، وبعتله:

- ياسر!

جاني رده في أقل من دقيقة:

- إيه يا ابني فينك؟ مكلمتنيش ليه؟

- مكنش معايا أي جهاز. إيه الأخبار؟

- تمام. وإنت عامل إيه دلوقتي؟

- مش تمام، حاسس دماغي هتشت.

- ألف سلامة عليك، مالك؟

- مليون حاجة خنقاني، وأكتر حاجة الزفت اللي كان واقف عند المطار.

- قصدك الراجل اللي بيمشي وراك؟

- وهو في غيره؟ أنا زهقت، ده أنا بقيت خايف ألاقيه في تركيا!

- عندك حق، هو يمخول الدماغ.

-  مش حاجة تضايق دي؟ اللي بيحصل ده هيخلّي الواحد يتجنن على الآخر أقسم بالله!

- إنت زعلان علشان الراجل اللي بيمشي وراك، ولا علشان رقية؟

خفق قلبي عند ذكر اسمها، ومقدرتش أمنع نفسي من السؤال عنها. كتبت بعد تردد:

- كلمت بسنت؟

- آه.

- قالتلك حاجة؟

- قالتلي حاجات.

- إيه؟

- قالتلي إن رقية بتحبك، وقالت لها كده بلسانها.

- متصدقش، بسنت بتحب تهدي النفوس.

- بتقول الحقيقة، اسمع مني. قالتلي كمان إن رقية قالت اللي قالته للبنت دي علشان ما تخلّيهاش تحط عينها عليك.

- وسامح وكلامهم سوا، وتسجيلها هي وأسماء؟

- ده علشان كانت متفقة معاها تسمعه التسجيل ده، علشان يكون عنده أمل إنها تطلق وترجع له بمغارة علي بابا فيرجع لها فلوسها. بسنت قالتلي إن رقية كانت بتحوش معاه علشان يجيبوا شقة، بس هو نصب عليها.

- كل ده كلام متقالش غير لما الحقيقة اتعرفت، لو صح مكنتش خبت عليا.

- يمكن خافت لو عرفت تزعل، حاول تكلمها وتفهم منها.

- لأ.

- تبقى لا بتحبها ولا عايزها إنت كمان.

- اسكت يا ياسر، إنت ما سمعتش اللي أنا سمعته. حتى لو هصدق إن كل ده حصل علشان ترجع فلوسها، فأنا مش هقدر أقبل الكلام اللي قالته عليّ. قالت عليّ كلام كتير، ولما واجهتها ما أنكرتش.

- يا ابني ما أنا بقولك، قالت كده علشان عارفة صحبتها هتحط عينها عليك، قالت تشوه صورتك في عينيها.

كتبت بضيق:

- بقولك إيه، بلا عينيها بلا ودانها. سيبك. قولي هي فين دلوقتي؟ وقالت لأمها وأبوها ولا لأ؟

- محدش يعرف غير بسنت، وهي في بيتها.

- وليه ما راحتش بيتهم؟

- إنت عايزها تمشي ليه؟ لتكون عاوز البيت؟

ما رديتش، ما قدرتش أقوله إني قلقان يحصلها حاجة وهي لوحدها.

................. 

ياسر

بعد ما قفلت معاه، رجعت أبعت لبسنت سكرينات لكلامنا.
شافتها وقالت:

- صاحبك ده يا عبيط يا عبيط، ما إحنا بنقول قالت كده علشان الزفتة ما تبصلوش!

- الكلام جرحه، بس أنا شايف إنه مش هيقعد زعلان كتير. خليها تكلمه لو هتقدري.

- هحاول...

قبل ما أخلص كتابة رسالة جديدة، لقيتها باعتالي:

-هو مين الراجل اللي بيمشي وراه؟

-راجل مين؟

شايفاه في أول سكرين، بتقوله زعلان علشان بيمشي وراك!

اتوترت، وخفت أحكيلها، فقلت:

-واحد كده...

-هو نفس الراجل اللي بيلاحقه في كل مكان، صح؟

-إنتي تعرفيه؟

آه. تعرف إيه عنه إنت؟

؛ لا، استني، فهميني إنتي تعرفيه إزاي؟

- حكاية طويلة، بس طبعًا ما تقولش لحمزة حاجة.

زادت توتري وحسيت إن في سر كبير هيبان علي ايدها فقلت:

-قولي، مش هعرفه أكيد.

-الراجل ده هو اللي ودى حمزة المستشفى لما رقية ضربته.

- أيوه عارف... بس إيه عرفك إنه بيمشي وراه؟

-الموضوع مبدأش دلوقتي... الراجل ده ظهر من وقت ما رقية اتحبست. 
جه المستشفى وقالي بالحرف اقنعها تتجوز حمزة. 
معرفش جايب الثقة دي منين، كان بيتكلم كأنه ضامن إنها هتخرج، وكأن عيلة فياض وكاميليا اللي هددت رقية إنها هتوديها في داهية، هييجوا لحد عندنا ويطلبوا إيدها للجواز!
لا وكمان امه بنفسها توافق على كل شروط رقية التعجزية...

_ بعد كلامها ده خوفت أكون فهمت صح.
فقلت له وأنا مش مستوعب:

-يعني هو طلب منك تقنعيها تتجوزه؟

_ أيوه... إيه حكاية الراجل ده بقى؟

- معرفش، بس الراجل ده ظهر فجأة، وبقى يراقب حمزة من بعيد، واهو انتي بتقولي اتوسط علشان يجوزه رقية.
كدة يبقى في حاجة كبيرة ورا ده كله... وربنا يستر من اللي جاي.

_ بتفكر في إيه؟

_ مش عارف...

_ طب، أقولك على حاجة بس تفضل سر؟

_ أكيد، قولي.

إحنا بنقول، يمكن الراجل ده يعرف حمزة معرفة شخصية...

خايفة تقولي قرايب؟

سكتت، فقلت:

_مش لوحدكم اللي بتفكروا كدة، انا كمان،  بس الكلام ده يودي في داهية، ومش عارف إزاي بقولك عليه، بس أنا بقيت شبه متأكد ان حمزة  ابن الراجل ده مش ابن زيدان 

_ عشان الكلام اللي قولتهولك؟

_ مش كلامك بس... اصل الراجل ده مهتم بيه قوي، سايب حياته كلها وبيراقبه. وبعدين فيه شبه كبير بينه وبين حمزة، شبه مش موجود عند زيدان. 
زائد ان حمزة طول عمره حاسس إن أبوه بيكرهه، وكان بيخاف لا يقتله .
والكبيرة بقى... إن الراجل ده قابله وقاله إنه كان فاكره ابنه!
قال كان بيحب ست زمان، كانت متطلقة من جوزها، ولما سافر كانت هي حامل ورجعت لجوزها، والولد اتسجل باسم جوزها ده.

بس لو صحيح كان فاكره ابنه ودلوقتي راح ظنه ده ف ليه لسه بيراقبه؟ وليه راحله البيت لما اتعور؟

_ يعني ايه،  قصدك انه عارف إنه ابنه فعلاً. 

_ ايوة وكلامك ده بيأكد شكوكي
لأنه لما تدخل في موضوع الجواز وفي نفس الوقت كاميليا غيرت رأيها، يبقى أكيد يعرفها وعلي تواصل معاها، ولو بيتواصل معاها يبقي هي نفسها الست اللي كان بيحبها زمان.

_يا نهار اسود... ده أنا ورقية كنا خايفين حتى نفكر في كده!

وأنا كمان... بس مبقاش ينفع نسكت. لازم نعرف الراجل ده عايز يوصل لإيه قبل ما حمزة يرجع...
لو اللي في دماغنا طلع حقيقي... هتبقى مصيبة.

صدام

كانت كل يوم بتصحى تبص للسقف في صمت، من غير حركة، من غير كلمة، من غير حتى تنهيدة.
وأنا؟
كنت كل مرة أقعد مستني.. يمكن تبصلي نظرة واحدة أفهم منها أي حاجة، يمكن تكلمني
بس كانت شبه الميتة.. جسد بيتنفس من غير روح.
عينين فاضية، مافيهمش أي تعبير، ولا حتى إحساس بوجودي جنبها.

زادت وجعي، وتعبتني..
صمتها كان بيزود العذاب اللي جوايا،
كنت حاسس إني بنهار وهي بتتفرج عليا ساكتة.

بعد شوية، قربت منها، وقفت جنب السرير، يمكن تحس بيا، يمكن ترد، يمكن تعمل أي رد فعل،
لكن لا تحركت، ولا بصتلي.
مديت إيدي ومسكت إيدها الباردة،
وجاهدت عشان أتكلم، صوتي كان بيطلع بالعافية:

_ يسرا.. سمعاني؟

ماكانش في رد.
ضميت إيدها وقلت بنبرة متوسلة:

_ بصيلي مرة.. اتكلمي قولي أي حاجة. 
متفضليش ساكتة كده، اكيد عندك كلام كتير تقوليه بعد اللي عملته..
قولي اي حاجة مش هتعصب المرة دي، زعقي، عيطي، قولي إني ظلمتك، حتى اشتميني، بس انطقي.
سكوتك ده بيموتني.

فضلت ساكتة، ما نطقتش، ما بصتش،
ويمكن لو ماكنتش بشوف عينيها بتفتح وتقفل كنت افتكرت إنها ماتت.

قعدت جنبها، فضلت ماسك إيدها
والوقت عدى..
لحد ما النوم غلبني، وراسي وقعت على إيديها وأنا نايم جنبها.
وصحيت تاني يوم على إيد بتحط على كتفي.

رفعت عيني بهدوء..
ولقيت الكابوس واقف قدامي،
اللي قلب عليا المواجع كلها،
اللي كانت السبب في كل وجع حسيته في حياتي. 
كانت أمي واقفة جنبي،
بتمسح على ضهري بإيدها..
بتمثّل دور الست الحزينة على حال ابنها،
لكن أنا كنت شايف شيطان مش بني آدم.
شايف اللي كرهني في الدنيا.

قمت من مكاني،
وبصيت لها بكره وأنا بحاول أسيطر على نفسي
عشان ما أعملش حاجة أندم عليها.

قالت بنبرة حزينة متصنعة:

– ربنا يعوض عليك يا حبيبي، متزعلش نفسك..
البركة في فيروز، تجيب لك أحسن من اللي راحت.

ما ردتش. كنت عايز اعرف هتوصل لفين بتمثيلها ده.

زادت لهجتها في التمثيل،
وشدت على إيدي:

– أوعي تزعل، إنت مغلطتش، هما يستاهلوا. والله لو كانوا ماتوا، ما كنتش هخليك تتحبس دقيقة،
خاينين ولاد كلب..

بعدت إيدي عنها،
توترت لما ملقتش مني الرد اللي عايزاه. 
كانت متصورة إني لسه مصدق، ولسه عايش دور ابنها الساذج.

قلت بجمود:

– كنتي عايزة تخلصي من مين فينا؟
أنا ولا هما؟

اتلخبطت،
وقالت:

– كلام إيه ده اللي بتقوله؟

– كنتي عايزة تخلصي من مين؟ أنا ولا هما؟

– إيه يا حبيبي مالك، إنت نفسيتك تعبانة كده
علشان واحدة خاينة زي دي؟ وبنتها اللي مش معروف هي بنت مين؟

هتفت بغضب وأنا بقاطعها:

–  سيرتها متجيش على لسانك طول حياتك! اللي نزلت عضمها مكسر من ضربي ليها وهي في بطن أمها..دي بنتي!
بنتي أنا! اللي خلّيتيني اقتلها وأدفنها بإيدي قبل ما أشوفها.

قالت وهي بتعيّط بدموع مصطنعة:

– أخص عليك يا صدام! انا أمك! تشك في؟
أنا أخليك تقتل بنتك؟ ليه بتقول كده؟
أنا عملت إيه علشان تتهمني الاتهام الباطل ده؟

تعجبت من تماسكها وقلت باستحقار 

– مش عارفة بجد؟ مش عارفة عملتي إيه؟

– لا...

– لا لو كده  اعرفك، ثانية واحدة..

طلعت موبايل من جيبي، واتصلت بفيروز،
طلبت منها تبعتلي الفويس بتاع يسرا. 
فتحته من الواتساب،
وخلّيتها تسمعه.

عينها جحظت، ولسانها اتعقد،
ما نطقتش بكلمة.
ولما التسجيل خلص، هزت راسها بنفي وهي بتقول:

– مش ممكن...يا بنت الكلب، يا واطية.. بتوقع بيني وبين ابني؟! حسبي الله ونعم الوكيل فيكي 

مدّت إيديها على وشي
وبكت دموع التماسيح.

– أخص عليك يا صدام، صدقت في أمك؟،  ده انا بحبك تصدق في واحده زي دي 

دفعت إيدها بقوة، وقلت بصوت بغضب:

– اخرسي! اخرسي!  اكتفيت من لعبك بيا..
قسم بالله يا ماما،
لو ماكنتيش أمي.. لا كنت..

سكت. الكلمة وقفت مقدرتش انطقها. قالت هي بخذلان:

– لو مكنتش أمك كنت هتعمل إيه؟

قلت بكُره غير مهتم بشعورها ولا خسارتها 

– كنت سجنتك، وكنت فضحتك قدام الكلك وطلعت كل اللي عملتيه بإيدي. اطلعي برا.
وانسي إن ليكي ابن.

دموعها ماكانتش تمثيل وقالت بصوت مبحوح:

– تحبسني يا صدام؟ تحبس امك علشان واحدة زي دي؟ أنا اللي ربيتك وعملت منك راجل؟ مافيش زيك وكل الناس بتحسدنا عليك!

قلت وأنا دموعي بتحتشد في عيني: 

_ قصدك اللي خلتني العن واحد في الدنيا وكرهتني في نفسي.
انتي مليتي قلبي بالكره والحقد. 
استغلتيني لمصالحك ضد اي حد ميعجبكيش لغاية ما جه اليوم اللي تدوس علي انا فيه.

انتي دبحتيني يا ماما خلتيني هعيش عمري كله اسمع في ودني صوت الدكتور وهو بيقول الجنين عمضه متكسر في بطن امه.
شوفتي عملتي في اية،  انا كسرت عضم بنتي في بطن امها، واهي يسرا قدامك منطقتش ويمكن تموت، وحسن اللي الله واعلم خلتيه ازاي يطلعلها. ضربته وهو مش حاسس ولا حتي اتحرك يدافع عن نفسه.. 
خططتي لكل ده من اول ما بقيتي تطلبي منها تنزل وهو موجود، لغاية ما فضيتي البيت وخليتي سحر تاخد اجازه مع إنها مبتخدش اجازات غير في السنة مرة. 
وكل ده ليه؟ علشان تخليني اقتلهم واقتل بنتي وتعيشني متعذب طول عمري. 

قالت بغيظ وهي بتبكي:

– كل ده شايفه فيّ؟ أنا وحشة اوي كده؟
ده أنا كنت بنقذك منها، كنت بخلصك من واحدة بتدور على عريس وهي لسه على ذمتك يا غبي! 

صرخت فيها بانفعال:

– ما تقوليش غبي تاني! أنا كنت غبي فعلاً
لما كنت بمشي وراكي زي الأهبل، من غير شخصية.
بس من النهارده؟ مش هكون غبي، ولا اللي بينا هيرجع زي الأول.
اطلعي برا.
ما تخلينيش أعمل حاجة أندم عليها!

مدّت إيدها بتتكلم،
مسكت دراعها،
شدّيتها بره،
قلت:

– مش عايز أسمعك تاني، ولا أشوفك. امشي من هنا،
صوتنا طلع بما فيها كفاية.

طلعتني بنظرة مكسورة، وخذلان
وبعدين مشت من غير ولا كلمة. كأن أنا اللي أذيتها،
مش هي.

كرهتها..
كرهت وجودها في حياتي.
وتمنيت من قلبي لو تختفي ومشوفهاش تاني 

.......... 

حسن

صحيت الصبح بدري عن كل يوم، علشان رحمة ما تصحاش تلاقيني نايم في الصالون.
اتجهت للحمام أغسل وشي، ودماغي لسه تقيله وما ركزتش كويس.
وأنا بفرك عيني وبقفل الباب ورايا، فجأة خبطت في حد.

فتحت عيني كويس، واتصدمت إنها كانت رحمة واقفة قدامي، ومفيش حاجة بتفصلنا عن بعض.
بعدت خطوة بسرعة وقالت بربكة:

– كنت داخلة أغسل وشي...

كنت متسمر في مكاني،عقلي رافض يدي اشاره لجسمي لتحرك ورديت وأنا متلخبط:

– وأنا كمان كنت داخل أغسل وشي... صـ... صباح الخير يا رحمة.

قالت بارتباك:

– صباح النور... ممكن...

كانت بتشاور على الباب، بس أنا كنت تايه، مش فاهم هي تقصد إيه، فبلعت ريقي وقلت:

– آه... هو كده ألوانه باهتة... أصله من زمان ...

حطت إيدها على بوقها تخبي ضحكتها وقالت:

– أعدّي...

قلت ببلاهة:

– آه... تـ... تفضلي، عدي... عدي

بعدت خطوة واحدة، يدوب تكفي إنها تعدّي.
مرّت قُربي، وكانت المسافة بينا أقرب مما عقلي كان مستوعب وقتها.
اتوترت، وقفت لحظة قدامي كأنها بتحاول تبعد، لكن ماقدرتش تتحرك بسرعة.

وفي اللحظة دي، عيني وقعت على السلسلة اللي في رقبتها اللي مبشوفهاش من غيرها تقريباً 
فضلت باصص لها لحظات ومن غير ما أقصد مديت ايدي قاصد امسكها ف لملمت نفسها بارتباك وقالت

_ هطلع  وانت اغسل وشك.. 

قالتعا وطلعت من الحمام فوراً.

رحمة

صحيت بدري علشان ألحق أدخل الحمام قبل ما يصحى هو ولا أبوه، خصوصًا إن مفيش حمام جوه الأوضة زي اللي في الفيلا. وبعد اللي حصل جوا، طلعت وقعدت في الصالون، لسه بلملم نفسي وبحاول أهدا من التوتر... ومن الابتسامة اللي مش راضية تسيب وشي وأنا بفكر فيه.

دقايق وخرج من الأوضة، وشه مبلول وفايق 
مشي ناحيتي وهو بيبعثر نظراته بعيد عني ، وقف قدامي وقال وهو بيتحمحم بحرج:

– اسف ، لما بصحى بحتاج وقت أعرف إيه اللي بيحصل حواليا.

نزلت بعيني وقلت:

– كلنا كده...

– طيب،  انا هدخل أغير واطلع حالًا.

– ماشي...

لف وراح ناحية الأوضة، وأنا تابعته بعيني لحد ما وصل عند الباب.
رجع يبصلي، واتقابلت عينينا للحظات وكأن مغنطيس بيشدني ليه مش قادره اشيل عيني عنه
هو كمان كان متسمر في مكانه، لحد ما وشه بدأ يبهت، وكأنه افتكر حاجة… وسابني ودخل.

فهمت إنه افتكر ياسين، وإن ضميره بدأ يوجعه.

كنت متوقعة إنه مش هيخرج، أو لو خرج هيتجاهلني خالص…
بعد شوية وانا لوحدي، عيني على باب أوضته بسال نفسي اخرتها اية، هنفضل كده ولا النصيب ممكن يتغير ونكون لبعض. 

في اللحظة دي، جيهان خرجت من أوضتها، صبّحت عليّا من بعيد ودخلت الحمام.
وبعدها حسن خرج يدور على حاجة.
فضل يبص حواليه لحد ما عينه وقعت على التليفون في الشاحن، أخده وبدأ يلقب فيه وهو جاي ناحيتي

قعد وقال:

– خالي باعت ولا عشرين رسالة، واكيد هو اللي متصل من رقم تركي.

كلامه فوقني وقلت بدهشة: 

– أكيد اتصل عليا كمان، بس أنا نسيت التليفون في البيت.

– ده كده زمانه اتجنن… بس أنا مش هرد. خليه يكلم ماما.

– علشان اللي حصل يعني؟

ابتسم بسخرية وقال:

– آه، اللي حصل وأنا مش فاكره. شفتي قبل كده حد يعمل مصايب وهو مش حاسس؟

افتكرت اللي حصل بينا… وصدقت إنه ممكن فعلًا ماكنش في وعيه. أصله لو كان واعي، مكنش عمل كده.
سألته بهدوء:

– مش حاساك قلقان يعني...

رد ببساطة:

– مش قلقان، بس مشغول… وعايز أعرف إيه اللي حصل. أصل هقلق ليه؟ أنا ماعملتش حاجة.

– على الأقل تتضايق...

قالها بعفوية ومن غير ما يفكر:

– كنت متضايق وهطق... بس إنك موجودة معانا، فـ أنا مشغول بيكـ...

سكت فجأة، وبص حواليه كأنه لسه فاهم هو قال إيه.
ضحكت وهو قام وسابني بسرعة.

بعد شوية، جيهان طلعت من الحمام، وجت عندي و واضح عليها الكآبة وقالت:

– صباح الخير يا بنتي.

ابتسمت وقلت 

– صباح النور.

– حسن كان هنا؟

– آه، كان هنا ودخل جوه.

– طيب، أنا هحضر الفطار.

– جاية معاكي.

#حسن

واضح إن الضرب اللي خدته وخبطة العربية مأثروش بس على جسمي... دماغي كمان باين اتلخبطت، ومبقتش عارف بعمل إيه.
والمصيبة إني كنت مبسوط، مبسوط بكل لحظة اتكلمت معاها فيها...
وحاسس إن ربنا بعتها لي علشان مايسبنيش لوحدي بعد اللي حصل.

رجعت أوضتي، وابتسامتي مش بتفارق وشي. كنت حاسس بالحرج من نفسي، بس بردو مبسوطه 
وأنا في وسط دوشة أفكاري، رن تليفوني... خالي.

الابتسامة اختفت من على وشي كأن حد شالها بالعافية، ورديت:

– ألو...

– ده صوتك عالي أهو...

– ايوووة،  قولي انك عرفت اللي حصل وفاجئني

– ودي حاجة تتخبي؟ إيه اللي انت عملته ده يا حسن!

– عملت إيه؟ هما قالولك إيه بالظبط؟

– قالوا قفشوك مع مرات صدام.

– هما مين اللي قالوا؟ صدام؟

–  أمك هي اللي قالتلي. بس إيه حكاية إنك مكنتش حاسس بحاجة دي؟ جبت الفكرة دي منين؟

قلتله وأنا مستغرب من نبرة كلامه:

– جبت ااالفكرة؟، إنت مصدق الكلام ده يا خالي ولا اية؟

– مش عايز استعباط يا حسن، إزاي تعمل كده؟! ده انت ختمتنا كلنا على قفانا!

ضحكت بخيبة وقلت 

– لا الف سلامة علي قفاكم يا خالي... طالما شايف إني عملت كده ومتاكد، يبقى مش هتناقش معاك، انا صح دخلت عندها وصدام لقانا في وضع مخل للاداب.

– إنت كمان هتعمل زعلان؟

رديت بعصبية، مبقتش اتحمل منه اي اتهام او اي نبرة متعجبنيش:

– عايزني أتكلم معاك ازاي، وإنت مصدق؟! ده صدام نفسه بقاله يومين لا اتكلم ولا جِه، شكله فهم إني مكنتش واعي.
وإنت... إنت اللي عارفني أكتر من أي حد، مصدق إني أعمل كده؟

– يعني إيه؟ طب اديني عقلك... لو انت شربت حاجة وغبت عن الوعي، ويسرا فضلت ساكتة لحد ما صدام جه، يبقى هي اللي دبرت.
ولو انتوا الاتنين شربتوا حاجة، يبقى في حد كان عايز يوقعكم.
أو بقى... مفيش غير الحل التالت.

– اللي هو إني طلعت هناك بمزاجي...

– إحنا بنتكلم يا حسن، متتعصبش كده.

قلت بضيق 

– خالي!، أنا سامع اللي حصل زيي زيك...
اللي أعرفه دلوقتي إني جسمي مكسر ووشي متورم، غير كده معرفش حاجة.
طلعت إزاي؟ حصل إيه؟ صدام لقانا فين وإزاي؟
اسأله هو، مش أنا.

_ بقا خلقك ضيق قوي،  ماشي يا ابو علي، المهم دلوقتي، رحمة فين؟ باتصل بيها مش بترد.

– عندنا...

– عارف، اديهاني

– اها

طلعت بالتليفون أدور عليها، لحد ما لقيتها في المطبخ.
ماما كانت شايلة الأطباق وطالعة على الصالة، فقالت:

– في إيه؟

– خالي عايز رحمة.

– ياربي نسيت اقولها، ادلها تكلمه زمانه زعلان.

قالتها ومشيت، وأنا اتقدمت عند رحمة ومديت إيدي بالموبايل من غير ما أنطق ولا ابصلها حتي
خدته مني وهي مستغرباني، وأنا مشيت على طول.
كنت متضايق إنه صدق فىّ بالسهولة دي، وكمان خلاني عايز أعرف إيه اللي حصل 

#صدام

جه الدكتور وبعد ما كشف عليها، سألتُه:

– ليه مبتتكلمش يا دكتور؟

رد وهو بيبص على الملف:

– ده عرض نفسي… لو فضلت كده بعد ما تتعافى، هتحتاج دكتور نفساني.

– يعني ملوش علاقة بحالتها الصحية؟

نزل ايده بالملف وقال 

– كل حاجة مرتبطة ببعضها. هي اتعرضت لعنف، والجنين مات في بطنها… الضغط النفسي ده كافي يخلّيها تسكت، حتى لو جسمها بيتحسن.

بصيتلها… وقلبي بيتعصر من الألم.
خرجت مني الكلمة من غير ما أدرك معناها الحقيقي:

– تقدر تخلف تاني يا دكتور؟

بصلي باستغراب لحظة، وبعدين قال:

– تقدر.

أومأت له من غير كلام، فاستأذن ومشي.

فضلت شوية ساكت، بستوعب إني سألت السؤال ده!
إزاي حتى فكرت إننا ممكن نبدأ من جديد؟ وأعوضها أو أعوض نفسي، وأنا اللي عملت فيها كده؟!
هي أصلاً ممكن تبص في وشي تاني؟

لسه بفكر، والباب اتفتح فجأة من غير تخبيط.

ما التفتش… ولا اهتميت بمين داخل، لحد ما سمعت صوته:

– قاعد جنبها ومتأثر؟… تبقى عرفت إن مفيش حاجة حصلت.

التفت ليه بتفاجأ. 
كان حضوره اخر حاجه اتصورها. 

واقف قدامي ووشه مليان كدمات، ورأسه متربطة، وعيونه فيها خليط ما بين الكره والاستحقار
ولأول مرة، معرفتش المفروض أحس تجاهه بإيه… كره؟ ولا حرج؟

فضلت ساكت، وهو انتها الي وقال:

– بتسأل نفسك إزاي قدرت أجي؟… هقولك.
لما لقيتك مجتش تعمل سبع رجاله وسكت، فهمت إنك عرفت إن مفيش حاجة حصلت، ولو اني بردو مستغرب، كان ممكن تكمل واهو الكل هيصدقك ما انت لقتني هناك.
ف انا جاي افهم ايه اللي انت شفته وسكت ليه. 
اصل الوقت ده مشطوب من حياتي، مش فاكر حاجة.
احكيلي، سامعك

قلت بجمود:

– اطلع بره.

حد من نظرته وقال 

– متقوليش اطلع، انا مش طالع غير لما أفهم.
ولو مفهمتش هاخد حقي دلوقتي.

ضحكت بسخرية:

– استرجلنا أهو،  بس سوري كان نفسي أدخل معاك في خناقة، لكن زي مانت شايف احنا في مستشف ويسرا بتموت قدامك.

– طول عمري راجل يا صدام  وانت عارف، انا لا بكدب، ولا بلف وادور، ولا بخون حتي لو كان اللي يتخان زيك انت، ولا قبلت على نفسي أتجوز واحدة علشان أغيظ حبيبها القديم بيها.

قولت بحدة:

– بقولك اطلع بره ، دور على اللي عايز تعرفه في حتة تانية.أنا لو كنت أعرف من الأول، مكنتش ضربتكم.

وقف لحظة وقال بابتسامة شبه منتصرة:

– آه… يعني اعتبر ده اعتراف إن مفيش حاجة حصلت؟

سكت… وبعدت عيني عنه.

مكنتش عايز اجادل… ولا اخش في صراع جديد.

بس هو قرب و وقف قدامي وقفت الخصم والخصيم وقال:

– يعني أنت مكنتش تعرف، ولو كنت تعرف مكنتش ضربتنا؟
يعني دلوقتي بتقول بنفسك إننا مغلطناش، ها؟!

استمريت في تجنب النظر ليه بدون رد ف فرك إيديه، وكمل:

– ماشي مش هضغط عليك، عرفت اللي عايز اعرفه… دلوقتي يسرا بين الحياة والموت،
لو عاشت تشوف هتنتقم منك إزاي على ابنها اللي مات.  بس أنا؟
لسه بصحتي… ومش هستنى عليك.

بصتله ورفعت حاجبي باستفهام وبنظره فيها  سخرية… بس الرد جه بسرعة، من غير تفكير.

لكمة قوية جات في وشي… وقعت على الأرض، من قوتها… أو من صدمتي إنه اتجرأ يعمل كده.

كنت لسه بحاول أقف، لكنه دفعني برجله، وقعت تاني.
قعدت مكاني، بتألم في صمت.

قرب مني، وانحنى وقال:

– لو المكان مناسب… وحياة الأيام السودة اللي شُفتها بسببك،
ما كنتش سيبتك غير لما أخلص منك القديم والجديد. 

قالها ومشي.

وأنا؟
ما حاولتش أقوم…
كنت لأول مرة في حياتي… مهزوم.
حتى جسمي خاني ورفض يدافع عن نفسه 

#رقية

التليفون مفارقنيش لحظة،
كنت مستنية اي اتصال او رساله منه تطمني، ومع عدم وصول حاجة.
حسيت نفسي بتخنق والدنيا بتضيق بي وعايزة اشم شويه هوا ينضفوا صدري المعكر من الحزن.

قومت من مكاني فتحت الشباك كانت المفاجأة لما شوفت الراجل واقف بعيد وبيراقب، ولما شافني اعتدل في وقفته وفضل باصصلي.
تواجهت عينينا للحظات وبعدين ناويت مسبهوش
وطلعت جري من الاوضة خرجت من البيت لقيته لسة هناك، روحت ناحيته بسرعه، كنت فكراه هيمشي ولسة هطارده لكن فضل مستني
بطئت حركتي بقلق وخوف من انه يتعرضلي، وقفت علي بعد مسافة مترين وقلت

_ انت مين وعايز اية..

سكت شويه وبعدين قال بابتسامة خفيفة: 

_ ازيك يا رقية...

قلت بريبة: 

_ عايز ايه..

_ هو حمزة مشي زعلان ليه..

قلبي وقع في رجليا بعد كلامه ده وحسيت بعدم الامان حتي وانا في بيتي وقلت بخوف:

_ انت هتقول عايز ايه، ولا  ابلغ عنك

_لما تقوليلي مشي زعلان ليه اقولك.

_ انت باين عليك مجنون، مفيش بني ادم عاقل يسيب حياته ويعمل اللي انت بتعمله ده..

زم شفايفه وبعدين قرب مني، تراجعت للخلف بخوف ف قال

_ عندك حق،  بس انا حياتي في اللي بعمله ده،  انا عايز انتقم من اهله فيه،  اديني قولتلك..

توسعت عيني بصدمة ف تابع وقال

_اهله ازوني كتير وهو ازاكي انتي،

مدلي ايده وقال

_ حطي ايدك في ايدي وتعالي ننتقم منهم سوا..

تراجعت للخلف وقلت بخوف

_ عايز تعمل في ايه، ولية انقذته لما انت عايز تموته..

_ مين قالك اني عايز اموته، انا مبعتبرش الموت انتقام، هستفاد اية من موته، انا مجهزله حاجة احلي، ساعديني وانا هخليكي تنتقمي منه وتاخدي كل اللي انتي عايزاه من عيلة فياض..

حسيت قلبي هيوقف وخوفي زاد بس كنت عاوزه اعرف ناويله علي ايه ف قلت والدموع بتنهمر في عيني بشكل واضح..

_فهمني الاول ناوي علي اية..

_ لما توافقيني ..

قلت بعصبية

_اوافقك علي اية، انت طبيعي ولا في دماغك حاجه..

_ شوفي يا رقية، انا عارف انك بنت ناس وغلبانة ويمكن متقدريش تعملي حاجه بس انا اقدر اعمل حاجات كتير.
 وانتي لما تحطي ايدك في ايدي ونتفق هتجيبيلي اخباره وانا هضطر اتفرغ لتنفيذ الخطة وانجز..

_خطة اية دي

_لما توافقي هقولك..

قلت بعصبية 

_لا ده انت بجد مجنون، انا بحذرك اهو انك تقرب مني ولا منه، قسماً بالله ابلغ عيلة فياض وامه لوحدها توديك في مصيبة انت فاهم ولا لا..

مردش ف قلت برجفة

_ سامعني ولا اقولهم؛..

قال ببرود

_ اوكي، انا قلت نحط ايدينا في ايدين بعض بس انتي شكلك متنازله عن حقك وسمعتك اللي اتوسخت بسببه، اه! ومتحاوليش تقولي حاجه مش هيقدروا يمنعوني..

قال كده وركب العربيه وسابني هتجنن وهموت من الخوف، طلعت اجري علي البيت واتصلت ي ب بسنت ف ردت عليا وقالت

_جيالك في السكة ..

_طيب بسرعه بسرعه..

_في ايه مالك..

_تعالي هحكيلك..

قفلت معاها وفضلت رايحة جاية لغيت ما الباب خبط جريت فتحت وقلت وجسمي كله بيرتجف من الخوف

_الحقيني..

مسكت ايدي وقالت بقلق شديد: 

_في ايه مالك..

_الراجل اللي بيمشي ورا حمزة..

_ماله..

قلت ببكاء

_طلع عايز ينتقم من اهله فيه وعايزني اساعده

قال بعدم استيعاب

_اية اللي بتقوليه ده، مين قالك انتي الكلام ده..

_ هو بنفسه..

_طيب اهدي بس، ياذيه ازاي وهو اللي وداه المستشفى..

معرفش معرفش هو قالي كده..

طيب بس اهدي مش ممكن اللي بتقوليه ده يحصل، لأن الراجل ده ابو حمزة 
تعليقات



<>